Rechercher dans ce blog

dimanche 1 décembre 2019

مقال بعنوان " سبب إهانة ترمب لآل سعود " بقلم المدون نورالدين الجزائري



سبب إهانة ترمب لآل سعود ..


الشاهد أن الرئيس الأمريكي ترمب ليس برجل سياسة على المعهود الكلاسيكي او العرفي المتماشى عليه، ولا علاقة له بها من قريب أو بعيد بحسب كثير من المراقبين السياسيين وحتى من طرف أعرق الإدارات والكليات والجامعات السياسية على الصعيد الغربي، بل مصنّف كرجل أعمال ناجح نوعا ما، وصاحب حسابات اقتصادية دقيقة ممّا جعل منه سياسي ناجح بحسب منصبه لحد الآن في ظلّ ما تعانيه امريكا منذ عقد من الزمن من مشاكل اقتصادية داخلية جمّة، فمنذ تولّيه رئاسة امريكا جعل جلّ اهتماماته كيفية جلب الأموال بطرق كثيرة، تارة عبر افتعال حروب اقتصادية مباشرة مع أعتى الاقتصادات الدولية مالصين والاتحاد الاوروبي، وتارة باستفزاز محميّاته خاصة في الشرق الأوسط بافتعال أزمات سياسية بينهم وانتهاج سياسة فرّق تسود حتى يسهل عليه الانفراد بها وتفكيك كياناتها كتجمّعات وكتل سياسية تخدم مصالح منطقة بأكملها، فجعلت منه الرئيس الأكثر غموضا في قراراته السياسية على المستوى الدولي ممّا جعلت دول كبرى تدخل مع الولايات المتحدة الأمريكية في صراع الثيران لترسيخ المتعارف عليه اقتصاديا على مستوى العالم ..
فلا شك أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من أكثر الإدارات الأمريكية التي شهِدت اضطرابات سياسية داخلية وسجّلت أكثر الاستقالات للمتعاونين معه من مستشارين وقانونيين وآمنيين، فإدارته ايضا سجّلت الكثير من الفضائح الأخلاقية بالنسبة لشخصه ولمقرّبيه، فالرجل لا سياسة ثابتة له اطلاقا، وخرجاته السياسية غير مضبوطة داخليا ممّا أدى بالمطالبة لاستقالته او لتنحيّته دستوريا الشيء الذي حدث أمس في الكونغرس والمطالبة برحيله، لكن الرجل استبق الكونغرس قبل أيام بتصريحات سياسية مثيرة ومدروسة مذكّرا خصومه السياسيين وخاصة الديمقراطيين أنه الرئيس الوحيد والأوحد الذي جمع أموالا للخزينة الأمريكية بدون حروب او ارسال جنود للخارج كسالفيه من الرؤساء، والرئيس الوحيد والأوحد الذي استطاع أن يرغم "الاصدقاء" بدفع فاتورات متأخرة للحماية الأمريكية عسكريا اواقتصاديا، فتصريحاته للسعودية ولعائلة آل سعود تحديدا بمثابة رسالة للداخل الأمريكي وأمام تجمّع لأنصاره وقُبيل جلسة الكونغرس حول تنحيته او إزالته دستوريا مفادها:
انظروا أيها الاصدقاء، أيها الامريكيون، أنني الرئيس الوحيد الذي استطاع جلب مئات المليارات من الدولارات للخزينة الأمريكية وتعزيزا للاقتصاد الأمريكي ولرفاهية الأمريكيين بتصريح واحد كالذي ردده ثلاثة مرات خلال أسبوعين على أن لابد لآل سعود أن يدفعوا للامريكيين مقابل استمرارهم في الحكم، وأن لو تمّ عزلي دستوريا فلا يمكن لأي رئيس آخر أن يقدم على ما فعلته لأمريكا والاقتصاد الأمريكي بتصريح جريئ أو بتغريدة على التويتر يُحسب لها مليار حساب، فلكم الخيار إما الإبقاء على سياستي ومنها المزيد من حلب الخصوم عن طريق الدفع المباشر أو افتعال أزمات وحروب اقتصادية لمصلحة أمريكا العليا، أو القبول بعزلي وأمريكا تمر بمرحلة خطيرة من وجودها أصلا ..
فتصريح ترمب مقصود ومدروس مقايضة سياسية داخلية مفاده: أنا او الفقر ..

السلام عليكم
===================

كتبه نورالدين الجزائري





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire