Rechercher dans ce blog

samedi 20 mai 2017

مقال بعنوان " الصليب والبساط الأحمر في بلاد التوحيد " بقلم المدون نورالدين الجزائري


الصليب والبساط الأحمر في بلاد التوحيد ..

قليلون أولئك الذين يقدرون أن يصنعوا لأنفسهم فكرة، فما بالك الوقوف على أمور دولة، او شؤون أُمَّة، فالجاهل عدو ما يجهل وما يفعل، ففي سبيل غيّه واستشارته فهو وان قَدِر سيتحالف مع الشيطان ليكون له هامانًا وقارونا، فلذا الشرع عزّر من أراد المسؤلية ناهيك عن الإمارة، فحكم الله مقرون بمعرفة التوحيد وأصوله، والشرك وفروعه الى دبيبه، فما نحن بصدده الْيَوْمَ في عالمنا الاسلامي لثورة الجهل على العلم، والشرك على التوحيد، والعلمنة على الحكم القويم، فسياسة الفشل سوِّغت على أنّها من الشرع، فلذا انتهجوا طرقًا مستحدثة في الحكم تبيح المحظور وتُحرِّم المباح للوصول الى نزواتهم الشخصية باسم الحكم الراشد الجديد في عالم المادة والمتغيّرات ..
فهَامَان الْيَوْمَ قال بتمييع الحق لتبني بعض من السياسة الوضعية، فإذا به بعد ان اوغل في الباطل بعلم او جهل نراه في هذه الأيام العصيبة والصعبة من تأريخ الأُمَّة يعادي الحق الذي اراده في اول الأمر لتثبيت ونصرة التمييع الذي استشربه وجعله مسوغ لمآربه، فالسياسة بحر هائج لا يستطيع الابحار فيه إلاّ من عُصِم بالوحيين واستخرج منهما اللؤلؤ المدسوس، فحال حكّام المسلمين الْيَوْمَ من هؤلاء الذين ركِبوا سُفُن التغيير وإذا بهم لا تجد منهم من يحسن السباحة في عالم الوحل الذي اُنسِج لهم، فسُتْراتُ النجاة عند العاصفة لا تكاد تعمل، فإمَّا مغشوشة او عير صالحة للاستعمال، فمصنع أطواق النجاة من صنع غير أيديهم، فلا سياسة نجاة لمن لا سياسة له في هذه الأحوال، فالصراخ والعويل لا يكاد ان ينفع عند غرق السفينة، فالعدو المتربص يريد منك في اخر عهدك ان ترشده على أموالك ومكمن خيراتك حتى يرثك ولا بواكي ..
فما الذي يجري الْيَوْمَ في العالم الاسلامي من تمييعٍ للحق ونبذ أهله وحملته، وتقديم المفاسد على المصالح، وتكثير الكوارث وتقليل المخارج للحوادث، ما الذي اصاب الأُمَّة بعد النصرة بقلّة على عدوّها في حين من الكثرة، ما الذي دهى المسلمين الْيَوْمَ الى الفقر وهم أغنى الامم قاطبة، لماذا الحروب والمآسي في البلدان الاسلامية على غرار أراضي الملل والنحل الاخرى، فلا شكٌ ان من تقدّم لتسييس الأُمَّة فلا حظّ له فيها إلاّ بالقهر والغلبة بحد السيف والسوط والسدنة على علمائها الحق وحكمائها الأحرار وأهل الحل والعقد الذين هم ميزان المجتمعات وقوام ترشيدها، فمن يحكم الْيَوْمَ المسلمين لحمار ابيه اذكى منه ومن سياسته الرعناء، سياسة الغباء في إطفاء جذوة المشاعل داخل البلد، والاستعانة بقبس من نور الفرنجة والالحاد، فلا شكّ ان ما نراه من حكّام وحكم سائر في بلاد الاسلام إنَّما هو من سياسة التبعية الممنهجة لامريكا وحلفائها، وان أراضي المسلمين الْيَوْمَ أضحت مُحتلة ومستباحة من طرف الصابئين واعوانهم من حمير المشاريع في المنطقة، فمن غير المعقول ان المسلم اصبح في هذه الأوقات لا يستطيع الذود عن الدين والمال والعرض بحجة التطرّف والارهاب والخارجية، فقد رسّخ حامي خيرات الغرب في العالم الاسلامي في اذهان العامة صورا ومشاهدا ارادها ان تكون مثالا لما يعانيه اخوه المسلم في كل من سورية والعراق وليبيا واليمن وبورما وفلسطين وافغانستان وشتى بقاع اخرى، انّ الطاعة ومفهومها الجديد، والسكوت عن استحلال الدماء والأعراض والاموال لصالح الصليب والشرك مقابل الأمن والامان ونفض وغسل الايادي على منهم خارج ما حدّده سايكس-بيكو، وكل له قطيعه يتصرف فيه كيف شاءت سياسة وساسة البلد والأرباب الجدد، فالشرعية الْيَوْمَ لمن سلك مفهوم الصليب في فهم التوحيد، فلا ولا إلاّ لامريكا ولا برآء إلاّ ممن يريد الشرّ والزوال لها، فمن أحبار هؤلاء الولاة من قال ان زوال امريكا ليس من مصلحة بلاد التوحيد، فلا غرابة في شرعنة الشرك وتقوية أهله ونبذ التوحيد وابعاد أهله، فبمثل هذه الاقاويل تربّع الرعاع على رقاب الرعية باسم لا نريكم إلاّ ما نرى، وما امريكا إلاّ صاحبة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهادية للسبيل ..
فإن ما اصاب الأمّة الْيَوْمَ من كوارث لمن السياسة والتبعية لامريكا، فان غضِبت امريكا فيسعى الكل لإرضائها، وان فرحت سارع الكل لتهنئتها، فأصبحت ربا من دون الله تُعبد في بلاد التوحيد عامة وفي بلاد الوحيين خاصة، فروؤساء امريكا تُحدد سياساتهم وحنكتهم الاقتصادية بمدى توقيع العقود التجارية والتحالفات الاستراتيجية، فإرث اوباما بسياساته اليهودية وكيفية مسك العصى من الوسط خاصة في بلاد الاسلام مكَّنته من ولايتين لحكم امريكا، وكم خان العهود والمواثيق وحصد حكّام المسلمين خوازيق منها، فهاهم الْيَوْمَ يعيدون الكرَّة مع من كان يشتم دينهم وعرضهم ويحلف بالثالوث لإن مُكّن من الحكم ليذِقنّ العرب والمسلمين الويلات والمصاعب من ترشيداته وسياساته اتجاههم، فما كان منهم إلاّ ان فُتّحت له مخازنهم وما نراه الْيَوْمَ في بلاد التوحيد من ترحيب وامضاء للعقود تشيب له الولدان من حيث اهدار الأموال باسم النزوات الشخصية والتطلّعات الى من سيكسب الودّ والحكم بعد الولاء التام لحامية الصليب العالمي، والقاتلة للمسلمين من غير منازع، فالعقود التي اُبرِمت الْيَوْمَ بأكثر من نصف ترليون إنَّما تندرج في ابقاء سياسة امريكا المهيمنة على المنطقة، فعقود النفط والتسليح بالمجان مقابل ترسيخ الحكم في الميدان، من حماية الى مراكز إنذار وليذهب المسلمون الى الجحيم ..
فمن عجائب بلد "التوحيد" أنّها ستجمع كل زعماء وحكّام ورؤساء البلدان الاسلامية امام الولي الأكبر ابو ايفانكا حامي الاسلام والمسلمين، فستجتمع أيضا الهيئات الاسلامية من سدنة وطلّاب علم وحاشية، سيجتمعون كلهم على صعيد رجل واحد ليستمعوا خطاب حجة الوداع مرة ثانية وليقفوا امام الأوامر والمتطلبات والمتطلعات في مكافحة التطرّف والارهاب العابر للقارات، والاخذ بالسبل والطرق وكيفية محاربته والوقوف في وجهه حتى لا يُفْسِد على الجميع رغد المناصب والعيش، نعم اصبح التوحيد في خدمة الشرك، والإيمان في خدمة الكفر، فلا قول بعد هذا الاجتماع إلاّ توصيات ابو ايفانكا والذي اصبح وليًا تُحجّ اليه السياسات لفض النزاعات، فوعوده بالوقوف في وجه المجوسية لمن الكَذِب والفِرية على ذقون من سيحضر الندوة، فناتو إسلامي ومعه إسرائيل لمن التوحيد الخالص عند علماء الْيَوْمَ في وجه الميليشيات التي تحارب معها صفا في وجه الاٍرهاب، فمن له بهذه الشفرة يا اولي الالباب، فلم يشهد العالم الاسلامي ان اجتمع على صعيد رجل واحد منذ مأساة النكبة الى حرب الإبادة في العراق وسورية كما سيجتمع مع ابو ايفانكا وتلقينهم التوحيد بالمفهوم الامريكي الجديد، فالسعودية بهذا الطرح المحنّك فقد اصطادت عصافير العرب بحجر واحد خدمة لامريكا وإسرائيل، فقد اختصرت الطريق على ترامب ان يزور البلدان العربية وهو في المنطقة، فبعد هذا الاجتماع ستكون محطّته الثانية إسرائيل ومن ثمة قمة الناتو في بروكسيل، فالكل سيتبرّك به في بلاد التوحيد وياخذ منهم البيعة مجددا تتخللها عقود واستثمارات بمئات الملايين من زين الدولارات، فابشر ابا ايفانكا قد رَبِّك البيع فما اكثر البقر ..
ان ما فعلته السعودية من استقبالها لترامب في اول خرجاته من امريكا بعدما اصبح رئيساً لها لهو من بقائها، وما هذه العقود التجارية الهائلة، واجتماع زعماء العرب والمسلمين لم تجديد البيعة للبيت الأبيض، والامر ليس بالمجان كما يقال ، بل من عمل ابن سلمان، والذي من خلال تقاربه مع إسرائيل مريدا بذلك رضى ابو ايفانكا على توليه العرش مقابل ولي العهد في بلده، فالترحيب والعقود من التسابق لخلافة سلمان، لكرسي العهد الْيَوْمَ اضحى ثمنه ترليون دولار من أموال المسلمين، وبيعة شاملة من حكَّامهم لصاحب البيت الأبيض، وكل هذا قبوله مشترط بمزيد من الحرب خاصة على "الإرهاب"، وان الخطر مهدد الجميع، وان امريكا يرضيها المزيد من العقود والدماء على ارض الاسلام من اجل تثبيت إمبراطوريتها بسواعد المسلمين ..
السلام عليكم

======================
كتبه : نورالدين الجزائري
23
شعبان 1438هـ الموافق ل 20/05/2017



 


vendredi 12 mai 2017

مقال بعنوان " ما وراء تسليح امريكا للأكراد في سورية " بقلم نورالدين الجزائري


ما وراء تسليح امريكا للأكراد في سورية

من يستطيع ان ينكر على امريكا الْيَوْمَ في توزيع أدوات الموت في بلداننا العربية ولأدوار اجرامية على اقليات تعبث بأمن الأكثرية، من يستطيع ان يقف ندّا لعبث امريكا المفرط في المنطقة، من يستطيع ان ينكر على امريكا ولو بشق كلمة دبلوماسية باسم المصالح المشتركة، من يستطيع ان ينتقد امريكا في المحافل الدولية وأروقة الامم المتّحدة ولو تلويحا بفيتو يجعلها تتصرف كدولة حضارية وليس كعصابة تساند عصابات انفصالية صاحبة أهداف تفتيتية لمنطقة الشرق الأوسط، ما نراه من تصرفات أمريكية الْيَوْمَ من توزيع للموت على المسالمين إنَّما يدخل في باب: أنا رَبُّكُم الأعلى، لا أريكم إلاّ ما أرى، فمن سكوتٍ على المجازر في حق الأمنين وبادواتها الجهنمية من طائرات وقنابل توجيهية من درونز او سفن حربية الى تسليح مليشيات مواليه لها، لا يهمُّها من امر النَّاس إلاّ حساباتها ومصالحها الحيوية، فهذا من خططها على مر وجودها كسمة في زرع الخراب والمآسي في ظلّ دول ودويلات تشدّ على عضدها في السير على خططها التدميرية، ولإخضاع المنطقة لسلطان القوة والمخططات التي تكرِّس الهيمنة والتبعية في نفس الوقت، ولا يكون في آخر المطاف إلاّ كلمتها العليا ..
امريكا تعرف ما تريد، امريكا لا تساوم على بقائها وتفوّقها ولو بنِسبٍ ضئيلة، قولها وفعلها محسوب ودروس ومن وراء كل ذلك جامعات ومعاهد استراتيجية، تجعل من مواجهة بيونغ-يونغ عاصمة ذلك البلد التعيس جزء من أمنها القومي، اما بالك بالشرق الأوسط وبحبوحتها المالية منذ الحرب العالمية الثانية، امريكا لا تساوم على "حريّتها" المنشودة في المحافل الدولية، امريكا اذا خطت خطوة نحو هدف ما إلاّ وأسهم الوول-ستريت ان نظرت اليها تكاد ان تُغشى من ارتفاعها، امريكا تجيد الدبلوماسية مع الخصوم من دول المحور والتبعية، امريكا لها سياسة أوروبية واُخرى آسيوية ودونهما شرق اوسطية، امريكا تعرف من تحترم ومن لا تحترم، امريكا لا تحترم إلاّ من نازلها الخنادق وذلك هو العدو الذي تخاف منه أيّما خوفاً، امريكا لا تخاف إلاّ من رائحة الدماء والاشلاء وعطور البارود ومن أربك مخططاتها وزعزع مقام جيو-سياساتها، فلغة المصالح اصبح المسلمون في وقت سوط امريكا هي المفاسد بعينها، فلا حسّ ولا وزن لأكبر بلدين اسلاميين ( تركيا والسعودية ) في المنطقة امام نزوات امريكا المطلقة ..
فالْيَوْمَ الكل اصبح يعلم من هو العدو اللّدود الأوحد والوحيد لامريكا في البلدان الاسلامية قاطبة، فقد نادت في اكثر من ستين دولة لحلف لم يُعهد على مر التاريخ ان تكون لقتال مجموعة ذو ايديولوجية استئصالية لكل ما هو هيمنة غربية على المنطقة، ناهيك عن عشرات الآلاف من الميليشيات والمرتزقة مخيّرين من طرفها لقتال هؤلاء، فامريكا امعنت في اختيارها لجيوش لا عقيدة إسلامية صرفة لها، فهي تعلم المآلات والمخارج والتحذيرات لمثل جيوش صاحبة عقيدة سُنّية واحتوائها لهم لقتال اخوة في الدين والعقيدة، وما تركيزها على الشيعة والأكراد إلاّ من هذا الباب الايديولوجي، عقيدة تختلف تمام الاختلاف عن عدوّها ليسهل التحكم والإرشاد في جموع القوم، فالتركيز على الشيعة إنَّما من باب عدم التأثير على مصالحها العليا عند وضع الحرب أوزارها، فإن أرادوا ظهر الارض فلا حرج وكان ذلك مشهودا في تسليم العراق للروافض بعد احتلاله وقتل سَيِّدِه، وأما باطن الارض فذلك من غنيمة حربها في بلاد السُنّة، فكذا تفضيلها الاكراد الترك او العرب عن جموع الجيوش النظامية في المنطقة، فبعد تكوين الحلف الاسلامي لمكافحة "الإرهاب" تبيّن وبعد تقارير استخباراتية ان من المحتمل انشقاق بعض الجنود وحتى الفيالق ويتم الالتحاق بعدو امريكا الأوحد والوحيد، وبذلك تتجنب مثل الزج بالجيوش النظامية خوفًا من المآلات والميولة المذهبية، فامريكا تجيد الحسابات على غرار دواب من يحكم المنطقة ..
فقد كَثُر الحديث في هذه الأيام عن تسليح امريكا للأكراد، وهوّلت من ذلك بعض المحطات الإقليمية والخليجية خاصة، وكأن الأمر جديد على المنطقة او سبق جيو-استراتيجي على الدول المحيطة بالصراع الإقليمي، فمنذ اندلاع الحرب على الاراضي السورية وأمريكا صاحبة الاجندات فيها، ترفع من هذا الفصيل وتَحُط من شأن تلك الجماعة، فقد سلّحت من قبل قوات سورية الديمقراطية (قسد) جماعة الموك، فلم نرى صراخ تركيا او السعودية او الاْردن من ذلك الفعل، بل كانت اجندات وأدوات لوجيستية لمآرب امريكا، فَلَمَّا غنِمت امريكا من هذا التعاون وحصدت ثمرات الخدمات المجانية بدأ العويل كالذي طُلِّق او خُلِع من دون سبب او رؤية مستقبلية، فامريكا الْيَوْمَ احتوت في حساباتها الصراع في كل من العراق وسورية، فهي في أطوارها الاخيرة زعمًا من حربها على الموصل، وبحسب تقارير استخباراتية منها وممن يحسن العويل الْيَوْمَ فإن الموصل على قاب قوسين او أدنى من السقوط في يد الحكومة العراقية العميلة، ولذلك تريد ان تتفرّد بهذا الإنجاز وان لا تشاركها اَي دولة نزوتها الانتصارية، بل سيكون الشكر على أنّها خدمت حكومات المنطقة أنّها هزمت عدوّها وعدوهم مجتمعين، وما يحصل الْيَوْمَ في سورية من تقهقر للجماعات السنّية وخسران الاراضي والمناطق لمن ثمرة مناوراتها وخيانتها لهم من باب صدّ عدو الجميع وحصره في مناطق معيّنة يمكن من خلالها الاستفراد به، وتكثيف الطلعات الجوية عليه لإضعافه، ومن ثمّة الاجهاز عليه كما تزعم حسب التصريحات والتقارير، فتسليح أكراد سورية او ما يُسمى بقوات سورية الديمقراطية لم تكن امريكا فقط من سلّحته بعد تقهقر الجماعات السنية، بل ساهمت روسيا في هذا التسليح بما انٌ أصبحت قسد من الجماعات المخلصة لدى نظام بشار وهذا بتصريح من ايّام على لسان الناطق الرسمي العسكري لحزب الله في سورية، فالامر محسوم وان الكل تكاتف وتعاضد ( امريكا وروسيا) بتعيين فصيل يكون احدي الايادي الضاربة لمستقبل الصراع في دير الزُّور والرقة ..
فما نراه الْيَوْمَ من عويل اردوغان على تسليح أكراد تركيا YPG ليس من باب زعزعة استقرار الأمن القومي التركي كما يُسوَّغ له اعلاميا وعلى افواه بعض الاستراتيجيين المأجورين، بل امريكا صاحبة مصالح عليا، وفي قاموسها الحربي تعمل على تقليل مصالح الحلفاء والسيطرة على غنائمهم، فلا تريد اشراك جيش اردوغان في عملية تحرير الرقة حتى لا يُحسب عليها دَيْن يمكن من خلالها ان تستثمره تركيا في تقسيم الكعكة، او يكون هنالك شيء من التمرد داخل المؤسسة العسكرية التركية من خلال ما ستؤول اليه المجازر في الرقة، فامريكا بتسليحها أكراد YPG إنَّما بتنصّلها من عهودها بعد ان يتم لها "التحرير"، فالاكراد لا كيان لهم سياسي مستقر، اللَّهُمَّ بعض العهود في استقلال أكراد العراق من نظام الميليشيات الإيرانية، او بعض من ذهب ان امريكا وعدت بالضغط على تركيا في عملية إطلاق سراح عبدالله اوجالان زعيم YPG مقابل تسليم كولن اللاجئ في امريكا، فلذا ليس من العجب موالاة الأكراد لامريكا واخلاصهم لها، وما أكراد تركيا او سورية إلاّ افواه بنادق بدون اجندات سياسية محدّدة، وان انقلبت امريكا وستنقلب عليهم لا محالة فيومها لا تستطيع اَي هيئة سياسية لومها او لوم ما تعهّدت به بعد حربها على الدولة الاسلامية ..
فامريكا تنتظر ساعة الصفر لدخول سورية براً عن طريق الاْردن بقوات خاصة واُخرى بريطانية واردنية وسعودية قد حسدتها على حدود هذا البلد، فالإشارة مرهونة بمدى التقدم في الموصل، وما نراه من عمليات بطولية هنالك جعلت من امريكا وحلفائها رهائن وأجندات قتالية عند الطرف الأضعف عدة وعديدا، ومن المفارقات العجيبة ان من هو المحاصر أصبح هو الذي يحاصر، فالوقت ليس في صالح امريكا ولا في سياسة حساباتها، فالنزيف طال الحلفاء، وعدوّهم طوّر من تكتيكاته القتالية ومن مناوراته الحسابية، فأضحى صاحب الاجندات القتالية والمبادرات الهجومية، فتسليح فصيل ما او التهويل من أمره إنَّما يدخل في عتل الحرب النفسية، فإن الله رب النفس وبه تهنأ وتهدأ، فالعاقبة لمن سلّم الأمور الى رب الناس والنفوس واحتسب، والعاقبة لمن أطاع وتجرّد من حوله وقوّته واتقى ..
السلام عليكم ..

===========================

كتبه نورالدين الجزائري
15
شعبان 14388هـ الموافق ل  12/05/2017




jeudi 11 mai 2017

مقال بعنوان " حماس وما وراء وثيقتها الجديدة " بقلم المدون نورالدين الجزائري


حماس وما وراء وثيقتها الجديدة ..


لا شكّ ان اسهم بعض المنظمات والجماعات "الجهادية" تمّ الرفع من مستواها ونسبتها السياسية ومشروعية مطالباتها وإعادة دراستها وفق فقه الموازنات الدولية، والمصالح الاستراتيجية الغربية، وعلى رأسهم امريكا وربيبتها اسرائيل، فمنذ بروز العدو الاول للغرب على أراضي العراق وسورية، اتجهت كل الماكنة الحربية الغربية من البنتاغون الى الحلف الأطلسي مسخّرة كل الجهود من اجل استئصال هذه الأيديولوجية والتي عمِد الغرب على اطفائها منذ سقوط الخلافة الاسلامية على يد اتاتورك، فأصبحت بعض الجماعات لا قيمة لها من حيث التأثير على التوازن والسلم العالميَيْن كما يقولون، فإعادة دراسة كل هذه الجماعات وتصنيفها وفق المصالح والمفاسد أدى بالغرب الى اخر المطاف الى نتيجة إمكانية الحوار معها والنظر في متطلباتها بعد ان كانت ملفّاتها في دواليب وخانة القوائم الإرهابية السوداء، فالجماعات "الجهادية" الْيَوْمَ أضحت كلّها اجندات سياسية إلاّ الدولة الاسلامية فهي مشروع حرب بلا هوادة وفي مفهوم الغرب : ان لا نكون اذا استسلمنا للامر الواقع ..
خرجت حماس منذ ايّام بوثيقة تقول بأنّها تحمل فكر الحركة وموروثها السياسي، وأنّ الوثيقة لا تمس بالخطوط الحمراء والثوابت الأصيلة للحركة، ففي بنود الوثيقة فعلا يوجد بعض المطالبات كالتي في ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية، ومنها القدس عاصمة لفلسطين، والاعتراف بحدود 67م، والسجناء والمهجّرين وإعادتهم وتوطينهم مرة اخرى، فالمطالب سياسية بالعرف الدولي ولا جديد في الوثيقة من حيث المطالَب كما هي عند جل المنظمات الفلسطينية بالداخل والخارج، ولكن الجديد والذي لم يُنتبه له هو لماذا خروج هذه الوثيقة في هذا التوقيت بالتحديد ولِما وما الدوافع والاسباب وراء ذلك ..
فلنعد قليلا الى الوراء وكيف أُزيح خالد مشعل من قيادة حماس، فالرجل كان رئيس المكتب السياسي وصاحب التجربة السياسية والعلاقات الدولية المميزة، وكيف استُبدِل بأيديولوجي صَلت كإسماعيل هنية والذي لا تجربة له خارجياً بالرغم من وجود عدة كوادر في الحركة مميّزين بالعلاقات الدولية كموسى ابو مرزوق، فهذا الأخير درس في امريكا وتخرَّج من جامعاتها وكانت له علاقات طيبة مع الإدارات الامريكية المتعاقبة وخاصة في عهد اوباما الرئيس الامريكي الأسبق، فحركة حماس وقبل صدور هذه الوثيقة دخلت في مشاورات ومفاوضات دبلوماسية وسياسية وتفاهمات عدّة مع أطراف إقليمية ودولية وعلى رأسهم امريكا وبريطانيا، وبحسب معلومات موثوقة من هذه الخطوة كان لتوني بلير مهندس غزو العراق وتدميره، ومنسق الرباعية الدولية في حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، الجزء الأكبر في بلورة هذه الوثيقة بضمانات تركية قطرية أردنية، فقد خُيِّرت الحركة ما بين الافاق السياسية المستقبلية وزجّها في المشهد السياسي المخطط للمنطقة وهذا ما اكّده توني بلير بقوله ان لا حلّ في منطقة الشرق الأوسط إلاّ بإشراك حركة حماس في الحل النهائي، وهنا كلامه طبعا عن الصراع الفلسطيني الصهيوني، ودلالة على تهميش منظمة فتح الفلسطينية مستقبلا، وخاصة الانخراط في صفقة سياسية عبّرت عنها حماس في وثيقتها بنظرة جديدة للحركة بالنسبة للقضايا السياسية والأيديولوجية، ففي الوثيقة طلاق تام بين ما نشأت عليه الحركة من ايديولوجية اخوانية تريد من خلالها عدم تبني رؤية الاخوان المسلمين للقضية الفلسطينية، وفيها اتفاقا وتبني لما طرحته الرباعية الدولية على منظمة التحرير مِن القدس والحدود واللاجئين، فالورقة رفضتها إدارة نتن-ياهو كخريطة طريق لتسوية القضية برمّتها، وأنّ لا جديد في الرؤية السياسية الجديدة ويدخل كل ذلك في المناورات والحسابات الدقيقة لكلا الطرفين..
فاستلام هنية لمشعل المكتب السياسي من مشعل يجعلها تقفز من حركة تحررية الى حركة سياسية منزوعة البعد الجهادي كفصيل مقاوم كما تدعي لإسرائيل، فلا يُنسى ان هنية كان الوزير الاول في حكومة عباس قبل تفرّدها بغزة والانفصال من حكومة الوحدة الوطنية، فسيكون دور هنية بمثابة الرئيس الشرعي لفلسطين بعد موت منظمة التحرير الفلسطينية سريريًا، وأنّه من الآن فصاعدًا سيُزج بالحركة الى مفاوضات سياسية تتبناها امريكا من خلال الشركاء في المنطقة كتركيا وقطر، وان نبذ الحركة لأيديولوجية الاخوان المسلمين متطلب إقليمي وعلى رأس ذلك مصر والسعودية، فلذا طالبت اسرائيل منذ ايّام قليلة من مصر بضبط الحركة سياسيا للالتزام بما في الوثيقة من عهود جديدة يمكن العمل من خلالها للوصول الى حل توافقي للقضية الفلسطينية، وستكون زيارة ترامب لإسرائيل قريباً بمثابة كارت اخضر لبدء ترتيب مفاوضات شبه رسمية ما بين حركة حماس وإسرائيل، شريطة نبذ العنف والالتزام بالشرعية الدولية ومنها الاعتراف بدولة اسرائيل على أراضي 67م كخطوة اولوية وشرط أساسي وتعهداً لما يسمى حقيقة الرؤية الجديدة للحركة، فاختيار هنية بمثابة سياسة تجديدية للحركة وان كل ما سيُقرر سيكون بمثابة اجماع وطني ممّا سيُسهّل تصفية القضية الفلسطينية مستقبلا، وتوافقاً أيضاً مع رؤية الملك عبد الله بن سعود في تسوية النزاع العربي الاسرائيلي ..
فكنت قد كتبت في مقال سابق ان هدف امريكا وإسرائيل احتواء الدولة الاسلامية في ولاية سيناء، ودخول كل من اسرائيل ومصر وحماس في حلف ضدها، فالفرقاء الثلاثة لهم مصلحة مشتركة في قتال الدولة الاسلامية على كل من حدودهم، فهي تهديد بلا منازع لوجود اسرائيل كعقيدة، وتهديد حقيقي لنظام السيسي وجنده ككيان، وتهديد لأيديولوجية حماس كحركة، فالوثيقة جاءت لهذا الغرض باعتراف ثنائي إسرائيلي مصري لحماس كحركة سياسية ونبذها للعنف، وكحل على المستوى الإقليمي للصراع العربي الاسرائيلي، فكل قرارات هنية السياسية ستـُحسب على انها اجماع وطني فلسطيني ومن ثمة التوقيع باسمه لكل عمل سياسيي او عسكري مستقبلا ..
السلام عليكم ..

=========================
كتبه : نورالدين الجزائري
14
شعبان 14388هـ الموافق ل 11/05/2017







mercredi 10 mai 2017

مقال بعنوان " حرب الموصل الحرب الاخرى المغيّبة : حرب المعلومة " بقلم المدون نورالدين الجزائري


حرب الموصل
الحرب الاخرى المغيّبة "حرب المعلومة"

جاء في الأثر أن النبوة يدّعيها أصدق الصادقين كما يدّعيها أكذب الكاذبين، ولكن الأمر يُلتبس إلاّ على أجهل الجاهلين .. وكنت قد كتبت عن حرب الموصل في سلسلة من عدّة مقالات بيّنت مراحلها وفصولها وتطوّراتها، والكل كتب عن حرب الموصل والكل جانب الصواب فيها كما سقط في الخطأ واللغط، ومنهم من اُخلِطت عليه الأمور جملة وتفصيلاً، ولكن الكثير منّا أغفل جانبًا أساسيًّا في هذه الحرب الفريدة من نوعها عبر تاريخ الأُمَّة وما يحدث فيها وكيفية إدارتها، هذا الجانب لم يغفل عنه من جاء لاحتلال ما تبقى من أراضينا، إنّه الجانب الإعلامي فيها وكيف للفرقين أساليب مختلفة في إدارتها يتفوق عليهما الجانب العقدي والروحي والسبيل للانتصار للمعلومة التي يُراد لها أن تصل لكلا أنصار الطرفين والقابع بينهما جهلاً أو لغير حاجة في هذه المعركة المصيرية.
‏فقد كتبت شيئا في باب المعلومة من أيّام وبيّنت مدى أهميّتها والبحث عنها من حيث المعرفة والخبر، وأنّ المسلم مطالب من باب الوجوب أن يكون كيّسًا فطنًا، بحيث لا تُسيّره الرياح ولا تتخطّفه عواصف العولمة كناعقة في سربها، لا يعرف الحق من الباطل في عالم المعلومة، بل يجب على المسلم وخاصة في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها الأُمَّة أن يبحث ويكدّ ويجتهد ويتعب إلى أن يصل للتمييز بين السمّ والعسل، بين الغث والسمين، بين الْمُرَاد والسأم، بين الحقيقة والكذب، في مجال الحرب الإعلامية التي تُشن من عقدين على الأحرار فيما تبقى من البلاد الاسلامية، فالجانب الإعلامي لم يُهمل عند المسلمين الأوائل، فقد كان رسول الله بأبي هو وأمي -صلوات ربي وسلامه عليه- يخرج في الاسواق في بداية دعوته إلى أماكن اليهود فيها ويقول: من يريد خبر موسى، فكانت تجتمع عليه الوفود ويحدّث بعدها بما شاء الله من باب الدعوة والخبر اليقين، وكذا من ورث علمه لم يهمل هذا الجانب العلمي والذي كان له أثره في نفوس العامة من المسلمين والأقليات الذمّية التي كانت تحت سلطان الخلافة، فالأمور تطوّرت بعدها إلى نقل هذا العلم من المعلومة إلى الحروب التي خاضتها الجيوش الاسلامية، فكان الخلفاء والامراء لهم فِرق خاصة في نقل أخبار الأعداء والانغماس في مجتمعاتهم وجندهم ومن ثمّة معرفة معنوياتهم وربما بعض خططهم، فالمعلومة أدّت إلى الانتصارات قبل بدء المعارك، فأهمية المعلومة لم تُقصى من قاموس الفتوحات إلى يوم أن تفطّن أعداؤها إلى هذا الجانب المهم من الحروب، فطوّروه وجُعِلت له المجاميع من كليات حربية ومعاهد عسكرية ومدنية همّها اقتناء المعلومة وكيفية تطويرها مصلحةً واستعمالًا كسلاح لا يقل خطورة من القنابل النووية الْيَوْمَ.
‏‏فكلا الطرفين في حرب الموصل منذ بدايتها وقبل اندلاعها حتى يريد أن يسيطر على المعلومة وكيفية انتقائها وتمريرها بذكاء حسب متطلبات المعركة وحساسيّتها، فامريكا ودوّل التحالف الغربي والعربي دأبوا على أن تكون المعلومة من هذه الحرب دحر "الإرهاب" وخاصة طروادة "التحرير"، فحشدوا الاعلام الخارجي والإقليمي وصوّغوا الأمر على أنه عملية استئصالية لورم الاٍرهاب العابر للقارات وخاصة لأهل الموصل المضطهدين من طرف ISIS، فالتزمت وسائل الاعلام وخاصة الإقليمية بالتعاليم المأخوذة من طرف امريكا بتشويه الخصم في المعلومة وتصويره خبرًا على ان مدينة الموصل في إرهابٍ دائم وخوف مستمر من الأرباب الجدد، فهشتاقات الجوع والتقتيل الممنهج كان خير دليل على النهج المتَّبَع قبل بداية الحرب، فالامر لوحظ في عدة مدن كانت تحت قبضة الدولة الاسلامية كالفلوجة ومن قبل الرمادي، فالمعلومة أثّرت على مجريات الحرب في هذه المدن والشائعات كانت لها قسطًا من انسياق بعض المتذبذبة من أبناء الأُمَّة في الشدّ على أيادي المعتدي من الأمريكان والرافضة والسكوت على المجازر بعدها بدعوى التحرير ولا داعش، وقد تفطّنت الدولة الاسلامية لهذا الجانب المهم من حرب المعلومة حيث شاهدنا عدّة فيديوهات وروبورتاجات بعدها من الموصل والرقة وتصوير من هم تحت سلطانها وكيفية وطريقة العيش على أراضيها، فهدف المعلومة كانت لسد أفواه أصحاب الهاشتاقات وقطع الطريق عليهم وفضح نواياهم وأجنداتهم من حيث إيصال المعلومة للمتعاطفين ومن يبحث عن صدق القضية، فكان الامر له جانب طيب وأثر جميل في نفوس المسلمين وتفطّنهم لحساسية الحرب الإعلامية في هذه المعركة المصيرية بين المسلمين وملل الكفر قاطبة ونحل النفاق عامة، فقد كشف الله زيف الآلة الإعلامية الغربية والإقليمية خاصة في قصف المسالمين المدنيين والتقتيل الحاصل عليهم يوميا وخاصة في الموصل، وما مجزرة أمريكا الأخيرة لمن هذا البيان، فقد عَلِم أبناء الأُمَّة قيمة المعلومة في الحروب، ومدى خطورتها للخروج من قبضة الاعلام العالمي، وأنّها سبيل للوهن الذي ضرب ويضرب المسلمين إن لم يكونوا الْيَوْمَ على قلب رجل واحد لصد هذه الهجمة الحربية والإعلامية ..
فأحيانا شُح المعلومة أو الشبه المحاصرة أن وصلت للصادقين وإصحاب الأمانة في إيصالها كما هي ومن مصدرها تدّك حصون الأعداء وتزرع فيهم الريبة وخسران المعركة، فشتان بين مجزرة الأمريكان والروافض وجموعهما من ايران والدول المتحالفة وسبل تبريرها من قتلٍ للمدنيين العزّل من أطفال ونساء وعجزة، وبين مجازر الدولة الاسلامية في الروافض والاثخان فيهم ومن عاونهم، فإصدار "الحرب دهاء" أو إصدار عملية نحر "العميل الروسي" لمن دهاء إيصال المعلومة التي غُطّت وحُفّت بأكاذيب الخصوم، فحرب المعلومة متصدرة في إعلانات الحلف الامريكي وفِي بيانات الدولة الاسلامية وإصداراتها، فمن عملية اجلاء الإرهابيين في غضون أسابيع من الموصل صار الامر الى إلتفاف مقاتلي الدولة الاسلامية على الحشود وتصويرهم على أنّهم كالحشرات تتساقط امام نيران المعلومة، فحريّ على الطرفين اليوم النظر في أخلاقية هذه الحرب ومن يوصل المعلومة جيدًا للأنصار والخصوم والمتذبذبة، فَلَو أوصلت فقط آلات الدعاية الإقليمية ومنها قناة الجزيرة والعربية ربع الحقائق واأصاف الطرف الآخر لتغيّرت سيرة المعارك ومعها المعلومة ولكانت الدولة الاسلامية صاحبة السبق والشفافية والحفاظ على مقاصد الشريعة والإنسانية في الحروب التي فُرضت عليها، ولكن دَجَل أصحاب الآلة الإعلامية يفعلون ما لم يفعل الوعّاظ وعلماء السلاطين على المنابر لايصال الحقائق والمعلومة الغائبة عن المسلمين، فبها كما أسلفنا صدق الكاذب وكُذِّب الصادق وتله الجهّال في عالم المعلومة ..
إن الحرب اليوم لم تعد براميل البارود من تسطّر حيثياتها ومدى أهميّتها على الجانب المعنوي والتعبوي فقط، بل تشعّبت إلى حرب المعلومة وكيفية تطويرها لتصبح سلاحا يغذي المعنى منها قبل النتيجة، فهذا النوع من السلاح تفطّنت له النازية ومن بعدها دوائر الاستخبارات العالمية وعلى رأسها امريكا، فشعار القوم السيطرة على المعلومة قبل خروج الجند للحروب، فإن حسن صياغتها نصف كسب المعركة، وهذا ما تفطّن له الأحرار وتفوّقوا عليهم بصدق المعلومة، والقلم يجري على الكاذب حتى يكتب عند الله كذّابا، وَلَن يفلح الكاذب حيث أتى، فرُبّ معلومة صادقة تفعل فعل القنابل العنقودية من حيث التلغيم والتأثير عند انفجارها ..
السلام عليكم...
====================
كتبه نورالدين الجزائري
13
شعبان 1438هٰـ الموافق ل 10/05/2017






مقال بعنوان " شبح الدولة الإسلامية على حدود فلسطين يربك الصهاينة " بقلم نورالدين الجزائري



شبح الدولة الإسلامية على حدود فلسطين يربك الصهاينة !

لفت إنتباهي من أيام لشكوى تقدمت بها "اسرائل" للأمم المتحدة تتمثل في إعادة هيكلة بند 1701 الأممي المتمثل باتفاقية وقف القتال في ما بينها وبين حزب الشيطان ، والذي بموجبه حافظت " اسرائل " على حدودها كاملة مع لبنان ، وفيما تراجع حزب الشيطان إلى نهر الليطاني بمسافة تقدر 15 كيلومتر دخل عمق الأراضي اللبنانية ، وهذا ما يبين المسرحية التي لعبها الطرفين ومنها نشوء بما يسمى حلف الممانعة الثلاثي المعروف الذي ضحك على بسطاء العرب و المسلمين ، إلى أن أزال ما جرى و يجري اليوم في سوريا غبار النفاق على الجميع .
 
اللافت للنظر أن " اسرائل " تريد من هذه المنطقة المنزوعة السلاح في داخل الجنوب اللبناني والتي بها جنود أمميون أن تتغير لمصلحتها وتريدها قاعدة متقدمة لها و استبدال الجنود الأمميين بجيش خليط من غرب ( أمريكي - بريطاني - فرنسي ) و بعض الجنود من الدول العربية ، لحمايتها شمالا ، لأنها أيقنت أن الحزب لم يعد قادرا على ضبط الحدود معها ، و في تقهقر مستمر في جبهات القتال في سوريا ، وما يواجهه من قلاقل داخليا .
وكل هذا يتزامن بما يفعله السيسي على حدود غزة ، وبما افتعله من حوادث في سيناء لإنشاء منطقة عازلة تحمي اسرائل من خطر كبير بدأت آفاقه تلوح في السماء وهو شبح الدولة الإسلامية على حدود الطرفين ، واستراتيجيتها في تطويق اسرائل وعزلها وتعرية حدودها ، ومنها إنهاك عساكر السيسي وفتح جبهة مصرية معه ، وهذا قد يكون خطا أحمرا للبلدين ، وليس كما يرد أن يفهم أن ما يفعله السيسي لتركيع أهلنا في غزة.
من المعلوم أن المسجد الأقصى يقبع تحت السيادة الأردنية ، و كان  إغلاقه يوم الخميس رسالة موجهة خارجيا وخاصة إلى الأردن مفادها ضبط الحدود من الجانب السوري حتى لا يتسلل جنود الدولة منشئين قاعدة قوية و خلفية للخلافة على حدودها ، و ضبط الأردن للحدود معها دوليا .
 إن الكيان الصهيوني بات يدرك خطر تنامي قوة الدولة الإسلامية ، وبات مهددا من كل الحدود ، كما بات يشعر أن جنود الدولة الإسلامية باتوا قاب قوسين أو أدنى من النصر في العراق و الشام بإذن الله ؛ ولذا كان ومازال الكيان الصهيوني سباقا للتنبؤات المستقبلية على الأرض لتحصين كيانه ، وهذا الذي فهمته الدولة الإسلامية وكذا الكيان الصهيوني ، وغاب عن أغبياء العرب أن عزتهم في العودة لدين الله عزّ وجل ، ودخولهم تحت راية الخلافة التي باتت دولة بأتم الكلمة ، و بكل مقاييس و الأعراف الدولية ...
========================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 13/10/2014 ( اي منذ حولي 3 سنوات سابقة على يوم نشره في المدونة)








lundi 8 mai 2017

مقال بعنوان " بين المعرفة والخبر : صدق المعلومة " بقلم المدون نورالدين الجزائري


بين المعرفة والخبر : صدق المعلومة ..

المثل الشهير عند العرب قديمًا ان الذي يرى ليس كالذي يسمع، والذي يرى بطبيعة الحال يسمع ويدقّق ويحقّق الغايتين حسًا ولمسًا، ولذا كان من امر النَّاس ان صاحب الرؤية والسمع اكثر الحديث والرواية صدقًا وأثرًا، فكتب الاخيار والأعيان في سرد الأحداث والقِصص من اصحاب التاريخ لا تؤثّر على قرائها إلاّ من حيث المعاينة ومن ثمّة التحدث بها بطريقة تجعل من يتلقّاها كأنه في حضرة المشهد قولاً وسمعاً ورؤية، ومع ما يحيط به من مشاهد تجعله يعيش تاريخًا غير تاريخه وماضٍ غير ماضيه ومع أناس لم يرهم او يسمع بهم إلاّ من حيث شواهد القصص امّا قبولا او رفضا من حيث القول والفعل ..
فما اكثر صفحات التاريخ الْيَوْمَ المفتوحة امام النَّاس، وخاصة لمن لم يقرأ في محتوى المضمون واكتفى بالشكل عنوانا وصورة ورؤيةخاصة، فمن الطبيعي ان المغلوب على أمره إنَّما يتأثّر بمن يصنع حدثه، ولا يقبل إلاّ الأحداث التي أُمليت عليه، او على لسان من له يد في اغتصاب ذاكرته وحتى التشكيك في وقائع السِيّر وما شاهده او عاينه أوسمعه من ثقات، ممن حدّث التاريخ بثقتهم عنعنة او في علم الرجال اثارًا ومصداقية وقصصًا، فحاله كحال العبد عند سَيِّدِه يصرّفه كيف يشاء لخدمة اغراضه ونزواته، فلا يرى او يسمع إلاّ بعين السيد او لسان الحر، فما لسان حاله إلاّ السمع والطاعة وان كان سَيِّدُه لا يهتدي الى أصح الأمور سبيلا ..
فاليوم ومع وسائل الرؤية والسمع وتطوّرها وسرعة إتقانها وجودة تقنيّتها اصبح الواحد منّا يعايش الأحداث حين وقوعها ومعاينتها حين صدورها وهو على أريكة راحته، يتلقى الخبر على المباشر وله قبوله او ردّه او وزنه ومن ثمّة تحليله وأخذ الدروس والعبر منه ووضعة في إطار مكتبة علمه من حيث المعتقد او الثقافة او خبر الآحاد معرفة وتصنيفًا، فلا لزوم للخبر في مجمله من حيث المصداقية او علم الرجال من حيث نقل الأحداث وسردها او تثبيتها ونفيّها، فالعالم الْيَوْمَ اصبح قرية صغيرة من حيث تلقي الأخبار، فما يترتب عنها يسير مسرى النار في الهشيم من حيث أهمية الحدث او الحادثة، فأصبح علمًا بحد ذاته يُدرَّس في الجامعات وله فروع من حيث التوجه الى ادقّ علومه والتي هي مخ علم الاستخبارات من حيث حكم الناس وتسييسهم او توجيههم حسب المنفعة الشخصية او سياسة البلد المتبعة او نزوات الأشخاص النافذة من حيث التحكّم في مقاليد العامة سياسة او ثقافة، فكلّما فُتِحَت آفاق معرفية إلاّ واصحاب المنفعة لهم يد سبّاقة في ضبط المخارج وتقنين المداخل من حيث التأثير على المستوى العام الإعلامي في إيصال الفكرة ترويجًا او عفوية، يسبق كل ذلك محتوى الخبر وما وراءه من فكرة تُحكم بها العامة طوعًا وكراهية بدون إظهار القوة او أدوات الإخضاع الجبري والقسري لابقاء الكل تحت سلطان المعلومة الموجّهة والمرادة للجميع ..
فالمعلومة الْيَوْمَ اداة ونواة وخام المعرفة في فهم الواقع وأخذ الدروس من الماضي من باب مقارنة الأحداث والتمييز بينهما، وربط الوقائع المشتركة وإنزالها على مشرحة العلم في معرفة السنن والمغزى منها، والسير على خطى وضوابط صحيحة تجعل من المرء يقرأ للأحداث وكأنه صاحبها او مفتعلها قراءة صحيحة وثابتة الأثر، ولكل حادثة نقيضها من حيث الفهم او جهل الحدث وحيثياته، والمشاهدة او المعاينة كما أسلفنا ليس كناقل الخبر من صحَّته او عدمه، فَلَو قارنا الْيَوْمَ على سبيل المثال لا الحصر ما بين ما وصل إلينا من احداث وقصص في شكل مجلدات او غير ذلك من اخبار العامة ووكيبيديا المعلومات لتبيّن عند من يتبع المعلومة او يسبح في فلك انسيكلوبيديتها انّ الاخبار والكتب ما هي إلاّ نقطة حبر في بحر المعلومات التي بحوزة الانسان الْيَوْمَ في فلك المعلومة على شبكة الانترنت، وكل له تخصصه ومعرفته في باب علمه او ثقافته، فأبناء الغرب عند نزول المعلومة وسردها لا يتلقفها إلاّ من بابين لا ثالث لهما، فإما تصديقا او تكذيبا للخبر حتى تُفحص طرقه وحيثيات بثه ولمن الامر موجه له من حيث الخاصية او التعميم، وهذا الذي يفتقره من هو عبد للمعلومة ولا يملك من سيادتها إلاّ التصديق او التكذيب من حيث السيّد وقواعد الاتباع والنزوات الشخصية التي تخدم القوي وتُهمَّش الضعيف معرفيًا ومعلوماتيًا، فيسهل التلاعب بعقله وكيفية توجيهه من حيث خدمة الاجندات والسياسات المحلية او الدولية حسب بلدان التبعية والانتماء ..
فباب المعرفة سلاح فتّاك لو حسُن استعماله وتسويقه من حيث توجيه العامة الى ما هو خيرها دينًا ودنيا، فالغرب تفطّن لهذا السلاح الخطير وطوّره من حيث بلورة المعلومة ودراستها وإفشائها خدمة لداخله وخارجه، ومن الأمثلة الصارخة في ذلك والتي تكاد ان تعلّم الحيوان قبل الانسان كيفية تسويغ وتسويق المعلومة في برامجه الانتخابية، وان المعلومة سيّدة الجميع في الشفافية من حيث الأخلاق والديونتولوجية المحتّمة على الجميع في باب النزاهة، فالمرشّح لتولي المنصب حسب الطلب لا يكون إلاّ عبدًا للمعلومة وليس لسيّدها او صاحبها، فالمعلومة تقتضي من يدخل في مياهها ان يكون سبّاحًا ماهرًا من حيث السباحة على شواطئها والالتفاف الى قرش المعلومة المضادة ان تغرقه او تفضح ما عليه من اخبار غير مكشوفة، فحينها يصبح انتوكس وتُلغى معلوماته الى سلة ديليت او الحذف ويكون من خبر كان ولا مبالاة ومنها نهايته الحتمية اعلاميا او ككائن مستثمرا معلوماتياً في المجتمع، فالغرب تفطّن لهذه الأمور مما أدّى به الى الوقوف امام المعلومة والتأكد من صحتها او عدمها قبل ركوبها او التخلي عنها، فالمعلومة الْيَوْمَ لها اجنحة وهي الشفافية والمصداقية ومن تحلّى بهذه الديونتولوجية فلابد إلاّ ان يصل لمبتغاه ولو لُغِّم طريقه بالفيروسات الذكية ..
فعلى من أراد اليوم كسر قيد العبودية ان يكون سيّد المعلومة ويقف عند خبرها ومن ثمّة بلورتها ووضعها في قانونها الصحيح من حيث الخبر وحيثياته، وان لا ينساق الى ما لا يعرف حتى يعرف، ومنه المشي بخطى حذرة وثابتة، وإذا رأى في المعرفة منكرا فما عليه إلاّ ان يصحح ذلك خبرًا، وان اصدق الحديث ما كان إظهاره بحجة القول وصحيح الجدال وكل ذلك تحت سقف التقوى وان يخاف الله فيما وقف عند خبر ما، وان ينقله بأمانة بعدما ان يتأكد من صحته قولا وفعلا ..
السلام عليكم ..
===================
كتبه : نورالدين الجزائري
11 شعبان 1438هـ الموافق ل 08/05/2017