Rechercher dans ce blog

mardi 8 septembre 2020

مقال بعنوان " تسميم المعارض الروىسي أليكسي نافالني وعورة الكيل بمكيالين " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


تسميم أليكسي نافالني وعورة الكيل بمكيالين


أليكسي نافالني روسي الجنسية وصاحب الأربعة عقود وزيادة، محامي في المال والأعمال ومن المتخصصين في الفساد الإداري والمالي، معارض شرس للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد سطع نجمه في تحدّيه لسياسات بوتين في ادارة البلاد من عقود متلاعبا بالدستور الروسي ليضمن بقائه إلى ما فوق الثمانين، وكان لابد من إيقاف نشاطه وإسكات حسّه على طريقة العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته لوليا في بريطانيا من أشهر وعن طريق مادة مسمومة تتمثّل في غاز "نوفيتشوك" وهو غاز أعصاب سام يؤدي إلى الاختناق ومن ثمّة الموت خلال ساعات فقط، فعملية الاغتيال لم تكن سهلة وكانت معقدة لذا لم يتم قتله بهذه المادة المصنّفة في خانة الأسلحة الكيماوية المحظورة دوليا، فغاز (نوفيتشوك) هو غاز الأعصاب يعود ابتكاره من قبل المختبرات الروسية في السبعينيات من القرن الماضي خلال الحرب الباردة بين الشرق والغرب، لكن الخبراء الغربيين لا يعرفون الكثير حول هذا الغاز الكيماوي الخطير .
وكالعادة ففي مثل هذه الحوادث تُختلق الأزمات بين الفاعل و"المحامي" عن الضحية، ويُعد ذلك من السياسة الابتزازية التي انتهجها الغرب وعلى الطريقة الأمريكية لاختراق بعض الملفّات السياسية والاقتصادية بين طرفي الصراع، فالإتحاد الأوروبي وعن طريق ألمانيا طالب روسيا بنقل نافالني لبرلين لعلاجه وانقاذ حياته من مادة غاز الأعصاب (نوفيتشوك)، فالغاز الذي تم تسميم به المعارض الروسي عبارة عن مجموعة من السموم تستخدم في الأغراض العسكرية، فلذا استغل الاتحاد الأوروبي الفرصة لتصفية بعض الحسابات المعلّقة بينه وبين روسيا كأنبوب الغاز الذي يعتبره بوتين سلاح استراتيجي في وجه اوروبا، فعملية الاغتيال جاءت كطبق من ذهب سيستغله الاتحاد الاوروبي في بعض المساومات على أسعار الغاز مع شركة غاز-بروم الروسية مع ظهور منافسة غربية في البحر المتوسط بين الفرقاء الأوروبيين الغربيين والشرقيين، ولتصفية حسابات في ملف أوكرانيا وجزيرة القرم إلى الملف السوري والليبي ولكن هذه المقدّمة في حدث التسميم للمعارض الروسي يكشف حجم النفاق الغربي وكيفية تعاطيه مع الملفّات التي تخدم مصالحه، فالاتحاد الأوروبي يدرك أن روسيا في قبضته بعد هذه الحادثة من استعمالها لهذا السلاح المحظور دوليا والذي يُعد من الأسلحة البيولوجية الممنوعة الاستخدام.
 وليعلم الأحبة أننا أمام وحوش مفترسة ونظام عالمي قذر لا يهمّه إلّا مصالحه، فأمريكا لحد الآن لا تريد إدانة روسيا في استخدامها لمثل هذه الأسلحة وعلى معارضين سياسيين الشيء الذي كانت أمريكا تتغنى بمثل هذه السياسات وحماية للحريات السياسية وللمعارضة لأي نظام كان، لكن وجه امريكا أقبح أيضا من وجه روسيا في استخدامها لليورانيوم المنضّب في حروبها على المسلمين، وكذا روسيا وتجاربها لأسلحتها في سوريا وآماكن أخرى ومنها استخدام الغازات السامة المحرّمة دوليا، فمثل هذه الدول تصطاد في مياه العثرات ومنها عمليات الابتزاز، فلحد الآن لم تتدخل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة والتي من اختصاصها فتح مثل هذه الملفّات على دول وأشخاص بعينهم عند استعمال السلاح الكيماوي أو البيولوجي، فكلٌ بزرّ وفيتو، فكم من سلاح محظور دوليا تم استعماله ضد المسلمين من طرف روسيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي يتفرّج ..!؟ الشاهد أن مثل هذه القوى لا يمكن ردعها إلّا بإدارة الظهر لمنظوماتهم السياسية والعسكرية وافشال مخططاتهم بقتالهم وعن طريق المثل بالمثل في عالمنا العربي والإسلامي ومن منطلق ديننا وعقيدتنا، فقتل امرئ في غابة جريمة لا تُغتفر وإبادة شعوب بأكملها قضية فيها نظر فهذا ما أردت تبيانه من خلال قضية تسميم نافالني وعورة الكيل بمكيالين.
والسلام عليكم


==============
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 20 محرم 1442 هـ الموافق ل 08/09/2020