Rechercher dans ce blog

mardi 20 septembre 2016

وقفة سريعة .... " استقباح الحسن واستحسان القبيح" ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


استقباح الحسن واستحسان القبيح ..


إنّ ما شدني لكتابة هذه الأسطر لظواهر استفحلت في مجتمعاتنا، وقُبِلت كعرفٍ لقبيلة أو بلد ما، وكأن لسان حال تلك البلدة أو الوطن السعي وراء الرذيلة، وإنكار على من اتبع الفضيلة، واستحسان ما هو قبيح عند الناس، وتقبيح ما هو حسن عند فطام منهم، كمجتمع لوط على ذكر الأثر والسياق، إنّهم كانوا يدَعون النساء ويأتون الذكران شهوة، فاستفحل الامر فيهم حتى عهِدهُ القوم من كبرائهم، و أصبح من المسلمات ومن العرف المستحسن عندهم، حتى أرى الله للثلَّة المؤمنة وعده من إبقاء المعروف، ومسخ ما كان منكرا وإن كان على هلاك كل من فعل المنكر ولو بالسكوت المنطوق.
وكذا أصحاب رؤوس الأموال من الذين لهم سطوة على المجتمعات يتاجرون بالقيم، يشرون ويبيعون الذمم، ملَّة قارون واستعباده للناس حتى رأى نفير منهم من تمنى في ما عنده من أموال، فلم يراعي القوم إن كان ماله من حلال أو حرام، فلما أنكر نعمة الله عليه طُبِق على حلاله لحساب فساده، فساد فهم قارون في المجتمع، وأصبح دينا مستحسنا مقبول لدى شريحة هائلة من الناس، حتى جاء وعد الله فأرجع القبيح إلى الظلمات، وأنار بالمعروف ما كان ظلمة في الطرقات.
ومن صور المجتمعات في إبعاد المعروف وتقريب المنكر ما لا تُذكر ولا تحصى، فإخوة يوسف اتفقوا على استعمال الكذب والِفوه وتركوا الصدق واستبعدوه، فاستحسنوه لمّا عزموا إيذاء أخوهم في الدم والقرابة، وتركوا المعروف والمألوف لما كذبوا على أبيهم في صورة رجل واحد، فقوله عزّ وجل : " وجاءوا أباهم عشاء يبكون" إنما لاجتماع على منكر أرادوا به قبول، فما كان من الله إلا أن ينتصر للعدل والحق وهكذا دأب نصرة الحق وطريق الصالحين.
فسِياقُنا للأمثلة من مجتمعات تمردت على الفطرة الإلهية، فكان لابد إلا وأن يُرجع لما جُبِل عليه الانسان من أمانة، أمانة الدين الذي فيه كل معروف وترك كل منكر، فمجتمعاتنا اليوم فيها من الزنا الذي شرعه الأكابر وقد نُهُوا من الاقتراب منه، والسرقة والغطرسة التي شرعها أصحاب رؤوس الأموال والتي أمر الله في جمعها وإنفاقها تتبع ما وصى به من حق للفقير والمحروم، والكذب بضاعة النفاق ورأس مالها الفاسد والذي تفشى في العامة، وقد نهى الله اتخاذ طريقه وأن يكون الانسان إلا صادقا ويُكتب عنده صديقا، وإنّما ذلك الاستحسان لما هو قبيح لمّا خلَ الانسان بعقله، ونبذ النصوص وراء ظهره، فتداعت عليه شهوته، وتغلبت عليه مادته، وطالبته بالقبيح من حيث رأى المنكر، وأذعن للشرّ على حساب فطرته، والمعروف الذي غُرِس في صلبه.
فإن ما يجري اليوم من ظاهرة الزنا في الطرقات، وكذا تفشي الفساد والاختلاس والسرقات، وشهادة الزور والبهتان والكذب والموبقات، والحكم بغير ما أنزل الله فذاك من الطّامات، فكل ما ذُكِر فهو من عمل أهل التغريب، والذين مُكِّن لهم من التحكم في رقاب المسلمين وما جاءهم من ربهم من نور، فأرادوا لهذه الامة أن تعيش الجهل بمنظور العقل وأسموه التحديث، وحرضوا على الابتعاد عن النص وأنه سبب التخلف والعنف، فما وزنهم اليوم إلا كعبيد عند الغرب، الذي آثر المادة عن الروح، فانظروا أيها العقلانيون من أين تأخذون دينكم.

======================
كتبه : نورالدين الجزائري

22 شوال 1437هـ الموافق ل 27 جويلية 2016



vendredi 16 septembre 2016

مقال بعنوان " الاستنزاف و عبقرية الدولة الاسلامية " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


الاستنزاف وعبقرية الدولة الاسلامية ..

سيذكر التاريخ حتماً أن مفهوم السياسة الوضعية العالمية أصابتها فئة من الناس في مقتل، وعرّت دعاتها على المشهد العالمي وجرّدتهم من الاحتكار باسم قيّم زائفة رنانة، تشدقت بها زمرة من الرأسمالية العالمية وأذنابها، لإخضاع الدول لمبتغاها الجشع، الأُحادي النظرة والتوجه والغطرسة ..
فالدولة الاسلامية قلبت رأساً على عقب مفهوم السياسة الدولية، وأيقظت من كان في سباتٍ من هذا الزيف العالمي، نعم أصبح الناس مؤمنهم وكافرهم يرى بأم عينه عوار سياسة بلاده، يرى ازدواجية السياسات اتجاه الآخرين، قويّهم وضعيفهم، بدءً بالديانة والأيديولوجية والعرق والطائفية، قلبت العالم الاسلامي خاصة وأصابته في مفهومه لدينه ومعتقده، خلَّت "علماء" الامّة ما بين صادق لربه ومرقّع لدين أوليائه، جعلت من المحلّلين السياسيين والمثقفين والاعلاميين في حالة ذهول من هول الأخبار والاحداث، الكل ينشد هواه بحسب التبعية والولاء للأسياد والممولين ..
اجتمع العالم بكل تناقضاته ونحله وملله على هذه الدولة الفتية، رموها عن قوس واحدة بشتى الأسماء الأيديولوجية والقبيحة، فمن الخوارج كلاب النار انتزاعاً منها ثوب الاسلام إلى العمالة والصنيعة طعنا بولائها للأرض والأمّة، وما ذنبها إلاّ كفرها بالمنظومة الدولية وبما عليه المسلمون اليوم من اعتقاد وتوجه، ذنبها أنها لطمت الانسانية لإرجاعها لسرّ وجودها ودورها في هذه الحياة، ذنبها أنها تحدَّت القطب الأوحد وقلبت عليه مفهوم السياسة والمصالح، وأن للأمة اليوم كلمة مسموعة وعلى المجتمع الدولي احترامها واحترام سيادة من كان سيدا على العالمين ..
إن من مفرزات انحراف الدول "الاسلامية" واتّباعها سياسات وضعية ظالمة، أدّت إلى ظهور الدولة الاسلامية من رحم معاناة المسلمين على مرّ العقود من تخلّيهم عن تحكيم شرع الله، فإنها حصيلة حاصل ومخاض دول فاشلة في كل الاتجاهات، فببروزها في بداية الألفية ودحرها للمحتل الامريكي على أرض الرشيد، فإن بُنيتها كانت من رحم دماء رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه من إرجاع الأمانة للأمة ولو كلّف ذلك حرب الاستنزاف ولو كلف ذالك النفوس و الأشلاء.
 اجتمعت أمريكا وروسيا وأذنابهما في الغرب ومنطقتنا على هؤلاء الفتية الذين يفكّرون غير التفكير الذي يُراد للأمة بالحديد والسوط والنار، فأمطروهم مصطلحات لثنيّهِم عن معتقدهم وتوجههم، فحُوربوا بمراحل، بالمباشر وغير ذلك، بالمواجهة المعلنة وبصحوات مأجورة، فلما يئسوا جنّدوا "علماء" الامّة وأفراخهم لضرب معتقدهم وآخرين بتشكيل حشود وميليشيات وصحوات لمواجهتهم على أرض الميدان، فما أقبح من هُزِم على أرض المعركة وموّل المرتزقة للنيل من الصادقين،والقبح أعظم ممن انساق وراء المخططات والأجندات لتثبيت قدم الصائل في أراضي المسلمين.
فحامية الصليب أمريكا ومنذ استلامها الارث الاستعماري الغربي، عمِدت على استنزاف الامة بنهب خيراتها وتنصيب حكومات وظيفية لإدارة شركات أعمالها وتسهيل ضخ الأموال والخيرات إلى بنوكها واحتياطاتها، وكان من جملة مخططاتها إيصال الامّة إلى ما وصلت إليه اليوم من عالة على الانسانية، وإخضاعها إلى التشرذم والفقر والجهل لتسهيل التحكّم والسيطرة، وكان كل ذلك بمخطط محكم خارجي وداخلي قيّد إرادتها للرجوع إلى مجدها، فما كان من الصادقين إلاّ دراسة امريكا دراسة شرعية ووضعية عميقة، وكيفية إعادة سلاحها إليها لتدميرها وتدمير ما بنته بأيديها وأيدي عبيدها، ومن بين الأساليب المدروسة سلاح الاستنزاف الذي هو نوع من الحروب يسعى من خلاله اللاجئ إليه إلى تقويض القوة العسكرية للخصم وتوسيع عليه الجبهات عبر تشتيت قوته وتركيزه ومقدَّراته، وإطالة عليه الحروب والمواجهات لإنهاكه وتركيعه وإتعابِه ومن ثمّة يسهل القضاء عليه أو ثنيّه إلى الاستسلام والخروج من دائرة المواجهة ..
كان أول من بدأ بحرب استنزاف أمريكا الشيخ أسامة ابن لادن رحمه الله بضرب امريكا في عقر دارها، ومن ثمّة جلبها إلى أفغانستان والعراق، فتقاسم الشرفاء مهمّة ذلك في كل من البلدين، فكان العراق أشدّ استنزافا من أفغانستان، فأمريكا استنزفت في العراق عددا كبيرا من الأرواح والمصابين ناهيك عن المعدّات المباشرة وغير ذلك، حتى أعلنت إفلاسا غير مسبوق في اقتصادها واقتصاد العالم عام 2008م، وَمِمَّا ترتب على ذلك انهيار اقتصادات عدد من بلدان التبعية للرأسمالية العالمية ..
فإن من المحن تأتي المنح، ومن التجارب تأتي المفارج، ومن الضيق يأتي الفرج، ومن الخبرة تنضج المناورة وسياسة الاحترافية في التحكّم في المواجهة والتصعيد، فكان للقوم من هذه الحرب الاستنزافية وإدارتها الخير الكثير عليهم وعلى ما بنوه من صرح متين، فالقوم اتبعوا وارتكزوا على ثلاثة مراحل فاصلة في هذه الحرب الاستزافية، فكانت المرحلة الاولى مرحلة الصمود وبناء معادن الرجال في ذلك، وشهدت هذه المرحلة في حربهم على أمريكا منذ الاحتلال إلى اندحارها مهزومة مذمومة مدحورة عام 2008م، وتخلل بعد هذه المرحلة مرحلة بناء الصرح وتقوية الجماعة بإظهار المنهج والنهج المتَّبَع، وشهدت هذه المرحلة إعلان الخلافة ومن ثمّة التوسع والتمدد على غرار الحكومات الوظيفية والصحوات المفروضة والميليشيات المدعومة، فَلَمَّا اجتمع عليها الانس وَالْجِنّ من نفايات الانسانية عمِدت إلى مرحلة ثالثة وهي مرحلة التحدّي وفتح الجبهات عديدة بمجموعات صغيرة تضرب هنا وهناك بكرٍ وفرّ لإنهاك العدو وتشتيت تجمّعاته بأقل الأضرار والإصابات ..
إن الدارس للساحة الجهادية اليوم يعي ويعلم أنه لم تجتمع ملل ونحل الكفر على فئة أو جماعة أو دولة كما اجتمعت على أبناء التوحيد اليوم، فالقوة الضاربة لهؤلاء ليست بالهيّنة أو القليلة، لكن نُبغ وفطانة وحنكة مدرسة الرجال جعل من القوى العالمية عاجزة على ضرب أهداف محددة وكأن القوم أشباح في صحراء قاحلة، يضربون متى شاؤوا وينسحبون بإرادة وعزيمة ويقين متى أرادوا، فحربهم كَرّ وفرّ وسياستهم في ذلك استنزاف العدو في الأرواح والمعدّات والجهد، حتى صرّح عدوهم ان في خططهم ما ستدرسه كلّيات الحروب من الجيل الخامس والذي في طيّ الإعداد افتراضياً ..
فالرأسمالية اليوم وعلى رأسها امريكا تدرك حجم الخسائر التي مُنيّت بها اليوم على أيدي هؤلاء، فها هم اقتصاديوها وبالأرقام يعلنون حجم حرب الاستنزاف على اقتصاد الغرب، فأمريكا وحدها وصلت حربها على المجاهدين ألى أزيد من 5 ترليون دولار( خمسة آلاف مليار)، فما تصكّع وانكماش الاتحاد الاوروبي إلاّ من أجل المديونية لأمريكا ودخولها في الحرب على الارهاب والذي كلفها ويكلفها إلى حدّ اليوم المئات من المليارات من الأورو، وها هي الدول الوظيفية تعلن عن إفلاسها وتلجأ إلى الاقتراض من بعضها البعض وبيع بعض من سنداتها السيادية في الغرب، فالحرب على الارهاب استنزف الجميع وما بقي إلاّ القليل من المناورات والاستعراضات و التى ما تنفك وتظهر على أنّها ربحاً للوقت، والتفتيش عن البدائل بتحالفات هنا وهناك لإطالة أمد التّنفّس وتأخير الهزيمة المدوية و التى من خلالها سينهار عالم أمريكا ومن يدور في فلكها ..
سيشهد التاريخ أن فئة قليلة استنزفت العالم بأسره، وأرغمته إلى أن يُشكِّل حلفا عالميا عليها، ويدخل في حرب ظانّاً منه أنه سيحسمها، وإذا به يصطدم أمام صخرة صماء بكماء لا تدين بالولاء إلاّ لرب السماء، فعاداها العالم لسياستها الشرعية ولنهجها الفريد في إدارة الصراعات والحروب، وأنّه في الأخير سيستسلم لإرادة من باع النفس والنفيس من أجل أن يحي الآخرين أحرارا، يعبدون الله ولا يخافون فيه لومة لائم، وأن عزيمة الفرد تغلب إرادة الجمع، وأن الجماعة يمكن أن تهزم دولة وكل ذلك بمراعاة السنن والتخطيط والأخذ بالأسباب والتوكل على رب الأرباب ..
إنّ القوم في مهمّة اليوم وهي استنزاف العدو وضرب شريان وجوده من اقتصاد وأذرعه في منطقتنا، فلا ضير أن أفنوا جميعا فقد أظهروا لنا الطريق، وحملوا على عاتقهم هزيمة العالم بسواعدهم، وعلى أبناء الامة الصادقين إكمال العمل وما بقي من الوحش إلاّ الصراخ، فجسده مدمي ينزف، ومن حوله جفاف مقفع، فالاستنزاف على قدم وساق، وإن رحل الصياد، فالدّابة لا محالة ستسلم الروح، وإنّ غدا لناظره قريب، وليعلم الذين راهنوا على أمريكا انّها سوى فرس خاسر، وأنّ الغلبة لمن أدار السباق باحترافية وفنّ من سياسة شرعية محكمة ..

الســـــلام عليكم ..

=============================
كتبــــــه : نورالدين الجزائري

14 ذو الحجة 1437هـ الموافق ل 16/09/2016

mardi 13 septembre 2016

مقال بعنوان " الامة وشنق ايران المدروس " ... بقلم نورالدين الجزائري


الامة وشنق ايران المدروس


إيران ذلك البلد المتعدد الحضارات، متعدد الأعراق والإثنيات، المملوء بالفسيفسات المتناقضة سياسياً وايديولوجياً، ميزان الاستقرار لكل المنطقة العربية من محيطها إلى خليجها، وكان ذلك ممّا تفطّن له الفاروق عمر -رضي الله عنه- وأسرع بفتح بلاد فارس حينها، ومن ثمّة بدأت الفتوحات والبشائر على الامّة، ومن بواباتها جاءت الخيانة والغدر والغزو لبلاد الاسلام، ومن سياساتها كانت التحالفات ضد الامّة ولاتزال إلى يومنا المشهود هذا ..
ايران وبعد تبنيها العقيدة الاثني-عشرية كأيدولوجية وسياسة توسعية بعد ثورتها الخمينية، أرادت اقتحام وإخضاع العالم السنّي بمرحلتين، فكانت المرحلة الاولى اصطدامها بالقومية العربية ومحاربتها كما فعلت مع العراق، وأيضاً احتضانها للرموز الاسلامية الذين كانوا ضد مصر بعد مقتل السادات، والمرحلة الثانية بفوضى خلاّقة تتمثل بنشرها للتشيّع بعد انهيار القومية العربية والتي كانت تمثل حصانة ضد أي مشروع إسلامي سُنّي كان أم شيعي في العالم العربي ..
ايران اليوم وبعد تسلّمها أكثر من عاصمة عربية، دخلت في حلف ثلاثي سري خطير، وهو الذي ارتكزت عليه كشعار لاستعطاف أبناء العالم الاسلامي، فالموت لأمريكا ولإسرائيل كان تسويقا سياسيا ذكياً ومرحلياً للتغلغل في البلاد العربية نظراً لقضية فلسطين والقدس خاصة الحساسة في عالمنا العربي والموقف اتجاهها لكل من الغرب وعلى رأسه امريكا، أمريكا أيضا الذي أجادت الدور دوليا واقليميا بمعاداتها لإيران على منابر السياسة العالمية ومتعة في الظلام مع مطامع إيران الإقليمية وجشعها وحاجتها لخيرات الامّة ..
إنّ إيران اليوم في أوج قوّتها وتحدّيها للعالم السنّي ورفعها لشعار حامية الاسلام اقليمياً ودولياً، وتريد بهذه السياسة التوسعية سحب بساط الهيمنة على العالم السنّي من تحت بساط دول الخليج خاصة وتربّعها على إرث الامة من معتقد وخيرات، وما الفوضى في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن لمن سياسةٍ استنزافية للمكون السياسي لهذه الدول، ومنها نظرتها التوسعية بإحداث فراغ سياسي واستبداله بسياسة الولي الفقيه لترسيخ التبعية المطلقة لها، وما تجيّشها للجيوش في هذه الدول هو لخدمة أجندتها على المتوسط والمدى البعيد، ومقاتلتها لأهل السنة لهو من الهيمنة التي تريد أن تفرضها على عالمنا العربي خاصة، وما استثماراتها في البلدان العربية لهو من التغلغل الاقتصادي والجوسسة وغرس لوبيات وأذرع مالية تدين لها بالولاء عند ساعة الصفر ..
إن ايران أضحت خطراً كبيراً يهدّد كيان الامة برمّته، وما مشاكل المنطقة الاّ من سياسة فرض أمر الواقع من سياسة ثلاثية الأطوار، سياسية، عسكرية واقتصادية، ولا يفلّ الحديد إلاّ الحديد، فعلى الدول العربية وخاصة منطقة الخليج أن يعوا خطر إيران على المنطقة وخاصة ديار أهل السنّة، فما التطهير العرقي والاثني الحاصل في العراق وسورية لخير دليل لوجهها القبيح، ولا يوجد حلّا لها إلاّ بقطع رأس الأفعى والاستراحة من سمومها، وإذا كانت الدول العربية جادة في محاربة المشروع الصفوي التوسعي فعليها ضرب مخطّطها وتعريته قبل أن لا ينفع ندم ولا ويلات ولقد أعذر من أنذر ..
إنّ القضاء على المشروع الإيراني يمر بثلاثة مراحل وعلى الجميع التكاتف للقضاء عليه وإبعاد شر إيران للأبد وإرجاعها لبيت الطاعة من جديد، فعلى علماء الامة أولاّ تعريتها عقائديا وتبيّن معتقد إيران الباطني وأن ليس لهم سهماً في الاسلام إلا بالتوبة والتخلي عن معتقدهم الباطل الطائفي الإقصائي، ومن ثمة الدخول في تحالف مع كل من له مشروع للقضاء عن هذا السرطان الصفوي وبدءً بالدولة الاسلامية وتقويتها عِوَض محاربتها، ومحاربة الدولة الاسلامية بمثابة شنق النفس بالأيدي، وما يقوى على مقاتلة ايران إلاّ صاحب عقيدة وقضية، فعلى الامّة الالتفاف حولها وحول ساستها في قتال ايران وأزلامها من مليشيات الموت والحشود التخريبية الإرهابية، وأن يتمّ تجفيف منابع استثماراتها وفسخ كل عقد اقتصادي أو مالي معها او تجميده لإرضاخها لمطالب المنطقة والحدّ من توسعها وتغلغلها الهدّام للأمة ومعتقدها ..
فاليوم يوم نبذ الفرقة والانصياع لكلمة الوحدة، وعلى الدول العربية وخاصة منطقة الخليج أن تأخذ موقفا من ايران وبجدية عالية حتى تكون أو لا تكون، فالوقت عدو مميت للضعيف وما نراه اليوم من تشرذم وفرقة لا يُبشّر بخير، فلا وقت للمناورات السياسية ولكن الوقت اليوم للعمل والحدّ من مغامرات ايران في المنطقة، فلا يُعقل أن لا يهزم صاحب عقيدة باطنية وبسياسة مكشوفة مفضوحة ناهيك بإمكانيات محدودة أُمَّة تزخر بكل مقومات النهوض والقوة ..
الســــــلام عليكم ..
=======================
كتبـــــــه : نورالدين الجزائري

11 ذو الحجة 1437هـ  الموافق ل 13/09/2016

samedi 10 septembre 2016

مقال بعنوان " سبحان من سخر سلاح روسيا لفتح العراق و سوريا ... الجزء الثالث " بقلم المدون نورالدين الجزائري


سبحان الذي سخر سلاح روسيا لفتح العراق وسوريا ..
الجزء الثالث ..

كنت قد كتبت جزئين من هذا المقال والطرح الطويل في فهم الصراع من أسسه، والذي يبشر الصادقين بوعد وموعود الله لعباده الصادقين المجاهدين، وأن الغلبة للموحدين وإن طال لهيب الحرب وجنون البنادق، وبعد فهم الصراع بسننه، وتكالب الغرب والشرق المفضوح بفرض الجند والأجندات على المنطقة، فإن الصفوف اليوم فرزت وبانت، فما اكثر اصحاب الوطنية والحزبية والرؤية المحدودة الضيّقة، وما أقل أصحاب الرسل من أهل الحق والصدق لدينهم وأمّتهم، الَّذِين تحالف عليهم الداخل والخارج وبشراسة غير مسبوقة في تاريخ الصراعات وما ضرهم ذلك وما ضعفوا وما استكانوا، بل زادهم يقينا بالله تعالى، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ..
يقول سيد -قطب رحمه الله- :" قد يبطئ النصر لأن الأمة المؤمنة لم تتجرد بعد في كفاحها وبذلها وتضحياتها لله ولدعوته فهي تقاتل لمغنم تحققه، أو تقاتل حمية لذاتها، أو تقاتل شجاعة أمام أعدائها. والله يريد أن يكون الجهاد له وحده وفي سبيله، بريئاً من المشاعر الأخرى التي تلابسه .."، نعم صدق سيد بتصوره للنصر المظفر الحقيقي، وصدق في تصويره للنصر المرحلي الذي لا يخدم الأمّة ولو حرّرت المدن والاوطان، فالنصر الرباني الذي يريده ربنا من الأمّة ومن الجماعة المقاتلة خاصة هو الانتصار للإسلام المنزّل، وتحقيق التوحيد الذي جاء به، وتحقيق مقاصده حتى يكون الانسان حراً غير تابع ولا مُتّبع، عزيزا كريما يعبد الله على عقيدة صحيحة سليمة، لا يخاف فيه لومة لائم، وليس ذلك النصر المرحلي الذي يتخلله الركون إلى الدنيا وإعمارها، والانصهار داخل المنظومة الدولية بشعار لكم دينكم ولي ديني، وبمفهوم لا إكراه في الدّين، والسعي وراء زخارف الدنيا ومشتقاتها ..
تكلمت في المقالين السابقين عن سنة الاستدراج وكيف يُستدرج أعداء الاسلام إلى أرض الاسلام ليُستنزفوا وتكون نهايتهم، وتكلمت في فهم الصِّراع و أسّ بنيانه وفهم الخصوم وكيف يفكرون، و أنّ على من ركب جواد الجهاد أن يتعلم قبل أن يٌعلِّم، وأن يسمع للنصح قبل أن يندم، وأن لا يأمن مكر الله قبل أن يتجرد لله في كل شيء وخاصة من هواه، وأن الصراع لا يكمن في الخنادق بقدر ما يكمن في فهم فكرة النزاع وما يُخطط لهذه الامة بفكرة فرض أجندة البيادق عليها من طواغيت بالوكالة، يستعبدونها بالنيابة، حتى تُطمس الهوية وتذوب في جاهلية المادة التي أصبحت ربا يُعبد من دون الخالق سبحانه وتعالى ..
نعم الأمور فُصِّلت اليوم في المشهد العراقي والسوري، وكُشفت وجوه كنّا نظن انها وسيمة، وفُرزت صفوف حسبناها غير منفصلة، وتباينت الرايات والأجندات، وتطايرت صحف الأمانة والخيانة، وأصبح لونان لا ثالث لهما، فأبيض وأسود، فنور وظلام، وشفافية وغموض، ولله الامر من قبل ومن بعد ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..
فالتحالفات اليوم على قدم وساق للنيل من أهل الراية الواضحة، فتحزبهم هذا إنَّما لأجل تصفية القضية، فالقضية هنا ليس بأرض او جماعة بقدر ما هي تجديد عقيدة الامة وانبعاثها من جديد، والنفخ في روحها لتعود من سبات عميق، فَلَو كان الامر أمر أرض أو خيرات لسلّم الغرب والشرق مفاتيح الحكم وطبّل وهلّل، ومدح وكبَّر، ولا لمّع وحسَّن،ولكن القضية هي فكرة وجود أحد الطرفين وزواله وهزيمته إلى أن يشاء الله.
فاليوم وبعد كشف زيف المجتمع الدولي ورفع غطاء الشعارات عنه، تراءى للعيان والمسلم خاصة همجيتهم الحضارية، وكذبهم على الانسانية، وفراغ دينهم الديمقراطية، وأنّهم قتلة مقنّنة من ورائهم منظومة دولية، لا يرقبون في مسلم إلًّا ولا ذمة، همُّهم إجبار المسلم على التبعية والاندماج في عالم الحيوانية ..
نعم تمايزت الصفوف وظهر صاحب القضية من صاحب الأجندة، فكم من فصيل ادّعى الانتصار للقضية فَلَمَّا جاء وعد صدقه أدار ظهره لدينه وظاهر الكفّار لينتصر لحزبه واعتقاده، فمثله كمثل الذباب على جيفة خنزير لا ينال منها الا نجاسة على نجاسة، ونهايته روائح كريهة يشار إليه بالأصابع و إن اغتسل بعطور الغرب الفاهرة، وإنّ صاحب القضية منصور بصدقه، مؤمن بقضائه، متوكل على رَبِّه، متجرد من حوله وقوته، مسَلَّم لقدره، موقن بنصر الله له وإن اجتمعت الانس وَالْجِنُّ على صعيد واحد عليه وعلى قضيته، فإن صاحب القضية يعلم علم اليقين أن صوته وحتى تنفسه ناهيك عن استعداداته في مرمى خصومه وأنّهم لا ينامون عن ضيم حتى ينالون منه ومن فكرته، سواء بالشيطنة أو التصفية الجسدية، ولكن هل يمكن قتل الفكرة ..!
الحمد لله الذي منّى على عباده أن كشف بالصادقين وجوه الغرب والشرق، فهذا وجه لهذا، فالقبيح بيِّن الوجه والآخر وجهه أقبح من القبيح البيّن الوجه، فما روسيا الاّ وجه امريكا القبيح، وما تعاونهم اليوم بعد عدائهم البارحة إنَّما من خطر يهدد وجودهم كفكرة وكحضارة، وما مرتزقتهم على الارض الاّ أدوات لأجندتهم وتحيّدهم عن الفكرة، فالأداة  تنجز بها المشاريع ولا يمكن ان تكون صاحبة فكرة، فالغرب والشرق اصحاب فكرة، وأهل التوحيد أصحاب فكرة وقضية، فالأول يحارب بأدوات وأجندة، والثاني يحارب بتوحيد وقضية، فالصراع اليوم بين الشرك والتوحيد، بين نظام عالمي وضعي وبين فئة تريد أن ترتقي بالإنسانية إلى وظيفتها الحقيقية وتجريدها من التبعية للإنسان على حساب رب الانسان وخالقه ..
فلا يحسب المسلم اليوم التدخل الغربي شر على المسلمين بل هو خير حتى تُسقط الاقنعة ويتبين المنافق والعميل والمظاهر، ولابد من ضريبة قاسية تُدفع، ودماء تسيل، وأرواح تزهق، حتى تعود الأمّة وتستفيق من هذا الهوان الذي عشعشت فيه وفرّخت سيلاً، وليتّخذ من الصادقين شهداء ويجازيهم على صدقهم وشرف تحمّل الأمانة ومتاعب الطريق، ولابد من التمحيص وصقلٍ للصف المقاتل حتى يُعلَم أن النّصر من عند الله وحده بعد تقديم شروط الانتصار له كلها غير منقوصة ولا مبتورة ولا مزيّفة بنوايا غير صادقة ..
إن موت الأشخاص بموت الاجساد، وإن حامل الفكرة لا يمكن أن يموت وإن ازهقت نفسه من أجلها، فالفكرة غذاء الأرواح وارث الأجيال، وقد زرعت الفكرة في روح الأمّة اليوم وانتهى أمرها، وها هي تكبر شيئا فشيئا تتقبلها الأفئدة الصادقة، فعرَّت كل جسد الأمّة وبيّنت عوارها، فبان كل خَوَّان منافق متاجر بمعتقدها، وانقسم داخل جسد الامة فسطاطين لا ثالث لهما، فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فالصادقون قلّة اليوم، وهم أصحاب مشروع نهضة وعودة إلى سيادة الامة للأمم الاخرى، والقلّة اليوم أدّت ما عليها من أمانة إيصال الفكرة، فهي متقبلة لقدرها وإن اُفنيت عن بكرة أبيها وهي تعلم ذلك وهذا طريقها لتحصين الفكرة وغرسها في أبناء الأمّة، فلم يشاهد على مرّ تاريخ الملّة إن اجتمعت قوى الكفر العالمية ومنافقي الداخل على عصبة مؤمنة كالذي عليهم اليوم هؤلاء الصادقون، فهذا والله لمن صدق القوم وما يحملون، فلا ضير والعاقبة للمتقين ..
إن التدخل الروسي والأمريكي اليوم بهذه الوحشية الجنونية لمن حقد القوم على الاسلام والمسلمين، فتركيزهم على سياسة الارض المحروقة لمن علمهم بقوة الفكرة وتقبلها من أبناء الأمّة، ومن سياسة قتل فيهم روح العيش بكرامة، فهذا من سفه القوم وعَمَى قلوبهم، فبهذه السياسات يرسخون من خلالها ولاء لله وبراءة من المشركين، وبغبائهم المستميت ينقشون الفكرة في قلوب أبناء المسلمين أن لا مفر من الغرب وسطوته إلاّ بكسر مشروعه على صخور فكرة الصادقين، وأنّ المعركة حتمية وإن أُبيد الجيل الاول من الموحدين، فاليوم تقتُلون وغداً تُقتَلون وإنّها المعادلة ولو بعد حين ..
فأبشروا اليوم أَيُّهَا الصادقون بصدقكم لأمّتكم، فلا ضير إن قُتلتم عن بكرة أبيكم أو نُفيتم إلى الصحاري والبراري، فالفكرة ترسَّخت في أبناء الأمّة وللأبد، وإن جيلكم سيُترحم عليه في دوائر الغرب وصنع القرار، وأن القادم على أهل الكفر مقارنة بجيل الفكرة لهو الجحيم المصّب على رؤوس من سخر سلاحه للفتك بالمستضعفين من المسلمين، وأن المعركة في بدايتها ومراحلها الاولى، فويل لروسيا وأمريكا من نظرة الجيل الذي رأى بأمّ عينيه وفاة أمّه وأبيه، فلا عويل حينها وإنّما قطف ما جنت يد الغرب على الأمّة، وإنّ غدا لناظره قريب ..
الســــلام عليكم ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمن أراد الاطلاع على الجزء الاول و الثاني من سلسلة مقال " سبحان الذي سخر سلاح روسيا لفتح العراق وسوريا" نرفق بهذا الجزء الثالث و الاخير رابط المقالين على التوالي بغرض افادة القارئ اكثر ..
١- سبحان الذي سخر سلاح روسيا لفتح العراق وسورية .. الجزء الاول ..
https://nouralg.blogspot.com/2015/11/blog-post_13.html
٢- سبحان الذي سخر سلاح روسيا لفتح العراق وسورية .. الجزء الثاني ..
https://nouralg.blogspot.fr/2016/03/blog-post_15.html

=======================
كتبــــــه : نورالدين الجزائري

08 ذو الحجة 1437هـ الموافق ل 10/09/2016

jeudi 8 septembre 2016

مقال بعنوان : " العمالة المجّانة " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



العمالة المجَّانة

‏تم تسريب وثيقة روسية  تعود الى عهد الاتحاد السوفياتي سابقا روسيا حاليا، توثّق عمالة محمود عباس  للمخابرات الروسية لـKGB ، تسريب هذه الوثيقة في الوقت الحالي تحديدا امر مقصود و اليدّ التي من ورائه جهة معلومة في دويلة بمنطقة الخليج ، وذلك تحقيقا  لأغراض انتخابية المراد منها إسقاط محمود عباس من الترشح لرئاسة "فلسطين" و جاء خبر المحكمة العليا اليوم في الاراضي المحتلة بتجميد الانتخابات لهذا الغرض حتى يتم فتح تحقيق في الوثيقة المسربة واتخاذ التدابير القانونية في فخص الوثيقة ومنها تبيان صحتها من عدمها وكل ذلك تحت غليان الشارع الفلسطيني .
‏فمن مدة وبعض فإسرائيل الدول ومنها الإمارات ومصر والاردن تضغط لتنحية محمود عباس للترشح للانتخابات الفلسطينية وتنادي باستبداله بمحمد دحلان وفي جوّ هذه الفوضى في المنطقة تريد تسوية سريعة تخدم مشروعها التوسعي الصهيوني بإزاحة أولا محمود عباس واستبداله بــ البُويْ (Le Boy) الوفيّ دحلان والذي تعهد لـ نتن ــ ياهو بالعمل سوية لإفراغ القضية الفلسطينية من مضمونها والتوجه نحو تحقيق تسوية على غرار الارض والمواطن الفلسطيني وذلك بتنصيب محمد دحلان كرئيس للفلسطينيين بدون انتخابات الى حين إثبات صحة الوثيقة المسربة، وتزيين صحة خلاف دحلان مع عباس حول قضايا مصيرية كبرى، وتبييض صفحته بعدما كان يوصف في زمرة الخونة لدى الفلسطينيين، وذلك تحت رعاية البلدان المذكورة وبعض الآلة الدعائية الإسرائيلية .
‏فالقضية الفلسطينية ستشهد تصفية جذرية وذلك بتعيين دحلان كرئيس لفلسطين واستبدال مشعل بهنية على رأس المكتب السياسي لحركة حماس وكل ذلك في ظل الفوضى العارمة في المنطقة العربية وفي ظل تحالفات تخدم المشروع الاحتلالي الجديد والذي يريد اخضاع الامة للأمر الواقع وإرجاعها للوراء .
وللمزيد في ما ستؤول إليه الأوضاع في فلسطين فالرجاء قراءة مقال : " دحلان .. رجل المهام القذرة وتصفية القضية " الذي ستجدونه على هذا  الرابط :  https://nouralg.blogspot.fr/2016/05/blog-post_31.html

ـــ نسخة مصورة من الوثيقة المسربة 

===========================
كتبـــه : نورالدين الجزائري
بتاريخ 6 ذو الحجة الموافق ل 08/09/2016


"الإمارات واللابريسترويكا" ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


الإمارات واللابريسترويكا ..


قلّة من له علم بالحرب الخفية ما بين الإمارات وقطر وتركيا على الساحة الدولية والعربية خاصة، فالواقع يشهد أن دولة الإمارات العربية المتحدة  تُكِّن حقدا دفينا لتركيا وقطر بسبب أجندتهما الاخوانية وبسبب عرقلة مشاريعها في المنطقة ما فضح توجهها اللاّأخلاقي في إجهاض كل ثورة عربية وإفسادها ، ولعل هذا الكره و الحقد الذي تكنه الامارات للإخوان المسلمين  وعلى كل ما هو إسلام سياسي أدى إلى تحالف الامارات مع الشيطان حيث جندت مرتزقة من أجل إفشال كل مشروع إسلامي .
 ولا يخفى علينا ذاك الدور المُوَثق الذي لعبته الإمارات في حرب غزة الاخيرة وتمويلها للجيش الصهيوني على حساب حماس الاخوانية ويضاف إليه أخيرا التحالف الإماراتي الروسي ببشار وهو خير دليل في بيان هذا الحقد على كل ما هو مخالف لا يخدم أجندتها ، كما أنه قد نُسبت الطائرة الروسية التي أسقطتها تركيا للإمارات حسب بعض الانباء و المعلومات ، حيث قيل أنها طائرة إماراتية كان يقودها طيّارين روس .
 اندلعت حرب باردة في الآونة الاخيرة ما بين تركيا والإمارات بسبب ما أسلفت " إسقاط الطائرة الروسية"  وبسبب التقارب التركي السعودي الذي لا يخدم مصالحها وخاصة مصالح إسرائيل الجيوسياسية، فالتحالف التركي القطري عرقل أخيراً مصالح الإمارات خاصة لما تدخلت قطر لفضّ نزاعٍ بين قبيلتين ليبيتين يملكان على أرضيهما أكبر مخزون للغاز في ليبيا ، ومن ضرورات المصلحة القطرية إزاحة هيمنة الإمارات من ليبيا، ولابد من تحقيق ذلك فعليا على الواقع فكان على تركيا وقطر الضرب بلين وإحداث انقلاب داخل معسكر حفتر الذي يعد الرجل القوي في ليبيا ، حفتر هو رجل الإمارات في ليبيا وهي التي قدمته بديلا عن القذافي لإجهاض الثورة الليبية وسلحته ومولته واحتضنته سياسيا في دوائر صنع القرار العالمية ، فبانقلاب الحجازي على حفتر وخلط أوراق الإمارات سنشهد في الايام المقبلة بلبلة مباشرة ما بين الإمارات وتركيا وقطر على الساحة السورية بالانتقام منهما بإيعاز روسيا ضرب فصيلَيْهِما في سورية .
 وفي الاخير اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرج المسلمين من صراعهما رابحين والعاقبة للمتقين ، وهذا والله أعلم ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة
بريسترويكا : كلمة باللغة الروسية تعني الشفافية ... وهنا في عنوان المقال اللابريسترويكا بمعنى اللاشفافية ... 

===================
كتبـــــه: نورالدين الجزائري

بتاريخ : 22/01/2016

مقال بعنوان " روسيا الوجه القبيح لأمريكا " بقلم المدون نورالدين الجزائري


روسيا الوجه القبيح لأمريكا



إن سياسة أمريكا الحريرية في بلاد الاسلام تقوم على استهداف المجاهدين المؤثرين واصطيادهم عبر جواسيس أو جند الحكومات الوظيفية التي تدعمها، فهي تسوِّق سياسة شفافة في بلادنا بتجنيب ضرب المنشآت والاحياء التي يتمركز فيها المجاهدون لإبقاء على صورتها الناعمة. فرأيناها تضرب ب F16 في وسط مدن انبار العراق وتقتل من السنة ما شاءت ولا تفرق بين مقاتل ومسالم، ورأيناها تضرب بالدرونز في اليمن ايضا .
وخشية من تقارير المنظمات الحقوقية الدولية التي تؤثر بشكل فعّال على أمريكا فيما يخص دعمها الداخلي لسياستها الخارجية سوّقت سياستين في منطقتنا حتى يقبل عملها و يجرم أو ينتقد من قبل المعارضين . فكان حظ المناطق السنية من خلال هذه السياسة ، حرب بلا هوادة، أما باقي المجتمعات ذات التنوع الديني والعرقي فسياستها معها مختلفة حسب تنوعها. و من أجل تحقيق هذه السياسة في الواقع العربي كان الاتفاق مع روسيا بمجيئها إلى منطقتنا لتتولى دورها المتمثل في إبراز الوجه القبيح لأمريكا مجسدا في وجهها .
امريكا وروسيا لهما وجه قبيح جدا يظهر لكل من عارض و يعارض سياستهما، فسياسة الاولى متأنية مدروسة، وسياسة الثانية همجية وحشية ويمكن أن نقول عبثية بامتياز، فإذا ما عرجنا الى اليمن والعراق وافغانستان نجد ان غطاء المجاهدين كان مكشوفاً للطائرات الامريكية والناتو بصفة عامة، اما في سوريا فكما يقول اَهلها " خليط مليط " بمعنى تحالفات متداخلة،  فلما اختلطت المصالح والتحالفات في سورية اوزعت امريكا لروسيا كما اتفقتا مهمة ضرب الجميع في سياسة مشتركة لنزع التنازلات وابعاد المصالح والتركيز على الدولة الاسلامية خاصة.
ولأن روسيا معروفة بهمجية حروبها وضرباتها الجوية والشيشان خير دليل، ولأن أمريكا متمكنة في  سياسة الارض المحروقة اتخذت هذه الاخيرة روسيا كيدٍ لها تفرض أجندة الغرب على كل الفصائل السورية المقاتلة والخيارات المفتوحة ، فضربات روسيا كما روج الاعلام للفصائل المتحالفة مع أمريكا وحلفائها كان لإجهاض الانتصارات على الارض والتخفيف على بشار وعدم رجوح كفة على أخرى، ولإدامة الصراع وحمل الجميع في الاخير لفرض الوصايا من جديد.
إن أمريكا وروسيا وسياساتهما في المنطقة على خط حريرٍ واحد ومتقاطعتان، فعدوهما واحد وهي الدولة الاسلامية وتمددها، وما تعزير الفصائل ببعض الضربات عليها وعلى الحاضنة الشعبية إلا لحملها على اتفاقية مقاتلة الدولة الاسلامية والعدو المشترك لهم جميعا .

هذا والله أعلم ورسوله، وصل الله عليه وسلم .

=========================
كتبـــــه: نورالدين الجزائري

بتاريخ: 09/01/2016




vendredi 2 septembre 2016

وقفة قصيرة مع حدث " مقتل زهران علوش قائد جيش الاسلام " ... بقلم نورالدين الجزائري



مقتل زهران علوش قائد حيش الاسلام 
 

إن قتل زهران علوش ما هي الا تصفية له ، تصفية مخطط لها و مبرمجة بين روسيا والسعودية حتى يتم تعيين قائدا آخر لجيش الاسلام يكون اكثر ولاءً لما يطبخ وراء الكواليس لقتال الدولة الاسلامية  ، فبالنسبة لبعض طواغيت المنطقة فإن زهران مزعج جدا لهم لما عنده من ملفات وبيانات تدينهم بشدة وحينما يتم التخلص منه و إبعاده يسهل عليهم إدماج جيش الاسلام مع جيش بشار وميلشياته لمقاتلة الدولة الاسلامية.
وكعادتهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، فبتصفية هذا المرتد "زهران" ستتضح الصفوف أكثر فأكثر وتتمايز لتدخل الشام مرحلة أخرى ما بين صفين صف ردة وصف إيمان.
فمعركة الشام اتضحت المعالم فيها، فإن الذي دخل المعركة أول إشارتها ليس كالذي يأتي في أوجِّ نارها، فاستبدال القادة بتصفية القدامى منهم امر معلوم ضرورة حتمية في مخططاتهم لتصفية القضية. ولعل-تصريح لافروف لم يأتي من فراغ أبدا ، حينما قال: " إن جيش بشار وفصائل المقاومة سيقاتلان الدولة الاسلامية " ، في اشارة تنبيه ورسائل لجميع الاطراف انه لابد من قيادة موحدة للقضاء على الدولة الاسلامية " داعش ".
كما أن مخاض ما صرح به ابن سلمان في السعودية بإنشاء جيش إسلامي موحد لقتال الدولة الاسلامية كان من مخططاته تصفية جميع قادة المسرح السوري وإدارته بقيادة موحدة، والقادم على لائحة التصفية هو الجولاني أمير جبهة النصرة والأيام بيننا .. 

هذا والله أعلم .. وصلّ اللّهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

========================
كتبه نور الدين الجزائري

بتاريخ 25/09/2015

وقفة قصيرة في دلالات آيات الله تحت عنوان" لفتة قرآنية" بقلم نورالدين الجزائري



لفتة قرآنية .. 


يقول الله تعالى في سورة الحشر:" لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى ذلك بأنهم قوم لا يعلمون."
يبيّن الله عزّ وجل أمر الكافرين ، وكيف اجتماعهم وقوتهم، وخصّ الاجتماع والقوة في أمرين، في قرى محصنة أو من وراء جدر، والقرى المحصنة كناية عن بلدانهم وحدودها التي رسموها، وكيف اجتمعوا في بلدانهم البعيدة وحققوا أسباب القوة، وكيف مزقوا بلاد الاسلام إلى دويلات يسهل التحكم فيها والعبث بأمنها وخيراتها ومقدراتها، والجدر كناية عمّا وصلوا إليه من تكنولوجية حربية، من أقمار صناعية تخدم غزوهم وقتالهم، من طائرات وسفن ومدرعات، وشتى أنواع الأسلحة المرئية المسموعة والمكتوبة .. ومن وراء جدر من تنصيب عملاء حكموا بلاد الاسلام نيابة عنهم، من رؤساء وملوك وحكام وأمراء، من وسائل إعلام تشوه حقائق الامة، من كتاب ومثقفين يكتبون بأقلام مسمومة، من أحزاب شردت وقطعت أوصال الامة، من زرع دين جديد يشرع للناس من دون الوحيين، من جمعيات ومؤسسات تتجسس عن أبناء الامة. إنهم اجتمعوا جميعا لقتال هذه الامة.
فالقرى والجدران وتحصينها من أساليب قتال العدو، فأصبحت الأساليب معلومة معروفة، وإذا عرف السبب بطل العجب . فيا أمة الاسلام شمري على سواعدك، وربك توعد لمن أخلص وصدق، أن تجمعهم هذا سيكون وبالا عليهم وخسراناً، لأن أمرهم محاربة الله ورسوله في النهاية، ومن يقوى على محاربة الله فهل له من نصير ..؟! .. أنهم حقا قوم لا يعلمون.

========================
كتبــــــه: نورالدين الجزائري
بتاريخ 30/09/2015


مقال بعنوان " سيدي تقشف قبل أن أتقشف " بقلم المدون نورالدين الجزائري


سيدي تقشف قبل أن أتقشف


قال تعالى :" أتأمرون الناس بالبرّ وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون."
إن العالم في هذه الايام يمرّ بزلزال سياسي واقتصادي عظيم، ارتِدَداته هزّت معظم العواصم العالمية، هزّ ويهز أركان وسيادة دول عظمى غربية، زلزال سياسي وعسكري، زلزال سقوط الأسهم والمؤشرات الاقتصادية، وخاصة زلزال تهاوي أسعار البترول ومشتقاته في عالمنا العربي، زلزال كارثي سيعقبه فوضى من لم يؤّمِن عقبى دار الدنيا لرعيته بسياسات غير مسؤولة ولا مدروسة كبلدنا الجزائر، الغني بالثروات المميزة المتنوعة، الفقير بالمسيّرين والمؤسسات الرشيدة .
فهذا الزلزال تُنبيء له من طرف مؤسسات مختصة ومحترمة، يؤخذ بتقاريرها في تحذير الحكومات المسؤولة عن سياسة البلدان التي تقودها، مؤسسات إنذار ودق ناقوس الخطر في السياسيات بأفرعها، مؤسسات ترتكز على دراسات مستقبلية لتقليل المفاسد وجلب المصالح، مؤسسات استشارية يلجأ إليها من نذر نفسه لخدمة رعيته بصدق وأمانة.
فالبلدان العربية اليوم بدون استثناء وخاصة المصدرة للبترول استيقظت من طول ليل كالسكران بعد سهرة بذخ وترف ومجون بلا حسيب أو رقيب أو نذير، فبدل من الاستغفار والتوبة والرجوع إلى جادة الطريق والحكم الرشيد، خرجت من السهرة مفلسة تريد أن تسترجع ما أنفقت في تلك السهرة الماجنة على حساب ظهر من ركبته طوال السنين السمان، تريد منه أن ينتهج سياسة تقشفية وكأنها رجعت لأصحاب الأموال الحقيقية المنهوبة في أيام الرخاء والاستقرار الاقتصادي قائلة لهم يا أيّها الملأ أفتوني في كل هذه الأموال وسبيل النهوض بهذا البلد حتى تكون لنا جميعا عقبى الدار . فكيف بمن أدار ظهره أيام العزّ أن يُنظر له في أيام الذلّ إلا شفقة مما اقترفت يداه من نهب وسرقة وبطش وعبث في رزق الناس، ظانا أنه بمنصبه أن المال ماله، ومفاتيح الخيرات من سياسته.
أيها الساسة سياستكم " الرشيدة " هي التي أوصلت البلاد إلى ما نحن عليه اليوم من رخاء افتراضي وخراب حقيقي، فانتظروا ما سوف يزلزل عروشكم كما زُلزل تهاوي أسعار البترول أجدر وأحنك اقتصاديات العالم، انتظروا من شباب بلا مستقبل واعد كيف سيسوؤكم عقبى الدار، انتظروا ممن أصبحت حياته كمماته لا فرق وليس عنده ما يخسره، وكل هذا من نتاجكم ومخاضكم المشوه لمعنى الحياة الكريمة للإنسان، فبهذه السياسات العفنة والغير المسؤولة تريدون من الناس دفع فاتوراتكم الكارثية، ورمي المسؤولية على الأزمة الاقتصادية العالمية، فهيهات أن تستقيم لكم سياسات مُمَررة هذه المرة، فإنه طفح الكيل وأصبح المستور أكثر شفافة ..
فإن مطالبة الناس بالتقشف يمر أولا وقبل كل شيء بمطالب مشروعة وهي أن تعيدوا ما سرقتموه وما نهبتموه من أموال الشعب، وتقدموا لهم كشف حسابات ما تملكون وأبناءكم وكل من استفاد من مناصبكم، وأن تستقيلوا جماعة ووحدانا، وأن تتعهدوا أمام الشعب بعدم العودة إلى السياسة نهائيا، وكل هذا يسبقه توبة أمام الله سبحانه وتعالى علانية تتبعها محاسبة .
فكيف إذاً تأمرون الناس بشدّ الأحزمة وأنتم بانتفاخكم لا يستقيم لكم حزاما وسروالا .. ؟! 
وأخيرا وليس آخرا فعلى المسؤولين الصادقين وهم كثر في بيئة سياسية فاسدة أن يستحدثوا وزارة جديدة تسمى بوزارة محاربة الفساد، ومنها تكون الانطلاقة نحو ما يمكن ترميمه، وأن ننتهج نهج سياسة السنين العجاف إذا أردنا أن لا تنقلب علينا الأجيال القادمة وتلعنا كما لُعن إبليس بسبب الفساد والإفساد ..

========================
كتبـــــــه:  نور الدين الجزائري
بتاريخ 20 / 01/ 016