Rechercher dans ce blog

lundi 4 décembre 2017

مقال بعنوان : " ما بعد تصفية علي عبد الله صالح " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري


ما بعد تصفية علي عبد الله صالح 

لا يخفى على ذي عقل أن الأحداث في المنطقة العربية وخاصة منطقة الشرق الأوسط تجري بما لا تشتهي سفن الأنظمة، فكل ما خُطِط له إلّا وأُجهِض بفعل فاعل، مخابرات دولية او إقليمية، فحروب الدوّل على خيرات المنطقة أصبحت بالوكالة، فاللّاعب الحقيقي فيها دولة إيران الفارسية ومشروعها الطائفي التوسعي، والشاهد من وراء ذلك دول تدّعي العداء لإيران وفي الحقيقة كما أن للفرس أذرعا تنفيذية لمشروعها فكذا لدوّل الظل إيران هي سلاحها لإبقاء الهيمنة الحقيقية على شعوب دول المنطقة، فمنذ الربيع العربي تسارعت الأحداث وفهِم الغرب وعلى رأسهم امريكا أن لا مأمن للكل إلّا بافتعال الفوضى الخلّاقة ..
فلا شكّ أنّ ما يدور اليوم في منطقة الخليج يصبّ في حرب المصالح، حرب إعادة هيكلة المنطقة بمفهوم القوّة حسب التحالفات والاستراتيجيات، فبعد أن مكّن الغرب لإيران الاستيلاء على العراق ومن قبل لبنان واليوم سورية واليمن عبر الحوثة، ومن خلال كل ذلك يريد بسط سيطرته على خيرات الشعوب السنّية ويهيمن عليها من خلال طوقين محكمين بعد أن أوعز للحكومات الوظيفية وإيران وميليشياتها الإنقلاب على ثورات الشعوب في ما يسمّى بالربيع العربي، فتعددت أسباب الصراع والهدف واحد: أطماع أمريكا وكلابها في المنطقة لترويض العرب السنّة مرة أخرى بمنطق الإنقلابات والنار، وما شهدناه اليوم من تصفية مباشرة لعلي عبد الله صالح مفاده عدم الخروج عن شرعية أمريكا وكلبها إيران عن المتفق عليه، فالرئيس اليمني الهالك خان شعبه بالإنقلاب عليه في أول المطالبة برحيله، وانقلب عليه بسرقة أمواله اذ تقدّر ثروة علي عبدالله صالح بنحو 70 مليار دولار في بلد من أفقر بلدان المنطقة وفي العالم، وانقلب عليه مرة ثالثة بتحالفه مع غير دينه ومعتقده..
فالمنطقة اليوم على كف عفريت من حرب شاملة، وما تصفية علي عبدالله صالح المباشرة إلّا عود كبريت آخر للانفجار الوشيك والمرتقب، فالرئيس اليمني اختُرق من جهتين عند رجوعه للبيت العربي كما يقال، فمخابرات دول التحالف العربي وعلى رأسها السعودية وصلت إليه بصفقة إعادته لمرحلة انتقالية وتوريث ابنه الذي يعيش في الإمارات بشرط التعاون معها لإلجام الحوثة او طردهم من صنعاء وإبرام معاهدة سلام بعد ذلك للشروط المرجوة على الأرض، والجهة الثانية كانت على علم بالصفقة فسارعت لاحتوائها وإلغائها بتصفيته بعد ان أُعطِي له الامان واقتياده الى جهة تصفيته.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه ، كيف لمخابرات آل سعود تعجز عن حمايته ام انها استُبِقت بجهاز أكبر خبرة وحنكة؟، فأمريكا لا تريد لحرب اليمن ان تنتهي ولا الإمارات ايضا ولكل لها مخطّطاتها، فشركات السلاح الأمريكية شغّالة وما صفقة السلاح النوعي الأخير للسعودية بـ 7 مليارات دولار لخير دليل، فعودة صالح لو تمّت لقضى على حلم الإماراتين وما أنفقوا في موانئ اليمن من مليارات وخاصة ميناء عدن الإستراتيجي والذي ضمّته الإمارات الى موانئ دبي العالمية، ناهيك عن إيران التي تريد استنزاف الجيش السعودي الى أقصى درجة وإرغام السعودية بشروطها في الحل النهائي لحرب اليمن وتكون من خلال ذلك انهت طوقها على بلاد السنة من الجهات الأربعة، فدمّ علي عبدالله صالح اليوم دمّ استنزاف لجهات معيّنة ودم مصالح في شريان دول أخرى معروفة ..  
فمقتل علي عبدالله صالح نذير شؤم للجهات المتصارعة على أرض اليمن الحكمة، فستزداد وتيرة المعركة على الأرض وعبر أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية، وستظهر قوّة أخرى جعلت الجميع يستنزف كما خطّطت له على الأرض، فالحرب اليوم حرب مطامع ومصالح، ولم تصطدم الجهات مجتمعة بعقيدة قتالية صحيحة، فالشرعية والصراع على صيغة الحكم لا زال دافع الجميع، فكل من القوى المتناحرة بالوكالة تريد حزبها وصفّها من يحكم بمدى التطوّرات على الأرض، فأهل السنّة في اليمن والسعودية خاصة لم يدخلوا المعركة بعد وما دمّ علي عبدالله صالح إلّا الشرارة الاولى على إعادة تقييم المرحلة المقبلة، والتي هي قاب قوسين او أدنى من الانفجار العام، وويل للكل حينها من عقيدة صحيحة...
السلام عليكم
====================
كتبه: نورالدين الجزائري

16 ربيع الأول 1439هـ الموافق ل 04/12/2017


dimanche 3 décembre 2017

مقال بعنوان " هل السلفية الجهادية فاشلة ..؟! " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري


هل السلفية الجهادية فاشلة ..؟!

مصطلحات سياسية مسمومة توظف من قبل جماعة خاضت في وحل الملكية والعروبة والعلمانية دوراً خطيراً في تشكيل وعي زائف لدى قطاعات شعبية واسعة ساهمت ولا تزال تساهم في تعزيز الإحباط في أوساط الأمة، ممّا أدى إلى شلّ الأفهام في استيعاب ما يدور من حقيقة مغيّبة، ومن صراع بين العالم الغربي والأنظمة المتعاقبة حسب الظروف والاعتناقات الحزبية، وبين من ينادي ويعمل حقيقة لتبصرة الأمة بصراعها ومن أخلى بشرط النهوض وعوامل دفع الحضارة الاسلامية إلى الأمام مرة أخرى من حكومات وظيفية إلى أحزاب مميّعة محسوبة على التيار الإسلامي، ركبت سيْر ونهج الخطط المرسومة لحكم بلاد الإسلام باعتقادات مضلّة، وأرادت تزيّينها بأهواء وغرائز رفضها حتى من هم أقوياء اليوم بالنهوض على أنقاض أمة محسوبة في القاع المزدحم، تارة من تداعيات حرب غير المحسوبة وتارة من الهرولة نحو فلسفة أو ايديولوجية عفنة من خيالات البشر وتنظيراتهم المحدودة ..
فضعف المسلمين اليوم سببه: إما تصادم دين الله ومفهوم معنى القوّة " وأعدّوا "، وإما سوء استخدام الإسلام لمفهوم معنى القوّة "وإنْ جنحوا للسلم" ؛ وكِلا السبين مكْمن معرفة مفهوم القوّة في الحرب والسلم وكذا السلم من الحرب والذي إذا اردته وعلى كل من يبتغيه الاستعداد للحرب كما أمر الله سبحانه وتعالى حتى تنعم بمفهوم قوّة المجتمع في البناء الذي مُخ عطائِه الإبداع في ظل الشريعة وما تتضمّنه من مباح ومحظور، فعلى من دخل أرض البناء ومن البديهي أن يهيّئ نفسه ويحصّن موضعه من متاعب الغير، فالإنسان مجبور على الحقد والأنانية، ويحبّ لنفسه غير الذي يحبّ لغيره، فعند استتاب الأمور وفي هذه الحالة لا غير لا يجب إظهار أمور السلم للأعداء حتى لا يوهموا أن صاحب البناء وما بناه في انشغال عن المخططات التي تريد به الهلاك وإعادته إلى حضيرة وخانة العبودية حين تتوفّر الفرص لذلك ..
فإن أحد أقلام هذه الأحزاب المهزومة خلال أزيد من ثمانين عاما كتب مقالا عنوانه #لماذا_أدمنت_السلفية_الجهادية_الفشل_والتفشيل وكان كلامه تخبّطا صريحا وانتصارا للنفس وللحزب، واتهاما للصادقين في دحر الحملة الصليبية على بلاد المسلمين بما أوتوا من صدق مع الله ومع أمتهم، وما كلامه في ميزان الشرع إلّا تعطيلا لذروة سنام الإسلام وكأن صاحب المقال نال من الجهاد أكثر من أصحابه وحملة نُبله وسهامه، وأن المعركة اليوم في ظل ضعف الأمة حسب ما اعتقد وسوّغ لنفسه المبررات أن لا قوّة لها أمام عدو جبّار بآلاته الحربية الهائلة، فالمسكين لو رأى من خلال نافذة شقّته لأبصر الحقيقة المرّة والتي في كل مرّة يتورّع هو وأقرانه من النظر إليها بعين الحقيقة وأن سبب محنة الجهاد والمجاهدين في ديار الإسلام..
 فمن أجهض ويجهض اليوم ذروة سنام الإسلام يا مفتري!، أليس من تحالف مع أمريكا من الحكومات الوظيفية ملكية كانت أم جمهوريات ضد من يريد إعادة الأمجاد وطرد المحتل عن طريقهم !،  من أدخل طائرات أمريكا وحلف الناتو إلى أراضي المسلمين وأنبر لهم منابر تسويغ للحملة الصليبية وطروادة الارهاب المزعومة ونكّلوا بالإنسان والحجر في الدّيار !،  من انخرط في تحليل ما حرّم الله وتحريم ما أحلّ الله من معاهدات تقيّض نهوض الأمة، وبسياسات اقتصادية واجتماعية غير الشرعية معلوم من الإسلام بالضرورة وبنص الكتاب والسنّة وروّجتم لها من خلال منتجعاتكم وتسويقاتكم التجارية !، فإن ما أدخلتم في دين الله وعقائد المسلمين باسم الضرورة والمصالح والمفاسد جعلتم منه سُلّمًا للتدحرج في أحضان العلمانية باسم مدنية الدولة...
 فلا عجب أن جعلوا من حزبكم آداة انتقاص من الإسلام وعقيدته من حيث تعلمون أو لا تعلمون، فمعهد الجزيرة للدراسات خير دليل على تمييع دين الله في جمع كل زبالة فكر من نصارى ومن على شاكلتكم في السير على خطى معهد كارنيجي للدراسات الدولية، فاستنساخ الخطى إنّما مفاده الإبثار على الثوابت والأصول ولا المساس بها باسم إعادة النظر في الاسلام ونبذ بعض أصوله كالجهاد في سبيل الله، ومحاكمته عن طريق الصادق بإلصاق الفشل بهم وكأن أسراب طائراتكم وسياسات أمرائكم ورؤسائكم ساندت هؤلاء الأفذاذ في حربهم على الطائفية والطغاة في كل من مصر والجزائر من قبل واليوم في العراق وسورية، ونافحتم أنتم وأسيادكم المتزلّفة على إغلاق قاعدة العديد وانجرليك والمُلك خالد حتى تكون الحرب كفؤا وإن لم تكن كذلك، وحينها إن فشل هؤلاء فاللوم كل اللوم على طريقتهم في خوض المعارك مع الصليبيين والفارسيين ومنها تطلب الأمة حنكتكم وخبرتكم في التصدّر لصدّ هذه الحملة العاتية والتي لم يشهد التاريخ حوادث مشابهة للمسلمين عبر صراعهم مع أمم الكفر ..
فرحم الله امرؤ القيس حينما قال: نحاول ملكًا أو نموت فنُعذرا، فهؤلاء من تعيبون مهما وصلتم من تمييع لدين الله حتى ترضى عنكم اليهود والنصارى ظنّكم !، ومهما نلتم من صدقهم وعزيمتهم في تحقيق التوحيد في أراضي الشرك اليوم، شرك الطاعة والقصور الذي أوحلتم فيه وأوغلتم في تقبّله فلن تزنوا مجتمعين بخيلكم وخيلائكم قدمًا أغّبرّت في سبيل الله أو حراسة ليلة يترقّب فيها من تطعنون صوت طائرات امريكا المقلعة من مطارات أسيادكم حتى يقلّل الخسائر والدماء، فالعبرة بالخواتيم وميزان الصدق بمدى صحة التوحيد، فالاصطفاف في حلف أمريكا والناتو من نواقض الإسلام وإن زيّنتم سوء عملكم بالإجتهادات، فلا اجتهاد مع نص من نصوص الأصول الصحيحة الصريحة، فإن معيار النهوض والسقوط في مدى فهم "وأعدّوا لهم" وليس أن يُلوَ هذا الشرط واستبداله بـ "وانبطحوا لهم"، فأمريكا بنت حضارتها بقوّة حاملات طائراتها وليس بالتزلّف لأوروبا والتي كانت أسبق منها تفوّقا، فبريطانيا في حرب جزر المالوين لم تفتح لها أمريكا قواعدها للنيل من الأرجنتين، ولكنّكم تعاونتم مع الطغاة ضد المجاهدين وهذا موثّق بأدلّة في العراق وسورية، وما تسليط الطغاة عليكم إلّا من حكمة الله فيكم وفي معتقدكم سامُّوكم سوء العذاب في سجونهم ومعتقلاتهم، فمن أفشل الجهاد اليوم ونال من المجاهدين أكثر منكم في ساحات الوغى وأماكن أخرى منذ الحملة الصليبية على ديار الإسلام غيركم!، ومن أجهض نهوض أبناء الأمة من الكبوة وكسر القيود والغلاغل التي كبّلت استقلالهم من الصليبيين والحكومات الوظيفية إلاّ سياساتكم!، ولكن كما قال الشاعر: رمتني بدائها وانسلت، فجرمكم اليوم غير مُغتفر، فتربّصوا عذابا من عند الله يصيبكم أو بأيدي من تطعنون ضد جهادهم، وإن غدا لناضره لقريب ..
السلام عليكم..

=======================
كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ 15 ربيع الاول 1439هـ الموافق ل 03/12/2017


lundi 27 novembre 2017

مقال بعنوان " ما وراء مطالبة الاكراد بدولة مستقلّة " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري


ما وراء مطالبة الاكراد بدولة مستقلّة ..
إان الاستثمار في معاناة ومأساة الاخرين تجارة رابحة على المدى المتوسط والبعيد، وإن من رحمِ الفشل تولد عزائم النهوض بشتى الاثمان، وانّ لدى المؤرخين المعاصرين اليوم حالتين متشابهتين في القدر والمصير وحتى في المآسي والظلم من النظرة السطحية والمسوّقة للرأي العام المحلّي والدولي، فالحالة الاولى استثمرت كل ذلك بدهاء وحنكة ونهضت على أنقاض هولوكوست ومظلومية وسامية كاذبة، والحالة الثانية أطّرت سمعتها بالتشبّث بقميص التشريد والتقتيل والتهميش داخل سياسات فارسية شيعية وعربية بعثية واخرى تركية قومية، فنتج عن كل ذلك مخاض عسير تراءت آفاقه اليوم باستعداد الاكراد الاعلان عن دولة إثنية قومية تجمع العنصر الكردي أينما كان على أرض بلاد الرشيد ..
فالأمر الواقع اليوم لم يكن بتلك السهولة المتصورة والغربلة والعواصف السياسية التي عصفت بمنطقة الشرق الاوسط من الاطاحة بصدام حسين الى التغلغل الهلال الشيعي في عدّة عواصم عربية، مرورا بالغزو الامريكي للعراق وإعادة صياغة المنطقة برؤية صهيو-صليبية، فالخطة اليوم على فصولها ومراحلها الاخيرة، فاليهود والامريكان لا يريدون في المنطقة بعد اليوم إلّا أربع قوميات تحاصر العرب بعد إضعافهم وقد تمّ لهم ذلك، فقد اكتمل أو شبه ذلك المربّع المنشود الحامي والضامن لخيرات الغرب وابنهم المدلل اسرائيل، فاليوم لم يعد صيت في المنطقة الّا لليهود والترك والفرس وقريبًا الاكراد، تلك القومية التي رُبَّت على أعين الصهاينة موعظة ونصيحة وتدريبًا واستثمارا، وحماية دولية منذ حادثة حلبشة، فالاكراد اليوم على خُطى اليهود مظلومية ودهاء في استقطاب المجتمع الدولي لصالح قضيّتهم، فقد تولى كِبار ساسة الصهاينة ذلك، وخراج هذا الاستثمار يتراء ملامحه اليوم في ما يجري داخل البيت العربي من خِلاف وتفرِقة وتشرذم يُندى له جبين كل غيّور على ما يجري للقومية العربية من اندثار وتبخّر أمام مرأى ومسمع شعوب المنطقة العربية برمّتها ..
لم يكن ليحدث كل هذا لولا غباء الساسة العرب المؤثّرين على النحو الاقليمي والدولي، وخيانة بعضهم الجدد على الساحة السياسية اليوم لدين الله ولقوميتهم وللعنصر العربي، فالمؤامرة كبيرة على الاُمّة وغير مستوعبة من العامّة، فهي تهدف إلى تحييد وتقزيم الدول المؤثرة في سياسة المنطقة وعلى راسها السعودية ومصر، فهما بمثابة الرأس والجسد للامّة، فتحالف القوميات الاخرى من يهود وترك وفرس واليوم كرد على العرب ليس من عبث، بل من مخطط قديم جديد، فكل له حسابه الخاص مع العربي والتاريخ مليء بالحوادث والشواهد، فبعد نجاحهم مرحليًا في الطعن بدين الله بشتى المصطلحات المتداولة اليوم على السنة الفاعلين في ساحة الشرق الاوسط، وتهميش دوره في الحياة السياسية بدءً بمحاربة الصادقين وسجن المصلحين وشراء ذمم المتذبذبين، وقد شاركهم في ذلك رأس وجسد الامّة وأجنحتها من ساسة العرب النافذين، افتعلوا لهم اليوم أزمة ليشغِلوا بها انفسهم حتى يكتمل المخطط المرسوم، ويتم محاصرتهم من طرف قوميّات تكنّ للعنصر العربي العداء حتى الموت، فإذا استيقظوا فستكون الفاجعة قد حلّت بدار العرب، فمن يحسن بعد ذلك النياح والعويل، فلا ندم يومها وسيؤكلون في عزّ النهار أمام مسمع ومرأى العالم، فلا مغيث يومها الّا من تفطّن للمخطط ووطّن نفسه لذلك، وهو محارب اليوم من جلّ سكّان المعمورة فكريًّا وعسكريًّا ..
ان مخطط القوم اليوم جد خطير على الامّة، فهو مساق بأجندات معلومة ومدروسة، معلنة وخفيّة، تهدف الى تحييد العرب من سياسات المنطقة وإيعازها الى الاسياد الجدد، فهي لا تعد الّا كلاب للغرب وعلى رأسهم امريكا، فهدف القوميّات المذكورة القضاء أولًا على السعودية كونها الثقل اللغوي والديني، والامر قد أوكِل الى دويلة تقود ولي أمر هذا الارث العربي الاسلامي بما يراه ولي أمر هذا الجندي الصهيوني، فقد تمكنوا من قبل من جسد العرب مصر بتنصيب يهودي على رأسها همّه خدمة اليهود والتزلّف الى الغرب، فقد ركّعوا هذا البلد العظيم الحامي للعنصر العربي كونه أكبر بلد عربي في العالم بفوضى سياسية واقتصادية وتشكيكًا في الهوية، واليوم نجحوا في استزاف السعودية والتي تعد اكبر مخزون للامّة الاسلامية والعربية روحيًا وماديًا، وجعلوا حكّامها يتقاتلون من أجل الملك ومن أكبر وأوثق ولاء للصهاينة والغرب، فالكل اليوم يبني امبراطوريته على اأقاض امّة غرسوا فيها مرض حبّ الدنيا، وأفرغوها من مضمون رسالتها، وجعلوها طالبة فتات على موائدهم، يرمون إليها بأدوار هامشية في الساحة الاقليمية، واحيانا بأدوار رئيسية في محاربة الصادقين الذين أرادوا الذود عن الحِياض وإرث الاجداد ..
فالكل اليوم ينشد قوميّته بلا استحياء بعد تشرذم وذهاب ريح العرب وملكهم، فاليهود اليوم لا يحلفون الّا بقوميّتهم على إنقاذ اورشليم، وكذا الاتراك نكاية في العرب وعقدتهم اتجاههم إرثًا، فالفرس في عصرهم الذهبي بعد تواجدهم في عقر دار العرب وحقدًا وثأرًا على من أطفىء نارهم ذات يوم، ولم يبقى الّا الاكراد الذين يريدون ان تحجّ إليهم العرب والعجم للاستثمار في بلدهم أسوة باليهود منذ عشرات السنين، فالمخطط اليوم يهدف الى إدارة بوصلة التوازن السياسي في المنطقة الى كركوك معقل العلمانية والوسطية والولاء للصهاينة وامريكا، وان تُستبدل عواصم بعواصم اخرى في ظل الضعف المستشري والنزاعات داخل البيت الواحد، فالعرب لا يمكن ان يقبلوا باليهود او الاتراك او الفرس كبديل لسياساتهم ولكن يمكن ان يقبلوا بدولة جديدة لها تاريخ مشترك مع العرب قوميًّا ودينيًّا تدير سياسة المنطقة في ظل الضعف العربي المزري اليوم، والفخ اكبر من ذلك للعرب وللقوميات الاخرى رغم اعتراض طهران وانقرة على قيام دولة كردية، فمن سمِح لايران بالاستيلاء على العراق وانتج فيها دولة فاشلة في كل المجالات، ومن قزّم دور تركيا في المنطقة وربط مصيرها بمصير قرارات الناتو والالتحاق بالنادي الاوروبي لهو قادر وبأمر واحد ان يقول لتلك الدولة الناشئة ان تكون، ولكن لكل ذلك حسابات ومراهنات ومفاجآت، ومرهون بمدى صمود الكل امام الدولة الاسلامية وما تخطط لهم من فسخٍ للعقود والمعاهدات، فالاستزاف  قائم على قدم وساق، فإنّ من يرسم مستقبل المنطقة هو الذي يملك زمام المبادرة في تخريب مخططات الاخر، وما بُني على فاسد فهو فاسد وان كثُر بناؤوه وزُخرِف، والعاقبة لمن خَلُص واوفى العهد لله وللامّة ..
السلام عليكم ..

==========================

كتبه : نورالدين الجزائري
28 ذو الحجة 1438هـ الموافق ل 19/09/2017




samedi 11 novembre 2017

مقال بعنوان " جنون ابن سلمان في مملكة الصبيان " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


جنون ابن سلمان في مملكة الصبيان

نشاهد اليوم مفرزات الحرب على الدولة الإسلامية و" كسب" الجولة من التحالف الدولي عليها مرحليا تطلّب تفاهمات قبل تدخّل الصلبيين في شؤون المنطقة في 2014م، فالولاء لأمريكا مرهون بمدى مصداقية الخادم الجديد لسيّده القديم، فكان لابد من حاكم المنطقة أن يعيد الولاءات والسياسات والتحالفات حسب المرحلة وعقلية الخصم في المواجهة الأزلية، فأمريكا لم تقدم على مثل هذه الخطوات لولا تراجع الدولة الإسلامية في الجبهات وفقدان معظم ما كانت تسيطر عليه من مناطق، فالحرب طويلة وللمعارك منعطفات وتغيّرات في سياسة إدارة المواجهة، فالكل انخرط للحد من تمدد من كان على وشك إزالة عملاء المنطقة من على عروشهم والحد من هيمنة أمريكا عليها مرحليا..
فتفوّق التحالف اليوم في كل من سورية والعراق مرحليا يخدم مصلحة الاقوياء قبل التُبّع وبدرجات حسب الخدمات، فالقوم حسب الذهنيات رأوا ويرون أن مشكلة الإرهاب معظلته قضية فلسطين، واجتمع على ذلك الخدم من السعودية إلى مصر مرورا بالرباط والجزائر على أن ما تشهده المنطقة بسبب التطرّف مكمنه عدم رد المظالم للفلسطينين زعمهم، وإنما القوم على خطى الأسياد في تخدير الشعوب المغلوبة، فإنهاء القضية الفلسطينية في قاموس السيد والخادم يجوز بمراحل وحسب ظروف المناوئين لقضية حل الدولتين، فأمريكا وعبر حلفائها في المنطقة قد قسمتهم إلى أدوار ولكل له خريطة طريق لتنفيذ خطة التصفية للقضية الفلسطينية، فمنهم من هم جند في محاربة العقبة الاولى وهو الارهاب، ومنهم من يموّل لإسكات الخصوم بالمال والوعود، ومنهم من أبعد الخصوم المسالمين بالتشهير ومفاتيح الزنازين، فإدماج اسرائيل والتطبيع معها والقبول بالأمر الواقع يتطلّب مرحلة برجالها ومالا وفيرا يخدم أجندتها حتى يتم الولاء لأمريكا التام والرضى المستحق في بيت صهيون...
فالزيارة السريّة لمحمد ابن سلمان في سبتمبر الفارط لتل ابيب كانت لتفاهمات عبر تصفية القضية الفلسطينية، وبمراحل، وخارطة طريق وعمل عليه بتنفيذها لدعمه مقابل الخصوم من الأمراء وعلى رأسهم محمد ابن نايف الذي تم ابعاده وسجنه بعدها، وما أقدم عليه اليوم هذا الفتى من إبعاد الخصوم من العائلة الواحدة ينذر بكوارث وسياسة أحادية اتجاه قضايا المنطقة والاقليمية، فالصبي لا مؤهلات علمية لديه ولا نضوج سياسي عليه، فالمختصّ في الشأن السعودي المعروف باسم مجتهد نص وبيّن على أنّ هذا المتهوّر همّه جمع المال لمآرب شخصية ولنزوات صبيانية يريد بذلك ان يصبح أوّل تريليوني ثري عبر تاريخ الإنسانية، فإزاحته للأمراء والأثرياء من بني ملّته والحجز على أموالهم باسم الفساد يراه المراقبون أن من خلفه من يريد أن تموّل السعودية صفقة تصفية القضية الفلسطينية، وإعمار العراق وسورية من طرف المقاولين الغربيين وشركات في بعض بلدان المنطقة وعلى رأسهم الإمارات وإيران...
فليس من الصدفة إزاحة سعد الحريري من منصبه وإعلان استقالته من الرياض، وليس من العبث زيارة محمود عباس في هذه الاوقات للسعودية ولقاء بن سلمان، فالأمور بتسلسل وبخطّة محكمّة وبتفاهمات ما بين أمريكا وإسرائيل وروسيا والسعودية وطهران، ففي الصفقة الآمر والمنتفع والشاهد وصاحب التوسّع والشاري للمنصب، فتصفية القضية الفلسطينية او ما يسمى في قاموس ترامب بـ "صفقة القرن"  كان لابد لها من ترتيبات ومراحل وتكاتف وتعاضد الجميع لإبقاء السياسات والمطامع في المنطقة العربية والخليجية، وليس من الصدفة أيضا التباهي في الإعلان العبري بزيارات صهر ترمب جاريد كوشنر المكوكية من واشنطن لتل ابيب مرورا بالرياض ومن العبث، بل القوم في طبخة جديدة وسيتم إعلانها بعد ترتيب البيت السوري وإبقاء الأسد على رأس البلد لمرحلة انتقالية وهذا من شروط روسيا وإيران، وسيتم قبلها وما نشاهده اليوم من إفرازات داخل لبنان وغض بصر ايران بالضغط على المجتمع الدولي لإدراج حزب الله كمنظمة إرهابية للحد من نشاطها السياسي، وسيتم ترتيب تيار المستقبل المحسوب على السنة بزعيم آخر وكل المؤشرات تدلّ على أخ سعد الحريري الأكبر ومن غير استبعاد فؤاد المشنوق الرجل القوي ووزير الداخلية الاسبق وكجسر ما بين تيار المستقبل وحزب الله ..
فالمرحلة إذًا تطلّبت سياسة الأرض المحروقة على الدولة الإسلامية، تبعتها سجن بعض رؤوس الدعاة والمثقّفين المؤثّرين في المنطقة، ومن ثمّة إزاحة المناوئين للملك من أمراء ومقرّبين، وآخرها إقالة العثرات واستبدالها بأحجار دومينو أخرى وكل ذلك بشراء الذمم والمعاهدات، فجنون ابن سلمان بشراء عرش والرقص على أشلاء ودماء المنطقة سيؤدي الى عودة الدولة الإسلامية بقوة غير متوقّعة، فهي وإن لم يُكتب لها التمدد على الأرض بفعل فاعل فقد كُتِب لها التمدد والقبول في نفوس المسلمين، والمنطقة والعالم الإسلامي على كف عفريت، فويل للظالمين من يوم قريب
 السلام عليكم
=======================
كتبه: نورالدين الجزائري

بتاريخ 22 صفر الموافق ل 11/11/2017




jeudi 2 novembre 2017

مقال بعنوان " الدولة الاسلامية وكسر الاصنام " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


 الدولة الاسلامية وكسر الأصنام  ..

لما كانت الدعوة كتاب يهدي وسيف ينصر لم تكن الخلافات على اصحاب الثغور، بل هم منصورون حينها عند اهل العلم، واليوم وبعد ما حال بين الامة ودعوة الحق بنشر الاسلام بحد السيف (أمرت ان أقاتل الناس ..الحديث ) حتى يُوحّد الله ويُبسط سلطانه على الأرض اصناما كثيرا بدءً بطواغيت يهيمنون على سياسة الأمة، وبأخبار سوء يروّجون لهوى السلطان وللفكر الاستسلامي الإرجائي في الأمة، وآخرين ارادوا إرجاع مجد الأمة عبر تتبع خطى الغرب وأُدخُلوا الى حجر ضب فقالوا هي فقه المصالح ومن عين الشريعة، ومتربّصون يحتكمون الى ما وافق حزبيّتهم وأخذوا بالعصى من النصف لا الى هؤلاء ولا لهؤلاء، مذبذبة يكرهون الطواغيت نهارا ويجالسونهم ليلا.، وآخرين احتكروا الجهاد وقالوا للنّاس الى سبيلنا وإلّا لباس الخوارج مهيأ لكل من نافس ونافح بأدلة وطُرق أخرى غير سبيلهم وتنظيريهم ..
فالدعوة الى الله مراتب وطُرق بحسب من يُدعى الى الإسلام، فمنهم من إلّا بالحكمة يتّعض ويرجع، ومنهم من لابد من مواعظ تواكب العصور والأزمنة حتى يفقه ما الأصل ويقف عليه ويتّخذ من الفروع بابا ليجتهد في الطاعات، ودعوة اخرى بالجدال والذكاء يتفنّن فيها إلّا الجهابذة من أهل العلم طلبة كانوا ام مشايخ وهي موجّهة لمن في قلبه ريب او زيغ، وكل هذا لا يكون إلّا بسيف ينصُر حتى تُصان وتُبلَّغ الدعوة، فلم يكن في يوم من أيام اشكالات تُعترض فيها الرسالة او ما يحول بينها وبين من يدعو اليها، فالإسلام حينها كان باسطا جناحيه على الأمة والأمصار، ورسالة قويّة لمن كانت تسوًل له نفسه إرجائه او عرقلته، فوقود المجتمع آنذاك صريح وصحيح العقيدة يمشي بها النّاس وبدون قيد ولا شرط في سلطان الخلافة، فلم تشهد الأمّة ما نعانيه اليوم من اضطراب في الدعوة الحق، وقد حال بينها وبين التبليغ اصنام كثيرة عرقلتها وجعلت البوصلة الى غير مدارها، فنال الضعف في ابنائها وأصبحوا في غياهب الجهل يجولون ..
لكن الله عزّ وجل ومن حكمته وسننه التدافع، تدافع الناس والأزمنة والحالات، ومن رحمته أنه سبحانه يهيئ لكل عصر من يردّ الأمة الى عقيدتها ودينها، فتارة افرادا وتارة جماعة، فالدّين محفوظ ومن حفظ الأمانة ايداعها في أيادٍ آمنة، واليوم ومع تسارع الأحداث إنبرَي وظهر في الساحة الإسلامية أفرادا وجماعات تختمر مفهوم الإسلام الذي مان عليه سلف هذه الأمة من علم ودعوة وجهاد، فمنهم من سكن المساجد ودعا بالإرجاء وأنشأ وأخرج للمسلمين جيلاً منبطحا للطواغيت وملل الكفر قاطبة، ورأى في منهجه الإحتكار والهدي على طريقة السلف وأمهات الكتب تلعنه، ومنهم من تبرأ من هذه الجماعة ونادى بالولاية الكبرى باستحياء، ينطقون بقول خير البرية ولا يكفرون بالطواغيت ولا بدساتيرهم الشركية، ينصرون أهل الثغور إلّا لمآرب ومكانات شخصية، وآخرون انتعلوا دين الصليب المسمى بالديمقراطية ونادوا بالسلمية وبالتدرّج في تطبيق الشريعة، فما كان من المناوئين لهم إلّا ضرب رؤوسهم بالصرامية، وآخرين كفروا بالقوانين الوضعية ونادوا بجهاد حكّام المسلمين ومن يحمي عروشهم ومن يدين بالولاء لأمريكا ويهود، فأبلوا بلاء حسنًا حتى جاء التمحيص فانقلبوا الى دين الوطنية ونادوا بالمصالحة وتفويت المصلحة على المفسدة والرجوع الى إرادة الأمة، فخلطوا المصطلحات وموازين الفهم حتى جاء من ردّ عليهم علما وقولا، فالدعوة الى الله ومنذ أفول نجم الدعوة النجدية اعترتها اصناما بشرية حالت بينها وبين الرجوع تلى دين رب البرية ..
وجاءت أحداث العراق والشام، فهيأ الله لهما رجالا من نوع وفهم آخر للدعوة، فركبوا فِراس شيخ الإسلام ابن تيمية علما وفهما وتطبيقا، وطيروا بأجنحة التوحيد على خطى المجدد محمد بن عبد الوهاب النجدي، فسياستهم مع المسلمين كتاب يهدي ومع الأعداء سيف ينصر، فقارعوا الأمريكان والمشركين فهزموهم بإذن ربهم حتى تداعت عليهم الأمم قاطبة، فاجتمع عليهم ايضا ما ذكرنا من الأصنام، وألّبوا ضِعاف المسلمين على نهجهم ونبزوهم بأقبح الأنباز، فما كان من الله إلّا ان يفضح ما في الساحة جميعا، فأين اليوم المنظّرين والسرورية والإخوان المسلمين والمداخلة والرسلانيين، أين هم من الجهاد على علم وبصيرة والصائل في بلاد الإسلام يصول ويجول وبحرّية، فالمنظّرة اضحوا طلقاء وتحت أعين المخابرات العالمية، والسرورية بعدما استُعمِلوا في شق صف المجاهدين في سورية فجزاهم الله بأن سلط عليهم من وظّفهم وأدخلهم سجونه عاضّين على ايديهم بما اقترفوه من جرم في حق اهل الله وخاصته، وما كان من الاخوان المسلمين إلاّ افتضاحا يوما بعد يوم من حماس الوطنية الى إخوان مصر أصحاب السلمية مرورا بكبيرهم في تركيا الذي علّمهم الولاء للصليبيين وعلى رأسهم أمريكا، وأما المداخلة فهؤلاء مخانيث مخابرات الدول العربية ولا كرامة ..
فاليوم الداء موصوف، وطريق الدعوة وما اعتراها مكشوف، والسبيل الى العلاج مرهون ومحفوف بمدى استعداد ابناء الأمة من تضحيات، والأصنام عُرِفت وكُشِفت فهل السبيل الى إزاحتها والعودة الى دين الله بقلب منيب والإلتفاف حول صحيح الدعوة، وصريح العقيدة، والمنبع الصافي من كل شائبة، والمعدن الثمين الذي وحده اليوم يقارع روح الأصنام بمختلف تياراتها وعلى رأس كل الكفر والشرك: أمريكا ..؟!
السلام عليكم ..

==================

كتبه: نورالدين الجزائري
14
صفر 1439هـ الموافق ل 02/11/2017



mercredi 1 novembre 2017

مقال بعنوان " ما وراء صور الجزائريين في طابور مهين أمام المركز الثقافي الفرنسي؟ "... بقلم المدون نورالدين الجزائري


ما وراء صور الجزائريين في طابور مهين أمام المركز الثقافي الفرنسي؟.

الكل منّا شاهد الصور او الفيديوهات المخجلة ولا أخلاقية لجزائريين امام المركز الثقافي الفرنسي في طابور لا ينتهي وكأنّه الاكزوديس او الهجرة الى غير رجعة لأرض الميعاد، صوّر أثّرت في الحجر قبل ما بقي في الجزائر من بشر، عنوان لفشل سياسي محض، عنوان لانحطاط اخلاقي صرف، عنوان لمأسآة شعب حُكِم بسياسات وكأنّها من القرون الوسطى، قرون الإقطاعيات والمحسوبية، قرون الأخذ من الفقير وردّ المردود على الغني واليسير، أناس تربّعوا على سدّة الحكم من فجر الإستقلال المنشود الى سنين البحبوحة المالية والتي أصبحت غير أثر على عين، احتكروا الوطن والحكم والمال والإقتصاد بسياسة فاشلة خماسية الأبعاد في كل انتخاب ..
الأمر مفتعل ورسالة ذو وجهين ونقيضتين، والصور والفيديوهات أمام المركز الثقافي الفرنسي قسمت المشهد السياسي الى طابورين متناحرين في الخفاء، ظهر صراعه جليًا امام المشهد المحلّي والدولي، فمن غير المعقول ان يصطفّ الجزائريون بهذه الاعداد الهائلة لأجل امتحان قدراتهم اللغوية او المعرفية للفرنسية، فالأمر دُبِّر بليل بعد إغلاق في وجه الجزائريين ومن سنة تقريبا مواقع طلب التأشيرات في القنصليات الفرنسية بالجزائر والذي اوكلت فرنسا ايداع ملفّات التأشيرة الى وكلاء جزائريين محسوبين على الطبقة الجزائرية الفاسدة، فنتج عن ذلك اكل أموال البسطاء من ابناء الشعب المغلوب على امره والحالم للخروج من وحل السياسات الفاشلة في بلد المليون ونصف المليون شهيد، فمن غير المعقول ان يُسمح لهكذا تجمّع هائل أمام مقرّات حكومية واخرى أمنية حساسة من دون معرفة مسبقة بالأمر، فالمخابرات الفرنسية وطّدت نفسها من اجل هذا الحدث المدروس والذي شجّعته من خلال وكلائها في الداخل بأيام معدودات عن ميلاد اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، والرسالة واضحة للسياسيبن الوطنيين ان لفرنسا ولاء مطلقا من النخبة، ورسالة للاسلاميبن ايضا ان لفرنسا يد التغريب وجندا لغد مرقوب، وأنها قادرة لخلط الأوراق في أي لحظة ترى أن مصالحها في الجزائر مهددة، وأن الرئيس القادم لا يُنصّب إلّا بالعبور من قصر الإليزي، والأهم من كل هذا أن فرنسا من تتحكم في شريحة هائلة من الشباب وبزرّ من اذرعها السياسية او الثقافية ..
لكن في المقابل ألم يكن للمخابرات الجزائرية يد في ما جرى أمام المركز الثقافي الفرنسي بالسماح لذلك التجمّع الهائل من التجمهر ورسالة بالدرجة الاولى مفادها أن على السياسيين الجزائريين العمل مع المنظومة الأمنية وعدم تهميشها او العمل من غيرها، والتي كبحت جناح الثائرين من الشباب بكل توجّهاتهم السياسية و الاجتماعية خدمة لآل بوتفليقة وحاشيته، فمن غير المعقول ان تكون المنظومة الامنية التي تراقب باحترافية كبيرة وسرّية هائلة وسائل الاتصالات الاجتماعية أنها لم تكن تعلم بموعد هذه الغفور الشبابية المذهولة، فمن أوزع للشباب بحرية مطلقة للتجمهر على نطاق واسع بغير إذن السلطات الامنية الاخرى من شرطة ودرك، فهل كلمة السرّ أُطلقت عبر الطولكي-وولكي لاحجام التدخلات ولفضّ مثل هذه الجموع والتي هي في الاساس اهانة للطبقة السياسية الحاكمة وللرئيس الجزائري المقبل، فالرسالة وصلت للمعنيين والحادثة مفتعلة بامتياز ..
فالأمر جلل والخوض فيه متشعّب وشائك، فإن كانت حادثة الحرّاڨة شأن داخلي ومدى تذمّر الشباب من العيش في بلد " ارفع رأسك يابّا" وإقرارا بفشل المنظومة السياسية المتّبعة مذ فجر الاستقلال، فإن حادثة المركز الثقافي الفرنسي بمثابة دق اسفين نعش على ما تبقى من رجالات الجزائر المعصومين سياسيا، والحدث دولي قبل أن يكون داخلي، فوسائل الإعلام العالمية نقلت الحدث بفعل فاعل، وتداعياته خطيرة تتمثل في مزيد من الانبطاحية امام المستعمر، وتعرية غطاء الفضائح من مهامّه هذه الأيام، فلجوء ابناء المسؤولين الى فرنسا والإقامة بها وبأموال منهوبة معروفة لدى السلطات الفرنسية ليس من عبث، بل اوراق ضغط مستقبلية على كل من اهدر البحبوحة المالية للجزائريين البسطاء، فتشجيع الفساد يوجب التحكّم في الفاسدين ومعرفة مدى خيانتهم لأوطانهم وخيراته، فكان من الأجدر بالمسؤولين الجزائريين بناء الإنسان الجزائري على غرار ابسط مراكز التكوين وتسخير الأموال لشباب الغد عِوَض ان يكونوا ورقة في يدّ العابثين بمستقبل البلاد وموارده البشرية قبل المالية، فلا يستقيم بلد إلاّ بتربية النشأ تربية الأب للإبن ..
السلام عليكم ..

==========================

كتبه: نورالدين الجزائري
12
صفر 1439هـ الموافق ل 01/11/2017




مقال بعنوان " ويحدّثونك عن تشويه الإسلام " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


ويحدّثونك عن تشويه الإسلام ..

ذهبت الى الغرب فوجدت اسلامًا ولم اجد مسلمين، مقولة نُسِبت الى محمد عبده عندما زار بلاد الغرب عند بداية القرن العشرين، تأثّر بها بعض الأتباع من العلمانيين والزنادقة حينها، ثم نسختها الأجيال المتعاقبة من ذلك الإرث الفكري والمنهجي للطعن في الثّوابت ومعتقد الأمة، فمنهم من اراد بالمقولة دين الله جملة وتفصيلا، ومنهم من اراد بالمسلمين طعنا وتشهيرا، ولازال القوم على هذه المقولة يتغنّنون، وعلى اوتارها يرقصون، فحصروا مفهوم الإسلام في البناء والتعمير، والصناعة والتصدير، والرقي والتزيّين، وأهملوا مقوّمات ومادة الخام لما يحلمون، فكيف بتهميش عنصر الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، عنصر الحياة هو ذلك المسلم الذي ابدع حينما سُيِّس بسياسة شرعية حكيمة، ولم يكن في يوم من ايام تحت حكم اشتراكية ولا علمانية ديمقراطية ناهيك عن حكم الجبر الذي قضى على روح وجسد هذه الأمة جمعاء ..
بعد ان دمّروا مقوّمات هذا الدّين وهو الإنسان، خرجوا علينا بمقولة تشويه الإسلام، عبارة او تسويق سياسي يُراد منه دين الله وحملته وحُرّاسه، منظومة متكاملة تُسمى بالعقيدة التي حفظت المسلمين من التغريب والتنصير والتهويد، فالمقولة مدروسة وبعناية بعد ان افرغوا عقول المسلمين من ابسط التفكير والمنطق لِمَا وصلوا اليه من حضيض، ارادوا بالمقولة حصر فئة معيّنة في الأمة من عاهدت الله على حفظ العقيدة، فئة كانت ولا تزال تنتفض لكل ما هو عكس مقاصد الشريعة، فئة مقاتلة، تارة بالبيان وتارة بالسنان لأجل بيضة الإسلام، فهي الحصن الحصين ومفاتيح ابواب الأمة من كل رياح التغيير، فما اصاب المسلمين اليوم من ضعف فالأمر فقط من تيارات هوائية داخلية مصدرها الجهل بالتوحيد واصحاب مقولة محمد عبده الزنادقة اللّئام، فمن حكم ويحكم بعد سقوط منارة وقلعة العلم والنور الأندلس ومن بعدها خلافة المسلمين ..! فهل بلاد الاسلام حُكِمت بالشريعة ام بمخلّفات أفكار الغرب والشرق منذ عشرات السنين!
فهل حملة الإسلام من الشيخ محمد بن عبد الوهاب الى الشيخ عبد الحميد بن باديس مرورا بالطاهر بن عاشور وعبد الكريم الخطابي رحمهم الله جميعا من شوّهوا الإسلام أم من ركِب ثوراتهم العلمية والنهضوية وحكم البلدان من بعدهم بسياسة الاستدمار ودين رهبان الصحوات المزيّنين لأفعالهم وطغيانهم على المسلمين ..! من افشى الفقر والأمراض والأمية وارسى الضعف والتخلّف والانهزامية في نفوس أبناء الأمة..! من سخّر اموال المسلمين واودعها في ايادي الغرب باسم الاتفاقيات والمعاهدات وتحت مسمّيات عدّة سحر بها ابناء الملّة..! من ورّث الحكم للأبناء والأحفاد من الجهلة واحتكر السياسة ومقدّرات الأمة باسم المصلحة والمنفعة واصبغ على فعلته صبغة شرعية مطلقة..! من اهمل العقيدة والعمل بالسنّة وانسلخ منهما ونادى بحرّية العقل في الإبداع وسجن النص إلّا لأغراض شخصية واتّهم من نادى بهما بالرجعية واصحاب الكهوف وبالظّلامية..! من سرق خيرات المسلمين الباطنية والظاهرة وأودعها في بنوك الغرب له ولحاشيته ورمى بفتاتها على من في حضيرته من الرعيّة..! من حصّن نفسه بالعلمانيين والليبيراليين ومستشارين غربيين في إدارة بلاد المسلمين..! فهل الإسلام أمر بكل هذا أم على الله تفترون وتكذبون، فبالله عليكم من أدار ظهره للإسلام وقزّم دوره وحارب المصلحين وقتلهم وسجنهم ونفاهم من دائرته وزريبته، وألصق فشله فيهم بحجة تشويه الدّين ..!
وللأسف فقد انساق الكثير من المسلمين اليوم وراء فرية أنّ جماعة او عالم او طالب علم يريد الحفاظ على مقاصد الشريعة من اصحاب تشويه الدّين، فقد استحكم في الكثير افكارا مغلوطة وانساقوا عاطفة نحو تكرار سياسة مُحكمة أدّت بالكثير الى ان اصبحوا من أعوان الظالمين، فلا للوحيين احتكموا، ولا للعقل والمنطق جلسوا يميّزون بين المصلح والمفسد، وبين العميل والمخلص، وبين اهل الحل والعقد وجموع من يتصدّرون الحياة السياسية مدعومين غربا وشرقا من أمم الكفر قاطبة، فغُرِس في فكر ومنطق أبناء الأمة أن من يريد التغيير إنما شخص او أشخاص يريدون بالبلاد والعباد الخراب المطلق، وإسالة دماء الأبرياء، والسطو على مقدّرات الأوطان، وهلك الحرث والنسل، وبذلك دغدغوا عاطفة البسطاء وألغوا عنهم العقول، فعطّلوا لهم بذلك فهم التحليل وما يحاك لهم، نتج عن ذلك الهواجس والمخاوف، واختاروا السلم والاستسلام لنزوات الظالمين، فاصبحوا عبيدا من دون أغلال ولا أوثقة حتى تنكّروا بذلك للعقيدة وحملتها، وساروا في زمرة الصحوات وبتفاوت، همّهم الأكل والشراب وأكرمكم الله، فلا فرق بين الحاكم والمحكوم في تشويه دّين اللّه والعبث به ايمانا وقولا وفعلا، فكيف تُنسب المقولة الى من أراد إرجاع أبناء الأمة الى السيادة في الحكم والسياسة والحفاظ على الدّماء والأموال والأعراض، وإرجاعهم الى الفهم الصحيح لمقولة محمد عبده أن في بلاد الغرب سرقة لحضارة المسلمين بحد السيف والقهر، وأن في بلاد الإسلام مسلمين في سجون، لا العمل بالعقيدة ولا بنهج ومنهج المصلحين والعلماء ممّن انار درب الإنسانية عدّة قرون ..
وكلامي الأخير موجه الى أهل العلم ممّن انساق وراء مقولة أن جماعة بعينها تشوّه الدّين، أين الإنصاف بميزان الحق والعدل في الخلاف مع الآخر في ميزان العلم والشرع والتبيان، فهل خلافكم مع من اردتم بهم فرية في العقيدة ام فما وصلتم اليه من مناصب وشهرة بين المسلمين، فلقد نافحتم عن ساداتكم فأين انتم اليوم من إمتيازات البارحة بعد أن صوّغتم الكذبة وغرستموها في عقول السذج من المسلمين، اين انتم يا سدنة آل سعود والمحتكرين للسلفية ومفهومها من السجون اليوم، فسيف الباطل الذي ضربتم به أهل الحق انقلب عليكم بغير ما كنتم تشتهون وتتوقّعون، فإنّه وربي عدله الذي اصابكم، وإنّ ربي يدافع عن الذين آمنوا ولو بعد حين ..
السلام عليكم ..
====================

كتبه: نورالدين الجزائري
1 1
صفر 1439هـ الموافق ل 30/10/2017





jeudi 19 octobre 2017

مقال بعنوان " فاتورة الاستنزاف وحرب التحالف الخاسرة " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري


فاتورة الاستنزاف وحرب التحالف الخاسرة


"فكِّر مرةً أخرى وتراجع"، شِعار اتّخذته وزارة الخارجية الأمريكية بفرعها الإعلامي وغُرفِها المحاربة للمجاهدين عبر العالم وخاصة الدولة الإسلامية، هاشتاج ضمّ اعتى المناوئين لـ (الإسلام السياسي)، هدفه حرب نفسية قبل اندلاعها، وكان وراء ذلك مدير مجلة التايمز سابقا السيد ستينجل، والذي انضّم الى اوباما عبر الخارجية الأمريكية قسم العلاقات الدعائية الرقمية، وكان مهندس [تحالف الاتصالات والرسائل] لإتمام ما يجري على الأرض عبر كل فرقاء التحالف العربي ضد الدولة الإسلامية، وانبثق من خلال الاستعداد للحرب في المنطقة في 2010 مركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب، فأمريكا كانت على وعي بمدى حربها القادمة في منطقة الشرق الأوسط، ومدى تكلفتها من حيث الموارد المالية والبشرية والمعلوماتية، فقبل اي مواجهة وعلى من يعلنها فعليه التهيّئ الى فاتورة تكاليف الصدام وبعض الحسابات الأخرى الحساسة عند اندلاعه ..
فخطاب أوباما عند بداية الحرب على الدولة الإسلامية كان واضحا ومن أهمه قوله: منافسة الإرهابيين على المساحة التي يشغلونها بما في ذلك الإنترنت والإعلام الاجتماعي، وتطورت هذه المساحة الى ان اصبحت اجهزة مخابراتية عالمية معظم مراكزها في دول الشرق الأوسط، وقد سخّر حكّام المنطقة العربية مئات المراكز لذلك مما ادى الى توظيف عشرات الآلاف من المخبرين عن كل النشطاء البارزين وايقافهم عبر التبليغ عنهم مباشرة او ايقاف حساباتهم على التواصل الإجتماعي، فتكلفة هذه المنصّات الاستخباراتية كلّفت وتكلّف اليوم ميزانيات وزاراة دفاع في كل من الأردن والمغرب وسلطنة عمان والبحرين وغير، فالفاتورة باهضة من عدة سنين تجاوزت اكثر من عشر مليارات دولار، فمن المغامرات الغير محسوبة من المهاجم عدم تقييم زمن المعركة وخاصة ربط مصيرها بمموّلين مرتبطين اصلا بعملة مشتركة عالميا وهو الذهب الأسود، فمن المعلوم ان البلدان المنتجة للنفط تتفاءل حين اندلاع الحروب، اذ ترتفع اسهم السعر الذهب الأسود في البورصات العالمية، فتكلفة حرب أمريكا على عراق صدام ادى الى ارتفاع سعر البترول الى 140 دولارا للبرميل، ممّا ادّى بأمريكا الى المديونية لتسديد تكلفة فاتورة الحرب على العراق وافغانستان والتي قدِّرت ب 5 تريليونات من الدولارات، ناهيك عن بنية تحتية مدمّرة جراء غاراتها الجوية بلغت الكلفة ازيد من 220 مليار وفق تقرير نشره المحامي الأمريكي ستيوارت بوين، المفتش والمشرف العام على عملية إعادة إعمار العراق، ولم ينجز من الإعمار الى بعض المؤتمرات من بعض الدول المانحة، صبّت دولاراتها في خزينة البنتاغون كتعويض لحروبه، ووفق دراسة معترف بها فقد انفقت امريكا فقط خلال حربها على الجماعات المسلّحة في العراق فقط ومن جيوب دافع الضرائب فيها بأزيَد من 3 تريليونات من الدولارات الشيء الذي جعلها تنكمش على عقيبيها إبان الأزمة الإقتصادية في 2008م وتراجع دورها في المنطقة ممّا أدى إلى بروز نجم روسيا والصين في 2011م على المستوى العسكري والاقتصادي وتمددهما كلا في سورية وإفريقيا ..
فتكاليف الحرب اليوم على الدولة الاسلامية لم تعد تتحمل تبعياتها، فقد غيّرت امريكا من مواجهتها لها، فبعدما كانت مكتفية من النيل من رؤوس الدولة ورموزها واجهت مشكلة اخرى في تمددها والسيطرة على شبه العراق كاملا، فاضطرّت ولجأت الى حرب الأرض المحروقة كما شُوهد ذلك في كل من الرمادي والفلوجة واخيرا في الموصل، اذ وصل اعادة اعمار هذه المحافظات الثلاثة الى ازيد من 200 مليار دولار لاعادة بنّيتهم التحتية وتأهيليها مرة أخرى، فلم يتم تعمير العراق عند وجود وبعد خروج أمريكا من العراق فكيف بتعميره وهي خارجة، اذ الوعود التي قدّمتها لحكومة المالكي واليوم للعبادي كضرطة في فلاة، فأمريكا لا يهمّها العراق بقدر ما يهمها خيراته وخاصة القضاء على الدولة الاسلامية رمز الظهور فيه، فالإحصائيات والفاتورة المرتقبة تشير الى اجمالي حرب أمريكا على العراق بحوالي 2 ترليون دولار ما بين ما انفقته كمعدّات حربية وبين ما دمّرته من بنية تحتية، وزد على ذلك ما خلّفه التخالف الدولي من خسائر في سورية وتدميره ايضا لبنيته التحتية والتي قدّرها الخبراء الاقتصاديين الى أزيد من 3 دولار ترليون، فأمريكا اليوم ومعها التحالف الدولي منهك اقتصاديا وماليا، وما زيارة ترامب آخيرا وجنيِّه لأموال المنطقة في هذا الباب، فالكل يعاني من تداعيات الحرب على الدولة الاسلامية والإستنزاف على قدر وساق كأرقام البورصات العالمية في تداولاتها الإقتصادية، فأمريكا اشترطت على الدول المنتجة للبترول وخاصة العربية ان يبقى سعر برميل البترول الى ثلث ما كان عليه إبان حربها على عراق صدام حسين حتى تتمكن شعوب الغرب من الاستمرارية في نمط معيشها المعتاد وأن لا تتظاهر بغلاء المعيشة، فالبترول مرهون بكل شيء في الغرب من السيارات الى العقار مرورا بالقدرة الشرائية للمواطن، الشيء الذي ادى الى أزمات اقتصادية في بعض المؤسسات الحكومية والخاصة نتج عن ذلك تسريح مئات الآلاف من العمّال وتعويضهم من الخزائن العامة في الدول المعنية ..
فهذه الحرب اصبحت وبالا بأتمّ معنى الكلمة على أمريكا وحلفائها الغربيين والعرب، اذ يوجد بضع ملايين من المهجّرين داخل دول التحالف عامة من مناطق الحروب، فميزانية الخدمات لهؤلاء اللاجئين اصبحت لا تُطاق وهنالك دق للاجراس بنفاذ الاموال والإعانات، فاليوم كان في الدوحة مؤتمرا في هذا الباب مثّله منظّمات رسمية من الامم المتحدة والاخرى غير رسمية والبعض المانحين لسد العجز المالي حتى بتم توفير بعض الاحتياجات لهذا الشتاء، فالأمور اصبحت شبه رسمية من الخروج عن سيطرة الاوضاع الشيء الذي ينذر بكوارث انسانية على المدى القريب جدا، فأمريكا ودول التحالف تحاول اخفاء الاستنزاف ولكن كل المؤشرات تدل على ان الأمور غير متحكّم فيها ماليا واقتصاديا، فتركيا ومناوشاتها مع أوروبا من هذا الباب، وكذا محاولة انفصال بعض الاقاليم الغنية داخل بلدان الاتحاد الاوروبي حتى تحدّ من استنزاف مواردها، فالكل منهك وإنها لقضية وقت لإعلان الإفلاس التام، فإرجاء ذلك مرهون بمدى سرعة أمريكا ودول التحالف للقضاء على الدولة الإسلامية او الحد من مخاطرها على المدى المتوسط ..
فأمريكا وروسيا المنخرطتين بشكل مباشر اليوم في حربهما على الدولة الإسلامية وصلتا الى نقطة لا رجوع من الاستنزاف ان استمرت الحرب لعام اخر، فكل المؤشرات تدل على ذلك، فأمريكا تعاني من سعر دولار منخفض لتمويل حربها وكذا روسيا، فبوتين من أيام دق أجراس نقص التمويل ايضا، وكذا إيران وتركيا، فالكل يشتكي من المواجهة المباشرة ومن التداعيات، فالإنهاك سيّد الجميع، والفراغ الذي خلّفته الدولة الإسلامية في العراق سيؤدي حتما في نهاية المطاف الى حرب ما بين الأكراد واذناب ايران، وكل هذا سيؤدي في الأخير الى استنزاف عام على المستوى الدولي سيخلّف انهيار دولا ودخول اخرى في حرب وجود، وما أزمة قطر مع دول الخليج إلّا من باب ما بعد الدولة الاسلامية زعمهم وحصة قطر من انبوبها الغازي والذي سيمرّ عبر الأراضي السورية الى إسرائيل والبحر المتوسط ومن ثمة اوروبا، فاليوم الاستنزاف سندان الجميع، وغدا المطرقة ستكون من نصيب القطيع يضرب بها بعضهم البعض، ولله الأمر من قبل ومن بعد والعاقبة لمن احسن إدارة المعركة مع الجميع وهي حرب خاسرة على جميع الأصعدة من أمريكا وحلفائها ..
السلام عليكم ..

====================

كتبه: نورالدين الجزائري
28
محرّم 1439هـ الموافق ل 18/10/2017


مقال بعنوان " الأسياد والعبيد وتكريس الطغيان " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


الأسياد والعبيد وتكريس الطغيان


إنّ من أسس الدول الحديثة وخاصة من بعد الحرب العالمية الثانية ونشأتها ركائز تقوم عليها وتجعل من قوامها دوَلًا متعارف عليها فيما اسموه جمعية الأمم المتحدة أو النظام العالمي، فأي دولة إلّا وتقوم على نظام يسيّسها وعلى مجتمع مدني يستند منه سيرورته وعلى شعب يعطيه شرعية في الحكم وعلى جيش يحمي كل المؤسسات من نظام الى مجتمع مدني مرورا بأصل الدولة وهو غالبية الشعب، فالمتعارف عليه دوليا تجده في أكبر الديمقراطيات الى اعتى الدكتاتوريات، ولكل نظام ميزته ولكل شعب خاصّيته في تحديد آلية الحكم وأدوات التسيير ..
فالديمقراطيات العريقة والناشئة بعد الحربين العالميتين اطلقت على نظم حكمها بالعالم الحر والمتقدم، وسمّت مستعمراتها السابقة وبنوكها الخام بالعالم الثالث او الدول النامية، فاختارت لشعوبها نمط عيش غير الذي اختارته لشعوب الحكومات الوظيفية، فرسمت ورسّخت طرق الوصل الى الحكم في بلدانها اذ قيّدت سبُل الوصول الى الحكم في محمياتها بشروط وضوابط لا يمكن إلّا لخدمة مصالحها، وبذلك تكون قد اجهزت على الحريات السياسية ونمط العيش في البلدان الفقيرة وخاصة في البلدان الإسلامية، اذ النظرة للحياة والحرية فيها غير الذي تراه الدول القوية او الديمقراطية، فالعالم الحر تحكمه قوانين وضعية، والعالم الإسلامي خاصة والذي صُنّف بالعالم المتخلف يحتكم عادة الى الشريعة في ظل الحرية المتعارف عليها عبر التاريخ ..
فإن النظم العالمية المتحكّمة والمتحكّم فيها سلكت سُبُل الحكم في بلدانها، فبينما الديمقراطيات ترتكز على حكم الشعب وبكون بذلك هو من يحدّد الساسة وإدارة الحكم، ترى في بلداننا العربية او الإسلامية خلاف ذلك، اذ الحكم للزعيم الاوحد او للعائلة الحاكمة لا يُسأل او تُسأل عمّا يفعل او تفعل وهم يُسألون، فالشعوب العرببة والإسلامية مفعول بها ومن أزمنة في سياساتها وتوجّهاتها، فالزعيم او الحاكم يصبح بذلك هو ربّان السفينة وإن لم يدخل غمار القيادة، فسياسته مرهونة بسياسة من وراءه، لا يعبه بآفاق شعبه في تحديد كيفية حكمهم، فالبلدان الإسلامية مرّت وتمرّ اليوم بعدّة سياسات تحكمها، فمن الإشتراكية الى القومية مرورا بحكم القبيلة المغلّف بالدّين والعرف، فكل هذه السياسات إنّما تقيّدها جماعة تحكم وتقرّر باسم الشعب حتى شهِدنا من هؤلاء صفات الربوبية في تقرير مصير أمّة والنتيجة ما نحن عليه اليوم من كوارث اصبح الحكيم في وسطها حيران ..
فبينما الشعوب القابعة تحت حكم الديمقراطيات حرّة في تقديم او تأخير او إسقاط أي سياسي لا يخدم مصالحها، تجد ظاهرة جد غريبة في عالمنا العربي والإسلامي الذي لم يعهده جديرة بأن توضع على مشارح وطاولات علماء النفس للنظر فيها ودراستها، فهو مرض استشر في الأمة وجعلت منه عبدا مملوكا بامتياز ألا وهي ظاهرة تبجيل الحاكم وقدسيته في الحكم، فالظاهرة مستشرية حتى في الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة، الى رؤساء الجمعيات والمنظمات الرسمية وغير ذلك، فاصبح الفرد والجماعة في بلاد الاسلام عابدا للاشخاص من دون اي مقابل، واحيانا لمصالح شخصية واخرى ضيّقة، فربما الأسباب راجعة الى الطغيان الذي زُرِع في كيان الشعوب العربية والاسلامية، وإلى تغييب الفرد من صنع القرار الحقيقي، فكل ذلك لا يخدم إلّا الحاكم بأمر المجتمع الدولي والمنظومة الأممية وعلى رأسها أمريكا، فلكل نصيب من الطغيان، فمنه من هو حسي كالذي في عالمنا ومنه من هو معنوي كالذي في البلدان الديمقراطية ..
فلا شكّ ان من صنع الطغيان عنصران مهمّان، السلطة المطلقة والحرية المطلقة، ففي عالمنا أُعطيت السلطة المطلقة لولي الأمر وزين له ذلك علماء سوء اصبغوا عليه صفة إلاهية يتصرف من خلالها بما تملي عليه نفسه ونزواته وشهواته، فالكوارث لا تُعد ولا تُحصى حتى اصبح الفرد تحت ظل هؤلاء الحكّام كالسجين حرّيته لا تتعدى النظرة الى خوذة شرطي او عسكري، فالخوف من البطش اصبح همّه اكثر من الهواء الذي يتنفّسه، فالتسبيح بنعمة اولياء الأمور اصبح من العقيدة المتعارف عليها في الوطن الواحد، فكذا الفرد عند الديمقراطيات العريقة فحرّيته مبنية على البطن والفرج والإعتقاد الخاطئ، فهو عبد من نوع آخر ومن عالم الحيوانية وان كانت له حرية الابداع في مختلف مجالات الحياة، فإنسان اليوم عبد لمملوك او لهوى، فكلاهما طغيان، وعليه لا تكمن حرّيته إلّا اذا عرف طريق سرّ خلقه ودوره الحقيقي في هذه الحياة ..
السلام عليكم ..

===================

كتبه: نورالدين الجزائري
27
محرّم 1439هـ الموافق ل 17 / 10/ 2017




lundi 16 octobre 2017

مقال بعنوان " انهزمت أمريكا وليخسأ د.النفيسي " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري


انهزمت أمريكا وليخسأ د.النفيسي


فلا شكّ انّ دين الله اليوم استولت عليه ثلّة من المنافقين، عطّلت الحكم به، وارجأت الإيمان بما فيه، وأهملت الحدود والدّماء والأموال وبما جاء به من قصاص حتى ترتاح انفس في رحاب شريعة الله، ونبذت الولاء والبراء، فمنهم من تولى الكفرة على المؤمنين، ومنهم من تولى العقل على النصوص، ومنهم من ألحد وتبرأ من دين الله باسم حرية الاعتقاد والإيمان، فلا ابا بكر اليوم يقاتل هؤلاء وان كان على مثقال عِقال، فلا عجب ان سلّط الله على الأمّة من الأعداء ما يسومها سوء العذاب، وتلك الأيام نداولها بين النّاس، فما وجود اليوم من الروم (امريكا) و إيران (الفرس) و التتر (حكّام المسلمين) يصولون ويجولون، تارة بتحريك المنافقين وتارة بجندهم وخيلهم إلّا لابتعاد ابناء الأمة عن فهم طبيعة الصراع وكيفية التصدي له، فلا يُعقل ان تواجه الصائل بالصبر عليه او مواجهته بالمؤتمرات وقد دخل بيتك بحاملات طائرات، فما ذلك إلاّ تقديم العقل عن النصوص القطعية الثابتة والواضحة في مقارعة اعداء الدّين بلغة جبروتهم ..
فلا يُرجى خيرا ممن تتلمذ على طاولات الغرب يريد نصرة لدين الله ولأوليائه إلاّ من هدى الله لنوره، فكم من مثقّف (منافق) عاث في الغرب دراسة ورجع الى مسقط رأسه يريد بالنّاس تغريبًا، وكم من مبتعث مكث في بلاد المفر سويعات فنادى بالعلمانية والليبيرالية، وكم من شيخ او داعية جلس لصاحب بدعة، او حزب، او لمستشرق، او كهنوتي من هنا او هنالك وتأثر بشخصيته لسذاجته وانقلب على عقِبيه منتصراً لجليسه، وكم من عالم سلك مسلك بلعام وأحبار اليهود في التزلف الى تتار اليوم الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا بالبعض الآخر، من الذين سلّموا للكفّار مفهوم العقيدة، محرّفين الكلِم عن مواضعه، فحاربوا بذلك اهلها وحملتها والذّابّين عنها، ملصقين بهم التُّهم المُنفِّرة، فازداد المسلمون بذلك انشقاقاً وفرقةً وانحرافًا عن مفهوم الدين القويم، فمن مثل هؤلاء بعض المنظّرين والمتكلّمة بغير علم ولا حجّة ولا بيان، من الذين يرون الإسلام وفق مصلحتهم الدنيئة وحزبيتهم المقيتة، فدين الله شامل وعلى الفرد والمجتمع وصاحب الفكر او الحزب ان يتكيّف مع الإسلام، وليس ان يمْتثل الإسلام لنزواته ورغباته وما يملي عليه هواه وما يشتهي، فصاحب الحق ينتقل من قول الى قول ومن حجة الى اخرى ومن تبيين الى آخر وما معه من استقامة عليه، بخلاف من اصرّ على انحرافه عند بروز الحق قولاً وحجةً وهذا مذموم في شريعة الله ..
فاليوم بعد ان تجلّى ضباب المؤامرة، واتّضحت صورة المعركة، وسقطت الأقنعة، وتراءى الجمعان، جمع ايمان لا نفاق فيه، وجمع نفاقَ لا ايمان الملامح عليه، واصطدم الحق مع قلّة اصحابه بالباطل مع كثرة صفوفه، وحشود الكفرة والمنافقين واهل الردّة على التوحيد واوليائه، فمن حكمته عزّ وجل في علاه ان يجعل للمجاهدين سُلّمَ تمحيص لبلوغ ما صدقوا الله عليه، فلابدّ لسنة الكرّ والفرّ ان تأخذ مقعدها من المعركة، وأنّ نارها بردا وسلاما على اهله وخاصته، وسعيرا ولهيبا على اعدائه، فبالرغم من قلة العدد والعدّة إلّا ان سبحانه لم يخذل من نصر دينه، فمنهم من قضى نحبه حتى يتّخذه الله شهيدًا عنده، ومنهم من لم يبدّل وهم اليوم قلّة ينتظرون دورهم او رحمة ربهم، وظن المنافقون اليوم ان لا طاقة لهم بجنود وحلف امريكا على بلاد الإسلام، وأنّ الدخول معها في حرب فهي الهالكة بعد هذا التناطح في المنطقة، وان تعجب من قولهم وآثارهم فكل العجب لمّا كانت المعركة في بدايتها ينصرون اهل الحق بالكلمة المدسوسة، فكنّا والله في ساعتها نعلم بفضل الله تعالى علينا دسائس القول والأمور، فكن حذّرنا من المتذبذبة وأنّ قولهم ونصرتهم للابقاء على مكاناتهم وتنظيراتهم، وما كان من الله إلّا ان يجري عليهم سنّة الأولين حتى جرفهم التمحيص الى اسقاط اقنعتهم وانقشع ما كانت تكنّ صدورهم، فالقوم ما كانوا على عقيدة حتى ينصروا دينًا، وما كانوا صادقين في قولهم حتى تحفظهم فِطرتهم، ولكن القوم بما تشتهي أهواءهم ونزواتهم وشهواتهم انساقوا، فراحوا يحذّرون من تهوّر القوم وانتحار جمعهم زعمهم، وأن الطريق طريق الحكمة في التعامل مع اعداء الإسلام، وأنّ قوّتهم لا تُقهر وليس للمسلمين من سبيل إلّا العمل مع طواغيت المنطقة في الحد من المخاطر، فكيف لهؤلاء أن يفهموا ان من يريدون نصرة لدين الله انّهم في فلك ودين الطاغوت يسبحون، وأن آمنوا بأمريكا ربّا يُعبد من دون الله ولا حول ولا قوّة الاّ بالله ..
نعم أمريكا اليوم حشدت جموع الكفر وزادت على ذلك ربوع الردّة وبعض ابواق من نال من سهام علمها، الكل اليوم دافع ويدافع عن فرعون العصر بما اوتي من تنظير وسياسة وضعية، فأمريكا متجبّرة متكبّرة في تعاملاتها العسكرية، والبارحة اتت بخيلها وخيلائها في حرب الخليج الثالثة وكّسرت انيابها على قِلاع حصن الرشيد، أمريكا من حينها وعت الدرس وتعلّمته ولم تقف على رجليها لحد اليوم، فأمريكا اليوم ليست أمريكا الأمس، أمريكا الأمس جاءت بعشرات الآلاف من مقاتيلها الى المنطقة واليوم قدّمت حميرها للمحرقة، فالأمر ليس من تكتيك بل من نار الحرب التي مسّت جنودها، وزد على ذلك التريليونات من الدولارات التي خسرتها إبان أزمة العقارات من بضع سنين، ناهيك عن المديونية الهائلة والقروض التي عليها من شتى البلدان الغربية، فاسألوا أهل الاختصاص في ذلك لتتنبؤا خبرا يقينا، ومن السنن ان يُسلّط عليها المحن والويلات الداخلية من فقر وجرائم يومية ناهيك عن جنود الله الخفية من اعاصير وثلوج عاتية وحرائق لا منتهية، فالرب سبحانه وتعالى ينتقم لعباده المجاهدين، وللأرامل والثكالى وكل ذي دعوة صادقة على ما اقترفته من جرائم ضد المسلمين والإنسانية، فإن ربّك له اولياء و يا ويح من بارز الله بعدوان على خاصته من عباده فأنّى له ان ينتصر وسيُهزم في الأخير ويولي الدبر، فلم يبقى لأمريكا إلّا انهيار على غرار البرجين وإنها وربي لقضية وقت وسترى ..
فيا #نفيسي ومن على شاكلتك، و يا من يريد للأمة ان تنتصر بسنن أمريكا فمهلا ورويدا، وتعلم اوّلا من السنن الربانية وكيف تواجهون اعداء الدين والملّة، فأحيلك الى سورة النمل والى طائر الهدهد وتعلّم منه كيف نظر الى ما حُجِب عنك وعن امثالك وما تعلّمه من المدرسة النبوية، فالهدهد لم ينبهر ولم يغتر بما وصلت إليه ملكة سبأ وقومها من الحضارة المادية ــ" أوتيت من كل شيء . عرش عظيم"ـ، بل أصدر حكمه باعتبار وميزان عقيدتهم، فوصفهم بالضلال وقال : " لا يهتدون"، فيا نفيسي هذا هو المعيار الحقيقي لتقييم الأمم والمجتمعات، معيار الإيمان، لا معيار القِوى والماديات، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، فلولا تعلمتم لسان الأعداء حتى تأمنوا الأمة شرّ الكفار لكان العلم الذي باركه وأكّده النبي صلوات ربي وسلامه عليه بتعليمه ليسلم المسلمون من شر عدوّهم، لكن آثرتم الشرعية على الشرع ورأيتم فمن وال اعداء الله على أمّته انه ولي شرعي وزيّنتم له ردّته على انّها من السياسات الحكيمة في ظل متطلّبات العصر والمرحلة، فاليوم تبيّن للبسطاء من المسلمين من انتم وما تخدمون، فلا تُشفع لكم حسنة على ما قدّمتم من نصرة لدين الله، فالنصرة إنّما على البراءة والمولاة، فهيهات هيهات ولا مقارنة لمن قال اللهم خذ من دمائنا واجسادنا حتى ترضى ومن قال اللهم ابق علينا اموالنا وضيعِنا حتى تقر بها اعيننا، فهل من توبة وإعادة الديبلومات والميزات الى كليات الهيمنة والغطرسة ..
السلام عليكم ..

===================

كتبه: نورالدين الجزائري
26 محرّم 1439هـ  الموافق ل 16/10/2017