Rechercher dans ce blog

dimanche 30 décembre 2018

مقال بعنوان " ما وراء خروج أمريكا من سوريا فجاة " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



ما وراء خروج أمريكا من سوريا فجأة ..!!

من المفارقات العجيبة أن دونالد ترامب الرئيس الأمريكي هو من كشف ويكشف يوما بعد يوم للمسلمين جميعا أن آل سعود ما هم إلا أداة تركيع للأمة بالمال والفتوى للصهيو-الصليبية العالمية، فقول ترامب أن لولا أمريكا لكانت اللغة الفارسية اللغة الرسمية في السعودية من باب شدِّ العصى ما بين إيران والسعودية كأدوات توازن في المنطقة العربية وكمذهبين تحرّكهما أمريكا كيف تشاء لخدمة مشروعها القومي، فأمريكا لم تسلّ لطهران أربعة عواصم عربية من فراغ، فحتى استراتيجيّتها قائمة على النفخ في كير العمالة ولكن يخدم على المدى البعيد الصهيونية الجارة، فالسعودية وحلفها اليوم تريد تطبيعا بعد نضوج سياسة مرنة من يوم اتفاقية اوسلو إلى تولٌي سلمان بن عبد العزيز شؤون المملكة وخاصة بعد أن جعل ابنه محمد زمام السياسة الخارجية ضمن أولوياته لتولي العرش بعد أبيه وعن قريب ..
فإقدام أمريكا فجأة على الخروج من سورية ليس بالفهم السطحي الذي يراد له أن يُفهم بسرعة البرق كقراءة مقال لخاشقجي أو هرطقة تنويرية للشنقيطي أو تمييعا للسياسة الشرعية من طرف المطيري، فأمريكا صاحبة الحسابات بعد المبادرات والسياسات في المنطقة العربية، فخروجها اليوم من المنطقة شكليا كان بتفاهمات مسبقة من الثلاثي اللاعب في الأزمة السورية وهي أمريكا والسعودية وتركيا، ومهندس الاتفاق ما هو إلا وزير خارجية ترامب "بومبيو" وما كانت زيارته الأخيرة للسعودية إلا ترتيبا للتفاهمات التي أعلنها اليوم الرئيس الأمريكي ترامب من خلال إهداء سوريا لأردوغان تاركا القوى الأخرى في حيرة من هذا الانسحاب المفاجئ من كُرد وسلطة مركزية لبشار مرورا بإيران أحد اللاعبين في الأزمة السورية ..
الشاهد من هذا الاتفاق أنها كانت صفقة جهنّمية لطي مشكلة خاشقجي نهائيا بإشغال الكونغرس بالانسحاب المفاجئ مما أدى إلى خلاف حاد بينه وبين كلبه المسعور " ماتيس " تكلل باستقالة في آخر المطاف، والأمر كذلك بالنسبة لتركيا أن لها ما تريد مع الأكراد بعد نهاية صلاحيّتهم، وقد توعّدهم اردوغان بالسحق والحرب من قريب، كما أن السعودية تعهّدت بإعمار سوريا عند التسوية وفتح صفحة مع النظام السوري، فزيارة البشير كانت من إيعاز بن سلمان لحمل رسالة لبشار مفادها بناء ثقة إقليمية من جديد بعد تصريح ترامب انتصاره على داعش شكليا ومرحليا، فالكل اليوم يعمل على تهدئة الأمور في سوريا والانتصار إلى ما حقّقه بشار على الأرض بمساعدة روسيا ..
إن ترامب حقّق للسعودية اليوم ما لم يحققه لها أي رئيس سبق، وكان ذلك خطة محكمة من صهر ترامب ونتنياهو لإخراج ابن سلمان من عنق الزجاجة بطرح فكرة الانسحاب من سوريا وترك زمام المبادرات السياسية في يد تركيا وإيران والمنشورات العسكرية ضد داعش لروسيا وإسرائيل، وتبقى أمريكا صاحبة الاستراتيجية واليد العليا في المنطقة تدخل إليها وتخرج منها حيث اقتضت الضرورة، ولكن الأمور كما نص العقلاء من الاستراتيجيين والمحلّلين أن ما أقدمت عليه أمريكا هو هروب من المعركة الطويلة النفس والأمم ضد داعش، وأن في الحقيقة خاشقجي هو من أنقذ أمريكا وترمب من هزيمة مدوية في كل من سوريا وأفغانستان، وأن السعودية ما هي إلا إنما في يد أمريكا، وأن المال لا يمكن أن يحل ما فوق طاقته من أرقام صعبة وما اللاعب في كل هذه التفاهمات يلقى نفس داعش في مقاتلة ومحاربة الجميع بعيد عن السياسة والمال...
السلام عليكم

====================
كتبه : نورالدين الجزائري
بتاريخ 15 ربيع الثاني 1440 هـ الموافق ل 24/12/2018







mardi 23 octobre 2018

مقال " كلمة أخيرة في مقتل خاشقجي " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



كلمة أخيرة في مقتل خاشقجي ..


لا شكّ أن مقتل خاشقجي كان حادثا مؤسفا عند البعض ومُستراح منه عند البعض الآخر، فالذين دافعوا عن دمه وطالبوا برؤوس من كان خلف الجريمة لم يطالبوا بدمه كاقتصاص من القتلة، بل تاجروا بدمه في سوق السياسة العفنة والنجسة، واستثمروا القضية لصالح مشروعهم الخبيث وسياستهم الوضعية للإطاحة بالخصوم والذين لا يقلّون جرما منهم، فدم خاشقجي كان أيضا مسرحا للثأر من أصحاب الثورات المضادة وليس عجبا مما آلت إليه قضية مقتله على المسموع العالمي، والمسلم المطالب للحق وإحقاقه لم يكن لاتخاذ موقفا ضد موقف أو انحياز لجهة ضد جهة ممن تصارع في دم خاشقجي، بل من الإنصاف أن يحبس المرء أطروحاته ولا يجعلها تتناسب مع أي كان، بل من مصلحة المؤمن أن لا ينتصر المتصارعان في هذه القضية ويرجو من كل هذه التجاذبات أن تخيب ويذهب ريحها في أسواق المساومات، وها قد تحقق ما كنا نصبو إليه ..
وأقول أن كل هذه التجاذبات والمعارك الجانبية وهي من السياسة الوضعية المنبوذة شرعا سيكون خراجها في ثمرة السياسة الشرعية، فهي القادرة على الإنصاف وأخد الحق من المجرمين، وإرجاع الحقوق كما تصوّرها الشريعة كما في هذه الاحداث، والمؤمن يفرح لعدم تفوّق طرفا ضد طرف آخر لئلا يفتتن الناس في العدالة الوضعية، فلابد من القصاص من كل هؤلاء المجرمين في حق الأمة والدماء التي سالت وديانا وأنهارا ولم يتحرّك عندهم ساكنا يوما ما، بل هؤلاء في أجندات مرسومة وكل يخدم جهته لإرضاء الغرب وعلى رأسهم أمريكا، ولن تتحقق العدالة للمستضعفين إلّا عن طريق الشرع، فاعرفوه تعرفوا أهله ومن يقاتل في سبيله ..

السلام عليكم  ..

================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 23/10/2018


jeudi 18 octobre 2018

مقال بعنوان " فن الاختراق " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


فن الاختراق

إن ‏الغرب عمِد وبتوافق مع كل الأنظمة الوظيفية في المنطقة على خلق توتّرات سياسية لخدمة منصبه كشرطيّ على الجميع، هدف يبقيه سيّد المنطقة واستمرارية لحكمها، فالصراعات القائمة من هذا الهدف الإستراتيجي لإبقاء أمريكا كمحور لفض النزاعات والتحاكم إلى محاكمها الأممية في كل نازلة صغيرة وكبيرة. ولاشكّ أن أمريكا وروسيا تعلّمتا من تجربتهما السابقة إبّان الحرب الباردة الكثير والكثير في كيفية إدارة هذه الصراعات والتحكّم بمفاصلها وفصولها، فكم حرّكتا من دول ومنظّمات وفصائل مقاتلة خدمت تحت سياستهما لأجنداتهما، فاستنساخ تجربة الحرب الباردة في المنطقة اليوم بين ايران والسعودية من ‏تجربتهما للتحكّم في الجميع، واستنساخ تجربة فصائل أفغانية أمريكية وماركسية روسية في سوريا اليوم كما  كان أمرهما مع غرب آسيا وأمريكا الجنوبية من إدارة وفن سياسات الحرب الباردة، ومن الحمق أن تجد من ليس له باع على منبر داخلي كبير يريد أن يصارع القطبين بسياسة زعرانية ومن حكّ الحمير ..
‏ إن أمريكا وروسيا ومن ورائهما الحكومات الوظيفية قسّموا وبتوافق الجميع الفصائل السورية إلى معسكرين أمريكي وروسي، واسنَدَا إدارة الصراع إلى فرعين متناحرين عقديا في الظاهر وحضاريا في الباطن حتى يُحسنا قبضة الجميع من حكومات وفصائل مقاتلة على الأرض، فجلّ من على أرض سوريا مُتحكّم فيه وإن لم يكن يدري أو يعلم، فإطالة الحرب في سوريا مقصود ومن فن اتقان الصراعات وإخضاع الجميع في الأخير إلى سياسات معيّنة وإلى شبكة عنكبوتية لا يكاد ينفكّ منها أحد إلّا وانتُزع منه ما كان يطلبه في بداية الصراع، والقتل الممنهج للرافضين للهيمنة من هذا القبيل حتى لا يكون في الساحة إلّا من عُجِن وصُنِع على أيدي مخابراتهما وأفراخ مخابرات المنطقة والمنخرطين في الصراع، وما بروز ضفدع والجولاني والمحيسيني وأشباههم من جهة وآخرين من الحرّ من فن الاختراق الذي حصل عند انطلاق الصدام، فالغرب عمِد على بروز مثل هذه القيادات السياسية والعسكرية لإفراغ محتوى الصراع وفكرة الجهاد فأمريكا وروسيا نجحتا لحد الآن في كسب المعركة ومحاولة طيّ ملف الصراع القائم في بلد محوري وذو أهمية استراتيجية عالمية، وحارس للعلمانية والتوازنات في المنطقة، وإرجاعه إلى بيت الطاعة خدمة لتفوّقهما ونفوذهما، وحفاظا على قاعدتهما المتقدّمة اسرائيل من الزعزعة وخلط للأوراق وللصراع ..
لذا فيمكن القول أن المعركة في سوريا كسبها الغرب وبأيادي أبناء المسلمين، بسب الجهل بالعقيدة ، الجهل بباب الجهاد والمغازي ، الجهل بفهم ابجاديات السياسات الوضعية ، الجهل بالتوازنات ، الجهل بفن الصراعات ، الجهل بعقلية الأعداء في اذكاء الانشقاقات و الجهل بواقع الحال والمآل  .
السلام عليكم .. 
=============================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 09 سبتمبر 2018

مقال بعنوان " ما وراء مقتل جمال خاشقجي " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


ما وراء مقتل جمال خاشقجي ..

لاشكّ أن اختفاء رجل الإستخبارات السعودية سابقا والصحفي والإعلامي الشهير فجأة من الأمور المحيّرة في عالم الألغاز، فأكاد أن أجزم أن أمر اختطاف وقتل خاشقجي كما يُروّج له لم يخطر على أشهر المؤلّفين للقصص البوليسية والإستخباراتية مثل أقاثا كريستي، بل الأدهى وللاستفهام كيف برجل مثله ينساق بسذاجة لحتفه وهو المقرّب من الدوائر السرية في الديوان الملكي بجميع غُرفه، وكيف أُعطِي له الامان باستلام ما ذهب إليه من أمور إدارية في قنصلية السعودية بتركيا وقد أُبطيئ له غرضه في قنصلية السعودية بأمريكا، فهل الرجل كان بهذه السذاجة المطلقة فعلا، أم استُدرِج ليكون كبش فداء لما ستؤول إليه الأحداث برمّتها، ومن أصلا المستهدف في هذه العملية التي قيل أنها اغبى عملا استخباراتيا في الثلاثين السنة الماضية ..
إن من الشخصيات الأكثر إثارة وجدلا في المنطقة العربية خاصة والدولية عامة لاشكّ أنه وليّ العهد السعودية محمد بن سلمان، والكل رأى كيف أزاح الخصوم من طريقه ليصل إلى ما هو عليه الآن بدءً بمناوئه الحقيقي محمد بن نايف وانتهاء إلى الأمراء وقضية فندق الريتز الشهيرة، وكيف ابتزّ الجميع سياسيا وماليا، وقد انتصر عليهم واسكتهم ومضى في خططه الإصلاحية ورؤيته للسعودية 2030م، وذهب إلى أبعد من ذلك عندما حلّ ركيزة أهم ركائز الحكم في السعودية وهي هيئة الأمر بالمعروف وكيف استبدلها بهيئة الترفيه، وكيف أزاح بعض الدعاة والمصلحين المحسوبين على الولاء والطاعة، وقبل ذلك فالرجل هو مهندس عاصفة الحزم لإبراز فعالية قوّته وحنكة حكمه، وهو من أعطى أزيد من نصف ترليون لسيد العالم بلا منازع ترمب كمقايضة على عرش المملكة وحكمها، فالرجل من شدّة حرصه على اعتلاء العرش أصبح آحادي القطب والفكر ومهندس خط سير المملكة لعقد من الزمن مستقبلا، فهل الرجل بهذه السذاجة حتى يرتكب حمقا عند آخر درج او سلّم لاستلام الحكم في السعودية، أم الرجل ليس بصاحب مستشارين وصبي التصرّف كما يحلو لخصومه السياسيين أشخاصا كانوا أم بلدان، وهو المقرّب من الدوائر الاستخباراتية الأمريكية ومن مستشارين أمنيين اسرائليين وآخرين سياسيون آخرهم توني بلير ..!!
فلا شكّ أن مقتل أو اختفاء خاشقجي في تركيا وفي قنصلية السعودية ليس بالأمر أو الفعل العبثي ولم يُحسب له ألف حساب، بل اختيار تركيا لاختطافه وقتله مدبّر ومدروس ولحاجة في نفوس بعد الدوائر الاستخباراتية الإقليمية والدولية، ومن السذاجة بما كان أن أعتى المؤسسات الأمنية مثل سي.أي.أي أو الموساد أو MİT  (جهاز الاستخبارات التركي) لم يكونوا يعلمون بمثل هذا العمل، بل من القبح أنهم استفاقوا بالعملية بعد تنفيذها، وهل سذاجة ابن سلمان تفوّقت على ذكاء هاكات فيدان مثلا، أم خاشقجي لم يكن بتلك الشخصية المثيرة مؤخرا حتى لا يتم تعقّبها أو تتبع تحرّكاتها، وهو الذي أصبح من الخصوم الأقوياء لسياسة ابن سلمان الداخلية ولسياسة حكّام المنطقة إقليميا، فجمال خاشقجي اتّبع مؤخرا خط سير لم يرضي ابن سلمان سياسيا، فالرجل أصبح وبفعل فاعل من المدافعين عن دمج الإخوان المسلمين مرة أخرى في المنطقة العربية ونادى بالثلج معهم، بل انتهج في عدة لقاءات فكرهم شكلا وإن عارضهم مضمونا، فمواقفه الأخيرة أحرجت بن سلمان داخليا وعلى الصعيد الدولي بدافعه في مجلة النيويورك-تايمز عن الدعاة والإصلاحيين السعوديين المسجونين وخاصة منهم النساء، فالخصومة كانت بادية العيان للمراقبين بينهما والشرخ اتّسع عندما أصبح مقيما في عاصمة "الإسلام السياسي" مبديا آرائه السياسية والاقتصادية بنكهة إصلاحية غير التي تبناها ولي العهد محمد بن سلمان ..
فإن الإقدام على تصفية شخصية مرموقة ومعروفة عالميا بمواقفها السياسية اتّجاه الوضع العام بالمملكة وخاصة في المجال السياسي الاقتصادي الإصلاحي وليس السياسي للحكم كجمال خاشقجي وفي أرض سعودية (السفارة) لمِن الجرأة على تحدي كبار العالم، فهل ابن سلمان أحمقا وساذجا إلى هذا الحد من الغباء وهو الذي لم يستلم حكم السعودية قبل، أم العملية من تأليف وتنسيق بعض مخابرات المنطقة وأخرى دولية لاستئصال أحد أعمدة الإسلام السياسي وإن لم يكن من أصحابها بعد أن تم القضاء على أوكار الربيع العربي وخاصة استرجاع سورية إلى المنظومة الدولية، ومن ثمة البدء بزعزعة حكم أحد أقطاب وأعمدة الإسلام السياسي والقضاء على حكمه، فهل يكون خاشقجي البداية لإنهاء الانقلاب على حزب التنمية والعدالة التركي كالذي كان في 2016 ولم ينته، فالعاقل لا يمكن إلا أن يبصر من هذه الزاوية، وأن تصفية خاشقجي يُراك بها رأس اردوغان بمعاونة الدولة العميقة في تركيا وبتنفيذ من مخابرات المنطقة وبتخطيط دولي عالي المستوى ..
فتركيا اليوم منبع كل المناوئين لسياسة أمريكا في المنطقة، وقد وجدوا ملاذا آمنا فيها وحماية سياسية من اردوغان بعد تبنّيه القضية الفلسطينية من جديد وعدم مباركة صفقة القرن، فالمساومات ستكون على أشدّها في الأيام المقبلة، وملف خاشقجي سيكون الشرارة لاقتلاع اردوغان من حكم تركيا، فرأسه بمثابة القضاء على رؤوس الربيع العربي ووأد حركات التمرد في العالم العربي، ولن يهنأ بتل البعض إلا بالانقلاب على اردوغان وحكمه، فاختيار تصفية خاشقجي في تركيا تحديدا بهذه الطريقة لهو ضرب من الإقدام على ما هو أكبر من خاشقجي، والكل له مصلحة في إنهاء الإسلام السياسي حتى تقاد شعوب المنطقة إلى سياسات أمريكا وإسرائيل فيها، فصفقة القرن بمثابة صراط للعبور إلى ما بعد الربيع العربي أو السقوط في مقارعة الشعوب وهذه المرة ستكون نهاية حكم لأعداد من البلدان العربية والتوجّه إلى فوضى عارمة لا يُحمد عقباها في الاجل القريب والمتوسط ..
فإن المراقب والمتتبع لأحداث المنطقة وتسلسل الأحداث فيها يرى أن مخطّطيها لا يعملون من عبث أو سذاجة أو حمق كما يظن البعض، فتصفية خاشقجي باركت العملية عدّة دوائر استخباراتية محلية ودولية، ومن الهبل أن يظن البعض أن ابن سلمان بتصفيّته لخاشقجي قد وقّع على شهادة وفاته سياسيا، فهذا غباء وسذاحة، فالسعودية لها وزنها وثقلها دوليا مالا يعلمه إلا الله، والإطاحة كما يظن بملك آل سعود سيزول بزوال الأسرة الحاكمة، فالمملكة شريان أمريكا ورئة الغرب اقتصاديا، فزعزعتها بزعزعة أمن واستقرار الاقتصاد العالمي، ويكفي الغرب ويلات من حربه على الدولة الإسلامية واسترجاعه لحكم المنطقة العربية بعد موجة الربيع العربي بالنفس والنفيس وأموال طائلة، والوقت قد حان الآن لعرّاب الخراب لاستئصال الإسلام السياسي ومنبعه ومن يحميه، ففي الأيام القادمة تركيا وزعزة أمنها وغدا قطر ومصدر القلاقل والإشاعات، وإن غدا لناظره لقريب ..
وأخيرا وليس آخِرا، فإن إزاحة خاشقجي من المشهد الإقليمي والسياسي شرارة لعرّاب مسك العصا من الوسط في المنطقة لاستئصالهم، فالعملية بمثابة قول بوش إما معنا أو ضدنا، فالسعودية الرسمية صامتة لحد الساعة من العملية وهي بمثابة امتصاص هول الحدث وتداعياته، وتركيا متأنية لحد الآن من إعلانها لما عندها من أدلّة تتّهم فيها السعودية، فكلا البلدين متحفّظ على التصريحات وينتظر كل واحد منها الآخر لإبداء ما عنده من أقاويل، فبمجرّد الإعلان عن انتهاء التحري في مقتل خاشقجي والادلاء بالنتائج سنرى دخول السعودية وتركيا في حرب ديبلوماسية لا نظير لها، وسيتمّ الايعاز إلى خلاية نائمة من أقليات بالبدء في زعزعة الاستقرار حتى الانقلاب التام على اردوغان، وما قول ترامب للسعودية بدفع الأموال لأمريكا لرسالة لبدء عملية كبيرة في إزاحة حزب العدالة والتنمية من حكم تركيا، والشيك على بياض جاهز للامضاء، والأيام حبلى المفاجآت مع ترامب وابن سلمان وصاحبهما الثالث بنيامين ..
السلام عليكم ..

==========================
كتبه: نورالدين الجزائري
 04  شهر صفر 1440 ه الموافق ل 13 اكتوبر 2018

مقال بعنوان " خاشقجي الرجل الزئبق " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


خاشقجي الرجل الزئبق

 لابد أن يُعلم أن شخصية جمال خاشقجي من الشخصيات المهمّة في السعودية خاصة والمنطقة والغرب عموما، فالرجل خرّيج الدوائر الاستخباراتية السعودية، وقد شارك في حرب أفغانستان بإيعاز من الأمن السعودي لتقييم المرحلة والشخصيات المؤثرة عند ظاهرة الأفغان العرب ..
فخاشقجي كان مقرّبا من العائلة الحاكمة في السعودية، وعمِل كمستشارا لبعض أمراء الديوان الملكي، وانتهى به الحال إلى السفارة السعودية في لندن كمستشار خاص لسفير آل سعود في بريطانيا، فالرجل كان معروفا بمواقفه السياسية في الشأن الداخلي السعودي الشيء الذي أجبره للتحزّب لأمراء دون آخرين في الأسرة الحاكمة لكن تدهورت علاقته إبّان حكم عبد الله مع الديوان الملكي خصوصا في شأن الحريات العامة في السعودية، الشيء الذي عزّز موقفه مع الأمير طلال بن سعود واستعمله كورقة ضغط خاصة به ومنها فُتِح له مجال الإعلام المرئي والسمعي ليصبح بعد فترة  مديرا عاما لقناة إخبارية سعودية في البحرين ليوم واحد فقط وأغلقت فورا لانتقادها الأسرة الحاكمة في البلد المضيف..
ولقد أدرك خاشقجي أنه رقم صعب في الديوان الملكي وأن عليه أعين لإسكاته خاصة بعد تولي سلمان بن عبد العزيز للحكم وابنه محمد كوليّ للعهد، الشيء الذي اضطرّه لطلب اللجوء الشبه سياسي لأمريكا ومنها فُتِحت له صفحة خاصة به في مجلة الواشنطن- بوست، كان من خلالها مؤيّدا لسياسة ابن سلمان الإصلاحية في بداية الأمر، ثم انقلب عليه لاحقا ..
ولأنه رجل مخابرات وتكوينه أمني محض، فقد استعملته الاستخبارات الأمريكية كورقة ضغط على آل سعود في قضية الحريات العامة من جهة، ومن جهة أخرى أوعزت إليه مهمّة القرب من دوائر ومركز الربيع العربي والذي هو في تركيا، والانطواء تحت عباءة إصلاح الشأن العربي من باب عدم إقصاء أي طرف أو فريق ونسج الثقة بين حكّام المنطقة والإخوان المسلمين للقضاء على الإسلام الراديكالي (داعش) . وقد نجح في مهمّته بمساعدة الأمريكان خاصة في شد العصا من الوسط بين الإسلام السياسي والحكم الوراثي الشيء الذي أعطاه أهمية عند الإخوان حتى ظنّوا أنه منهم بمباركة امريكية، لكن مع موجة الاعتقالات للإصلاحيين عند انتهاء دورهم في تجريم داعش وكان ذلك بموافقة أمريكية محضة، لم يتبق لمحمد بن سلمان إلا خاشقجي كحربة للاسلام السياسي الديمقراطي الليبرالي المنشود والمقبول كبديل للأنظمة الوراثية في المنطقة، فالرجل أصبح رقما مزعجا وكالزئبق من الكم الهائل للمعلومات الذي يمتلكها، فكان لابد من تصفيته ..
فيمكن القول أن المعركة كُسبت من قبل أصحاب الثورات المضادة للربيع العربي، فداعش في نظرهم لم تعد بذلك الخطر التي كانت عليه، وبشار استعاد تقريبا كل سوريا، ولإعادة غربلة المنطقة من جديد يستلزم كبش الفداء، فأمريكا والسعودية والإمارات وجدوا الشخصية المناسبة لذلك وهو خاشقجي الذي بتصفيّته ستُخرج أوراق وملفّآت قديمة ستكون من خلالها زعزعة بلد بعد أن فشلوا في محاولة انقلابية في ٢٠١٦م والأمر جلل.
يُتبع  بمقال " ما وراء مقتل جمال خاشقجي " 
السلام عليكم
=========================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 09 اكتوبر 2018

jeudi 20 septembre 2018

مقال بعنوان : " سلسلة الحرب على ادلب ... الجزء 2 : بنادق في الميزان " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



سلسلة الحرب على إدلب
الجزء الثاني : بنادق في الميزان

" يا أبا بكر .. أغلق بابك، وليسعك بيتك، واعبد ربّك حتى يأتيك اليقين " .. هذا الكلام قاله بعض الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- للصدّيق لمّا ارتدّت بعض قبائل العرب ومنعت الزكاة، وأصبحت المدينة المنوّرة خالية تقريبًا من الجند، وذلك عندما كان جيش أسامة في الشام، فقال خليفة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حينها : " أقاتلهم وحدي حتى تنفرد سالفتي".
كيف ولا، والصدّيق يعلم عبئ الأمانة واستخلافه فيها، أمانة اليوم أكملت لكم دينكم، أمانة العقيدة، أمانة وحدة الصف وقتال كل طائفة ممتنعة، فقد وضع الصدّيق خطّا أحمرا واحد، ألزم الجميع فَهْمه وما يريد عند أوّل اضطراب في المجتمع الإسلامي فقال: " والله لو منعوني عقالا  كانوا يؤدّونها لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لقاتلتهم عليها "، فكيف بك اليوم يا خليفة رسول الله، ويا أطهر قلب وأنضج عقل وأبعد بصر بعد خليلك لو كنت معنا ترى ما آل إليه إسلامنا، واعتقادنا، وفهمنا للنوازل والفتن وعرضها على من كفر بسياستك، وتنكّر لقتالك للمرتدين، فإنّك أوّل الإرهابيين وأوّل من سنّ قتال "المسلمين" من أجل خرية الإعتقاد، كيف ولا وعقيدتك اليوم اجتمعت عليها كل ملل ونحل الكفر تريد استئصال فهمك ونظرتك ودفاعك عن عقال تُؤدى بحقّها ..
فإن ممّا آلت إليه الساحة الشامية اليوم من سواد في الآفق، وانسداد في الطرق، فمِن الكذب على الله ورسوله، وأصحاب نبيّه، في فهم النوازل وإنزال الأفهام على ما جَنَوه من أفهام وانحرافات في فهم دين الله والسياسة الشرعية ومقاصدها، فالقاعدة الأصولية المعروفة بيّنت ذلك عيانا أنّ ما بُني على فاسد فهو فاسد أساسا، فلن يصلحه المنحرفة ولو ادّعوا سلامة الطريق والرؤى، فكم من نصيحة قُدّمت أن المهالك في الفهم تردفها المزالق في العمل، فما أشبه القوم في المضمون بملوك الطوائف سياسة لا عقيدة، وما خُطى اليوم إلّا آثار البارحة، فقد ظنّ أمراء وملوك الطوائف وأتباعهم أنّ بموالاتهم للفرنجة في الأندلس ظنّوا أنهم يحمون ممالكهم، وكانت سياساتهم كسياسة القوم في الشام من رؤية وعمل في التنازلات على الارض والحِيض حتى أخرجهم الفرنجة من كل الأراضي التي كانت تحت سلطانهم، حينها بكوا بكاء النساء وكلّنا يعرف مقولة أم أحد آخر أمراء الأندلس، فعدم فهم ما يدور من حولك ومن أمامك وورائك يجعل أعداءك يستعملونك كأدوات للتغوّط والتبوّل بعد قضاء حوائجهم منك، فبعد أن كانت كل أوراق الضغط على الطاغية بشار وأزلامه من الرافضة الملاعين ومن وراءهم الصلبيين واليهود الحاقدين فإذا بانقلاب المفاهيم فجأة وتحوّل البوصلة إلى جهة أخرى أصبح على إثر ذلك المخلص مخرّبا والمخرّب مخلصا، فتحوّل الصراع من عدو صائل إلى صراع على المصطلحات، وإلزام الطرف الآخر إلى الفهم بقوّة السلاح وإن استعان بالمتربّصين الذين كانوا يراهنون على مثل هذا الانشقاق الفكري بعد أن يئسوا من سطوة الحق على باطلهم وما كانوا يأملون، فأفرغت طاقة أبناء الأمّة من هدفها الرئيسي، إلى أن أصبح القتل والتقتيل لأبناء السنة بأمر من العلوية والمجوسية والملاحدة وآخرين، وكلّنا يتذكر كيف غدر من سلك سبل التدرّج والتنازل عمّا خرجوا وأُخرِجوا من أجله، وبعد أن كانت البندقية صوب النصيرية إذ بالتحريف يسوق معظم المسلّحين منادين بالعصبية الوطنية والمنهجية والتنظّيرية والحزبية، وما دعواهم تلك كانت إلّا لإفراغ مضمون الجهاد من محتواه وأهدافه، فنجت الفرنجة والعلوية والمجوس والصهيونية على ما أصاب القوم من جنون إرجاع البندقية إلى الذات، وساهم في ذلك علماء سوءٍ وسرورية وإخونج ملاعنة وتنظيرية، وعلى إثر ذلك أخذت السنن طريقها بالبطش بمن زاغ عن جادة الطريق وانحراف العقيدة والمنهج، وتباينت الصفوف إلى أن بقي فصيلا واحدا ثابتا على مبادئه وأهدافه كما ثبت الصدّيق -رضي الله عنه- أمام الطائفة الممتنعة ..
فتكاد الساحة الشامية تجزم اليوم أن جل الفصائل المقاتلة قضت على مشروع أمة أو أخّرته لعقود بسبب سذاجة من تصدّر الصفوف، وبسبب منظّرة كراسي ظنّوا أن طريق تحرر المسلمين لا يجوز إلّا عن طريق رؤيتهم وإرشادهم للفصائل أو العزوف، وبارك عملهم علماء تحت عباءة السلاطين والملوك، وقالوا بنبذ التطرّف وعدم إرهاب مشاريع الغرب في المنطقة وإلّا لا دعم مالي ولا عتاد حرب ولا أشياء كانت من المألوف، فالكل له كفل من الهزائم المتتالية والتدرج في التنازلات إلى أن حاصرهم العدو في أراضٍ ضيّقة وفي الجبال وبعض الكهوف، فلقد حذّرهم الصادقون أن أعمالكم إنّما خراجها في عواصم الكفر الإقليمية والدولية، ولم يأبهوا للنتائج وكانت الأولويات في تصدّر المشاهد السياسية والحربية والأوامر الغربية في أولوية قتال من تفطّن بحكم الخبرة والتجربة لهذه المشاريع الهدٌامة والتي نتائجها أصبحت معلومة الكوارث، وما آلت إليه التضحيات بأثمان زاهدة لا يكاد أن يُذكر أصحابها إلّا لعنا والحنين إلى أيام بشار السالفات، فبعد كل هذه المآسي من الغدر والخيانات نسمع اليوم موضة الرجوع إلى حضن الوطن وأمثال هكذا مصطلحات، فما الذي أوصلكم إلى هذا الخزي والعار ونبذ الأمانة والدين والبكاء على الأطلال والركون إلى التناقضات ..
فبنادق الأمس أضحت خناجر اليوم بعد أن حُرّفت بوصلتها ووجّهت إلى صدور المخلصين والعاملين لقضيّة خلاص الأمة من العدو القريب والبعيد، فإن الخنادق تحوّلت إلى فنادق بِيعت فيها البنادق بأزهد الأثمان من أجل منصب سياسي أو ائتلاف حزبي عند العودة إلى حضن الوطن، وكأن القوم حكموا على أنفسهم أنهم أبعد لمفهوم تراب الأجداد ومن في جوفها، وأنهم غرباء بأفعالهم المخزية التي جعلت منهم مشاريع اقتتال لمآرب أمريكا وروسيا وكلابهم في المنطقة، وتنكّروا لأمانة الخليفة الصديق اعتقادا وقولا وعملا، ولا يحق المكر السيء إلّا بأهله، وسيعلم القوم أن جهادهم هباء منثورا، ولا يقبل ربّك إلّا طيّبا..
السلام عليكم
========================
كتبه : نورالدين الجزائري
26 ذو الحجة 1439هـ  الموافق ل 06/09/2018

samedi 1 septembre 2018

مقال بعنوان " سلسلة الحرب على ادلب ـ الجزء الاول : اللعبة و التاريخ " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



  سلسلة الحرب على إدلب
الجزء الاول : اللعبة والتاريخ

قديما ومن كتب التأريخ والسِيّر، قرأنا، ودرسنا، وجالسنا المشايخ والدعاة وبعض العلماء -رحمهم الله- ومنهم من لا يزال حيّا يُرزق -حفظهم الله-، أنه جاء في أبواب المغازي والجهاد أنّها كانت حربا على الإسلام والمسلمين، شرك يقابله توحيد، كفر أمام إيمان، انسلاخ ضد عقيدة، وكان الدين كل الدين عدو الأمم التي عاصرت الصحابة والتابعين إلى التتار مرورا بالصلبيين، ولم يكن العرق أو الجنس العربي أو العجمي المسلم المؤمن همّ من ذكرنا، بل كان صراعا بين الباطل والحق، بين الاستعباد والحرية، بين الدعوة إلى الطواغيت والدعوة إلى الله الأحد الحق، ففي كل مرة كانت الغلبة للمسلمين وتارة للكافرين، فكان النصر يورث التواضع والهزيمة تسدد الانحراف، إلى أن جاءت الحملات الصليبية الأخيرة بعقيدة أخرى، عقيدة فرّق تسد، سياسة فصل الجنس العربي عن محيطه، سياسة الإنتصار للأقليات الكافرة على حساب الأكثرية المسلمة ومن ثمّة إدخال المعتقدات المنحرفة على الجموع، فآلت الأمور إلى ما نحن عليه اليوم من ضعف وتشرذم بالرغم من كثرة المسلمين، ولكن القليل من القليل من فهِم أصل الداء ويحاول اليوم استنهاض الأكثرية ولو برائحة الأشلاء والدماء ..
فأعداء الله اليوم أو ما يسمّون بالصليبين الجدد درسوا حال الأمة بدقّة عالية، من لب المعتقد إلى مخمص الكلمة، وممّا تكنّ الأنفس من ولجات إلى مكمن الغرائز والحاجات، نعم درسوا الأمة وفصلوا عنها دينها بدراسات واستراتيجيات متقنة، فصلوا الروح عن الجسد وتركوها جثة هامدة لا يعبأ لها حتى ضبّ من رائحتها، من شرك وكفر وانحراف في المعتقد إلى الضعف في المنتوج والمطلوب، عاهة في زمن العواهر من أمم المسخ الأخرى، نعم فصلوا عنها المعتقد لتصبح كما نرى اليوم من احتكار للمعتقد من طرف مؤسسات دولية كمجمع رند، وكارنيغي للإستراتيجيات، وهيئة كبار العملاء للتنويم والتعويم، والجزيرة للدراسات ولمزيد من خلط الشرك بالإيمان حتى يعتقد الفرد المسلم أن لا سبيل للنهوض إلّا بزبالات ونفايات إرجاء علماء الملوك والسلاطين، وفكر عزمي بشارة والشنقيطي وأمثالهم من العلمانيين إلى الىمنظّرة الإستخباراتية التي جنّنت الشباب وخلّتهم عراة الصدور لطائرات أمريكا والناتو وأخلافهم، فالمعركة اليوم أُفرِغ مضمونها الروحي، فلم يعد للغرب حاجة من أن يخاف الفرد المسلم روحا وجسدا كما كان عليه بالأمس، فالمسلم اليوم بلا روح ولم يتبق له إلا الجسد كعالة تجرّه الصراعات أينما رحل وارتحلت، ومفعول به في كل النزاعات وتصفية الحسابات من طرف الأمم القوية، فهو خائف يترقّب تخطّفه في كل حين ومرة، والعجب فوق كل ذلك أصبح ينتظر الموت من دون معرفة سبب قتله أو تهجيره أو نفيّه، فمعظم المسلمين اليوم أموات أحياء، ولله الأمر من قبل ومن بعد ..
أيّها المسلمون، ما دهاكم وكيف تفكّرون، إنّ عدوّكم اليوم أمعن في تشتيت كياناتكم وتجمّعاتكم، فمن كان تحت حكم الطواغيت فأمرهم وحال السجون سواء، ومن كان تحت أجندات وصراعات دولية وإقليمية فهو في برزخ ينظر إلى جهنّم ولهيبها منتظرا حسابه قبل آوانه، فإن أعداء الله اليوم بعد أن أفرغوا المسلم من عقيدته هاهم اليوم يستعملونه في مخطّطاتهم وبسواعد رجال دين الأمة، فلا فرق بين رجال الكنائس ورجال الحضائر الإسلامية، فتنظيرات وفتاوى الجميع تخدم الضيّق من الواسع والارستقراطي من التافه، والقوي دون الضعيف، فالمسلم اليوم (السنّي) أصبح يخدم أجندات الصلبيين واليهود والمجوس والروافض، وما حال الساحة العراقية بالأمس وحال الساحة السورية اليوم لخير شهيد على ما آل إليه هذا الكائن السنّي من إحراق لوجوده بيده وسواعده، ففي كل صراع يكون هو الضحية ومجتمعه بغبائه وسذاجة تفكيره أمام مخطّطات على أرض بسيطة سهلة سدّها وإبعادها ومحاربتها ..
فالسذاجة طريقها الانتحار، والأحمق لا يستعمله إلا طمّاع، وقد صدّق المسلمون اليوم أعداءهم إذ يخدمون مخطّطاتهم وأجنداتهم بوعود واهية، وفي كل مرة يخرجون من الصراعات بأصفار وأسفار خاوية، فأمريكا البارحة في العراق تستنسخ تجربتها في سوريا، فبعد أن كان صدّام حسين العقبة أمام ديمقراطية وازدهار الشعب العراقي ومن ثمّة إزاحته فانظروا إلى عراق اليوم وكيف أصبح، وانظروا إلى أهل السنّة في بلد الرشيد أين محلّهم من مخططات الصلبيين والروافض، فبالأمس القريب وعند اندلاع ثورة السوريين كان لسان أمريكا والغرب ودول التبعية والطوق مجتمعين على رحيل بشار، وأنه جزء من المشكلة وليس الحل، والتعاطي مع قضية سوريا يكون بالحذر على غرار تسرّع أمريكا مع العراق، منطلقات ومعطيات خدّرت أبناء الامة بالانخراط في رؤى الغرب اتجاه قضيّتهم، فكانت خدعة مرة أخرى لتوطيد الثقة بالصليبين وفتح الإتصالات مع المناوئين لحكم بشار ومن ثمة اختراق الكلّ وغرس التبعية الإستخباراتية وترشيد العمل الإجتماعي وحصاره، حتى لا يخرج عن نطاق السيطرة ولا يتحوّل إلى إرهاب يعرقل المخططات ويستفق به من السذاجة والحمق المتكرر في كل مرة، فالمجتمع الدولي قسّم الأدوار والمهمّات، فأمريكا استثمرت في الأكراد والقاعدة، وقطر وتركيا استثمرتا في الشقّ الإنشقاقي لكل فصيل جهادي واحتضانه لضربه بالفصائل الأخرى، والإمارات والسعودية وبلدان الطوق الأخرى ساهمت بالأموال للحملات الجوية وبالمعلومة على الأرض، وبقي السنّي الساذج يدور حول الرحى يستنشق غبار المعارك مفعول به في المؤامرات يخوض الحروب خوض المخمور أمام زخّات الطبل في الأعراس والمناسبات، واليوم وعند انتهاء المهام سيُكنس كنس الجيف بالمجنزرات من رائحة عمالته، لسان حاله التحسّر على ما قدم وكثير من الويلات، وفي الأخير سيُطبّق عليه قانون الاستضعاف بالقهر والغلبة ومن زنزانة جماعية إلى أخرى انفرادية، يعض أنامله من هول ما غدر وما جنى بحق الدين والعقيدة ..
إنّ الغرب اليوم أتقن كيفية إدارة فن المناورة واللعب على عقول المسلمين، فبعد أن استعبد الأكثرية بالأقلية كانت اثنية أم عائلية، ها هو اليوم ينتقل إلى مخطط أكبر جرما وخبثا من سابقاته في الخديعة، فبعدما كانت سوريا أكثرية سنّية أصبح السنّة فيها أقلية من هول وكثرة اللاجئين السنيين خارج سوريا، ناهيك عن استقدام إثنيات أخرى من ايران ودول آسيا الوسطى تعمر ديار المسلمين، والأخطر من كل هذا تهجير ديمغرافي ممنهج حول عواصم القرار في بلد الصراعات، فما جرى في حزام دمشق وبغداد من تهجير قصري وتبديل ديمغرافي ذكي إنّما لإبعاد الخطر السنّي من دوائر المكر، ومن ساعد على ذلك هي الفصائل "السنية" والتي كان أوّل مهامها محاربة من يريد لها خير الدنيا والآخرة، فلا لوم إلّا على سياسة التغريب التي أصابت أبناء الأمّة والخيانة التي أوغلت فيها، فهل من رجوع وتوبة وإنابة، والالتفاف حول مشروع إعادة الروح لجسد أبناء الأمة وعزّ الإسلام والمسلمين وكتابة التاريخ من جديد .. !!
السلام عليكم ..
==================
كتبه: نور الدين الجزائري 
20
ذي الحجة 1439هـ الموافق ل 01/09/2018







mardi 28 août 2018

مقال بعنوان : " إنّها السنن وربّ الكعبة " ... بقلم نورالدين الجزائري



إنّها السنن وربّ الكعبة ..

عند اشتداد الحرب في سوريا 2014 م، وقبل خلط الأوراق من طرف المجتمع الدولي على الجميع، لإضعاف شوكة المجاهدين والإطاحة بنظام الدولة العميقة في المنطقة، ويتحرر المسلمون من الهيمنة الصليبية والنظم الوظيفية، كانت الراية واضحة المعالم، نقيّة الصف من غير طلاسم، وبعد أن دعى من كانت له الخبرة وباع في مقارعة الأعداء بكل أطيافهم ونِحلهم أن ادخُلوا الصفّ تحت راية واحدة ولكم بعدها الثمار والمغانم، استنجدت المخابرات الإقليمية منظّرين، وعلماء، وشيوخ، ودعاة، وطلبة علم، أُختِروا بعناية كحربة في صدر من يحمل هذا المشروع وكخنجر مسموم لوأد مثل هذا التوجّه الخطير لإحياء الأمّة، وما هم في الحقيقة إلّا أعداءً رسميين لهذه الراية وهدف لطمسها وتنكيسها، ولإبقاء المسلمين تحت حكم الطواغيت وتشريعات الأمم المتحدة والوصايا الدولية، حينها طالب هؤلاء من أصحاب الراية الرجوع إلى أوكارهم أو الإندماج تحت الرايات المعيّنة والذوبان في مشاريعها، فتخندق الجميع من مصر إلى المغرب مرورا بالأردن والكويت والجزيرة العربية وحتى إلى بعض العواصم الغربية، متوعّدين الصادقين بمصطلحات أم الكتب الفقهية وإنزالها فيهم نكاية برفضهم كحماة للدين ولحراسة العقيدة ورفع لواء ذروة سنام الإسلام ولمشروعهم الوجودي وهدفهم المستقبلي للذب عن الإسلام والمسلمين، فكانت لهم الشوكة ونالوا من الصف حتى فرّقهم الله إلى مليشيات ومزّفهم شرّ ممزق، ومن السنن أن إذا أوذي وعودي جندٌ أو عبادٌ من ممن اختصّهم الله بعنايته ومعيّته فإنه سبحانه وتعالى هو من يتولّ الدفاع عنه، ومحاربة من مكر عليهم، ومن يتوعّد الله فمآله الخسران والهوان ..
إنّ من ضمن المُصِرّين على عودة الصادقين ، من أين جاؤوا ، والمشنّعين عليهم باسم تخريب ثمرة الثورة وجهاد السوريبن، والذين بعدها أمروهم بالانشقاق والاندماج تحت راياتهم هم اليوم من بأسهم شديد بينهم، وما أشبه اليوم بالبارحة، فالفصائل التي نادت البارحة الصادقين للانقراض والخروج من سوريا والتي تخفّت وراء المنشقين عن الصادقين هي اليوم تنادي هذا الفصيل بأن ينصهر تحت راياتهم أو يحلّ نفسه ويعلن براءته من ذروة سنام الإسلام إرضاء للغرب وعلى رأسه أمريكا وروسيا، فالجزاء من جنس العمل، وفقه التنازلات مرض عضال لكل فصيل مقاوم، وكما قدّمت باعا فحتما ستقدّم ذراعا، وكما تتنازل عن المبدأ الواحد سيطالبونك بالمبادئ الأخرى، وحتما ليس من العقيدة والأصول أن تتنازل وأنت على حق وإن فعلت فقد لبست ثوب الباطل من حيث لا تعلم وإن أتيت بكل المبررات الشرعية ومن فقه الواقع ..
إنّ ما نراه اليوم ونعاينه من حسم المعركة لصالح نظام بشار ومن وراءه إنّما أصله سياسات هذه الجماعات الوطنية المرتدية لباس الإسلام زورا وبهتانا والإسلام منها برآء، فإنّ الهزيمة في المعارك ليست بفقدان أرض أو موقع أو مكان استراتجي من هنا أو هنالك، إنّما الهزيمة الحقيقية عندما تيأس وتذهب عنك الإرادة القتالية، وتصبح رهين وعود بالية، والسبب وضع المكاسب قبل شدّ المسالب، والحلم بالمنتفع قبل إنزاله من المرتفع، ومن السنن أن يُفتضح هؤلاء وتعيّرهم الأوقات وهذه بتلك، فالأمور من مكر الله ولا غير، ومن عاد لله وليا فالنتائج ما نراه اليوم من استجداء للطواغيت، فلا حاجة لله بهؤلاء وليذهبوا لشركائهم الذين كانوا يدعون ويناصرون عند مفترق الطرق من الجهاد الشامي، فاليوم لا خيار أمام من الناكث وجنده إلا الموت بسيف الأعداء، وكأن الله سبحانه وتعالى يريد من هؤلاء حسابا عنده ولا غير في اليوم الآخر، ومن حكمته أنه لم يمكّن للصادقين من رقاب الغادرين في خاسرة الجهاد برمّته في هذا البلد العزيز، ويمكر الله وهو خير الماكرين .
إنّ اللّوم كل اللّوم على المنظّرة وبعض السرورية ما أصاب المشروع الجهادي في سوريا اليوم ، ولم يكن تنظيرهم من علم بل من إملاءات واستجداءات من طرف العمالة للمنظومة الدولية، فالتبريرات أصبحت لا تنفع ولا تنطلي مع أبسط المسلمين ناهيك عمّن تصدّى لأهوائهم وما كانوا يطلبون، فالحمد لله أن ثبت الصادقون ولم يبالوا لتأصيلاتهم الجوفاء، ولمصالحهم الشخصية العرناء، فإنّ ما وصلوا إليه وما أوصلوا من رسائل للمسلمين فقد باتت نهايتهم وأفول نجمهم قاب قوسين أو أدنى، ففصيلهم ذاك سينتهي حتما بإلقاء السلاح الخفيف والثقيل، وسيندثر قادته ويزولون تحقيقا لا تعليقا، فإنّهم سيكونون بذلك قد مضوا على سجلّات وفاياتهم بأيديهم مع سبق الإنقراض، وحينها سيُقبرون في مزابل التجارب البائسة واليائسة بلا رجعة، وربكّ قد قيّض لهذه الأمّة من سيجمع شمل المسلمين عن قريب للانتفاض والزئير على كل من ظلم الأصول، فإنّها السنن لا تحابي أحدا وهي مع الذين صدقوا الله في نصرة دينه، ومن يزيغ تُزاغ عنه السنن، وكفى بربّك هاديا ونصيرا ..
السلام عليكم ..

=======================
كتبه نورالدين الجزائري  .
17 ذي الحجة 1439هـ الموافق ل 28/08/2018

samedi 25 août 2018

مقال بعنوان " المقدسي، ذلك المنظّر الماكر " ... بقلم نورالدين الجزائري



المقدسي، ذلك المنظّر الماكر ..

ربّما كنت من الأوائل الذي تكلّم عن الحرب الخفية الدائرة والطاحنة بين المقدسي وغريمه الفلسطيني حتى وصلت لأنصارهما ومن مدّة ليست بالقريبة، وكنت قد تكلّمت بعدها أنّ الحرب على وشك أن تطفو للعلن وها نحن اليوم نرى مدى تأثيرها على مجريات الحرب في سوريا، وكيف تشرذم أتباعهما وتقوقعهما إلى تيارين محاربين لبعضهما البعض داخل بيت القاعدة وعلى إشراف الظواهري بنفسه دون الحيلولة لإيجاد الحلول لِلَملمة ما ترك الشيخ أسامة رحمه الله تعالى ..
والأمر وإن بدى جديدا للبعض فهو قديم ومنذ اختفاء الملا عمر في 2002 م والذي أُعلن عن وفاته إلّا في 2016 رسميا من طرف حركة طالبان، والصراع كان على أشدّه بين أسامة بن لادن والظواهري إلى أن اعتزل الشيخ أسامة قاعدة الجهاد وحطّت به الرحال إلى أبوت-آباد في باكستان ومن ثمّة اغتياله من طرف أمريكا في 2 مايو 2011م، وكان بعض الإرهاصات من هنا وهنالك تقول أن الشيخ أسامة قُدّم رأسه قربانا للأمريكان حتى يتمّ إزاحة جسد تنظيم القاعدة من على ثوابته العامة وخاصة في نظرته للطواغيت وأعوانهم من جند وسياسيين إلى عوام تخدمهم وتخدم مخطّطاتهم لإبقائهم على أعناق وأجساد المسلمين ..
الشاهد من الكلام أن الشيخ المقدسي تعلّم من أخطائه وفي تنظيره خاصة للقاعدة، وقد تعلّم الكثير من حادثة المراسلات مع أبي مصعب الزرقاوي رحمه الله، وكيف كُشِف أمره بأنه كان يخدم المخابرات الإقليمية والدولية في تحليل مخطّطات تنظيم التوحيد والجهاد في العراق، والمتتبع للرجل وتنظيراته ومقالاته وكلامه وتغريداته بين البارحة واليوم يرى أن المقدسي قد نضُج استشرافيا، ولم يبق ولم يزل ذلك الرجل الذي كان يفتي في الصغيرة والكبيرة لأي جماعة كانت ترفع شعار الجهاد في البلدان العربية والإسلامية، فالرجل اليوم وبعد أحداث سوريا وخاصة حادثة الكساسبة وقع في الفخ الذي لطالما تحاشاه حتى تبقى له مصداقية داخل التيارات الجهادية، وهو مكشوف لأنصار الزرقاوي بعده ولدولة العراق الإسلامية بقيادة ابو عمر البغدادي، وقد انكشف أمره أكثر مع الدولة الإسلامية في العراق والشام بقيادة ابي بكر البغدادي، فلم يُستشر حتى في قيام الخلافة ولم يأبه له، الشيء الذي جعله وشجّعه على لملمة بيت تنظيم القاعدة وإعادة مفهوم أُسُس تكوينه والرجوع إلى فهم المؤسس الأول في البراءة من الطواغيت وأعوانهم وأشكالهم..
إنّ الشيخ أبا محمد المقدسي تعلّم الكثير من أخطائه خاصة عندما نكث الجولاني بيعته للدولة الإسلامية، وتعلّم من مراسلاته كما قلت مع الزرقاوي، وتعلّم من الحجّة التي أظهرتها وقدّمتها داعش على أنها ليس لها بيعة للقاعدة، وقد أقرّ ذلك وفهِم الأمور على غير الذي كان عليه غريمه في التنظير الفلسطيني، والشاهد من الأحداث عند تصادم الافكار والجند بين أنصار القاعدة والنصرة من جهة والدولة الإسلامية من جهة أخرى كان المتصدر للأحداث والذي أفتى بقتال داعش بفتوى الخارجية هو ابو قتادة الفلسطيني وإن كان للمقدسي يدا خفية في ذلك، وكان دائما ما ينئ بنفسه على أن ليس له دور في الساحة وأنه اعتزل الأحداث وما يجري في سوريا، لكن الرجل كان حذرا جدا ، وكان يعلم أن للدولة الحق في قتال الفصائل الموالية للنظام الدولي، وكانت تجسيدا لكتابه ملّة إبراهيم على أرض الواقع وإن لم يقر بذلك أو يعلنه حتى للمقرّبين، لكن بياناته وتغريداته كانت تفضحه في كل مرة إلى أن وصلت الأمور إلى مفترق الطرق عندما نكث مجددا الجولاني تمسّحه من الظواهري، وأسس حزبا سياسيا مستقلا ولو عليه طابعا مقاتلا، ومنها احتضان الفكرة من طرف ابو قتادة الفلسطيني بتزكية من فتاواه وإنزال الأمور منزل تكاد الساحة أن تنفجر من هول ما وصل إليه القوم من تمييع للتوحيد، ووضع الأيادي في أيدي طاغوت من طواغيت المنطقة المعروف بحقده على المجاهدين والتعاون مع جنده وعساكره وكل ذلك تحت فهم الواقع وتقلّبات المرحلة، الأمر الذي أوصل الأمور إلى ما هي عليه اليوم من تلاسن وقطيعة رحم وفهم للتوحيد وما يدندن القوم حوله ..
فصدق من قال أن حرب سوريا عرّت الكل نيّة وقولا وفعلا، وفضحت ما كان يبطن البعض من دسائس لدين الله وإن امتهن الصدق أعواما، فالشيخ المقدسي بعد أن افتضح تصريحا وأحداثا ها هو اليوم يرجع إلى حيث بدايته برفع علم التوحيد، وأن لا توحيد إلا توحيده، وها هو اليوم ينئ بنفسه على ما ستؤول إليه الأحداث وبفعل مغامرات الصبي الجويهل الذي فضح الجميع بانشقاقاته وتدحرجه من الإيمان إلى النفاق إلى الزوال عن قريب بفراره إلى تركيا أو تصفيّته بعد أداء المهمّة، فالمقدسي لا يريد مغامرة غير المحسوبة وإن كان من المساهمين في تعفين الساحة، ولا يريد مناصرة غريمه الفلسطيني أو تشجيعه في مواصلته للإنتصار للجولاني، ومن هنا افترقا الغرِيمان وأنصارهما، والتلاسن بينهما على لسان أفراخهما زاد حدّة وإن لم يدخلا الصراع، فالمقدسي يعرف الساحة جيّدا على غرار الأحمق الفلسطيني الذي تنكّر لتوحيده باسم المرحلة والدخول في تجربة جديدة، فلا شكّ أن ورقة ابو قتادة الفلسطيني قد احترقت نهائيا ومن دون رجعة ولم يبق في جعبته هواء بعد معركة إدلب التى طبولها بدأت تُسمع، والمقدسي ما أراه إلّا ذكيا متعلّما من أخطائه وأخطاء غريمه المقرّب، وأنه يراهن على تجديد بيت تنظيم القاعدة على أسس فهم المؤسس وتصدّر التنظير بغير منافس أو منازع، وأنه إذا ما كُنِس الجولاني وحزبه سيخرج علينا المقدسي قائلا: لقد كنت من المحذّرين من طريقكم وأنكم جميعا إلى زوال، فلا تلوموني ولوموا منظّركم وأنصاره، فأنا بريء مما سلكتم، وكنت قد حذّرتكم من الصبي الجولاني وخطورة ألاعيبه وسقوطه في وحل المخابرات الإقليمية والدولية، فلكم اليوم مسلككم، ولي مفهومي للأحداث، وتوحيدي، وقاعدة تنظيم الجهاد ..
السلام عليكم ..

==========================
كتبه نورالدين الجزائري .
 بتاريخ14 ذو الحجة 1439هـ الموافق ل 25/08/2018






vendredi 24 août 2018

مقال بعنوان : بين خطابين " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري




بين خطابين ..

الحرب في هذه الآونة من عمر الجهاد السوري على أشدّها بين المنظِّرَين المقدسي والفلسطيني، فقد اختارا طريقهما واتّضح نهجهما وتمسّحا كل واحد منهما بكبيرهما الظواهري.
فالمقدسي مع أنصار الدين فرع القاعدة في سورية، والفلسطيني مع هيئة تحرير الشام في إدلب، ولكل منهما فهما لباب التوحيد، فالمقدسي لا توحيد إلا بما جاء به، والفلسطيني لا توحيد إلا ما عليه المرحلة، فالأوّل يرى كفر الطواغيت وجندهم، والثاني يرى كفر دون كفر في بعضهم، وقد فرِح لفوز اردوغان لكن في نظره يبقى طاغوتا ونادى بتعاون هتش مع جنده ومخابراته، ولا يرى كفر بلاعمة الطواغيت وقد أثنى من قبل على الفوزان وسجنه وزيّن لأبي بكر الجزائري عمله بعد موته، بخلاف المقدسي الذي أصبح يخالف غريمه في الصغيرة والكبيرة ..
وحربهما قديمة جديدة، فمنذ نكث البيعة الأولى للجولاني من الدولة الإسلامية ودخوله تحت راية القاعدة متمسّحا بالظواهري وأنصاره بدأت معركة الأقطاب في استقطاب القطب المنشق، فالمقدسي فرِح بنكث البيعة وهلّل وكبّر وازبد وأمعن في حادثة الكساسبة، وأما الفلسطيني فكانت حادثة نكث البيعة كهدية لمروّجاته من قبل الحادثة عندما لم تأبه لنصائحه الدولة، وزاد من حقده لمّا بيّن له الجهابذة غيّه وضلالاته وانحرافاته المنهجية وأنه مذبذب وقد تبيّن صدق من وقف في وجهه لاحقا، فهي تعرف الخصوم منذ المفارقة بين الزرقاوي والبرقاوي، وقد درستهما على مشرحة الأقوال والأفعال قبل قيام الخلافة وخاصة عندما نادت لمن هو الأجدر للقيام بها، وكان رد الفلسطيني حينها بمقال "ثياب الخليفة" نفث من خلاله كل أحقاده على مخالفيه وتبيّن نهجه ومنهجه حينها، ودوره معروف من خلتل فتاويه في التحريض على قتال كل من خالف نظرته للتوحيد، فكان أوّل من أفتى بقتال المهاجرين وإعطاء صكوك الجهاد لغرف الموك وأنّهم على ثُغر من منازلتهم للخوارج حسب تنظير من افسد تجارب الآخرين، لكن المقدسي كان اشدّ من صاحبه جرأة في تحديد الخصوم ولم يكن ينافق حتى تبيّن للخواص والعوام مدى حبّ الرجلين للمرجعية والزعامة والتنظير، ورحِم الله شيخ الإسلام ابن تيمية حيث كان يقول دائما: نحن معشر العلماء أفعالنا خير من أقوالنا، وكان له ذلك لمّا وُجِد على رأس الجهاد ساعة النفير، فليس الذهب كالحديد والناس معادن بحسب البواطن ..
فما تناحر الإخوة الأعداء اليوم إلّا من خبيئة ودسيسة في الأنفس، فالرجلان لا يعبهان من الدماء التي أُريقت بسببهما، فإنّ ما جرى ويجري اليوم في الشام فبسنّة التمحيص والدفع والاستدال، فحادثة نكث البيعة كانت خيرا للجهاد ولم تكن مصيبة أبدا وإطلاقا، فيها تعرّى القوم وبان ما كانوا يُبطنون من حظ النفس وغمط الحق وأهله، بل إنّ عملهما من عمل المشكوك فيه عمليا ومن الأدوات الإستخباراتية المحضة والتي لا تنطلي على ساذج ناهيك عن من أرهق نفسه في متابعة كتابات وتصريحات القوم، فالتوحيد الذي يناديان إليه ويعادون ويهادنون من أجله ليس بالتوحيد الذي في أمّهات الكتب وعلى ألسنة علماء الأمة الذين هم في سجون الطواغيت، إنّه توحيد يتبرأ من طاغوت وجنده دون طاغوت وجنده، فكان أولى بهما التبرأ من ابن الانجليزية علنا كالغلاة والمميّعة والخوارج في نظرهم مثل آل الشويل والسناني، فالعبث بركيزة العقيدة من خلالهما خلّى العدو يتوهّم أنه على فتوى صحيحة من بلاعمة آل سعود في قتال الخوارج زعمهم، فما الفرق بين تنظيرهم وفتاوى الآخرين اعتقادا وقولا وعملا، اللّهم فقط أن بلاعمة آل سلول يفتون وهؤلاء المنظّرين يشرحون ويسقطون الفتاوى على حسب الموالاة والمعاداة لهما، فاللّهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا من يتبرأ من عقيدة القوم وينصر دينك لا مهادنة فيه لأحد إلّا لمن أراد أن يحكّم دينك بالتوحيد الذي أنزلته في كتابك الكريم ..
فما نراه اليوم من خطاب وتصريح مضاد يدخل في مكر الله على القوم واستدراجهم إلى التلاسن وفضح بعضهما البعض وإشغالهم فما لا يضرّ طريق الصادقين، فإن المرحلة اليوم تستوجب أن يكون في الساحة فصيلا واحد نقي التوحيد وصافي العقيدة، فالبارحة كانا في حلف ضد الخوارج واليوم يخرج الآخر عن الآخر وكل ذلك من مآلات ما آلت إليه الساحة الجهادية في سورية، فقد غُربِل الكل وعاد من عاد إلى حضن الطاغوت بشار وكانوا بالأمس من تشدّق بفتاويهما وحارب بهما الصادقين، وآخرين قبضوا الأثمان وأصبحوا تجّارا في منتجعات تركيا، ولم يبق إلا حزبا المقدسي والفلسطيني، فهَتش ستذوب في الاتفاقات والتفاهمات باسم المصلحة ومفهوم النوازل، وخراس الدين سينشق الكثير منهم عن المقدسي وكبيرهم الظواهري لما رأوه وسيرونه من تذبذب القوم في كل شيء، فخطاب الظواهري بالأمس لم يحمل جديدا بل من كلتمه القديم صنع شريطا، والقوم في نظرية العقم ساقطين ولا أفُق لسياساتهم، فالقتال مجمّد والفتاوى في تلخبط والمنظّرين في تلاسن والأفراخ ينفخون كير الدخان، وليس بهكذا أعمال يُنصر القوم والله المستعان ..
إنّ كلمة البغدادي الأخيرة جعلت من القوم بكم صم، وقد علّق العالم على كلمته ولم يأبه لكلمة كبيرهم الظواهري، وقد أثنى المقدسي على توحيد الغلاة أكثر من توحيد المميّعة بعد كلمة زعيم داعش، فلذا جنّ جنون القوم متّهمين المقدسي باحتكار التوحيد وإنزاله على فهمه، ورأى مناوئه أنه لابدّ من تبيّن في المسألة ولذا خرجت أفراخه بالتحامل على المقدسي واعتقاده، فاليوم الهوة والبون اتّسع وتباعد بين التنظرين، ولم يعد البارحة كاليوم، فقد عطّلا مفهوم الجهاد والقتال واستثمرا في الصلح والسلم وإن كان مع من يصفهم الأوّل بالكفّار والآخر بكفّار غير الكفّار على غرار ووزن كفر دون كفر، فستشهد الساحة في الأيام المقبلة زلزالاً عظيما في قلب موازين القوى بسبب فهم وفتاوى غير محسوبة، وحينها لا ينفع البكاء كالنساء اللواتي هنّ اليوم أرجل من كثير ممّن في الساحة السورية ..
السلام عليكم

========================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 13 ذي الحجة 1439هـ. الموافق ل 24/08/2018





mercredi 8 août 2018

مقال بعنوان " سبع عجاف و رمق المنظّرة الأخير " بقلم المدون نورالدين الجزائري



سبع عجاف ورمق المنظّرة الأخير ..

استوقفني خبر لأنصار القاعدة الجدد حرّاس الدين ولهيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني حيث روّجوا من مدّة أن الدولة الإسلامية تحالفت مع النصيرية لقتال الفصائل السورية وعلى رأسهم ما ذكرت، والعجب من هذا الإتّهام أنّ القوم سلكوا مسلك من يقول بالصنيعة ولم يثبتوا لهم لا صانعا ولا حِرَفيّا، وزادوا على هذه الخصومة ترويجات كثيرة عديدة وأخيرا منها إجلاء بعض مقاتلي الدولة بطائرات هليكوبتر من احد الولايات الأفغانية من طرف حكومة امريكا في كابل، والفجور في الخصومة احد امراض الزهايمر عند البعض وأخص بالذكر الفصيلين العدوين لبعضهما البعض والحبيبين في معادات من عرّا وكشف زيف جهادهما المبني على تقديم مصالح الدنيا على التمكين لدين الله، ولكن عندما كشف موقع الأسوشيتد برس من خلال قناة الجزيرة أن الرياض تعتبر أن جماعة الحوثي وإيران تشكلان تهديدا كبيرا للسعودية وامنها وعمقها الإستراتيجي، ولذا فإن السعوديين تبنوا سياسة إشراك مقاتلي القاعدة وتشكيل تحالف فعلي مع التنظيم في شبه الجزيرة العربية .. فما كان من القوم إلا الإنكار والنّياح على الخبر، وأنه كاذب وملفّق، ونسوا او تناسوا خير الجزيرة في ايصال صوت الناكث للبيعتين وتحسين صورته في الداخل والخارج، وحينها كان القوم في نزوة من الوصول للهدف من "جهادهم" للنصيرية وإيران، وأن طريق "الإعتدال" مطلب السوريين وجميع الفصائل في ردّ عادية العدو ورسالة تجميلية لأمريكا، حتى تبنّت تركيا رسالة امريكا في احتضان الجماعة بموافقة روسية أخرى، وحينها رمتني بدائها وانسلت ..
لم تشهد ساحة قتالٍ عملية بترٍ وليٍّ للنصوص في باب الجهاد وأحكامه اليوم كساحة الشام عموما وسورية خصوصا، ولم تسقط عمائما كنّا نحسبها شامخة، ولم تزل اقداما كنّا نظنّها ثقيلة إلّا بعد الذي حصل ويحصل اليوم في الشام والعراق وخرسان وليبيا في ظلّ تقلّب الفتوى والمصلحة المرادفة لها، فالقوم نالوا من أئمة الدعوة النجدية -رحمهم الله تعالى- في تبيين امر الطاغوت وجنده، ولمزوا شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في مفهوم المصلحة والمفسدة، وخالفوا المؤسس لقاعدتهم -تقبّله الله- في امر البيعة وراية القتال، وانزلوا نصوصا على غير فهم السلف والخلف العدول للنوازل، فزاغوا عن جادة الحقّ حتى ازاغ الله قلوبهم وجعلهم من جملة المستهزئين بالاصول في التوحيد والجهاد، وسلكوا طُرق المداخلة في رفع لواء الجرح عفوا التوحيد، وألزموا كل من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا بما فهموه من تأصيل، وأما من خرج عن حزبهم فَهُم وفَهْم علماء السلاطين في كف واحد من ميزان العقيدة في إثبات خارجية الجماعات التي ليس عليهم سطوة ولا فكر او بما تهوى الأنفس والتوجّهات، فكفّارهم غير كفّار أئمة الدعوى او حتى عند مؤسس جماعتهم، فلا يرون في الروافض إلا الأعيان كفارا، وطواغيتهم غير المتعارف عليهم في أمّهات الكتب، حتى اصبح عندهم اردوغان من الأئمة وجب الدخول تحت سلطان مخابراته وجنده، وبلاعمتهم غير الذي حذّر منه جهابذة العلم فأصبح عندهم بلاعمة آل سعود ممن أدخِلوا السجن مؤخرا من حماة الدين والعقيدة، فانتكست المفاهيم ودُلّس على الأقاويل وأصبح المسلم البسيط في حيرة من أمره بعد أن اتَخذ هؤلاء كمرجعية لفهم الجهاد وأصوله، فإن دين الله نور ولا يمكن أن تُطمس معالمه واصوله من طرف من ثبت جهله في مناظرة حديثة بسيطة عن صحة حديث الخوارج كلاب النّار، فالعلم دين وقد آرانا الله والحمد لله جهل من كان سببا في إفشال تجربة شعب في بلد اسلامي معروف، وكان الحصاد معلوم وقد اشار إليه أحد اقرانه بأنه سبب المحنة والقتل والدمار الذي ألمّى بالقوم في التسعينات من القرن الماضي، والرجل لا يزال على ذلك المنوال والطريق حتى بيّنت حادثة الشام شؤوم جهله في النوازل، وعرّته سورية حتى ألبسته عمامة البلاعمة وشأنه اليوم انكى من الفوزان، فالأخير كان ولا يزال وفيا لمعتقده ولوليّ نعمته، والأول جعله الله في تقلّب من امره حتى ارانا فيه بيعة لطاغوت من طواغيت المسلمين المحاربين لدين الله وشرعه ولأوليائه، ورأينا تأصيلاته في الباب حتى اصبحنا نترحم على اقاويله السابقة، ولكن من بهن الله فما له من مكرم، فقد آذى جمعا كبيرا من اولياء الله امواتا وأحياء وما كان من الله إلا ان يضلّه عن علم حتى إذا أخذه لن يفلته وما ربّك بظلّام للعبيد ..
إنّها الشام الفاضحة الكاشفة، فقد كتبت من عامين أن لا يبق في سورية إلا راية واحدة تقاتل الجميع حتى يستسلموا لأمر الله ومراده، وستفول رايات الشرك الأخرى الى مزابل الغدر والخيانة لدين الله ورسوله وما كان عليه سلف الأمة من فهمٍ لذروة سنام الإسلام، فما كان دين البارحة فهو دين اليوم وغدا، والاصول لا تُبدّل ولا يُتلاعب بها وهي محفوظة عند اوليائه وخلوفهم الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالتشنيعات على حاملي الراية النقيّة الصافية لا تزيد القوم إلّا ثباتا وموتة صادقة في سبيل الله ومراده، ومن غدر البارحة يغدر اليوم وغدا، فالقوم غير مؤتمنين على الأصول، ومن يرى خلاف رؤيتهم وتأصيلاتهم فهو من المتنطّعة والغال في دين الله وعلى أقل تقدير من المميّعة، ولكن شأنهم في مقولة المجدد -رحمه الله تعالى- حيث قال ان قلنا التوحيد قالوا نعم وإن قلنا القتال قالو إلاّ القتال، ومن جملة رفصهم للقتال راحوا يغيّرون الثوابت فيه حسب المصلحة والمنفعة زعمهم، ولكن من دقّق وبيّن وجد أن المصلحة المدندن حولها إنّما مصلحة الجماعة الضيّقة التي لا تقصيهم من الأنا والتصدّر والمرجعية في الصغيرة والكبيرة، وقد فوّت عليهم الصادقون ذلك عندما قالوا لهم اختاروا لنا إماما نتوافق عليه لنقاتل تحت رايته من اراد لدين الله طمسا او طقوسا، فأبى القوم إلّا أن نادوا في الدّيار ان احذروا كلاب النار جاؤوكم ليبدّلوا عنكم معتقد ودين آبائكم، فالقتال في سورية جعلهم كالثعابين يبدّلون جلودهم في كل موسم حصاد حسب صنم المصلحة والمنفعة، فلله الحمد والمنة على ان كشف هؤلاء للأمة فأصبحوا اليوم من المنبوذين، وشأنهم شأن بلاعمة التخدير من مرجئة وصوفية وطرقية وحزبية، لا همّ لهم إلّا الدولار والإعلام والشهرة في الآنام ..
إنّ الذي كشف هؤلاء هو مكر الله لعباده وما اصطفى من الصادقين، ففتنة الحي المتصدر للنوازل لا يُؤمن شرّها مادام متقلّب في كنف ونعمة الطاغوت ذكرا ومعيشة، فأصبح من يقاتل لتمكين دين الله على الأرض كلبا يُصرّح ويُشنّع به في المدائن، والذي يحمي حمى أمريكا في المنطقة وعلمانيتها المفروضة على المسلمين من خلال الحكومات الوظيفية من اولياء الله الصالحين ومن فقه النوازل، ففي كل مرة تقطف أمريكا الثمرة من جهاد المسلمين وتضحياتهم بسبب حصاد ألسنة بعض البلاعمة، واليوم أمريكا راضية عن قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية من خلال تحالف السعودية معها، وأمريكا راضية بتحالف تركيا مع جماعة هتش في إدلب بمباركة منظّري القاعدة، وحاشا قاعدة الشيخ أسامة، وها هي أمريكا وحلفائها تكرر الكرّة مرة أخرى في قطف الثمار وبسبب من ..؟! .. إنّها السبع العجاف للمنظّرة الجهادية فلا ثمار ولا سقية للقوم بعد اليوم ..
السلام عليكم ..
=======================
كتبه: نورالدين الجزائري
بتاريخ 26 ذو القعدة 1493هـ الموافق ل 08/08/2018