Rechercher dans ce blog

lundi 2 décembre 2019

مقال بعنوان " مفاوضات طالبان مع أمريكا " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري




مفاوضات طالبان مع أمريكا ..


 ‏البعض يريد أن يقنعنا أن حركة طالبان في مفاوضاتها مع أمريكا والغرب أنها حقّقت ما لم تحققه تجارب الجماعات الجهادية الأخرى(العربية)، ويريد أن يصوّر لنا أن هذا النموذج من القتال والمفاوضات كان لابد من انتهاجه حتى تصبح تلك الجماعات مرضية في نظره وإن تخلّت عن الأصول والقواعد التي خرجت ‏من أجلها تقاتل أمريكا بما تراه عقيدة وسياسة شرعية لا اختراقا بعد أصل، ومن ثمة لعبة سياسية وضعية، فمثل هؤلاء كالذي لا يفرّق بين اللون الأبيض والأسود زاعما أنه لون واحد وراح يناور في الرمادي يريد من اللونين على حسب تقلّبات ومتطلّبات المرحلة سياسة وكمراوغة الثعلب لا يعرف خطة بل إلا مكرا ..
 ‏والأدهى من كل ذلك تخبّطه فيما لا يفهم من مراد القتال في الإسلام وإن زعم علما أو تجربة، فالواقع ليس كالافتراضي، والمجاهد ليس كالقاعد، ومن حمل همّ الدين ليس كمن يداهن من أجل أن يُرضى عنه ويريد من جهاده دخول تحت منظومة دولية خرج عليها أصلا في بداية جهاده لما رآه من سياسة لا تناسب ‏معتقده أو حتى عُرفه ونمط معيشته وعلى ما كان عليه الآباء والأجداد، فما الذي غيّر أو فهِم الذي لم يفهمه الآخر من كيفية الجهاد أو مفاوضة العدو حتى يُحكم على هذا بالنجاح وعلى الآخر بالفشل، فالصحابة- رضي الله عنهم- لما قاتلوا المشركين في بدر لم يكونوا على دراية من فتح فارس وكنوز كسرى ‏أنها ستُجلب إليهم رغم الأنوف، ولم يداهنوا أو يكلّوا من جهاد الكفار والمنافقين والمرتدين من رغم ضعف العدد والعدة، وإنما امتثلوا بأوامر الله في قتال كل من وقف في طريق "لا إله إلا الله"، فمن يعرف مدلول الكلمة فهيهات أن يجالس أهل الكفر إلا وهم أهل ذمة أو معاهدين أو صلح مرحلي.
 فالإسلام ليس سياسة وضعية حتى توزن المصالح في حالة الضعف وتُترك في حالة القوى، فإذا كانت طالبان في أوج قوّتها كما يدعي البعض وأنها أرغمت أمريكا على الجلوس معها لانتزاع نصرها، فلم لا تريد أن تحكّم شرع الله بعد ذلك ومجاهدة أعداء الله حتى تكون كلمة الله هي العليا ؟، بل أرى أن هؤلاء تجاهلوا ما وراء خروج ‏أمريكا من أفغانسنان وكيف ستؤول إليه الأوضاع السياسية مع من نصّبتهم امريكا كحكّام على البلد اليوم، فالكلام لأجل الكلام والطعن في من سلك غير طريق طالبان في القتال سهل مهل وإن لم يذكر ذلك النكرة قتال الدولة الاسلامية لأعدائها، وإن مسلكها همجي لا يتوافق مع ما يعتقد من عقيدة وسياسة ..
‏فالعبرة بالخواتيم وما بعد خروج أمريكا إن خرجت فعلا من أفغانستان وكيف سيكون حكمها أمام حبّها لباكستان وروسيا وإيران وزد على ذلك الصين وهلمّ جر، فأقول للعيّ: إلزم غرزك وكن رجلا ولا تتكلم بإشارات المنافقين لتلمز وتغمز وإن كان لك طرحا فأخرجه للعلن ليُناقش، ومن الشهامة أن لا يُتكلّم فمن نرى خلافنا معه حتى يتبيّن وقد تبيّن وما الرد إلا من ذلك السمّ ..
والسلام عليكم ...

==============
كتبه نورالدين الجزائري





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire