Rechercher dans ce blog

jeudi 8 octobre 2020

مقال بعنوان " تركيا وتوصيات الجنرال بترايوس " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري

 


تركيا وتوصيات الجنرال بترايوس ..



تنظيم القاعدة فشل فشلا عسكريا واضحا أمام الثقب الأسود على الساحل الإفريقي وهو لزوال حتما، فتركيا ومن ورائها أمريكا وهي التي سمحت لمجلس الأمن التوسع التركي في ليبيا ومالي وإفريقيا الوسطى الآن ترى في أنصار الجولاني (هتش) بدلاء لـ  AQMI ، فتركيا تغلغلت إلى ليبيا عبر التوسّع الجيو-سياسي وباسم المصالح العليا للبلد حسب التطوّرات في سوق الطاقة العالمي وجلبت إلى ليبيا بعض مستشاريها العسكريين وكمية كبيرة من مرتزقة الجيش الوطني السوري الحر، فنوعية المعركة مع أنصار حفتر اقتضت أن يكون مثل هؤلاء المقاتلين وكبداية لذرّ الرّماد في وجه الخلطة العسكرية الإقليمية ولعدم كشف المستور ونوايا تركيا من ليبيا حقيقة وبإيعاز من أمريكا والدور المنوط لها مستقبلا، فقد ألقيت الضوء من أشهر عن أسباب دخول تركيا إلى ليبيا والسر ورآء ذلك والمقال موجود على مدونتي لمن أراد الرجوع إليه، فاليوم بدأت خيوط المؤامرة تنكشف للعيان وبدأت حلقات اللعبة الدولية تترآ رأي المسلسل المكشوف السيناريوهات، فتركيا بادئ ذي بدأ دخلت ليبيا بمرتزقة سوريين وذلك لجس نبض البلدان المجاورة ومعاينة حساسيتها من هكذا مقاتلين أجانب، فلمّا استتابت لها الأمور وبضغط من أفريكوم على الحكومات المجاورة  لليبيا  فإن دول الطوق قبلت بالأمرواليوم راضية عن هكذا مشاريع لردع "الإرهاب" العابر للقارات بميليشيات تم تربيتها وتسويقها نحو استثمارات أخرى من بينها قتال العدو الأوحد لكل من أمريكا وتركيا وفرنسا والذي يمثل خطرا وجوديا للمصالح الغربية  بدءً من ليبيا إلى موزمبيق مرورا بالساحل الإفريقي وبوركينافاسو إلى نيجيريا.

لكن قبل كل هذا عمِدت أمريكا وفرنسا ودولة إقليمية إلى تصفية القيادة العليا لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي والتي كانت في هدنة شرعية مع قيادات الثقب الأسود وعلى رأسهم أبو الوليد الصحراوي مما أدى ذلك إلى ترتيب الصفوف بين الجانبين وقتال فرنسا خصوصا، ونجحت AQMI إلى حد ما في إدارة الصراع في الساحل الإفريقي بحكم تموقعها وخبرتها في كل من مالي والنيجر خاصة، إلى أن تحرّش بعض الدخلاء على القاعدة بفتاوى عابرة للقارات وعلى أعين بعض المخابرات الإقليمية والدولية ومنها تركيا بعناصر الثقب الأسود فكان منهم الغدر والتصفية والإشادة بالمواقع والتكفير والخارجية فما كان من الثقب الأسود إلّا الدفاع عن النفس والتصدي لمثل هذه العناصر، وقبل كل ذلك كانت الرسائل تنهال عن القاعدة  فكثير من عناصرها التحقوا بالثقب إلى أن فُتِحت جبهات عدة بين هذا الاخير وبين التنظيم مما أدى بشبه إبادة كاملة لعناصر التنظيم، فالقوى الدولية المتمركزة في الساحل شعرت بخطورة الوضع وموازين القوة وانفلات الأمور الاستخباراتية بالكلية وقطعا لخيوط اللعبة، فما كان من أمريكا وعبر الأمم المتحدة إلا السماح لتركيا أن تنتشر في بلدان الساحل وحتى افريقيا الوسطى وذلك لفتح جبهتين الأولى عبر الشريط الحدودي لليبيا ومنها السند اللوجيستي وأخرى عبر محاولة عزل موزمبيق بإدارة معسكرات لحركة الشباب (الصومال) بحكم حسن العلاقة مع تركيا واستمالت الحركة لجنبها.

 فاللعبة كبيرة اليوم كُشِفت فصولها وتوحّدت الصفوف لقتال عدو الجميع، عدو المصالح المشتركة وعدو التنظيمات الايديولوجية المنافسة، فتركيا تخطط اليوم وعبر أمريكا وروسيا وبحكم وجودها ايضا  في افريقيا بمرتزقتها الفانجر إلى جلب مقاتلي هيئة تحرير الشام بموافقة الجولاني إلى الساحل الإفريقي في مكان أماكن تنظيم القاعدة لاستبدالهم بمقاتليها وليكونوا مشروع قتال ضد الثقب الأسود بحكم الخبرة في قتالهم إياه في سوريا، وهذا ما كان يدعو إليه الجنرال الأمريكي بترايوس لضم هتش لمشروع عالمي ومصيري بقيادة تركيا ومرتزقتها الجدد من هيئة تحرير الشام لصد الخطر الداهم للمصالح العليا في المغرب العربي وبعض بلدان افريقيا الأخرى الغنية بالذهب الأسود والطبيعي وموارد أخرى لا تعد ولا تحصى. فما نراه اليوم من بعض مرتزقة الإعلام أيضا وما تصدّروه من فتاوى استخباراتية يصب في صالح الحنين إلى تنظيم القاعدة بالقيادة الجديدة وأن الثقب الأسود اليوم مستكلب على التنظيم ويريد اجتثاثه حسب بياناتهم ومناظراتهم التلفزيونية وعبر حساباتهم في التويتر وعلى منصات إعلامية أخرى مُشاهدة

فمعركة الإعلام على أشدها اليوم والحشود العسكرية على أبواب الساحل الإفريقي وكلا الطرفين على الاستعداد، فالأرضية ليست لأهل الديار من القوات التركية والفرنسية والروسية بخلاف مقاتلوا الثقب الذين هم أهل الأرض وأرباب الديار والأمر كان غير ذلك في الشام، فالدروس أُخِذت والعِبر اِستُنتِجت فحال البارحة غير حال اليوم والمعركة ستكون شرسة ولكن من دون عنصر الغدر.

والسلام عليكم

 

===============

كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ 28 صفر 1442 هـ الموافق لـ 08/10/2020