Rechercher dans ce blog

samedi 12 décembre 2020

مقال بعنوان " ما وراء تدخل تركيا في أذربجان " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


 

ما وراء تدخل تركيا في أذربيجان

 

 تركيا تتحدث بلغة المصالح اليوم، وتفكّر بعقلية التوسّع، فكل خطوة أصبحت لدى أنقرة مدروسة، فلا عاطفة قومية ولا أخوّة دينية ولا تقارب إثنيّ، فكل من يعتقد أن تركيا تنصر أو تنتصر لقضية فهو لم يفهم أسلوب تفكيرها ناهيك عن دراسة مشاريعها ورؤيتها الجيو-سياسية وما تريده من تدخّلاتها خارج حدودها وخاصة نحو بلدان الثروات المحيطة بها، فالبعض يطبّل كالأعمى في زفاف من دون أن يرى حقيقة العرس والمأدبة، ومن دون أن يعلم مهر العروس وقيمة الهدايا المعروضة على الوالي، فالتفكير السطحي أو ما يراد للقطيع أن يعلم من قصة الزفاف إلّا ما يراه النّاس أو المطبّلين من خلال فلم بوليدي سيّء الإخراج في نهاية المطاف، فذهاب تركيا لأذربيجان لم يكن لعيون باكو أو لإعادة أراض من أرمينيا كانت قد سُلِبت أيام الدعم اليوناني ليريفان، فاليوم يوم التموقع والتوسّع على حساب الضعيف ونهب خيراته باسم التدخَلات وعلى حساب فاتورة الحرب التي لابد أن تُدفع في إطار صفقة يكون من خلالها الدفع لمن سهّل دخول تركيا في صراع الجارين الغريمين وأي فاتورة إن لم يكن بحر قزوين الذي لطالما قال أردوغان بأن بلاده اكتشفت ثروات باطينية في "أراضيه" وكان كلامه وتلميحه إبان الصراع الذي كان قائما بين اذربيجان وأرمينيا.

 فتدخّل تركيا ومساعدة أردوغان لإلهام علييف كان بتوافق روسي وبمباركة بوتين وبتفاهمات أمريكية (إسرائلية) لإزاحة دول الإتحاد الأوروبي (فرنسا- ألمانيا-اليونان) وإبعادها عن التدخل في صراع أذربيجان وأرمينيا، ففي مصطلح المصالح فقد أُعطي الضوء الأخضر لاستغلال ثروات بحر قزوين والذي يُعد من أغنى المواقع والأماكن الغنية بالبترول والغاز في العالم، فروسيا وتركيا ومن ورائهما (أمريكا) ومن خلال طريق الحرير يريد البلدان استغلال ما في بطن بحر قزوين وتسويق ذلك للصين وبلدان أخرى كالهند، والحديث عن ما وراء تدخّل تركيا في أذربيجان طويل ولا يكاد ينتهي وأنّ أردوغان لا يهمّه الإنسان فلو كان كذلك لساعد السوريين في تثبيت ثورتهم ولكفّى عن الإتّجار في دمائهم وأعراضهم ومستقبلهم، فتركيا لا تخطو خطوة خارج حدودها إلّا بموافقة أمريكية إسرائيلية.

  

 

فمن ثمرة تدخَل أردوغان في غرفة إلهام علييف فإن إسرائيل توسّعت في أذربيجان وأنشأت قاعدة عسكرية على حدود البلد مع إيران، وكان ذلك شرطا من أمريكا لتركيا وروسيا حتى لا يؤجج ترمب المجتمع الدولي حول فرد من أفراد الناتو وقوة أخرى معادية له، فزواج الضدين جعل من أمريكا تتحكّم في نقاط الصراع حقيقة لحين خراج التدخّل وبدء بعملية العمل على ما تفاهم علية بارونات الصراعات حول ثروات الضعفاء، فانتصار أذربيجان كان بسلاح جوي إسرائيلي بحت، فلا بيرقدار ولا قدر شوارما من كان وراء الحسم العسكري على الأرض، بل بطائرات بدون طيار اسرائيلية من أجبرت أرمينيا على الانسحاب من أراضي كانت قد احتلتها من عشرات السنين، فكل المراقبين العسكريين الغربيين أدّوا وبيّنوا أن الدور الإسرائيلي العسكري كان له الثقل الأكبر في إنهاء الصراع. فخلاصة القول أن تركيا ما كانت لتتدخل في أذربيجان لولا الضوء الأخضر الأمريكي والروسي والإسرائيلي وتجنّب الظهور إلّا من خلال حرب بالوكالة، أدارتها تركيا وهلّل لها بعض من أعمى الله بصيرتهم قبل بصرهم، فتركيا اليوم أضحت ميليشيا دولية تتدخَل في بلدان الثروات، فالبارحة في ليبيا والآن في أذربيجان وغدا تفكر في انخراطها بكشمير لإصابة الهند بمباركة صينية روسية يُعطى لها من فتات التسويق انطلاقا من أنقرة إلى بيجين مرورا بطريق الحرير الموعود، فانتصار تركيا المزعوم في أذربيجان لم يكن بذلك النصر لذلك المسلم المظلوم بل لمصالحها القومية. 

والسلام عليكم

=================

كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ 27 ربيع الثاني 1442 هـ  الموافق لـ 12/12/2020

jeudi 3 décembre 2020

مقال بعنوان " حساب تعجّب و العجب " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري

 

حساب تعجّب والعجب ..

 

 أحيانا والله بعض الصبر مع مثل هذه الحثالة الناقلة لكل شاردة وواردة من الحكمة، ومن أُوتي الحكمة فقد أُوتي خيرا كثيرا، فمنذ أن أصبح هذا الزلمة يهذي ويهرف بما لا يعرف فقد لبس بُردة التناقض من حيث لا يدري، فعنده الكل يجب أن يناله ما في جوفه من سلوك فاسد ولا أقول عقيدة، فالزلمة لا يعرف معنى مثلا ــ لا حصراــ  باب التترس وما قال فيه أهل العلم وخاصة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وكذا هجومه على أهل الثغور من باب نوافذ المخابرات إيلاما لبث الكذب وللحصول على معلومات قد تفيد في فهم معنى الموضوع المدندن حوله، فاليوم جاء بطامة لم أكن أتوقّع أن يسقط فيها، فالرجل معتاد شخصيا أنه يبحث أوّلا في المعلومة ومن ثمّة في صاحب المعلومة أو المنشور أو المقالة لينشر ما ينشر من استفاضة، فأسلوبه اليوم أشبه بكثير من أسلوب الراندية المعتادة وحدسي يقول أن حساب تعجّب اليوم استولى عليه شلّة وائل عصام وخاصة من كان يُعرف بالموصل لأهلها.

الشاهد على كلامي هذا أن حساب تعجّب نقل معلومات اليوم من مقال لصاحبه الآخر المعروف والمخترق والكاذب والكذّاب على أهل الموصل والمدعو عين الموصل من مقال له كتبه من أيام ويدّعي أن أمير الثقب الأسود الجديد مخترق وكان يُعرف بالمنافق أو الخائن في دوائر السجون، والكل يعرف من هو صاحب عين الموصل والذي ادّعى في كثير من مقالاته أنه كان موجودا أيام الثقب الأسود في الموصل ونقل أخبارا وشهادات على حرب التحالف الدولي ضد أهل المدينة، وقد قرأتُ بعض كلامه أنه كان موجودا في عام 2003م وكيف تابع جماعة الزرقاوي ونقل بعض الأخبار عنهم لاحقا في مذكراته، والشاهد أن صاحب عين الموصل كان عمره لا يتجاوز العشرين حينها على أعلى تقدير، وقد فضحه بعض أهالي الموصل ممن كان لديه حسابات على التويتر وردّوا على كذبه وقلبه للحقائق والأحداث، لمن حديثي ليس عن صاحب حساب عين الموصل وهو كإخوانه عمر الفلاحي ووائل عصام وشلة آخرين وهذه صورة صاحب عين الموصل 👇....

‏أرجع وأقول أن تعجّب فَجَر في الخصومة بعد الردّ الهائل عليه ممن يعرف الحقائق والمتابع للأحداث منذ الزرقاوي إلى البغدادي، وأن الشمس عند هؤلاء لا تُغطى بغربال وأن أعتى الأجهزة المخابراتية وأفرعها المعلوماتية احترمت رجال الثقب الأسود، ولم يقل أحدا منهم أن الزرقاوي كان عميلا لجهة ما، ولكن تابع ترى العجب من بعض المدلّسين للحقائق وعلى طريق ونهج صاحب حساب الموصل لأهلها ولعين الموصل وعمر الفلاحي وآخرين، وأنّ تعجّب ما كان يفتري على الزرقاوي لولا أنه وجد ضالته في مقال حساب عين الموصل بعنوان: المخبر أو المنافق ..

الحمد لله أن الله فضح أمرك وأهلا بك في النادي الراندية ...

والسلام عليكم

 

=================

كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ 06 ربيع الثاني 1442 هـ الموافق ل 21/11/2020

mercredi 2 décembre 2020

مقال بعنوان " ما وراء محاربة الاسلام السياسي شرقا وغربا " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري

 

ما وراء محاربة الاسلام السياسي شرقا وغربا

 

 

الغرب اليوم وخاصة أوروبا من شمالها لجنوبها تعيش مع واقع مفروض سببه الخوف والهوس من الإسلام كديانة بديلة لمعتقد الشعوب الأوروبية والتي أصبحت في معظمها لا دينية، فقد استبدل الأوروبيون (العامة) دينهم بالأورو والدولار فأصبحوا مادة خام لكل فكر وايديولوجية تطغى فيه المادة عن الروح واستغل السياسيون الأوروبيون ضعف الوازع الديني لدى شعوبهم بعد عملية غسل للأدمغة وفصل للأرواح عن الأجساد، إذ بثّوا في روعهم الخوف من كل ما هو مجهول وغير ملموس أو معايش، وبنَوا الحواجز النفسية عن طريق أحزاب يمينية ويسارية وأخرى وسطية لكل جنس غير جنسهم ضاربين بكل محاصيل دساتيرهم عن قبول الآخر والتنوع العرقي والديني، والتعايش السلمي المنشود والمطالب عند ساسة الغرب أجمعين باستثناء اليمين المتطرف والذي لا يظهر نفاقه بخلاف الأحزاب التقليدية الحاكمة في أوروبا ومنذ الستينات من القرن الماضي أين شوهد الجيل الأول من المهاجرين المسلمين بعد "خروج" الجيوش الغازية من البلدان العربية، فقد أُسِّس للمستعمرات الأوروبية سياسات وساسة لا يمكن لأحد ممن حكمها ويحكمها اليوم الخروج عن النهج المرسوم خدمة وانقيادا لأجندات سيادية وثرواتية تعود بخراجها للمستعمر بحسب كل بلد أوربي وما خلّف من منتوج سياسي وراثي.

 فاليوم الأمّة أمام تبعية سياسية استعمارية ولن أتكلّم عن التبعية الاقتصادية أو الثقافية أو العلمية فقد مشى أبناء الأمّة على خطوات الغرب القذة بالقذة والنعل بالنعل ولم يتركوا للإرث الإسلامي مجالا لاسترجاع أنفاسه بعد سقوطه من حضارة الأندلس عنوة، بل راهنوا على الغرب في مفهوم السياسة اليوم إذ تبنّوا عقيدة الديمقراطية فهما وأشرأبّوها قدوة وقالوا بها في مجالسهم العامة والخاصة أنها من السياسة الشرعية زورا وبهتانا، فالبلدان العربية اليوم تحكمها مؤسسات ملكية وأخرى دستورية، فحكم الملكية رسموه وكأنّه الخلافة الراشدة وحكم الدستور والمؤسسات جعلوه كفهم اليونانيين الآوائل لمفهوم الديمقراطية، وتاه المسلمون بين الطاعة العمياء كطاعة العبيد للفراعنة، وتاه الفريق الثاني كمن فصل روحه عن جسده عبادة لفكرة، وكان لابد من أن يظهر من خلال هذا الفسيفساء الدخيل عن موروث الأمّة فريق أو جماعة انقسمت هي أيضا لمفهوم الإسلام كحاكمية، فالفريق الأوّل قلة من قلة رأت أنه ما كان دين البارحة فاليوم دين.....

يتبع .....

والسلام عليكم

 

=================

كتبه نور الدين الجزائري

بتاريخ 28 ربيع الاول 1442 هـ الموافق لـ 14/11/2020

mardi 10 novembre 2020

مقال بعنوان " الثقب الاسود ومرحلة رئاسة بايدن " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري

 الثقب الأسود ومرحلة رئاسة بايدن


 

 الثقب الأسود يقتل أربعة جنود أمريكيين من يومين بعبوة ناسفة بناحية دير الزور، إنّها رسالة قوية وحرب نفسية جديدة لصاحب البيت الأبيض الجديد وتحدٍّ من نوع آخر لما سيحدّده جو بايدن لقتال أصحاب الرمال المتحرّكة، فالمواجهة اليوم ليس كسابقاتها من المواجهات، بل قتال من نوع احترافي عال الدّقة والتّخطيط والهمّة، إنّها حرب استدراج بعد أن كانت حرب استنزاف، حرب الكمائن المُحكمة بعد أن كانت تربّص ومراقبة لحين الفرص السانحة، الثقب الأسود اليوم مسح رمال سورية كلّها وأصبح يحرّك اللّعبة كيف شاء، فجنوده على فوجين اليوم: تخصص نظام سوري يبتلع الأرتال الأسدية والخمينية في سحاري البادية وذلك مع حسٍّ ونمسٍ وفحصٍ لطائرات الاستطلاع الروسية والتركية وفوقهما الأمريكية ومن دون جدوى، وفوجا آخرا تخصّص في اصطياد رؤوس الروس والأمريكان ذو مهارة قتالية عالية، لا ترصده رادارات انسانية ولا آلية، يتحرّك من دون ظلّ ولا نور وبحماية ربانية، وأما الجيوش الأخرى فهي تنكّل وتمرح بعد السياحة المخطّط لها، ولكل بلد خططه واستراتيجيّته في القتال وحصّته من الإرهاب وكدروس للأكاديميات الحربية، الثقب الأسود اليوم أقوى مما كان عليه من ناحية الخبرة ودراسة العدو، يضرب، يقتل، ينسحب، يختفي، لا بوصلة له محدّدة، فما عسى أمريكا اليوم فعله صراحة وهي في حرب معه من عقد ونيف وخاصة في الأعوام الأخيرة.

ستكون سنون المساومات لقتال الثقب الأسود بعد أن كان صاحب البيت الأبيض المنتهية ولايته قد فعل ما هو بوسعه لانهائه وقتله لرموزه، كانت حرب خاسرة بالنسبة لترمب وفشله في كسر عزيمة وروح القتال فيه، بل ساوم على حربٍ بالنيابة من خرسان وعملية السلام بين بلده وبين حركة طالبان وشرط قتال الثقب إلى قتل رموز القاعدة في افغانستان الذين أدركوا أن ملجأهم الأخير أماكن تواجد من أوهموهم أنّه العدو، وحتى لا يلتحق من يرفض عملية السلام برمّتها وإمكانية اللجوء لصفوف العدو المشترك، فالثقب الأسود اليوم استطاع فرض نفسه كعدو أوحد لكل من استمال لأمريكا ولو بشق كلمة، واستطاع فرض أجندته على أن طريقته هي السبيل لتحرير النفس من الحظ، وأن طريقه لإزالة عباءة الوساوس من أن أمريكا عدوا لا يُقهر، فالكل اقتنع اليوم من منظّرة إلى عوعاء مستكلبة ومن قريب على أن استراتيجيته هي الناجعة في انتزاع الحرية المنصوص عليها في الكتاب والسنة، اليوم ترمب إلى مزبلة التاريخ ومن قتل من السادة عند ربّهم أحياء يُرزقون، مرحلة تدفع مرحلة وتلك سنن التدافع فقد كانت للعبرة ولاستخلاص الدروس من التجارب السابقة.

الثقب الأسود يدخل اليوم عصر جو-بايدن واستراتيجية أخرى في التعامل مع مخطّطات امريكا المستقبلية، فبعد كل هذا الاستنزاف فإن سياسة الإدارة الجديدة ستتعامل مع ملف الثقب الأسود من خلال الضغط على الحكومات العربية والإقليمية بالدخول في حرب معه أينما تواجد، فعداء بايدن لأردوغان الظاهري سيحْمِله للمساومة في تفعيل هتش والانخراط مباشرة في القتال في سوريا إلى مدّ يدّ العون للنظام النصيري بمرتزقة وحتى بجنود أتراك للقتال معا ومباشرة، وسيفعّلون سلاح التطبيع ومن منطاته وبنوده الحفاظ على سلامة اسرائيل وذلك بالقتال نيابة عنها وعن حدودها من دول المغرب العربي إلى مصر مرورا بالسودان اليوم، وستُنشأ قواعد جديدة لأمريكا والصهاينة للإشراف المباشر على جيوش سايكس-بيكو من تدريب وتوجيه لمراكز ثقل الثقب الأسود لقتاله ومحاولة هزيمته معنويا وكسر عزيمته القتالية خاصة في افريقيا وأين مصدر المعادن الوافدة من عقود للغرب أوروبا وأمريكا، وسيُضغط على ايران لتفعيل مليشياتها لمواجهة نمو الثقب في العراق وضبط الأمن في البلاد ..

ومن خلال الضغوط الأمريكية المستقبلية وسيف العقوبات تحت اسم CAATSA على تركيا ستنطلق جيوش اردوغان من بنغازي بليبيا نحو الساحل الافريقي إلى افريقيا الوسطى لمواجهة القصب الأسود، وسيعاون الجيش التركي والفرنسي والألماني في معظم افريقيا لمحاولة استرجاع ما فُقِد من نفوذ جيو-سياسي ،وهذه المرة فلأرضية أُعدّت لأصحابها ولاء وبراءة، فلا جواسيس ولا عين ماردة تسترق التحرّكات وتنفّذها طائرات، أدغال ورمال وشوك ولا عنب في الساحات، بل بادية كبيرة كتلك بسورية، فاليوم حرب حرب الجيوش النظامية ومن بعدها الفتح المبين، والعاقبة للمتقين...

هذا و الله اعلم

السلام عليكم

 

=================

كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ 24 ربيع الاول 1442 الموافق لـ 10/11/2020


 


dimanche 8 novembre 2020

مقال بعنوان "سبب كره فرنسا للإسلام وما ورآء إدمانها على نشر كاريكاتيرات رسول الله ﷺ " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري

 

سبب كره فرنسا للإسلام

وما ورآء إدمانها على نشر كاريكاتيرات رسول الله  

 

‏لاشكّ أن ما يجري في فرنسا اليوم ما هو إلّا صداما معلنا ومباشرا من هرم السلطة مع الإسلام كنمط حياة موازٍ لمفاهيم العلمانية المفروضة على المسلمين خصّيصا، والأمر يعود للعقدين المنصرمين وبصفة علنية وعنيفة وتحديدا عند تولّي ساركوزي رئاسة فرنسا وحربه على ليبيا وهولاند على مالي والنيجر إلى تشاد مرورا بسوريا، ففرنسا تريد أن تفرض نمط حياة خاصة بها على المسلمين الذين يعيشون داخلها بغرار دول أوروبا الأخرى كألمانيا أو بريطانيا إلى ايطاليا وإسبانيا وبلجيكا، فإرث فرنسا الإستعماري خاصة في المغرب العربي جعلها في الطليعة للحرب التي تقوم بها نيابة عن دول اوروبا جمعاء.

 ففي فرنسا يوجد أكبر جالية عربية مهاجرة تدين بدين الإسلام السنّي بأوووبا، فالإحصائيات تقول أنه يوجد بها أكثر من 6 مليون عربي وجلّهم من المغرب العربي كمهاجرين أوائل إلى الجيل الحالي الذي أصبح في صدام مع أس أركان الجمهورية الفرنسية كنظام علماني متحيّز لطائفة دون أخرى ..

 فما نراه من تسلسل عدائي فرنسي اتجاه المسلمين عامة على أرضها مبرمج ومدروس ومن خطط عبر تقارير استخباراتية مفادها سرعة انتشار الإسلام بالبلد وأكبر بكثير مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى نظرا لوجود العنصر العربي المؤثّر في الدعوة إلى الله والفاهم لدينه فهما صحيحا للكتاب والسنّة ..

إنّ مهاجمة السلطات الفرنسية لبعض المساجد المؤثرة ولدعاتها وبعض الجمعيات المرموقة التي أحدثت آثارا غير مستهانة بها داخل المجتمع الفرنسي خلّ الأحزاب اليمينية خاصة تشير إليها بالبنان، فقد انتشر بفرنسا في العقدين الآخرين مئات الدور لتعليم العربية إلى تحفيظ كتاب الله، حتى بعض أحزاب اليسار نادت بإدماج اللغة العربية في المدارس الحكومية ليتم السيطرة على البرامج المقدمة للجيل القادم من المغتربين العرب ونفي عنها دروس العقيدة وحفظ القرآن والإقتصار إلا ما يُعلّم داخل البيت العلماني، فمثل هذه المشاريع خلّت اليمين المتطرّف خائفا من مثل هذه الخطوات والتأثير السلبي على غير المسلمين والخوف كل الخوف من فهم غير المسلمين عذر اللغة العربية لدين الله، فما أقدمت عليه بعض رموز فرنسا العلمانية من أحزاب ومن يحكم ويتحكّم بزمام السياسة في البلد من تحريضهم على المسلمين من خلال كاريكاتيرات إنما ذلك في النقاط  التالية:

‏أ/ عزل الإسلام عن روحه ألا وهي العربية ..

‏ب/ تحديد رموز الدعوة في البلد من خلال الأفراد او المساجد والجمعيات.

‏جـ/ بث روح الكراهية في المجتمع من خلال الإعلام وبعض السياسيين والمثقّفين بالحديث عن الاندماج وحرية التعبير واحترام قوانين الجمهورية.

‏د/ اخضاع الجالية العربية للعلمانية وذلك بإنشاء رموز شخصية كبعض الأئمة المتكلمين باسمها واسم المسلمين داخل البلد.

‏هـ/ جعل الكاريكاتير كطعم لاصطياد من خرج عن شباك الاستخبارات ومنها إبقاء البلد تحت خوف وذعر من الإسلام كدين بصلة عامة ..

ففرنسا اليوم أمام حقيقة مخيفة مما هي فيه داخليا وخارجيا، ففي الداخل الاسلام يكتسح مرافقها الحيوية ويطيح بعلمانيتها بشكل رهيب وذلك من خلال تحذيرها للإسلام السياسي، وخارجيا فهي في ورطة عسكريا بإفريقيا وفي حيرة بسوريا من خلال الجهاديين الفرنسيين داخل المخيّمات التي تحت قسد.

والسلام عليكم ...

 

================

كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ 04 ربيع الاول  1441 هـ الموافق ل 21/10/2020

 

jeudi 8 octobre 2020

مقال بعنوان " تركيا وتوصيات الجنرال بترايوس " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري

 


تركيا وتوصيات الجنرال بترايوس ..



تنظيم القاعدة فشل فشلا عسكريا واضحا أمام الثقب الأسود على الساحل الإفريقي وهو لزوال حتما، فتركيا ومن ورائها أمريكا وهي التي سمحت لمجلس الأمن التوسع التركي في ليبيا ومالي وإفريقيا الوسطى الآن ترى في أنصار الجولاني (هتش) بدلاء لـ  AQMI ، فتركيا تغلغلت إلى ليبيا عبر التوسّع الجيو-سياسي وباسم المصالح العليا للبلد حسب التطوّرات في سوق الطاقة العالمي وجلبت إلى ليبيا بعض مستشاريها العسكريين وكمية كبيرة من مرتزقة الجيش الوطني السوري الحر، فنوعية المعركة مع أنصار حفتر اقتضت أن يكون مثل هؤلاء المقاتلين وكبداية لذرّ الرّماد في وجه الخلطة العسكرية الإقليمية ولعدم كشف المستور ونوايا تركيا من ليبيا حقيقة وبإيعاز من أمريكا والدور المنوط لها مستقبلا، فقد ألقيت الضوء من أشهر عن أسباب دخول تركيا إلى ليبيا والسر ورآء ذلك والمقال موجود على مدونتي لمن أراد الرجوع إليه، فاليوم بدأت خيوط المؤامرة تنكشف للعيان وبدأت حلقات اللعبة الدولية تترآ رأي المسلسل المكشوف السيناريوهات، فتركيا بادئ ذي بدأ دخلت ليبيا بمرتزقة سوريين وذلك لجس نبض البلدان المجاورة ومعاينة حساسيتها من هكذا مقاتلين أجانب، فلمّا استتابت لها الأمور وبضغط من أفريكوم على الحكومات المجاورة  لليبيا  فإن دول الطوق قبلت بالأمرواليوم راضية عن هكذا مشاريع لردع "الإرهاب" العابر للقارات بميليشيات تم تربيتها وتسويقها نحو استثمارات أخرى من بينها قتال العدو الأوحد لكل من أمريكا وتركيا وفرنسا والذي يمثل خطرا وجوديا للمصالح الغربية  بدءً من ليبيا إلى موزمبيق مرورا بالساحل الإفريقي وبوركينافاسو إلى نيجيريا.

لكن قبل كل هذا عمِدت أمريكا وفرنسا ودولة إقليمية إلى تصفية القيادة العليا لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي والتي كانت في هدنة شرعية مع قيادات الثقب الأسود وعلى رأسهم أبو الوليد الصحراوي مما أدى ذلك إلى ترتيب الصفوف بين الجانبين وقتال فرنسا خصوصا، ونجحت AQMI إلى حد ما في إدارة الصراع في الساحل الإفريقي بحكم تموقعها وخبرتها في كل من مالي والنيجر خاصة، إلى أن تحرّش بعض الدخلاء على القاعدة بفتاوى عابرة للقارات وعلى أعين بعض المخابرات الإقليمية والدولية ومنها تركيا بعناصر الثقب الأسود فكان منهم الغدر والتصفية والإشادة بالمواقع والتكفير والخارجية فما كان من الثقب الأسود إلّا الدفاع عن النفس والتصدي لمثل هذه العناصر، وقبل كل ذلك كانت الرسائل تنهال عن القاعدة  فكثير من عناصرها التحقوا بالثقب إلى أن فُتِحت جبهات عدة بين هذا الاخير وبين التنظيم مما أدى بشبه إبادة كاملة لعناصر التنظيم، فالقوى الدولية المتمركزة في الساحل شعرت بخطورة الوضع وموازين القوة وانفلات الأمور الاستخباراتية بالكلية وقطعا لخيوط اللعبة، فما كان من أمريكا وعبر الأمم المتحدة إلا السماح لتركيا أن تنتشر في بلدان الساحل وحتى افريقيا الوسطى وذلك لفتح جبهتين الأولى عبر الشريط الحدودي لليبيا ومنها السند اللوجيستي وأخرى عبر محاولة عزل موزمبيق بإدارة معسكرات لحركة الشباب (الصومال) بحكم حسن العلاقة مع تركيا واستمالت الحركة لجنبها.

 فاللعبة كبيرة اليوم كُشِفت فصولها وتوحّدت الصفوف لقتال عدو الجميع، عدو المصالح المشتركة وعدو التنظيمات الايديولوجية المنافسة، فتركيا تخطط اليوم وعبر أمريكا وروسيا وبحكم وجودها ايضا  في افريقيا بمرتزقتها الفانجر إلى جلب مقاتلي هيئة تحرير الشام بموافقة الجولاني إلى الساحل الإفريقي في مكان أماكن تنظيم القاعدة لاستبدالهم بمقاتليها وليكونوا مشروع قتال ضد الثقب الأسود بحكم الخبرة في قتالهم إياه في سوريا، وهذا ما كان يدعو إليه الجنرال الأمريكي بترايوس لضم هتش لمشروع عالمي ومصيري بقيادة تركيا ومرتزقتها الجدد من هيئة تحرير الشام لصد الخطر الداهم للمصالح العليا في المغرب العربي وبعض بلدان افريقيا الأخرى الغنية بالذهب الأسود والطبيعي وموارد أخرى لا تعد ولا تحصى. فما نراه اليوم من بعض مرتزقة الإعلام أيضا وما تصدّروه من فتاوى استخباراتية يصب في صالح الحنين إلى تنظيم القاعدة بالقيادة الجديدة وأن الثقب الأسود اليوم مستكلب على التنظيم ويريد اجتثاثه حسب بياناتهم ومناظراتهم التلفزيونية وعبر حساباتهم في التويتر وعلى منصات إعلامية أخرى مُشاهدة

فمعركة الإعلام على أشدها اليوم والحشود العسكرية على أبواب الساحل الإفريقي وكلا الطرفين على الاستعداد، فالأرضية ليست لأهل الديار من القوات التركية والفرنسية والروسية بخلاف مقاتلوا الثقب الذين هم أهل الأرض وأرباب الديار والأمر كان غير ذلك في الشام، فالدروس أُخِذت والعِبر اِستُنتِجت فحال البارحة غير حال اليوم والمعركة ستكون شرسة ولكن من دون عنصر الغدر.

والسلام عليكم

 

===============

كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ 28 صفر 1442 هـ الموافق لـ 08/10/2020

 

mardi 8 septembre 2020

مقال بعنوان " تسميم المعارض الروىسي أليكسي نافالني وعورة الكيل بمكيالين " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


تسميم أليكسي نافالني وعورة الكيل بمكيالين


أليكسي نافالني روسي الجنسية وصاحب الأربعة عقود وزيادة، محامي في المال والأعمال ومن المتخصصين في الفساد الإداري والمالي، معارض شرس للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد سطع نجمه في تحدّيه لسياسات بوتين في ادارة البلاد من عقود متلاعبا بالدستور الروسي ليضمن بقائه إلى ما فوق الثمانين، وكان لابد من إيقاف نشاطه وإسكات حسّه على طريقة العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته لوليا في بريطانيا من أشهر وعن طريق مادة مسمومة تتمثّل في غاز "نوفيتشوك" وهو غاز أعصاب سام يؤدي إلى الاختناق ومن ثمّة الموت خلال ساعات فقط، فعملية الاغتيال لم تكن سهلة وكانت معقدة لذا لم يتم قتله بهذه المادة المصنّفة في خانة الأسلحة الكيماوية المحظورة دوليا، فغاز (نوفيتشوك) هو غاز الأعصاب يعود ابتكاره من قبل المختبرات الروسية في السبعينيات من القرن الماضي خلال الحرب الباردة بين الشرق والغرب، لكن الخبراء الغربيين لا يعرفون الكثير حول هذا الغاز الكيماوي الخطير .
وكالعادة ففي مثل هذه الحوادث تُختلق الأزمات بين الفاعل و"المحامي" عن الضحية، ويُعد ذلك من السياسة الابتزازية التي انتهجها الغرب وعلى الطريقة الأمريكية لاختراق بعض الملفّات السياسية والاقتصادية بين طرفي الصراع، فالإتحاد الأوروبي وعن طريق ألمانيا طالب روسيا بنقل نافالني لبرلين لعلاجه وانقاذ حياته من مادة غاز الأعصاب (نوفيتشوك)، فالغاز الذي تم تسميم به المعارض الروسي عبارة عن مجموعة من السموم تستخدم في الأغراض العسكرية، فلذا استغل الاتحاد الأوروبي الفرصة لتصفية بعض الحسابات المعلّقة بينه وبين روسيا كأنبوب الغاز الذي يعتبره بوتين سلاح استراتيجي في وجه اوروبا، فعملية الاغتيال جاءت كطبق من ذهب سيستغله الاتحاد الاوروبي في بعض المساومات على أسعار الغاز مع شركة غاز-بروم الروسية مع ظهور منافسة غربية في البحر المتوسط بين الفرقاء الأوروبيين الغربيين والشرقيين، ولتصفية حسابات في ملف أوكرانيا وجزيرة القرم إلى الملف السوري والليبي ولكن هذه المقدّمة في حدث التسميم للمعارض الروسي يكشف حجم النفاق الغربي وكيفية تعاطيه مع الملفّات التي تخدم مصالحه، فالاتحاد الأوروبي يدرك أن روسيا في قبضته بعد هذه الحادثة من استعمالها لهذا السلاح المحظور دوليا والذي يُعد من الأسلحة البيولوجية الممنوعة الاستخدام.
 وليعلم الأحبة أننا أمام وحوش مفترسة ونظام عالمي قذر لا يهمّه إلّا مصالحه، فأمريكا لحد الآن لا تريد إدانة روسيا في استخدامها لمثل هذه الأسلحة وعلى معارضين سياسيين الشيء الذي كانت أمريكا تتغنى بمثل هذه السياسات وحماية للحريات السياسية وللمعارضة لأي نظام كان، لكن وجه امريكا أقبح أيضا من وجه روسيا في استخدامها لليورانيوم المنضّب في حروبها على المسلمين، وكذا روسيا وتجاربها لأسلحتها في سوريا وآماكن أخرى ومنها استخدام الغازات السامة المحرّمة دوليا، فمثل هذه الدول تصطاد في مياه العثرات ومنها عمليات الابتزاز، فلحد الآن لم تتدخل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة والتي من اختصاصها فتح مثل هذه الملفّات على دول وأشخاص بعينهم عند استعمال السلاح الكيماوي أو البيولوجي، فكلٌ بزرّ وفيتو، فكم من سلاح محظور دوليا تم استعماله ضد المسلمين من طرف روسيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي يتفرّج ..!؟ الشاهد أن مثل هذه القوى لا يمكن ردعها إلّا بإدارة الظهر لمنظوماتهم السياسية والعسكرية وافشال مخططاتهم بقتالهم وعن طريق المثل بالمثل في عالمنا العربي والإسلامي ومن منطلق ديننا وعقيدتنا، فقتل امرئ في غابة جريمة لا تُغتفر وإبادة شعوب بأكملها قضية فيها نظر فهذا ما أردت تبيانه من خلال قضية تسميم نافالني وعورة الكيل بمكيالين.
والسلام عليكم


==============
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 20 محرم 1442 هـ الموافق ل 08/09/2020

vendredi 21 août 2020

مقال بعنوان " الصلح مع اليهود " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري




الصلح مع اليهود



لابد أن يُعلم أن أرض الإسلام اليوم ليست كدار الإسلام بالأمس، فاليوم ديار الاسلام تعلوها رايات شركية تحكمها دساتير علمانية موالية لأهل الإكفار وتابعة لهم في كل حين وحال، فمن يحكم المسلمين اليوم طواغيت بأتم الفهم والمصطلح الذي يوافق ما جاء به شرع الله عزّ وجل، فكيف ببلاد يحكمها طواغيت وشرعها دساتير الغرب تحكم المسلمين بالياسق، وحاشية السلاطين كهنة يسبّحون بحمد تنفّس وسكون شياطين الإنس في الحكم، فإذا كان حكم الله معطّل فمن تسوّل له نفسه إصباغ الطاغوت حكم ولي الأمر حتى يتكلّم في وقف من أوقاف المسلمين جميعا ويساوم ..
فما نراه اليوم من تسابق لنيل ودّ يهود بما يُسمّى التطبيع إنّما ذلك مما أخرج الله ما كانوا يبطنون ويخفون طوال عقود من بيع القدس لصهيون، وما صراعهم مع يهود كان ولا يزال على الهيمنة في المنطقة من سياسة واقتصاد وثقافة ليس إلا، فمنذ متى كانت حروب من بحكم بلاد الاسلام اليوم في سبيل الله أو في سبيل إعلاء كلمة الله على أسوار بيت المقدس! ومنذ متى حارب (جاهد) هؤلاء من يوصفون بولاة الأمور عند كهنة القصور لاسترجاع فلسطين وكل فلسطين لدار الإسلام! ألم يكن صراعهم مع صهيون من أجل الأرض لا الرّاية؟ أم قتالهم ليهود من أجل تحرير المسلم الفلسطيني من كيد صهيون والعملاء؟.
فهرولة الطواغيت إلى أحضان اليهود باسم التطبيع نتج عنه فتاوى مسخ لبعض من يتصدر المشهد " العلمي" في ديار الإسلام وشرعنة الخيانة باسم الصلح الذي كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديبية، وأنه يجوز مصالحة صهيون قياسا بفعل نبي الملحمة، وحاشا لله أن يكون حكم المسخ من طاغوت وعلماء سلطان يحكم بالياسق أن فعلهم من مشكاة وفهم النبوة وإنزال ذلك على ما هم عليه طواغيت العرب والمسلمين اليوم، بل الأدهى أنهم قالوا بجواز الصلح لكن من بيده عقدة الحرب والسلم والصلح اليوم والذي يحكم دار الاسلام وبما أنزل الله من شرع! فكيف لمن تصدّر مجالس العلم أن يفتري ويتجنى على نصوص الوحيين بهذه الوقاحة والتدليس على عقول المسلمين، إنّما من بيده الحرب والسلم والصلح من يحكم بما أنزل الله لا من تهنّئه امريكا وبلدان الصليب، فهل عندما عقد نبي الملحمة صلحا مع صناديد قريش كان للسلم الدائم والتعايش المشترك أم كان محتاجا لوقت كان الله قد أخبره بالفتح المبين، وأنه كان وحي يوحى إليه في كل صغيرة وكبيرة وخاصة في السياسة الشرعية ولم تكن تصرّفاته عبثا وحاشاه، بل ما عقده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من صلح في الحديبية كان لأجل كسب الوقت وأمر من الله، وتهيئة لجيوش جرارة تقتحم أسوار بكة وتستولي على الحكم وإقامة شرع الله.
 فهل لك أيها المسلم أن ترى أو تتخيل أن ابن زايد أو ابن سلمان ومن قبلهم السادات ومبارك والحسين وابنه عبد الله وعباس وزمرته كان في حساباتهم فتح بيت المقدس واسترجاعها لوقف المسلمين كما كانت وستكون إلى آخر الساعة، بل من مخطاطاتهم التنازل عن بيت المقدس وذلك لاعتبارات سياسية واقتصادية. فتطبيع الامارات مثلا مع اليهود من أجل المال والاستثمار وكبلد حامي لعرش بن زايد، وأما تطبيع السعودية مع صهيون فلتتنصّل من بيت المقدس كي لا تكون منافسة اقتصادية مع الحرمين مكة والمدينة، فلكل حساباته السياسية والاقتصادية، فهل سيتنازل اليهود عن " أرض الميعاد" حسب اعتقادهم التوراتي بهكذا سياسة لولاة أمر الشيخ خميس وشلّته من الجامية الذين يروّجون لجواز الصلح مع يهود أو صهيون! فهل غاب عن شيخ خميس ومن قبله بن باز أن ولاة أمره ليس في حساباتهم حربا ولا استرجاع المقدس فإذًا لمَ هذا التدليس الإجرامي بحق المسلمين! نسأل الله في علاه أن يخزي كهنة السلطان وعبيدهم.
والسلام عليكم

=============
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 2 محرم 1442 هـ الموافق ل 21/08/2020






jeudi 13 août 2020

مقال بعنوان : " ما وراء التطبيع الاماراتي الاسرائلي الآن تحديدا " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



ما وراء التطبيع الاماراتي الاسرائلي الآن تحديدا


لا جديد فيما أعلنت عنه الإمارات وأقدمت عليه من تطبيع مباشر مع اسرائيل اليوم صراحة، فالعلاقات ما بين البلدين قائمة بحد ذاتها ومن عقود وخاصة بعد حرب الخليج الثانية، فما قفزة الإمارات إلى ما هي عليه اليوم لمن أرضى اسرائيل عليها في المنطقة العربية، فالبلد أضحى وجهة الصهاينة في إختراق الشرق الأوسط سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وكذا سياسة الإمارات الخارجية كانت ولا تزال بإملاءات وتوجيهات اسرائلية، فاللّوبي الإماراتي في أمريكا من صنع AIPAC والذي أصبح لسان حال دول الخليج العربي مع الصهاينة، فما محمد بن زايد إلّا سفيرا لدول الخليج في اسرائيل، ودويلات الإمارات ما هي اليوم إلّا قنصليات عند خارجية الكيان الصهيوني. لكن لا أريد أن أطيل الكلام في التطبيع المعلن والعلني ما بين البلدين ولا يهمني صراحة الحدث بقدر ما يهمني ما ورآء إعلان التطبيع الآن بالتحديد ولصالح من خراج الخطوة المعلنة والتي هي دعاية انتخابية مجانية لترمب وطوق نجاة خاصة لمحمد بن سلمان في قضية سعد الجبري عند الأمريكان، فخطوة محمد بن زايد مدروسة وكرت جوكر عند أقصى الأزمات، فالكل يعرف طموح حاكم الإمارات الفعلي من تقرّبه وقربه من ابن سلمان، فتطبيع الامارات مع اسرائيل وخروج ذلك للعلن جاء ضمن مساومة سياسية بموجبها تجاوز أزمة الجاسوس السعودي أو رجل مخابرات القصر الملكي السعودي، فقضية سعد الجبري مع بن سلمان مؤخرا أزعجت الادارة الامريكية وحلفائها الغربيين الذين يرون في ولي العهد رجل المرحلة المقبلة في السعودية، فكان لابد من إخراج كرت التطبيع لإخماد الضجة والتقليل من زخمها الإعلامي خاصة، وهذا دين في عنق ابن سلمان اتجاه حاكم دبي، ففي السياسة مصالح مشتركة ومتقاطعة، ففكرة إخراج التطبيع للعلن جاءت من صهر ترمب كوشنير والذي تربطه بابن سلمان علاقة صداقة قوية ومصالح اقتصادية عديدة، فاليوم تطبيع إماراتي، وغدا بحريني، وبعدها سعودي باسم السعودية الجديدة وذلك بعد تربّع ولي العهد على العرش.
و السلام عليكم
==================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 23 ذو الحجة 1441 هـ الموافق ل 13 اوت 2020



mercredi 12 août 2020

مقال بعنوان " قراءة أحداث ليبيا إلى الموزمبيق من زاوية أخرى " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



قراءة أحداث ليبيا إلى الموزمبيق من زاوية أخرى



خص الله عزّ وجل المسلم بعقل وألزم العقل بنص حتى لا يسبح إلا بما فهّمه الله سبحانه وتعالى من أمور وأحداث تدور عليه وحوله، لذا لم تكن العقول مشتتة في عزّ الاسلام المنزّل كما هو الحال اليوم في أيام الإسلام، فالمسلم اليوم أصبح لا يقرأ وإذا قرأ لا يفهم، فالجهل أضحى جليسه أمام الأحداث المتسارعة أمامه، والأنكى بات مفعولا به عند من أمر الله عزّ وجل بقتالهم، تارة تحت رأيتهم وتارة أخرى غاضا للبصر بقبول قواعد عسكرية لإذلاله وفي عقر داره.
فالغرب اليوم كل سياساته الخارجية في ديار الاسلام المبدّل وما نشاهده اليوم من حروب داخل أمصار المسلمين لمن سلسلة الهيمنة على عقول أبناء بلدان الصراع من المركز، سبقه تدجين طائفة وجماعة دون أخرى، ناهيك عن تسفيه عقيدة العلماء الربانيين والإزدراء بجموع أتباعهم مرّة بالوصاية ومرّة أخرى بالقتال، فسياسة العصا والجزرة سائرة في دماء المسلمين ..
فمعاهد الدراسات الغربية المختصة في التمدّدات العسكرية وخاصة الأمريكية داخل البلدان العربية بالتحديد أنفقت أموالا وعقولا لا يستهان بها ومن عقود حتى أنتجت مجتمعات اسلامية بهذه القابلية للإستعمار والفكر الغربي، وتمكنت من إقناع مسلم اليوم أنه تحت منظومة دولية مسيّرة للسياسات في بلاده وأنّ المنظومة القانونية أضحت في غير الكتاب والسنة، بل قانون نابليون وأقرانه من يسود ويتحاكم الناس إليه، إلى أن أنتجوا جيوشا من ساسة وقضاة وعسكريين تدافع عن مثل هذه المنظومة، ولاءها التّام للغرب عامة وللمستعمرات ـ سابقاـ خصّيصا، فما نراه من تناحر بين الغربيين وبعض أذنابهم لا يخرج عن ضمن التفاهمات في غرف المكر والتخطيطات ضد المسلم وخاصة خيراته، فحينما يتمكن عدوّك من تشتيت أفكارك ببث التشويش وزعزة تفكير ملفتا نظرك إلى خصمك الذي هو من عقيدتك ولحمك ودمك معتقدا بأنه عدوك فحينها أنت آداة قتال في مشرع هيمنة لا طاقة لك ولا جمل إلا الجهل الذي شربته من كأس عدوّك، والسمّ الذي أصبح ساري المفعول في جسدك لا يمكن التعافي منه إلا عن طريق التداوي في ماريسيان الغرب عبر أطباء البنتاغون وإرشادات المنظّمات الإنسانبة (الجواسيس) الأوروبية في كل من المغرب الإسلامي وافريقيا مرورا بالشرق الأوسط، فالحرب اليوم فكرية صعبة الفهم لمن هو في ريع الغرب.

فالحرب على أشدّها اليوم من الغرب داخل الإسلامية، لا يدع للمسلم طريقة أو كيفية التفكير ومراجعة حساباته السياسية والإقتصادية والفكرية والثقافية اتجاه ماكنة التدجين الإعلامي من محطّات وإعلاميين وكتّاب في الداخل والخارج، فأضحى المسلم اليوم يرى صراع الغرب وأذنابه داخل بيته ولا يحرّك ساكنا، بل خيراته تُسرق أمام أمّ عينيه ولسان حاله مع فتات القوي، والمدهش أنه أصبح مناصرا لسارق دون آخر حتى وصلت به الأمور لِأن يدافع بدمه وقوّته على صنمه الجديد والذي يرى فيه النموذج في إخراج بلاده من ظلمات الأحزاب إلى أحضان الرقي الزائف، فلو أنّ له أدنى عقل لتفطّن للمخطّطات والسرقات المنظّمة.
فما تناحر فرنسا مع تركيا، وتركيا مع اليونان، وايطاليا مع فرنسا، ومصر مع تركيا، وتركيا مع إسرائيل على خيراتك أيّها المسلم وداخل بلدك أو في مياه اقليمه والتي ليست لهم أصلا إلا عن طريق السرقة والاختلاسات وعبر تشتيت أفكارك والتشويش على فكرك لمن المخطط الذي رُسِم لك وانخرطت فيه بجهلك ظانّا أنك من أصحاب نصرةٍ لمبدإ وانتصارٍ لفكرة أو معتقد أو راية عميّة، فلو دقّقت أمام الذي يدور حولك لنبّهك ابتعادك عن دينك، ولهزّك فقرك من عنقك، وللطمك الخراب الذي حلّ ببلدك وبفعلك عند فتحك لأرضك أمام الغزاة الجدد.
فانظر بعين عقلك أيها المسلم أنّ الذي يجري داخل بلدك لهو من ضمن التفاهمات والتبعية المدروسة لتصبح من الخلايا والمادة الرمادية للغرب طاعة واتّباعا وتنفيذا. فانظر إلى من يقاتلون اليوم، وانظر رأيتهم وما يحملون من مشروع لك ثم اربط اختلافهم في القضايا وجوهر الاختلاف (الغاز والبترول) وأساليب تناحرهم فيما بينهم.
وانظر يا المسلم كيف استطاعوا إلغاء عقلك وتشتيت أفكارك إلى سفاهة الأمور بتصنيف من يدافع عن دينك وخيراتك بأنه الوحش الذي لابد قتله وإبادته، وزيّنوا لك عملهم على أنهم المنقذون لبنات ما زرعوا فيك من أفكار، فقد استطاعوا إلفات نظرك إلى حرب تنقيب عن الغاز ولكن انظر النتيجة 👇 ....



والسلام عليكم
================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 22 ذو الحجة 1441 هـ الموافق ل 12/08/2020