مقال بعنوان " حروج قطر من منظمة اوبك " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري

خروج قطر من منظّمة أوبك ..

إن خروج قطر من ‎أوبك ليس قرارا سياديا أو سياسيا بتقديم الغاز المسال على النفط، بل القرار أمريكي بعد أن قرر دونالد ترمب تفكيك المنظّمة عند ترشّحه للانتخابات، فالرجل بدأ بتحييد إيران منها ولو بطريقته أوعز لقطر التنحّي أيضا لتمهيد الأرضية للآخرين بالخروج منها كقناعة استراتيجية.

فالدول الأعضاء في منظّمة أوبك منقسمين بين ما هو عليه الحال بالنسبة لأسعار النفط العالمية، ومنهم غير الراضي على تلاعب أمريكا بأسعاره وخاصة المعتمدة عليه بنسبة عالية، فتخفيض السعودية لأسعار النفط إلى ٣٥% بإيعاز من أمريكا كان بتوافق سعودي أمريكي على حلّ أوبك مستقبلا وبداية عهد جديد من صراع على الذهب الأسود بين معسكرين أو قطبين تكون أمريكا والسعودية وبعض أعضاء أوبك في صف، وروسيا وإيران وقطر في صف، فأمريكا ربما تخسر قطر نفطيا لأن منتوجها منه ضعيف ولكن قطر في صفّها بالنسبة للغاز إذ شركات غربية ومن ورائها إسرائيل هي من تقوم بتسويقه والمتاجرة به دوليا ..

فالصراع اليوم على النفط وبعد وهم الانتصار على الإرهاب في المنطقة على أشدّه بين أمريكا والسعودية من جهة وبين روسيا وإيران ولاحقا فنزويلا من جهة أخرى، إذ زيارة أردوغان لمدورو من أيام من هذا الباب بإيعاز من روسيا وقطر ولنتذكر زيارة تميم لتركيا من هذا الباب وإخبار إردوغان بالانسحاب ..

من منظمة أوبك وبتشكيل حلف يوازي الحلف الذي سيُعلن من طرف أمريكا مستقبلا بعد حل أوبك، فالسعودية في الآونة الأخيرة اقتربت كثيرا من الصين في مجال الطاقة وتريد أمريكا من وراء ذلك مع السعودية الاستحواذ على السوق الصينية وإزاحة روسيا منها وكل ذلك في حرب خفية مستعرة سنشهد لهيبها قريبا ..

فأمريكا بحلول ٢٠٢٤م ستكون أوّل مصدّر للبترول عالميا بمقدار ١٢ مليون برميل يوميا، تليها السعودية ب ١٠ برميل، وستجلب أمريكا لحلفها الجديد دول الخليج المتبقية وللمنتجة للبترول وربما نيجيريا وليبيا، وفي المقابل سيتشكّل حلفا آخرا يضم روسيا-ايران-قطر-الجزائر والتنافس سيكون على أشدّه ..

والله أعلم...

==================

كتبه: نورالدين الجزائري

بتاريخ ٠٤ ديسمبر ٢٠١٨م