Rechercher dans ce blog

dimanche 29 décembre 2019

مقال بعنوان " ضباع العالم الجدد والاستثمار في دماء المسلمين " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



 
ضباع العالم الجدد والاستثمار في دماء المسلمين


البعض يتابع مجريات الحرب القائمة والدائرة بين عمالقة العالم من حيث التجاذبات السياسة والتهديدات الإقتصادية، أمريكا والصين من جهة من حيث التكنولوجيات، وأمريكا والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى من باب الثروات الطبيعية والحيوانية، فالصين وأوروبا أيضا تشوبها حرب شبه سرية في مجال التقنيات والملكيات الفكرية، والكل يرى اليوم ضحايا هذه الحروب الإقتصادية وتأثيراتها على المجتمعات المذكورة من حيث الناتج القومي للبلدان الضعيفة، الشيء المؤثّر على الدخل الفردي وقلّة الشراء الذاتي، فقد نرى مستقبلا انهيارا في اقتصاديات بلدان المعنية من خلال هذا التنافس اللاأخلاقي في مجمله، وستُجرَف بلدان التبعية في هذه الحروب اللامنتهية والواعدة بالتصعيد كضحية للرأسمالية المتوحّشة وللبلدان الناشئة كروسيا والهند وتركيا وربما إيران على سبيل المثال لا الحصر ..
المتابع لسياسات هذه الدول من حيث الاقتصاد إلى الثروات الوطنية مرورًا بالإستثمارات الداخلية والخارجية يرى أنّ هذه الدول تعتمد ومن حيث الأولويات على الطاقة بأنواعها ومشتقّاتها، فأمريكا أصبحت اليوم أكبر دولة نفطية في العالم من حيث التخزين والتسويق والاستثمار، وقد عدّ خبراء الطاقة أن الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2025 م ستصبح أكبر دولة مصدّرة للبترول بمقدار 22 مليون برميل في اليوم، إذ منسوبها سيصل إلى ما تنتجه اليوم السعودية وروسيا مجتمعتين، وهذه الثمرة من جهود عسكرية وسياسة براغماتية جعلت من أمريكا قطبًا أوحدًا تفنّن في مجال معرفة مفهوم الطاقة وما تمثّل كقوة اقتصادية هائلة، وما وصلت إليه اليوم نتاج حروب في العالم الإسلامي وفرض هيمنتها السياسية والعسكرية على بعض الدول وخاصة منطقة الشرق الأوسط الشيء الذي جعلها اليوم مكتفئة ذاتيًا من حيث البترول وما تصريحات ترامب مؤخرا حول الذهب الأسود ليست ببعيد، وكذا الاتحاد الأوروبي ومن خلال فرض هيمنته في بلدان المغرب الإسلامي والمنطقة العربية وفي إفريقيا عمومًا جعلت منه كثاني مستهلك للطاقة عالميا، إذ احتياجاته من بترول وغاز في تزايد يومي، فسياساته جعلت من البلدان المنتجة مرتعًا لحروب داخلية وخارجية وعرقية وإثنية وطائفية ليتبينّ له الإجهاض على الثروة من دون أي عقود حقيقة تجعله من المحتاج لا السيّد والمتحكّم في خيرات المسلمين عمومًا، فالغرب الرأسمالي عمومًا علِم من حيث تؤكل الكتف، فثروات بلدانه في ازدياد وصعود من حيث التقدّم والإزدهار، وانعكاسات ذلك من الاستحواذ على المقدّرات تُشاهد في المجتمعات الإسلامية من حيث الفقر في المجتمعات والحروب الداخلية وعلى الحدود في المناطق ذات الطاقة من السعودية إلى بنيجيريا مرورًا بليبيا والعراق ..
هذه السرقات المقنّنة داخل البلدان الإسلامية جمعاء من طرف ضباع العالم القديم والمستعمر الناعم (أمريكا وأوروبا) أعطت لبعض الضباع الجدد (الصين روسيا الهند) حجّة وانطباعًا ووسيلة وسُنّة في كيفية التعامل مع مثل بلدان الخيرات، وقد استثمرت الصين والهند من خلال تجارب أمريكا وأوروبا في كيفية التعامل مع الطائفية داخل حدودها وخارجها بدون أدنى اعتبار للعرقيات أو ما يُسمّى بالنسيج الإجتماعي داخل الدول المعنية، ناهيك عن دول الجوار حسب وزن الثقل لبدان الخيرات التي يُراد استغلال ثرواتها من أجل المنافسة مع كبار العالم، ومن المفارقات العجيبة والمتفاهم عليها أن مثل هذه التصرفات لا تخضع للأخلاق ولا للأعراف الدولية والمحلية، فديدن الضباع إهدار دماء الضعفاء من أجل بقاء مجتمعاتهم بمثل هذا التماسك السياسي والإقتصادي، فضباع العالم الجدد تعلّموا من أمريكا وأوروبا كيفية إذكاء الصراعات الخارجية من أجل السرقات المنتهجة، وفهِموا كيفية إدارة المجتمعات داخليا من حيث تشجيع العرق والطائفة، فما يجري اليوم من الصين اتّجاه تركستان أو شعب الإيغور ليس بالصدفة أو من فراغ، فقد تمّ اكتشاف في الأعوام الأخيرة ومن طرف شركة بتروتشاينا الصينية حقل غاز طبيعي ضخم يقدّر بـ 115.3 مليار متر مكعب في حوض تاريم بمنطقة سنجان في تركستان الشرقية، ولم تقتصر الأمور على هذا الاكتشاف بالنسبة لمنطقة الايغور بل تم مؤخرا اكتشاف أيضا أن المنطقة تتمتع بمخزون من النفط والذهب والفضة والبلاتين واليورانيوم والفحم، فلم تكن ممارسات السلطات الصينية من عبث مع شعب الإيغور بل لا تريد أن تصبح منطقتهم من أغنى مناطق الصين على الإطلاق وذلك لمخاوف مستقبلية من حكم ذاتي أو إلى أدنى حد أن يصير الإيغوريون من أغنى رجال الأعمال في الصين وهذا الذي أربك بيجين وساومت من أجله منظّمات حقوق الانسان وكبرى ديمقراطيات العالم بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للصين مقابل امتيازات مالية واستثمارات في بعض المناطق النائية من العالم، إلى تهمة الإرهاب ومخاوف المجتمع الدولي من التطرّف داخل تركستان حسب دراسات ومعاهد محسوبة على المال والكراهية للمسلمين عبر العالم ..

والأمر مطابق في بورما وعند شعب الروهينجا المضطهد، إذ ما يدور ويخص من أحداث تقتيل ونزوح هنالك كله من تحريض الصين عبر جنرالات ميانمار، إذ منطقة رانغون أو أراكان هي أرض ومحيط الروهينجا التاريخي، فالطائفة لم تكن في عداء مع الطغمة العسكرية إطلاقا قبل اكتشاف حقول بترول وغاز ضخمة على أراضي المسلمين في هذا البلد ذات الطوائف والعرقيات المتعددة، والسبب يعود إلى أن جنرالات ميانمار استولوا على أراضي الروهينجا وجعلوها تحت تصرف الصين وذلك بعد أن تبيّن أنّ المنطقة من أغنى المناطق في خليج البنغال، وحتى لا يتم استغلال الأمور سياسيا وكشف خطوط اللعبة بين الصين وجنرالات بورما لقد عهِد البلدان الأمر إلى أنّ تُدار الأمور عرقيًا فأدخلا في الصراع الخفي عنصر الطائفية من البوابة البوذية الشيء الذي أعطى للصراع انطباعا دينيا عرقيا طائفيا بحتا، وحتى لا تتدخل الأمم المتحدة في الشأن الداخلي لميانمار، ومن عجيب الامور أن الديمقراطيات الكبرى كافأت حكّام هذا البلد بتاج نوبل للسلام لتغطية جرائمه وجرائم من خلفه حقيقة ...
وما نراه اليوم أيضا في كشمير ما بين الهند والشعب الكاشميري المسلم والقابع تحت سيطرتها ونفوذها والذي دخل اليوم في مسألة القومية والوطنية إنّما ذلك مما يحتويه إقليم كشمير من موارد طبيعية وخاصة أنّ المنطقة تعتبر أكبر خزّان مائي طبيعي في العالم، فالأمر بالنسبة للهند من الأمن والعمق الاستراتيجي لها، إذ صراع المياه في بدايته حول العالم والهند قد تسابق الجميع من حيث المخزون والاحتياطات الشيء الذي سيجعلها لا تلتفت إلى العرق أو الطائفة التي تحتها مثل هذا السلاح الاستراتيجي المستقبلي، فضباع العالم الجدد متعطّشون للدماء وخاصة دماء المسلمين من أجل أن تعيش طوائفهم الأخرى وعلى أشلاء المهمشين، فقد استنّى الجميع من دول حقوق الحيوانات اليوم وكيفية معاملتهم للمسلمين، وأن المفعول به يظل المسلم الذي لم يفهم مكانه من هذه الثروات التي حباه الله بها ناهيك عن محلّه من هذه الصراعات في مجملها..
فمسألة تحييد المسلمين من الثروات التي في مناطقهم وعلى أراضيهم أصبحت مسائل داخلية تعتريها طوابع ومطامع أحيانا طائفية ومن جماعات داخلية لا تريد أن يشار إليها كأنها ميليشيات حكومية، وأحيانًا دولًا بعينها من تقف وراء هذا التطهير العرقي خراج هذا الصراع والدماء المسالة وبدون أي محاسبة أممية أو قانونية رفاهية المجتمعات المذكورة، فعلى المسلمين اليوم أنّ يدافعوا على ممتلكاتهم وأرزاقهم وأن يكونوا ولا يكون الآخر مهما كان لديه من قوة، ففي الحديث : من مات أو قُوتِل دون ماله فهو شهيد، فحيّا على الزناد ..
السلام عليكم ..

===============
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 3 جمادى الاولى 1441 هـ الموافق لـ 29/12/2019 م










Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire