Rechercher dans ce blog

lundi 2 décembre 2019

مقال بعنوان " عملية السلام بين طالبان والامريكان " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري




عملية السلام بين طالبان والأمريكان ..


‏انتهت البارحة في الدوحة عاصمة قطر ثامن مباحثات ما بين أمريكا وطالبان خرج الطرفين منها بتفاهمات ووصايا عدة من أبرزها:
أ-تحديد جدول انسحاب القوات الأمريكية والغربية من أفغانستان
ب-دعوة إلى مؤتمر وطني أفغاني برعاية الأمم المتحدة بأوسلو عاصمة النرويج
ج-تحديد ماهية الدولة الأفغانية ..
‏فقد طالبت طالبان بتسريع خروج القوات الأمريكية من أفغانستان مقابل ضمانات بوقف إطلاق النار الفوري وتعهدها بمحاربة التنظيمات المتشدّدة وعدم السماح لأي منها كأرضية انطلاق لمهاجمة الغرب وعلى رأسها أمريكا، الشيء الذي رفضته أمريكا هو التسريع من الخروج بضمانات ملموسة على الأرض وإبقاء لقوة النخبة الأمريكية المتخصصة في مكافحة الإرهاب لتعقّب قادة الدولة الإسلامية في أفغانستان بمعاونة طالبان، فالأخيرة متخوّفة من سرعة المفاوضات مع أمريكا ووقوعها في حضنها ممّا سيؤثّر على مستقبلها كحركة جهادية وتخلّي مجاهديها عنها والالتحاق بالدولة الإسلامية لوجود أمريكا في البلد ..
‏فطالبان تريد خروج القوات الأمريكية من أفغانستان صورة حتى توهم أفرادها أنها انتصرت على أمريكا، ومتخوّفة من الفراغ الأمني الذي سيحدثه هذا الانسحاب من افغانستان بهذه الوتيرة، فالمفاوضات أيضا أدّت إلى تعهّدات اتجاه أمريكا على مفاوضة الحكومة المركزية التي صنعتها أمريكا في كابل والجلوس معها في مؤتمر دولي في عاصمة النرويج اوسلو العام المقبل لتقاسم السلطة وتحديد ماهية مستقبل حكومة أفغانستان، أمريكا تشترط حكومة برلمانية الشيء الذي يعارض تركيبة طالبان وهرم حكمها بما أن حكمها إمارة، والأرجح أنه سيؤول الحكم فيها على شكل الحكومة الباكستانية وإنهاء الإمار ، فإلى الآن المفاوضات تسير كما تريدها أمريكا من طالبان وهو الانخراط في المنظومة الدولية لرفع الحركة من قائمة الإرهاب الدولي والسماح لقادتها من المشاركة الفعلية في مستقبل أفغانستان، فطالبان متخوّفة من الفراغ الروحي الذي سيحدثه هذا التغيّر الجذري في عقيدتها القتالية الشيء الذي  يجعل العملية السياسية كلها مع امريكا مرهونة بتعهّدات مالية خليجية وأروبية، والمطالع لما تمرّ به هذه الدول المانحة لإعمار أفغانستان يدرك صعوبة الإنجاز من الناحية اللوجيسيتية إذ لا شيء إلا بعد أن تنخرط طالبان وتنصهر كليا في أفغانستان الغد وحلّ الامارة.
فالخطوة خطيرة من حيث الاتباع وهشّة من حيث التعهّدات المالية، فالعالم اليوم في شبه ركود اقتصادي وعلى شفة حفرة من حرب شاملة في الخليج واستنزاف دائم ورهيب من حيث تمدد الدولة الإسلامية إلى أزيد من عشرين ولاية حول العالم.
طالبان اليوم في فخ أمريكي ونهايتها باتت قاب قوسين أو أدنى من استقالة جماعية نحو الدولة ..


==================
كتبه: نورالدين الجزائري
بتاريخ ١٣ أوت ٢٠١٩م




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire