Rechercher dans ce blog

jeudi 21 avril 2016

مقال بعنوان " هل نجحت السعودية في ابقاء حزب الله كمنظمة إرهابية ؟ ... للمدون نورالدين الجزائري



هل نجحت السعودية في إبقاء حزب الله كمنظمة إرهابية؟ 
... 



عندما يقول الرئيس الإيراني روحاني " فاوضنا أمريكا بدماء العرب " معناه أن ما قيل في العلن إزاء المحادثات الامريكية الإيرانية غير الذي كان يجري من مخططات في الكواليس المظلمة وبعيدا عن أنظار دول التعاون الخليجي وعلى رأسهم السعودية ..
كما أن أمريكا تلوح في مجلس اللاّ أمن بالفيتو لعرقلة أو إخماد أي مشروع يناهض سياساتها القومية، فلها عصا تهش بها طموحات ضعاف الدول وبعض المنظمات المستقلة، فتلك العصا هو المركز القومي لمكافحة الارهاب ) NCTC ( التابع لوزارة الخارجية الامريكية تصنّف فيه وفق الفصل 219 من قانون الجنسية والهجرة من تشاء بالإرهاب وتعرّفه على حسب معارضة أجنداتها على الصعيد الدولي .
فتصنيف أمريكا لإيران لمحور الشر إنَّما كان عصا تسليط على ما تريده منها أمريكا وخاصة في المنطقة العربية بعد استيقاظ المارد السنّي وخاصة عند وجودها في العراق وما تكبدته على أيديه خرجت على إثره مهزومة مدحورة .
كان لابد لأمريكا من خطط تعيد المنطقة إلى زريبتها المطاعة، وكان عليها إيجاد حليفا يخرج من رحم العداوة والكراهية خدعة حتى تتقبله الجموع السنية، كما تقبلت مسرحية حرب تموز 2006 ببن حزب اللَّات وإسرائيل، والتي هللت لها المنطقة تعطشا للانتقام من الغطرسة الصهيونية وطغيانها على اهلنا في فلسطين المحتلة .
حرب تموز 2006 بعدما كان الجيش اللبناني وكيل حزب الله على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وبعد المسرحية ( الحرب ) تراجعت المقاومة والممانعة الى 13 كلم داخل الاراضي اللبنانية عند نهر الليطاني بعد افراغ الجنوب من المكون السنّي واستبدال حرس الحدود بشريط عساكر أمم المتحدة لتكون الحدود أكثر آمناً من ذي قبل، فأين النصر المظفر لحزب الله المزعوم من بند 1701 لمجلس الامن .
فعندما يشكر ساسة الصهاينة من سياسيين وعسكر حزب الله على الهدوء بينهما، ومنع بعض المنظمات السنية من الوصول إلى حدود اسرائيل، فالآمر هنا والناهي هي إيران، وما حزب اللَّات إلا أداة تحريك الجامد إلى سائل و طري لتسويغ مشاريع أكبر من أن يفهما ساسة المنطقة ناهيك عن سذج السنة الذين طبلوا لحزب الله حتى انكشف أمره في حرب سورية .
 فإن من دهاء الفرس المكر والخديعة والمناورة وتغليب المصلحة على المدى البعيد من النصر على المدى القريب، وقد نجحوا فيما أخفق صدام حسين فيه وهو برنامجا نوويا لها في المنطقة، إذ استدرجوا أمريكا وحلفائها الغربيين بالقبول بتفاهمات على المنطقة وبتخلي إيران عن برنامجها النوري مقابل بعض العواصم العربية وخدمات إقليمية لحراس سايكس وبيكو، وزادوا الغرب خدمة بتوليها المكون السني وإخماد شعلته في ظل فوضى لم يعرف العرب ادارتها أو تصويب بعض من سياساتهم اتجاه ما يحدث للسنة من تقسيم لبلدانهم وتهميشهم فيما يطبخ في الشرق الأوسط الجديد .
وكما أن اسرائيل قاعدة متقدمة لأمريكا في قلب العالم العربي، فحزب الله قاعدة متقدمة لإيران في نفس الجسد، فتناحر اسرائيل وحزب الله إنَّما لخدمة أجندات معرفة معلومة، وهو صراع للهيمنة على مقدرات ومكتسبات الامة بتناسب متفاوتة، وكما أن نظام بشار صدر اسرائيل من المكون المنبوذ لها وهم السنة، فكان حرياً على حزب الله وإسرائيل العمل وفق المصالح المشتركة حتى لا يسقط نظامه، وقد بينوا ساسة الصهاينة ذلك من أحبار وسياسيين وعسكريين مدى التمسك ببشار ونظامه حرصا على الجولان وما بعد الجولان .
فأمريكا اليوم وإيران على خط واحد من استراتجية تقاسم المنطقة، وبعدما كانت إيران وذراعها الضارب حزب الله على قائمة البلدان والمنظمات الإرهابية، ها هي في الآونة الاخيرة تشطبها من قائمتها السوداء للإرهاب، وترحب بهما كمكون رئيسي في ضبط المارد السني الجديد، وكل ذلك بمشاورة إسرائيلية وضوءٍ أخضر منها، فلذا تجد السعودية وأذنابها في المنطقة في تخبط من أمرهم سياسيا ومحلاً من الاعراب في الطبخة الوليدة، ومنها هرولة السعودية إلى مصر وقضية جزيرتي تيران و صنافير وأهميتهما بالنسبة لليهود، وخاصة إرادة السعودية ادماج إسرائيل في حلف رباعي يُعرض على أمريكا بدلا من المكون الشيعي الذي هو وليد تحالفات مضطرة وتكاد أمريكا أن تصطدم بحفره ومستنقعاته وتناقضاته مستقبلاً .
فإن محاولة السعودية إدراج حزب الله كمنظمة إرهابية باءت بالفشل لأن عليها إدراج ممولها على راْس القائمة دوليا وهذا ما تخلت عنه أمريكا خدمة لمصالحها ومنه التوتر الحاصل ما بين أمريكا والسعودية حاليا .
فالسعودية في تخبط من أمرها بعدم تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، وكيف وهو الذي أصبح الكلب الوفي لحدود إسرائيل كما أصبحت إيران الكلب الوفي في المنطقة لأمريكا، فالغرب أصبح لا يرى الشيعي والعلوي والدرزي والكردي إرهابيين، وإنما اقتصر التعريف على السنة، فكيف تصنف السعودية حزب الله وهو الذي أصبح لبنان يتحكم في اتفاقية الطائف التي طبخت في السعودية وأصبحت لعبة في يد حزب الله يضرب بها من يشاء في المنطقة، يتعرض على أمرائها في لبنان ليقول للسعودية إن الغد للمكر والدهاء وليس للتبعية والخنوع والهرولة وراء المالك الحقيقي للمنطقة في كل صغيرة، ناهيك عن عدم معرفة لعبة الأكابر وقد اصبحتِ بكل مالك ونفوذك قزماً أمام تنطيماً.
فأمريكا اليوم راضية عن حزب الله وأدائه باستماتة على مصالح ايران ومنها مصالحها في المنطقة، ولذا فشلت السعودية في إدراج حزب الله كمنظمة إرهابية توازي " داعش "، فالذي توافق عليه أمريكا في قائمتها الإرهابية فهو منها حتى يقدم الولاء لها وإلاّ فدعوى السعودية لمشروعها دوليا ومحلياً كضرطة في فلاة عابرة ..
السلام عليكم ...
========================
كتبه : نورالدين الجزائري

12 رجب 1437هـ الموافق لــــ 20/04/2016 






samedi 16 avril 2016

مقال بعنوان " الفيلة و الحمير وأنياب العنصرية " ... للمدون نورالدين الجزائري


الفيلة والحمير وأنياب العنصرية ...



اقترب موعد رحيل خادم الصليب واليهود، عبد اللوبيات وأصحاب المال والنفوذ، من الرحيل من البيت الأبيض، شهور معدودات قبل اليوم الموعود من انتخابات رئاسية ستشهدها الولايات المتحدة الامريكية، تسبقها منافسة بين الصقور والحمائم، بين الفيلة والحمير، شعار لأحزاب مهيمنة على الشأن الداخلي الامريكي، وعلى الشأن الدولي وخاصة منطقة الشرق الأوسط وبلدان الذهب الأسود، رجال همّها خدمة المصالح العليا للولايات المتحدة الامريكية، وقد بدأ فعلا الصراع بين الحزبين العريقين، بين الجمهوريين والديمقراطيين، بين من سياسته مكشوفة مفضوحة واُخرى ملفقة مستورة، بين الممثل للحزب الجمهوري دونالد ترامب وعجوز السياسة الامريكية الديمقراطية هيلاري كلنتون .
يقال في العرف الدبلوماسي " كلّما كان السياسي ذكياً كلّما تفادى الصراعات، وكلّما كان صريحاً في القول جلب لنفسه ولحزبه الويلات " ، فأصحاب الكواليس وما خلف الستار ومن يصنع القرار ما كان لهم صاحب البيت الابيض والمكتب المستدير إلا خادماً لنفوذهم السياسي والمالي وبعض المصالح الشخصية الضيقة حتى لا تكشف فيها خيوط اللعبة ومن يحكم ويتحكم في من ... ، إنّها مصالح تجار الذهب الأسود والسلاح بتتويجةٍ مالية في قلب " وال ستريت"  والجائزة تمنح في آخر المطاف إلى خدمة الرأسمالية العالمية بطريقة أمريكية فريدة .
المتابع للسياسة الامريكية خاصة وكيفية ترشيح رئيس البلاد يتعجب من الطريقة والاداء والاليات ومآلات البيت الابيض، فالأقوى نفوذا ما بين المترشحين والحاشد لأصحاب رؤوس الأموال والأوليات لخدمة السياسات اللوبية هو من يفوز بخمس سنوات رئاسية للبلد، تُرسم له أجندات داخلية وسياسة خارجية لا تخدم إلا من كان سبب فوزه في الانتخابات، يصبح بذلك مجبرا كعبد النفوذ والدولارات وهي لُب السياسة الامريكية منذ نشأت هذا البلد الرأسمالي  إلى يومنا هذا .
إن على المترشحين الديمقراطي والجمهوري تقديم الولاء لإسرائيل أولا عبر نفوذها و لوبياتها "ايباك- AIPAC  " والبراء لكل من يعادي السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية ولقاعدتها المتقدمة في منطقة الشرق الأوسط اسرائيل، وثم إلى حلفائها الأوروبيين، وفي آخر المطاف من يخدم سياستها عبر العالم وفي مؤخرتهم العرب أجمعين
عندما تتعهد هيلاري كلنتون للوبي اليهودي بغض النظر عن تقتيل ١٠٪ من أبناء غزة أن تطلب الأمر لحماية أمن إسرائيل ندرك جيدا من يرسم سياسة الديمقراطيين، فهلاري كلينتون مدعومة بأموال وتبرعات رجل الاعمال الاسرائيلي الملياردير " حاييم صبان " المصري الأصل والذي يعتبر من أشد مؤيدي إسرائيل واضعاً أمنها من الأهم القضايا التي يناضل من أجلها في الولايات المتحدة الامريكية، فالرجل حسب مواقع الكترونية موثوقة ومقربة من AIPAC حصل على رسالة تعهد من المرشحة الديمقراطية تعده فيها محاربة أي حملة تدعوا إلى مقاطعة إسرائيل اقتصادياً وثقافياً، و قد تجلت عنصرية هذا اليهودي ذو الأصل المصري من خلال مقابلة تلفزيونية عقب تفجيرات باريس دعى فيها إلى التدقيق في خلفيات المسلمين قائلا :" إنه لا يدعوا لحبسهم في غرفة تعذيب، بل يجب اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وحزماً ضد العرب والمسلمين"  .
ومن ضمن اللوبيات التي تدعم الحزب الديمقراطي والمرشحة هيلاري كلينتون الملياردير الإيراني الأصل " شيرفين بيشيفار" والذي يريد من خلال دعمه لكلنتون توثيق ما نتج عما حققته إيران وأمريكا في تفاوضهما حول البرنامج النووي الإيراني، والحرص على مكتسبات إيران التوسعية في بلاد العرب على حساب العرب، فرحمة الله على من وضع نصب عينيه سياسة بلده ودافع عنها بمالات ووسائل تخدم شعوبا على حسب شعوبا أخرى، ولا كرامة للضعفاء في عالم اللوبيات وأصحاب النفوذ ورؤوس الأموال وأقذر السياسات .
فمرشح الحزب الجمهوري والذي يُعد تصنيفاً من صقور السياسة الامريكية قد قدم ولاءه لإسرائيل بخوض حرب بأفتك الأسلحة إن مُسًّ أو خُدِش حياءُ اليهود، فالرجل كشر على أنياب سياسة الحزب ونادى بطرد المسلمين من أمريكا وعدم السماح لهم بزيارتها، ومن أشد الداعمين لتعذيب وحتى قتل كل من يشتبه فيه داخل التراب الامريكي من العرب، عنصرية لا مثيل لها، فالحمد لله أن سقطت الأقنعة واسودت الوجوه بظلم المكيدة وقبح السريرة فيما يخط أهل الجريمة وإن تلبًّسوا بشرعية دستورية وأمكنة دولية، وهذا فيض من مستور أُخرج للعلن حتى يُسهل علينا المواجهة، فالأيام القادمة ظُلمة فيما ينتظر المسلمين من ويلات سياسات عنصرية اتجاه العرب والمسلمين ولا معتصم لهم دولياً، ناهيك عن لوبيات عربية إسلامية تخدم الحد الأدنى من متطلبات الامة ورفع بعض العدوان على من هم تحت رحمة المخططات الغربية.
 فلا مجال لليأس وخاصة في هذه المرحلة العصيبة، ومن المحن تولد المنح، ومن الضيق تتسع رقعة البئر والضيق، فاللأمة من الطاقات ما هي في قيد التصهير و التصقيل، والمستقبل واعد بالمفاجآت، والامة ولاّدة المعجزات وفجرها لاح بزوغه في الأفق، فمن وُفق تمسك بخيط الفجر الابيض ومن انتكس فلا يُرى له نور في عزّ حرّ الشمس، فيا أيها العرب والمسلمون عليكم بالتخندق وراء الأحرار، وانبذوا من هو في الأسر من حكام ودويلات وظيفية وزرائب للعم سام وصهيون في المنطقة.

======================
كتبـه : نورالدين الجزائري

8  رجب 1437هـ الموافق ل 12/04/2016 



lundi 4 avril 2016

مقال بعنوان " بترول ام دماء في عروق الامة " للمدون نورالدين الجزائري


بترول أم دماء في عـروق الامة ..


يقول الله عزّ وجل :" وإذ قال ابراهيم ربّ اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الاخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثمّ اضطره إلى عذاب النار  وبئس المصير".
كنت دائماً أتساءل في زمن النطيحة والمتردية السياسية وفي ظل الاستبداد السلطوي على الامة أهناك حرية عمل أم حرية فكر، هل نصلح أم نرمم، وهل نطّور أم نجمّل، هل للأمة مقومات النهوض أم كُتبت علينا التبعية، وهل نحن أسياد كما كنّا أم أصبحنا عبيد بإرادة قمة؟، ما دهى الامة وما أصابها، أين الخلل في تشخيص الزلل، وما السبيل لأخذ الزمم، نعم أين الخلل فيما وصلنا إليه من طوام، لا دين أقمنا ولا دنيا تمتعنا، وكيف وصلنا إلى اعتقاد بعض الجهلة حتى قالوا :  " كان الصديق رضي الله عنه يقول : أينقص الدين وأنا حيّ  " ونحن نقول : أينقص السكر والرز والخبز ونحن أحياء، فشتان من وُضعت الدنيا في يديه بعدما نبذها وما بين من وضعها في قلبه وتشرّبها .
انّ الله عزّ وجل خَصّ الامة بنعمتين ولم يعطيها للأمم الاخرى، أعطى الروحاني والمادي، مَنَّ عليها بالعقيدة والخيرات، حبى خير أمة أخرجت للناس بكرمٍ ان عُدّ لا يحصى، أدى إلى تكالب الامم عليها، وخلت شياطين الانس والجن تتحالف على صغيرها وكبيرها، تطمع في أرضها و هواءها، وخاصة ما أغدق الله عليها من نّعم سارية جارية، إنّها دعوة سيدنا ابراهيم عليه السلام :" رب اجعل هذا البلد امنا وارزق اهله من الثمرات من امن بالله واليوم الاخر ".
إنّ الله عزّ وجل أعطى لهذه الامة كما أسلفنا نعمتين مغبون فيها كثيراً من الامم، أعطاها التوحيد الذي هو أسّ الوجود، وزاد عليه النِّعم لتشدّ من عضد التوحيد، حتى تنصره وتقويه، وتبسط من سلطانه وتنّميه، وتُتبع ولا تَتبَع، ومن رحمته أنه أراد أن يخفف على آخر هذه الامة مسهلا لها في رزقها حتى تنصر رسالتها، و ترجئ لحين حديث رسولها صلى الله عليه وسلم :" انما جُعل رزقي تحت ظل رمحي .."، لأنه عَلِم ضعفها وركونها الى الدنيا وزخارفها.
ومن النّعم على هذه الامة ما يسمى اليوم بالذهب الأسود أو البترول، غرسه ربنا بغزارة في أرض الرسالة، وفاحت به أراضي المسلمين وزيادة، حُبيت به الامة على غرار الأمم الأخرى، وعلى العقلاء التساؤل لما، وهل ربنا رزق الامة من هذا الخير عبثا، أم لغاية وأهداف أخرى معلومة، و لما جعل أمم الكفر تبغض وجودنا على أنهاره وتريد لنا الزوال بلا رحمة.
نعم إنها دعوة سيدنا إبراهيم بأن يرزق الله أهل التوحيد من الثمرات، ثمرات حسية ومعنوية، ثمرات ظاهرة وبَاطِنَة، ثمرة الاسلام وثمرة ما يقوي على نصرة الاسلام، فدعوة سيدنا إبراهيم واضحة جلية، وقوله " وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الاخر "، وكأن الله أراد هذه الأرزاق خالصة في يد الموحدين حتى يُعبد الله وحده ولا يُشرك به ولا يُسمح أن يُشرك به فتمعن أيها المسلم جليا.
ما عسانا أن نقول فيما حبى الله اليوم من هذه الدعوة التي دعا بها أبونا إبراهيم عليه السلام، فوربي لقد استجاب الله دعوته، فباطن بلاد الاسلام اليوم وبعد اكتشاف البترول والغاز ومعادن أخرى ثمينة لهو بمثابة بحيرات من الخير الوفير وبما يزاوي كنوز الأرض وزيادة، وظاهر أرض الاسلام جرداء قاحلة وكأن إعصار اقتلع الحياة وما عليها من سوء الادارة، فما هذا التناقض في مفهوم الآية وما عليه الامة.
فالدارس لتاريخ الامة ومقومات نهوضها يعلم علم اليقين أن الامة قادها كتاب يهدي وسيف ناصر، نصر الامة وقطع أطماع الكفر بردع وبلا هوادة، وقبل البترول كانت تستاق من الأرزاق تحت بيارق البواتر وظلال الرماح وما فيئ عليها ومن الغنيمة، كانت باليسير مما رزقها الله من نعم تكفي الرعية وزيادة حتى نُودي في المسلمين هل في الامة فقير أو صاحب دَيْن أو من أراد الزواج فعلى عاتق بيت المال والخزينة، فكانت البركة تحف الملة وجعل الله الدنيا في أيدي الراعي والرعية وطردها من القلوب فكانت لا تسع إلا للتوحيد وحب الدين والشريعة، فكيف انقلبت المفاهيم اليوم وفهمت الدنيا على غير فهمها الاول وكيف تاهت الامة في الفقر وهي غنية!
نعم ضعفت الامة، تكالب عليها العدو وألْزَمَهَا الوِصاية، مزق أوصالها واحتكر الثروة والطاقة، ونّصّب عليها حكّاما وحكموا في الامة بالوكالة، فما كان له ثروة أصبح لا يملك منها إلا إسما، لا نملك من الدعوة إلا الروحانية، وحتى الروحانية ما رعيناها حق الرعاية، سُلط علينا من لا يخاف فينا لومة لائم ولا يرقب فينا إلاً ولا ذمة، تصدر الخيرات ولم نجني منها إلا الويلات، ويلات من نطق بكلام ذوي الخويصرة، فلم يعدل في القضية ولا السوية، وهدر أموال الامة في الترف والحاشية، فاخشوشنوا من خيرات الامة ورموا بجسدها للفقر وسوء العيش والحياة الضنكة، فخلف من تلك الخطط المدروسة على الامة ومن نهب كنوزها جيلا ً لا يعرف من الاسلام إلا الاسم وعشق حياة المترفين من أبناء المحمية الاستدمارية، فعُمِلت المتاريس لمن لم يركب سفينتهم وأغرقوا الجميع في بحيرات شهواتهم وما كان من ذلك إلا ما نراه اليوم من تيه في الدنيا وجهل مركب في الدعوى، فمشوا مشي الغراب الذي لم يحسن مشي الحمام، فاستحدثوا طرقا لكسب المال ما أنزل الله بها من سلطان، فتنافسوا الدنيا ونسوا ما المغزى من الرسالة، لا دين نصروا ولا حياة كريمة متعففة سلكوا، خلطوا الحرام بالسحت، فرمتهم السنن إلى ما هي عليه أمم الكفر من ترف ونِعَم، فاستُبدلوا ولن تجد لسنن الله تبديلا ولا تحويلا.
 يقول ابن خلدون رحمة الله عليه في مقدمته أثناء بيانه طريقة دخول الترف إلى المجتمع واستشراءه والآثار التي يحدثها:
"
وذلك أن الأمة إذا تغلبت وملكت ما بأيدي أهل الملك قبلها كثر رياشها ونعمتها، فتكثر عوائدهم ويتجاوزون ضرورات العيش وخشونته إلى نوافله ورقته، ويذهبون إلى اتباع من قبلهم في عوائدهم وأحوالهم، وتصير لتلك النوافل عوائد ضرورية في تحصيلها، وينزعون مع ذلك إلى رقّة الأحوال في المطاعم والملابس والفرش والآنية.
ويتفاخرون في ذلك ويفاخرون فيه غيرهم من الأمم في أكل الطيب ولُبس الأنيق وركوب الفاره، ويُناغي خَلَفهم في ذلك سلفهم إلى آخر الدولة، وعلى قدر ملكهم يكون حظهم من ذلك وترفهم فيه، إلى أن يبلغوا من ذلك الغاية التي للدولة أن تبلغها بحسب قوتها وعوائد من قبلها، سنة الله في خلقه والله تعالى أعلم ".
إن ما حبى الله به هذه الامة من ثروات البترول لو استُغلت بسياسة حكيمة رشيدة لكان الخير الوفير على الانسانية، ولا دخل الناس في دين الله أفواجا أفواجا وعمّت المعمورة السكينة، لأن نعم المال الصالح في يد الرجل الصالح ينفقه في سبيل الله، ولا ينزلق إلى مخاطر الترف وما يترتب عليه من أضرار وأخطار كما بيّن ذلك ابن خلدون رحمه الله، وأن سوء القسمة في السوية لا تظهر أضراره حتى تنشأ أجيالا عليه، فيصبح المذموم محمودا والمحمود مذموما، فتترعرع على سوء القسمة أجيالا ترى في عروقها إلا أموالا من كل دخلٍ وإن كان من عند الشيطان اللعين، وما حروب الناس اليوم لخير دليل.
فإن أكثر الناس اليوم ينظرون من زاويتين، جمع المال وكيفية تبديده، ولا يهمهم طريقة الحصول عليه وكيف إنفاقه، فالأمة حباها الله بدعوة لم تعرف السبيل إلى الحكمة منها، فأصبحت كالذي دعى وهو ظالم لنفسه فأنَّ ان يُستجاب له، فعلى أبناء الأمة اليوم خيارين لا ثالث لهما : أن تفهم الامة أن المال إنما جعل لنصرة دين الله وليس للعبث به، لنصرة " لا إله إلا الله " وليس للصدّ عن مفهومها، وإن  عبثت به فستخسر دينها ودنياها وهذا ما نراه اليوم في عروق الامة : أموالا دون دماء .
إقـــرأ التـــــاريخ إذ فيـه العبــر *** ضَـل قـوم ليـس يــدرون الخبــر

الســــــلام عليكـــــم ..

==========================
كتبه : نورالدين الجزائري
8جمادي الثانية 1437هـ الموافق ل 18 /03/2016



مقال بعنوان " هل المسلمون دمويون ..؟ " .... للمدون نورالدين الجزائري


هل المسلمـون دمويون؟ ..



في مقال للإعلامية السعودية نادين البدير الماكثة بدبي والذي تقيأت كذبا وزورا على تاريخ الامة، وجعلت من الجلاد المسلمين ضحية ومن الامة جلادا، واحتفت به المواقع المسيحية والتبشيرية، وخاصة في أمريكا وفرنسا، وجهت هذه المسكينة انتقادات واتهامات لاذعة للمسلمين متهمة الأمة بارتكاب المجازر التي حدثت بدول العالم، وبينها دول المنطقة، محملة المسلمين المسؤولية عن كوارث البشرية في العصر الحديث، والذي نشرته جريدة " المصري اليوم " تحت عنوان:"من عربية مسلمة: عذرا أيها العالم"، قالت فيه :" نحن (تقصد العرب والمسلمين) الذين أزعجنا بني الإنسان، وأقلقنا الحضارة.. نحن الذين نتفنن في إعادة بناء الخراب.. نحن نعيد أسفار الخلق والتكوين.. نقتل. نتغذى بلحوم الآخرين. نقتحم القرى والمدن بلا قانون أو دستور يحمي حتى الذبابة. أراض كانت مسرحا للعلم والفن والأساطير. هى إرث امتدادنا القديم. تحولت تحت رحمتنا لردم تفوح منه رائحة الدم وأرواح تتجول باحثة عن الثأر".
وأضافت: " لا تتسع بلاد العرب أوطاني سوى للرعاع، فالمتفوق ليس المخترع أو رائد الفضاء أو الكاتب.. المتفوق هنا مَن يزرع إكسير الموت بأدمغة الفحول الحالمين بالخطيئة. التأكيد على وجود الجنس بعد الممات وحقيقة الحور العين سيمنحك المنابر والجوائز والبركات! "
وتابعت الإعلامية : " الموت هنا.. التشريد هنا.. لا أعلم إن كانت الجريمة جينات متأصلة بنا أم نتاجا لأعمال استبدادية متوالية.. شعوب تقتل الأحلام.. سَجِّل يا تاريخ أننا قتلنا تدمر " الى آخر هرطقة وكلام سبقها من قبل من أراد ركوب بساط الشهرة على حساب ضعف من يرد ويذود عن الامة، لكن لا ضير وسنرد بما فتح الله العلي القدير، وهذا هو مقالها في جريدة المصري اليوم http://www.kolalwatn.net/news225746 .
يقول الامام الشافعي يرحمه الله :" لا بأس بالفقيه أن يكون معه سفيه يسافه به "، ونحن نقول لا بأس بمن ركب رياح التزييف لنرد على حمقه السخيف، ونروّح على الانفس بكلمات من سفاهة المقام، فأمثال الإعلامية ندين لا وزن لها أمام من اتهم حتى سيد الاولين والاخرين بما هو أعظم، وردّ الله كيد أناملهم خاسرين يجرون ما خطت أيديهم بذل لا يرفعه عنهم الى يوم الدين.
فكما أن الامة اليوم تلفظ خبث الحكام، والأحزاب والجماعات وكل سياسة عفنة لا تمت بصلة من فهم عمق الاسلام، فها هي اليوم أيضا تلفظ خبث منافقي الأقلام والإعلام من كتّاب وصحفيين وبعض الأقزام، ممن يتكلمون بلسان الحاقدين على الامة وعلى معتقدها وتاريخها من يهود وصلبيين ومرتدي الملة، ولكن القافلة في طريقها للملمة ما ضاع منها من بضاعة، وعلى حمولتها كل الخير للبشرية وليس كما رأته وتراه هذه المسكينة .
سجّل يا تاريخ خبث ما لفظت هذه الإعلامية من قمامة، متهمين الامة بقاذورات ما اقترفته أيادي الملل الاخرى، ممن قتّل في بني البشر حتى سُقيت الارض بدماء الانسانية، وأنبتت بعدها وحوش جاسوا على ديار الاسلام فسنريك ما كانت النتيجة .
فلعل المسكينة لا تفهم معنى العصر الحديث وما أرادت أن تبين من خلاله من أحداث واتهام العرب والمسلمين بالمجازر على الانسانية، فهل العصر الحديث حسب التعريف هو العصر بعد العصر الوسطي، أم العصر الحديث بمفهوم الإعلامية ما تراه من هرطقة أتت به في مقالها هرفت به بما لا تعرف وقالت شيئا أمرا.
إن السذاجة في الطرح أعييت من يصححها ويسدد محتواها، فكم من متسلق أراد ركوب بساط علاء الدين فخرّ من أعلى سقف الفهم حتى امتلأ فمه على الارض ترابا وحجرا، فالمسكينة بكت الحضارة وتعذرت بــــ " نحن " العرب والمسلمين بتخريبها، واتهمت الامة بمصدر خراب الانسانية و ارجاع الانسان إلى العصر ما قبل دوران عجلة تاريخ البشرية، فيا لها من مفترية على روح التاريخ الذي شهد للأمة ما هو عليه اليوم من يحرك سمها، فإن كنت لا تدرين فلك أصحاب الانصاف فيما تجهلين، وإن كنت تدرين فالمصيبة أهون من الافتراء والكذب على الذات ولا تعنين بتقيئك الامة، فلا ضير .
فلا تنسين أيتها الإعلامية أنّك عربية ومهما بدلتِ وغيّرتِ من شكل وملامح فلن تكوني من بني الأصفر إن أصبغت شعرك أشقرا، فلما تعبين أصلك إن لم تكوني ناكرة ! لكن من بحكم العرب اليوم فهل يمثلون العرب والمسلمين أم يمثلون حرَّاس من تمدحين ! وهل إن كان لك توأما وجرم التوأم الاخر فهل نجرّمك أيضا أم لكل واحدة منكن أمرا فإذاً ما هذا الفهم السقيم المتعال ! كيف تنكرين أم الحضارات التي بنى على انقاذها أسيادك فاسألي الأندلس إن كان لكِ عقلا معافا !. من قتل من ومن شرّد من ومن اعتدى على من حتى تفرحي بمن وراءك ! . كم قتل الإسبان في سقوط الأندلس أليس بالعشرات الآلاف، وكم قتل السوفيات في ضّم الأكثريات المسلمة للاتحاد السوفياتي أليس ١١ مليون مسلما، وكم قتل أسيادك في الحرب العالمية الأولى والثانية أليس عشرات الملايين من الناس، كم قتل اليهود في فلسطين، وكم ذبحت ميليشياته خارج فلسطين، وكم ذبّح الهندوس في باكستان وبنغلادش من المسلمين، وكم قتل الإنجليز وبعدهم الأمريكان في منطقة الشرق الأوسط أليس بملايين المسلمين، كم قتلت فرنسا في الجزائر،  أليس عشرة ملايين من المساكين، كم ذبّح الصرب في البوسنة والهرسك أليس بآلاف الناس ناهيك عن المفقودين ، اين عقلك أيتها الإعلامية وصاحبة الرأي والرأي الاخر، أم فهمكِ لهذا الشعار إلا على من يدفع لك بالملايين! .
هل القذافي كان يمثل الامة ام كان يمثل نموذجا ومثلا لما كنتِ ذات يوم تحت سقفهم وطاعتهم وباحترام ! هل جاء الأمريكان الى لبنان للنزهة ام للاحتلال، ولما دنست روسيا بجيشها أفغانستان وشردت اَهلها الفقراء بلا رحمة ولا هوادة وانسحبت بلا غفران ولا أنبأك بما حلّ بأهل الشيشان ! إسألي نفسك إن كنت من المنصفات في ما تخطين بالأقلام، ولا أراك إلا من بقايا فكر عفى عنه فكر السذج ولا ميزان .
نعم لا ضير فيما ذهبتِ إليه من اتهام، فمثلك مثل الغُراب في الصراخ واللون والبهتان، تتباكين على قتلى شارلي ايبدو فإنك إذاً في الجرم سواء لمن أساء للرسول صلى الله عليه وزاد في الكفر والطغيان، فهل أنصفني قتلى طيران السلاح الروسي في أبناء الشام بكلمة في مقال أم نحبتِ على قتلى طائراتها في سيناء و البادئ أظلم في الجرم إن كنتِ تعقلين ..
فلعلمك أيتها المسكينة فإن أوجب الواجبات الدفاع عن النفس عند دخول العدو المحتل للأراضي والخيرات وطمس الهويات لأي بلد من بلاد الدنيا ولو بالحجارة، ولَك عبرة في العصر الحديث الذي لم تفهمي حتى مفهومه في الفيتناميين وكيف حاربوا أسيادك الأمريكان أصحاب " الحضارة "حتى أخرجوهم أذلاء يجرون خيبة الهزيمة، فكيف لهؤلاء الدفاع عن النفس ولا يجوز لـــ "نحن " بمفهوم الحرف أو العبارة، فيا حسرة على عقلك المنبهر بصنم المعبود والذي جاء الاسلام لنبذه وإخراج المعبود من عبادة الأشياء إلى عبادة رب الشيء ومَلِكِه، وإن كانت إراقة الدماء من أجل غاية أسمى فتلك مشيئة الله في عباده، ولَك عبرة في من تدافعين عنهم وما أهدافهم .
فيا أيتها الإعلامية صاحبة هذا الكلام القبيح والمقال المفضوح المكشوف المأجور الضعيف، فإنك لا تمثلين إلا نفسك المهزومة وكلامك مردود عليك جملة وتفصيلا، ولا نسمح لك إن تتكلمي قيحاً باسم الامة، فمثلك كحجر سقط في بئر أوقع ضجيجا حوله وسرعان ما مكث في قاعه فكان نسياً منسياً، فاليوم أنت كما يقال صاحبة قلم " حر " فتكلمي بما شيئت ِ ولكن لا تعتذري منه غدا ..
الســـــلام عليكـــــم ..

===========================

كتبه نورالدين الجزائري
12
جمادى الثانية 1437هـ   الموافق ل 21 /03/2016