Rechercher dans ce blog

mardi 24 décembre 2019

مقال بعنوان " إمبراطوريات العلم والظلم لا تدوم " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



إمبراطوريات العلم والظلم لا تدوم ..
ــ ردا على أحدهم ــ

كتب أحدهم اعتمادا على بعض النظريات من علماء إجتماع غربيين، وأراد إصباغ كلامه ببعض مُخرجات ابن خلدون في سبب ظهور الإمبراطوريات وكيفية الحصول على قوّتها لاستمراريتها ودومومتها عبر التاريخ، الشيء الذي غفل عنه أنه تجاهل نظرية العلّامة ابن خلدون في كيفية بناء وأسباب سقوط الإمبراطوريات وأنها تعتمد كما في مقدّمته على ثلاثة أسباب أهمّها:
ü     الجيل الأول وكيفية بناء الإمبراطورية ..
ü     الجيل الثاني المحافظ على بناء الأوّل والذي استمر شيئا من البناء ..
ü     الجيل الذي لم يشهد بناء الأوائل ولم يقيّم حراسة الجيل الثاني للثمرة، فهو الجيل الذي سيعيش على تركة الجيلين الأولى والثاني ومنه تبدأ الأمراض وحتمية السقوط ..
وقد ذهب ابن خلدون بخلاف ما ذهب إليه بعض من يستدلّ بمثل من هو الكلام موجّه إليه إلى معالجة أسباب السقوط خاصة والتحذير من الوقوع فيها، إذ أنّ علماء الغرب كانوا ولا يزالون يدندنون خاصة على كيفية بناء الإمبراطوريات وتصدير هيمنتها وقوّتها لخارج نفوذها، والدارس لتاريخ الحضارات من القرون الوسطى إلى العصر الذهبي منها يرى جليّا أنّ سبب ديمومة إمبراطورية ما هو مدى ميزان العزل والظلم فيها بين رعيّتها ومواطنيها بمفهوم اليوم، فالعداء أساسا الحكم كما أن الظلم أساس انهيار العدل وكينونة الدولة القائمة عليه، فإنّ إمبراطورية المسلمين جاوزت ثمانية قرون ونصف حتى انهارت والأسباب معروفة لسيرورتها ولانهيارها، ولا يمكن أن تجد إمبراطورية اخترقت القرون تلو القرون مثل للإمبراطورية الاسلامية والتي حكمت المشرق والمغرب إلى أبواب الصين وأوروبا.
ومن أسباب استمرارية الإمبراطوريات هو العدل لا غير بين مكوّنات مجتمعاتها، فالإسلام أوّل من أعطى مثل هذه القيّم للمجتمعات وكيفية التعايش ما بين أكثرية مؤمنة وأقلية كافرة، إذ ذهب بعيدًا لهذا المفهوم فرسّخ مفهوم المواطنة الحق بإحصاء أهل الكتاب وإعطائهم الأمن والآمان بعقد الذمة لا غير حتى تُضبط الأمور وتُدرس التحوّلات والتطوّرات الداخل المجتمع المسلم وإيجاد سبُل التعايش المشترك، فأوّل من عقد مثل هذه الاتفاقيات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة وسُمّيِت عند بعض الفقهاء بعقد المواطنة، ومن ثمّة رسّخ مفهومها الفاروق عمر رضي الله عنه عند دخوله بيت المقدس والعهدة العمرية الأصلية موجودة اليوم في متحف بلندن وكانت بمثابة ميثاق شرف للأقليات تحت حماية الأكثرية المسلمة ..
الشاهد من الكلام أن من أراد تسليط الضوء على أنّ الإمبراطوريات تُبنى إلا بسياسة واقتصاد قوي فهو لم يفهم أسس وأبجاديات قيام ومعنى مفهوم الإمبراطوريات، وأن ما تفعله اليوم الصين والهند وميانمار بظلمها لأقليّاتها مهما كانت ديانتها فهي في عدد الانهيار لا البناء لمجدها وليس كما رأى البعض أن قوّتها تكمن في اقتصادها أو ترسانتها الحربية، فالأقليات خنجر مسموم في المجتمعات وما سلّمها الغرب الحكم داخل بلداننا إلا من أجل استمرارية نفوذها بالوكالة، لكن كل الدلائل والمؤشرات تشير إلى اقتراب للانفجار وخاصة عند الأقليات المسلمة لأن دوام حال الظُلم من المحال، وكما أنه يوجد جيل يمكن أن يتقبّل الظلم فإنه سينشأ جيل آخر يقاوم هذا الظلم كما الجيل الذي استلم مشعل الإمبراطورية ولا يعلم كيفية الحفاظ عليها، فحتما سيصطدم جيل الظلم مع جيل الترف والعاقبة للعدل، ولابد أن يُفهم البناء من أساسه لابد من ثورته ..
والسلام عليكم


=============
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 27 ربيع الثاني 1441 هـ الموافق لـ 24/12/2019 م







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire