Rechercher dans ce blog

vendredi 6 décembre 2019

مقتال بعنوان : " العداء الفرنسي والتركي القديم والحرب السرية القائمة اليوم ما بين البلدين " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



العداء الفرنسي والتركي القديم والحرب السرية القائمة اليوم ما بين البلدين ..


اردوغان وماكرون ، تركيا وفرنسا ،عداء لا ينتهي منذ قرون وذلك راجع لنفوذهما في العالم الاسلامي وتركة الآخر للأخر، فالبلدان في حرب ديبلوماسية خفية شرسة يدري سياسوها ما مدى تأثير ذلك حول علاقتهما بأوروبا والمنطقة العربية، وما مدى التحالفات والتجاذبات السياسيةلإخضاع الآخر لسياساته، فحرب تركيا وفرنسا جذورها في الجزائر وخروج العثمانيين من أوكزيوم ودخول فرنسا إليها، فالتركة كانت ثقيلة للفرنسيين وما خلّفه الوجود العثماني في الجزائر من الابقاء على (الإسلام) وعدم أتركة الشعب الجزائري، بخلاف الوجود الفرنسي وآثاره بعد الخروج من هذا البلد وفرنسة الجزائريين والتبعية وامتدت الحرب بين البلدين إلى البلقان ثم الى حدود روسيا وتركيا بمعاونة الروس عليها، إلى مساندة الأرمن لنيل استقلالهم من التركة العثمانية، ودخول فرنسا وبريطانيا في حرب الدولة العثمانية أو ما تبقّى منها في الحرب العالمية الأولى والعمل على انهيار تركيا سياسيا واقتصاديا وثقافيا إلى أن توغّلت فرنسا في السياسة التركية وانتهاج أتاتورك بعد الإطاحة ب(الخلافة العثمانية) سنة ١٩٢٤م وإرساء سياسة جمهورية علمانية لائكية في تركيا ونبذ كل ما هو إسلامي ومعالم ربما تمسّ في يوم من الأيام البوابة الجنوبية الشرقية لأهل الصليب.
ولا يزال العداء بين البلدين يأخذ مجراه عبر التوترات تارة وعبر التقارب سياسيا تارة أخرى مذ أن طرقت تركيا باب الاتحاد الأوروبي عند تأسيسه، فلم تشفع لها علمانيتها ولا حرب تركيا للإسلام ومعالمه عن طريق من حكم مفاصل الدولة (العسكر)، ولا انخراط البلد في الحلف الأطلسي الناتو بعد الحرب العالمية الثانية، وظلّت الحرب سرية إلى أن جاء نجم الدين أربكان الأب الروحي لأردوغان فانتظم سياسة مغايرة في دفع الأتراك إلى غزو البلدان المؤثرة في الاتحاد الأوروبي كألمانيا وبلجيكا وفرنسا طبعا إقتصاديا (الهجرة)، فتكوّن شبه لوبي تركي قوي في أوروبا يدين للبلد الأم بقوة الاقتصاد والنفوذ والعمل على فرض أمر الواقع إقتصاديا، فازدهرت تركيا ودُعِم اقتصادها من خلال نظرة مغايرة على ما كانت عليه عقلية العسكر في حكم البلد، وانتقلت تركيا من ديكتاتورية إلى إقتصاد السوق متبنية رأسمالية ناعمة للنهوض بتركيا إلى أن استلم اردوغان مقاليد الحكم وذلك بزواج العسكر مع طبقة مثقّفة (اسلاموية) بينهما ميثاق عدم التعدي على الآخر أو الرجوع لسياسة الانقلابات التي ظلّت تركيا تعاني منها طوال عقود وذلك بإيعاز من فرنسا وبريطانيا.
 وعند استلام اردوغان لحكم تركيا عمل جاهدا على فك عضوية بلاده في الاتحاد الاوروبي الشيء الذي اصطدم برؤساء فرنسا ورفض كل من ميتيرون إلى ماكرون مرورا بشيراك وساركوز، وقد شُوهد العداء بين البلدين والحرب بالوكالة في أيام الحرب على البوسنة والهرسك، وكيف دعمت فرنسا الصرب والكروات بالسلاح والقرارات السياسية في أروقة الأمم المتحدة وخاصة الاتحاد الأوروبي، وكيف دعمت تركيا البوسنيين بالسلاح والتدريب والمال ومآزرة الرئيس البوسني السابق عزّة بيغوفيتش إلى أن وضعت الحرب أوزارها وما آلت إليه من مآسي وذلك لفرض سياسة أوروبية على تركيا واستعادة البلقان منها ولو شكليا وطرد تركيا منه نهائيا، فالتجاذبات بين فرنسا وتركيا على أشدّها والحرب السياسية معلنة.
ففرنسا وعند طرق تركيا في كل مرة لأبواب أوروبا تلوّح بالإبادة الأرمنية وكذلك تركيا وما فعلته فرنسا بالجزائر، إلى أن أتت الفرصة للبلدين وغسل نسيجهما على أرض الشام سورية، وكيف انحازت فرنسا لأكراد بي.كـ.كـ وآخرين مناهضين عسكريا لتركيا، وكيف دعمت تركيا لـ (الاسلاميين) إلى أن تحالفت تركيا مع روسيا لمحاولة إخراج كل ما هو نفوذ أوروبي من سورية لتمرر قرارات أوروبا عبر تركيا لا غير، وما ملف اللاجئين لخير دليل، ومرور المقاتلين وضبطهم أو ضبط بياناتهم والتعامل الأمني بين تركيا وأوروبا لحجة لتركيا على النافذين في الاتحاد الأوروبي، إلى أن اقنعت تركيا أمريكا بضرورة قتال الأكراد المدعومين اوروبيا والسماح لها بطردهم من على حدودها وحصرهم في مناطق، معلومة خارجة عن سيطرة للاختراق الأوربي من خلالهم (الأكراد) للمجموعات القتالية على أرض سوريا وذلك لتقليص أيضا العمق الاستراتيجي الأمني لأوروبا وإدارة كل ذلك إلا من خلال المرور بتركيا أردوغان، حتى تصريح ماكرون الأخير عن موت الناتو دماغيا، وذلك للتضييق الأمني على اوروبا معلوماتيا وطلب ماكرون إعادة هيكلة الناتو أو خروج بلاده منه نهائيا واستبدال ذلك بقوة اوروبية عابرة للحدود يمكن التدخل في الصراعات الخارجية لموجب بنود مجلس الأمن وجمعية الأمم المتحدة، وكل ذلك للحفاظ على هبة وبعض هيمنة الأوروبيين على ما يجري داخل الناتو والضغط على امريكا من خلال خطوة كهذه وإجبار تركيا للانصياع لأوروبا كتمثيل الأكبر من الناحية اللوجيستية والمالية والمعلوماتية داخل خلف الناتو، وكتذكير لأمريكا أن تحالفها مع تركيا خطأ استراتيجي متوسط وبعيد المدى على أمن أوروبا والعالم الصليبي إجمالا، ومحاولة ثني أمريكا والاستماع إلى طروحات أوروبا في هذا المؤتمر لحلف الناتو المنعقد حاليا في لندن عاصمة بريطانيا، وإعادة هيكلة البيت الغربي من خلال إبعاد تركيا ونفذوها داخل الحلف، وتذكير أمريكا بأن للحلف الأطلسي دورا في إفريقيا مستقبلا من خلال تدخّل أوروبا بجيوشها في الساحل الافريقي لمحاربة الارهاب والابقاء على الثروات والمكتسبات في افريقيا ..

ففرنسا تريد صراحة طرد تركيا من حلف الناتو بأقل التكاليف وما الأصوات المتعالية في ذلك داخل أوروبا تزداد ترويجا ونفوذا ففي بنود الناتو قرارات تتيح بالتوسع داخل بلدان التوترات والصراعات فنجد اليوم احتكاكا عبر حرب بالوكالة في ليبيا وكيف تركيا تساند اليوم السراج وفرنسا لحفتر وكيف بدأ فصل من فصول المواجهة بين تركيا وفرنسا الى تشكيل تحالفات داخل ليبيا وحتى في مياه هذا البلد المنكوب اقليميا، فالحرب في ليبيا على الخيرات والنفوذ وما يحتويه بحر ليبيا من غاز، فاليونان وقبرص ومصر والامارات والسعودية اصطفّوا الى جانب فرنسا، وتركيا وقطر وايران مع السرّاج  كما أن تركيا تمددت في افريقيا من خلال بعض البلدان تريد من خلال ذلك نفوذا داخل مستعمرات فرنسا وبريطانيا، فالحرب بين البلدين على أشدّها تارة بالتلاسن وتارة أخرى بحروب الوكالة، وقد أدركا البلدان أن المواجهة حتمية سياسيا واقتصاديا وتوسّعا إلى أن يجمعهما الحرب على الارهاب كالعادة.

==================
كتبه : نورالدين الجزائري
بتاريخ 04/12/2019







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire