Rechercher dans ce blog

dimanche 26 juillet 2020

مقال بعنوان " معبد آيا صوفيا والمشروع الناعم البديل " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



معبد آيا صوفيا والمشروع الناعم البديل


 لا أودّ أن اتحدث عن تركيا آتاتورك، ولا عن تركيا نجم الدين اربكان، ولا عن تركيا أردوغان اليوم، سياسيا ولا عقديا، بل القوم من مؤسس تركيا الجديدة بعد الحرب العالمية الأولى إلى يوم تولي أردوغان حكمها من ربع قرن تقريبًا هم أهل علمانية صرفة، كان المؤسس أبًا لِما عليه حال البلد اليوم، وما أردوغان إلّا مشروعا غربيًا تحتويه قوى الغرب الكبرى كأمريكا وإسرائيل ومن ورائهما حلف الناتو الأطلسي، فتركيا موقّعة على معاهدة حماية أوروبا خاصة من الإسلام السياسي فكرًا وعسكريًا، وارجع أخي الباحث والقارئ إلى تصريحات قادة الحلف الأطلسي ودور تركيا فيه، بل لا تذهب بعيد وافتح فيديوهات رئيس تركيا طيّب رجب أردوغان وتودّده للغرب عند الأزمات والضائقات المالية والإقتصادية وما شابه.
فرَح البعض اليوم بفتح معبد آيا صوفيا باسطنبول والذي كان من ضمن التجاذبات الآرتوذوكسية مع سياسة تركيا العلمانية، فمن عامين هدّد الرئيس الروسي بوتين باستعادة المعبد والذي يراه إرثًا ارتوذوكسيًا صرفًا، بل عداءَ آثينا وآنقرة من هذا الباب الديني أيضا والذي أرادت اليونان أن تستولي عليه بمقايضات قبرصية، ولن أتحدّث أو أتكلّم عن رمزية المعبد وأهميّته وقدسيته بالنسبة للبلدين، فمن الناحية العقدية فالمعبد لا يهم العالم المسيحي الكلاسيكي، فتركيا من عامين وعلى لسان اردوغان مرّر رسالة أمام جموعه مفادها أنّه لو أقدم على فتح المعبد لكان ذلك بمثابة زلازال سياسي على عرشه وحزبه، بل وعلى بلده تركيا، فما الذي حصل اليوم يا ترى حتى أقدام أردوغان على فتح المعبد من دون أن تتدخل أمريكا ولا روسيا ولا حتى مقر عام المسيحية العالمية في روما إلّا خجلا وتأسّفا على لسان البابا، فهل ساوم اردوغان دوليا أم غامر سياسيا تحت حميّة ووطأة "الشعبية" التي يتمتع بها داخليا وفي العالم العربي والإسلامي، فهل العالم تغيّر إلى هذه الدرجة في خلال عامين من تصريحه الأوّل إلى ما أقدم عليه من مغامرة..!؟
 فاعلم أخي القارئ والمتابع للأحداث أن السياسة أوامر وتنفيذ لا قبول وإيجاب وتراضي بين القوي والضعيف أو بين صاحب المال وصاحب السلعة، بل السياسة الصحيحة اليوم والمعترف بها حاملات طائرات وقذائف عابرة للقارات وطائرات شبح تدكّ معاقل تنفّسِك، وهي كذلك انقلابات وتأكيدٌ لحكم هذا أو ذاك خدمة لمشروع الأقوياء ومن يتحكم بخيوط اللعبة الدولية وخاصة في عالمنا العربي والإسلامي، فلا لعب في حلبات الكبار ولا الجلوس في الأماكن الأولى إلّا بدفع الأثمان على حساب عقيدة الأمّة، فالعجيب أن من طبّل وهلّل لحادثة هذا المعبد المأذون بفتحه من الغرب من بالأمس تكلّم بكفر العلمانية وحذّر من شقّها الناعم الذي ينتهجه أردوغان في دغدغة مشاعر ضعفاء الأمّة، ولو فتحت كراريسهم ونظرت في كتاباتهم لتيقّنت بقول كفر اردوغان ومنهجه الشيطاني في تخدير الأمّة باسم الاسلام المعتدل والذي يسترجع الحقوق بدهاء السياسات الوضعية وذلك في مناشيرهم وداخل غرفهم الخاصة، فسبحان من قال أن الشرع يقذف بالوضع في كل صغيرة وكبيرة على وجهه وفي جميع المحافل الدعوية أو السياسية، بل الإذن من فتح معبد آيا صوفيا جاء بعد ترتيبات ومساومات في سوريا خاصة وليبيا عامة، مرورا بجزيرة القرم، ومنها أساسا مشروع الغاز الضخم والذي يربط دويلة صهيون واليونان في البحر المتوسط على بعد أميال من شواطئ ليبيا وذلك من الناحية الجيوسياسية والتي ستخدم انتخابات ترمب قريبا.
فإنّ معبد آيا صوفيا هو قضية قومية تركية صرفة، إذ تمجيدهم لمحمد الفاتح كمؤسس لدولة بني عثمان اكبر مما يتخيّل البعض، فالأتراك عندهم محمد الفاتح ورمزيته أغلى من قبر خالد ابن الوليد في سوريا وبعض قبور الصحابة -رضوان الله تعالى عنهم أجمعين-، بل لم نر أو نشهد ممن هلّل فتح المعبد لـ "الديانات" والخليط المشاهد تنديدا أو حتى بكاء على تسوية قبر سيف الله المسلول أو الخليفة عمر بن عبد العزيز، فهل رأيتم شجبا من أردوغان ومن يناصره على ما فعله حلفاؤه القرامطة والبرامكة الجدد بكل ما هو سنّي في سوريا والعراق، فلم الكيل بمكيالين؟، بل لم هذا الخلل في العقيدة عند أغلب النّاس اليوم؟، أكفّاركم خير أم ماذا؟، أم جهلكم لكلمة التوحيد تركتكم لا تفرّقون بين الليل والنهار والظلمة والنور؟، وإذا قيل لكم خلاف ما تعتقدون رميتم القوم بالخارجية والغلو والتكفير!؟، لا عجب لكل ذي لبّ وعقل أن ما يجري اليوم من أحداث في منطقتنا العربية والإقليمية إنّما هو صراع ما بين حق وباطل ولا ثالث لهما ناعم أو وسطي، بل الإسلام الوسطي منحاز مع الكفر العالمي اليوم المتمثّل بأمريكا ومن شايعها ودافع عن ديمقراطيتها بفهمه الخاص، فالغرب يُدرك اليوم أنه زُلزِل زلزالا لم يره منذ سقوط الأندلس على يد نخبة من أبناء الإسلام أرادوا بمشروعهم ودمائهم تغيير المعادلات والمفاهيم ورسم سياسات شرعية لا طينية وضعية كما يناصرها بعض المنظّرة وشيوخ المسخ والدجل وأنصار الفرعنة، فمبعبد آيا صوفيا إنّما هدية للإسلام الوسطي وأن بإمكانه استرجاع كل إرث "إسلامي" من دون إرهاب أو قتال أو تكفير أو سفك للدماء على حدّ زعمهم، بل هو مشروع موازي يريدون به جموع أبناء الأمّة لنبذ ذروة سنام الإسلام، ففي مفهوم القوم أن القتال اليوم يكون بسياسات الطينية لاسترجاع الحقوق والدليل استرجاع معبد آيا صوفيا إلى "دار" الإسلام زعمهم، بل يريدون بمثل هذه الأضحوكات أن يقنعوا المسلمين بأنّ طريق المطالبة بالحقوق ممكن في ظل اتباع بعض الطرق في استرجاع مثلا وحلما بيت المقدس وذلك لعِظم ما يتنامى داخل نفوس بعض شباب التوحيد من أنّ لا مفر ولا قدر لهذا الجيل إلّا الانخراط تحت راية التوحيد والتي بدأت تسلب القلوب قبل العقول، وما الحديث في النفس ومع الثقة لخير دليل على أن لا طريق للعز إلا ما كان بالأمس دينا لا غير ..
والسلام عليكم ...

====================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 05 ذو الحجة 1441هـ الموافق ل 26/07/2020









samedi 25 juillet 2020

مقال بعنوان " هل المرأة فعلا لم تكن تخدم زوجها في المجتمع الإسلامي..!؟ " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


   
   هل المرأة فعلا لم تكن تخدم زوجها في المجتمع الإسلامي..!؟


حقيقة، المرء عدو ما يجهل، وما أكثر مَن جهله متفشي حتى في هواه، بل الهوى يكون أحيانا وغالبا بعلم وخبث لنصرة نزوة هنا ومصلحة هنالك، ولكن يوجد فئة من بعض الجهلة أرادوا بجهلهم نصرة عقيدة واعتقادا لم يكن في عُرف الفرق الضالة على مرّ تاريخ الحركات الإسلامية منذ أن غاب حكم الله في ديار المسلمين، بل وقد تفنّن هؤلاء في بعض المسائل وهي أصلا من البديهيات في فهم دور الرجل كمحرّك للمجتمع المسلم ودور المرأة كأمِّين على ذلك المحرّك وخبير صيانة في مراقبة وتنقية ما يمكن أن يعترض ماكينة وسيرورة عجلة النسيج الإجتماعي المترابط بحبل الله وتكليفه ودوره للحفاظ على علاقته بالمسلمة كمرأة وكأم وأخت وبنت وزوجة في المجتمع الإسلامي .. ومن أمثلة ما تقوّل وتجرّأ به علينا هؤلاء أن المرأة في الإسلام ليست بخادمة وغير مكلّفة بخدمة زوجها أو بعلها من حياة اجتماعية، بل زادوا على ذلك أنّ للمرأة الحقّ في أن ترفض خدمات زوجها في البيت، وأنّ لها الحق في رفض طلبات بعلها من أمور معلومة وغير ذلك، واحتجّوا ببعض الأقوال لم يفهموا حتى ظاهر نصوصها، وراحوا يخوضون في تاريخ العبّاسيين الآواخر وفساد بعض حكمهم ودور المرأة في تلك الحقبة من "تمرّد" في مثل المسألة الذكورة، بل من جملة جهل هؤلاء أنًهم لم يفهموا معنى مفهوم الحرائر أو الحرّة عند الفقهاء، وأنّ لمّا كان الإسلام عقيدة قولا وعملا كان الجهاد في سبيل الله على قدم وساق في المجتمعات المتصيّد في مائها العكر، بل تغافل هؤلاء عن دور السّبيِّ من جراء الفتوحات والخدم من إِماء، حينها كانت الحرّة في عزّ وشأن وأن بيتها عامر بما أنعم الله عليها من خدم بسبب الجهاد في سبيل الله، فكانت الحرة حينها لا تخدم إلّا نفسها لترضي زوجها بما أحله الله بينهما، فمن جملة جهل هؤلاء أنهم تغافلوا عن سبب عدم خدمة الحرّة لزوجها وراحوا يبتكرون قصصا من خيال ضلالتهم والمقصود معروف والخراج معلوم. فدعاة التحرّر في جلابيب الناصحين من "شيوخ" ومتفلسفة ودكاترة ضربوا بنصوصٍ من أثر سلفنا - رضوان الله تعالى عنهم أجمعين- عرض حائط المؤسسات الدولية وعلى رأسها رند والجمعيات النسوية المتعددة للأمم الفاسدة ومن أشهر النصوص ما جاء عن إمرة وزوجة التابعي الجليل سعيد بن المسيّب ـرضي الله عنه- وهو في الحلية عند ابي نعيم، حيث قالت:" ما كنّا نُكلّم أزواجنا إلّا كما تُكلِّموا آمراءكم، إذ كانت تقول نساء ذلك الوقت لأزواجهن: «أصلحك الله، عافاك الله» "، والعجيب أن مشيخة اليوم تغافلت عن طاعة المرأة كزوجة أو كأخت أو كبنت لزوجها أو ولي أمرها، وأن سرّ سعادتهم وعزّها واعتزازها بحريتها في ذلك الوقت كان الفضل لحكم الله السائد ولدور الرجل في ساحات الوغى حتى تستطيع المسلمة الحرّة التّمتع بمثل هكذا ملكوت، بل أرادوا بتدليسهم وكذبهم على المسلمة اليوم أن بإماكنها التمرّد على مجتمع الذكور وكان من جملة هذه النّعارات الجاهلية أن أسقطوا الولاية عن المرأة في جزيرة محمد  صلى الله عليه وسلم.
وخلاصة القول وزبدة الكلام من نسف كذب وتدليس بعض ما ذكرنا ما قاله وذكره الإمام الذهبي -رحمه الله تعالى- في كتابه (الكبائر) ما جاء نصّه: "ويجبُ على المرأةِ أيضاً : دوامُ الحياءِ من زوجِها، وغضُّ طرفهَا قدَّامه، والطَّاعة لأمرِه، والسُّكوتُ عندَ كلامِه، والقيامُ عند قدومِه، والابتعَادُ عن جميعِ ما يُسخطُه، والقيامُ معهُ عندَ خروجِه، وعرضُ نفسهَا عليهِ عندَ نومِه.. وتركُ الخيانَة له في غيبتهِ في فراشِه ومالِه وبيتهِ، وطيبُ الرَّائحةِ، وتعاهُد الفمِ بالسِّواكِ، وبالمسكِ والطِّيبِ، ودوامُ الزِّينةِ بحضرتِه، وتركُها الغيبةَ، وإكرامُ أهلهِ وأقاربِه، وترى القليلَ منه كَثيرا."، فأين من قال أن المرأة المسلمة لم تكن في خدمة زوجها أو بعلها وكذبهم على بعض فقهاء الحنفية والشافعية في لَيِّ عنق بعض النصوص وخدمة شهواتهم الذكورية وكلام الإمام الذهبي عسل مصفّى لبعض القلوب والنفوس المريضة، وهذا والله من خدمة بعض الأجندات المذكورة، وأن لأهل العلم فيهم زجر وأقل ما يمكن إنزال العقوبة فيهم أن يُجرّدوا من قوامتهم فليس هنالك فرق ما بين جرأتهم وأنوثة بعض المتمرّدات جهلا على مفهوم حقوق الفرد المسلم والمسلمة في دين الله تعالى...
والسلام عليكم ...

=============
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 3 ذو الحجة 1441 هـ الموافق ل 24/07/2020 م.