Rechercher dans ce blog

lundi 2 décembre 2019

مقال بعنوان " اختفاء جمال خاشقجي " ... بقلم نورالدين الجزائري



اختفاء جمال خاشقجي ..

لابد أن يُعلم أن شخصية جمال خاشقجي من الشخصيات المهمّة في السعودية خاصة والمنطقة والغرب عموما، فالرجل خرّيج الدوائر الاستخباراتية السعودية، وقد شارك في حرب أفغانستان بإيعاز من الأمن السعودي لتقييم المرحلة والشخصيات المؤثرة عند ظاهرة الأفغان العرب، خاشقجي كان مقرّبا من العائلة الحاكمة في السعودية، وعمِل كمستشارا لبعض أمراء الديوان الملكي، وانتهى به الحال إلى السفارة السعودية في لندن كمستشار خاص لسفير آل سعود في بريطانيا، فالرجل كان معروفا بمواقفه السياسية في الشأن الداخلي السعودي الشيء الذي أجبره للتحزّب لأمراء دون آخرين في الأسرة الحاكمة ..
لكن تدهورت علاقته إبان حكم عبد الله مع الديوان الملكي خصوصا في شأن الحريات العامة في السعودية، الشيء الذي عزّز موقفه مع الأمير طلال بن سعود واستعمله كورقة ضغط خاصة به ومنها فُتِح له مجال الإعلام المرئي والسمعي، وكان مدير عام لقناة إخبارية سعودية في البحرين ليوم واحد فقط  أُغلقت فورا  لانتقادها الأسرة الحاكمة في البلد المضيف، وبعدها شعر خاشقجي أنه رقم صعب في الديوان الملكي وأن عليه أعين لإسكاته خاصة بعد تولي سلمان بن عبد العزيز للحكم وابنه محمد كوليّ للعهد، الشيء الذي اضطرّه لطلب اللجوء الشبه سياسي لأمريكا ومنها فُتِحت له صفحة خاصة به في مجلة الواشنطن- بوست، كان من خلالها مؤيّدا لسياسة ابن سلمان الإصلاحية في بداية الأمر، ثم انقلب عليه لاحقا ..
خاشقجي رجل مخابرات وتكوينه أمني محض، فقد استعملته الاستخبارات الأمريكية كورقة ضغط على آل سعود في قضية الحريات العامة من جهة، ومن جهة أخرى أوعزت إليه مهمّة القرب من دوائر ومركز الربيع العربي والذي هو في تركيا، والانطواء تحت عباءة إصلاح الشأن العربي من باب عدم إقصاء أي طرف أو فريق ونسج الثقة بين حكّام المنطقة والإخوان المسلمين للقضاء على الإسلام الراديكالي (داعش).
فالرجل نجح في مهمّته بمساعدة الأمريكان خاصة في شدّ العصا من الوسط بين الإسلام السياسي والحكم الوراثي الشيء الذي أعطاه أهمية عند الإخوان حتى ظنّوا أنه منهم بمباركة امريكية، لكن مع موجة الاعتقالات للإصلاحيين عند انتهاء دورهم في تجريم داعش وكان ذلك بموافقة أمريكية محضة، لم يتبق لمحمد بن سلمان إلا خاشقجي كحربة للاسلام السياسي الديمقراطي الليبرالي المنشود والمقبول كبديل للأنظمة الوراثية في المنطقة، فأصبح رقما مزعجا وكالزئبق من الكم الهائل للمعلومات الذي يمتلكها، فكان لابد من تصفيته ..
فيمكن القول أن المعركة كُسٍبت من قبل أصحاب الثورات المضادة للربيع العربي، فداعش لم تعد بذلك الخطر التي كانت عليه حسب ما يعتقدون، وبشار استعاد تقريبا كل سوريا، وإعادة غربلة المنطقة من جديد كانت محتاجة إلى كبش فداء، فأمريكا والسعودية والإمارات وجدوا الشخصية المناسبة لذلك وهو خاشقجي الذي بتصفيّته ستُخرج أوراق وملفّآت قديمة ستكون من خلالها زعزعة بلد بعد أن فشلوا في محاولة انقلابية في ٢٠١٦م والأمر جلل ..
يُتبع ..
===============
كتبه نورالدين الجزائري





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire