Rechercher dans ce blog

lundi 29 mars 2021

مقال بعنوان " الثقب الاسود و الاستنزاف الممنهج " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري

 

الثقب الأسود والاستنزاف الممنهج ..

 

ربما العبد الضعيف الأوحد ممن له باع في إخراج المكنون والمخبوء في كيفية إدارة الثقب الأسود وقتاله لدول النهب العالمي، النهب الممنهج والمدروس لمقدرات الأمة حسيا ومعنويا، وقد أشرنا في عدة مقالات لحسنات الثقب في توعية أبناء المسلمين وحملهم على تحمّل المسؤولية أمام ما يجري داخل أوطانهم وخارجها، وأنّ الحرب قائمة اليوم وعلى أشدّها وقامت على استئصال طرف دون طرف آخر، والمعركة في أوّلها ولم ينخرط أبناء الأمة بعد تحت راية طرد المحتل الداخلي ومن بعدها سهولة ركل العدو الخارجي لهشاشة بيته، فديات الاسلام اليوم مشتعلة من الجزيرة إلى عمق افريقيا، كل إفريقيا تقريبا غربا وشمالا وشرقا وجنوبا، حتى أضحى الثقب الأسود سيّد اللعبة والمناورة والخطوة والمبادرة في قلب موازين القوّة والثروة، فرُبَّ جائحة صرفت أنظار الغرب والشرق عن استراتيجية محكمة تقودها مركزية وتنفّذها أيادٍ احترفت الصنعة ومنها هذه الانتصارات والفتوحات المتسلسلة ..

فبعد أن اشتد الخناق على الثقب الأسود في الشام والعراق بفعل الصحوجة على الأرض عموما ومن فوقه بضربات التحالف الدولي خصوصا كان لابد من إفراغ الشحنة وتشتيت خطط الجمع تلخّص ذلك في بناء استراتيجية ونظرة قتالية جدّ معقّدة تتماشى مع المرحلة العصيبة، تخلّلها قتل تقريبا جميع رموز الصف الأول من القيادة والخروج بخطوة استلزمت الهيكلة أوّلا وتحديد الأولويات ثانيا للتقليل من استنزاف الثقب الأسود، وما كان منه إلا الخروج بخطة ما قبل الظهور العلني تتمثل في ضرب العدو حينما لا ينتظر الضربات، واصطياد عيون التحالف حتى يحجب الرؤيا عنه على الأرض، فقد نجحت الخطة إلى حد كبير ومنها تباكي معظم المحطات العالمية المهتمة بشأنه وحيرتها في كيفية رجوعه بهذه القوة الضاربة، فأصبح الثقب شبح يتخطّف أعداءه في الوقت المناسب والمكان الأنسب، فضرباته في ولايات العراق ومحافظات الشام لخير دليل والهول الذي تتجرعه جيوش الرافضة والبشمركة وحتى أحلاف دول التحالف الدولي على الأراضي المذكورة، فقد جنّ جنون القوم ولم يحدّدوا له استراتيجية ثانية وذلك لعدة عراقيل حالت بين التحالف والصحوجية على الأرض لدراسة خطط جديدة بديلة على التي هم عليها، فحربهم الأولى على الثقب الأسود وإخراجه من الموصل والرقة ودير الزور كلّفت الجمع تريليونات من الدولارات في الميزانية العسكرية الغربية والمحلية أدّت إلى انكسار سهم الجميع في محاربة الثقب الأسود من جديد ..

فالعدو لا يقرأ الأحداث وإن قرأها فبمنطور سطحي ومرحلي ليس إلا وأخطائه تكاد تراها متكررة في كل وقت ومواجهة، والتُبّع (الصحوجية) بعد كل اندثار غبار المعارك وزوال الحواجز يظنّون في كل مرة أن أيديهم ستُبسط للوعود والخيرات المعهودة، وفي كل مرة تراهم يسبحون في دائرة ضيّقة من دولارات حدودية أو مجنية من تهريبات محرّمة شرعا وعرفا، والعجيب من كل هذا فإنّ كنوز النصر المرحلي تُصرف بعدها في مراقبة هؤلاء المعاتيه كي لا يتعدّوا الحدود المرسومة وهذا نوع من استنزاف لمقدرات الغنائم المرجوة والمجموعة بعد تراجع الثقب، والشاهد تلك البؤرة المسماة المحرر بإدلب وكيف تُصرف عليها الأموال لجعلها حربة في صدر العدو المشترك وقطع ليّنة كل تمرّد مرتقب، فالعيون لابد لها من النظّارات ومناظير وكل ذلك تكلفة من جيوب السادة داخلا وخارجا، والأمر كذلك في خرسان وكيف تحوّلت طالبان إلى رهبان أمريكا في قتال الثقب الأسود وهذا أيضا نوع من أنواع الاستنزاف للصحوجية والغرب المتمكّن في افغانستان، ناهيك عن بلدان المنطقة العربية وانفاقها في الابقاء على قواعد امريكا في أراضيها إلى استنزاف مع الحوثة وإهدار مئات المليارات من مقدرات الأمة، وهذا لاشك من مكر الله واستدراجا منه حتى يكون الباطل امام الحق كالذباب يركله بالجريد ..

وإلى إفريقيا فقد جنّ جنون فرنسا وأحلافها، فقد اجتمعت بأزيد من عشرين دولة من مستعمراتها السابقة إلى اليوم لتحدّ من خطر الثقب الأسود الذي نغّص عليها ليلها وجعل من نهارها ظلاما سرمدا، فالجبهات مفتوحة من ليبيا إلى موزمبيق مرورا بمالي والنيجر والتشاد ونيجيريا وافريقيا الوسطى إلى الكونغو الديموقراطية وما غينيا برائحة البارود ببعيد، فالتحكّم بزمام المبادرة الحربية في كل هذه البلدان من المستحيلات السبع، فأمريكا اليوم في افريقيا ومن خلال الأفريكوم يكاد نشاطها من العدم من هول تشابك الخطط والاستراتيجيات عليها ومن كل حدب وصوب وكان ذلك خروجها من الصومال وتمركزها في بلد افريقيا آخر يكاد أن يكون سريا حتى تنعم بقسط من الراحة والعافية وربما النهوض للمواجهة مرة أخرى، فآيادي الثقب الأسود في البلدان الإفريقية المذكورة استنزاف هائل لمقدرات تلك البؤر الفرنسية والغربية من مال وعتاد ورجال، وخطط القوم مرتبكة وغير منضبطة وبلا استراتيجية تُذكر حتى هنالك استعدادات مقبلة ستقحم بعض جيوش المنطقة القوية في المساندة على الحرب المفروضة على الجميع، فجنود الثقب يمشون على خطط أرهقت الخلق الأطلسي والأفريكوم وجيوش المنطقة حتى عدنا نسمع القتل والأسر والفرار من المعارك بالعشرات ..

فيمكن القول أن استراتيجية الثقب الأسود في كل من المنطقة العربية وخرسان عموما إلى افريقيا خصوصا حرب استنزاف بامتياز وتخطيط عال المنال، فتصريح بعض البلدان بانهيار عملتها هنا وخسران اقتصادها بالكامل هنالك إنّما من خراج عبقرية وخبرة مميّزة في قتال عدوّ مكشوف الأجندات والاستراتيجيات، وفارق القوّة أن أحدهما يملك عقيدة قتالية عالية لا تهمّه الغنائم أكثر ممّا يهمّه النكاية وتشتيت المبادرات القتالية، والآخر مجرّد حتى من ضبط النفس على الأرض ناهيك عن فقدان العبقرية القتالية إلّا بجيوش المنطقة الضعيفة والمهترئة، فالجمعان في بداية المواجهة وعلى أقل تقدير سيلتحق المدد بالجماعة، وما نراه ونعاينه إلا بداية لمرحلة عزوف المحتل من افريقيا نهائيا ..

و السلام عليكم ...

 

================

كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ  16 شعبان 1442 هـ الموافق ل 29/03/2021 م

مقال بعنوان " الاسلام ما بين الوسطية و الحركة النسوية ، الجزء الاول " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري

 

الاسلام ما بين الوسطية والحركة النسوية

أولاــ جذور الحركة النسوية وما ورائها حقيقة

 

 

يرى الفيلسوف الدنماركي الوجودي زورن كيركغور وهو صاحب الواقع وأمير الواقعية في نظرته للأشياء أن أهمية المهرج تكمن في الدور الذي يلعبه بطريقة غير مباشرة للتخفيف من المآسي التي يعاني منها الناس، وفي الحقيقة من يسلك مسلك التهريج فإنّما يرسم ما بداخلها من أفعال وحركات بهلوانية تعكس ما بداخله من صور لشخصيته المتعددة، تلك الشخصية التي إن ما ضبطها ناموس فهي لا محالة قد تسلك غالبا الوساوس الشيطانية وحينها يفتح الإنسان على نفسه أبواب جهنّم مصادما للفطرة التي خُلِق عليها، والمهرّج كلّما زاد في مصادمة الفطرة صُفِّق له واستحسن النّاس صنعه وزاده سمعة وإشارة ..

فما أحوج الناس اليوم لمن يضبط سلوكهم وإرجاعهم لإنسانيتهم وللفطرة التي فُطِروا عليها لتستقيم حياتهم، والدّين هوالمرجع ليدور الانسان حول تعاليمه، والايمان بوصلة لمن أراد منهم الوصول إلى جنة التساؤلات، والعقيدة هي المرفأ أمام الاضطرابات الداخلية والخارجية، والعلم سكينة لهيجان النفوس المريضة، فبدون ذلك نرى اليوم العالم الذي نعيش فيه ومدى التيه الذي سلكته الإنسانية في محاولتها للوصول إلى ما لا شيء ومنها الخسران المبين، والصراعات التي تخاض اليوم إنما نتاج سطو العقل على النقل واضطراب الرغبات والشهوات من النفوس الأمّارة بالإثم والعدوان، وكل ذلك في غياب عصى الرسل الآمرة بالمعروف والدالة على طريق الهدى في ظل ظلمات الإنسان الجهول والذي يريد قيادة نفسه من خلال التهريج المعرّف أعلاه، ووسط كل هذه العتمة إلّا أن نور الله بيِّن واضح يستنير به من تمسّك بحبله المتين، وأنّ كلّما أضاع النّاس طريقهم إلا وقيّض الله لهم من يسوقهم بعصى الأنبياء تارة بالرفق ومعظم ذلك بسياط الشرع وهذا الذي يفهمه الإنسان حتى تُضبط سلوكه وتُنقاد نفسيته إلى طريق الوحيين ..

فالفلاسفة الأوائل كأفلاطون وأريسطو وبارمينيدس وغيرهم أصلا كانوا من طبقة الثرثرة على الساسة والكلام المعكوس في المجتمعات، وكلامهم عن الوجود والموجود جعل طبقة منهم يُرجع إليها من دون الرجوع إلى السياسيين ورجال الدين، ومن هنا تصادمت الأفكار مع المعقول من النصوص الإلهية وإن كانت في معظمها محرّفة أو منقولة بغير أمانة، وكان معظم اتباع هؤلاء الفلاسفة طبقة ارسطوقراطية وخاصة منهم النساء اللوتي تشبّعن بفكرهم وإرشاداتهم الإجتماعية في ضوء تغلّب جنس الرجل على مكوّنات الحياة بمختلف توجّهاتها، فالمرأة عند الأوائل كانت من جملة المضطهدين اجتماعيا ناهيك عن استحقار دورها في السياسة والتوجيه، والأمور على ذلك إلى ما يُسمّى بعصر الحداثة وما ترتّب عنه من ميزات استغلالية عن طريقها سُمِح من خلال ذلك لها بحزمة من الحقوق السياسية كالانتخاب والاجتماعية ودورها في تأسيس جمعيات خيرية وحقوق أخرى علمية وثقافية، وما السماح للمرأة بهذا العمل في المجتمع إلا عندما انبرى لبعض الساسة أنها مدخلا للسيطرة على الرجل صاحب الفهم المحدود أو الموالي للتوجهات السياسية المعاصَرة، أو كسلاح للتجسس على بعض السياسيين المناوئين للطبقة الحاكمة، أو لاختراق الأقليات وإخضاعها لثقافات البلد ولعقيدته السائدة، ومن هنا نشأت الحركة النسوية المعروفة اليوم باسم "الفيمينيست" والتي انحرفت بوصلتها ونادت بحقوق لم تكن في حسبان بعض من أسّسها وروّج لها، فقد أوضحت الفيلسوفة والباحثة المصرية (يُمنى طريف الخولي) في بعض كتبها وتدخّلاتها أنّ الحركة النسوية انقسمت إلى قسمين ليبيرالي واشتراكي، فالنسوية الليبرالية مصدرها الفيلسوف البريطاني جون ستيوارت ميل صاحب الفلسفة السياسية والتي تُعرف أيضا باسم النظرية السياسية، وهي تعني أساسا بدراسة المواضيع السياسية، والحرية، والعدالة، وقد رسّخ جون ستيوارت في النسوية نظرية أنّ العلاقة التبعيّة بين الرجل والمرأة مغلوطة وأنّ الليبرالية مبدأها المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، فأوّل من تبنى هذه النظرية الفيلسوفة النسوية البريطانية هارييت تايلور مل والتي تعد أوّل إمرأة من نادت بحق المرأة في التصويت ..

وأمّا النسوية الإشتراكية فكان منبعها شارل ماركس والذي أسّس لنظرية على أن تحرّر المجتمع من تحرّر المرأة ومن تبنى هذه الفكرة وقدّم لها الفيلسوفة روزا لكسمبورج وهي منظّرة ماركسية واقتصادية وإشتراكية ثورية من أصول بولندية يهودية عمِلت على تحرّر المرأة في المجتمعات الشرقية الأوروبية، وبحكم الاستعمار في عالمنا العربي، فقد انقسم التنظير والنظرة للمرأة في مجتمعاتنا بحسب نوعية الاستعمار وافكاره، ففي المشرق كان التيار الديني على أشدّه وحصنا مانعا من دخوله في الديار الاسلامية وبحكم العقيدة والعادات، وكانت مصر تقريبا البلد شبه الوحيد الذي عشعش فيه مثل هذا التغريب عنه طريق النسوية دخّل إليها عن طريق الابتعاث الأكاديمي والنهضة "الاسلامية" في بداية القرن العشرين عن طريق بعض الدعاة والذين انبهروا في الغرب بما وجدوا من حضارة ..

فكانت مصر عند بداية القرن العشرين منارة فكرية ونهضة ثقافية لبعض المنبهرين والمقلّدين للثقافة الغربية، وطبيعة الحكم فيها كان عاملا أساسيا في إبعاد الدين عن الدولة والسياسة وفتح الأبواب للإشتراكية بعد الاستقلال من المعسكر الغربي (بريطانيا) أو ما يُعرف اليوم بالليبرالية، وكان رواد هذه النهضة الثقافية طه حسين والعقاد ممن أبقوا على شيء من الإسلام كعقيدة ومرجع وخط أحمر لما ذهبوا إليه من انحلال فكري واجتماعي، زد على ذلك ما أسموها من رائدة للفكر النسوي نوال السعداوي ودرية شفيق وهدى الشعراوي وآخريات واللواتي كنّ يطالبن بتحرير المعتقد لتتحرّر المرأة من تبعية الرجل و بذلك سيتم تحرير المجتمع من الموروث العقائدي والديني بصفة عامة، فمطالبهن تختلف أساسا على ما كانت عليه النسوية في الغرب وهذا ما أدى إلى استغلال هذا التيار الهدام لتدمير المرأة العربية من خلال خزعبلات تهريجية مفادها تفكيك النسيج الاجتماعي وقلب موازين العادات التي ساهمت في إبقاء الهوية المصرية من خلال الحملات الصليبية عليها الفرنسية والبريطانية ..

فالدارس  لأقوال الحركة النسوية المصرية بعد أن ألحد معظم من كان فيها ونوال السعداوي انموذجا يرى بأن ما تبنته هذه الحركة كسياسة أو مبادئ داخلية للحركة ومنها عرضها على المنتوج يجد بأنها مقلّدة لجلّ مفاهيم وأقوال بعض النسوية الغربية في مهاجمة اللاهوت ورجال الدين في أوروبا وأمريكا والغرب عموما، فمثلا ما كانت تقوله نوال السعداوي عن الله عزّ وجل وعن المعتقد والموت والجنة والنار إنّما ذلك نسخة طبق الأصل أو بلاجيا (Plagia) لما قالته هيلين غاردنر وهي امريكية ومخرجة سينمائية ومسرحية ومن الشرسات والمدافعات عن النسوية في أمريكا والمتأثرة بأقوال سودان برونيل انتوني والمعروفة بحق التصويت المرأة في المجتمعات الغربية، وهذا نص هيلين غاردنر وللقارئ الكريم ان يقارن كلام السعداوي والمسجّل صوت وصورة حيث قالت:

" إن الدِّين والكتاب المقدس يأخذان من المرأة كل شيء، ولا يعطيانها شيئًا، يطلبان منها دعمها ومحبتها، ويقابلان ذلك بازدراء وظلم.. وكل ظلم وقع على النساء في بلد مسيحيّ قد “أذن به الكتاب المقدس” وعمل على إثباته وإدامته من هم يقفون على المنابر".

ولم يقتصر ازدراء كاردنر للدِّين على المسيحية، حيث قالت في كتابها “رجال، نساء وآلهة:

" على الرغم من أنهم يدّعون بأنّ مصدر الدِّين خارقٌ للطبيعة وفوق العقل البشري، فإنّه يجب أن يخضع للاختبار من قبل المنطق البشري.

الشيء الوحيد الجيد في أيّ ديانة هو الأخلاق، ولا يوجد أيّ علاقة بين الأخلاق والإيمان. تتحدّد الأولى بالأعمال الصّالحة في هذه الحياة بينما، يتحدّد الآخر بمعايير غير معروفة في حياة لاحقة، الأولى هي ضرورة عصرها والآخر هو حلم يتطلع للخلود.

تعتمد الأخلاق على تطور كونيّ، والإيمان بوحي خاص؛ ولا يمكن لأيّ امرأة أن تقبل أيّ “وحي” تم تقديمه لهذا العالم بعد الآن..."

فمن هنا يتبيّن أن مثل نوال السعداوي وأقرانها ما هنّ إلّا أدوات تخريب للعقيدة الإسلامية والعرف الإجتماعي في الوطن العربي، وتقديمها إعلاميا إنما تدخّل الأمور في بروتوكولات ممنهجة خراجها الطريق إلى زرع الجهل والشك ومن ثمّة الخروج والمروق من الدين والإلحاد في آخر المطاف، وفي هذه الكلمة لن أقف على ما آلت إليه مثل نوال السعداوي وآخرين رجالا ونساء، فلو كانت الفكرة بالفكرة لما اسطاع أذكاهم أن يقف بخزعبلاته أمام طالب علم متواضع، ولكن من يقدّم لهؤلاء وهو من جنس اعتقادهم وعملهم يريدها خرابا وفوضى ليعشعش في سياسة تخدم مصالح أسياده من وراء البحار ومصالحه في الحكم .. 

يُتبـــــع ..

و السلام عليكم ...

 

================

كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ  13 شعبان 1442 هـ الموافق ل 26/03/2021 م

lundi 1 mars 2021

مقال بعنوان " افريقيا بين المطرقة والسندان والميزان" ... كتبه المدون نورالدين الجزائري

 

افريقيا بين المطرقة والسندان والميزان ..


 

لطالما تحاشت فرنسا قتال الجماعات الإسلامية المسلحة مباشرة وعلى أرض مكشوفة لا غطاء لوجيستي ولا إسناد جوي كما الحال اليوم في القارة السمراء وخاصة على الساحل الإفريقي، ففي العراق وسوريا كان قتالها للثقب الأسود من وراء الخطوط بالمدفعية على الأرض وبسرب من الطائرات ضمن قوة التحالف الدولي وتحت إشراف أمريكي مباشرة، ففي بلاد الرافدين والشام وجدت فرنسا دعما لا محدودا وتنسيقا عسكريا هائلا من بعض المعارضين لكل ما هو اسلام (سياسي) كالبشمركة وملاحدة الأكراد، فكانت تحت حماية مزدوجة من طرف حلف الناتو والمفاحيص، أما اليوم فرنسا وعلى لسان عديد من المحللين العسكريين الغربيين في أزمة ومأزق في قتالها للثقب الأسود، فأزمتها تكمن في انعدام استراتيجية قتالية صحيحة ورؤية فعّالة لما هي عليه اليوم من نفاذ الخطط أمام عدو يزداد كل يوم قوة وخبرة واستراتيجية  في قتاله لها، وذلك لافتقارها للخبرة الميدانية والقتال المباشر للجماعات المسلحة، ومأزق فرنسا اليوم يكمن في قتلى جنودها بالعشرات في كل مواجهة وصعوبة مواجهة الرأي العام والتبريرات السياسية التي لم تعد تقنع المواطن الفرنسي البسيط ..

فقد راهنت فرنسا على تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بعد مقتل دروكدال والعمل مع خليفته العنابي ضد عدو مشترك والاصطفاف جنبا لجنب لاستئصاله من منطقة الساحل الإفريقي وخاصة بعد حسن النوايا من جانبها اتجاه التنظيم بالإفراج عن مئات المعتقلين التابعين له من سجون مالي والنيجر وتحت وعود بالتمكين لهم من خلال الإنسجام تحت قوة محلية وبإشراف فرنسي تكون بمثابة الفصائل السورية أو العراقية في قتالها للثقب الأسود، فبعد أن وجدت فرنسا ضالتها في القاعدة ها هي اليوم تكوّن تحالفا اقليميا من ١٩ عشر دولة افريقية وأخرى كاريبية (مستعمرات سابقة) لدعمها في قتال الدولة وبمشاركة بعض دول حلف الناتو كبريطانيا والدنمارك واسبانيا ودول عربية معروفة، وكهدف مشترك ومصير واحد يقلب موازين الحرب والقتال أمام عدو مشترك شرس وقوي ..

لكن افريقيا اليوم وبعد أفول الإمبراطوريات وتراجع نفوذها في افريقيا أمام عدو آخر زاحف من أقصى الشرق ألا وهو الصين، فإنّ فرنسا اليوم في حيرة من أمرها وخاصة أن سياساتها المتّبعة في التبعية الثقافية (الاستعمارية) لم تعد تجدي نفعا أمام الأزمات السياسية والاقتصادية في القارة السمراء، فقد ولّى زمن الانقلابات العسكرية والمجازر الاثنية بافتعالها للإمساك بخيوط الألعاب في افريقيا وذلك من خلال وعي شعبي واسع أصبح يرفض مثل هذه التدخلات وينبذها من أصلها، فالحكومات الافريقية الجديدة أصبحت تتطلع إلى العولمة والاقتصاد الحر من خلال التعاقدات الاستراتيجية ومعظمها لجأ إلى الصين من خلال عقود اقتصادية واستثمارية وقروض طويلة الأمد والسهلة المنال من دون مساومات كبيرة وابتزاز سياسي مفضوح، فاجتماع فرنسا من أيام بمعظم قادة مستعمراتها القديمة كان على جدول اللقاء أو الاجتماع ملف الصين في افريقيا وسندان سياساتها اتجاه بلدان فرنسا في افريقيا، وكيفية العمل للحد من الهيمنة الاقتصادية على جل القارة السمراء، فاليوم لفرنسا خطرا كبيرا على الأرض يكمن في الدولة وخطرا عظيما آخرًا على سنداتها الاقتصادية ومخزونها المالي والأمني، ولم تشعر فرنسا بهكذا خطر من قبل ولأول مرة أصبحت في خوف وقلق أمام التحديات المستقبلية عسكريا وسياسيا ..

فالأزمات لا تأتي فرادة، والكوارث تكون دومًا مصطحبة برياح وسيول تقتلع وتجرف كل ما هو راكد وقديم ومهترئ وآسن، فزوال الامبراطوريات لا يكون إلا بالسيف والإغراء، ففرنسا اليوم بين مطرقة الحكومات الافريقية الفتية وسندان الاستثمارات الصينية الهائلة وتحت إشراف وميزان الثقب  الأسود لكل ما هو معارض لسياساته واستراتيجيته القتالية، فنجم فرنسا بافريقيا  في أفول لا محالة وهي تريد أن تستثمر أوراقها الأخيرة من خلال حرب بالوكالة وتعاونها مع القاعدة  وجماعات أخرى مناوئة ضد عدو مشترك على الأرض وبإقحام سياسة الإرث المزدوج  المتمثلة في الثقافة المشتركة بين الدول الافريقية العميقة تأمل من خلال الورقتين العودة إلى ستينات وسبعينات من القرن الماضي، فهيهات ..

والسلام عليكم

===============

كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ 16 رجب 1442 هـ الموافق ل 28/02/2021