Rechercher dans ce blog

jeudi 25 janvier 2018

" عملية غصن الزيتون التركية في سوريا " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


عملية غصن الزيتون التركية في سوريا ..

إن اسم عملية"غصن الزيتون" فيعفرين مأخوذ من مصطلح فلسطيني له علاقة مباشرة بأمناسرائيل، لذا اختيار هذا الاسم لم يكن من فراغ بل كان مقصودا بهدف تأمين اسرائيل وحماية حدودها، لذا عمِداردوغان وأمريكا وروسيا واسرائيل الى انشاء منطقة آمنة وعازلة وبعيدة عن العمق الإسرائيلي، وابعاد كل تهديد محتمل او وجود فصيل مقاتل لا ترضى عنه اسرائيل على حدودها وخاصة هضبةالجولان.
‏طبعا فان تركيا بصفتها عضوا هاما فيالناتو متعهدة بحماية أمن اسرائيل وذلك وفقا لأحد شروط وبنود الناتو التي أُدرجت عند تشكيله من طرفامريكا، اذ ينص على كل الأعضاء الدفاع عن الكيان الصهيوني بالقوة إن تطلّب الأمر ذلك من أي تهديد قريب أو بعيد، وباقتراب نهاية الحرب فيسوريا فالترتيبات على قدم وساق لخلق منطقة عازلة وآمنة مع اسرائيل تكون بمثابة منطقة بعيدة عن العمق الاستراتيجي للكيان الصهيوني، فأمريكا وبمشاورة روسيا أوكلت المهمة لاردوغان بإنشاء هذه المنطقة منكوباني إلىالباب مرورا بعفرين وادلب مضحّية بأكراد سوريا ، ومن ثمة يكون هذا الشريط الحدودي عمقا استراتيجيا لـتركيا وكذا لإعادة المهجـرين السوريين واعمار هذه المناطق بمن له الولاء التام لتركيا، وهكذا ستعمل تركيا كشرطي مرور يراقب للداخل اليها والخارج منها. وانطلاقا من هذا تتعهد الدول الكبرى والمنخرطة في حرب سوريا والفاعلة على مستوى إنهاء معاناة شريحة من الشعب السوري، فيجعلون من هذه المناطق ككنتون فدرالي قابل للحياة في اطار التسوية النهائية للنزاع في سوريا ..
‏أما اسرائيل ستعمل على تثبيت حكم الأسد في الحفاظ على أمنها وخاصة على حدودها في الجولان حتى يتم ايجاد البديل له في عملية سياسية ستكون طويلة الأمد والنفس، تتحكّم في خيوطها من خلال أمريكا وروسيا وتركيا، ولإبعاد أي تهديد لها ولعمقها الاستراتيجي من خلال حدود 67م، وتدخلاتها أخيرا من هذا السياق ، ولعل المتابع للساحة السورية قد يتفاجئ بافتقار وشبه انعدام لتصريحات النظام السوري حول عمليةغصن الزيتون أو داعميه كالروس والايرانيين، فتصريحات الفرقاء شبه خاوية سياسيا أو على استحياء خاصة من الجانب الروسي نظرا لكون العملية مرتّبٌ لها سلفا وتعد من ضمن التسوية السياسية مستقبلا وكحسن نية لإنهاء الحرب .

===================
كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ 08 جمادى الاولى 1439 ه الموافق ل 25/01/2018



mercredi 24 janvier 2018

مقال بعنوان " أمريكا و طريق الحرير الجديد " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


أمريكا وطريق الحرير الجديد ..

بعض المسالمين من ابناء المسلمين اليوم غيّبتهم نعومة الحرير بعد ان ايقنوا أن الإسلام لم ينتشر بالسيف وإنما عبر تجّار الأمة الذي جابوا العالم عبر التجارة ونشر ثقافة التسامح الاسلامي من شمال افريقيا الى الجزيرة العربية مرورا بالشام وإلى بلدان البلطيق واقصى سيبيريا ومنها الى بلاد الهند والصند حتى اليابان، فعند هؤلاء، الفتوحات الاسلامية اقتصرت عند تاجر او مغامر، نُشر الإسلام بالأخلاق وحسن السيرة ودخلت على اثره أمم بأكملها في دين الله عزّ وجل، فالذي غرس هذا الفهم والثقافة السائدة عند عموم المسلمين اليوم هم المستشرقون، اذ زيّفوا الحقائق لتغييب السيرة والتاريخ عمّا كان عليه الاجداد من فتوحات وجهاد ..
فكأن التاريخ اليوم يعيد نفسه من حيث انتهى، فهل رُدّت إلينا بضاعتنا حسب فهم المسالمين، إنما تداعت علينا أمم الكفر قاطبة تريد استئصالاً لمحرّك الأمة، روح المسلمين التي غير روح الكافرين، الإيمان بالله وحده لا شريك له، وتوحيده، ومحاربة من يشرك به قيد شعرة او انملة، هذه العقيدة التي مشى عليها الآباء والأجداد سلفا عن خلف لحماية بيضة الدين والدنيا معًا لم يفهمها أبناء اليوم، بل غُيّبت من أطراف عدّة داخليا وخارجيا، ممن لا مستقبل لهم إلّا عبر التحكّم فينا مباشرة او غير ذلك، نعم لقد نجحوا في ذلك الى حدٍ بعيد، وكان من خططهم السيطرة على ثلاثة عواصم مهمّة بالنسبة للمسلمين عقيدة وعلما وتاريخا، فزراعة كيانا صهيونيا دخيلا على الأمة وفي قلب الشام ليس من عبث، وكذا السيطرة على عاصمة العقيدة في الجزيرة العربية ليس من جهل، والحرب القائمة اليوم في مربط ومرور ونقطة إلتقاء تجّار الحرير ليس من التخبّط في الاستراتيجيات، بل عبر التاريخ أنه من سيطر ويسيطر على الجزيرة العربية والقدس وسوريا فإنه يسيطر ويملك خزائن العالم من الناحية الروحية والمادية، فالغرب اليوم وعلى رأسه امريكا يدير العالم برمّته من خلال إدارته لهذه العواصم الثلاثة بحسب استراتيجية التحكّم وبالادوات المناسبة لكل بلد منها، فعمِيلتها إسرائيل زوّدتها بالتفوّق العسكري في المنطقة، والعميلة الأخرى في قلب الجزيرة العربية بسطت لها من الرزق عبر تسويق الذهب الاسود لها والتحكّم فيه عبر الانتاج والتدفّق لئلا تنفلت الامور من يديها كما كان الأمر في حرب 1973م، ولم يقتصر الأمر عند هاتين العاصمتين بل تعدت استراتيجية التحكّم بالاستثمار في الأقلية والطائفية من غض البصر عن تولي الخميني فيروسا جديدا في المنطقة وتأييد حكمه بالمال والسلاح ضد جيرانه لإضعاف الجميع والسيطرة عليهم جميعا في الأخير من باب الحاجة وما حادثة ايران-ڨيت بغير بعيد، وكذا السيطرة في الأخير على أهم بلد يربط الحليف المادي والروحي بنظام علماني يسهّل لها تمرير مآربها ويقطع كل المطامع للوصول الى قاعدتها الأمامية في القدس، فنظام عائلة الاسد خير من نفّذ هذه المهمّة ولم يتمكن ابناء الأمة من الوصول الى الصهاينة عبر غرس حزب اللات في الجنوب اللبناني بمساعدة ايرانية، وتأييده ومدّه بالسلاح والمال، وللسطو على الجهاد في سبيل الله من ابناء السنة بفكرة أخرى اختُرِعت لتخدير شباب الإسلام والتي سُميّت بالمقاومة والممانعة ..
رُسِمت الخريطة اليوم واتّضحت معالمها ومعالم الصراع فيها، صراع على إخضاع المسلمين من جديد حسب متطلّبات الفرقاء، حسب مطامع أمريكا والغرب، حسب التحالفات واقتسام النفوذ، فصراحة أمريكا لم يعد يهمّها اليوم بترول وغاز المنطقة كخام او تسويق المادة بقدر ما أصبح يهمّها كيفية التحكم في أموال الأمة عبر شركات مضاربة والتي أغلبها في قلب عاصمتها، وتعبيد الطريق لأنابيب الطاقة حتى تصب في خزائنها عبر اسرائيل، من الجزيرة العربية الى حيفا مرورا ببلاد فارس، فأمريكا اليوم وبعد صفعة عام 1973م عمدت على ان تصبح اكبر مصدّر للبترول في العالم وبحلول 2024م، وذلك كلّه دراسة وتوثيقا وتحقيقا، فحصّتها من النفط العربي تراجع الى ادنى المستويات في خلال هذا العقد المنصرم، افسحت بذلك مجال التصدر والحاجة الى نفط الخليج للصين، ولكن حربها اليوم يقتصر على الشراكة القائمة بينها وبين إسرائيل والتحكم في موارد الطاقة البديلة وهي الغاز، الشيء الذي اتى بروسيا الى سوريا بخيلها وخيلائها لتثبيت قدم تجارة وتسويق مع عدوّها التقليدي امريكا، فالحرب اليوم في سوريا حرب الكِبار، حرب النفط والغاز، حرب السيطرة على الطريق والنفوذ، حرب استشرافية استباقية، وليست حرب العنزة ضد النعجة كالتي على قدم وساق من بلدان الخليج ضد بعضهم البعض، فقد ارادوهم كذلك حتى لا يُلفت لهم نظر ولا وقوف مع الأحداث والترسيمات على الارض، فأمريكا في نفوذها اعتمدت استراتيجيات كثيرة من تحالفات وحسابات دقيقة، ومن ضمن سياساتها اظهار عدو يكون حليفا في السرّ، واخفاء عدو يكون شرسا في العلن، فأظهرت ايران على انها عدو ولكن تحالفت معه في العراق وسوريا وكان من ضمن هذا التحالف قاعدة تفاهم تقتضي ان ترسم ايران طريقها لوحدها لإيصال الانابيب، فما كان عليها إلاّ صنع وحفر وتعبيد الطريق للوصول الى موانئ البحر المتوسط ومن ثمة اوروبا مرورا بإسرائيل، فلم يعد الطريق ممرا لتسويق الحرير بقدر ما أصبح طريقا وممرا على اشلاء ورؤوس ابناء السنة للوصول الى تسويق المنتوج وهذا ما فهِمته ايران بموافقة امريكية اسرائيلية روسية، فالحلف الرباعي هو اليوم من يتحكّم في مودع الطاقة وممرّها وتسويقها، عابثين في طريق الحرير بأهل المدن وحقّهم في العيش والمعتقد عبر الدماء والاشلاء ..
وما نراه اليوم إنما جزء يسير من الصراع على المنطقة والتحكّم فيها حقيقة، يريدون إخضاعها عند قصد الى عصر الجمال والبغال تجارة وزينة، اذ ما الذي وراء ومغزى دكّ بلدان طريق الحرير الجديد وخاصة التي لم تخضع للمخطط بهذا الوحشية وارجاع اهلها للعصور الحجرية، فالظاهر محاربة الموحّدين الذين تفطّنوا للمكائد ولكن باطنا كسر ارادة الشعوب عن مقاومة هذه المشاريع الجهنّمية، ومن ثمّة ادخال نوعا اخر من سياسة احتلالية عبر الإعمار الدولي لهذه البلدان المنكوبة، وتسيير الحكومات الوظيفية عبر المؤسسات الأموية، فهل تحقق غرضا لذلك من افغانستان لغزة مرورا بالعراق ما بعد صدام من اعمار وازدهار، ام أن الامور سراب يحسبه الساذج تعميرا وتطوّرا وناطحات اوهام، بل إن حرب الرباعي على الأمة اليوم وعلى مقدّراتها يدخل ذلك في التحكّم في مواردها عبر شركات اجنبية خراجها في الغرب وعلى رأسه امريكا وربيبتها اسرائيل، فالروس يريدون طريقا للمتوسط لتسويق طاقتهم وخاصة الطاقة البديلة الغاز عبر ايران والعراق وسوريا ولبنان وصولا الى اسرائيل ومن ثمة اوروبا عبر المتوسط، وكذا ايران تريد هذا الطريق للوصول الى هدفها وقد فعلتة مرحليا عبر ما حقّقته بمعاونة امريكية وعلى جثث أهل السنة، وما تدخّلات تركيا أيضا إلّا في هذا الباب عبر تثبيت طريق آخر تمر الطاقة من خلال اراضيها، وللحصول عليها بأسعار ملائمة من روسيا وإيران، فقدم اردوغان اليوم في سوريا ليست من باب الشعارات الاعلامية او حبّا في المسلم او في عقيدته، فالرجل يقدّم المصالح قبل المعتقد، وكذا تدخّلات بعض بلدان المنطقة باسم اعانة الشعب السوري إنما في هذا الباب المحض، فعقيدة المصالح هي من تسيّر كل فسيفساء القوى المتواجدة على ارض الشام، انّها انابيب البترول والغاز التي تريد من خلالها اسرائيل ان تصبح عاصمة قلب الذهب الاسود والسائل في المنطقة بحلول العام الذي تتربع فيه امريكا كأكبر بلد منتج ومصدّر للبترول والغاز في العالم ..
فما كنّا نراه أمس كمقاومة وممانعة أصبح اليوم تجارة ومماتعة، فلبنان في هذه الآونة وعلى لسان وزير النفط اللبناني سيزار ابي خليل في شراكة مع اسرائيل في البحر المتوسط من أجل حقول غاز بينهما وتنقيب للطاقة بعيدة الأمد، وما بيع جزيرتي تيران وسنافر من مصر الى السعودية يدخل في باب الشراكة مع اسرائيل في مجال الطاقة ايضا، وأما صراخ وعويل الإخوة الاعداء داخل البيت الخليجي يندرج تحت المصلحة الذاتية البختة، إذ قطر وتركيا في باب الشراكة الاقتصادية من قبل اندلاع الثورة السورية، واستثمارهما في حرب سوريا لضمان قافلة حرير للمتوسط من هذا القبيل، فما كان على الاخوة الاعداء في البيت الخليجي إلا الانقلاب على بعضهم البعض، والتحالفات المتناقضة داخله من هذا الصراع الذي فتك وسيفتكّ بالجميع، إذ لا رؤية ولا استراتيجية بعد أن رحلت قافلة الحرير عنهم وعن منتوجهم المسروق ..
فلا يُحسب الأمر على أن أعداء الاسلام حققوا ما خططوا له بسواعد الحكومات والمنتفعين وفصائل الجهل والعلف والارتزاق، فأسياد طريق الحرير كانوا ولا يزالون هم من يفهم فنّ التجارة والتسويق في الأخير، وما أكثر تجّار هذه البضاعة اليوم في سوق النخاسة، وما أقلّهم صدقا في ايصالها بصدق وأمانة ونشر الاسلام الذي كان عليه الاجداد عقيدة وسلوكا، وما نراه اليوم إلا اغارة من قطّاع طرق أقوياء واشداء على مسالمين لم يفهموا سرّ السرقة والانتفاع من المنتوج، ومع كل ذلك ومن رحم كل الآلام ظهر لهم ابا بصير (اسامة ابن لادن -تقبّله الله) في الوهلة الأولى من تخطيطهم خرّب عليهم مكرهم، فتعاونوا عليهم جميعا حتى قتلوه شهيدا، ومن رحم جهاده انبثقت جماعة على خطاه، فهي في اوائل مراحلها في افشال المخططات، فهي على نهج من بعثهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لاسترجاع اموال المسلمين من قافلة ابي سفيان، فالصراع في اوّل اطواره، والحرب قائمة بسياسة الكر والفر، وإنما الكلمة الأخيرة ستكون لِمن اعدّ العدّة وتربّص بالعدو في طريق، واعدّ مشانقا من ذلك الحرير لكل عدو وخائن وعميل، وأبناء الأمة اليوم قد علِموا العدو من الصديق وخيوط المؤامرة والطريق لإفشالها، فسيلتحق الكل بفكر ابا بصير وبعقيدة من هم اليوم في الخنادق محاولين افشال ما عُبِّد من طريق لبضاعة مادة الحرير الجديد ..
السلام عليكم ..

=====================

كتبه: نورالدين الجزائري
07
جمادى الأولى 1439هـ الموافق ل 24/01/2018

dimanche 21 janvier 2018

مقال بعنوان ّّ" ماوراء عملية عفرين حقيقة ؟ " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


ما وراء عملية عفرين حقيقة .. ؟!

لإيران اليوم الحق ان تستريح وتنظر لتهافت كلاب الغرب على الفضلات وما تبقر على موائد المؤامرات في سورية، لها الحق اليوم ان ترتاح لمَ قدّمته من تضحيات جِسام لإرساء معالم شرق اوسط جديد ضحيّته السنّة السذج وطلاب الحيوانية، لها الحق سيدي بعد ان حققت حلم العباسيين في إخراج الجيوش لنصرة المستضعفين من المسلمين، نعم نجحت إيران بخطط امريكا واموال الخليج بأن يكون لها قدم صدق في طهران وقدم خيانة من حدودها مع العراق الى المتوسط مرورا بلبنان وسورية، فما أحداث الاضطرابات الأخيرة في بلاد عبدة النار والسواد إلا لصد عيون الحسّاد على نصرها في مشروعها التوسعي على حساب الدين والتاريخ واللسانيات والخيرات في بلدان الشرق الأوسط الجديد ..
لعلّ القارئ ابعدته نوعًا ما عن مقالتي ومضمون كلامي حول ما يجري في هذه الآونة في مدينة #عفرين السورية الحدودية مع تركيا، ولكن القارئ سيفهم مغزى كلامي في سياق الحديث عن اقتراب تسوية القضية السورية برمّتها في شقّها السياسي، إذ تراءت خريطة القسمة والتركة من سبعة سنين عجاف من الثورة السورية، فهي حقّا عجاف بالنسبة لأهل "السنة" في ديار العلوية، فمدينة عفرين هي ملحمة القوى الغربية الصليبية والأخرى العلمانية متّحدة ضد المشروع الإسلامي "الوسطي"، فحال كل الفصائل ومجمع الفقه السني للجيش الحر في مقاتلته للنظام بأن يحصل في الأخير على دولة مدنية بروح وقلب علماني وبلسان أبي بن سلول داخليا، فالسنين العجاف للثورة السورية غربلت الساحة تماما، وخندقت الموالاة والتحالفات يقينا، وأفرزت تُبّعا في الداخل واتباعا في الخارج، إذ عمد المخطط على إنهاك الجميع وسلبه إرادة القتال إلا جماعة واحدة معلومة معروفة، وكان ذلك بإدراج نحو 25 الف مقاتل من الجيش الحر لمساندة تركيا في عفرين ضد مشروع جيش وهمي كانت أمريكا أعلنت عنه إعلاميا حتى تُخندق هذا الكم الهائل من المقاتلين " السنة" وراء مشروعها المتمثل في إعادة الحدود لسوريا المعترف بها قبل بداية الثورة والسنين العجاف ..
فعملية عفرين عملية وهمية من الأساس، فلم تكن يوما من الأيام بؤرة توتر أو قلق بالنسبة للنظام أو تركيا، فأكراد منطقة عفرين وسنجار وكوباني خدموا نظام بشار عن طريق قسد وبعدها أمريكا في مقاتلة حصريا الدولة الإسلامية، وإعلان أمريكا من ايام بإنشاء قوة كردية قوامها 30 الف من مقاتلي "ب ي د" و"ي ب ك" وهم مجموع قوات سورية الديمقراطية و #PKK لم يكونوا من الارهابيين يجب استئصال خطرهم وبسرعة وملاحقتهم من سنجار الى الحدود العراقية كما يروّج اردوغان لذلك في هذه الآونة عندما استعملتهم أمريكا في كوباني وريف حلب واخيرا في الرقة كحمير وبغال طروادة ضد داعس، فالكيل بمكيالين ايقونة النفاق السياسي، واردوغان عشعش حاله في المبات ليلا مع العاهرات وعند اذان الفجر تراه من اصحاب اوائل الصفوف، فأمريكا تريد انهاء الصراع في سورية بين كل الفصائل المقاتلة للنظام السوري باستثناء من ارست لهم قواعدها على أرض المفاحيص تحسّبا لقتال طويل الأمد بينها وبين من لا يعترف بالنظام الدولي ولا بالاتفاقيات السرية او المعلنة فيما يخص انهاء الصراع بعملية سياسية تكون الحصة فيها سيّدة الخدمات ولمن والَ وخدم المشروع اشرق اوسطي الجديد ..
فالكل منهك من شدة السنين العجاف التي ألمّت بالثورة السورية، والكل يريد حسم الصراع ولو بالمحاصصة السياسية، فأمريكا بعد ان تخلّت مرحليا عن بلد للأكراد من السليمانية الى #كوباني عين الاسلام، ها هي اليوم تحصي أكراد سوريا بعد ان خدموها لتعطي لهم مقعد صدق ووفاء لأعملاهم الجلية في العملية السياسية المرتقبة، وقد اوعزت الأمر كذلك للجيش الحر عن طريق اردوغان وراح يحصي نفسه سياسيا بأنه الممثل الوحيد للشعب السوري السني وأظهر بذلك تعداد قوّته والتي قدّرها بما يساوي تقريبا عدد الاكراد وهو 25 الف مقاتل، فأمريكا وبتعاون مع روسيا وتركيا وإيران سيُدمجون الجميع تحت جيش جديد من خلال المحاصصة في عملية سياسية متوسطة وطويلة المدى تقضي برحيل الأسد كوعود مرحلية يتوافق عليها الجميع لإنهاء الحرب بين النظام وميليشياته من جهة والجيش الحر والمتحالفين معه من جهة أخرى، وعزل الدولة الاسلامية والقاعدة عن المشهد السياسي ومحاربتهما مباشرة بهذا الجيش تحت قيادة وإمرة أمريكا وتركيا لاحقا ..
فأمريكا عند إعلانها تشكيل قوة كردية لم يكن من عبث بل من حسابات داخل تركيا اصلا، فالأكراد في تركيا امتعضوا من عدم وفاء امريكا بتعهداتها ازاء قيام دولة كردية في المنطقة، بل التصريحات بتفاوت في خيانة أمريكا لهم، فعملية عفرين قبل انطلاقها احتوتها امريكا سياسيا وعسكريا، سياسيا داخل تركيا اذ خطب فيهم اردوغان اليوم وطمأن اكراد الداخل بأن العملية موجّهة ضد حزب العمال الكردستاني PKK واشاد بارهابه كعنصر تخريبي وعامل عدم الاستقرار في تركيا اذا دُعِم في معاداته للداخل، وذكر في سياق ذلك ما حقّقه الاقتصاد من نمو عام 2017 ومن دخل يساوي 200 مليار دولار كأرباح من خلال سياسات حكومته، فاردوغان يجيد دغدغة الخصوم داخليا وخارجيا، وهو من دغدغ عواطف الحر وهتش في تسليم حلب، والايام دول والكرة تُعاد بالنسبة لإدلب عن طريق عفرين، فالجولاني مساهم في هذا السيناريو اليوم في إعادة مدينة إدلب الى حضن بشار عن طريق اردوغان ومنها اعادة جل المدن على ما كانت عليه سوريا بشار قبل الثورة، وهذا ما صرّحت به امريكا عند إعلانها القيام بإنشاء قوة كردية مهمّتها حماية الحدود وعدم الاصطدام مع الجيش التركي عليها وهذا الذي اعتبره اردوغان مدينة عفرين وإدلب من عمق تركيا الاستراتيجي، فالجولاني بعد ان تنصّل من القاعدة نهائيا يريد اليوم مصير عبد الحكيم بلحاج الليبي، احد زعماء الجماعة الليبية المقاتلة لنظام القذافي سابقا، وخروجه سياسيا سالما غانما وحصّته من العملية السياسية الشاملة المرتقبة مستقبلا ..
فتصريح اردوغان اليوم أن عملية #عفرين ستكون خاطفة وسريعة وأنها محدودة السقف زمنيا يدخل في مدى جاهزية الفصائل السورية في الانخراط تحت اوامر الجيش التركي او بالأصح تحت إمرة حلف الناتو وبقيادة أمريكية صرفة، فالأكراد تم إدخالهم في صف امريكا مبكّرا، واليوم نشهد اكتمال صحوات أمريكا من فصائل الحر وجاهزيتها للتعامل مع أعداء مهندس الشرق الاوسط الجديد وانخراطها مع الأكراد في محاولة استئصال عدوّهم الوحيد وعدو الكل في الشرق الاوسط والعالم العربي برمّته ألا وهي الدولة الإسلامية، فأمريكا اليوم اصبح لها قدم قوّة في سوريا بذراعيها المضاد ايديولوجيا من الإلحاد والإسلام "الوسطي" ..
فمدينة عفرين اليوم بمثابة أرض تقطيع الكعكة على الجميع في سوريا، فأمريكا حازت بدرع وذراع قاتل وحامي لرسوخها على أرض الملحمة وهذا قدرها، وتركيا أمّنت عمقها الاستراتيجي بإعادة عفرين ولاحقا ادلب لنظام بشار وكحامية لحدوده، وروسيا وطّدت وجودها كحاكم عسكري الأوحد لنظام بشار، وإيران فازت بالجائزة الكبرى اذ فتحت طريقا لها للمتوسط حتى تغدق اسرائيل واوروبا بالبترول والغاز، وخسرت كل البلدان العربية في الأخير وأضحت اضحوكة القوى الفعّالة في المنطقة وكشِيك على بياض لآلاتها المدمّرة لإعادة إعمار مدن السنّة لتتمتع بها الأقليات الحاكمة، فهذا ما وراء معركة عفرين حقيقة، وما تخفيه الأيام للجميع فلنا كلمة فيه قولا وتفصيلا ورؤية ..
السلام عليكم ..

=====================

كتبه: نورالدين الجزائري
04
جمادى الأولى 1439هـ الموافق ل 21/01/2018






samedi 20 janvier 2018

مقال بعنوان " عذرا شيخي ولكن الحقّ أحبّ إليّ من الخصومة " بقلم المدون نورالدين الجزائري


عذرا شيخي ولكن الحقّ أحبّ إليّ من الخصومة ..

أرادوا إثبات مصطلح الخوارج للجماعة المجاهدة المتمسّكة بالوحيين في الاعتقاد والعمل، فكان ما كان من تجاذبات فقهية وآراء متبادلة ونصوص اُريد بها واقع الجماعة، فحصلت القطيعة ما بين الأب والإبن، والأخ بأخيه، والشيخ بتلميذه، والتلميذ بأقرانه، والجماعات مع بعضها البعض، من المسالمة إلى المقاتلة، من الديمقراطية الى الثورية، الكل أخرج سكاكين الجرح والتعديل، والكلّ رمى بالأقلام أيّهم الجماعة الحق بشهادة الغرب وحراس المزارع، فما كان من الكل إلا توحّشا إزاء من باع لله وقبل منهم البضاعة ..
تجاوز الكل اصطلاح الخارجية بعد أن نادوا على النصوص الشرعية، نبذتهم النصوص الربانية وحكّمتهم للحق الذي عليه الجماعة، ولّوا الدُبر كأنهم حمر مستنفرة فرّت من قسورة، نبحتهم كلابهم المتربّصة وما أكلوا من جيفة، بعد التناطح والتناطع للهوى والانتصار للأيديولوجيات المعاصرة، سقط الكل في دين الديمقراطية وفي محاولة عزل الفرقة الناجية، وكيف يَطهر الجسد بغائط امريكا وبول الحكومات الوظيفية ومن ثمّة يتصدّر المنابر وينادى في الملأ أن اعلوا دين التسامح والوسطية، وأعرضوا هذه المرة عن الغلو والغلاة المكفّرين للمجتمعات والجماعات "المقاتلة"، هذه المرة يريدون الدخول إلى ما عهدوا إليه أول مرة من باب ذمّ عقيدة الغلو زعمهم وتثبيتها وإلصاقها بالجماعة حتى ينتصرون لخسائرهم وتملّقهم عند العجز بوصف الجماعة بالخارجية ..
تساءل البعض ومنهم شيخي غفر الله له ما سرّ تراجع الجماعة المنبوذة من طرف الغرب والحكومات الوظيفية وجماعات الفصو، ومرابطي التواصل الاجتماعي من شتى الأطياف والأصناف بهذه السرعة على الرباط والأرض، أين تبخّر المقاتلون فيا للهول و يا للمصيبة، وكأن شيخي ومن على شاكلته نصروا الجماعة في السراء وتساءلوا عن حقيقتها وأحيانا حتى على عقيدتها في الضراء، نعم الكل ناصر الجماعة في البسط وعند الاصدارات المرئية والكلمات المسجّلة، نعم دأب المسلم اليوم مادي أكثر ما هو روحي، كيف ولا وقد تحاشى كل النصوص التي انفق فيها النفس والنفيس لإثبات الخارجية على القوم ولم يكلّف عشر نفسه في البحث كيف أن الله يحبّ أن يصقل المخلصون حتى يتّخذ من البعض شهداء الآخرة ويجعل البعض الآخر شهداء على المنافقين وكيف يتلاعبون بالدين والمعتقد وحتى بالرجولة، زعموا أنهم هربوا، زعموا أنهم انحازوا الى مناطق آمنة، مخلّفين وراءهم العيّل والذرية، زعموا أنهم انتقلوا الى ولايات أخرى عبر طائرات امريكا، زعموا وزعموا وزعموا، وكل ذلك ليُلصق بهم العمالة في جلب العدو للديار وتسليمه الأماكن والضّيع والخيرات، وكأن امريكا محتاجة إلى مزيد من الخيرات، ألا يكفيها مزارع كلاب الحراسة؟، قارنوا ما بين دولارات الحكومات ودريهمات الجماعة، قارنوا ما بين حقول النفط والغاز وما تم اغتنامه من هذه المواد، قارنوا عقولكم وزِنوها بميزان كفّار قريش والعرب الأولين وانظروا محلّكم من ميزان شريعة الغاب فقط، أصبحتم أضحوكة الأقليات المسيطرة على كل خيراتكم، لِمّ لم تسألوا أنفسكم وعلى الأقل من كان تحت شرع الله في المدن التي اعنتم المحتل على سلبها وإرجاعها لحكم الكفر مرة أخرى، أكانوا آمنين أم تحت غلوّ وغلاة متمسّكين بزمام الحكم ومفاصل الدولة.
 قرأنا لكم ما كنتم تكتبون وتنشرون عن الأمن والأمان الحق تحت حكم الجماعة المنبوذة، فكم من تصفيقات وتهليلات رجّت بها صحفكم وخاصة صحيفة شيخي الذي انقلب في عشية وضحاها على من كانوا قدوة في تأصيل وتثبيت حكم الله على الارض من بعد ما أطفؤا جذوته، ولا يزالون بدَلْو الماء متربّصين لكل دخان هنا وهنالك لإخماد صورِه وإذهاب رائحته، لكن الفجور في الخصومة أعمت القلوب قبل العيون، وهذا ديدن من سلّم عقله للمنافقين وأعداء الدين ..
كان شيخي دائما سبّاقا لنصرة ما يحمل هؤلاء من حق، وقد ناظر على ذلك أعتى منظري القاعدة، ألجمهم حجمهم في كل فرصة، ولكن شيخي كانت له مآرب أخرى، كان له "طلبة" في وسط الجماعة المنبوذة، وممّا كان بيني وبينه محادثات صريحة، فسألته عن مدى تصريحه بقتل زعيم الجماعة، فما كان ردّه أنه وثّق المقولة واحتجّ بأن قتلوا له الطلبة، وهل يُفتى فهذه الحالة بقتل رأس المنظومة؟ وهل الأمير مسؤول عن دم من زعمت أنّهم قُتِلوا على أيدي الغلاة في وسط الجماعة، وهل تزر وازرة وزر أخرى، وهل كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مسؤولا عن دماء بني جذيمة لما قتل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- منهم وأسر أَمْ قال اللّهم إنا نبرأ إليك من فعل خالد ؟ وهل فعل من قتل الطلبة يعمّ المقاتلين الآخرين من أمراء وعلى رأسهم الأمير أو الخليفة ؟ فهل غلوّ البعض في المسائل الأصلية في الاعتقاد والعمل أم في جزء من الجزئيات، إذ الجزء والفرع لا ينشأ منه أصلا القدح في أصل اعتقاد الجماعة !، الم تقرأ شيخنا ميثاق اعتقاد الجماعة من مؤسسها الى مستلمها أم غيّروا من المعتقد وإن كان كذلك فنبئنا بخبر يقين !، فهل الرماة في وقعة أحد الكبرى كانوا مسؤولين عن ما آلت إليه الدماء في الغزوة أم كانوا متأولين ! فلا أرى منك شيخي معذرة إلا فجور من جنابك في الخصومة والحق أحق أن يُتّبع ولا مداهنة ..
كنت ولازلت أحب أن اقرأ لحضرتكم وتعلّمت الكثير من جنابكم، وما لاحظته منكم شيخنا أنكم كنتم تحبّون بعضا من قول الإمام المعلمي اليماني -رحمه الله تعالى-حيث يقول: "وأعلم أن الله تعالى قد يوقع بعض المخلصين في شيء من الخطأ ابتلاء لغيره أيتبعون الحق ويدَعون قوله أم يغترُّون بفضله وجلالته .."، وكذا أثر"ما أحسن الإنصاف"، " لما سمعت عائشة ماذا كان يفعل معاوية بن حُديج كقائد من إحسان لجنده في غزواته دعت له مع أنه قتل أخاها محمد بن أبي بكر.."، فلم أفهم حينها لمَ لم تعذر بعض المقاتلين من الجماعة رغم قتلهم لطلبتك، فهل زِنتَ بحر حسناتهم أمام سيئاتهم وما اقترفوا من جناية، فمن المسؤول هنا عن الدماء: الأمير وجلّ الجماعة أم من تسلّل خلسة في ضوء شح المقاتلين وحصار كل من يتفوّه بنصرتهم وامدادهم ولو بنصر يسير ؟ من هؤلاء "القتلة" أصلا حتى حكمت على الأمير بالجهل وتلاعب به ونسفت ثقة وعلم من أعطاه ثمرة البيعة من الافذاذ السابقين، أين الانصاف في القول والعمل أم هنالك مآرب أخرى لطالما تحاشينا سماعها ولكن هل نفتح سجلّاتها وما قيل؟ فهل من تعوّذٍ ورجوعٍ إلى يسيرٍ من الحق مع الجماعة ونصرتهم إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا .. !!
السلام عليكم ..


 ========================

كتبه: نورالدين الجزائري
03
جمادى الاولى 1439ه الموافق ل 20/01/2018