Rechercher dans ce blog

lundi 2 décembre 2019

مقال بعنوان " أمريكا وطالبان و السلام المنشود " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



أمريكا وطالبان والسلام المنشود ..


الكثير يردد غباءً أن طالبان بفضل صمودها و"جهادها" استطاعت أن تفرض وجودها عبر القوة وهذا من السذاجة بما كان في قراءة الأحداث الجيو- سياسية والتقلّبات في المنطقة والتكتّلات الجديدة ، فطالبان قبلت المجتمع الدولي بدون شروط وقبلها بشروط على أن تلتزم أجندات القوى الدائرة بها ولا تعربدّ ..
كنت قد ذكرت من أيام أن الصين درّبت وسلّحت وحدة كومندوس في طالبان من خلال باكستان للتغطية على الأمور، فأمريكا وبعد أن فشلت في إرساء وترسيخ حكومة عاملة قابلة للحياة أدركت أن طالبان هي المستقبل ولكن بشروطها وأجندتها من خلال تدخّل ايراني قطري وبعيون روسية باكستانية وبمراقبة صينية ..
فالمحادثات الجارية من أيام ما بين وفد أمريكي ووفدا من طالبان في قطر بعدما كانت في طهران إنما هي جولة لترتيبات سياسية كبيرة وقريبة وبضمانات روسية باكستانية صينية لخروج أمريكا من أفغانستان وربما استبدال جنودها بجنود من روسيا والصين لضمان انتقال السلطة بسلاسة وعدم ترك فراغ أمني ‏يمكن أن يؤثر على الانسحاب الأمريكي أو معظم قوّاتها، ومن ضمن الشروط الأساسية لإعادة إدماج طالبان والقبول بنظامها من جديد الابقاء على قاعدة أمريكية داخل البلد لمحاربة داعش، والتنسيق أمنيا بينها وبين طالبان في محاربة الإرهاب، وربما إقناعها  الدخول في اللعبة السياسية من خلال انتخابات ‏مستقبلا وإرشادها إلى نظام مطابق لنظام طهران يكون التنافس فيه من منطلق سياسي لا إيديولوجي أو عقائدي، وبهذا ستكون أمريكا وأعوانها قد نجحوا في إفراغ عقيدة طالبان القتالية نهائيا وإعادة صياغتها وبرمجتها من خلال توافق أممي ومساعدتها للسيطرة على أفغانستان سياسيا.
والأهم أن للصين مهمّة في أفغانستان دوليا وأن لأمريكا مشروعا داخليا لطالبان، فكلا القوّابن في صراع اقتصادي هائل مما أدى الصين إلى معاونة طالبان سياسيا ومن سنين وفي خفاء تام من خلال إيران وروسيا وباكستان لثني أمريكا على تغيير سياستها من خلال حربها على طالبان مقابل امتيازات اقتصادية عظيمة تكون أفغانستان ‏بوابة لطريق الحرير الجديد الذي سينطلق من سوريا إلى الصين مرورا بتركيا وإيران وباكستان وروسيا، الشيء الذي أخاف أمريكا من هذه الطريق الأكبر اقتصاد في العالم من حيث التنصّل من الهيمنة الأمريكية عبر البحار والأجواء وحصر أمريكا في اقتصاديات معروفة ومحدودة وغلق أمام وجهها لهذه الطريق الواعدة اقتصاديا لكل هذه الدول المذكورة، فأمريكا سارعت إلى التفاهم مع طالبان سياسيا وإعطائها مزايا الحركة القوية في أفغانستان وأنها المحور السياسي الواعد أمام "الانسحاب" الأمريكي المرتقب، وسيتم ذلك لطالبان من خلال تفاهمات وعهود وورقة عمل سياسية واقتصادية تكون أمريكا الرابح فيها على المدى المتوسط والبعيد، وستكون أمريكا من خلال أفغانستان أو هذا الحلف الجديد المتكون من الصين وروسيا وباكستان وإيران وتركيا وسوريا عقبة أمام الجميع من جهة التحكّم في أفغانستان سياسيا تكون أن هذا البلد الأضعف في الحلف والمحوري فيه بسبب مرور طريق الحرير عبره ولا غير، ومن ظنّ أو ‏فهِم أن طالبان انتصرت على أمريكا عسكريا فليراجع أقرب عيادة للأمراض العقلية، فأمريكا ليس من مصلحتها إزاحة طالبان بعد أن تمددت داعش داخل هذا البلد وتزداد كل يوم قوة على قوة، أمريكا تريد من طالبان الحارس الأمين لسياساتها ومصالحها داخل البلد وفي هذا الحلف الجديد مستقبلا ..
والسلام عليكم

===============
كتبه نورالدين الجزائري





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire