Rechercher dans ce blog

lundi 2 décembre 2019

مقال بعنوان " كلمة من ذاك القلم " ... بقلم نورالدين الجزائري



كلمة من ذلك القلم ..

أريد أن أوجّه كلمة للذين يزعمون أن ما تمرّ به الأمة اليوم إنّما من عدم استيعابها لما يدور حولها وداخل كينونتها المرفولوجية من تعطيل للعقل أمام هول الحضيض التي أصبحت فيه، وهذه رؤية قصيرة تكاد تشبه من يريدون تقديم العقل على النص وإن عجزوا عن البوح بذلك خوفا من سهام الضلالة والتعطيل، لكن لنقف قليلا أمام ما يروّجون له اليوم أن الأمة في أزمة فهم النصوص تحديثا على إبقاء الفهم تقليدا، وهذا جميل لكن في الفروع وليس في الأصول البتة، فما نحن عليه اليوم ليس أزمة عقل وتعطيل بل هي أزمة فهم الصراع وكيفية التحرير، فمن أوصلنا اليوم إلى هذا الانسداد الداخلي والخارجي وفي الآفاق والأفق إنما جذوته وجذوره وخيوطه منسوجة من غزو بلاد الإسلام إلى خروج المحتل، وما تشهده الأمة اليوم من أزمة وجودية عقيدة وعقلا إنّما ذلك من التخطيط المحكم وشبكة الصيد التي أصابت مفهوم العقيدة عند المسلم سلفا وخلفا، فلا يمكن فصل بيض المستعمر عن أفراخ الأنظمة السياسية التي عشعشت وتعسعش للساعة في قرار المسلمين عقيدة وسلوكا وتوجّها وتوجيها، فالمنظومة في دوران واحد كعقارب الساعة يتحكّم في ساعاتها ودقائقها إلى ثوانيها هذا الحلف الغربي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فالمنهزمون أمام الحلول يتّهمون العقل تعطيلا، وأصحاب النصوص قدّموا الفرع على الأصل لتكبيل الأمة عقلا، إذ في الأخير ما نراه اليوم من عدم إلتقاء العقل بالنص إنما ذلك في اتهام المسلم بعدم الإبداع لأن الأصل مكبّل له، وهذا عين الجهل الذي يعطّل أصلا فهم النص العقلاني وكيف تكون القاعدة لتفعيل العقل في مرآب التجارب من السياسة إلى الثقافة مرورا بأبسط فهم لمعنى الحياة ودور المسلم فيها إيجابيا لا سلبيا كما هو حال المسلمين اليوم ..
 إن من يدّعي تعطيل الأصل والقفز بفهم السياسة الوضعية راجيا النجاح فيها ثم تفعيل القاعدة الأصل كالذي يريد أن تتكاثر عليه المشاكل دون مراعاة الحلال والحرام، ولا شكّ أن حظ العقل في عدم مراعاة النص أو الأصل سينتج عقلا على النمط الغربي في النظرة للحياة من حيث المادة وهذا الذي يتخبّط فيه الغرب اليوم وهو المقصلة لحضارته إذ طغى المادي على الروحي والنتائج ما نرى اليوم من كوارث على  الإنسان الغربي، فالذي يريد أن يسير بالعقل وتخطي النصوص الثابتة في أول النهوض فذلك الذي يريد أن يخاطب الإنسانية بالذي أصلا تمتلكه وحتما سيغيب عنه ما الذي تشتاقه الإنسانية وتصبو إليه كسبيل للخروج من عنق زجاجة العقل وأزمته أمام صراعه مع النص وذلك هو الخسران المبين ..
السلام عليكم ...
==================
كتبه نورالدين الجزائري





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire