Rechercher dans ce blog

mardi 28 août 2018

مقال بعنوان : " إنّها السنن وربّ الكعبة " ... بقلم نورالدين الجزائري



إنّها السنن وربّ الكعبة ..

عند اشتداد الحرب في سوريا 2014 م، وقبل خلط الأوراق من طرف المجتمع الدولي على الجميع، لإضعاف شوكة المجاهدين والإطاحة بنظام الدولة العميقة في المنطقة، ويتحرر المسلمون من الهيمنة الصليبية والنظم الوظيفية، كانت الراية واضحة المعالم، نقيّة الصف من غير طلاسم، وبعد أن دعى من كانت له الخبرة وباع في مقارعة الأعداء بكل أطيافهم ونِحلهم أن ادخُلوا الصفّ تحت راية واحدة ولكم بعدها الثمار والمغانم، استنجدت المخابرات الإقليمية منظّرين، وعلماء، وشيوخ، ودعاة، وطلبة علم، أُختِروا بعناية كحربة في صدر من يحمل هذا المشروع وكخنجر مسموم لوأد مثل هذا التوجّه الخطير لإحياء الأمّة، وما هم في الحقيقة إلّا أعداءً رسميين لهذه الراية وهدف لطمسها وتنكيسها، ولإبقاء المسلمين تحت حكم الطواغيت وتشريعات الأمم المتحدة والوصايا الدولية، حينها طالب هؤلاء من أصحاب الراية الرجوع إلى أوكارهم أو الإندماج تحت الرايات المعيّنة والذوبان في مشاريعها، فتخندق الجميع من مصر إلى المغرب مرورا بالأردن والكويت والجزيرة العربية وحتى إلى بعض العواصم الغربية، متوعّدين الصادقين بمصطلحات أم الكتب الفقهية وإنزالها فيهم نكاية برفضهم كحماة للدين ولحراسة العقيدة ورفع لواء ذروة سنام الإسلام ولمشروعهم الوجودي وهدفهم المستقبلي للذب عن الإسلام والمسلمين، فكانت لهم الشوكة ونالوا من الصف حتى فرّقهم الله إلى مليشيات ومزّفهم شرّ ممزق، ومن السنن أن إذا أوذي وعودي جندٌ أو عبادٌ من ممن اختصّهم الله بعنايته ومعيّته فإنه سبحانه وتعالى هو من يتولّ الدفاع عنه، ومحاربة من مكر عليهم، ومن يتوعّد الله فمآله الخسران والهوان ..
إنّ من ضمن المُصِرّين على عودة الصادقين ، من أين جاؤوا ، والمشنّعين عليهم باسم تخريب ثمرة الثورة وجهاد السوريبن، والذين بعدها أمروهم بالانشقاق والاندماج تحت راياتهم هم اليوم من بأسهم شديد بينهم، وما أشبه اليوم بالبارحة، فالفصائل التي نادت البارحة الصادقين للانقراض والخروج من سوريا والتي تخفّت وراء المنشقين عن الصادقين هي اليوم تنادي هذا الفصيل بأن ينصهر تحت راياتهم أو يحلّ نفسه ويعلن براءته من ذروة سنام الإسلام إرضاء للغرب وعلى رأسه أمريكا وروسيا، فالجزاء من جنس العمل، وفقه التنازلات مرض عضال لكل فصيل مقاوم، وكما قدّمت باعا فحتما ستقدّم ذراعا، وكما تتنازل عن المبدأ الواحد سيطالبونك بالمبادئ الأخرى، وحتما ليس من العقيدة والأصول أن تتنازل وأنت على حق وإن فعلت فقد لبست ثوب الباطل من حيث لا تعلم وإن أتيت بكل المبررات الشرعية ومن فقه الواقع ..
إنّ ما نراه اليوم ونعاينه من حسم المعركة لصالح نظام بشار ومن وراءه إنّما أصله سياسات هذه الجماعات الوطنية المرتدية لباس الإسلام زورا وبهتانا والإسلام منها برآء، فإنّ الهزيمة في المعارك ليست بفقدان أرض أو موقع أو مكان استراتجي من هنا أو هنالك، إنّما الهزيمة الحقيقية عندما تيأس وتذهب عنك الإرادة القتالية، وتصبح رهين وعود بالية، والسبب وضع المكاسب قبل شدّ المسالب، والحلم بالمنتفع قبل إنزاله من المرتفع، ومن السنن أن يُفتضح هؤلاء وتعيّرهم الأوقات وهذه بتلك، فالأمور من مكر الله ولا غير، ومن عاد لله وليا فالنتائج ما نراه اليوم من استجداء للطواغيت، فلا حاجة لله بهؤلاء وليذهبوا لشركائهم الذين كانوا يدعون ويناصرون عند مفترق الطرق من الجهاد الشامي، فاليوم لا خيار أمام من الناكث وجنده إلا الموت بسيف الأعداء، وكأن الله سبحانه وتعالى يريد من هؤلاء حسابا عنده ولا غير في اليوم الآخر، ومن حكمته أنه لم يمكّن للصادقين من رقاب الغادرين في خاسرة الجهاد برمّته في هذا البلد العزيز، ويمكر الله وهو خير الماكرين .
إنّ اللّوم كل اللّوم على المنظّرة وبعض السرورية ما أصاب المشروع الجهادي في سوريا اليوم ، ولم يكن تنظيرهم من علم بل من إملاءات واستجداءات من طرف العمالة للمنظومة الدولية، فالتبريرات أصبحت لا تنفع ولا تنطلي مع أبسط المسلمين ناهيك عمّن تصدّى لأهوائهم وما كانوا يطلبون، فالحمد لله أن ثبت الصادقون ولم يبالوا لتأصيلاتهم الجوفاء، ولمصالحهم الشخصية العرناء، فإنّ ما وصلوا إليه وما أوصلوا من رسائل للمسلمين فقد باتت نهايتهم وأفول نجمهم قاب قوسين أو أدنى، ففصيلهم ذاك سينتهي حتما بإلقاء السلاح الخفيف والثقيل، وسيندثر قادته ويزولون تحقيقا لا تعليقا، فإنّهم سيكونون بذلك قد مضوا على سجلّات وفاياتهم بأيديهم مع سبق الإنقراض، وحينها سيُقبرون في مزابل التجارب البائسة واليائسة بلا رجعة، وربكّ قد قيّض لهذه الأمّة من سيجمع شمل المسلمين عن قريب للانتفاض والزئير على كل من ظلم الأصول، فإنّها السنن لا تحابي أحدا وهي مع الذين صدقوا الله في نصرة دينه، ومن يزيغ تُزاغ عنه السنن، وكفى بربّك هاديا ونصيرا ..
السلام عليكم ..

=======================
كتبه نورالدين الجزائري  .
17 ذي الحجة 1439هـ الموافق ل 28/08/2018

samedi 25 août 2018

مقال بعنوان " المقدسي، ذلك المنظّر الماكر " ... بقلم نورالدين الجزائري



المقدسي، ذلك المنظّر الماكر ..

ربّما كنت من الأوائل الذي تكلّم عن الحرب الخفية الدائرة والطاحنة بين المقدسي وغريمه الفلسطيني حتى وصلت لأنصارهما ومن مدّة ليست بالقريبة، وكنت قد تكلّمت بعدها أنّ الحرب على وشك أن تطفو للعلن وها نحن اليوم نرى مدى تأثيرها على مجريات الحرب في سوريا، وكيف تشرذم أتباعهما وتقوقعهما إلى تيارين محاربين لبعضهما البعض داخل بيت القاعدة وعلى إشراف الظواهري بنفسه دون الحيلولة لإيجاد الحلول لِلَملمة ما ترك الشيخ أسامة رحمه الله تعالى ..
والأمر وإن بدى جديدا للبعض فهو قديم ومنذ اختفاء الملا عمر في 2002 م والذي أُعلن عن وفاته إلّا في 2016 رسميا من طرف حركة طالبان، والصراع كان على أشدّه بين أسامة بن لادن والظواهري إلى أن اعتزل الشيخ أسامة قاعدة الجهاد وحطّت به الرحال إلى أبوت-آباد في باكستان ومن ثمّة اغتياله من طرف أمريكا في 2 مايو 2011م، وكان بعض الإرهاصات من هنا وهنالك تقول أن الشيخ أسامة قُدّم رأسه قربانا للأمريكان حتى يتمّ إزاحة جسد تنظيم القاعدة من على ثوابته العامة وخاصة في نظرته للطواغيت وأعوانهم من جند وسياسيين إلى عوام تخدمهم وتخدم مخطّطاتهم لإبقائهم على أعناق وأجساد المسلمين ..
الشاهد من الكلام أن الشيخ المقدسي تعلّم من أخطائه وفي تنظيره خاصة للقاعدة، وقد تعلّم الكثير من حادثة المراسلات مع أبي مصعب الزرقاوي رحمه الله، وكيف كُشِف أمره بأنه كان يخدم المخابرات الإقليمية والدولية في تحليل مخطّطات تنظيم التوحيد والجهاد في العراق، والمتتبع للرجل وتنظيراته ومقالاته وكلامه وتغريداته بين البارحة واليوم يرى أن المقدسي قد نضُج استشرافيا، ولم يبق ولم يزل ذلك الرجل الذي كان يفتي في الصغيرة والكبيرة لأي جماعة كانت ترفع شعار الجهاد في البلدان العربية والإسلامية، فالرجل اليوم وبعد أحداث سوريا وخاصة حادثة الكساسبة وقع في الفخ الذي لطالما تحاشاه حتى تبقى له مصداقية داخل التيارات الجهادية، وهو مكشوف لأنصار الزرقاوي بعده ولدولة العراق الإسلامية بقيادة ابو عمر البغدادي، وقد انكشف أمره أكثر مع الدولة الإسلامية في العراق والشام بقيادة ابي بكر البغدادي، فلم يُستشر حتى في قيام الخلافة ولم يأبه له، الشيء الذي جعله وشجّعه على لملمة بيت تنظيم القاعدة وإعادة مفهوم أُسُس تكوينه والرجوع إلى فهم المؤسس الأول في البراءة من الطواغيت وأعوانهم وأشكالهم..
إنّ الشيخ أبا محمد المقدسي تعلّم الكثير من أخطائه خاصة عندما نكث الجولاني بيعته للدولة الإسلامية، وتعلّم من مراسلاته كما قلت مع الزرقاوي، وتعلّم من الحجّة التي أظهرتها وقدّمتها داعش على أنها ليس لها بيعة للقاعدة، وقد أقرّ ذلك وفهِم الأمور على غير الذي كان عليه غريمه في التنظير الفلسطيني، والشاهد من الأحداث عند تصادم الافكار والجند بين أنصار القاعدة والنصرة من جهة والدولة الإسلامية من جهة أخرى كان المتصدر للأحداث والذي أفتى بقتال داعش بفتوى الخارجية هو ابو قتادة الفلسطيني وإن كان للمقدسي يدا خفية في ذلك، وكان دائما ما ينئ بنفسه على أن ليس له دور في الساحة وأنه اعتزل الأحداث وما يجري في سوريا، لكن الرجل كان حذرا جدا ، وكان يعلم أن للدولة الحق في قتال الفصائل الموالية للنظام الدولي، وكانت تجسيدا لكتابه ملّة إبراهيم على أرض الواقع وإن لم يقر بذلك أو يعلنه حتى للمقرّبين، لكن بياناته وتغريداته كانت تفضحه في كل مرة إلى أن وصلت الأمور إلى مفترق الطرق عندما نكث مجددا الجولاني تمسّحه من الظواهري، وأسس حزبا سياسيا مستقلا ولو عليه طابعا مقاتلا، ومنها احتضان الفكرة من طرف ابو قتادة الفلسطيني بتزكية من فتاواه وإنزال الأمور منزل تكاد الساحة أن تنفجر من هول ما وصل إليه القوم من تمييع للتوحيد، ووضع الأيادي في أيدي طاغوت من طواغيت المنطقة المعروف بحقده على المجاهدين والتعاون مع جنده وعساكره وكل ذلك تحت فهم الواقع وتقلّبات المرحلة، الأمر الذي أوصل الأمور إلى ما هي عليه اليوم من تلاسن وقطيعة رحم وفهم للتوحيد وما يدندن القوم حوله ..
فصدق من قال أن حرب سوريا عرّت الكل نيّة وقولا وفعلا، وفضحت ما كان يبطن البعض من دسائس لدين الله وإن امتهن الصدق أعواما، فالشيخ المقدسي بعد أن افتضح تصريحا وأحداثا ها هو اليوم يرجع إلى حيث بدايته برفع علم التوحيد، وأن لا توحيد إلا توحيده، وها هو اليوم ينئ بنفسه على ما ستؤول إليه الأحداث وبفعل مغامرات الصبي الجويهل الذي فضح الجميع بانشقاقاته وتدحرجه من الإيمان إلى النفاق إلى الزوال عن قريب بفراره إلى تركيا أو تصفيّته بعد أداء المهمّة، فالمقدسي لا يريد مغامرة غير المحسوبة وإن كان من المساهمين في تعفين الساحة، ولا يريد مناصرة غريمه الفلسطيني أو تشجيعه في مواصلته للإنتصار للجولاني، ومن هنا افترقا الغرِيمان وأنصارهما، والتلاسن بينهما على لسان أفراخهما زاد حدّة وإن لم يدخلا الصراع، فالمقدسي يعرف الساحة جيّدا على غرار الأحمق الفلسطيني الذي تنكّر لتوحيده باسم المرحلة والدخول في تجربة جديدة، فلا شكّ أن ورقة ابو قتادة الفلسطيني قد احترقت نهائيا ومن دون رجعة ولم يبق في جعبته هواء بعد معركة إدلب التى طبولها بدأت تُسمع، والمقدسي ما أراه إلّا ذكيا متعلّما من أخطائه وأخطاء غريمه المقرّب، وأنه يراهن على تجديد بيت تنظيم القاعدة على أسس فهم المؤسس وتصدّر التنظير بغير منافس أو منازع، وأنه إذا ما كُنِس الجولاني وحزبه سيخرج علينا المقدسي قائلا: لقد كنت من المحذّرين من طريقكم وأنكم جميعا إلى زوال، فلا تلوموني ولوموا منظّركم وأنصاره، فأنا بريء مما سلكتم، وكنت قد حذّرتكم من الصبي الجولاني وخطورة ألاعيبه وسقوطه في وحل المخابرات الإقليمية والدولية، فلكم اليوم مسلككم، ولي مفهومي للأحداث، وتوحيدي، وقاعدة تنظيم الجهاد ..
السلام عليكم ..

==========================
كتبه نورالدين الجزائري .
 بتاريخ14 ذو الحجة 1439هـ الموافق ل 25/08/2018






vendredi 24 août 2018

مقال بعنوان : بين خطابين " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري




بين خطابين ..

الحرب في هذه الآونة من عمر الجهاد السوري على أشدّها بين المنظِّرَين المقدسي والفلسطيني، فقد اختارا طريقهما واتّضح نهجهما وتمسّحا كل واحد منهما بكبيرهما الظواهري.
فالمقدسي مع أنصار الدين فرع القاعدة في سورية، والفلسطيني مع هيئة تحرير الشام في إدلب، ولكل منهما فهما لباب التوحيد، فالمقدسي لا توحيد إلا بما جاء به، والفلسطيني لا توحيد إلا ما عليه المرحلة، فالأوّل يرى كفر الطواغيت وجندهم، والثاني يرى كفر دون كفر في بعضهم، وقد فرِح لفوز اردوغان لكن في نظره يبقى طاغوتا ونادى بتعاون هتش مع جنده ومخابراته، ولا يرى كفر بلاعمة الطواغيت وقد أثنى من قبل على الفوزان وسجنه وزيّن لأبي بكر الجزائري عمله بعد موته، بخلاف المقدسي الذي أصبح يخالف غريمه في الصغيرة والكبيرة ..
وحربهما قديمة جديدة، فمنذ نكث البيعة الأولى للجولاني من الدولة الإسلامية ودخوله تحت راية القاعدة متمسّحا بالظواهري وأنصاره بدأت معركة الأقطاب في استقطاب القطب المنشق، فالمقدسي فرِح بنكث البيعة وهلّل وكبّر وازبد وأمعن في حادثة الكساسبة، وأما الفلسطيني فكانت حادثة نكث البيعة كهدية لمروّجاته من قبل الحادثة عندما لم تأبه لنصائحه الدولة، وزاد من حقده لمّا بيّن له الجهابذة غيّه وضلالاته وانحرافاته المنهجية وأنه مذبذب وقد تبيّن صدق من وقف في وجهه لاحقا، فهي تعرف الخصوم منذ المفارقة بين الزرقاوي والبرقاوي، وقد درستهما على مشرحة الأقوال والأفعال قبل قيام الخلافة وخاصة عندما نادت لمن هو الأجدر للقيام بها، وكان رد الفلسطيني حينها بمقال "ثياب الخليفة" نفث من خلاله كل أحقاده على مخالفيه وتبيّن نهجه ومنهجه حينها، ودوره معروف من خلتل فتاويه في التحريض على قتال كل من خالف نظرته للتوحيد، فكان أوّل من أفتى بقتال المهاجرين وإعطاء صكوك الجهاد لغرف الموك وأنّهم على ثُغر من منازلتهم للخوارج حسب تنظير من افسد تجارب الآخرين، لكن المقدسي كان اشدّ من صاحبه جرأة في تحديد الخصوم ولم يكن ينافق حتى تبيّن للخواص والعوام مدى حبّ الرجلين للمرجعية والزعامة والتنظير، ورحِم الله شيخ الإسلام ابن تيمية حيث كان يقول دائما: نحن معشر العلماء أفعالنا خير من أقوالنا، وكان له ذلك لمّا وُجِد على رأس الجهاد ساعة النفير، فليس الذهب كالحديد والناس معادن بحسب البواطن ..
فما تناحر الإخوة الأعداء اليوم إلّا من خبيئة ودسيسة في الأنفس، فالرجلان لا يعبهان من الدماء التي أُريقت بسببهما، فإنّ ما جرى ويجري اليوم في الشام فبسنّة التمحيص والدفع والاستدال، فحادثة نكث البيعة كانت خيرا للجهاد ولم تكن مصيبة أبدا وإطلاقا، فيها تعرّى القوم وبان ما كانوا يُبطنون من حظ النفس وغمط الحق وأهله، بل إنّ عملهما من عمل المشكوك فيه عمليا ومن الأدوات الإستخباراتية المحضة والتي لا تنطلي على ساذج ناهيك عن من أرهق نفسه في متابعة كتابات وتصريحات القوم، فالتوحيد الذي يناديان إليه ويعادون ويهادنون من أجله ليس بالتوحيد الذي في أمّهات الكتب وعلى ألسنة علماء الأمة الذين هم في سجون الطواغيت، إنّه توحيد يتبرأ من طاغوت وجنده دون طاغوت وجنده، فكان أولى بهما التبرأ من ابن الانجليزية علنا كالغلاة والمميّعة والخوارج في نظرهم مثل آل الشويل والسناني، فالعبث بركيزة العقيدة من خلالهما خلّى العدو يتوهّم أنه على فتوى صحيحة من بلاعمة آل سعود في قتال الخوارج زعمهم، فما الفرق بين تنظيرهم وفتاوى الآخرين اعتقادا وقولا وعملا، اللّهم فقط أن بلاعمة آل سلول يفتون وهؤلاء المنظّرين يشرحون ويسقطون الفتاوى على حسب الموالاة والمعاداة لهما، فاللّهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا من يتبرأ من عقيدة القوم وينصر دينك لا مهادنة فيه لأحد إلّا لمن أراد أن يحكّم دينك بالتوحيد الذي أنزلته في كتابك الكريم ..
فما نراه اليوم من خطاب وتصريح مضاد يدخل في مكر الله على القوم واستدراجهم إلى التلاسن وفضح بعضهما البعض وإشغالهم فما لا يضرّ طريق الصادقين، فإن المرحلة اليوم تستوجب أن يكون في الساحة فصيلا واحد نقي التوحيد وصافي العقيدة، فالبارحة كانا في حلف ضد الخوارج واليوم يخرج الآخر عن الآخر وكل ذلك من مآلات ما آلت إليه الساحة الجهادية في سورية، فقد غُربِل الكل وعاد من عاد إلى حضن الطاغوت بشار وكانوا بالأمس من تشدّق بفتاويهما وحارب بهما الصادقين، وآخرين قبضوا الأثمان وأصبحوا تجّارا في منتجعات تركيا، ولم يبق إلا حزبا المقدسي والفلسطيني، فهَتش ستذوب في الاتفاقات والتفاهمات باسم المصلحة ومفهوم النوازل، وخراس الدين سينشق الكثير منهم عن المقدسي وكبيرهم الظواهري لما رأوه وسيرونه من تذبذب القوم في كل شيء، فخطاب الظواهري بالأمس لم يحمل جديدا بل من كلتمه القديم صنع شريطا، والقوم في نظرية العقم ساقطين ولا أفُق لسياساتهم، فالقتال مجمّد والفتاوى في تلخبط والمنظّرين في تلاسن والأفراخ ينفخون كير الدخان، وليس بهكذا أعمال يُنصر القوم والله المستعان ..
إنّ كلمة البغدادي الأخيرة جعلت من القوم بكم صم، وقد علّق العالم على كلمته ولم يأبه لكلمة كبيرهم الظواهري، وقد أثنى المقدسي على توحيد الغلاة أكثر من توحيد المميّعة بعد كلمة زعيم داعش، فلذا جنّ جنون القوم متّهمين المقدسي باحتكار التوحيد وإنزاله على فهمه، ورأى مناوئه أنه لابدّ من تبيّن في المسألة ولذا خرجت أفراخه بالتحامل على المقدسي واعتقاده، فاليوم الهوة والبون اتّسع وتباعد بين التنظرين، ولم يعد البارحة كاليوم، فقد عطّلا مفهوم الجهاد والقتال واستثمرا في الصلح والسلم وإن كان مع من يصفهم الأوّل بالكفّار والآخر بكفّار غير الكفّار على غرار ووزن كفر دون كفر، فستشهد الساحة في الأيام المقبلة زلزالاً عظيما في قلب موازين القوى بسبب فهم وفتاوى غير محسوبة، وحينها لا ينفع البكاء كالنساء اللواتي هنّ اليوم أرجل من كثير ممّن في الساحة السورية ..
السلام عليكم

========================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 13 ذي الحجة 1439هـ. الموافق ل 24/08/2018





mercredi 8 août 2018

مقال بعنوان " سبع عجاف و رمق المنظّرة الأخير " بقلم المدون نورالدين الجزائري



سبع عجاف ورمق المنظّرة الأخير ..

استوقفني خبر لأنصار القاعدة الجدد حرّاس الدين ولهيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني حيث روّجوا من مدّة أن الدولة الإسلامية تحالفت مع النصيرية لقتال الفصائل السورية وعلى رأسهم ما ذكرت، والعجب من هذا الإتّهام أنّ القوم سلكوا مسلك من يقول بالصنيعة ولم يثبتوا لهم لا صانعا ولا حِرَفيّا، وزادوا على هذه الخصومة ترويجات كثيرة عديدة وأخيرا منها إجلاء بعض مقاتلي الدولة بطائرات هليكوبتر من احد الولايات الأفغانية من طرف حكومة امريكا في كابل، والفجور في الخصومة احد امراض الزهايمر عند البعض وأخص بالذكر الفصيلين العدوين لبعضهما البعض والحبيبين في معادات من عرّا وكشف زيف جهادهما المبني على تقديم مصالح الدنيا على التمكين لدين الله، ولكن عندما كشف موقع الأسوشيتد برس من خلال قناة الجزيرة أن الرياض تعتبر أن جماعة الحوثي وإيران تشكلان تهديدا كبيرا للسعودية وامنها وعمقها الإستراتيجي، ولذا فإن السعوديين تبنوا سياسة إشراك مقاتلي القاعدة وتشكيل تحالف فعلي مع التنظيم في شبه الجزيرة العربية .. فما كان من القوم إلا الإنكار والنّياح على الخبر، وأنه كاذب وملفّق، ونسوا او تناسوا خير الجزيرة في ايصال صوت الناكث للبيعتين وتحسين صورته في الداخل والخارج، وحينها كان القوم في نزوة من الوصول للهدف من "جهادهم" للنصيرية وإيران، وأن طريق "الإعتدال" مطلب السوريين وجميع الفصائل في ردّ عادية العدو ورسالة تجميلية لأمريكا، حتى تبنّت تركيا رسالة امريكا في احتضان الجماعة بموافقة روسية أخرى، وحينها رمتني بدائها وانسلت ..
لم تشهد ساحة قتالٍ عملية بترٍ وليٍّ للنصوص في باب الجهاد وأحكامه اليوم كساحة الشام عموما وسورية خصوصا، ولم تسقط عمائما كنّا نحسبها شامخة، ولم تزل اقداما كنّا نظنّها ثقيلة إلّا بعد الذي حصل ويحصل اليوم في الشام والعراق وخرسان وليبيا في ظلّ تقلّب الفتوى والمصلحة المرادفة لها، فالقوم نالوا من أئمة الدعوة النجدية -رحمهم الله تعالى- في تبيين امر الطاغوت وجنده، ولمزوا شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في مفهوم المصلحة والمفسدة، وخالفوا المؤسس لقاعدتهم -تقبّله الله- في امر البيعة وراية القتال، وانزلوا نصوصا على غير فهم السلف والخلف العدول للنوازل، فزاغوا عن جادة الحقّ حتى ازاغ الله قلوبهم وجعلهم من جملة المستهزئين بالاصول في التوحيد والجهاد، وسلكوا طُرق المداخلة في رفع لواء الجرح عفوا التوحيد، وألزموا كل من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا بما فهموه من تأصيل، وأما من خرج عن حزبهم فَهُم وفَهْم علماء السلاطين في كف واحد من ميزان العقيدة في إثبات خارجية الجماعات التي ليس عليهم سطوة ولا فكر او بما تهوى الأنفس والتوجّهات، فكفّارهم غير كفّار أئمة الدعوى او حتى عند مؤسس جماعتهم، فلا يرون في الروافض إلا الأعيان كفارا، وطواغيتهم غير المتعارف عليهم في أمّهات الكتب، حتى اصبح عندهم اردوغان من الأئمة وجب الدخول تحت سلطان مخابراته وجنده، وبلاعمتهم غير الذي حذّر منه جهابذة العلم فأصبح عندهم بلاعمة آل سعود ممن أدخِلوا السجن مؤخرا من حماة الدين والعقيدة، فانتكست المفاهيم ودُلّس على الأقاويل وأصبح المسلم البسيط في حيرة من أمره بعد أن اتَخذ هؤلاء كمرجعية لفهم الجهاد وأصوله، فإن دين الله نور ولا يمكن أن تُطمس معالمه واصوله من طرف من ثبت جهله في مناظرة حديثة بسيطة عن صحة حديث الخوارج كلاب النّار، فالعلم دين وقد آرانا الله والحمد لله جهل من كان سببا في إفشال تجربة شعب في بلد اسلامي معروف، وكان الحصاد معلوم وقد اشار إليه أحد اقرانه بأنه سبب المحنة والقتل والدمار الذي ألمّى بالقوم في التسعينات من القرن الماضي، والرجل لا يزال على ذلك المنوال والطريق حتى بيّنت حادثة الشام شؤوم جهله في النوازل، وعرّته سورية حتى ألبسته عمامة البلاعمة وشأنه اليوم انكى من الفوزان، فالأخير كان ولا يزال وفيا لمعتقده ولوليّ نعمته، والأول جعله الله في تقلّب من امره حتى ارانا فيه بيعة لطاغوت من طواغيت المسلمين المحاربين لدين الله وشرعه ولأوليائه، ورأينا تأصيلاته في الباب حتى اصبحنا نترحم على اقاويله السابقة، ولكن من بهن الله فما له من مكرم، فقد آذى جمعا كبيرا من اولياء الله امواتا وأحياء وما كان من الله إلا ان يضلّه عن علم حتى إذا أخذه لن يفلته وما ربّك بظلّام للعبيد ..
إنّها الشام الفاضحة الكاشفة، فقد كتبت من عامين أن لا يبق في سورية إلا راية واحدة تقاتل الجميع حتى يستسلموا لأمر الله ومراده، وستفول رايات الشرك الأخرى الى مزابل الغدر والخيانة لدين الله ورسوله وما كان عليه سلف الأمة من فهمٍ لذروة سنام الإسلام، فما كان دين البارحة فهو دين اليوم وغدا، والاصول لا تُبدّل ولا يُتلاعب بها وهي محفوظة عند اوليائه وخلوفهم الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالتشنيعات على حاملي الراية النقيّة الصافية لا تزيد القوم إلّا ثباتا وموتة صادقة في سبيل الله ومراده، ومن غدر البارحة يغدر اليوم وغدا، فالقوم غير مؤتمنين على الأصول، ومن يرى خلاف رؤيتهم وتأصيلاتهم فهو من المتنطّعة والغال في دين الله وعلى أقل تقدير من المميّعة، ولكن شأنهم في مقولة المجدد -رحمه الله تعالى- حيث قال ان قلنا التوحيد قالوا نعم وإن قلنا القتال قالو إلاّ القتال، ومن جملة رفصهم للقتال راحوا يغيّرون الثوابت فيه حسب المصلحة والمنفعة زعمهم، ولكن من دقّق وبيّن وجد أن المصلحة المدندن حولها إنّما مصلحة الجماعة الضيّقة التي لا تقصيهم من الأنا والتصدّر والمرجعية في الصغيرة والكبيرة، وقد فوّت عليهم الصادقون ذلك عندما قالوا لهم اختاروا لنا إماما نتوافق عليه لنقاتل تحت رايته من اراد لدين الله طمسا او طقوسا، فأبى القوم إلّا أن نادوا في الدّيار ان احذروا كلاب النار جاؤوكم ليبدّلوا عنكم معتقد ودين آبائكم، فالقتال في سورية جعلهم كالثعابين يبدّلون جلودهم في كل موسم حصاد حسب صنم المصلحة والمنفعة، فلله الحمد والمنة على ان كشف هؤلاء للأمة فأصبحوا اليوم من المنبوذين، وشأنهم شأن بلاعمة التخدير من مرجئة وصوفية وطرقية وحزبية، لا همّ لهم إلّا الدولار والإعلام والشهرة في الآنام ..
إنّ الذي كشف هؤلاء هو مكر الله لعباده وما اصطفى من الصادقين، ففتنة الحي المتصدر للنوازل لا يُؤمن شرّها مادام متقلّب في كنف ونعمة الطاغوت ذكرا ومعيشة، فأصبح من يقاتل لتمكين دين الله على الأرض كلبا يُصرّح ويُشنّع به في المدائن، والذي يحمي حمى أمريكا في المنطقة وعلمانيتها المفروضة على المسلمين من خلال الحكومات الوظيفية من اولياء الله الصالحين ومن فقه النوازل، ففي كل مرة تقطف أمريكا الثمرة من جهاد المسلمين وتضحياتهم بسبب حصاد ألسنة بعض البلاعمة، واليوم أمريكا راضية عن قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية من خلال تحالف السعودية معها، وأمريكا راضية بتحالف تركيا مع جماعة هتش في إدلب بمباركة منظّري القاعدة، وحاشا قاعدة الشيخ أسامة، وها هي أمريكا وحلفائها تكرر الكرّة مرة أخرى في قطف الثمار وبسبب من ..؟! .. إنّها السبع العجاف للمنظّرة الجهادية فلا ثمار ولا سقية للقوم بعد اليوم ..
السلام عليكم ..
=======================
كتبه: نورالدين الجزائري
بتاريخ 26 ذو القعدة 1493هـ الموافق ل 08/08/2018