Rechercher dans ce blog

lundi 27 novembre 2017

مقال بعنوان " ما وراء مطالبة الاكراد بدولة مستقلّة " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري


ما وراء مطالبة الاكراد بدولة مستقلّة ..
إان الاستثمار في معاناة ومأساة الاخرين تجارة رابحة على المدى المتوسط والبعيد، وإن من رحمِ الفشل تولد عزائم النهوض بشتى الاثمان، وانّ لدى المؤرخين المعاصرين اليوم حالتين متشابهتين في القدر والمصير وحتى في المآسي والظلم من النظرة السطحية والمسوّقة للرأي العام المحلّي والدولي، فالحالة الاولى استثمرت كل ذلك بدهاء وحنكة ونهضت على أنقاض هولوكوست ومظلومية وسامية كاذبة، والحالة الثانية أطّرت سمعتها بالتشبّث بقميص التشريد والتقتيل والتهميش داخل سياسات فارسية شيعية وعربية بعثية واخرى تركية قومية، فنتج عن كل ذلك مخاض عسير تراءت آفاقه اليوم باستعداد الاكراد الاعلان عن دولة إثنية قومية تجمع العنصر الكردي أينما كان على أرض بلاد الرشيد ..
فالأمر الواقع اليوم لم يكن بتلك السهولة المتصورة والغربلة والعواصف السياسية التي عصفت بمنطقة الشرق الاوسط من الاطاحة بصدام حسين الى التغلغل الهلال الشيعي في عدّة عواصم عربية، مرورا بالغزو الامريكي للعراق وإعادة صياغة المنطقة برؤية صهيو-صليبية، فالخطة اليوم على فصولها ومراحلها الاخيرة، فاليهود والامريكان لا يريدون في المنطقة بعد اليوم إلّا أربع قوميات تحاصر العرب بعد إضعافهم وقد تمّ لهم ذلك، فقد اكتمل أو شبه ذلك المربّع المنشود الحامي والضامن لخيرات الغرب وابنهم المدلل اسرائيل، فاليوم لم يعد صيت في المنطقة الّا لليهود والترك والفرس وقريبًا الاكراد، تلك القومية التي رُبَّت على أعين الصهاينة موعظة ونصيحة وتدريبًا واستثمارا، وحماية دولية منذ حادثة حلبشة، فالاكراد اليوم على خُطى اليهود مظلومية ودهاء في استقطاب المجتمع الدولي لصالح قضيّتهم، فقد تولى كِبار ساسة الصهاينة ذلك، وخراج هذا الاستثمار يتراء ملامحه اليوم في ما يجري داخل البيت العربي من خِلاف وتفرِقة وتشرذم يُندى له جبين كل غيّور على ما يجري للقومية العربية من اندثار وتبخّر أمام مرأى ومسمع شعوب المنطقة العربية برمّتها ..
لم يكن ليحدث كل هذا لولا غباء الساسة العرب المؤثّرين على النحو الاقليمي والدولي، وخيانة بعضهم الجدد على الساحة السياسية اليوم لدين الله ولقوميتهم وللعنصر العربي، فالمؤامرة كبيرة على الاُمّة وغير مستوعبة من العامّة، فهي تهدف إلى تحييد وتقزيم الدول المؤثرة في سياسة المنطقة وعلى راسها السعودية ومصر، فهما بمثابة الرأس والجسد للامّة، فتحالف القوميات الاخرى من يهود وترك وفرس واليوم كرد على العرب ليس من عبث، بل من مخطط قديم جديد، فكل له حسابه الخاص مع العربي والتاريخ مليء بالحوادث والشواهد، فبعد نجاحهم مرحليًا في الطعن بدين الله بشتى المصطلحات المتداولة اليوم على السنة الفاعلين في ساحة الشرق الاوسط، وتهميش دوره في الحياة السياسية بدءً بمحاربة الصادقين وسجن المصلحين وشراء ذمم المتذبذبين، وقد شاركهم في ذلك رأس وجسد الامّة وأجنحتها من ساسة العرب النافذين، افتعلوا لهم اليوم أزمة ليشغِلوا بها انفسهم حتى يكتمل المخطط المرسوم، ويتم محاصرتهم من طرف قوميّات تكنّ للعنصر العربي العداء حتى الموت، فإذا استيقظوا فستكون الفاجعة قد حلّت بدار العرب، فمن يحسن بعد ذلك النياح والعويل، فلا ندم يومها وسيؤكلون في عزّ النهار أمام مسمع ومرأى العالم، فلا مغيث يومها الّا من تفطّن للمخطط ووطّن نفسه لذلك، وهو محارب اليوم من جلّ سكّان المعمورة فكريًّا وعسكريًّا ..
ان مخطط القوم اليوم جد خطير على الامّة، فهو مساق بأجندات معلومة ومدروسة، معلنة وخفيّة، تهدف الى تحييد العرب من سياسات المنطقة وإيعازها الى الاسياد الجدد، فهي لا تعد الّا كلاب للغرب وعلى رأسهم امريكا، فهدف القوميّات المذكورة القضاء أولًا على السعودية كونها الثقل اللغوي والديني، والامر قد أوكِل الى دويلة تقود ولي أمر هذا الارث العربي الاسلامي بما يراه ولي أمر هذا الجندي الصهيوني، فقد تمكنوا من قبل من جسد العرب مصر بتنصيب يهودي على رأسها همّه خدمة اليهود والتزلّف الى الغرب، فقد ركّعوا هذا البلد العظيم الحامي للعنصر العربي كونه أكبر بلد عربي في العالم بفوضى سياسية واقتصادية وتشكيكًا في الهوية، واليوم نجحوا في استزاف السعودية والتي تعد اكبر مخزون للامّة الاسلامية والعربية روحيًا وماديًا، وجعلوا حكّامها يتقاتلون من أجل الملك ومن أكبر وأوثق ولاء للصهاينة والغرب، فالكل اليوم يبني امبراطوريته على اأقاض امّة غرسوا فيها مرض حبّ الدنيا، وأفرغوها من مضمون رسالتها، وجعلوها طالبة فتات على موائدهم، يرمون إليها بأدوار هامشية في الساحة الاقليمية، واحيانا بأدوار رئيسية في محاربة الصادقين الذين أرادوا الذود عن الحِياض وإرث الاجداد ..
فالكل اليوم ينشد قوميّته بلا استحياء بعد تشرذم وذهاب ريح العرب وملكهم، فاليهود اليوم لا يحلفون الّا بقوميّتهم على إنقاذ اورشليم، وكذا الاتراك نكاية في العرب وعقدتهم اتجاههم إرثًا، فالفرس في عصرهم الذهبي بعد تواجدهم في عقر دار العرب وحقدًا وثأرًا على من أطفىء نارهم ذات يوم، ولم يبقى الّا الاكراد الذين يريدون ان تحجّ إليهم العرب والعجم للاستثمار في بلدهم أسوة باليهود منذ عشرات السنين، فالمخطط اليوم يهدف الى إدارة بوصلة التوازن السياسي في المنطقة الى كركوك معقل العلمانية والوسطية والولاء للصهاينة وامريكا، وان تُستبدل عواصم بعواصم اخرى في ظل الضعف المستشري والنزاعات داخل البيت الواحد، فالعرب لا يمكن ان يقبلوا باليهود او الاتراك او الفرس كبديل لسياساتهم ولكن يمكن ان يقبلوا بدولة جديدة لها تاريخ مشترك مع العرب قوميًّا ودينيًّا تدير سياسة المنطقة في ظل الضعف العربي المزري اليوم، والفخ اكبر من ذلك للعرب وللقوميات الاخرى رغم اعتراض طهران وانقرة على قيام دولة كردية، فمن سمِح لايران بالاستيلاء على العراق وانتج فيها دولة فاشلة في كل المجالات، ومن قزّم دور تركيا في المنطقة وربط مصيرها بمصير قرارات الناتو والالتحاق بالنادي الاوروبي لهو قادر وبأمر واحد ان يقول لتلك الدولة الناشئة ان تكون، ولكن لكل ذلك حسابات ومراهنات ومفاجآت، ومرهون بمدى صمود الكل امام الدولة الاسلامية وما تخطط لهم من فسخٍ للعقود والمعاهدات، فالاستزاف  قائم على قدم وساق، فإنّ من يرسم مستقبل المنطقة هو الذي يملك زمام المبادرة في تخريب مخططات الاخر، وما بُني على فاسد فهو فاسد وان كثُر بناؤوه وزُخرِف، والعاقبة لمن خَلُص واوفى العهد لله وللامّة ..
السلام عليكم ..

==========================

كتبه : نورالدين الجزائري
28 ذو الحجة 1438هـ الموافق ل 19/09/2017




samedi 11 novembre 2017

مقال بعنوان " جنون ابن سلمان في مملكة الصبيان " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


جنون ابن سلمان في مملكة الصبيان

نشاهد اليوم مفرزات الحرب على الدولة الإسلامية و" كسب" الجولة من التحالف الدولي عليها مرحليا تطلّب تفاهمات قبل تدخّل الصلبيين في شؤون المنطقة في 2014م، فالولاء لأمريكا مرهون بمدى مصداقية الخادم الجديد لسيّده القديم، فكان لابد من حاكم المنطقة أن يعيد الولاءات والسياسات والتحالفات حسب المرحلة وعقلية الخصم في المواجهة الأزلية، فأمريكا لم تقدم على مثل هذه الخطوات لولا تراجع الدولة الإسلامية في الجبهات وفقدان معظم ما كانت تسيطر عليه من مناطق، فالحرب طويلة وللمعارك منعطفات وتغيّرات في سياسة إدارة المواجهة، فالكل انخرط للحد من تمدد من كان على وشك إزالة عملاء المنطقة من على عروشهم والحد من هيمنة أمريكا عليها مرحليا..
فتفوّق التحالف اليوم في كل من سورية والعراق مرحليا يخدم مصلحة الاقوياء قبل التُبّع وبدرجات حسب الخدمات، فالقوم حسب الذهنيات رأوا ويرون أن مشكلة الإرهاب معظلته قضية فلسطين، واجتمع على ذلك الخدم من السعودية إلى مصر مرورا بالرباط والجزائر على أن ما تشهده المنطقة بسبب التطرّف مكمنه عدم رد المظالم للفلسطينين زعمهم، وإنما القوم على خطى الأسياد في تخدير الشعوب المغلوبة، فإنهاء القضية الفلسطينية في قاموس السيد والخادم يجوز بمراحل وحسب ظروف المناوئين لقضية حل الدولتين، فأمريكا وعبر حلفائها في المنطقة قد قسمتهم إلى أدوار ولكل له خريطة طريق لتنفيذ خطة التصفية للقضية الفلسطينية، فمنهم من هم جند في محاربة العقبة الاولى وهو الارهاب، ومنهم من يموّل لإسكات الخصوم بالمال والوعود، ومنهم من أبعد الخصوم المسالمين بالتشهير ومفاتيح الزنازين، فإدماج اسرائيل والتطبيع معها والقبول بالأمر الواقع يتطلّب مرحلة برجالها ومالا وفيرا يخدم أجندتها حتى يتم الولاء لأمريكا التام والرضى المستحق في بيت صهيون...
فالزيارة السريّة لمحمد ابن سلمان في سبتمبر الفارط لتل ابيب كانت لتفاهمات عبر تصفية القضية الفلسطينية، وبمراحل، وخارطة طريق وعمل عليه بتنفيذها لدعمه مقابل الخصوم من الأمراء وعلى رأسهم محمد ابن نايف الذي تم ابعاده وسجنه بعدها، وما أقدم عليه اليوم هذا الفتى من إبعاد الخصوم من العائلة الواحدة ينذر بكوارث وسياسة أحادية اتجاه قضايا المنطقة والاقليمية، فالصبي لا مؤهلات علمية لديه ولا نضوج سياسي عليه، فالمختصّ في الشأن السعودي المعروف باسم مجتهد نص وبيّن على أنّ هذا المتهوّر همّه جمع المال لمآرب شخصية ولنزوات صبيانية يريد بذلك ان يصبح أوّل تريليوني ثري عبر تاريخ الإنسانية، فإزاحته للأمراء والأثرياء من بني ملّته والحجز على أموالهم باسم الفساد يراه المراقبون أن من خلفه من يريد أن تموّل السعودية صفقة تصفية القضية الفلسطينية، وإعمار العراق وسورية من طرف المقاولين الغربيين وشركات في بعض بلدان المنطقة وعلى رأسهم الإمارات وإيران...
فليس من الصدفة إزاحة سعد الحريري من منصبه وإعلان استقالته من الرياض، وليس من العبث زيارة محمود عباس في هذه الاوقات للسعودية ولقاء بن سلمان، فالأمور بتسلسل وبخطّة محكمّة وبتفاهمات ما بين أمريكا وإسرائيل وروسيا والسعودية وطهران، ففي الصفقة الآمر والمنتفع والشاهد وصاحب التوسّع والشاري للمنصب، فتصفية القضية الفلسطينية او ما يسمى في قاموس ترامب بـ "صفقة القرن"  كان لابد لها من ترتيبات ومراحل وتكاتف وتعاضد الجميع لإبقاء السياسات والمطامع في المنطقة العربية والخليجية، وليس من الصدفة أيضا التباهي في الإعلان العبري بزيارات صهر ترمب جاريد كوشنر المكوكية من واشنطن لتل ابيب مرورا بالرياض ومن العبث، بل القوم في طبخة جديدة وسيتم إعلانها بعد ترتيب البيت السوري وإبقاء الأسد على رأس البلد لمرحلة انتقالية وهذا من شروط روسيا وإيران، وسيتم قبلها وما نشاهده اليوم من إفرازات داخل لبنان وغض بصر ايران بالضغط على المجتمع الدولي لإدراج حزب الله كمنظمة إرهابية للحد من نشاطها السياسي، وسيتم ترتيب تيار المستقبل المحسوب على السنة بزعيم آخر وكل المؤشرات تدلّ على أخ سعد الحريري الأكبر ومن غير استبعاد فؤاد المشنوق الرجل القوي ووزير الداخلية الاسبق وكجسر ما بين تيار المستقبل وحزب الله ..
فالمرحلة إذًا تطلّبت سياسة الأرض المحروقة على الدولة الإسلامية، تبعتها سجن بعض رؤوس الدعاة والمثقّفين المؤثّرين في المنطقة، ومن ثمّة إزاحة المناوئين للملك من أمراء ومقرّبين، وآخرها إقالة العثرات واستبدالها بأحجار دومينو أخرى وكل ذلك بشراء الذمم والمعاهدات، فجنون ابن سلمان بشراء عرش والرقص على أشلاء ودماء المنطقة سيؤدي الى عودة الدولة الإسلامية بقوة غير متوقّعة، فهي وإن لم يُكتب لها التمدد على الأرض بفعل فاعل فقد كُتِب لها التمدد والقبول في نفوس المسلمين، والمنطقة والعالم الإسلامي على كف عفريت، فويل للظالمين من يوم قريب
 السلام عليكم
=======================
كتبه: نورالدين الجزائري

بتاريخ 22 صفر الموافق ل 11/11/2017




jeudi 2 novembre 2017

مقال بعنوان " الدولة الاسلامية وكسر الاصنام " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


 الدولة الاسلامية وكسر الأصنام  ..

لما كانت الدعوة كتاب يهدي وسيف ينصر لم تكن الخلافات على اصحاب الثغور، بل هم منصورون حينها عند اهل العلم، واليوم وبعد ما حال بين الامة ودعوة الحق بنشر الاسلام بحد السيف (أمرت ان أقاتل الناس ..الحديث ) حتى يُوحّد الله ويُبسط سلطانه على الأرض اصناما كثيرا بدءً بطواغيت يهيمنون على سياسة الأمة، وبأخبار سوء يروّجون لهوى السلطان وللفكر الاستسلامي الإرجائي في الأمة، وآخرين ارادوا إرجاع مجد الأمة عبر تتبع خطى الغرب وأُدخُلوا الى حجر ضب فقالوا هي فقه المصالح ومن عين الشريعة، ومتربّصون يحتكمون الى ما وافق حزبيّتهم وأخذوا بالعصى من النصف لا الى هؤلاء ولا لهؤلاء، مذبذبة يكرهون الطواغيت نهارا ويجالسونهم ليلا.، وآخرين احتكروا الجهاد وقالوا للنّاس الى سبيلنا وإلّا لباس الخوارج مهيأ لكل من نافس ونافح بأدلة وطُرق أخرى غير سبيلهم وتنظيريهم ..
فالدعوة الى الله مراتب وطُرق بحسب من يُدعى الى الإسلام، فمنهم من إلّا بالحكمة يتّعض ويرجع، ومنهم من لابد من مواعظ تواكب العصور والأزمنة حتى يفقه ما الأصل ويقف عليه ويتّخذ من الفروع بابا ليجتهد في الطاعات، ودعوة اخرى بالجدال والذكاء يتفنّن فيها إلّا الجهابذة من أهل العلم طلبة كانوا ام مشايخ وهي موجّهة لمن في قلبه ريب او زيغ، وكل هذا لا يكون إلّا بسيف ينصُر حتى تُصان وتُبلَّغ الدعوة، فلم يكن في يوم من أيام اشكالات تُعترض فيها الرسالة او ما يحول بينها وبين من يدعو اليها، فالإسلام حينها كان باسطا جناحيه على الأمة والأمصار، ورسالة قويّة لمن كانت تسوًل له نفسه إرجائه او عرقلته، فوقود المجتمع آنذاك صريح وصحيح العقيدة يمشي بها النّاس وبدون قيد ولا شرط في سلطان الخلافة، فلم تشهد الأمّة ما نعانيه اليوم من اضطراب في الدعوة الحق، وقد حال بينها وبين التبليغ اصنام كثيرة عرقلتها وجعلت البوصلة الى غير مدارها، فنال الضعف في ابنائها وأصبحوا في غياهب الجهل يجولون ..
لكن الله عزّ وجل ومن حكمته وسننه التدافع، تدافع الناس والأزمنة والحالات، ومن رحمته أنه سبحانه يهيئ لكل عصر من يردّ الأمة الى عقيدتها ودينها، فتارة افرادا وتارة جماعة، فالدّين محفوظ ومن حفظ الأمانة ايداعها في أيادٍ آمنة، واليوم ومع تسارع الأحداث إنبرَي وظهر في الساحة الإسلامية أفرادا وجماعات تختمر مفهوم الإسلام الذي مان عليه سلف هذه الأمة من علم ودعوة وجهاد، فمنهم من سكن المساجد ودعا بالإرجاء وأنشأ وأخرج للمسلمين جيلاً منبطحا للطواغيت وملل الكفر قاطبة، ورأى في منهجه الإحتكار والهدي على طريقة السلف وأمهات الكتب تلعنه، ومنهم من تبرأ من هذه الجماعة ونادى بالولاية الكبرى باستحياء، ينطقون بقول خير البرية ولا يكفرون بالطواغيت ولا بدساتيرهم الشركية، ينصرون أهل الثغور إلّا لمآرب ومكانات شخصية، وآخرون انتعلوا دين الصليب المسمى بالديمقراطية ونادوا بالسلمية وبالتدرّج في تطبيق الشريعة، فما كان من المناوئين لهم إلّا ضرب رؤوسهم بالصرامية، وآخرين كفروا بالقوانين الوضعية ونادوا بجهاد حكّام المسلمين ومن يحمي عروشهم ومن يدين بالولاء لأمريكا ويهود، فأبلوا بلاء حسنًا حتى جاء التمحيص فانقلبوا الى دين الوطنية ونادوا بالمصالحة وتفويت المصلحة على المفسدة والرجوع الى إرادة الأمة، فخلطوا المصطلحات وموازين الفهم حتى جاء من ردّ عليهم علما وقولا، فالدعوة الى الله ومنذ أفول نجم الدعوة النجدية اعترتها اصناما بشرية حالت بينها وبين الرجوع تلى دين رب البرية ..
وجاءت أحداث العراق والشام، فهيأ الله لهما رجالا من نوع وفهم آخر للدعوة، فركبوا فِراس شيخ الإسلام ابن تيمية علما وفهما وتطبيقا، وطيروا بأجنحة التوحيد على خطى المجدد محمد بن عبد الوهاب النجدي، فسياستهم مع المسلمين كتاب يهدي ومع الأعداء سيف ينصر، فقارعوا الأمريكان والمشركين فهزموهم بإذن ربهم حتى تداعت عليهم الأمم قاطبة، فاجتمع عليهم ايضا ما ذكرنا من الأصنام، وألّبوا ضِعاف المسلمين على نهجهم ونبزوهم بأقبح الأنباز، فما كان من الله إلّا ان يفضح ما في الساحة جميعا، فأين اليوم المنظّرين والسرورية والإخوان المسلمين والمداخلة والرسلانيين، أين هم من الجهاد على علم وبصيرة والصائل في بلاد الإسلام يصول ويجول وبحرّية، فالمنظّرة اضحوا طلقاء وتحت أعين المخابرات العالمية، والسرورية بعدما استُعمِلوا في شق صف المجاهدين في سورية فجزاهم الله بأن سلط عليهم من وظّفهم وأدخلهم سجونه عاضّين على ايديهم بما اقترفوه من جرم في حق اهل الله وخاصته، وما كان من الاخوان المسلمين إلاّ افتضاحا يوما بعد يوم من حماس الوطنية الى إخوان مصر أصحاب السلمية مرورا بكبيرهم في تركيا الذي علّمهم الولاء للصليبيين وعلى رأسهم أمريكا، وأما المداخلة فهؤلاء مخانيث مخابرات الدول العربية ولا كرامة ..
فاليوم الداء موصوف، وطريق الدعوة وما اعتراها مكشوف، والسبيل الى العلاج مرهون ومحفوف بمدى استعداد ابناء الأمة من تضحيات، والأصنام عُرِفت وكُشِفت فهل السبيل الى إزاحتها والعودة الى دين الله بقلب منيب والإلتفاف حول صحيح الدعوة، وصريح العقيدة، والمنبع الصافي من كل شائبة، والمعدن الثمين الذي وحده اليوم يقارع روح الأصنام بمختلف تياراتها وعلى رأس كل الكفر والشرك: أمريكا ..؟!
السلام عليكم ..

==================

كتبه: نورالدين الجزائري
14
صفر 1439هـ الموافق ل 02/11/2017



mercredi 1 novembre 2017

مقال بعنوان " ما وراء صور الجزائريين في طابور مهين أمام المركز الثقافي الفرنسي؟ "... بقلم المدون نورالدين الجزائري


ما وراء صور الجزائريين في طابور مهين أمام المركز الثقافي الفرنسي؟.

الكل منّا شاهد الصور او الفيديوهات المخجلة ولا أخلاقية لجزائريين امام المركز الثقافي الفرنسي في طابور لا ينتهي وكأنّه الاكزوديس او الهجرة الى غير رجعة لأرض الميعاد، صوّر أثّرت في الحجر قبل ما بقي في الجزائر من بشر، عنوان لفشل سياسي محض، عنوان لانحطاط اخلاقي صرف، عنوان لمأسآة شعب حُكِم بسياسات وكأنّها من القرون الوسطى، قرون الإقطاعيات والمحسوبية، قرون الأخذ من الفقير وردّ المردود على الغني واليسير، أناس تربّعوا على سدّة الحكم من فجر الإستقلال المنشود الى سنين البحبوحة المالية والتي أصبحت غير أثر على عين، احتكروا الوطن والحكم والمال والإقتصاد بسياسة فاشلة خماسية الأبعاد في كل انتخاب ..
الأمر مفتعل ورسالة ذو وجهين ونقيضتين، والصور والفيديوهات أمام المركز الثقافي الفرنسي قسمت المشهد السياسي الى طابورين متناحرين في الخفاء، ظهر صراعه جليًا امام المشهد المحلّي والدولي، فمن غير المعقول ان يصطفّ الجزائريون بهذه الاعداد الهائلة لأجل امتحان قدراتهم اللغوية او المعرفية للفرنسية، فالأمر دُبِّر بليل بعد إغلاق في وجه الجزائريين ومن سنة تقريبا مواقع طلب التأشيرات في القنصليات الفرنسية بالجزائر والذي اوكلت فرنسا ايداع ملفّات التأشيرة الى وكلاء جزائريين محسوبين على الطبقة الجزائرية الفاسدة، فنتج عن ذلك اكل أموال البسطاء من ابناء الشعب المغلوب على امره والحالم للخروج من وحل السياسات الفاشلة في بلد المليون ونصف المليون شهيد، فمن غير المعقول ان يُسمح لهكذا تجمّع هائل أمام مقرّات حكومية واخرى أمنية حساسة من دون معرفة مسبقة بالأمر، فالمخابرات الفرنسية وطّدت نفسها من اجل هذا الحدث المدروس والذي شجّعته من خلال وكلائها في الداخل بأيام معدودات عن ميلاد اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، والرسالة واضحة للسياسيبن الوطنيين ان لفرنسا ولاء مطلقا من النخبة، ورسالة للاسلاميبن ايضا ان لفرنسا يد التغريب وجندا لغد مرقوب، وأنها قادرة لخلط الأوراق في أي لحظة ترى أن مصالحها في الجزائر مهددة، وأن الرئيس القادم لا يُنصّب إلّا بالعبور من قصر الإليزي، والأهم من كل هذا أن فرنسا من تتحكم في شريحة هائلة من الشباب وبزرّ من اذرعها السياسية او الثقافية ..
لكن في المقابل ألم يكن للمخابرات الجزائرية يد في ما جرى أمام المركز الثقافي الفرنسي بالسماح لذلك التجمّع الهائل من التجمهر ورسالة بالدرجة الاولى مفادها أن على السياسيين الجزائريين العمل مع المنظومة الأمنية وعدم تهميشها او العمل من غيرها، والتي كبحت جناح الثائرين من الشباب بكل توجّهاتهم السياسية و الاجتماعية خدمة لآل بوتفليقة وحاشيته، فمن غير المعقول ان تكون المنظومة الامنية التي تراقب باحترافية كبيرة وسرّية هائلة وسائل الاتصالات الاجتماعية أنها لم تكن تعلم بموعد هذه الغفور الشبابية المذهولة، فمن أوزع للشباب بحرية مطلقة للتجمهر على نطاق واسع بغير إذن السلطات الامنية الاخرى من شرطة ودرك، فهل كلمة السرّ أُطلقت عبر الطولكي-وولكي لاحجام التدخلات ولفضّ مثل هذه الجموع والتي هي في الاساس اهانة للطبقة السياسية الحاكمة وللرئيس الجزائري المقبل، فالرسالة وصلت للمعنيين والحادثة مفتعلة بامتياز ..
فالأمر جلل والخوض فيه متشعّب وشائك، فإن كانت حادثة الحرّاڨة شأن داخلي ومدى تذمّر الشباب من العيش في بلد " ارفع رأسك يابّا" وإقرارا بفشل المنظومة السياسية المتّبعة مذ فجر الاستقلال، فإن حادثة المركز الثقافي الفرنسي بمثابة دق اسفين نعش على ما تبقى من رجالات الجزائر المعصومين سياسيا، والحدث دولي قبل أن يكون داخلي، فوسائل الإعلام العالمية نقلت الحدث بفعل فاعل، وتداعياته خطيرة تتمثل في مزيد من الانبطاحية امام المستعمر، وتعرية غطاء الفضائح من مهامّه هذه الأيام، فلجوء ابناء المسؤولين الى فرنسا والإقامة بها وبأموال منهوبة معروفة لدى السلطات الفرنسية ليس من عبث، بل اوراق ضغط مستقبلية على كل من اهدر البحبوحة المالية للجزائريين البسطاء، فتشجيع الفساد يوجب التحكّم في الفاسدين ومعرفة مدى خيانتهم لأوطانهم وخيراته، فكان من الأجدر بالمسؤولين الجزائريين بناء الإنسان الجزائري على غرار ابسط مراكز التكوين وتسخير الأموال لشباب الغد عِوَض ان يكونوا ورقة في يدّ العابثين بمستقبل البلاد وموارده البشرية قبل المالية، فلا يستقيم بلد إلاّ بتربية النشأ تربية الأب للإبن ..
السلام عليكم ..

==========================

كتبه: نورالدين الجزائري
12
صفر 1439هـ الموافق ل 01/11/2017




مقال بعنوان " ويحدّثونك عن تشويه الإسلام " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


ويحدّثونك عن تشويه الإسلام ..

ذهبت الى الغرب فوجدت اسلامًا ولم اجد مسلمين، مقولة نُسِبت الى محمد عبده عندما زار بلاد الغرب عند بداية القرن العشرين، تأثّر بها بعض الأتباع من العلمانيين والزنادقة حينها، ثم نسختها الأجيال المتعاقبة من ذلك الإرث الفكري والمنهجي للطعن في الثّوابت ومعتقد الأمة، فمنهم من اراد بالمقولة دين الله جملة وتفصيلا، ومنهم من اراد بالمسلمين طعنا وتشهيرا، ولازال القوم على هذه المقولة يتغنّنون، وعلى اوتارها يرقصون، فحصروا مفهوم الإسلام في البناء والتعمير، والصناعة والتصدير، والرقي والتزيّين، وأهملوا مقوّمات ومادة الخام لما يحلمون، فكيف بتهميش عنصر الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، عنصر الحياة هو ذلك المسلم الذي ابدع حينما سُيِّس بسياسة شرعية حكيمة، ولم يكن في يوم من ايام تحت حكم اشتراكية ولا علمانية ديمقراطية ناهيك عن حكم الجبر الذي قضى على روح وجسد هذه الأمة جمعاء ..
بعد ان دمّروا مقوّمات هذا الدّين وهو الإنسان، خرجوا علينا بمقولة تشويه الإسلام، عبارة او تسويق سياسي يُراد منه دين الله وحملته وحُرّاسه، منظومة متكاملة تُسمى بالعقيدة التي حفظت المسلمين من التغريب والتنصير والتهويد، فالمقولة مدروسة وبعناية بعد ان افرغوا عقول المسلمين من ابسط التفكير والمنطق لِمَا وصلوا اليه من حضيض، ارادوا بالمقولة حصر فئة معيّنة في الأمة من عاهدت الله على حفظ العقيدة، فئة كانت ولا تزال تنتفض لكل ما هو عكس مقاصد الشريعة، فئة مقاتلة، تارة بالبيان وتارة بالسنان لأجل بيضة الإسلام، فهي الحصن الحصين ومفاتيح ابواب الأمة من كل رياح التغيير، فما اصاب المسلمين اليوم من ضعف فالأمر فقط من تيارات هوائية داخلية مصدرها الجهل بالتوحيد واصحاب مقولة محمد عبده الزنادقة اللّئام، فمن حكم ويحكم بعد سقوط منارة وقلعة العلم والنور الأندلس ومن بعدها خلافة المسلمين ..! فهل بلاد الاسلام حُكِمت بالشريعة ام بمخلّفات أفكار الغرب والشرق منذ عشرات السنين!
فهل حملة الإسلام من الشيخ محمد بن عبد الوهاب الى الشيخ عبد الحميد بن باديس مرورا بالطاهر بن عاشور وعبد الكريم الخطابي رحمهم الله جميعا من شوّهوا الإسلام أم من ركِب ثوراتهم العلمية والنهضوية وحكم البلدان من بعدهم بسياسة الاستدمار ودين رهبان الصحوات المزيّنين لأفعالهم وطغيانهم على المسلمين ..! من افشى الفقر والأمراض والأمية وارسى الضعف والتخلّف والانهزامية في نفوس أبناء الأمة..! من سخّر اموال المسلمين واودعها في ايادي الغرب باسم الاتفاقيات والمعاهدات وتحت مسمّيات عدّة سحر بها ابناء الملّة..! من ورّث الحكم للأبناء والأحفاد من الجهلة واحتكر السياسة ومقدّرات الأمة باسم المصلحة والمنفعة واصبغ على فعلته صبغة شرعية مطلقة..! من اهمل العقيدة والعمل بالسنّة وانسلخ منهما ونادى بحرّية العقل في الإبداع وسجن النص إلّا لأغراض شخصية واتّهم من نادى بهما بالرجعية واصحاب الكهوف وبالظّلامية..! من سرق خيرات المسلمين الباطنية والظاهرة وأودعها في بنوك الغرب له ولحاشيته ورمى بفتاتها على من في حضيرته من الرعيّة..! من حصّن نفسه بالعلمانيين والليبيراليين ومستشارين غربيين في إدارة بلاد المسلمين..! فهل الإسلام أمر بكل هذا أم على الله تفترون وتكذبون، فبالله عليكم من أدار ظهره للإسلام وقزّم دوره وحارب المصلحين وقتلهم وسجنهم ونفاهم من دائرته وزريبته، وألصق فشله فيهم بحجة تشويه الدّين ..!
وللأسف فقد انساق الكثير من المسلمين اليوم وراء فرية أنّ جماعة او عالم او طالب علم يريد الحفاظ على مقاصد الشريعة من اصحاب تشويه الدّين، فقد استحكم في الكثير افكارا مغلوطة وانساقوا عاطفة نحو تكرار سياسة مُحكمة أدّت بالكثير الى ان اصبحوا من أعوان الظالمين، فلا للوحيين احتكموا، ولا للعقل والمنطق جلسوا يميّزون بين المصلح والمفسد، وبين العميل والمخلص، وبين اهل الحل والعقد وجموع من يتصدّرون الحياة السياسية مدعومين غربا وشرقا من أمم الكفر قاطبة، فغُرِس في فكر ومنطق أبناء الأمة أن من يريد التغيير إنما شخص او أشخاص يريدون بالبلاد والعباد الخراب المطلق، وإسالة دماء الأبرياء، والسطو على مقدّرات الأوطان، وهلك الحرث والنسل، وبذلك دغدغوا عاطفة البسطاء وألغوا عنهم العقول، فعطّلوا لهم بذلك فهم التحليل وما يحاك لهم، نتج عن ذلك الهواجس والمخاوف، واختاروا السلم والاستسلام لنزوات الظالمين، فاصبحوا عبيدا من دون أغلال ولا أوثقة حتى تنكّروا بذلك للعقيدة وحملتها، وساروا في زمرة الصحوات وبتفاوت، همّهم الأكل والشراب وأكرمكم الله، فلا فرق بين الحاكم والمحكوم في تشويه دّين اللّه والعبث به ايمانا وقولا وفعلا، فكيف تُنسب المقولة الى من أراد إرجاع أبناء الأمة الى السيادة في الحكم والسياسة والحفاظ على الدّماء والأموال والأعراض، وإرجاعهم الى الفهم الصحيح لمقولة محمد عبده أن في بلاد الغرب سرقة لحضارة المسلمين بحد السيف والقهر، وأن في بلاد الإسلام مسلمين في سجون، لا العمل بالعقيدة ولا بنهج ومنهج المصلحين والعلماء ممّن انار درب الإنسانية عدّة قرون ..
وكلامي الأخير موجه الى أهل العلم ممّن انساق وراء مقولة أن جماعة بعينها تشوّه الدّين، أين الإنصاف بميزان الحق والعدل في الخلاف مع الآخر في ميزان العلم والشرع والتبيان، فهل خلافكم مع من اردتم بهم فرية في العقيدة ام فما وصلتم اليه من مناصب وشهرة بين المسلمين، فلقد نافحتم عن ساداتكم فأين انتم اليوم من إمتيازات البارحة بعد أن صوّغتم الكذبة وغرستموها في عقول السذج من المسلمين، اين انتم يا سدنة آل سعود والمحتكرين للسلفية ومفهومها من السجون اليوم، فسيف الباطل الذي ضربتم به أهل الحق انقلب عليكم بغير ما كنتم تشتهون وتتوقّعون، فإنّه وربي عدله الذي اصابكم، وإنّ ربي يدافع عن الذين آمنوا ولو بعد حين ..
السلام عليكم ..
====================

كتبه: نورالدين الجزائري
1 1
صفر 1439هـ الموافق ل 30/10/2017