Rechercher dans ce blog

mardi 17 décembre 2019

مقال بعنوان " حرب أنابيب الغاز في البحر المتوسّط وجهل قراءة الأحداث " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



حرب أنابيب الغاز في البحر المتوسّط

وجهل قراءة الأحداث

 المدعو عمر عبد العزيز الذي من المستحيل أن تجده على ركن شديد من تنظيراته الأيديولوجية وتقلّباته سياسيا أراد أن يوهم نفسه وأتباعه ومن يصفّق له على أنه بالسياسة خبير وبالإقتصاد عليم وبالتناقضات جدّ بعيد، لكن سرعان ما وجد نفسه أمام تغريدة عرّت جهله بما يدور حوله من البديهيات السياسية، فلا أدري أين يعيش الرجل وكيف يجهل ما يدور حوله بهذه البساطة، وكيف يتخبّط بين تغريدتين وصف الأولى بأن ما أبرمته تركيا وليبيا من اتفاقية أمنية وسياسية واقتصادية وكنتُ قد غرّدتُ بذلك من يومين على ما فيها من تفاهمات ـــ لشيئ من التفصيل أنظر موضعنا في هذه المدونة بعنوان "مضمون الاتفاق التركي الليبي"ـــ ونُذكر أن هذا الاتفاق ضربة معلّم بإزاحة تركيا لإسرائيل من كعكة الغاز التي يتصارع عليها كبار البحر المتوسّط كفرنسا وإسرائيل واليونان وتركيا وقبرص ومالطا ومصر ولبنان وحتى الحكومة الفلسطينية، فالمتوسط مليئ بالغاز الطبيعي في أعماقه وقد تم استخراجه فعليا من إسرائيل بالتعاون مع شركات أمريكية وأوروبية، ولم تكتف اسرائيل بما في البحر بل اشترت صفقة باطنية من الغاز المصري وبصفقة سياسية مع نظام السيسي على بيعه له بأسعار أقل كالتي في أسواق الطاقة، ومما جعل مصر تقبل بالصفقة هو عدم قدرتها لوحدها باستخراج الغاز وتسويقه بعد أن أغلقت إسرائيل الأبواب على كل الشركات الأجنبية بالتهديد السياسي والأمني.
 لكن عمر عبد العزيز لا يتابع ولا يقرأ الأحداث فكيف يقول أن ما فعلته تركيا ضربة معلّم وهي لا تكسب أيّ صفقة تجارية من المصدر (تواجد الغاز) أو حتى ورقة ضغط يمكن من خلالها المناورة ودخول الصفقات عبر إسرائيل لا غير وهي اليوم التي تسيطر على باطن البحر المتوسط من طاقة، وما لجوء تركيا لحماية حكومة الوفاق الوطني بقيادة السرّاج من طمع تركيا في ثروات ليبيا وخاصة ما يتواجد في مياهها الإقليمية من غاز طبيعي وبكمّيات جدّ هائلة واحتياطي لا يمكن أن يستهان به وقد يكون ضعف ما في يد إسرائيل اليوم من محطّة داخل المياه الإقليمية اللبنانية وما أبرمته من صفقة مع نظام السيسي كما أسلفت.
فما يدار اليوم من حرب على الغاز إنّما تمهيد لما ستؤول إليه ليبيا عن قريب من حرب مباشرة بين حفتر وحلفائه (فرنسا – إسرائيل - مصر- اليونان – قبرص –الإمارات - السعودية)، وبين السرّاج وحلفائه ( إيطاليا – تركيا - قطر- عمر عبد العزيز) والمعركة محسومة مسبّقا سياسيًا وعسكريًا ولكن قضية ترتيبات لوجيستية، وقد هدّدت تركيا بإرسال جنودها إلى ليبيا بموجب الاتفاقية المذكورة في تغريدات من أيام وقد فعلت حقا، لكن لا وزن لهذه الاتفاقية أمام ما ستكون من ضغوط سياسية وعسكرية عند بِدأ المواجهة، ووجود بعض ضباط تركيا اليوم على الأراضي الليبية وجودهم في قطر وبجوار قاعدة العديد، إذ لا شيء أمام ما ستفرضه أمريكا لاحقا في ليبيا.
وحرب الغاز اليوم ما بين المعسكرين ثانوية أمام ما سينتجه حفتر من الاستلاء على كل الأراضي الليبية، وأنها ستكون منطلقا لعمليات أمريكا ضد الجماعات الجهادية في الساحل الإفريقي وبتسويق الدول المذكورة، وأنّ على عمر بن عبد العزيز وشلته أن يقرؤوا جيدا كواليس السياسات الأمنية وأنها أولى من الاقتصاد، وأن هذا الأخير تحكمه لوبيات غربية ضخمة ومربوطة بصلابة أمن الدول الكبرى أمنيا (سياسيا) واقتصاديا، وأن إسرائيل اليوم هي من تتحكّم وتلعب على وتيرة التحالفات الثانوية (الاقتصادية) وهي أسّ اللّهث وراء الثروات لسيرورتها ودوام ملكها مرحليا، وأن أي اتفاق لابد أن يمر عليها وعلى أطماعها.
 فيا عمر عبد العزيز فإن من يملك الطاقة ويسيطر على شركات التنقيب والتسويق العالمية هو من يسيطر على أنابيب الغاز من البحر المتوسط إلى أوروبا، منافسة بذلك غاز- بروم الروسية، وأن على البلدان التي سيمر من خلالها غاز المتوسّط إذا كانت من ضمن ما في بطون مياهها الإقليمية من ثروات ستكون سيّدة المشروع والتسويق، وإن كان غير ذلك فستقنع بأتوات (جمركة) وفضلات عبور الأنابيب على مياهها الإقليمية لا غير، وتركيا من ضمن البلدان الفقيرة من حيث الطاقة ولا سبيل لها إلا بالتهريب من كردستان العراق (البترول) ولاحقا (حلمًا) من حكومة السرّاج، وقبل ذلك عليها بحسم المعركة في ليبيا لصالحها وصالح حكومة الوفاق، لكن الأمر شبه مستحيل وتركيا تدرك ذلك، لكن سياساتها (اللعب أو الشوشرة) وقد تلجمها أمريكا لاحقا وما سيكون عليها من عقوبات اقتصادية وكل شيء مترابط من الفرات إلى المتوسط، فاعلم ذلك يا عمر بن عبد العزيز ولا تهذي، والسياسة دهاء لا تهوّر ..
السلام عليكم ..
==============
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 20 ربيع الآخر 1441 هـ الموافق ل 17/12/2019













Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire