Rechercher dans ce blog

lundi 2 décembre 2019

مقال بعنوان " من هم أهل الحديث " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



من هم  أهل الحديث


البعض اليوم ممن يُحسبون على أهل العلم وطلبته اختاروا السلامة على المنازلة، فاختبؤا وراء حديث الطائفة المنصورة وأنها أصحاب الحديث كما عند الإمام أحمد-رحمه الله-، وهذا صحيح من ناحية السلم في المجتمعات التي تحكم بما أنزل الله، أما إذا دخل عدو الصائل البلاد فالقتال مقدّم عن طلب العلم، فالإمام أحمد- رحمه الله- آثر العلم على الصدع بالحق في قضية خلق القرآن ولاق ما لاق من الأذى في سبيل تبيانه وهذا دأب من عرِف الحق عند المواجهة وحينها لا يُقدّم على السلامة كما نرى بعض أهل العلم اليوم، فما بال الطائفة إذا تعلّمت ولم تطبّقه واقعا اعتقادا وقولا وفعلا حتى يُتم لهم الصدق، وها هو شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- حين دخول التتار بلاد الإسلام ومع ظهورهم لبعض شرائعه إلا أنه آثر التدوين والردّ على المخالفين عن قول الحق والصداح به وقال بالقتال لا بالعلم والاستكانة حتى رُوي عنه أنه قال:"لو رأيتموني في صف التتار وعلى رأسي مصحفا فاقتلوني"، وهذا من علمه ‏ومن رؤيته للنوازل وعدم الركون إلى ما ركن إليه اليوم من بعض طلبة العلم في بيان وتبيان الحق والصداع به، فتقديم السلامة على الأذى من مناهج الفرق التي غيرعلى السنّة إجماعا، فكم من عالم اُذي في سبيل الله وسيرته اليوم حيّة في نفوس الصادقين، وكم غير ذلك لا يكاد يُذكر إلا وعليه اللعنات ..
فاليوم كم من طالب للعلم زعمه يرد على شبهات المرجفين من دعاة العلمانية والحلول وأصحاب مذاهب الزندقة على غرار شحرور، وكم من مُدّع للحق ينازل من يريد الطعن بالوحيين وحملته وأهله ويتعامى عمن رسّخ وأنكى منابر زندقة لهؤلاء أجمعين من دون أن تكون الشريعة سلطان عليهم ورفعهم عليها وجعلهم ‏تحت قوانينه الغربية التي أخضعها على الجميع والاحتكام إليها عند التنازع، فهل ابن تيمية - رحمه الله- أبى أن يعيش تحت فاسق ملعون من زبالة البشرأم رفضه ورفض حملته وبعض المحسوبين آنذاك من أهل العلم وجاهدهم بالكلمة وقاتلهم باليد والعزيمة، فلا عذر اليوم لمثل هؤلاء وهروبهم إلى السلامة، ‏تارة بمهادنة الظالمين والتغنّي بإنجزاتهم وتارة أخرى بلمز الصادقين ونبذ مشاريعهم، فمن أسباب تأخير النصر من تلبيس مثل هؤلاء طلبة العلم أصحاب "الحديث" على الحق وحملته وتصويره كأنه الباطل وشياطنه، ولو اطّلعت على أفئدتهم لرأيت جمعا منهم متصارع مع نفسه ونفاقه على أن من يذود اليوم عن ‏المحجّة البيضاء ويريد الإبقاء عليها ناصعة هم من يريد للعلم وحملته أن يكونا كما تركه الجيل الأوّل من الصحابة والتابعين لا تشوبه شائبة وحِصنا أمام العدى، وبيانا للباطل ونسفه، وإرجاع الأمة إلى الجهاد بأنواعه حين السلم، وتبيانه أنه القتال حين الحرب، ولذا جاء الحديث عن الفئة المقاتلة ، ‏فالقتال فرع من الجهاد، وقد بيّن إمامنا الإمام ابن القيّم - رحمه الله- مراتب الجهاد وقال بدخول القتال فيه، وعند دخول العدو الصائل فكل شيء يتعطّل ولا يكفُ إلا القتال والقتال فقط، فالأمة اليوم عليها أن تدرك أنها في استئصال ممنهج وأن المخرج هو قتال أعداء الله على قلب رجل واحد وبعقيدة كما كان عليها أئمتنا وسلفنا من هذه الأمة عبر العصور، فالمعركة اليوم معركة وجود لهذا الدين المنزّل وعدم الرضا بالدين المبدّل الذي يحاول بعض طلبة العلم مسك العصا من الوسط والذبذبة بين من ستكون له الغلبة، أو إرضاء طرف والنقم عن الطرف الآخر الذي فضح تلاعبهم بدين الله وعقيدة المسلمين.
والسلام عليكم
===============
كتبه نورالدين الجزائري





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire