Rechercher dans ce blog

vendredi 6 décembre 2019

مقال بعنوان : " ماذا بقي من الحراك في الجزائر " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



ماذا بقي من الحِراك في الجزائر ..

سألني أحد الأحبة عن سكوتي وعدم تدخّلي ولو بالقليل في أحداث الجزائر وما يجري فيها من مهزلة دستورية، ويعلم الله مدى حبّي لهذا البلد العظيم ولأهله، وقد أحزنني ويحزنني إلى ما آلت إليه الأوضاع من انسداد سياسي فضيع ومناورات المؤسسة العسكرية لإخصاع البلاد لهيمنتها الأمنية ولمشاريعها السياسية، وإدارة للأروقة الخفية حسب الأجندات والرغبات والنزوات الإقليمية والشخصية، ولحسابات أخرى تخدم النفوذ السياسي والهيمنة على حاضر ومستقبل هذا البلد العظيم ..
لم أكن من أصحاب الحِراك بالرغم من سكوتي عنه، ولم أجرّم الجيش واتخاذه لقرارات دستورية وسياسية بالرغم من كرهي لتدخّلاته في كل مرة عند مفترق الطرق والخروج من عنق زجاجة الأزمات، فالجيش يتغذّى من هذه الفوضى التي يتخبّط فيه الشعب الجزائري، ويتنفّس من خلال الجهل الذي يتصدّر أهله كل موجة شعبية مندّدة بالأوضاع السياسية، فأنا صريح في الميمّيات ووضع نقاط الحروف عند الكلام، فالحِراك ركبه جهلة وأعني هنا الرؤوس الذين أرادوا مكانة ومنصبا وحلما في المرور والعبور لحل الأزمة، وكنت ولأزال أراقب بعض التصريحات لمن أراد أن يتصدّرالمشهد السياسي ليفاوض الجيش والخروج بحل توافقي بخدم مصلحة الجزائر، لكن قِصر النظر والنطح السياسي والدهاء في إدارة الأزمات مفتقر عند أغلبية الوجوه الراكبة للحراك، وعند فقدان البوصلة في الأطروحات حتما تكون النتائج عكس الطموحات، فلايزال البعض أو الكثير ممن خرج ضد الفساد والظلم يثق فمن رسّخ وكرّس المذكور في البقاء والهيمنة، فلم يعرّف الرؤوس تشخيص الداء صحيحا حتى يتسنّ التطبيب والدواء ممّا يعاني منه الشعب الجزائري أصلا، فعِوض أن تشكّل لجنات مستقلّة قانونية تفنّد تدخّل الجيش في الحياة السياسية وأبعاده عن قرارات المصيرية إلا أننا رأينا العجب ممن تصدّر المشهد المعترض وكيف وقع في فخ العسكر في تغريق الصفوف عبر الجهوية والهوية، وكيف انزلقت بعض الشخصيات النخبوية في التشكيك حول قدراتها في إيجاد الحلول للخروج من الأزمة الدستورية لا الحركية، والبون واسع وشاسع بين المفهومين ودلالتهما في فهم الشؤون السياسية والأزمات القانونية، إلى أن وصل بجموع الحِراك إلى التخوين بعضها البعض، وإنزال اللوم على الآخر، وكل ذلك من جهل من تصدّر فهم اللعبة السياسية وإداره ظهره لقاعدة اساسية في التعامل مع لب الموضوع ألا وهي فهم سر إدارة الجيش للحياة السياسية في الجزائر عند كل ازمة دستورية.
وفي الأخير ولمرارة المشهد وما آل إليه الحراك من ضعف وتقصير في النظرة السياسية وتشتت للصفوف، فقد وصل بالأغلبية للإنخراط في الانتخابات المقبلة وهذا والله من عين سوء فهم اللعبة السياسية والاستثمار في الجهل الذي ركب الكثير، تارة في اتخاذ سياسات فاشلة في التصدي للمعارضة الحقيقية (الجيش) للشعب الجزائري، وتارة أخرى الخوض في الثنائيات ومحاولة جعلها قاعدة أصول للوصول إلى الحكم عبر الثقة في جنرالات المؤسسة العسكرية ومن وراء ذلك فعلا، فيمكن القول أن مسار وقطار التغيير الحقيقي قد فات الحراك، وأن الآن على الجميع أن ينظر في مرآة الحقائق وأن يتّعض من الفشل ويجعل لجهله علاجا حادا وأن يعرف قدر نفسه عند النوازل، ولم يتبقّى للبعض إلا أن يبكي على ما فرّط في جنب الله أولا لتنحيته للين وجعلها جانبا، وأن ما أراد أن يمتطيه من موجة تغييرية إنما ذلك من جهله لمواد وأدوات الصنعة، فيا أيها الحَرَكي ما كانت هكذا تُرجع الحرية ودفع الاستبداد، فالوسائل وسائلهم واللعبة هم أصحابها فلك أن تدرس فنّ الإختراق.

======================
كتبه : نورالدين الجزائري
بتاريخ 06/12/2019






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire