Rechercher dans ce blog

jeudi 19 octobre 2017

مقال بعنوان " فاتورة الاستنزاف وحرب التحالف الخاسرة " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري


فاتورة الاستنزاف وحرب التحالف الخاسرة


"فكِّر مرةً أخرى وتراجع"، شِعار اتّخذته وزارة الخارجية الأمريكية بفرعها الإعلامي وغُرفِها المحاربة للمجاهدين عبر العالم وخاصة الدولة الإسلامية، هاشتاج ضمّ اعتى المناوئين لـ (الإسلام السياسي)، هدفه حرب نفسية قبل اندلاعها، وكان وراء ذلك مدير مجلة التايمز سابقا السيد ستينجل، والذي انضّم الى اوباما عبر الخارجية الأمريكية قسم العلاقات الدعائية الرقمية، وكان مهندس [تحالف الاتصالات والرسائل] لإتمام ما يجري على الأرض عبر كل فرقاء التحالف العربي ضد الدولة الإسلامية، وانبثق من خلال الاستعداد للحرب في المنطقة في 2010 مركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب، فأمريكا كانت على وعي بمدى حربها القادمة في منطقة الشرق الأوسط، ومدى تكلفتها من حيث الموارد المالية والبشرية والمعلوماتية، فقبل اي مواجهة وعلى من يعلنها فعليه التهيّئ الى فاتورة تكاليف الصدام وبعض الحسابات الأخرى الحساسة عند اندلاعه ..
فخطاب أوباما عند بداية الحرب على الدولة الإسلامية كان واضحا ومن أهمه قوله: منافسة الإرهابيين على المساحة التي يشغلونها بما في ذلك الإنترنت والإعلام الاجتماعي، وتطورت هذه المساحة الى ان اصبحت اجهزة مخابراتية عالمية معظم مراكزها في دول الشرق الأوسط، وقد سخّر حكّام المنطقة العربية مئات المراكز لذلك مما ادى الى توظيف عشرات الآلاف من المخبرين عن كل النشطاء البارزين وايقافهم عبر التبليغ عنهم مباشرة او ايقاف حساباتهم على التواصل الإجتماعي، فتكلفة هذه المنصّات الاستخباراتية كلّفت وتكلّف اليوم ميزانيات وزاراة دفاع في كل من الأردن والمغرب وسلطنة عمان والبحرين وغير، فالفاتورة باهضة من عدة سنين تجاوزت اكثر من عشر مليارات دولار، فمن المغامرات الغير محسوبة من المهاجم عدم تقييم زمن المعركة وخاصة ربط مصيرها بمموّلين مرتبطين اصلا بعملة مشتركة عالميا وهو الذهب الأسود، فمن المعلوم ان البلدان المنتجة للنفط تتفاءل حين اندلاع الحروب، اذ ترتفع اسهم السعر الذهب الأسود في البورصات العالمية، فتكلفة حرب أمريكا على عراق صدام ادى الى ارتفاع سعر البترول الى 140 دولارا للبرميل، ممّا ادّى بأمريكا الى المديونية لتسديد تكلفة فاتورة الحرب على العراق وافغانستان والتي قدِّرت ب 5 تريليونات من الدولارات، ناهيك عن بنية تحتية مدمّرة جراء غاراتها الجوية بلغت الكلفة ازيد من 220 مليار وفق تقرير نشره المحامي الأمريكي ستيوارت بوين، المفتش والمشرف العام على عملية إعادة إعمار العراق، ولم ينجز من الإعمار الى بعض المؤتمرات من بعض الدول المانحة، صبّت دولاراتها في خزينة البنتاغون كتعويض لحروبه، ووفق دراسة معترف بها فقد انفقت امريكا فقط خلال حربها على الجماعات المسلّحة في العراق فقط ومن جيوب دافع الضرائب فيها بأزيَد من 3 تريليونات من الدولارات الشيء الذي جعلها تنكمش على عقيبيها إبان الأزمة الإقتصادية في 2008م وتراجع دورها في المنطقة ممّا أدى إلى بروز نجم روسيا والصين في 2011م على المستوى العسكري والاقتصادي وتمددهما كلا في سورية وإفريقيا ..
فتكاليف الحرب اليوم على الدولة الاسلامية لم تعد تتحمل تبعياتها، فقد غيّرت امريكا من مواجهتها لها، فبعدما كانت مكتفية من النيل من رؤوس الدولة ورموزها واجهت مشكلة اخرى في تمددها والسيطرة على شبه العراق كاملا، فاضطرّت ولجأت الى حرب الأرض المحروقة كما شُوهد ذلك في كل من الرمادي والفلوجة واخيرا في الموصل، اذ وصل اعادة اعمار هذه المحافظات الثلاثة الى ازيد من 200 مليار دولار لاعادة بنّيتهم التحتية وتأهيليها مرة أخرى، فلم يتم تعمير العراق عند وجود وبعد خروج أمريكا من العراق فكيف بتعميره وهي خارجة، اذ الوعود التي قدّمتها لحكومة المالكي واليوم للعبادي كضرطة في فلاة، فأمريكا لا يهمّها العراق بقدر ما يهمها خيراته وخاصة القضاء على الدولة الاسلامية رمز الظهور فيه، فالإحصائيات والفاتورة المرتقبة تشير الى اجمالي حرب أمريكا على العراق بحوالي 2 ترليون دولار ما بين ما انفقته كمعدّات حربية وبين ما دمّرته من بنية تحتية، وزد على ذلك ما خلّفه التخالف الدولي من خسائر في سورية وتدميره ايضا لبنيته التحتية والتي قدّرها الخبراء الاقتصاديين الى أزيد من 3 دولار ترليون، فأمريكا اليوم ومعها التحالف الدولي منهك اقتصاديا وماليا، وما زيارة ترامب آخيرا وجنيِّه لأموال المنطقة في هذا الباب، فالكل يعاني من تداعيات الحرب على الدولة الاسلامية والإستنزاف على قدر وساق كأرقام البورصات العالمية في تداولاتها الإقتصادية، فأمريكا اشترطت على الدول المنتجة للبترول وخاصة العربية ان يبقى سعر برميل البترول الى ثلث ما كان عليه إبان حربها على عراق صدام حسين حتى تتمكن شعوب الغرب من الاستمرارية في نمط معيشها المعتاد وأن لا تتظاهر بغلاء المعيشة، فالبترول مرهون بكل شيء في الغرب من السيارات الى العقار مرورا بالقدرة الشرائية للمواطن، الشيء الذي ادى الى أزمات اقتصادية في بعض المؤسسات الحكومية والخاصة نتج عن ذلك تسريح مئات الآلاف من العمّال وتعويضهم من الخزائن العامة في الدول المعنية ..
فهذه الحرب اصبحت وبالا بأتمّ معنى الكلمة على أمريكا وحلفائها الغربيين والعرب، اذ يوجد بضع ملايين من المهجّرين داخل دول التحالف عامة من مناطق الحروب، فميزانية الخدمات لهؤلاء اللاجئين اصبحت لا تُطاق وهنالك دق للاجراس بنفاذ الاموال والإعانات، فاليوم كان في الدوحة مؤتمرا في هذا الباب مثّله منظّمات رسمية من الامم المتحدة والاخرى غير رسمية والبعض المانحين لسد العجز المالي حتى بتم توفير بعض الاحتياجات لهذا الشتاء، فالأمور اصبحت شبه رسمية من الخروج عن سيطرة الاوضاع الشيء الذي ينذر بكوارث انسانية على المدى القريب جدا، فأمريكا ودول التحالف تحاول اخفاء الاستنزاف ولكن كل المؤشرات تدل على ان الأمور غير متحكّم فيها ماليا واقتصاديا، فتركيا ومناوشاتها مع أوروبا من هذا الباب، وكذا محاولة انفصال بعض الاقاليم الغنية داخل بلدان الاتحاد الاوروبي حتى تحدّ من استنزاف مواردها، فالكل منهك وإنها لقضية وقت لإعلان الإفلاس التام، فإرجاء ذلك مرهون بمدى سرعة أمريكا ودول التحالف للقضاء على الدولة الإسلامية او الحد من مخاطرها على المدى المتوسط ..
فأمريكا وروسيا المنخرطتين بشكل مباشر اليوم في حربهما على الدولة الإسلامية وصلتا الى نقطة لا رجوع من الاستنزاف ان استمرت الحرب لعام اخر، فكل المؤشرات تدل على ذلك، فأمريكا تعاني من سعر دولار منخفض لتمويل حربها وكذا روسيا، فبوتين من أيام دق أجراس نقص التمويل ايضا، وكذا إيران وتركيا، فالكل يشتكي من المواجهة المباشرة ومن التداعيات، فالإنهاك سيّد الجميع، والفراغ الذي خلّفته الدولة الإسلامية في العراق سيؤدي حتما في نهاية المطاف الى حرب ما بين الأكراد واذناب ايران، وكل هذا سيؤدي في الأخير الى استنزاف عام على المستوى الدولي سيخلّف انهيار دولا ودخول اخرى في حرب وجود، وما أزمة قطر مع دول الخليج إلّا من باب ما بعد الدولة الاسلامية زعمهم وحصة قطر من انبوبها الغازي والذي سيمرّ عبر الأراضي السورية الى إسرائيل والبحر المتوسط ومن ثمة اوروبا، فاليوم الاستنزاف سندان الجميع، وغدا المطرقة ستكون من نصيب القطيع يضرب بها بعضهم البعض، ولله الأمر من قبل ومن بعد والعاقبة لمن احسن إدارة المعركة مع الجميع وهي حرب خاسرة على جميع الأصعدة من أمريكا وحلفائها ..
السلام عليكم ..

====================

كتبه: نورالدين الجزائري
28
محرّم 1439هـ الموافق ل 18/10/2017


مقال بعنوان " الأسياد والعبيد وتكريس الطغيان " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


الأسياد والعبيد وتكريس الطغيان


إنّ من أسس الدول الحديثة وخاصة من بعد الحرب العالمية الثانية ونشأتها ركائز تقوم عليها وتجعل من قوامها دوَلًا متعارف عليها فيما اسموه جمعية الأمم المتحدة أو النظام العالمي، فأي دولة إلّا وتقوم على نظام يسيّسها وعلى مجتمع مدني يستند منه سيرورته وعلى شعب يعطيه شرعية في الحكم وعلى جيش يحمي كل المؤسسات من نظام الى مجتمع مدني مرورا بأصل الدولة وهو غالبية الشعب، فالمتعارف عليه دوليا تجده في أكبر الديمقراطيات الى اعتى الدكتاتوريات، ولكل نظام ميزته ولكل شعب خاصّيته في تحديد آلية الحكم وأدوات التسيير ..
فالديمقراطيات العريقة والناشئة بعد الحربين العالميتين اطلقت على نظم حكمها بالعالم الحر والمتقدم، وسمّت مستعمراتها السابقة وبنوكها الخام بالعالم الثالث او الدول النامية، فاختارت لشعوبها نمط عيش غير الذي اختارته لشعوب الحكومات الوظيفية، فرسمت ورسّخت طرق الوصل الى الحكم في بلدانها اذ قيّدت سبُل الوصول الى الحكم في محمياتها بشروط وضوابط لا يمكن إلّا لخدمة مصالحها، وبذلك تكون قد اجهزت على الحريات السياسية ونمط العيش في البلدان الفقيرة وخاصة في البلدان الإسلامية، اذ النظرة للحياة والحرية فيها غير الذي تراه الدول القوية او الديمقراطية، فالعالم الحر تحكمه قوانين وضعية، والعالم الإسلامي خاصة والذي صُنّف بالعالم المتخلف يحتكم عادة الى الشريعة في ظل الحرية المتعارف عليها عبر التاريخ ..
فإن النظم العالمية المتحكّمة والمتحكّم فيها سلكت سُبُل الحكم في بلدانها، فبينما الديمقراطيات ترتكز على حكم الشعب وبكون بذلك هو من يحدّد الساسة وإدارة الحكم، ترى في بلداننا العربية او الإسلامية خلاف ذلك، اذ الحكم للزعيم الاوحد او للعائلة الحاكمة لا يُسأل او تُسأل عمّا يفعل او تفعل وهم يُسألون، فالشعوب العرببة والإسلامية مفعول بها ومن أزمنة في سياساتها وتوجّهاتها، فالزعيم او الحاكم يصبح بذلك هو ربّان السفينة وإن لم يدخل غمار القيادة، فسياسته مرهونة بسياسة من وراءه، لا يعبه بآفاق شعبه في تحديد كيفية حكمهم، فالبلدان الإسلامية مرّت وتمرّ اليوم بعدّة سياسات تحكمها، فمن الإشتراكية الى القومية مرورا بحكم القبيلة المغلّف بالدّين والعرف، فكل هذه السياسات إنّما تقيّدها جماعة تحكم وتقرّر باسم الشعب حتى شهِدنا من هؤلاء صفات الربوبية في تقرير مصير أمّة والنتيجة ما نحن عليه اليوم من كوارث اصبح الحكيم في وسطها حيران ..
فبينما الشعوب القابعة تحت حكم الديمقراطيات حرّة في تقديم او تأخير او إسقاط أي سياسي لا يخدم مصالحها، تجد ظاهرة جد غريبة في عالمنا العربي والإسلامي الذي لم يعهده جديرة بأن توضع على مشارح وطاولات علماء النفس للنظر فيها ودراستها، فهو مرض استشر في الأمة وجعلت منه عبدا مملوكا بامتياز ألا وهي ظاهرة تبجيل الحاكم وقدسيته في الحكم، فالظاهرة مستشرية حتى في الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة، الى رؤساء الجمعيات والمنظمات الرسمية وغير ذلك، فاصبح الفرد والجماعة في بلاد الاسلام عابدا للاشخاص من دون اي مقابل، واحيانا لمصالح شخصية واخرى ضيّقة، فربما الأسباب راجعة الى الطغيان الذي زُرِع في كيان الشعوب العربية والاسلامية، وإلى تغييب الفرد من صنع القرار الحقيقي، فكل ذلك لا يخدم إلّا الحاكم بأمر المجتمع الدولي والمنظومة الأممية وعلى رأسها أمريكا، فلكل نصيب من الطغيان، فمنه من هو حسي كالذي في عالمنا ومنه من هو معنوي كالذي في البلدان الديمقراطية ..
فلا شكّ ان من صنع الطغيان عنصران مهمّان، السلطة المطلقة والحرية المطلقة، ففي عالمنا أُعطيت السلطة المطلقة لولي الأمر وزين له ذلك علماء سوء اصبغوا عليه صفة إلاهية يتصرف من خلالها بما تملي عليه نفسه ونزواته وشهواته، فالكوارث لا تُعد ولا تُحصى حتى اصبح الفرد تحت ظل هؤلاء الحكّام كالسجين حرّيته لا تتعدى النظرة الى خوذة شرطي او عسكري، فالخوف من البطش اصبح همّه اكثر من الهواء الذي يتنفّسه، فالتسبيح بنعمة اولياء الأمور اصبح من العقيدة المتعارف عليها في الوطن الواحد، فكذا الفرد عند الديمقراطيات العريقة فحرّيته مبنية على البطن والفرج والإعتقاد الخاطئ، فهو عبد من نوع آخر ومن عالم الحيوانية وان كانت له حرية الابداع في مختلف مجالات الحياة، فإنسان اليوم عبد لمملوك او لهوى، فكلاهما طغيان، وعليه لا تكمن حرّيته إلّا اذا عرف طريق سرّ خلقه ودوره الحقيقي في هذه الحياة ..
السلام عليكم ..

===================

كتبه: نورالدين الجزائري
27
محرّم 1439هـ الموافق ل 17 / 10/ 2017




lundi 16 octobre 2017

مقال بعنوان " انهزمت أمريكا وليخسأ د.النفيسي " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري


انهزمت أمريكا وليخسأ د.النفيسي


فلا شكّ انّ دين الله اليوم استولت عليه ثلّة من المنافقين، عطّلت الحكم به، وارجأت الإيمان بما فيه، وأهملت الحدود والدّماء والأموال وبما جاء به من قصاص حتى ترتاح انفس في رحاب شريعة الله، ونبذت الولاء والبراء، فمنهم من تولى الكفرة على المؤمنين، ومنهم من تولى العقل على النصوص، ومنهم من ألحد وتبرأ من دين الله باسم حرية الاعتقاد والإيمان، فلا ابا بكر اليوم يقاتل هؤلاء وان كان على مثقال عِقال، فلا عجب ان سلّط الله على الأمّة من الأعداء ما يسومها سوء العذاب، وتلك الأيام نداولها بين النّاس، فما وجود اليوم من الروم (امريكا) و إيران (الفرس) و التتر (حكّام المسلمين) يصولون ويجولون، تارة بتحريك المنافقين وتارة بجندهم وخيلهم إلّا لابتعاد ابناء الأمة عن فهم طبيعة الصراع وكيفية التصدي له، فلا يُعقل ان تواجه الصائل بالصبر عليه او مواجهته بالمؤتمرات وقد دخل بيتك بحاملات طائرات، فما ذلك إلاّ تقديم العقل عن النصوص القطعية الثابتة والواضحة في مقارعة اعداء الدّين بلغة جبروتهم ..
فلا يُرجى خيرا ممن تتلمذ على طاولات الغرب يريد نصرة لدين الله ولأوليائه إلاّ من هدى الله لنوره، فكم من مثقّف (منافق) عاث في الغرب دراسة ورجع الى مسقط رأسه يريد بالنّاس تغريبًا، وكم من مبتعث مكث في بلاد المفر سويعات فنادى بالعلمانية والليبيرالية، وكم من شيخ او داعية جلس لصاحب بدعة، او حزب، او لمستشرق، او كهنوتي من هنا او هنالك وتأثر بشخصيته لسذاجته وانقلب على عقِبيه منتصراً لجليسه، وكم من عالم سلك مسلك بلعام وأحبار اليهود في التزلف الى تتار اليوم الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا بالبعض الآخر، من الذين سلّموا للكفّار مفهوم العقيدة، محرّفين الكلِم عن مواضعه، فحاربوا بذلك اهلها وحملتها والذّابّين عنها، ملصقين بهم التُّهم المُنفِّرة، فازداد المسلمون بذلك انشقاقاً وفرقةً وانحرافًا عن مفهوم الدين القويم، فمن مثل هؤلاء بعض المنظّرين والمتكلّمة بغير علم ولا حجّة ولا بيان، من الذين يرون الإسلام وفق مصلحتهم الدنيئة وحزبيتهم المقيتة، فدين الله شامل وعلى الفرد والمجتمع وصاحب الفكر او الحزب ان يتكيّف مع الإسلام، وليس ان يمْتثل الإسلام لنزواته ورغباته وما يملي عليه هواه وما يشتهي، فصاحب الحق ينتقل من قول الى قول ومن حجة الى اخرى ومن تبيين الى آخر وما معه من استقامة عليه، بخلاف من اصرّ على انحرافه عند بروز الحق قولاً وحجةً وهذا مذموم في شريعة الله ..
فاليوم بعد ان تجلّى ضباب المؤامرة، واتّضحت صورة المعركة، وسقطت الأقنعة، وتراءى الجمعان، جمع ايمان لا نفاق فيه، وجمع نفاقَ لا ايمان الملامح عليه، واصطدم الحق مع قلّة اصحابه بالباطل مع كثرة صفوفه، وحشود الكفرة والمنافقين واهل الردّة على التوحيد واوليائه، فمن حكمته عزّ وجل في علاه ان يجعل للمجاهدين سُلّمَ تمحيص لبلوغ ما صدقوا الله عليه، فلابدّ لسنة الكرّ والفرّ ان تأخذ مقعدها من المعركة، وأنّ نارها بردا وسلاما على اهله وخاصته، وسعيرا ولهيبا على اعدائه، فبالرغم من قلة العدد والعدّة إلّا ان سبحانه لم يخذل من نصر دينه، فمنهم من قضى نحبه حتى يتّخذه الله شهيدًا عنده، ومنهم من لم يبدّل وهم اليوم قلّة ينتظرون دورهم او رحمة ربهم، وظن المنافقون اليوم ان لا طاقة لهم بجنود وحلف امريكا على بلاد الإسلام، وأنّ الدخول معها في حرب فهي الهالكة بعد هذا التناطح في المنطقة، وان تعجب من قولهم وآثارهم فكل العجب لمّا كانت المعركة في بدايتها ينصرون اهل الحق بالكلمة المدسوسة، فكنّا والله في ساعتها نعلم بفضل الله تعالى علينا دسائس القول والأمور، فكن حذّرنا من المتذبذبة وأنّ قولهم ونصرتهم للابقاء على مكاناتهم وتنظيراتهم، وما كان من الله إلّا ان يجري عليهم سنّة الأولين حتى جرفهم التمحيص الى اسقاط اقنعتهم وانقشع ما كانت تكنّ صدورهم، فالقوم ما كانوا على عقيدة حتى ينصروا دينًا، وما كانوا صادقين في قولهم حتى تحفظهم فِطرتهم، ولكن القوم بما تشتهي أهواءهم ونزواتهم وشهواتهم انساقوا، فراحوا يحذّرون من تهوّر القوم وانتحار جمعهم زعمهم، وأن الطريق طريق الحكمة في التعامل مع اعداء الإسلام، وأنّ قوّتهم لا تُقهر وليس للمسلمين من سبيل إلّا العمل مع طواغيت المنطقة في الحد من المخاطر، فكيف لهؤلاء أن يفهموا ان من يريدون نصرة لدين الله انّهم في فلك ودين الطاغوت يسبحون، وأن آمنوا بأمريكا ربّا يُعبد من دون الله ولا حول ولا قوّة الاّ بالله ..
نعم أمريكا اليوم حشدت جموع الكفر وزادت على ذلك ربوع الردّة وبعض ابواق من نال من سهام علمها، الكل اليوم دافع ويدافع عن فرعون العصر بما اوتي من تنظير وسياسة وضعية، فأمريكا متجبّرة متكبّرة في تعاملاتها العسكرية، والبارحة اتت بخيلها وخيلائها في حرب الخليج الثالثة وكّسرت انيابها على قِلاع حصن الرشيد، أمريكا من حينها وعت الدرس وتعلّمته ولم تقف على رجليها لحد اليوم، فأمريكا اليوم ليست أمريكا الأمس، أمريكا الأمس جاءت بعشرات الآلاف من مقاتيلها الى المنطقة واليوم قدّمت حميرها للمحرقة، فالأمر ليس من تكتيك بل من نار الحرب التي مسّت جنودها، وزد على ذلك التريليونات من الدولارات التي خسرتها إبان أزمة العقارات من بضع سنين، ناهيك عن المديونية الهائلة والقروض التي عليها من شتى البلدان الغربية، فاسألوا أهل الاختصاص في ذلك لتتنبؤا خبرا يقينا، ومن السنن ان يُسلّط عليها المحن والويلات الداخلية من فقر وجرائم يومية ناهيك عن جنود الله الخفية من اعاصير وثلوج عاتية وحرائق لا منتهية، فالرب سبحانه وتعالى ينتقم لعباده المجاهدين، وللأرامل والثكالى وكل ذي دعوة صادقة على ما اقترفته من جرائم ضد المسلمين والإنسانية، فإن ربّك له اولياء و يا ويح من بارز الله بعدوان على خاصته من عباده فأنّى له ان ينتصر وسيُهزم في الأخير ويولي الدبر، فلم يبقى لأمريكا إلّا انهيار على غرار البرجين وإنها وربي لقضية وقت وسترى ..
فيا #نفيسي ومن على شاكلتك، و يا من يريد للأمة ان تنتصر بسنن أمريكا فمهلا ورويدا، وتعلم اوّلا من السنن الربانية وكيف تواجهون اعداء الدين والملّة، فأحيلك الى سورة النمل والى طائر الهدهد وتعلّم منه كيف نظر الى ما حُجِب عنك وعن امثالك وما تعلّمه من المدرسة النبوية، فالهدهد لم ينبهر ولم يغتر بما وصلت إليه ملكة سبأ وقومها من الحضارة المادية ــ" أوتيت من كل شيء . عرش عظيم"ـ، بل أصدر حكمه باعتبار وميزان عقيدتهم، فوصفهم بالضلال وقال : " لا يهتدون"، فيا نفيسي هذا هو المعيار الحقيقي لتقييم الأمم والمجتمعات، معيار الإيمان، لا معيار القِوى والماديات، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، فلولا تعلمتم لسان الأعداء حتى تأمنوا الأمة شرّ الكفار لكان العلم الذي باركه وأكّده النبي صلوات ربي وسلامه عليه بتعليمه ليسلم المسلمون من شر عدوّهم، لكن آثرتم الشرعية على الشرع ورأيتم فمن وال اعداء الله على أمّته انه ولي شرعي وزيّنتم له ردّته على انّها من السياسات الحكيمة في ظل متطلّبات العصر والمرحلة، فاليوم تبيّن للبسطاء من المسلمين من انتم وما تخدمون، فلا تُشفع لكم حسنة على ما قدّمتم من نصرة لدين الله، فالنصرة إنّما على البراءة والمولاة، فهيهات هيهات ولا مقارنة لمن قال اللهم خذ من دمائنا واجسادنا حتى ترضى ومن قال اللهم ابق علينا اموالنا وضيعِنا حتى تقر بها اعيننا، فهل من توبة وإعادة الديبلومات والميزات الى كليات الهيمنة والغطرسة ..
السلام عليكم ..

===================

كتبه: نورالدين الجزائري
26 محرّم 1439هـ  الموافق ل 16/10/2017





vendredi 13 octobre 2017

مقال بعنوان " أمريكا والدولة الاسلامية وجوهر العداء والصدام " بقلم المدون نورالدين الجزائري



أمريكا والدولة الإسلامية وجوهر العداء والصِدام ..


إنً ما يميّز النظام الشرعي عن الوضعي نقاطًا لا يمكن للنّظامين ان يلتقيا على طريق واحدة إلّا واصطدما، ناهيك عن ممّا يُراد ان يُصوغ له من منبطحة على أنّ لا فروق جوهرية بينهما، فالنّظام الشرعي قوامه العقيدة والحكم بما أنزل الله،وعموده الأرض والأتباع،وأنّ ما يرتكز عليه النّظام الوضعي في المقام الأول الشرعية بشقّيها، الحكم بما قررت امريكا، الجند والقطيع، فهي منظومة متكاملة وغير منفكّة ..
فالنّظام الشرعي منوط بشرطين لاستمراره حسًّا ومعنويًّا يكمن في العقيدة والحاكمية، ومرهون ببقائه واقعًا يكمن في الأرض والأتباع، وأمّا النظم الوضعية فإن فقدت الشرعية فلا حكم لها ولا ولاء من جند ولا رعية إلّا اذا دخلت تحت حكم الأقوياء من الديكتاتوريات القائمة، فحينها تُساوَم على بقائها بمدى ولائها  للداعم وتُهمل الرعية لصالحه، وهذا الذي نحن عليه اليوم في بلاد الإسلام من تبعية للغرب طلبًا للشرعية ونابذة للعقيدة وركب السفينة الجند وبعضًا من الرعية، فالصِدام عملة الجميع عند هبوط اسهم العيش سويًّا، فالنظام الشرعي وإن فقد الأرض والأتباع فهو لا ينسخ بالوضعي بل يبقى في عروق المخلصين من ابناء الأمّة الى ان يحن وقت الرجوع الر رحاب الشريعة بِؤُسِّه واعمدته ..
فأمريكا اليوم تعي خطر الحكم الشرعي ان بانت سياسته وتوسّعت آفاقه، فالدولة الإسلامية عند حكمها للمدن التي سيطرت عليها حكمت بما أنزل الله مطلقا، وساوت، واعدلت، وانصفت ما بين الرعية، وردّت المظالم، وحكمت في الدّماء والأموال فاستتاب النّاس وهدِئت الأنفس وسلّمت الأمور الى عدل الشريعة ومطلق الحكم بما أنزل الله، فسارعت أمريكا الى تدارك الأخطار المحدقة على مُلكها في المنطقة، فأوعزت الى عبيدها من طلّاب الشرعية حكّاما ومحكومين الى اسقاط نظام من جاء لتنكيس عليهم معيشة الوضع والركون الى الدنيا عن طريق الظلمة،  فما كان من الحكومات الوظيفية إلّا ان تستنجد بالبلاعمة ان افسدوا على من يريد الشرع بتلفيقات واهية واكاذيب مفضوحة، فالدولة الإسلامية حينها واجهت النظم الوضعية جمعاء من غرب وشرق واعراب وغوغائية ودهماء بتهمة تشويه الإسلام والمساس بصنم المصالح والمفاسد، فهل افسد الدين إلّا الملوك وأحبار دين سوء وبلاعمة مرتشية، وما شهدناه ونشهده اليوم من ترقيع لدين أمريكا إنّما لمحاولة لإطفاء نور الله الذي جاءت به فتية من أمهات الكتب ورياح التاريخ ..
لنرجع لتصريحات لأحد اكبر المسؤولين الأمركيين من ايّام حول الموصل والرقّة، اذ صرّح ان ما تقوم بن بلاده ودول المنطقة من حرب على "الارهابيين" انّما يصب فيما قلتُه اعلاه، فالمسؤول يؤكّد اهمية طرد الدولة الإسلامية من المناطق التي تحكُمُها حتى لا يبقى لها وجود إلّا عبر التنظير او ما احتوت عليه كتب التاريخ، فأمريكا تعلم علم اليقين ان الإسلام لا يُنتزع من الصدور بل اجتثاث مكانه ممكن عن طريق الأرض المحروقة والعملاء على الأرض، وتجهل جهل الحمار أنّ الإسلام رسالة قبل أن يكون رواية، وعقيدة قبل أن تكون واقعة تاريخية، فهذه الإستمرارية فيه نتيجة حفظ الله له ولحملته وإن كانوا قلّة، فخسارة الأرض خير من تنصيب طاغوتٍ يتحاكم النّاس إليه، وموتة في سبيله اسمى وأعزّ من ان يعيش الإنسان في ذلّ وحيوانية، فالمعركة اليوم ما بين أمريكا والدولة الإسلامية إنّما هي معركة وجود للطرفين ومدى عالمية الرسالة المُقدّمة للإنسانية من أخلاق وتعاملات دولية، فأمريكا تاريخها مكتوب بدماء المستضعفين وحكمها قائم على جماجم المعارضين لسياساتها وتوسّعاتها، وكم قتلت أمريكا من هنود حمر وفي الحربيين العالميتين الأولى والثانية، واسألوا أيضا نڨازاكي وهيروشيما عن سماحة رسالتها، فكيف اصبحت من أم الإرهاب الى حامية مباديء إنسان وقيل حتى الحيوان، ومن جاء الى أرض الآخر للاستيلاء على خيراتها عن طريق بارجاتها الحربية وحاملات طائراته لتوزيع الرقي والحضارة على رؤوس الآمنين من المسلمين في بلدانهم، اسألوا ان شئتم كبار قادة الدولة الإسلامية ولِمَا اعلنوها حربًا بلا هوادة عليها، فالأمر أن يكون للعقيدة قدم صدق هذه المرّة او العودة إلى ما قبل العصر الحجري فهمًا وحضارة واستيعابًا للمؤامرة ..
إنّ حرب الدولة الإسلامية اليوم على الغرب وعلى رأسه امريكا ليس من باب اراقة الدماء وحب للهيمنة، بل للحد من هيمنة أمريكا على عقل الإنسان وتوجيهه نحو ربوبيتها المزعومة، فقد فاقت كل الفراعنة عبر تاريخها التسلّطي على شعوب العالم والمنطقة، فلابدّ من ان تُوقف وبسياساتها حتى تعلم حجمها وان لا تعلو قدرها أمام عقيدة صمدت امام اعتى الإمبراطوريات عبر تاريخ الأمّة ..
وكلمتي الاخيرة للمنبطحة والشّاكين في عقيدة القوم ان إسألوا انفسكم أين هو خالد ابن الوليد وعمرو بن العاص وشيخ الإسلام ابن تيمية والفاتح محمد الفاتح والايوبي وابن تاشفين واخرين رضي الله عنهم ورحمهم وتقبّلهم في علّيين  ممن قارعوا أمم الكفر قاطبة فهل فكّروا في نصرة العقيدة ام الحِفاظ على حفنة تراب هنا وهنالك ومداهنين، فكيف تريدون الجنة ونصرة الشرك وأهله ونبذ الإيمان وقومه ووا عجباه، فهل السبيل الى ما وصلتم اليه يا قوم من فهم البهائم ونظرة حيوانية ..!

السلام عليكم ..

==========================
كتبه: نورالدين الجزائري

2 3محرم 1439هـ الموافق ل 13/10/2017







مقال بعنوان " الرجل الابيض والاسلام وعقدة التفوق " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



الرجل الأبيض والإسلام وعُقدة التفوّق ..


كتبت من اشهر في مقالة طويلة عن صعود اليمين المتطرّف في اوروبا وامريكا وخاصة عند أمّ الديمقراطيات المتجذّرة في الغرب، وبيّنت انّ حربهم على "الإرهاب" اسقطت أقنعتهم وما يتشدّقون به من حريات وتسامح واعتقاد، وأنّ الباطل عدوّ الحق مهما تزيّن للغوغاء وأخذ بناصية مشاعرهم، فأحداث سورية والعراق اسقطت أقنعة الرجل الأبيض او الأصفر اصطلاحا، وبيّنت خطابه الشعبوي الداخلي، وعنصريّته المخفية في دوائره الضيّقة، وعلى لسان ساساته الجدد من ترامب الى بوتين تارة ومن روؤساء الأحزاب اليمينية والدينية تارة أخرى ..
فالغربيون اليوم اسقطوا أقّنعتهم وكشّروا على انيابهم اتّجاه العرقيات وبعض الأقليات التي ليست من بشرتهم عقائديًا وثقافيًا وإحتماعيًا، ولبِسوا لِباس الحرب من سلاح وإعلام وتحشيد لنصرة المبادئ التي قامت عليها أوروبا والمتمثّلة في العقيدة والثقافة المسيحية-اليهودية، فما نراه اليوم من اعلاء للعنصرية امام العقلانية في الغرب ليس من فراغ، بل له جذور من الحروب الصليبية الى بروز زعيم النازية هتلر، والذي اراد من خلاله ايديولوجيته نصرة العرق، والمعتقد، والحفاظ على البشرة البيضاء ككروموزوم غير قابل للمساومة او التلاعب بجيناته، ناهيك عن جعله يتساوى مع العرقيات الأخرى او يكون خدمًا عند اقليات منافسة، فبروز اليمين المتطرّف اليوم وتصدّّره الاحداث السياسية يخدم الرجل الأبيض والذي عرّفه تشومسكي عالم لسانيات على كأنّه غير الإنسان المعروف حيث يقول: الرجل الأبيض سليل الجنس الآري، هو الرجل المتفوق، الذي تحمّل عبء الأجناس الأخرى من أجل تطويرها، بإخراجها من حياة الهمجية إلى المدنية، ومن البربرية إلى التحضر، ومن الضعف إلى القوة، ومن أجل ذلك انطلقت جيوشه إلى إفريقيا وآسيا وأميركا ووو .. فتشومسكي تكلّم بلسان واعتقاد الرجل الغربي اب الديمقراطيات والحاضرة المهيمنة اليوم على العالم غربيّه وشرقيّه، وهذا ما يعتقده حاليا الرجل الأبيض كفلسفة وتفوّق لعنصره، ونتيجة لظروف ايضا ومنها هجرة أقليات اخرى الى مجتمعاته حاملة معها العقيدة والثقافة ..
فثقافة الغربي اليوم اضحت مرآة في غرفة مظلمة، او نافذة احادية الروئ يسيّرها الرجل الأبيض بغريزة القرون الوسطى حين كان قلمه هو سيفه الهمجي، وسمحاته هي معاركه التوسعية في بلاد الشرق والهند وافريقيا والسند، الى ادغال استراليا والأمازون وجبال امريكا، وعقيدته الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش، او الإبادة الجماعية كما في الحربين العالميّتين، ومن قبل ابادة الهنود الحمر والافارقة السود من طرف الغزاة الاوروبيين في كل من القارتين الامريكية والإفريقية، فتاريخ الرجل الأبيض يكاد ان يكون اسودا من مغامراته النزوية والتفوّقية جنسيًّا وثقافة، وهذا ما أگّده مرة اخرى عالم الإجتماع تشومسكي حيث قال: فالجيوش المستكشفة والغازية، أبادت شعوباً، ودمرت أوطاناً، ونهبت ثرواتٍ، وارتكبت جرائمَ ومحارق َ.. هكذا كان ثمن هذه الرسالة "النبيلة"؛ فالغربيون يعتقدون ان رسالتهم قديمًا وحاليًا من فهم التوراة والإنجيل وفرض تلك التعاليم على العنصر الآخر من العرقيات والأجناس التي كانت ولا تزال تحت وطّأتها سواء عبر التبعية المباشرة او غير ذلك من فرض دكتاتوريات في محمياتها او مستعمراتها القديمة تدين بتلولاء لها ثقافيا واقتصاديا، معتبرة تلك الشعوب من الجنس الثاني ام طما قال ذلك احبارهم انّهم حمير، كلّما تعب حمارا استبدلناه بحمار آخر وهكذا ..
فلو اتّبع الانسان هواه لأفسد الحرث والنسل وهذا دأب اللادينيين او المتظاهرين بالتعلق ببعض المفاهيم الدينية، فلا يزال الغرب يتشدّق بثقافته المسيحية-اليهودية ويعلن ذلك في كل المناسبات الدينية وحتى في وكر كبيرهم بابا الفاتيكان، فالتفوّق العلمي والعسكري من باب التفوّق الجنسي والعنصر الأبيض، اذ كيف لا يُسمح للبعض الآخر بامتلاك ما يمتلكون من قوّة على إطلاقها، وما مجلس الأمن لخير دليل من باب احتكار السياسة والثقافة والمفاهيم على ما سمّوه بالعالم الثالث، وكل هذا كان محفوفا بشعارات العولمة ومصطلح العالم (قرية صغيرة) وأنّ السلام دين الإنسانية، ولا علو فوق مفاهيم الأمم المتحدة في ترسيخ الأمن والسلام على البشرية، فما كان من الربيع العربي إلّا ان اسقط على رؤوسهم هذه الفلسفات الرنانة وكشف زيف هذه الشعارات الخدّاعة، حيث اصطفّ الرجل الأبيض مع كلابه في محمياته وناصر الخدم على العبيد، وادار بوصلة حريات الشعوب الى ما تتطلع إليه الى ركوب حاملات طائراته وتطويق بلاد العرب والمسلمين باسم مكافحة الإرهاب، ضاربا بعرض الحائط مبادئه وما تقوم عليه مجتمعاته من ديمقراطية وحريات شخصية وجماعية ..
فإنّ بروز أنياب العنصرية اليوم في الغرب من شخصيات واحزاب من الخوف والهاجس الذي يعتري مفهوم ومعنى صحيح الإسلام، والتي اصبحت عولمة رسالته بديلا عن عولمة ثقافة الطغيان واستبداد الإنسان للإنسان الآخر، فالإسلام تكمن قوّته في محاربته اذ يشتد حينها ويكون القبول عليه من باب التعرف عنه ثقافيا واجتماعيا، فالرجل الأبيض اليوم مهدد في عنصره كإنسان صاحب الرسالة المطلقة والريادة الظاهرة، ومهدد في  كينونته كعنصر متفوّق على العرقيات الأخرى ماديًا، فمن غبائه أنّه اهمل الجانب الروحي الذي عبث به وترك الملحدين ينخرون فهمه، فهو اليوم نصف مشلول والطريق طويل وشاق، والمنتصر في الأخير من يملك القوة الروحية أوّلا وكيف الحفاظ عليها في خِضمّ الأزمات والإسلام صاحب هذا التحدي عبر تأريخ الأمّة، فقد شابتها الويلات تلو الويلات، فصحيح قد تلاشت ماديا ولكن سبب ظهورها يكمن في قوّتها الروحية، وهذا ما لم يستوعبه الرجل الأبيض وسيؤدي حتما لفنائه، وهذا وعد الله في بروز نجم الاسلام من جديد، والحق يعلو ولا يُعلى عليه دائما ..
السلام عليكم ..
==========================
كتبه: نورالدين الجزائري

15 محرم 1439هـ  الموافق ل 05 اكتوبر 2017





mercredi 4 octobre 2017

مقال بعنوان " نداء لأمتي " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


نداء لأمتي


عادي الذي يجري اليوم من احداث داخل بلاد الاسلام عامة ومنطقة الشرق الاوسط خاصة، فعند البعض يُعد حملة دولية واقليمية اتجاه ما عُرِف ويُعرف ب"الارهاب" او استئصال التطرّف والغلو، وهم الاكثرية من الدهماء او السيل، وعند العقلاء ما هي سلسلسة من المعركة المفتوحة عبر تاريخ الاُمّة مع اعداء الدّين والمِلّة، فالحرب مستمرة ومُستعِرة منذ فجر الاسلام، منذ ان فرّق الله الحق والباطل، منذ ان اتت الأوامر السماوية بجعل التوحيد نصب الاعين مرافق بجناحين من السيف، سيف مجاهدة الكفّار بقاتلوهم يعذّبهم الله بايديكم، وبسيف مجاهدة المنافقين والغلظة عليهم واخراج اضغانهم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، انها معركة من معارك الاُمّة عبر تاريخها الجهادي وبتفاوت عبر التاريخ، فتارة الغلبة لاهل التوحيد حين تحقيقه والإمتثال الى ناموسه، وتارة لِمُمِلل الكفر قاطبة حين الركون الى الاهواء وللظلمة وموالاة اعداء السنّة من قرامطة ويهود وصليبيين واعراب.
أبشري أُمّة الاسلام، يا منارة التوحيد والجهاد والسلام بعزَ جديد، ابشري وانت في اوجّ الفتن والمحن ونجاسة الكلاب من أمم العداء والكيد عبر التاريخ، أبشري أمّتي بجيل جديد تربّى على العزّة والإباء لحمل شعلة التوحيد ومقارعة النقيض، أبشري أمّتي بعهد جديد وفجر وليد وخلَف من ذلك السلف الذي اضاق العلقم لرستم واتباع مسيلمة واولاد الصليب، أبشري أمّتي برؤية وسماع عن إسلام الصدر الأول معاينة ومشافهة وحربه للكفّار والمشركين والمنافقين كمت في نص الوحيين، نعم أبشري أمّتي بجند اسامة بن زيد بسالة، وبعلم ابن تيمية تخفيقا لا تعليقا، وبشجاعة العز بن عبد السلام للمنافقين تعرية، ولجهاد المجدد بن عبد الوهاب اخلاصا، أبشري أمّتي بعسر وهو الخير كقرصة نحلة ألمها كقرصة الشهيد عند الارتقاء، أبشري أمّتي بفجر جديد رغم الآلام والدماء والأشلاء ..
وكأنّ التأريخ يعيد نفسه ومن قريب، وكأن لسان حال اهل التوحيد اليوم للأمم المتداعية على المسلمين: إنّا كافرين بكم وبأحوالكم، فكيدونا جميعًا ثمّ لا تنظرون، فما كان من الصليبيين الّا بعض الانصاف لمّا رأوا ما ساءهم من بسالة ودفاع عن لُبّ الدّين ان قالوا بشجاحة واستبسال الخصوم، وأنّ ما لهم من قلوب تفزع من شر الملوك اذا دخلوا القرى باسم المساواة والتحرير، فاجتمعوا اصفرهم واحمرهم، عجمهم وعربهم، صحواتهم وحميرهم، جنّهم ومنافقيهم على صعيد رجل واحد لإطفاء ما قد اوقده هؤلاء القوم من جذوة نور، وإبطال مفعول التوحيد المحفّز للظفر، والنهوض بالإسلام وأمّة التمكين، تمكين صرح الإيمان ولله عاقبة الأمور، فالأمر جلل والخطب عظيم وما يدور على الأرض لَمِن الخبر الربّاني، والوعد الصادق لعباد الله المخلصين، فما عملهم الّا حصيلة ما يحبّه ربّ العالمين من ايمان خالص وعمل صادق صالح، فيدفع بإيمانهم له ما يبغضه ولا يرتضيه لهم من الكفر والفسوق والعصيان، فبمحنتهم هذه قد ابلوا بلاء حسنا عند بارئهم، ويراه السيل العارم مهلكة وفتنة على رؤوسهم وحياتهم البهيمية، خوفًا على الأموال والضيعة والتبعية، ومن يهن له فلا مكرم له، فإنّ الله يرفع بالجهاد أقوامًا وإن كانوا قلّة، ويضع بترك ذروة سنام الإسلام أُممًا وحضارات وإن قالوا بجند وأموال لا قِبَلة للآخرين عنها، فسنّة الله ماضية في إظهار دينه على بارقة سيف اوليائه ولو كرِه من في الأرض جميعًا ..
إنّهم فتية آمنوا بربّهم وزادهم الله هدى، فكيف وقد حقّقوا شرط المحبوب ودليل المحبّة، وهو الجهاد في سبيله، فالمحب يحب ما يحبه محبوبه وخاصة الامتثال الى نموسه، وجاؤوا ايضًا بما يرضي المحبوب وابعدوا ونفوا عن أنفسهم ما يكره ويبغض المعبود، فقد وافقوا ما أمرهم به وعمِلوا على ما يُفرِحُه، فأثابهم الحسنيين ورضي لرضاهم بإذنه، فقد حقّقوا بذلك شرط التوحيد وأنّ لا معبود سوى المحبوب، فقد تراءى لهم ذلك أنّه معهم مُثبّتهم ومربط على قلوبهم، وكيف لا وأمم الكفر قاطبة تنال منهم جوّا وأرضا وإعلاميّا وعلى ألسنة المنافقين من بني جلدتنا، فما زادهم الّا قربًا للمعبود وتسليما وتجريدًا من حولهم وقوّتهم واعتصاما بحبله ووعده، واشرأبوا يقينًا أنّ القوّة للّه جميعًا، وأنّ ما أصابهم لم يكن ليخطئهم، وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم، فتوكّلوا عليه وما الثبات والصولات والجولات والفتوحات الّا من ذلك الإيمان، إيمان الصدر الأول من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدّين ..
فيا أمّتي، فإنّ الخلق لابدّ لهم من محيا وممات، فلكِ الخيار من بعد البيّنة وظهور الفسطاطين ان تختاري، ففي الخيار فوز أو هلاك، فاعلمي أنّكِ كنتِ ولا زلتِ خير أمة أخرجت للنّاس، فهي شهادة من ربّ العالمين عليكِ، وقد وطّد اوصالك بقوله: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، فإلى متى هذا الران على دليلكِ والغشاوة على بصرُكِ واعداء الملّة والدّين قطّعوا اوصالكِ وارادوكِ ارذل الأمم! أيا أمّتي ألم تلطمكِ احداث العراق والشام، ألم تُبصري ما حلّ بمدن وقِلاع مربط وتحرك من فتح البلاد والأمصار وطرد القرامطة والصليبيين! أوَ لم تعي وتفهمي ما سر الحرب والتكالب عليكِ اليوم! ما دهاكِ وخنجر الغدر بمعتقداتكِ ومقدّساتكِ في ايدي المنافقين والمرتدّين اليوم! أتريدين مذبحة هولاكو عند دخول بغداد جديدة أوما فعل القرامطة العبيدية البارحة في أهل السنّة في مصر وبلاد المغرب الإسلامي! أوَ خُدِّرتِ لحد الثمالة حتى اصبح امثال السيسي والسبسي وكثير من اقرانهما وأمثال من زيّن لهم اعمالهم كالسديس ولّاة أمرٍ واولي العلم منكِ! كيف حُدتِ عن نور الوحي وعمن يذود حول حماكِ وعاديتِ من أراد خلاصكِ من هذا الوهن والضياع! فاللّهم ردّ أمّتي الى دينها ردّا جميلًا واجعلها كما وصفتها في امّهات التنزيل ..
فيا أمّتي، فإنّ حرب الكفار والمشركين وأهل الرّدة اليوم مفتوحة عليكِ من كل باب وهذا قدرُكِ ولا مفرّ ممّا كتبه اللّه عليكِ، فكل الفُرقة والضعف والهوان من إدارة الظهر لذروة سنام الإسلام، فإنّ الذلّ حينها هواء الجميع، والتخلّف والتّيه شراب الجميع، والتداعي والعبودية قوت الجميع، وكما قال اهل العلم: ومتى جاهدت الأمة عدوها ألّف اللّه بين قلوبها، وإن تركته شغل بعضها ببعض، وذهبت ريحها وامّتطت حمار الجهل وكانت من الارذلين، فلا عجب بعدها من أن يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبّونه، اعزّة على الكافرين، لا يخافون في اللّه لومة لائم، يجاهدون اعدائه أينما حلّوا او ارتحلوا، وها قد اتى بهم سبحانه وتعالى فهل من اتّعاض ورجوع وإنابة وتوبة ونصر لمن يذود عن العقيدة والدّيار، فالفتنة كل الفتنة يا أمّتي عمن سكت عن محارم الله وهي تُنتهك، ودماء مُحرّمة وهي تُسفك، واشلاء للابرياء وهي تُفتك، ونأى بنفسه وأهله وماله ومسك العصى من الوسط يتربص الشوكة لأي الفريقين فيكون معهم، كلّا وربّكِ اعلم بالمتّقين والكاذبين وأعلى ..
فإن انتظار أن يذهب او ينجلي غبار المعركة الدائرة اليوم بين جند الرحمان وجند الشيطان، والميل للحكومات الموالية للأمريكان والغرب والشرق في إخماد جذوة نور التوحيد لهو الشرك بعينه، والإستغاثة بغيره، فمقته حينها لا يسلم منه حتى الصالحون، فالحذر كل الحذر والركون الى الظلمة وإلّا الجزاء نارَ جهنّم نعوذ باللّه من الخذلان المبين، فإنّ كمال قوله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله للّه"، هو المقصود الذي خلق اللّه الخلق له كما قال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" فهل من مدّكر ..!؟
السلام عليكم ..

=========================
كتبه : نورالدين الجزائري
13 محرم 1439هـ الموافق ل 4 اكتوبر 2017 م






mardi 3 octobre 2017

مقال بعنوان " نهاية حكم آل سعود " بقلم المدون نورالدين الجزائري


نهاية حكم آل سعود


انّ العقل يمنع صاحبَه من ارتكاب ما يقبُح من المفاسد، فالعاقل مُتّزن في سلوكه فهمًا وقولًا وفعلًا، فعقله ميزان تصرفاته الذاتية ومع اقرب الناس وعامتهم، واذا كان الانسان لا يؤخذ منه ويُرد الّا برجاحة عقله وسؤدد اخلاقه فكيف بمن لا عقل له في حياة النّاس عامة ومع خاصّته خصوصًا، وكم من مجنون عاقل في تصرّفاته وكم من عاقل مجنون في انجزاته، فمن رُفِع عنه القلم فهو معلوم الجنون، ومن كان معتوها وسفيها فهو في خانة الحالات النفسية، فالشرع اجاز هنا على أنه يُحجَر على مثل هذه الحالات كما يُحجَر على الصبي والمجنون، ولا يجوز في اي حال من الاحوال ان يتقلد مثل هؤلاء منصبا وضعيا يحتاجُ الناس إليه، ناهيك عن الولاية الصغرى مثل بلد من بلدان سايكس-بيكو، وابعد ان يكون من الولاية الكبرى وفي ذلك طعن في الدين والامانة.
واذا كان الشارع الحكيم اجاز الحجر عن مال المعتوه والسفيه خوفا من تصرفاتهما فيه فكيف بتصرفاتهما اليومية سلوكا وخُلُقًا، وكم من سفيه ومعتوه يحكم الاُمّة من مغربها الى مشرقها بجنون ومشاغبات صبيانية، استلموا الحكم من اب عن جد، لا يرقبون في متطلعات الرعية حقًا ولا عدلًا، يتصرفون في الحظائر تصرف الذئب في قطيع الغنم، غير آبهين بوصية الراعي على القطيع، فابن خلدون -رحمه الله تعالى- قد بيّن كيفية نشأة الدول وزوالها، وقال بفنائها كما يفنى عمر الانسان، ولذلك ادلّة من الوحيين، فعند بداية الزوال يتراءى عيب الانسان من هرم ومرض وفقدان للذاكرة والحواس، وكذا عمر الدول اذا شاخت اصبحت معرضة للنهش الداخلي ولأنياب العدو الخارجي، فما بناه الاجداد يصبح عرضة للامبالاة والفساد، فمن استلم الحكم بعهد او ولاية غير الذي اخذه بحق السيف والبيعة وحافظ عليه بالدم والنشأة والتربية، فابن خلدون يقرر أنَّ هناك للدولة خمسة أطوار ، وأربعة أجيال أسرية : فالأطوار (مرحلة البداية والتأسيس ، توطيد الحاكم نفوذه إلى أن يصبح حاكماً مطلقاً ، يبعد نفسه عن عصبيته ، يعتمد على المرتزقة في الدفاع عن الدولة ، المرتزقة تقضي على الملك)، فاليوم نحن امام حكم المرتزقة تحكم البلاد العربية والاسلامية، وما الشرعية الدولية الّا اسياد الارتزاق لدول سايكس-بيكو، اوزعوا الى جنودهم فيها للخراب الممنهج والمقنن دوليًا، وشجّعوا المجنون والمعتوه والسفيه على الحكم حتى يُسهِّل عليهم الحجر على سياسته واموال بلده وخيراته .
فأمريكا اليوم ومن ورائها دولة صهيون والغرب بصفة عامة راضين عن مثل هؤلاء السفهاء الذين يحكمون بلاد الاسلام، فـ "قادة" الاُمّة اليوم لا يتنفسون الّا من فم البيت الابيض، ولا يتحركون الّا بعضلات صهيون، فالاحداث الاخيرة عرّت لباس هؤلاء جميعًا وبيّنت عورتهم امام ابناء الاُمّة، وجعلت منهم اضحوكة العاقل على المجنون او المعتوه والسفيه، وما تسللهم للحكم وتثبيته الّا على انقاض وجراح المسلمين، فالتوريث في الحكم من دماء المظلومين وعلى اجساد الفقراء والمحرومين، فالعِبر كثيرة والقصص مثيرة، ففي منطقة الشرق الاوسط اليوم من الحكاية ما تُنفر منه حكمة العرب في السياسة، فابن زايد قضى على ابن زايد لتولي الحكم، وابن سعود قضى على ابن سعود لتولي العهد، واذا اقتتل افراد الاسرة الواحدة على المال والتركة فسلام على صلة الرحم واسس العائلة، فما بالك على الحكم ومن يخدم العدو بإخلاص وجدارة ليتم له الملك و السيادة، فعندها تكون الخيانة سياسة وحكمة للوصول الى سدة المنصب والرئاسة، فما على من يسبّح حول العرش الّا ان يبارك التولية ولا يخرج عن اطار "البيعة" حتى لا يلقى مصير الرعية في الحرمان او الاسر والطرد من الرحمة .
فابن سلمان اليوم من يحكم المملكة فعلا بعد ازاحة خصمه ابن نايف ومرض ابيه وكِبر سنه وخرفه كما يشاع، فالرجل بعد استلام ابوه الحكم في 2015 من اخوه عبد الله بعد وفاته، اِلتهم الحكم وشغل عدة مناصب في ان واحد من رئاسة الوزراء الى وزارة الدفاع، فهو المهندس لعاصفة الحزم الاستزافية، وهو وراء إبعاد رموز السرورية من الطريفي الى العويد مرورا بالسكران واخرين، وهو مهندس إلغاء هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واستبدالها بهيئة الترفيه والطرب والغناء واللهو، وهو صاحب تفعيل بروتوكولات راند الرامية الى تقريب انصار امريكا من الدعاة كالسديس و الشتري وابعاد بعض رموز السلفية من دوائر النصح في الديوان الملكي واستبدالهم باكثرهم انفتاحا وتبعية فكريا لامريكا واسرائيل والاخطر من كل هذا فالرجل يرمي عند توليه الحكم الغاء هوية الدولة الروحية والمتمثلة في الوهابية نسبة الى مؤسيها الروحي الشيخ المؤسس محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وقدّس روحه.
ان تثبيت حكم الرجال والدول منوط باخلاقيات الحاكم ورجالاته المخلصين وبالاستقلالية في السياسة والحكم والمشورة، ومع كل هذا فانّ اعمار الدول والامبراطوريات لا يتجاوز مداها القرن ونيف، فهذا ما قرره العلامة ابن خلدون واكّده اخرون من علماء اجتماع وساسة منصفون، فالدول تمر بمراحل، مرحلة التأسيس، ومنها مرحلة البناء والتشييد الى جيل الترف والتبذير والسفه، فتذهب حينها ريح الدولة وكينونتها واسسها، فاخر حكام الدولة المنتهية صلاحيّتها عند الشعور بالزوال يقرّب المفسدين ويبعد المصلحين ويحارب المحقّين ويسجن المعارضين ويتزلّف الى اعداء الملّة والعرق والدّين، فابن سلمان اليوم يريد من المملكة ان تكون زريبة شخصية وولاية من ولايات امريكا وربما الولاية 51، ويتطلّع الى نسخ سياسة اليهود في تسيير شؤون الدولة امنيًا كسياسة الصهاينة مع الفلسطنيين، فالناسخ للسياسات والدروس زجّ به في خانة الرسوب ولا تبالي، والامر اقترب من الانفجار في بلاد التوحيد وان غدا لناظره لقريب، فتربصوا انٌا معكم من المتربصون ..
السلام عليكم ...


=======================

كتبه : نورالدين الجزايري
01
محرم 1439هـ 21 /09/2017