Rechercher dans ce blog

mardi 31 janvier 2017

مقال بعنوان "هل ستصبح #حماس وكتائب القسّام صحوات السيسي مستقبلًا .. ؟!" بقلم المدون نورالدين الجزائري


هل ستصبح حماس وكتائب القسّام صحوات السيسي مستقبلًا .. ؟!

كنت قد كتبت مقالة عن حماس ودور كتائب عزالدين القسام من حوالي ثلاثة سنوات ولم احتفظ بها لإغلاق إدارة الفيسبوك حسابي الاول، وقلت حينها وببروز نجم الدولة الاسلامية وبفرعها بيت المقدس في سيناء أنّ الاخوان المسلمين سيكونون العدو اللدود لهذا التيار السلفي الجهادي مستقبلاً، وأذكر حينها أنّ كثيرًا من الاخوة من عاتبني والآخر من سبّني وقذفني حتى، وكنت أنظر للبعض بعين الشفقة لعدم إدراكهم سياسة الإخوان وتزلّفهم للمجتمع الدولي، وإنّهم من أكثر الجماعات تملّقا وحبًّا للحكم واستعدادًا للتضحية بالعقيدة من أجل ركوب قاطرة المجتمع الدولي والديمقراطية، والاعتراف بهم كهيئة سياسية عالمية تمثل الاسلام والمسلمين .
فالواحد منّا يعلم مدى كره الأنظمة العربية للإخوان المسلمين سياسيا، وأنّ الاخوان جعلوا من حركتهم وأنفسهم بدلاء للأنظمة القائمة في العالم العربي اليوم، وبالرغم من التنازلات في العقيدة وإيمانهم بالديمقراطية كخيار استراتيجي في السياسة إِلَّا أنّ المجتمع الدولي لفظهم سياسيا واجتماعيا، فسكوت الأنظمة العربية على العدوان الاسرائيلي لغزة في العقد الأخير لمِن السياسة المتّبعة في رؤية زوال هذا التنظيم العالمي والمتجذّر في مصر خصوصًا، فانقلاب السيسي على الإخوان المسلمين في 2011م كان من تشجيع المجتمع الدولي وخاصة الأنظمة العربية وضخّ المليارات من الدولارات والمساعدات في تثبيت حكم العسكر في مصر بديلًا عن حكم الاخوان والذي يُعتَبر حكم نفاق وأسلوب الحرباء في السياسة الوضعية والشرعية حتى.
فمع وصول ترامب لسدّة الحكم في امريكا وطرحه لمشروع يخص الاخوان وإدراجهم في لائحة أمريكا والمجتمع الدولي على الارهاب، يرى المراقبون أنّ أيام الاخوان سياسيًّا معدودة وأنّ المجتمع الدولي بقيادة امريكا سيجعل من السياسيين في الحركة على محكّ معضلة قانونية دولية، وأن تحركاتهم إقليميًّا ودوليًا ستكون بمثابة الخائف المترقب من قبضة الإنتربول وبعض الدوائر الاستخباراتية، وتصريح المرشح الاقوى للانتخابات الفرنسية فرانسوا فيون الأخيرة باعتبار الاخوان منظمة محضورة في مصر وستكون كذلك في فرنسا، وأنّه سيطلب حال فوزه بالانتخابات الفرنسية على العمل بإدراج الاخوان المسلمين كمنظمة إرهابية على غرار داعش والنصرة، فالخناق السياسي بدأَت ملامحه بالظهور دوليًّا، وقد شُدّ الوثاق عليه إقليميا وخاصة من السعودية ومصر.
لكن الاخوان والحرباء من مشكاة واحدة في التلوّن والمناورة، فقد ثبت تحالفهم مع الأمريكان في العراق كصحوات، واليوم يؤدون ذات الدور مع إيران ورافضة العراق، وما تعطّل ثورة سورية إِلَّا من ركوب موجتها، فألبسوا على العوام دينهم وجهادهم وأفسدوا الساحة السورية بتحالفاتهم وما أردوغان إِلَّا نموذجاً حيّاً فما آلت إليه الأوضاع من شبه هزيمة لثوار سورية، فالتنظيم معروف بتقديم مصلحته على مصلحة الأُمَّة والشهادات في ذلك كثيرة وغير محصورة، وكل ذلك لإرضاء المجتمع الدولي وكنموذج للإملاءات والشروط إنّ قبِل بهم كتنظيم يمكن قيادة بلد، وأنّ التعاون معه مضمون الرؤى والأهداف والقواسم المشتركة، ويمكن طرحه كبديل للأنظمة الشمولية في المنطقة، وعليه يكون الولاء والبراء للهيئات الأمميّة وللنظام العالمي بقيادة امريكا .
فالإخوان المسلمون اليوم لا يكادوا يذكرون إِلَّا في حالتين على مستوى كل المنطقة، فالحالة الأولى استسلامية لرغبات المجتمع الدولي وهي تركيا أردوغان المحسوب عليهم، وجبهة "ثابتة" في غزّة المتمثّلة في حكم هنيّة وذراع حماس المسلّح وهي كتائب القسّام، ويبدوا أنّ حركة حماس مقدمة على تغيير كبير في هرمها على مستوى المكتب السياسي، فهنيّة مرشح لخليفة خالد مشعل وبضغوط من داخل الحركة ومن الصقور فيها كمحمود الزهار ومن على شاكلته، فغزّة أصبحت شبه دويلة مستقلّة عن فتح فلسطين ومحمود عبّاس، وبحسب أخبار موثوقة أكّدت عدّة جهات بأنّ الأوضاع المالية أيضا لقادة الحركة في غزّة في تحسن ملموس من خلال هذا الحصار المفروض عليها في ظل فقر مقفع، فالمعطيات توحي بشبه انقلاب على ثوابت الحركة وعلى من في الخارج من المكتب السياسي لها وفِي انقسام للرؤى ولملفات المنطقة برمّته.
فمن مدّة ومنذ انقلاب السيسي على الاخوان في مصر والحركة وجناحها الاستخباراتي في اتصال دائم مع الاستخبارات المصرية، فبروز تنظيم جند الاقصى في سيناء وبيعته بعدها للدولة الاسلامية واتخاذ العريش ورفح المصرية قاعدة خلفية له، أدى بسلطة حماس والاستخبارات المصرية إلى التعاون بينهما بقوة واتخاذ ولاية سيناء كتهديد للأمن القومي المصري، عنوانه الإطاحة بحكم السيسي، وجعل من حركة حماس كبديل للجهاد في فلسطين لتقاعسها عن قتال اليهود والدخول معهم في هدنة طويلة الأمد، ورأى كثير من المراقبين إلتحاق عدداً من مقاتلي كتائب القسّام لجند ولاية سيناء ومبايعة البغدادي، وتحولهم من ايديولوجية إلى أخرى، وهذا ممّا رآه قادة حماس كتهديد استراتيجي قد يقوّض الحركة ويشل امتيازات بعض كوادرها، وإخراجهم من دائرة المقاومة لإسرائيل والانقلاب على الحركة مستقبلًا، فزيارة هنية مؤخرًا لمصر تصبّ في هذا الاتجاه، وتعاهد الطرفين بالعمل على كل المستويات الأمنية وطيّ الخلافات السياسية والاتحاد على قلب رجل واحد أمام التحدّي الكبير لكل من عسكر مصر وحركة حماس على المستوى الداخلي والإقليمي.
إنّ زيارة هنية لمصر تحولا كبيرا في استراتيجية حركة حماس، فنظام السيسي معلوم العداوة للإخوان وحماس من هذا التنظيم العالمي، والزيارة تدخل في إطار التعاون الأمني على أعلى المستويات، والكل يعلم أنّ من وراء مصر اسرائيل، وأنّ هذه الزيارة أعدّت مسبقًا من طرف أجهزة مخابرات البلدين، وكون حماس لها عمق استراتيجي في رفح مصر والعريش بسبب الحصار والتبادل التجاري بين القطاع والمحافظات المصرية، فمصر وإسرائيل تريدان استغلال هذا العمق الحمساوي لاجتثاث ولاية سيناء من المحافظتين والتجسس على تحركاتها وكيفية سيرورة نظامها، فحماس متجذرة على الحدود المصرية من سنين، ولها أيادي استخباراتية عريقة ومهمّة، فالصراع على المعلومة بين حماس ومصر ومن ورائها اسرائيل ضد جند ولاية سيناء لاجتثاثهم على قدم وساق، والقوم اتحدوا على خطر يهدد الجميع وهو يعظم يومًا بعد يوم، ولا يُستبعد مستقبلًا بزجّ كتائب القسام للمواجهة المباشرة مع جند ولاية سناء بحكم خبرتهم في حرب الإنفاق والشوارع، ولقد تكلمت بعض الدوائر الإعلامية انّ المواجهة حتمية وقضية وقت قريب ليس إِلاّ.  
فبعض الرسائل من داخل كتائب عزّ الدين القسّام توحي بعدم التعامل مع أيّ طارئ خارج حدود فلسطين وأنّ الأمر ليس من ايديولوجية القسّام في قتال فصيل مسلم آخر، وأنّ بندقيتها موجّهة للعدوّ الصهيوني فقط، وأنّ الكتائب غير راضية من تحركات مكتبها السياسي اتّجاه القاهرة، وأنّ الحركة بدت وكأن ذاكرتها على مدى مساحة قطاع غزة، وأنّ حكومة السيسي ما هي إِلَّا امتداد للصهاينة في التعامل مع الحركة وكل فصيل مسلم مقاتل لليهود في المنطقة، وأنّ جرّ الحركة للقتال بالنيابة عّم الجيش المصري والصهيوني فبمثابة الصحوات في قتال المجاهدين في العراق وسورية، وأنّ الأمر لا يفرق كون العدو أمريكي أو روسي أو صهيوني فالعدو واحد ولا يمكن أنّ تكون كتائب القسّام جزءًا من صحوات الإمبريالية العالمية للهيمنة على المنطقة بسواعد أبنائها، وأنّ لابد للنظر في مصلحة الأُمَّة العليا، وكفى بالمجتمع الدولي والحكومات الوظيفية اللعب بدماء المسلمين، وأنّ حان الوقت لاستفاقة وقفزة على المخططات المندسّة ..
السلام عليكم ..
======================

كتبه : نورالدين الجزائري 
05
جمادي الاولى 14388هـ الموافق ل 31/01/2017



lundi 30 janvier 2017

مقال بعنوان: " ترامب، الرئيس الكرتوني والدعاية المجانية للإسلام " بقلم المدون نورالدين الجزائري



ترامب، الرئيس الكرتوني والدعاية المجانية للإسلام ..

لفت ترامب الرئيس الامريكي الجديد أنظار العالم من زعماء ودبلوماسيين وسياسيين وإعلاميين ومراقبين وجمعيات حقوق الانسان والحيوان، وكذا كل شاردة وماردة في التويتر وعلى التلغرام وفِي المعمورة بقراره التنفيذي الاول من جملة وعوده الانتخابية، ولا غرابة لمثل هذه العنتريات الدبلوماسية والرجل صاحب تهاريج إعلامية مرئيّة ومن محترفي مصارعة الكاتش البهلواني، فمثله يحبّون اضواء الكواليس وجلب أنظار الكاميرات ولهم فيها نزوات وشهوات خاصة وغرور شخصي من عقد كثيرة دفينة ..
فالرجل ومنذ نعومة شبابه على راْس شركات عائلية ورِثها من والده، من كازينوهات قمار الى مصانع سيارات، فمن سبعينات القرن الماضي وهو على جبل وهرم مجموعة اعمال حرّة ( هولدينغ ) ورئيس تنفيذي ناجح بالنظرة الرأسمالية، فكانت له مشاكل مع الإدارات المالية الامريكية بسبب تهرّبه الضريبي، واُخرى في قضايا التشغيل والعمل، ومن جملة مشاكله أيضا عدّة قضايا عنصرية في محاكم ادارية واُخرى للتميّيز العنصري من موظّفيه وعمَّاله، والاحكام في ذلك عديدة ادانته بدفع أموال تضرر لضحاياه واُخرى تحذيرية لسلوكه كشخص عنصري لا يحب السود خاصة، فسلوك رجال الاعمال الرأسماليين خاصة ومن عُقَد نفسية غالبًا ما يُجرّون الى العدالة، ولذا لا يوجد رجل اعمال إِلَّا وله عقدة عنصرية مع جنس او طائفة او عرق وهكذا، والامر معاش ومشاهد خاصة في دول الغرب وبعض دول المشرق العربي ..
فلا غرابة من عنصرية الرجل المتجذّرة في دمه وشخصه، فترامب تعود اصوله إلى بلدة صغيرة في ألمانيا اسمها "كالشتات"، وكأنّه حامل لكروموزوم امبراطورية الرايخ الثالث، ذلك الفيروس العنصري الذي أدى الى حرب عالمية ثانية ومن فاتورته أزيد من 50 مليون قتيلا، ولأجل نظرية العنصر الابيض المتفوق وصاحب الارض والحضارات والنبوءات، فالرجل فيه كروموزوم من هذا القبيل ويتراءى ذلك من خلال خطاباته الشوفينية والاستعلائية كرئيس تنفيذي لمجمع أعماله الحرة، وكمهرّج لمدير فني لمصارعي الكاتش، وكمنافس للرئاسيات الامريكية، وبعد فوزه وفِي حفل تنصيبه برئاسة الولايات المتحدة الامريكية، فرئيس امريكا الجديد لم يخرج من عقدة الشو-بيزنس الإشهارية الى عالم السياسة وفنّ الكذب على النفس وعلى الاحزاب والمجتمعات السياسية والمدنية ..
فبروز نجم ترامب ليس من عدم، فالرجل نتاج لوبي صليبي في المؤسسة الأمنية والعسكرية والسياسية، فتقريبه لصقور الجيش الامريكي من الدوائر الأمنية ليس من عبث، وإعادة هيكلة مجلس الامن القومي والمخابراتي ليس من عدم، ونخب المستشارين السياسيين المحيطين به ليس من عبث، يجمع كل هؤلاء ايديولوجية واحدة وهي اعادة مكانة امريكا "الضائعة" بسياسة الأشلاء ولغة الاقصاء، فطلب ترامب لإعداد خطط جديدة لهزيمة الدولة الاسلامية ليست من عبث، وقراره التنفيذي الأخير بمنع المسلمين من دخول امريكا، ومن فيها يعدهم بملفات أمنية على غرار الكيستابو النازية ليس من عبث، فالعنصرية اتجاه طائفة وعرق سياسة غربية بامتياز وان كان ما يظهر به اليوم ترامب لهو من كشف المستور وإخراج المفضوح للأضواء في المجتمعات الغربية، واذاً ما الفرق بين تحالف سياسو وعساكر الغرب في حلف ضد ابناء وبلدان المسلمين منذ الحرب على "الارهاب" وما ينفذه ترامب اليوم من سياسة تعهّد بها في حملته الانتخابية، فما قاله الرجل اليوم بصوت عال فنظراؤه في التحالف الدولي يقولون به ويرددونه في كل مناسبة بصوت خافت ومن وراء الكواليس، فاليوم سياسة الغرب أضحت واضحة وما صعود اليمين المتطرف في اوروبا في هذه الأوقات لمن اكتمال الصورة في اخراج الرجل العنصري الذي يسكن اصحاب القرار الدولي والغربي بصفة خاصة ..
ولكن الكلام ان لم يتبعه عمل وأفعال فهو كالحبر على ورق ومن دبلوماسية جوفاء، فالحقائق على الأرض غير التي في المكاتب المستديرة بمكيّفات رقمية، فحاشية ترامب الأمنية جرّبت افغانستان والعراق وأخذت الدروس والعبر من المباشر، ولم يتبقى لهم إِلَّا سياسة الارض المحروقة، فهزائمهم على الارض على صفحات تقاريرهم الاستخباراتية، وما عجزوا عنه البارحة بعشرات الآلاف من جيوشهم في تركيع الأُمَّة فكيف السبيل الى ذلك وقد تعلم الخصوم من تجاربهم، فالتعويل على الحرب بالوكالة له ثمن وفِي ظل التحديات القائمة والازمات الاقتصادية الحادة لمن الاصطدام بجدار من فولاذ، ولذا كان من خطب ترامب انّ زمن حفظ العروش بالمجان او الخدمات اليسيرة قد ولّى وان لابد لبعض العروش دفع ثمن البقاء، والقراءة من وراء كل هذا انهيار تسلسلي وزمنه قريب ممّا يتوقع بعض المحللين السياسيين المتفائلين، فدين القوم الاجمالي لاوروبا واليابان والصين خيالي ويزن يوما بعد يوم، وربطة العنق تكاد انّ تخنق اصحاب القرار من شدة المسؤولية، وهذا الكوكتيل من الحائط الفولاذي جعل ترامب يَتَّخِذ قرارات تنفيذية هزيلة كبداية انكماشية للاقتصاد الأمريكي ومنه كما سلفنا منع بعض رعايا البلدان الاسلامية من الدخول وهولاء من طلّاب الرعاية المادية والصحيّة، وبناء جدار عازل مع المكسيك لمنع تهريب اليد العاملة والحدّ من الهجرة الغير شرعية، وهذا تخبّط أولوي لما عند امريكا من أزمات اقتصادية داخلية معقّدة والتي ستدفع ترامب الى ضرب راْسه أمام هذا الحائط الفولاذي عن القريب العاجل ..
فالضجة الإعلامية العالمية من قرارات ترامب التنفيذية جعلت منها مادة دعائية للإسلام والمسلمين بغير تخطيط مسبق ولا إرادة جماعية لذلك، فالمجتمع الامريكي القائم أصلا على الهجرة وجد نفسه امام تاريخه رافضا للسياسة العنصرية الجديدة المتّبعة، فإدارة ترامب في هلع أمام التعاطف الامريكي الغير معهود والمحسوب اتّجاه المسلمين، فالتعاطف شمل دوائر سياسية، ومجتمعات مدنية، ورموزا اجتماعية وفنّية غير مسبوقة في الدّفاع عن الاسلام والمسلمين، فسياسة ترامب الداخلية واعدة بمثل هذه التجاوزات الدستورية والقانونية، وفعلا فقد أصدرت عدّة محاكم احكاما بغير دستورية القرارات التنفيذية بحق اللاجئين المسلمين من أراضي الصراعات والتي لأمريكا أصلا اليد العليا فيها وأرجل، فلولا سياسة صقور الحرب لما وصلت اليه بلدان اسلامية عديدة الى الخراب التي عليه اليوم، فكيف تضربني ومن ثمّة تسبقني الى قرارات غير إنسانية بحق إنسان من درجة الحيوان في عهد ترامب وزمرته الأمنية، فدروس التاريخ وصفحاته تحذّر من المجتمعات الظالمة، وانّ أصلا الغرب أقام حضارته اليوم على أسس العدالة، فكيف له اليوم ان يخرق السفينة بأيادي حمقى من عنصريين اصحاب عُقد نفسية لا يَرَوْن في من ليس من كروزوماتهم الاًّ اجندات وحفنة من حشرات المختبرات، فالعالم اليوم اضحى اكثر شفافية ورافضا للظلم وان تستر بدبلوماسية، فهل علِم ترامب انّ إدارة بلد كأمريكا ليس كإدارة شركة من شركاته في هولدينغ من اعمال حرة ..
السلام عليكم ..
=========================

كتبه : نورالدين الجزائري
03
جمادى الاولى 14388هـ الموافق ل 30/01/2017



samedi 28 janvier 2017

مقال بعنوان "ما دلالة الدستور السوري الجديد المنزوع الهوية العربية؟ " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


ما دلالة الدستور السوري الجديد المنزوع الهوية العربية؟

يبدو أنّ سورية المعروفة قبل ثورة الشعب السوري بالجمهورية "العربية" السورية في طريقها إلى التقسيم ومن أبواب المجتمع الدولي الواسعة، حيث ومنذ بداية الصراع في هذا البلد العربي العريق وعاصمة الأمويين بحكم الهوية الاسلامية في انسلاخ ممنهج من هويّتها القومية والدينية، وبسبب فعل فاعل مختبئ وراء الكواليس الدولية وصاحب ايديولوجية مغايرة للمنطقة، يريد بذلك تغيّير ملامح التركيبة السكانية ولسان البلد خاصة، وإحداث زلزال تغريبي وطلاق أبدي ولا رجعي مع القومية العربية.
 وللعلم أنّ سورية مرّت بثلاث مراحل منذ نشأتها، من الانتداب الفرنسي القائم على الشرعية الثورية من الثلاثينيات القرن الماضي إلى أوائل الستينات من ذات القرن وعُرِفَت بالجمهورية السورية، مروراً بالعقد الوطني والذي يسمى بالوحدة السورية المصرية والذي كان قائماً على حكم البعث إلى أنّ استلمته عائلة الاسد، ومن ثمة تطوّرت العلاقات الثنائية ونتج عن هذا الزواج السياسي بالجمهورية العربية السورية إلى إنّ تمّ الطلاق في أوائل السبعينات من القرن الماضي على يد حافظ الاسد، إذ ظلّت بالجمهورية العربية السورية، ومنها استلام بشار الاسد الحكم عقب وفاة أبيه في عام 2000م، فعمِل على تأسيس جمهورية ثالثة وذلك بعد طرحه لدستور جديد قبل وبعد اندلاع الثورة بقليل، ولم يكن في طرحه للدستور الجديد في عام 2012م تغيّير المواد الخمسة الأولى والمتمثلة في مهيّة الدولة ونظام الحكم، وهوية الشعب السوري وامتداده الوطني والاقليمي، سيادة الشعب حسب قوانين الدستور، ديانة رئيس البلاد الاسلام ومصدر التشريع الفقه الاسلامي، اللّغة العربية اللّغة الرسمية الدول.
 فبعد اندلاع الثورة وانسداد الأفق السياسية في سورية، تعطّل العمل بالقانون بموجب المواد المنصوصة في دستور البلاد، دستور الجمهورية العربية السورية الثالثة، فكلنا يرى اليوم إلى ما آلت إليه أوضاع البلد والتجاذبات السياسية الدولية والإقليمية التي عبِثت بالشعب السوري ومركز البلد الجيو-استراتيجي بين امتداد الغرب وبوابة الشرق، فجُعِل من هذا البلد من الانتداب الفرنسي إلى حكم آل الاسد بلدًا علمانياً بامتياز بمنح الأقلية العلوية في إدارة شؤونه والتربّع على سدّة الحكم، فامتزج من خلال كل هذا عدّة أقليات وعرقيات وطوائف من العلوية أو النصيرية إلى الدروز والآرامية أو السريانية مروراً بالتركمان واكراد وعرب السُنّة، فالوطن مزيج من فسيفساء جعلت منه أحد بلدان الشرق الاوسط تميزًا، ويجدر بالذكر أنّ الأغلبية السكانية للبلد من العرب إذ تصل نسبتهم إلى حوالي 84% من سكان سورية، فمخارج الحرب الدائرة اليوم في هذا البلد العربي أدّت بكل هذا النسيج الاجتماعي إلى الدّفاع عن وجوده بحسب التحالفات والولاءات، فكان للسُنَّة العرب الويل الأكبر من هذا الصراع، إذ تبيّن أنه قد صِيغ للبلد دستوراً جديداً ومن عام تقريبا، وقد طُرِحت أول بنوده أو موادّه في مفاوضات #أستانا مؤخراً من روسيا على الفصائل المحاورة لنظام بشار الاسد، واشتمل على إلغاء كلمة "العربية" من الجمهورية العربية السورية المعروفة إلى الجمهورية السورية، ولذلك دلالات كثيرة سياسياً وقومياً.
 فالملاحظ للتطورات السياسية في سورية ومرورها بالجمهوريات الثلاثة يرى أنّها تعود إلى الانتداب مرة كما كانت عليه في عهد الاستعمار الفرنسي، إذ كانت تُسمى بالجمهورية السورية، وكأن من ساعد نظام بشار اشترط عليه إلغاء هوية البلد وامتداده العربي الأصيل، وبالفعل فمواد الدستور ـ الروسي ـ الجديد ألغى مادّتين أساسيتين فيه وهما هوية الدولة وديانة الرئيس، إذ دستور سورية بالأمس ينص على عربية الدولة وإسلام الرئيس، ولا يمكن الفصل بينهما، والشاهد من هذا الدستور الجديد المطروح من روسيا ونتيجته يُكرّس انفصال الأقليات وعلى رأسهم النصيرية من الأغلبية السُنّية التي دخلت في صدام معها، ممّا سيؤدي إلى تقسيم سورية إلى فدرالية أو كانتونات "تعايشية" بحسب الضغوط التي ستُمارس على الأغلبية، وهذا تمهيد صارخ لتقسيم سورية من الأقوياء وفرض الامر الواقع على الجميع، فالساحل السوري إلى حلب وريفها سيكون بمثابة الجمهورية السورية الحديثة، إذ ستعمل بهذا الدستور الجديد بموجب طبخة سياسية سيتم من خلالها الذهاب إلى انتخابات مبكّرة يتم التنافس فيها من جميع الأقليات دون الرجوع إلى مهية الدولة وديانة الرئيس المعهود في الدستور القديم، وما يُنشأ اليوم من منطقة عازلة من كوباني إلى مدينة الباب مروراً بمنبج المتاخمة لحدود سورية سيُزجّ بالاغلبية السُنّية والمهجّرة عنوة وبمخطط مدروس بعناية ومنها بث الفوضى إلى أن يتّم الاستسلام الكامل مرة ثانية للأقلية الحاكمة بدون الرجوع إلى الدستور والعيش تحت رحمة من سيحكم سورية بعد عهد آل الاسد.
 سورية اليوم تحت انتداب جديد ولا مفرّ منه وهذا من ثمن التدخل الدولي والاقليمي في هذا البلد الاستراتيجي والجيو-سياسي، فالآمر اليوم والناهي فيه هي روسيا ومنها هذا الدستور المطروح على الجميع وخاصة على الأغلبية، إذ من غير المعقول أنّ يتم صياغته من دون نظام بشار وايران، فالقوم متّفقون على آلية الحكم مستقبلا وإفراغ مضمون مواده الدستورية الاساسية خاصة في الحكم، ومن عودة احتمالية لترشّح أبناء السنّة لمنصب الرئيس ولو افتراضيا، فالإقصاء سيكون قدرهم المحتوم بموجب قوانين الدستور الجديد، وهذا من حِيَل ودهاء وتجربة النظام الإيراني في العراق بعد تسلّمه من الأمريكان، ويريد إعادة الكرَّة مرة ثانية وبذكاء آخر، بعد أنّ يتم تسليم سورية من روسيا إلى ايران بموجب البروتوكلات الدولية في حكم المنطقة بصيغة جديدة، وفي إطار الشرق الاوسط الجديد المنشود، والذي أوكل إلى حكمه والتحكُّم فيه للجمهورية "الاسلامية" الإيرانية.
 فالبعض يظن أنّ روسيا من رسمت دستور سورية الجديد وهذا من السذاجة بمكان، فكيف وهي طرف في قتال وقتل أهل السنّة في هذا البلد العربي العريق، وكيف تتحول بين عشية وضحاها من جلّاد إلى حمامة سلام تريد للشعب السوري الخير والخروج من هذا المأزق والذي ساهمت في تأجيج نار الحرب فيه، فمن وراء روسيا ايران إذ الكل يعلم تدخلها السافر في المنطقة العربية، وإرادة استحواذها على الشرق الاوسط بتمدّدها المذهبي المفضوح، فلا يُعقَل أنّ صياغة دستور علناً تكون ايران من صاغته، فيُعدّ حينها من التدخل في الصراع بغطاء مذهبي وحتما سيُقابل برفض شعبي في كل المنطقة العربية، وستساهم حينها في مزيد من التشنج والضغوط الطائفية والمنطقة على كفٌ عفريت من ايران ومليشياتها.
 إنّ صياغة هذا الدستور الجديد في موسكو المنزوع الهوية العربية لمِنْ رَحِم التهجير السكاني للسُنَّة من المناطق المحررة من روسيا وايران وميليشياتها، ومن سياسة التغيّرات الديمغرافية والتي هي على قدم وساق خاصة منذ الاستيلاء على مدينة حلب، فتهجير العرب السنّة من مناطق النظام واستبدالهم بقوميات أخرى قاتلت معه من ايرانيين وباكستانيين وأفغان وبحكم المذهب الواحد يفرض على الجميع استقلالاً ضمنياً ككيان جديد عن الأُمَّة العربية، فصياغته وطرحه بهذا الاستفزاز السياسي لهو من فرض الامر الواقع على الجميع، سيضطر المفاوض الضعيف على مزيد من التنازلات في سورية المستقبل، وأنّ على الأغلبية أن تقبل بحكم ما آلت إليه الأمور عسكريًّا وسياسيًّا إلى القبول مستقبلًا بإيراني فارسي كسليماني أو أفغاني هزاري تولي رئاسة الجمهورية السورية بعد توطينه وإعطائه الجنسية السورية وذلك على غرار جلّ السياسيين الإيرانيين المجنّسين عراقياً والذين يديرون حكومة بغداد كولاية من ولاية الفقيه، وأكاد أجزم أنّ نزع الهوية العربية من الجمهورية السورية لمِنْ باب الحقد الطائفي الإيراني على كل ما هو عربي وخاصة دمشق وما أدراك ما دمشق عاصمة الأمويين العرب، وهل من حبٍّ إيراني للأمويين ..!
السلام عليكم

=====================
كتبه : نورالدين الجزائري 
01
جمادى الاولى 14388هـ الموافق ل 28/01/2017



jeudi 26 janvier 2017

مقال بعنوان "ما الرسالة من وراء الطائرة المسيّرة للدولة الاسلامية؟" بقلم المدون نورالدين الجزائري


ما الرسالة من وراء الطائرة المسيّرة للدولة الاسلامية؟

لمّا أعلنت الدولة الاسلامية أن هذا العالم لا يحترم إِلَّا اصحاب الأقدام الثقيلة، فمجمل من فهم هذا الكلام أوّله إلى شدّة بطشها بعدوّها والمناوئين لها ولمشروعها، وهذا التصريح وإن يكن ظاهره ما فهمته العامة من استوعاب، إِلَّا مفهومه آخر وخطير وهو دبلوماسي بلسان شرعي شديد الملامح لما هو آت من صراع على البقاء، وموجَّه لأصحاب القرار العالمي وللدول الإقليمية، أنّ على الجميع وضع في سياساته الخارجية الاستعمارية وحساباته أن اليوم للمسلمين دولة بمكوّناتها ومقوّماتها كما صرّح الناطق باسمها في وقته.
 فالدولة الاسلامية عند دخولها الموصل وإعلانها للخلافة لم يكن أيضاً تصريحها من عبث وإن كان الكثير إقليميا قد عاب على خطوتها هذه لقِصر النظر، أو لميوله السياسية والحزبية، وآخرين لارتباطهم بأجندات داخلية معلومة، فالغرب أيضاً وعلى راْسه امريكا ندّد بهذه الخطوة، وما كان منه إِلَّا أن يُجيِّش جيوش عملائه داخلياً وخارجياً لإيقاف خطواتها فكريًا وعسكرياً، فبدأت التحالفات والتشكيلات على المحافل الدولية وعلى أرض الميدان للتصدي لمشروع القرن كما سمّاه البعض، فالدولة الاسلامية وبعد استيلائها على الموصل استولت أيضًا على أحد أكبر مخزون للسلاح في الشرق الأوسط من تركة امريكية ومشتريات حكومة المالكي، وجاء ذلك التصريح أن العالم لا يحترم إِلَّا الأقدام الثقيلة مفاده أن الدولة الاسلامية أصبحت حقيقة حتمية على الارض، وعلامة بارزة ودائمة في المنطقة، وأنّ تصريحها هذا منبعه إِلَّا من منطلق الواثق بالنفس، ككيان قادر على تقديم نفسه كقوة عسكرية في المنطقة، وأنّ على الجميع وصاعداً العمل مع هذا الامر الواقع إمّا سياسيا أو عسكريًّا.
 صحيح أن الدولة الاسلامية أخذت بالأسباب من العقيدة المتّبعة ممّا ميّزها وأخرجها من التصنيفات الاممّية، فكما أنّها قُوبِلت بالرفض إقليميا لطموحاتها التوسعية فكذا رُفِضت دوليًّا لذات الأسباب وخاصة ايديولوجيًا، فهي تهديد لعروش المنطقة ولنمط النظام الدولي القائم، فتكتلهم مفهوم على أنّ العدو واحد غير متجزئ، وعليهم محاربته على صعيد رجل واحد، وهذا ممّا أدى بالدولة الاسلامية أنّ تتخذ طرق وسبل المواجهة، وابتكار أساليب غير تقليدية للتعامل مع هذا الحلف العالمي، مع هذا الطارئ الذي لم يسبق له مثيلا في التحالفات عبر التاريخ البشري، فجمعهم هذا ليس من عبث، وإنّما للخطر الذي يشعرون به، والمصير الذي يجمعهم في منظومة دولية متشابكة ومعقّدة، جعلت منهم السيّد والوسيط والعبد، عبودية بمفهوم آخر يجعل من الأقليات السياسية والإثنية والدينية تتحكَّم في رقاب البشرية على ظهر المعمورة .
 كان إعلان الخلافة والتصريحات السياسية والطموحات والأهداف المعلنة والتوسلات كخطط استراتيجية للدولة الاسلامية لفرض وجودها والاعتراف بها، فالتحديات كبيرة ولم تكن من عبث، فأسلوب قتالها على الارض وتكتيكاتها جعلت من أرقى الأكاديميات العسكرية العالمية النظر إليها بعين الحيرة والعجب ودراستها اكاديميا، وجعل البعض منها موادا للتدريس كنمط جديد من حروب الجيل الرابع، والذي كانت تُدَرَّس أساليبه افتراضيا، ممّا جعلها اليوم تقطف ثمار ذلك في تصدر المشهد العسكري العالمي، وأدّى أيضاً إلى هواجس عسكرية ونفسية، جعل من جنود أمريكا وحلف الأطلسي للارتماء وراء الروافض والبشمركة وبعض الفصائل في سورية كالأكراد وعناصر الجيش الحر لخوض معاركهم معها مرغمين، فالذعر من المواجهة وجها لوجه من فوبيا جنود الغرب ومن غموض لعدم فهمهم لأساليب وأيديولوجية الدولة الاسلامية القتالية، فكل خططهم باءت بنسبة مئوية عالية من الفشل لفهم تكتيكات جنود الدولة من حيث نوع السلاح والخطط العسكرية، فكما أنّ الدولة ابتكرت بفضل كوادرها العلمية المتخصصة في الصناعة العسكرية مواد تفجيرية قوية التفجير للعربات المصفّحة والدروع كذا في جعبة مقاتليها أسلحة أخرى طوّروها كقاذفات المورتر وقاذفات آر بي جي و التى بدقّتها أذهلت العسكريين المحنّكين، فهي في تطور دائم وحسب نوعية المعركة والمعارك بصفة عامة.
 فالمذهل من عبقرية الدولة الاسلامية أنّها أخذت بأسباب التكنولوجيا ولم تفرِّط فيها البتة، ودوّل الغرب المحتكرة لتكنولوجيا التصنيع العسكري أصبحت تشعر اليوم إنّها في منافسة مفتوحة، وأنّ علامة الابتكار لم تعد ماركة مسجَّلة باسم الغرب ومن تخصّصه، فالصين مثلا أصبحت اليوم ممّن تصدر ماركتها القتالية، وكذا ايران وكوريا الشمالية المحسوبتين على محور الشرّ فلهما علاماتهما العسكرية من صواريخ باليستية وأخرى بعيدة المدى القادرة على حمل رؤوس نووية، فالعالم أصبح متعدد الأقطاب بعد أنّ كان قطبين ثم قطب واحد، واليوم نرى بروز أيضا جماعة وقد تميّزت عن الجماعات "الإرهابية" المعهودة والكلاسيكية، أرت من المجتمع الدولي فنّ التصنيع في المجال العسكري وهي المحاصرة من طرف العالم بأسره من استخبارات وجيوش وميليشيات، وبالرغم من هذا الحصار أبت الدولة الاسلامبة إِلَّا كسر هذا الحصار التكنولوجي وركبت موجته بسواعدها وبفضل كوادرها العلمية، ممّا أدى إلى أن صرّح رئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية جون تشيبمان، حيث قال :" لقد شعرنا في السابق بأن الدول الغربية هي بطلة التكنولوجيا الجديدة وتحظى بتفوق تكنولوجي كبير على منافساتها من الدول الأخرى أو الجماعات من غير الدول، وأما اليوم، فإن التفوق التكنولوجي ينحسر "، وأكد أيضًا:" أن القوة العسكرية في القرن الحادي والعشرين لا تنحصر فقط في الطائرات والدبابات والسفن، بل تتعداها إلى تكنولوجيات مثل أمن المعلوماتية، وأسلحة المعلوماتية والطائرات بدون طيار ..."، وهذا ما فهمته الدولة الاسلامية وما صرّح به المراقبون الدوليون في مجال التصنيع العسكري، حيث أصبحت المنافسة مفتوحة في كل مجالات التفوق العلمي العسكري، وذلك لتثبيت معنى ودلالة مقولة : أصحاب الأقدام الثقيلة.
فمن أيام قليلة معدودة خرجت الدولة الاسلامية بإصدار أسمته "فرسان الدواوين" مفاده رسالة واحدة  وخطيرة للداخل الإقليمي وللغرب، رسالته واضحة أنّه من اليوم وصاعدا نتدرّج في التصنيع العسكري، وها هي عيّنة من عبقريّتنا الملموسة، وأن الاحتكار التكنولوجي في عدد الماضي بسبب التقنيات في الشبكات العنكبوتية العابرة للقارات، وأن ما ترونه اليوم إنّما جزء بسيط ممّا في حسباننا التي تتعلق بالتفوق التكنولوجي في المنطقة، وأنّ حكوماتكم الوظيفية بأموالها وخيراتها لا تستطيع أنّ تُصنَّع مخيط أو غرز إبرة، وأن خروجنا بهذا الإصدار وجعل آخره زبدة الاشهار، طائرة بدون طيار، تعمل بالطاقة الشمسية، وصديقة للبيئة، لا يرقبها رادار، فإنّما لتموتوا كمدا وحسرة وذعرا ممّا هو آت من حموم على رؤوس كلابكم الرافضة في معارككم على أرض المسلمين، فالطائرة وبحسب الاخصائيين فهي من تكنولوجيا الكبار، مزوّدة بكاميرا مراقبة ومسحٍ للأرض بدقّة عالية، وتكلفتها لا تتطلب تحالفات صناعية، كما هو حال السعودية في تصنيع مثل هذه الطائرات مع جنوب افريقيا وبتكنولوجيا إسرائيلية، وأن سعرها بضعة دولارات معدودات، ولكن سرّ التصنيع لا يعرفه إلّا من عدّ العدة وصدق، وأخذ بالأسباب فكان ثمره التفوق، وهذا مفهوم آخر من : أصحاب الأقدام الثقيلة.
 إنّ الرسالة الحقيقية من تصنيع الطائرة المسيّرة من طرف الدولة الاسلامية مفادها تحدياً للغرب، وأنّ لولا حربكم الظالمة على أبناء الاسلام بشتى الوسائل ومن ضمنها احتكار مجال التقنية الدقيقة في التصنيع العسكري، وغرس في نفوس أبناء الأُمَّة الهزيمة في هذا الباب بسواعد الحكّام ومعاهدهم وجامعاتهم التخريبية في الأساس للعقول المنتجة والمبدعة وتهميشها بعد التخرّج، وأن زمن الريادة وأوحادية التحكّم في التكنولوجيا بلا منازعة قد ولٌى، والرسالة الثانية لدول المنطقة أنّه لو أنفقتم أموال المسلمين فيما يرضي الله ورسوله لما تجرأ كلاب الرافضة وأنجاس العالم على أنّ ينظر أحدهم للمسلمين بعين الريبة، ولعمل ألف حساب يقدم على المساس بحياض الأُمَّة، وأنّ دم المسلم حرام وعزيز، ومن تسول له نفسه سفكه فستكون الحمم القاذفة على راْسه ورأس من حرّضه على ذلك، وهذه رسالة صريحة لكل عاقل وأنّ في جعبة القوم من المفاجآت ما سيقف أمامها أصحاب التكنولوجيا حيارى، وإنّ غدا لناظره لقريب، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..
السلام عليكم

====================

كتبه : نورالدين الجزائري
28
ربيع الثاني 14388هـ الموافق ل 26/01/2017






mercredi 25 janvier 2017

مقال بعنوان " حتى لا تكون إلّا راية" بقلم المدون نورالدين الجزائري


حتى لا تكون إلّا راية ..

يقول ربي عزّ وجل : "ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا " ، كان ذلك يوم الفرقان، في شهر رمضان، ومنهم من قال أنه ليلة القدر، ومنهم من قال أنه يوم أن فرّق الله الحق والباطل، وجعل بينهما بَرْزَخا من السيوف لا يلتقيان إلى يوم القيامة، ومنهم من عدّه ميلاد الجهاد في سبيل الله، فالأقوال كثيرة والفهم واحد، والتأويلات عديدة والاستنباط واحد، فالله عزّ في علاه أراد من ذلك اليوم أن يُفْرَق الأمر الحكيم، وأن الوعد وعده وإن لم ترغب الأنفس وتنادي بالتلاقي، وإن لم تُضرب المواعيد للميادين والسيوف على رؤوس تُرى منها البوارق، فذلك أمر الله ومنه بدأت الصواعق على أهل الكفر والزنادق.
 لم يكن الله أن يتر دينه يعلوا عليه الباطل بلسانه وسنانه، فالله حكم عدل في كل أموره، فالدين محفوظ لا كلام، والمسلمون ممتحنون وفِي سُنن الله يسبحون، فمنذ فجر الاسلام وعجلة التمحيص في دوران، والابتلاء بحسب الايمان، وهي معمل للرجال الصادقين، وسوق التجار المخبتين، فالسلعة هي الجنّة والعملة هي الدماء والأشلاء، وقبل كل ذلك توحيد ونيّة مسبوقة، أنّ الدين والحكم كله لله، ومن حاد أو زاغ فمصيره لا يُذكر إلّا بقدر خروجه عن مراد الله، وربّنا غنيّ عن العالمين.
 ولو تأملنا في صفحات تاريخ الأُمَّة لنطق حبره وتأنّى قائلاً مهلا أيّها الدارس لسنن من كان قبلك في العبر، وخذ مني أحسن السِيّر، فدين الله فيما أذكر نُصِر دائماً بالقلّة، أوَ لم تَر سريه خالد وبن الوقاص والحارث والمثنى، إسأل غبار المعارك وعدّ لهم كم من جواد عُقِر وسيف كُسِر، كم من جرحٍ في أجسادهم شاهدة، والجروح إلى رَبِّهَا مبتهلة، إن الأمر أمرك ونحن في وسط طحين وعساكر عاتية، فما كان منه إلّا أن زوّدهم بالملائكة مردفة، وللموحّدين ناطقة، أن اثبتوا فربّكم لن يتر أعمالكم، والنصر لكم يحبّكم وتحبّونه، فتح من الله ورضوان، فهل من معقّبٍ لأمره، ولوعده، ومكذّبٍ لما في التاريخ بسواد حبره، إنّ العاقبة لمن صدق، إنّ العاقبة لمن صبر، إنّ العاقبة لمن ثبت، فزلزال التوحيد قرآن نتلوه اليوم على لسان الصحابة : متى نصر الله، ألاَ إن نصره من نصر مراد الله و تحمّل عبء وثقل الأمانة ورفع الراية لغاية.
 فالتاريخ اليوم يعيد علينا صفحاته، ويرغمنا أن نقرأ لسطوره، فمن رحم الفهم نحسن التدبر، ومن دراسة عمق الاستنباط يُسهل فهم المناط، فكما أنّ لا ينجس الماء من قلّتين فكذا التوحيد لا يضره كثرة الشرك والأنداد، فما هو صحيح إلاًّ وأساسه ماكث في الارض، وما سواه فهو زبد يُتلف بإشراقة شمس أو حرّ، فللّه الأمر من قبل ومن بعد، لا معقّب لمراده ومعطّل لحكمه، وربّك يجتبي من يشاء لرفع رايته، راية الحق المبين على الكفر اللعين، وعلى رأس كل مئة عام يبعث الله لهذه الأُمَّة من يلطمها على ما في صلبها ويرجعها لدينها ويجدد لها دورها في الارض، فما بعث هؤلاء إلاًّ من كثرة الظلم والظلم هو الكفر، ولابد لسيف أن يقوّمه، وكتاب يعطّل صفحاته، ورجالٍ يقومون عليه، فهم على أعين من رَبّهم وقد مضت سنن الذين من قبلهم فيهم أن العالم سيجتمع عليهم، ديدنه أن اخرجوا من قريتنا من نأى عن دين الآباء الجدد وتشريعاته الحديثة، وأن هؤلاء من الخوارج على المنظومة الدولية، فقتالهم قتال عاد وإن لقتلهم الأجر بالرفعة وميزات دولية، مكرٌ من #جنيف و# الرياض إلى #أنقرة واليوم #أستانا، عشرات الدول من العالم المتحضر بترسانتهم القتالية أمام بضعة من اصطفى، ومن قالوا ربنا وربكم الله وما دعوتنا إلاًّ إن نقيم شرعه على أرضه، فإن أيتم فالسيف بيننا، ولم يبغونها دماء ولكن حَقَّت كلمة العذاب على الذين لا يؤمنون، وعلى الذين لايرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة، فبعدما كشّروا عن أنياب الكفر في البلاد الاسلامية جاءهم وعد الله برجال يحبون التوحيد كما يمرقون هم في الشرك والتنديد، ولابد أن يُفْرَق الامر ونصر الله لعباده لا محال وإن طال وزاد القتل .
 انظروا إلى ما آلت إليه أخبار من لم يتصفح التاريخ وتتلطخ أصابعه بحبر اوراقه، فالجهل بعِظَم الصفحات فيه أول السقوط في حضن التيه وأيادي التبعية، فالبارحة وبعد سقوط الخلافة، إرثها قُسِّم إلى دويلات وظيفية، فاسأل من في الأجداث يحدّثونك عن أخبار هول المفرق، فهل يُسمع الصم الدعاء، وما كلام الرويبضة إلاًّ من قاموس الدهماء، فرضوا بالقسمة ونادى من قيل إنّهم العقلاء إن أبقوا على التركة وصنم الوطنية، ولكل ولاء براية، أسموه علماً وفِي ذلك تقاطعت أرحام الأُمَّة، وعلى ذلك تقام الموالاة والتحالفات والحرب على الخيانات والخروقات، وكلٌ يغني وطنا وحدودا وعليهما يموت مخلصا "شهيدا"، فالبعض منهم ويكاد أن يكون كلّهم تحالف مع الشياطين لإبقاء حكمه عشرات السنين على حساب العقيدة والدين، إلاًّ أن جرت السنن في هؤلاء أن يعود الدِّين والعصابة التي تقاتل من أجله، فبيّنت زيف إسلام البعض من بيده أمور البلاد، فأوعز بعضهم إلى بعض أن جاء من يفسد علينا المعتقد، معتقد الغرب في الحياة والذي رضيناه ديناً من دون صراط الله، فعجلة التاريخ أسرع اليوم ممّا كانت عليه بالأمس، والأحداث فيها قسمت الأُمَّة إلى فسطاطين، فسطاط رجوع إلى سلف الملّة، وفسطاط تحيّز إلى الكفر وما عليه المنظومة، فبرزت راية واحدة تقاتل عليها اليوم عصبة من أبناء الاسلام حتى يكون الدِّين كلّه لله ولا مساومة فيه، ويكون دين المنظومة في مراحيض التاريخ ولا مبالاة.
 فيوم بعد يوم يتراء الجمعان وتزداد الرايتين وضوحا، فمن قدر الله وحكمته زال أقوام من ركبوا جواد التوحيد كذباً وبسوء نيّة، فكان ديدنهم التذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى أهل التوحيد الخالص، نراه اليوم ما بين دين أمريكا وشرك حكوماتها الوظيفية يسبحون، فستجري سنة الله فيهم أن أكرم هؤلاء عنده أتقاهم بشرط الرجوع إلى أهل التوحيد وخاصته والتخندق معه إلى أن يفرق الله ما بين الفرقين، وما نراه من تحالف دولي إلاًّ تمهيدا حتى تصطف ثمانون راية شركية أمام راية واحدة، وما الترشيحات اليوم إلاّ استباقاً لما سيكون عليه ذلك المشهد، وأن المجريات اليوم ما هي إلاًّ وليتّخذ منكم شهداء، وليمخّص ما في القلوب، وأن جذوة التوحيد بان أوّارها ولن تنطفئ بعد اليوم، فنور الجذوة من مشكاة نور الله، والله هو نور السموات والأرض، وأن أمره في خاصته من عباده أن ينصرهم ولو اجتمعت وتكالبت عليهم أمّم الدنيا، وقد تعددت الرايات، رايات الشرك الثابتة، وسقطت البعض منها والتي تنادي بما ينادي به أهل الله وخاصته، ولكن القوم جرت عليهم السنن حتى لا تكون إلاًّ راية، راية يُعزٌ فيها دين الله ويُذل بها الشرك على أرضه، وما نراه اليوم إلاًّ كيوم الفرقان يوم أن تواعد أهل الايمان مع أهل الشرك والكفران بدون إرادتهما، وفِي ذلك من الفجر الموعود، وإلى الله ترجع الامور وهو عالم الغيب والشهادة القوي المتين ..
السلام عليكم ..

====================

كتبه : نورالدين الجزائري
27
ربيع الثاني 14388هـ الموافق ل 25/01/2017





vendredi 20 janvier 2017

مقال بعنوان "مفاوضات استانا وكشف المستور" كتبه المدون نورالدين الجزائري


مفاوضات استانا وكشف المستور

  هكذا لُقِّب الجنرال جياب من امريكا وفرنسا بـ "العدو العظيم"، نعم استحق هذا اللقب بجدارة من الصحافة الامريكية والفرنسية، استحقّه بسحق الفرنسيين في معركة (ديان بيان فو) في عام 1954م حيث استسلمت له القوات الفرنسية بعد حصار استمر ستة وخمسين يوما، وأصبح نهجاً قتالياً يدرّس في الكلّيات الحربية، وكذا أذاق الأمريكيين علق الهزيمة في (سايغون) في عام 1975م، ممّا أدى الى احترامه واحترام شعبه من طرف الإمبريالية العالمية.
دروس في التاريخ المعاصر تُستخلص منها العبر، العبرة في القتال، العبرة في المناورات السياسية، العبرة في المفاوضات، العبرة في الصبر والعطاء والبذل من اجل فكرة، من اجل ايديولوجية، من اجل الحرية، من اجل الانسان البسيط وحقّه في العيش الكريم، كيف وكل الغزوات الإمبريالية في القرن العشرين وُجِهت بلحمة شعبية ووطنية من طرف المُستَعمرين خلف قياداتهم الميدانية، فيتنام ووحدتها وراء الجنرال جياب، الجزائر ووحدتها وراء رجال حزب التحرير، كاسترو وشعبه وصمودهم امام امريكا، فالمفروض ان لكل أزمة حلولها، ولكل غزو رجال يصدّونه، ولكل ظلم تنهيه عدالة، وهذه فطرة في الانسان ولأجل حريّته يبذل حينها النفس والنفيس لدفع الشر من حيث بان او طلّ.
فالتاريخ لا يرحم يا سادة، فهو المعلّم بامتياز لكل ذي لبّ وعقل، انّه محرّك غوغل الحق للبشرية منذ فجر الانسانية، فيه من الدروس والعِبر حتى للغافل والأحمق والمجنون وعالم الجن، فكيف بمن يقرأون :{ قد خلت من قبلكم سُنن فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذّبين } ان يغفلوا عن صفحاته وما سُطِّرت فيه من سيّر، ربما أرادوا لعجلة التاريخ ان تخرج عن مسارها وتتجه بصفحتهم الى قاع المزابل فيه، اَقدرٌ هو ام لجهل من دخلوا فيه، فكل المؤشرات والمعطيات على الارض والورق تبيّن سذاجة القوم وحمق سياساتهم اتجاه ما يحيط بهم، اُشرِبوا اوهاما بجهلهم وزُيِّن لهم سوء عملهم، وكيف لا وهم بزعمهم محنّكين في مفاوضة امريكا وروسيا وأزلامهم من الحكومات العميلة في المنطقة، وكأن القوم على قلب رجل واحد والحقيقة ان لكل منهم عصاه ومآرب اخرى، فكل فصيل بما لديه من سياسة فرح بها وأنّه للند في المفاوضات مساواة وله كلمة، فالقوم يُساقون الى المسلخة بعد ان ذاقوا خيانة على الارض مذبحة.
سورية اليوم أضحت ورقة للتاريخ كاشفة وفاضحة للانسانية جمعاء، من القوى الاستعمارية الى الحكومات الوظيفية الى شعوب العالم والمنطقة مرورا بالجماعات المقاتلة، صراع وجود لكل الأطراف وأجندات هيمنة جديدة على كل الاعراف، غُربِلت فيها كل السياسات، واجتمعت فيها كل المتناقضات، وجُرّبت فيها شتى الأسلحة والمعدّات، مخبر للقنابل الذكية والغبية ولشتى الرصاص والهاونات، الضحية واحد ابناء سورية وما نقموا منهم الّا لأنهم سُنَّة، فكل شاردة ماردة الّا وتحزّبت داخل سورية باسم طرد نظام بشار وانهاء القضية، ولكن وقعوا في فخ النجاسة وفي فم الكلب لا يعرف السبيل الى الرحمة، فبعد تشرذمهم امام الاتفاقات والاتفاقيات وعجزهم عن اجتماعهم على قلب رجل واحد كما تجمع الأزمات الأبناء في الثورات، باعوا المقدّرات والمكتسبات بأوهام من سياسة الغدر على أبواب موسكو وواشنطن في سوق انقرة قريبا على موائد استانا بكزاخستان معقل الدب الروسي صاحب الجيفة ذي ناب، فما بال قوم يفاوضون هزيمة على الارض واهمين أنفسهم بانتصار سياسي وحكمة في المفاوضات كصلح الحديبية وكأنّهم على إيمان الرسول والصحابة، فبعداً وسحقاً للقوم الجاهلين.
فاليوم تعلن نتائج مفاوضات استانا قبل انطلاقها في ايام معدودات وفِي عزّ التصريحات، من دافوس الى انقرة، فمن كان ظهيرا للفصائل السورية فاليوم يعلن بدون خجل او حياء استحالة رحيل الاسد في ظل الوقت الراهن، وبمعنى اخر ان عليكم بقبول الأوضاع على ما هي وان تستسلموا للسياسة الدولية والإقليمية في تثبيت حكم نظام بشار لكم ولمن خلّفوكم، وان مقاومتكم عبث كما كانت وعودنا كاذبة لكم، فاليوم بعدما شققنا شأفتكم ولحمتكم بتمزيق اجتماعاتكم على سياسة واحدة فعليكم القبول بالشروط والإملاءات المنتظرة والأجندات المقسّمة عليكم، فأنتم لا تصلحون الّا وقود وأفواه بنادق لمشاريعنا القتالية ضد عدونا الواحد والاوحد المعلوم للجميع عالميا، فأقل ما سيُنتج عن مفاوضات استانا بين الفصائل السورية ونظام الاسد والكبار هو اجندة لقتال الدولة الاسلامية في بداية المرحلة وكشرط أساسي لانتخابات عامة بعد القضاء على كُفَّار المنظومة الدولية والخوارج عن الهيئات الاممية، فنتائج المفاوضات أُعلنت قبل بدئها من افواه من غدركم في حلب ولكنّكم قوم لا تعقلون.
فمفاوضات استانا محسومة البنود سلفا لنظام الاسد وشركائه من روسيا وايران وحزب الله بالاستسلام بدون شروط مسبقة مغلّفة بانتخابات عامة وغير مطروح فيها زمن ولا انتهاء صلاحية للاسد، فأسّ البنود انشاء غرفة عمل لقتال الخوارج عن المنظومة الدولية وبقيادة ضبَّاط روس وأتراك وبجند من النظام والفصائل الموقّعة، وستتقدمون الصفوف باسم الوطنية لمحاربة العناصر الخارجية، ونهاية سذاجتكم ستكون بارود لأفواه بنادق الكبار ايّها الصغار .
ان الجنرال جياب كان رجلا وطنيا مُحِبّا لشعبه ولارضه ولم يساوم ذات يوم في كرامته وحقّ شعبه في الحياة، مبدأه كان حرب بلا هوادة على الارض ودبلوماسية محنّكة حسب ما في يديه من انتصارات رجاله، لم يداهن اعدائه في باريس وواشنطن فلذا سمّوه "العدو العظيم" عظيم بصلابته ومقوفه من اعدائه، فما عسانا ان نقول لأمثالكم الّا كما يقال للوضيع اعمل بشرف زوجتك فقط فلا شرف لك الّا بها، فحيّا الله نساء سورية فهنّ ارجل منكم سياسة وصبرا، فعجز المنطق من تصنيفكم، فإن كُنتُم في سبيل الوطنية فالجنرال جياب بري منكم، وان كُنتُم كما تريدون لُبسًا على الناس كأنكم في صلح الحديبية ولذلك ارض وجند يحكمون بشرع الله، فوالله انتم ابعد خلق الله على فهم السياسة الشرعية، وان قلنا انّكم جنحتم للسلم فلذلك شروط وسنن، فعليكم باب واحدة فهو:"وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين".
السلام عليكم
===================
.. كتبه : نورالدين الجزائري

22 ربيع الثاني 1438هـ  الموافق ل 20/01/2017



jeudi 19 janvier 2017

مقال بعنوان :"النظام السعودي وايران ـ كره علني وحبّ خفي ـ " بقلم المدون نورالدين الجزائري


النظام السعودي وايران    
ـ كره علني وحبّ خفي ـ

وعيّرتنِ بالتي هي الضدّ جهارا، وخلف الكواليس حبٌّ ووئام، نعم ضدان يتظاهران في صراع علني وأمام شعبيهما، صراع وجود وبقاء وتمدد وما في الأحكام على ما في اليدّ، تحالفات وقودية على الميدان واستشارات على الكعكة في طمس الليل وطاولات المواعيد في امريكا وإسرائيل، كلاهما يحارب باسم الله وربّك بريء منهما وبما يضمرون من عقائد شركية، فهذا مشرك القبور وذاك مشرك القصور، وبينهما ربّ قسّم لهما الأدوار، عدوان في النهار وشريكين في الظلام.
فمن أيام كان اجتماعا بالرياض يضم أقوى وزراء دفاع جيوش التحالف الولي والدول الإقليمية الأقوياء، واتفق الجميع على المتّفق عليه سلفا وخلفا وفِي الآفاق وفِي الألفية السادسة وحتى عام نزول عيسى عليه السلام أن العدو واحد يجمع شمل المؤمنين الجدد من البيت الابيض إلى الرياض، مرورا بموسكو وطهران، أجندة عملهم ملف كفارهم القدماء الجدد، الاصولية الاسلامية المسماة بالارهاب الدولي العابر لمشارق الارض ومغاربها، هذا السرطان كما سمته الشرطة الفرنسية وما لسان حال ساسة الغرب إلّا على أفواه قوّاتها الأمنية التي تقاتل كفار اليوم، خوارج الامم المتحدة والإجماع الدولي، كفار لعقيدة التسامح الديني، فمن غير المنطق أن يكون صراعا عالميا كالذي نراه اليوم على مباشر الصورة والصوت والشبكات العنكبوتية السماح للفرقاء الموقّعين أمام هيئة المُحلَّفين الصهيو-صليبية أن يخرّبوا بنود واتفاق الشراكة في الحرب على كُفَّار اليوم بدون أن تُرسم الأدوار ويُذرّ الرماد في أعين السحرة والمقرّبين من الشعوذة الدينية، وإلقاء حقن الموت سريريا لشعوب المنطقة باسم تكاتف الجميع على محاربة خوارج الدهر والزمن كلاب أهل الارض والبرد والحر والنار .. حرب عالمية على الارهاب، إرهاب على العقائد والعروش وعلى السدنة والجيوش، اتفقوا في الرياض على زجّ قواتهم النظامية من النخبة في قتال المفسدين في الارض بعدما أن رأوْا أنّهم هنالك في الموصل قد تعثروا، فهِموا مقولة بن الخطاب -رضي الله عنه- على لسان قولدا مائير وبمفهوم العمّ سام أنّ لو عثر جيشا من جيوشنا النظامية في المنطقة العربية لأصلحنا له الطريق والبساط وجسورًا على الأودية حتى يؤدي المهام لخططنا المرسومة، وأنّ لو عطش كلبا من كلابنا لأسقيناه بدولاراتنا الورقية، ولأغدقناه من خيرات ترسانتنا العسكرية، فالجمع واحد وإن اختلفت العقائد، والتخطيط واحد وإن اختلفت رؤى المصالح والمفاسد، فخراج التخطيط نهايته عند الصليبية ويهود، والقوم في تلاسن ووعيد علنا وفِي المستور سمن وثريد.
فالسنّي اليوم غير الخاضع للنقيضين ظاهريا لهو مشروع إبادة أو استسلام أو نفي لمفهوم ومعنى الشرق الاوسط الجديد، فالتوسعات والتمددات وحرب التناقضات لا تتسع للضعفاء، فالمجرم لا يبالي بضحيّته وما يهمه إلّا ما رسم وخطط ومن ثمّة ثمرة التنفيذ، فأمريكا المتحالفة مع ايران تكون غير امريكا المتحالفة مع النظام السعودي، ونظرة ايران لسنّة سورية تختلف عن نظرة النظام السعودي لهم، وكذلك سنّة العراق بالنسبة للنظرتين الإيرانية والسعودية وهل فيها اختلاف وخلاف ! فالكل يموت بنيران هذا أو ذاك بفارق الاجندات والتخطيطات، فإيران تريد العراق بأقلية سُنّية ومن غير حقوق ولو مدنية، والسعودية تريد سنّة في سورية والعراق بغير عقيدة تنافسية، فالضدان يعملان على أضعاف سنّة المنطقة، وإحداهما تقوي شيعة المنطقة بالعدة والعدد والأخرى تنفق لإخضاع وإضعاف السنة العرب لصالح مشروع واحد يَصْب خراجه في واشنطن وتل-ابيب، ومن أجل قطع لسان سُنّي حرّ لا يُتحكَّم فيه إقليميا ودوليا.
السعودية ومجلسها الخليجي مستعدة للدخول في حرب ضد كلاب الارض والنار في سورية والعراق ومدلول ذلك بالمفهوم البسيط أو المعقَّد والخفي والمعلن لهو من المساهمة المباشرة في الحرب ضد سنّة الموصل بعد تعثّر حمير الروافض من قطعان جيش ايران وحشود مرجعيات قمّ، وهو إسناد لوجيستي لإتمام المعركة بعد أن جنّ جنون أمريكا منذ اندلاع حرب الموصل والنتائج الملموسة الهزيلة، فلُوحِظ أن التخبُّط على أسوار وجسور الموصل من قلّة خبرة الحشود المحشوة بها في أنياب وأفواه كلاب الارض والنار، ولقد رأوْا ما تشيب له الولدان من هول العض والتنكيل، وما كان من أمريكا إلّا أن تصرخ صراخ الماسِّ من الجنّ فتلقفت السعودية آلامها، وراحت تساعد برُقْية كهنوتية ومعدات وتضليل وإشادة بفعل الخوارج الكفّار، وزادت على ذلك بالاستعداد للزجّ بجند من الاخيار لمشاركة الروافض في عقيدة العلن المشركين الفجّار، وما كان لسان حالهم إلّا تقديم صنم المصلحة وتأخير شيطان المفسدة، ومصلحتهم في هذه الآوانة الاجتماع على كُفَّار الوقت والزمان، المعطّلين لعجلة المصالح المشتركة والاستثمارات المتنوعة، وأعداء المذاهب المنحرفة وحوار الأديان السمحة.
ما كانت أمريكا ومن ورائها روسيا والغرب أن يتركوا ايران والسعودية في تناحر حقيقي على مصالحهم الحيوية، فحرب الغرب خاصة مع كُفَّار الساعة والوقت حرب وجود وقيّم ونمط حياة واعتقاد، فكيف تسمح أمريكا بتخريب بنوكها في المنطقة من أموال وخام ومواد أخرى، فيمكنك أن تلعب مع امريكا بلاي-ستيشن ولكن لا يمكن أن تلعب معها في الاستراتيجي ومنظورها البعيد، فالسعودية وايران لابد منهما لتحقيق توازن هيمنة باستعمال ورقة الضدين المتناحرين على المنطقة وشعوبها وثرواتها، ولابد من إيجاد صراعات إقليمية لأخذ العصا من وسط الصراعات بدون الاصطدام أو تخريب المخططات، فالمنطقة يُراد لها داء ودواء والانتماء لهذا وذاك حسب الاعتقاد والأجندات، فانزواء أمريكا في مرحلة الصراع على سورية والعراق لهو من باب الانتقال من الافتراض إلى الحقيقة وكيفية الخروج بنتائج المختبرات عن طريق عشرات الدراسات إلى واقع التنظير وقطف الاستنتاجات، فأمريكا عنوة انسحبت من المشهد حتى لا تُتّهم بالتحيُّز لدولة على حساب أخرى في ظل نار الصراع، وتركت هامش المناورات والتلاسن الدبلوماسي من باب العداء ظاهرا أمام شعوب المنطقة وللرعاع التُبّع من كل المعتقدات، فالإبقاء على التجيّيش وحرارة الطائفية من وقود إطالة الصراعات وخراج كل ذلك تقسيم في الأخير بما خُطِّط له حين أفول نجم العدو الكافر خوارج العالم كلاب أهل الارض والنار.
فاليوم بانت الخطط والمراسيم واُكملت الخرائط على الارض بتدخل السعودية وحلفها "السنّي" في سورية ولاستعادة الرقّة من المارقة تزامنا مع المكتسبات في الموصل، فالعراق كل العراق لإيران، ودير الزور والرقة لسنّة سورية تحت إشراف تركي وتمويل سعودي بعد "الإطاحة" بالخوارج، فيكون المشهد قد اكتمل من كل الجوانب، وتنخفض حدة التوتر ما بين الضدين، والدخول في مفاوضات مباشرة مع ايران بدءً بملف الحج وانتهاء بتقسيم الأدوار في المنطقة ككلاب حراسة للشيعة والسنّة، وهذا ما اكّده علي شمخاني رئيس الامن القومي الإيراني حيث قال : "سنواجه بقوة كل من يريد قلب نظام الحكم في السعودية"، ولكلامه ما بعده وعلى من يقرأ ما بين السطور استنباط الفهم الصحيح لما يدور في المنطقة من تخطيط خطير، فالنظامان متجذران في المنظومة الدولية، وسقوط نظام الملالي لا تسمح به أمريكا والسعودية فالبديل الأصولية السنية، وكذا النظام السعودي لا يُسمح له بالسقوط من أمريكا وملالي قمّ فالفراغ من مَلْئ كلاب الارض والنار، فعدوهما مشترك ومصيرهما مربوط بتعاون مستمر وفِي سرية عالية، فهل من عاقل حكيم ..!
السلام عليكم...
====================
كتبه : نورالدين الجزائري

21 ربيع الثاني 1438هـ الموافق ل 19/01/17





mercredi 18 janvier 2017

مقال بعنوان " خفايا صفقة عبد الكريم بلحاج والعدالة البريطانية " بقلم المدون نورالدين الجزائري


خفايا صفقة عبد الكريم بلحاج والعدالة البريطانية ..

من عادتي أن لا تمرّ على هذا العبد الضعيف أبسط الأخبار إلّا و لي في مجمل مضمونها رأيًا خاصًا وزاوية منفردة فريدة، أحلّل من خلال ذلك من وراء المنطوق عامة ما خفي عن المسموع خاصة، وأنّ لكل حادثة حديث يغفل جلّ الناس عنه أو تغيّبه بعض وسائل الاعلام المرموقة كالذي شعارها الرأي والرأي الآخر، وفِي مستورها الرأي والرأي الأوحد الموجه لك وكفى ..
 منذ يومين تتناقل وسائل أخبار دولية ومحلية خاصة خبر مفاده أن عبد الحكيم بلحاج القيادي السابق في الجماعة الاسلامية السابقة والتي كانت مبايعة لتنظيم القاعدة استطاعته مقاضاة حكومة بلير وتحديد وزير خارجيته جاك-سترو الذي كان ممسكا بملف الارهاب لسوء معاملته وأهله في بريطانيا لمّا كان مقيما فيها من التسعينات إلى بداية الألفية مرورا بأحداث سبتمبر 2001م، ومن خلال شكواه والتي قُبِلت خاصة في هذه الظروف الشائكة من الحرب على الارهاب، وردّ الاعتبار لما اعتبره جناية بحقه من بريطانيا، وأنّ ترحيله سبقه تعذيبا نفسياً وجسدياً ومن ثمة تسليمه إلى بلده ليبيا إبّان حكم معمر القذافي، وأودع السجن إلى فجر ثورة الليبيين على القذافي ومنها الخروج من السجن، وتشكيله لميليشيا ساعدت للإطاحة بالنظام الذي كان يقبع على صدور الليبيين لأكثر من أربعين سنة ..
 الشاهد من هذه الأحداث أن الرجل يقول أنه تعرّض لأضرار معنوية ونفسية وجسدية ومادية مع أهله في بريطانيا أواخر إقامتهم فيها ممّا اضطرّه لرفع دعوى قضائية دامت لأكثر من عقد ضد وزير خارجية بريطانيا حينها جاك-سترو تحديداً، وحكومة توني بلير عموما، ولا يخفى لذي عاقل أن حقبة حكم توني بلير وتحالفه مع الابن جورج بوش كانت من أسوء الحقب أمنيًا في بريطانيا، ففيها تمّ سجن علناً ما عرفنا، وآخرون سرًا ما لم نعرف، وتعذيب، وترحيل العشرات بل المئات من الاسلامين ومن بينهم أبو قتادة الفلسطيني الذي تم سجنه وترحيله للأردن بلده، ولأبي حمزة المهاجر والذي تم سجنه وتسليمه لأمريكا وهو مصري الأصل وغيرهم الكثير، فتلك الحقبة من حكم توني بلير شهدت تجاوزات قانونية غير معهودة ومسبوقة، واتّسمت بريطانيا آنذاك ببلد الجور على أصحاب الرأي والمعارضة، ومن خلال قوانين استثنائية بحجّة محاربة الارهاب تعطّلت ماكينة العدالة في الغرب وخاصة في بلدان الديمقراطيات الكبرى كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ..
 فالرجل اليوم يتمتّع بمفرزات وثمرات نتائج الإطاحة بالقذافي ونظامه، وهو اليوم رئيس حزب الوطن الليبي، وكما كان بالأمس القريب رئيس المجلس العسكري لطرابلس سابقا، ومن قبل ذلك أمير الجماعة الليبية المقاتلة، فهو مخضرم وذات خبرة عسكرية وسياسية لا يستهان بها، ومن إنجازاته السياسية المحافظة على وحدة الاراضي الليبية، وتمّ تكريمه من طرف هيئات ومؤسسات عدّة دولياً، ومنها رئيس جنوب افريقيا وكذا السيناتور الامريكي ماك كين على مساهماته في استقرار ليبيا داخلياً واقليمياً، كما تمّ قبوله سياسياً من طرف قوى إقليمية معروفة زارها عدّة مرات سرا، ومن جملة مقاضاته لبريطانيا اختطافه مع عائلته في بونكوك عام 2004م من طرف المخابرات البريطانية MI6 وترحيله لليبيا وسجنه إلى خروجه في عام 2011م ..
 لكن حدثا ما سبق قبول الطعن في قرار العدالة البريطانية عدم أحقية بلحاج في مقاضاة حكومة توني-بلير وخاصة وزير خارجيته جاك-سترو والذي كان يترأس أيضا جهاز المخابرات البريطانية لسنين، والامر يعود الى ما يحدث في ليبيا منذ ثلاثة سنوات ببروز الدولة الاسلامية في الاراضي الليبية كأمر واقع، ومن ثمّة اصطفاف الكتائب والميليشيات الحزبية والوطنية لقتالها والمدعومة دولياً واقليمياً وللحدّ من نفوذها، وهو بمثابة مقايضة سياسية بفتح ملفّه أمام العدالة البريطانية ووجوب تعويضات للضرر الملحق به وبعائلته مقابل تنسيق غربي استخباراتي بموجب خبرته العسكرية، وحشود وقتال من بعد ذلك للدولة الاسلامية والمحاولة للحدّ من تغلغلها في المجتمع الليبي، فالغرب لا يعطي حقوقا سياسية بالمجّان، ولكان كل ممّن ذكرنا وحالاتهم أكثر ضررا من بلحاج أن يرفعوا قضايا وقد رُفِعَت فعلا ضد ديمقراطيات الغرب ولكن لا سبيل لاسترجاع الحقوق إلّا بالمقايضات السياسية العفنة ..
 فإنّ فتح ملف عبد الحكيم بلحاج اليوم في بريطانيا في ظروف سياسية تعبوية ضد الارهاب فله ما بعده من تفاهمات سياسية وعسكرية في ليبيا، فالرجل في خلاف مع حفتر في نظرتهما لليبيا الغد، فحفتر خيّب ظنون بعض الداعمين الغربيين باستدارة ظهره لهم واللجوء إلى روسيا مؤخرا بتفاهمات سرّية، فالرجلان في حالة تجاذب سياسي حاد على مستقبل ليبيا ومن ورائهما شبكات استخباراتية معقّدة وتحالفات غربية متناقضة، فهما حربة في قتال كل فكر "متطرّف" وخاصة الدولة الاسلامية في ليبيا، ومشروعان من أجل تمرير صفقات اقتصادية مقابل امتيازات سياسية مستقبلية، والنفس والنفيس لمن قدّم وخدم أكثر ..
 فالغرب اليوم وخاصة في هذه الظروف من فقدان البوصلة في الصراعات مع الدولة الاسلامية في كل من سورية والعراق وليبيا، لا يهدأ له بالا في جمع كل شاردة ماردة وتبييض ماضيه وتزيين مستقبله للحفاظ على المكاسب الاقتصادية في بلدان الصراع، وعدم استقرار بلدان الشيك على بياض بمعنى زعزعة اقتصاديات الديمقراطيات الكبرى، وليبيا بلد البترول والغاز بامتياز وعلى مرمى حجر من إيطاليا بوابة أوربا الجنوبية، فالكل يتحالف مع الكل وطيّ الخلافات السياسية والتعويضات بملايين الدولارات لأجل الاستقرار الاقتصادي خاصة في أوروبا الغربية، فالكلب إن كان وفياً فبزِرّ من جهات معلومة يصبح أعقل من ذئب سوندريون ومن الناصحين الاوفياء لها، فلا عجب إذن من تحالفات الكلاب مع الذئاب في ظل قانون الثعالب ..
السلام عليكم ..
=================
كتبه : نورالدين الجزائري
20 ربيع الثاني 1438ه الموافق ل 18/01/2017