Rechercher dans ce blog

dimanche 28 février 2016

مدارسنا و مدارسهم ، أين الخلل ؟ .... المدون نورالدين الجزائري

مدارسنا ومدارسهم .. أين الخلل..!

الدارس للتاريخ الجزائري وللمعالم والمنارة العلمية خاصة في العاصمة " اكسيوم "، يجد انّ كان هناك على ارض ساحة الشهداء بالعاصمة قصراً يشبه الى حد بعيد بقصر الحمراء الذي هو بالأندلس، وبه معلما علميا وجامعات من العلوم في شتى الميادين وخاصة منها دور لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم لأبناء المسلمين بالعاصمة، ولما دخلت فرنسا الجزائر في عام 1830م، عمدت الى هدم كل المساجد في طريقها الى قلب " اكسيوم "، وكان اول ما فعلته عند حط رحالها في العاصمة نسف هذا المعلم العلمي للمسلمين عمدا لخطورته وقتل كل العلماء والمشايخ وطلبة العلم فيه.
فلقد اعتنى الأوائل منذ فجر النبوة بالعلم والحث على طلبه وتعلمه، وفي ذلك آيات واحاديث كثيرة، فبالعلم يكرم الانسان ويُصان، وبخلافه يهان ولا تراعى حقوقه، بالعلم يتقدم الانسان ويزدهر، وبالجهل يتأخر الانسان ويندحر ويتبخر.
فالإسلام حثّ على العلم وسخر له الاولويات في الماديات، وذلك مما جاء به الوحي من الاعتناء بالعلم والقراءة والكتابة " اقرأ "، ففي بعض الأحاديث ان كل ما في الدنيا ملعون الا ذكر الله ولا يكون الا بالعلم، وعالم ومتعلم لأنهما الوصيين عليه، فكانت أول وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم حفظ كتاب الله، وبمعنى حفظه وتدارسه والعمل به، وكان صلى الله عليه وسلم يرغّب في سنته والاقتداء بها لأنه كان وحيٌ يوحى، وكما كان جِبْرِيل يداويه القران كان أيضا يدارسه السنة وفي ذلك أحاديث مثيرة في هذا الباب.
إنّ الدارس للتاريخ الاسلامي ومنه خاصة للعصر الذهبي في الأندلس يدرك مدى كان اهتمام المسلمين بالعلم والحثّ عليه وتعلم شتى العلوم النافعة للإنسان، ففتحت الكتاتيب ودور العلم والجامعات، والمدارس والمعاهد والمكتبات، فازدهر القوم في شتى العلوم حتى اصبح من في اوروبا والعالم بأسره يأتي الى الأندلس ويتعلم العلوم وخاصة اللغة العربية التي كانت سر تلك الحضارة العلمية الهائلة، والتفوق المرموق والناصع التي كانت عليه الأندلس بالنسبة لباقي اوروبا.
انّ الغرب لا ينكر فضل الاسلام على ما هم عليه اليوم من تقدم وازدهار، بل انصفوا الحضارة الاسلامية في العموم الا بعض الحاقدين أداروا ظهورهم لذلك، ولكن جحودهم لا يسمن ولا يغني من جهل، فيكفي المسلمين أن دينهم دين اقرأ فهل أدركوا وتداركوا ما هم عليه اليوم من تخلف ؟ هل تخلفهم بفعل فاعل أو من أنفسهم ؟ لاشك أن الامر خفي ولنبين ذلك ومن مكر ودسيسة هؤلاء الحاقدون على الحضارة الاسلامية.
جاء في كتاب "الاسلام الثوري " لـ gason ، ما يُبين كيفية منع المسلمين من تعلم المصدر الاول من العلوم وهو كتاب الله عزّ وجل، فيقول :" إنّ الإنجليز والفرنسيين عندما انهارت دولة الخلافة وورثوها كمحتلين قاموا مشتركين بعمل دراسة عن سبب قوة الإنسان أو الفرد المسلم والتي أدت هذه القوة الجبارة إلى أن المسلمين غزوا العالم من المحيط الأطلنطي إلى فيينا وضواحي باريس إلى الهند وأدغال أفريقيا " .
فوجدوا أن الطفل المسلم من عمر 3 سنوات إلى 6 سنوات يذهب إلى الكتاب ويحفظ القرآن وبعد أن يحفظ القرآن من 6 الى7 سنوات يدرس ألفية ابن مالك وهي 1000 بيت شعر والتي بها كل قواعد اللغة العربية الفصحى.
فالطفل المسلم وعمره 7 سنوات ومحصلته اللغوية طفل غير عادي بالنسبة للطفل الغربي بل هو طفل سوبر جبار العقل والذكاء حيث أن عدد كلمات القرآن حسب تفسير ابن كثير هي سبعة وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون حرفا .
فخلص الإنجليز والفرنسيين من هذه الدراسة المشتركة أن سبب قوة الفرد المسلم الجبارة هي القرآن وكتاتيب تحفيظ القرآن .فقامت فرنسا بإلغاء الكتاتيب في أفريقيا وجميع المدارس التي تحت سيطرتها مثل لبنان وسوريا، وإن بقى بعض الكتاتيب في سوريا قاومت به المحتل لمدارسها.
أما الإنجليز فقالوا شيء مختلف وهو أن المصريين هم من اخترعوا الدين من قبل الميلاد، وإن قلنا لهم أننا سنلغي الكتاب وتحفيظ القرآن فلن نستطيع الوقوف أمامهم وبالتالي سنقوم بالقضاء على القرآن بسوء السمعة فقاموا بعمل مدارس أجنبية لأولاد الأغنياء لكن لن يتم فيه تدريس المنهج الإنجليزي بل يجب أن يكون أضعف بكثير لتكون لغة الأسياد للأسياد فقط وحتى لا يستطيع الطفل العربي التوغل في العلوم والمعرفة بسبب ضعف تحصيله للغة بريطانيا والغرب وبعد ذلك أنشأوا المدارس الحديثة وكان عمر الطفل بها من 6 سنوات وبالتالي ضاعت من الطفل أهم فترة تحصيل في حياته وهي من تاريخ ولادته إلى 7 سنوات تقريبا، وبالتالي نجح الإنجليز في ضياع فترة تحصيل الطفل العربي اللغوية وعندما يذهب الطفل للمدرسة في عمر 6 سنوات سيجد كلمات باللغة العربية الفصحي وهذا غير ما تعلمه في البيت من كلمات عامية مختلفة تماما عن المدرسة، فيجد الطفل نفسه واللغة العربية بالنسبة له عبارة عن لغة غريبة عليه وصعبة التحصيل ويبدأ مرحلة بغض لغته من الصغر. وبالتالي لن يتحدث اللغة العربية بطلاقة وضاعت منه أكثر من 77000 كلمة لغوية في عمر مبكر جدا.
فأعداء الله تنبهوا لخطورة كتاب الله عز وجل وما فيه من العلوم المبدئية للناشئين من ابناء الاسلام، فالطفل المسلم بحفظه لكتاب الله يكون قد تحصل على شفرة مفاتيح كل العلوم الدنيوية ناهيك عن الدينية من الفقه والحديث والتفسير، ومنها قد يزرع في قلبه ويُنقش في عقله مالم يستوعبه الطفل الغربي أو غير المسلم من محاسن ما تحصل علبه من وفرة الحروف والكلمات على أبناء الانسانية الاخرين.
يقول المؤرخ أبن خلدون رحمه الله تعالى في مقدمته :" وأما أهل الأندلس فمذهبهم تعليم القرآن والكتابة، وجعلوه أصلًا في التعليم، فلا يقتصرون لذلك عليه فقط، بل يخلطون في تعليمهم الولدان رواية الشعر، والترسل، وأخذهم بقوانين العربية وحفظها، وتجربة الخط والكتابة ...  إلى أن يخرج الولد من عمر البلوغ إلى الشبيبة وقد شد بعض الشيء في العربية والشعر وأبصر بهما، وبرز في الخط والكتاب، وتعلق بأذيال العلم على الجملة"..
فإن صلاح الرعية بصلاح الراعي وصلاح الراعي بصلاح العالم، والعالم اليوم والشيخ في مفترق الطريق لإرجاع الامة الى ما كانت عليه من سبق في كل العلوم، وقد كان في الأندلس من ولاة الامور من كان عالما مجتهدا، من كان يحث على علم القرآن وعلومه، ولم يأخذ من زبالة الغرب آنذاك مثقال قطمير من علم، بل ترجموا من كتب اليونانيين ما كان نافعاً لحضارتهم، ومنعوا من الكتب ما كان قد يفسدوا عليهم مناهجهم..
فاليوم وبعد تبييض الاستعمار لأفراخه الفرنجة بألسن عربية، نرى قد نصبوا لنا في بلداننا من الجامعات والمعاهد العلمية من زبالة الغرب من السموم العلمية، فلا تكاد تجد فيها من العلوم ما يساوي درجة علمهم ومستواهم الدراسي في بلدانهم الأصلية، فلقد فرّخت لنا هذه الجامعات والمدارس الأجنبية عربا بلسان إفرنجي، عربا باعتقاد غير إسلامي، زرعٌ اُنبت بماء خبيث السقية، شجره التبعية، وثماره الإلحاد والتغريب، يتسابقون إليها كل من أراد أن يدير ظهره لدين الله وللعلم الصحيح الذي أنزل من لدن حكيم عليم ..
فلا غرابة اليوم من تدني العلم في بلاد الاسلام شرقاً وغرباً، فالاستعمار آخذ بناصية العلم في بلادنا، فالعلم مسجون كسجن العقيدة، فإن عادت العقيدة عاد معها العلم، فعلى الامة اليوم مسؤولية طرد العدو من العقول، وإن ترجع الى ما كانت عليه من فهم الكتاب والعلوم، وأن مصدر كل علم كتاب الله المبين الذي هو بين أيدي المسلمين فقليل من وعى وقليل منّا الراشدون ..

الســــــــــلام عليكم ..

=========================
كتبه : نورالدين الجزائري

19جمادى الاولى 1437هـ الموافق ل 28/02/2016

vendredi 26 février 2016

إبن ايران المدلل " حزب الاّت من النشاة الى اللعبة " .... للمدون نور الدين الجزائري




إبـن إيـران المدلل
" حـزب اللَّات من النشـأة الى اللعبة "
ـــ عمليـة شخـم زدن زميـن(1ـــ  .....




يقول أحدهم :" كم من طغاة على مدار التاريخ ظنوا في أنفسهم مقدرةً على مجاراة الكون في سننه أو مصارعته في ثوابته، فصنعوا بذلك أفخاخهم بأفعالهم، وكانت نهايتهم الحتمية هي الدليل الكافي على بلاهتهم وسوء صنيعهم. "  
حزب الله .. كيف لحزبٍ شيعي أن يقتبس من القرآن اسمًا لتأسيسه، كيف لحزبٍ أن يختار عنوانا لسياسته من كتاب ألد خصومه، كيف لحزبٍ أن ينتهج تقية خدعَ بها خصومه، دهاءٌ تغلغل في ثوب الامة يوم أن أسقطت عمامتها البيضاء واستبدلت بعمامة سوداء، سوداء كسواد قلوب من خطط لتدنيس بياض الملّة الناصع، سوادُ ذلك السمّ الذي دُسَّ في أحشاء الامة، خنجر في ظهرها كخنجر أبي لؤلؤة عليه لعائن الله تترى الذي طعن به من فرّق الله به الحق والباطل، وكان ما كان من قلاقل وويلات في صف الامة، وكأنهم أرادوا للإسلام أن يُنخر من الداخل بزرعهم لهذه النبتة الخبيثة، نبتة إظهار الاسلام وإبطان الكفر، ومن حينها والامة تنزف من الداخل إلى يومنا المشهود.
حزب الله .. ذلك الحزب المسلح الذي سحر أعين المسلمين برُكوبِه ذروة سنام الاسلام، ذلك الحزب الذي لُمِّع عنوة بتبنيه قضية فلسطين، فلسطين بعدما تخلى عنها أهلها سقطت قضيتها بأيدي من تاجر بها وباعها على طاولات الغرب الصهيو-صليبي لخدمة مشروعه النهضوي، فلسطين التي أضحت حصان طروادة للتغلغل الباطني في جسد الامة، فمـــن هـــو " حزب الله" أصلا ؟ ...
بعد هزيمة العرب في أواخر الستينات من القرن الماضي في حربهم مع اسرائيل، شهدت فلسطين نزوحا من منظمة تحرير فلسطين إلى الاراضي اللبنانية، وسكنوا الجنوب اللبناني المحايد للصهاينة، واعتُبر بعض رؤوس الطوائف في لبنان ذلك خطرا على التركيبة السكانية الهشة فيه، وخطرا على أمنهم القومي وعمقهم الاستراتيجي من عدو إسرائيلي يتربص بهم البلاد، فكان لابد من طرد الفلسطينيين بتفاهم لبناني إسرائيلي يتم بموجبه ضبط الحدود بين البلدين، وَمِمَّا أدى الى تفاهمات سرية بين بعض رؤوس الطوائف الحاكمة في لبنان وإسرائيل، ومنها موسى الصدر الإيراني الموْلِد أب عن جد والمؤسس الاول لحركة أمل الشيعية التي ادَّعت الوطنية في أول ظهورها ثم ما لبثت أن أسقطت قناعها الطائفي الشيعي المدعوم إيرانيا، وأصبحت حركة أمل النواة لما يسمى حزب الله اللبناني اليوم.
أسس موسى الصدر الإيراني الأصل حركة أمل والذي تجنّس لبنانيا لخدمة المشروع الخميني، و أوكل إليه الخميني مهمة تصدير الثورة الاسلامية في بلاد لبنان، والجدير بالذكر إن موسى الصدر هو تلميذ الخميني وتربطه به علاقات مصاهرة وزواج، وكان أول من هاجم منظمة التحرير الفلسطينية كما نقلت ذلك وكالة الأنباء الفرنسية بتاريخ 12/8/1976م، والذي اتهم المنظمة بأنها تعمل على قلب النظم العربية في لبنان والأردن ومصر وتونس، وحرّض الأنظمة العربية على المنظمة باعتبارها خطر على وجدانها، وكان ذلك مأساة على مأساة للفلسطينيين.
كما ان موسى الصدر أول من طالب بقوات طوارئ دولية تتمركز في الجنوب اللبناني، وزعم أن لبنان في هدنة مع اسرائيل، وأن الفلسطينيين سيخرقونها في كل فرصة.
ومن منّا لا يذكر مجزرة صبرا وشاتيلا، وكان ذلك في أول ليلة من شهر رمضان المبارك في 20/5/1985م، حيث اقتحمت حركة أمل الشيعية مخيمات الفلسطينيين، فذبحت وقتلت بدم بارد آلاف الفلسطينيين من نساء وأطفال وشيوخ، بحجة تشكيلهم تهديدا رئيسيا لأمن المجتمع الشيعي آنذاك وحتى لا يُعطى لإسرائيل ذريعة التدخل المباشر في لبنان، وليُستكمل مشروع تصدير الثورة، ومنها العمل في السرية لتقويض المجتمع اللبناني وتقديمه على طبق من فضة لملالي طهران .
 يقول "حيدر الدايخ " وهو أحد زعماء حزب أمل في مقابلة صحفية أجرتها مجلة الأسبوع معه:" كنّا نحمل السلاح في وجه إسرائيل ولكنها فتحت ذراعيها لنا، وأخبّت مساعدتنا، لقد ساعدتنا إسرائيل على اقتلاع الارهاب الفلسطيني الوهابي من الجنوب" ، ويقول "صبحي الطفيلي" أيضا الأمين العام الأسبق لحزب الله والذي أُطيح به في لقاء له مع مجلة الشرق الأوسط : " وبعد دخول الجيش الاسرائيلي إلى لبنان وقضائه على الفصائل الفلسطينية بمشاركة شيعية، قام الشيعة في جنوب لبنان باستقبال الجنود الاسرائليين الصهاينة بالورود والرز" . فليعلم كل منّا ما كانت عليك بنية حركة أمل من حقد على العرب والسنة، وكل ما كان يعوق برنامجهم النهضوي، وأنهم كانوا ولا يزالون متحالفين مع كل شيطان مارد من أجل هدفهم، وأن كل ما قيل عن القضية الفلسطينية من هؤلاء فانظروا بدايتهم، وما كانت بنيتهم في ذلك.
وبعد احتراق ورقة حركة أمل الشيعية وتلطيخ أهدافها بدم الفلسطينيين وبعض القضايا الداخلية للبنان، ظهر حزب الله، وهو تنظيم سياسي شيعي مسلح بلباس وأهداف سياسية أخرى، خرج هذا الحزب من طبخة استراتيجية سرية جدا ما بين طهران وتل ابيب، بموجبها تَبني القضية الفلسطينية وجعلها القضية الام في الصراع الاسلامي الاسرائيلي، ومنها تصدر إيران المواجهة للمشروع الصهيوني بالمنطقة، وأن يستبدل الجهاد السني بالمقاومة الشعبية، أن تُستبدل الاستراتيجية لمواجهة الصهاينة بالاستراتيجية الإيراني ومحورها الممانع المقاوم، وأن تُزاح بموجبه كل البلدان العربية من الصراع الصهيوني العربي .
وكان من أهمّ أهداف تأسيس حزب الله إخماد الصراع العربي الصهيوني واستبداله بمقاومة مسلحة على المقياس والقياس، تنوء عن فكرة محاربة اسرائيل عن طريق جيوش نظامية بعدما اُلحق بها أول هزيمة في تاريخها من طرف جيش مصر النظامي، مما جعل اسرائيل تحصر الصراع بذكاء وبعد تفاهمات مع ايران في ميلشية تحمل همّ القضية الفلسطينية وجعل شعوب المنطقة تهتف بها بعد إعطاءها بعض الانتصارات من هنا وهناك، وحتى توهم الشعوب العربية أن البديل قام باسم الدين، وأن القضية الفلسطينية جُعلت أخيراً في طريقها الصحيح، وأنها أصبحت قضية إسلامية يتبناها فصيلا مقاوما لعدو الامة الاول والأخير.
فرح العرب والمسلمون بهذا الفصيل ذو النشأة الحديثة ببرنامجه وخاصة تبنيه القضية الفلسطينية، وكانت الشعوب تواقة للجهاد الحقيقي ضد الصهاينة، فالحدود مغلقة بيد من حديد ونار من طرف الجيوش العربية بموجب هدنة واتفاقيات أممية، فكان الفصيل الوحيد المقاوم على الساحة الإقليمية اليهود، فاستطاع هذا الحزب الماكر التغلغل في أحشاء الامة ودغدغة مشاعرها باسم المقاومة، وجعل من أهدافه تلميع صورته وتبنيه كفكرة رئيسية للمقاومة نموذجا يُحتذى به للتصدي للعدوان الاسرائيلي، ونجح هذ الحزب في تغلغله حتى تبنته الأوساط الشعبية في جميع أقطار الدول العربية ، تعاقب على حزب الله منذ تأسيسه ثلاث أمناء له، كان أولهم صبحي الطفيلي والذي حكم الحزب لعامين ثم أُجبر على الاستقالة، ثم تولى منصب الأمين العام له عباس الموسوي لمدة تسعة أشهر واغتالته إسرائيل بعلم ايران لما أراد خلط أوراق اللعبة، ثم جاء بعده حسن نصر الله والذي يزال يشغل المنصب أمينا له من 1992م الى يومنا هذا.
وجاء نصر اللَّات، ذلك الابن المدل والجندي المخلص لخامنئي، والتلميذ النجيب لملالي قُم، والذي ترعرع ودرس في حوزاتها، أوكل اليه أمر قيادة استراتيجية ايران المباشرة مع اليهود، خلط أوراق اللعبة في المنطقة وابقاء القضية الفلسطينية في أيدي طهران وتل ابيب و إخماد والقضاء على كل فصيل يتبنى بدوره القضية، وحصرها باسمه بلا منازع.
 عمدت اسرائيل في بداية الألفية الخروج من الجنوب اللبناني وتبني حزب الله لذلك الخروج زعمه تحت ضربات المقاومة، فاستلم حزب الله عِوَض الجيش اللبناني الشريط الحدودي مع اسرائيل، وكان من مهامه وبعد تفاهمات كلفت اسرائيل أمولا طائلة بأن لا تبقي على سني واحد في الجنوب اللبناني، فقام حزب الله بعملية تطهيرية طائفية واستبدال سكان جنوب لبنان بعوائل شيعية وتهجير السنة اللبنانيين إلى ضواحي بيروت وشمال طرابلس، حتى يتسنى لها تطبيق التفاهم الإيراني الاسرائيلي بحماية اليهود مقابل امتيازات في المنطقة .
بدأ نجم حزب اللَّات يسطع بعد مهاجمة القاعدة للولايات المتحدة الامريكية في 2001م وضربها لبرجي التجارة العالمية، فحينها شنّعت وسائل إعلام محلية ودولية عن القاعدة ونفت صفة الاسلام عن ابن لادن واتباعه، و أن الاسلام بريء من هذه الاعمال " الإرهابية"، فاستغلت إيران الحدث باستثمار الامر إعلاميا لحزب الله اللبناني، وأنه المقاوم الشريف الذي يهتم بقضايا الامة وعلى رأسها فلسطين، و أن مقاومته بيّنة واضحة والعدو كذلك، وأن هذا هو النموذج المحتذى به في عصرنا الحالي، ولقد رأينا بني قومي وكيف هللوا لهذا الأفاك الكذاّب الأشر، وكيف نصبوه سيداً على الامة وألبسوه وَقَارا ً وتاجاً على رأسها، ورأينا بعض الكتاب والمثقفين المحسوبين عن قضايا الامة وكيف شهروا به في مقالاتهم وجرائدهم وأنه السيد بلا منازع في مقاومته للصهاينة .
 وجاءت حرب تموز 2006م وكشفت حزب اللَّات على حقيقته، وكيف تلاعب بمقاومته المزعومة، حيث كانت مقاومته تسيطر على الشريط الحدودي مع الصهاينة، وكانت حينها قوى سنية في نشأتها الجهادية كالقاعدة وجيش الاسلام المحسوب على أهل السنة في لبنان تطفوا ظاهرة في الجنوب اللبناني، فاتفق الصهاينة وحزب اللَّات بافتعال حربٍ بينهما لإبعاد المارد السني من اتخاذ الجنوب اللبناني كقاعدة انطلاق لإحياء الجهاد ضد اليهود .
فحزب اللَّات قبل حرب تموز كان على الشريط الحدودي مع الصهاينة وبعد الحرب وبموجب قرار أممي رقم 1701، تراجع 13 كم داخل الاراضي اللبنانية إلى نهر اللّيطاني، وحل في الشريط الحدودي ببن لبنان وإسرائيل جنود الامم المتحدة بما يسمى القبعات الزرق، وكان بذلك التفاهم إبعاد كل المنظمات والجماعات الجهادية من الشريط الحدودي بين البلدين ، انكشفت اللعبة حينها وأكد ذلك حرب غزة قبل الاخيرة في 2008 وكيف أبادت إسرائيل أهلنا في غزة ولم يتحرك عدو الله نصر اللَّات ولا صاروخا نحو إسرائيل ، وكان قبلها عند انتهاء مسرحيته مع الصهاينة في لبنان في 2006م أن صواريخه ستطال حيفة وأبعد من حيفة.
 وجاءت ثورة سورية المباركة وانكشف مرة أخرى هذا الحزب الملعون والذي تأسس لخداع أهل السنة فقط، وكشف عن وجهه القبيح، وجه الطائفية المقيتة، فرأى المسلمون كيفية كان دفاعه عن السفّاح بشار وكيف أوغل بعدده وعدته للنيل من دماء السنة بحجة الدفاع عن المقدسات من النواصب ويزيد بن معاوية، وتمثل العارفون حينها وانكشف غطاء هذا الخبيث والابن المدلل لخامنئي، وسقطت ورقته نهائيا، وما ربك بغافل عمّا يعمل ويمكر الظالمون .
 وصدق الشاعر حين قال:   " سوف ترى إذا انكشف الغبار ... أفرس تحتـــك أم حمار"
فانكشف غطاء هذا الحزب اللعين وتبين أنه حمار لبني صهيون يخدم أجندتهم في المنطقة، أجندة صرف الامة عن ركوب جهادها الحقيقي والنابع من الكتاب والسنة وأثر السلف، فربك سبحانه وتعالى كما أبدل لنا أعيادا جاهلية بأعياد إسلامية، كذلك اليوم عيد، فابدلنا جهادا مزيفا بجهاد صحيح على الكتاب والسنة، وأرجع الامة إلى طريقها الصحيح وكشف عنها الغمّة بعد أن كادت تتوه في أحضان الباطنية، فاللهم احفظ المسلمين من شر هؤلاء القوم.
و الســـــــــــلام عليكم ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ  عملية"  شخم زدن زمين " وتعني بالعربية " حرث الأرض "


==========================
كتبه : نورالدين الجزائري

17جمادى الاولى 1437هـ الموافق ل 26/022016





dimanche 21 février 2016

يا بنيّ اركب معنا ... المدون نور الدين الجزائري


يا بنيّ اركب معنا ...


يراودني ذلك الشعور كثيرا، شعور التيه، الحيرة في كل ما يدور حولنا من احداث، ولما تكالبت أمم الكفر من الداخل والخارج على ملتنا، الذهول لما أصبح دم المسلم وكأنه ماء يُراق بلا أدنى سبب أو إذن يُساق، نعم وكل هذا من عند أنفسنا .
" وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم" ، سقطنا في وحل الفتن لابتعادنا عن منهج ربنا، عن طريق معلمنا، عن سبل من فهم ما أُريد منه من ذلك الجيل الفريد الذي تربى على عين الله ولسان رسوله صلى الله عليه وسلم؛ سقطنا في فتن لا يعلم خطورتها إلا من عُصم، إنّها فتن سوداء صماء كقطع الليل، فتن طوقتنا واُحيطت بِنَا في كل الاتجاهات والجوانب، فتن مزقت المسلمين إلى جماعات وأحزاب ورايات، فتن أشربها كل قلب وتقبلها بإشراف وحبٍ وإقبال وخوض فيها، فتن بيّنت معادن الرجال من صدق، ومن كذب، ومن نافق، ومن تزندق، فتن أزاحت أناس كنّا نعدهم من الاخيار وأهل مشورة في الديار، واتضح أنهم إلا أصحاب مكر لدين الله وفسح في دور الأجير المارق وفي الفنادق، فتن أصبح الحليم فيها حيران، وشابَ من هولها الولدان، فما بال من لم يعصمه الله ومن لم يرى في أثر من سلف مخرجاً لكل ما هو تلف . نعم كان الجيل الاول ممن عصمهم الله بعد صدقهم يسأل، منهم من كان يبحث عن الخير فيعمل به، ومنهم من كان يتحاشى الشر وينأ عنه، نعم كانوا يسألون الوحي، حتى قال صلى الله عليه وسلم :" ستكون فتنة، قالوا وما نصنع يا رسول الله ؟ قال : ترجعون إلى أمركم الاول "ـــ أنظر قال ترجعون إلى أمركم الاول ـــ  فما هو الامر الاول يا رسول الله : " ترجعون إذا اشتبهت عليكم الأمور إلى ماكنت عليه أنا وأصحابي من خيرٍ وهديٍ وعقيدة " .
إنّ هذا التيه والضياع الذي نحن عليه اليوم، وذلك الضعف الذي نخر جسد الامة اليوم لمن جهل العقيدة ومعرفة الله عز وجل حق المعرفة وماذا أُريد بِنَا على هذه المعمورة، والرسالة التي أوكلت إلينا من خالق وفالق الحب والنوى، فهل أدركنا خطورة ما نحن عليه من جهل وطبقناه على ما عَلِمَهُ الصحب الاول، هل رأينا ووقفنا على هزائمنا والذلّ الذي تزوجنا وردينا ذلك وقارناه على ما كان عليه الجيل الاول من نصر وتمكين وسيادة، هل وقفنا يوما بصدق مع أنفسنا ووزنا ما فهمه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من عقيدة، عقيدة الواحد منهم بكل ما نعتقده اليوم وزيادة، أين الخلل سبحان الله، أين الخلل يا عباد الله !.
يقول أبا ذَرّ رضي الله عنه :" لم يدع لي الحق صاحباً إلا وعاداني .."، والحق أحق أن يتبع وإن خاصمنا من أجله الوالدين والزوج والأبناء والعشيرة والصاحب وكل ذي سلطان علينا مالم يلتزم به ويدور حوله ويأمر به ولا مداهنة بإذن الله فيه.
إنّ أول من دعا إلى الحق أُولوا العزم من الرسل، نوحاً عليه السلام، حيث مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، يدعوا الله في قومه شامخا كالجبل الأشم، دعوته كانت توحيدا خالصا، وتعليما لقومه وحدانية الله عزّ وجل و أن لا يُعبد مع الله إلها آخراً مخافة على قومه من عذاب عظيم، ويحذرهم من جريمة شنعاء وهي الشرك بالله وأنه ظلم عظيم، وأن الإشراك بالله سبب خراب الامم وزوالها ولا مبالاة، والاستجابة لله فيها كل خير وفلاح وصلاح ومغفرة من رب كريم وفي الآخرة مغفرة وجنة من رب رحيم، فما كان من قوم نوح عليه السلام إلا الاعراض عن مغزى البعث وكان هلاكهم وشيك إلا نَفَر، عصمهم الله، وكان ذلك اليوم العظيم الهول لا عاصم فيه من أمر الله إلا من رحم، فلم يؤمن معه إلا قليل، كانوا ثلاثة عشر فردا معهم نوح، فبعدما أمره ربه بصنع الفلك ورأى إبنه يغرق وامرأته من قبل تعرض، نجاه الله ومن معه من القوم الكافرين، فكان عاقبة صبرهم نصرا إلى يوم القيامة، وتوحيدهم لبنة لكل الرسل واتباعهم من بعدهم درسا ورسالة، وأن أمانة الدين تأخذ بقوة ويُدافع عنها بشراسة، وأن الله يرى من ينصره بالغيب وكفى بالله هادياً ونصيرا .
نعم آمن معه إلا قليل، أهلك الله كل من كان على الارض في ذلك الوقت إلا نوحا ومن معه، استجاب لدعوته حيث قال :" إنك أن تذرهم يضلوا عبادك ولا يَلِدُوا إلا فاجرا كفارا "، وحرصا من الله عزّ وجل في حماية دينه والتوحيد الذي فهمه نوح و أفهمه قومه.
فإن أولي العزم من الرسل، نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين جاءوا بالتوحيد الخالص، توحيد واحد من مشكلة واحدة ومن نور واحد، ينصرون وينتصرون لمنهج واحد .
ويتكرر المشهد في بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فمكث في مكة ثلاثة عشر سنة يدعو قومه الى ذلك النور الاول الذي جاء به نوح عيه السلام، أن اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، فما كان من قومه إلا الاستهزاء والازدراء وإخراجه وقومه من مكة الى المدينة، فكان ممن هاجر معه نَفَر لا يزيدون عن 150 موحداً 9 نساء حسب السيرة، فكانوا اللبنة التي أُسس عليها الاسلام، فبعدما كانوا حفاة عراة خائفين في شعاب مكة ووديانها وجبالها، انقلبوا بوعد الله وحفظه إلى سادة الامم والدنيا وسادتها، داسوا بتوحيدهم على الشرك وأهله، وعلى الشيطان وجنده، حتى رفعت راية الاسلام عالية خفاقة، ودنست بالإقدام راية الشرك ولا قداسة، فما كان من العصبة المؤمنة التي خرجت من صدر النبوة إلا أن تعبد الله مطمئنة بعدما كانت خائفة مترقبة، فاُنجز وعد الله حق الإنجاز، وتحقق فيهم قول الله عزوجل " إن تنصروا الله ينصركم " ، فنصروه بالتوحيد الخالص، وركّعوا لأجله أمم الروم وفارس، وقضوا على المنافقين بسيف مسلول حتى يُعبد الله وحده ولا يشرك به أحد سبحانه .
 فإن الامة كما قلنا ورددنا لا ولن تموت، تضعف وتذهب ريحها لكن لن ترجع وتعود، والدارس لتاريخ الامة يرى لما قُويت ولما ضَعُفت العصابة المؤمنة ولما كادت أن تزول، وكان كل ذلك أن الامة إذا حققت التوحيد الخالص الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والذي فهمه الصحابة رضي الله عنهم والتابعين، كان لهم النصر والعزة والتمكين، وإن تخلوا على فهم الاول من أسّ الدين وقوامه كانوا لقمة سائغة سهلة الابتلاع، ولنا في طوائف الأندلس لخير خبر وأجلى صدق، بالرغم من فهمهم للتوحيد على ما نحن عليه اليوم من شرك القبور والقصور، والموالاة لأعداء الملك والدين من مشركين وكفار وملحدين، فلن تقوم لنا قائمة بهذا الفهم السقيم .
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ومن الصالحات الباقيات ان الله عزّ وجل يبعث عصابة مؤمنة على حين غفلة وتشرذم للأمة من تنفخ فيها روح الاسلام، روح التوحيد الذي أرسلت به الرسل لتمكن في الارض ويعبد الله حق العبادة، الذي به تنتصر الامة، وأن لا يهلكها مهما تداعت عليها أمم الكفر والملة، وأن لا يهلك سبحانه وتعالى من عبده حق العبادة وحقق في نفسه وما حوله حق التوحيد وزيادة، و أنه من أتى بالتوحيد الذي كان عليه سادتنا من النبيين والصحب الكرام، فحتما نكون ممن كان على ظهر سفينة نوح عليه السلام لما اهلك الارض ومن عليها ولم يبقي فاجراً كفاراً، فهلاّ ركبنا السفينة آمنين قائلين بِسْم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم.
السلام عليكم ..

=================

كتبه : نورالدين الجزائري

12جمادى الأولي 2437هـ الموافق ل 21/02/2016 




vendredi 19 février 2016

مقال بعنوان "يخربون بيوتهم بأيدبهم"... بقلم المدون نورالدين الجزائري


يخربون بيوتهم بأيدبهم


عندما تخوض روسيا حربها في سورية باسم الحرب المقدسة، وعندما تقول إيران وحزب الشيطان أنهما تخوضان حربهما باسم الاداء الجهادي لحماية العتبات المقدسة، وعندما تقول فرنسا أن حربها في العراق وسورية لحماية عمقها الاستراتيجي وكذلك بريطانيا، وعندما تقول أمريكا أن حربها مع الاسلام المتشدد هو بمثابة بقاء قيّمها وبقاء هيمنتها وأن إقامة أيّ إمارة أو خلافة للمسلمين يُعد بمثابة زوالها ونهاية عهدها ولإمبراطورتيها .. وعندما تجد في المقابل من أضاع بوصلة هدفه وعُميَ عن رؤية ما يجري حوله، والحرب في عقر داره لا يدري لمن تُوجه بندقيته، فاعلم أن القوم عليهم دائرة السوء، وأن أمرهم في مهب الريح، فالعجب كل العجب أن لا ترى منهم إلا التناقضات والسلبيات، فبعد أن بال الغرب والشرق في بلاد الاسلام تراهم يتسابقون على فتوى البول أهو من شراب حلال أو نجس، وتناسوا أن الأصل نجس وأن حتى من قام بالفعل نجس، والمشركين نجس، فالنجاسة لا يطهرها إلا التراب ثم الماء، فوَيْحَى قومي فإنهم أهل جاهلية أولى ...
نعم تحالفوا، وأخيراً تحالفوا، لكن على من هذا التحالف ! هل على روسيا التي دخلت بكل الوسائل فتكاً وهي تصول وتجول بطائراتها وحممها على المدنيين من النساء والشيوخ والولدان! أم على الروافض الذين هم أصل كل فتنة وبلية وإن كل سيف سُلّ في الاسلام على أهل السنة إلا كان من جهتهم ! أم على أمريكا التي تقتل في كل بلاد الاسلام بأي أدنى رادع أو تنديد ورأينا جنودها وهم يتلذذون في قتل المسلمين ! أم على فرنسا التي تقتل في النيجر ومالي وإفريقيا الوسطى وتدعم بحقدها كل الميليشيات الصليبية للتنكيل بالمسلمين! أم على الصين التي تتخفى وراء سوريا وإيران والتي هي بدورها تتستر على التشريد والتقتيل في كل من تركمانستان وبورما! لا إله إلا الله لا توجد قوة كافرة على الارض إلا وحاربت المسلمين فلما ؟!
نعم حلفهم على جماعة كفرت بمنظومتهم، جماعة كفرت بأربابهم، جماعة كفرت بمخططاتهم، جماعة كفرت بالباطل الذي هم عليه، جماعة قالت ربي الله، جماعة قالت لمن تظن فيه الاسلام ارجع الى الامر الاول، جماعات كفرت بالصفقات التجارية المعقودة زورا واختلاسا لخيرات المسلمين، جماعة كفرت بجمعية الامم المتحدة وربيبتها الجامعة العربية، جماعة كفرت بعيشة البهائم التي هم عليها المسلمين اليوم ..
نعم تحالفوا على الاسلام المنزل وأرادوا فرض الاسلام المبدل، نعم تحالفوا لإرضاء القوي وان كان كافرا وإسكات الضعيف وان كان محقاً، نعم تحالفوا .. تحالفوا من اجل ابقاء مصالح اسيادهم العريضة والمربوطة بمصالحهم الضيقة، تحالفوا من اجل تكريس العروش والقضاء بكل هوادة على من نقش حتى الكروش، تحالفوا لإخضاع الامة للهيمنة الخارجية وإبقاءها ضعيفة مستجدية، نعم تحالفوا وتحالفوا.
لكن تعالوا لنرى كيف هو تحالفهم، فإن في خلفهم هذا خرابهم وربي، فبعد تدخلهم في اجهاض الربيع العربي فالقوم تحزبوا لمصالحهم ولا تكاد ترى من تجمعهم ما يجمعهم على مصالح مشتركة، فالسعودية والإمارات تدخلتا في كل من مصر وتونس وليبيا لعودة الشعوب الى سيف الطاعة، وقطر وتركيا دعمتا من ركب امواج التغيير من الاخوان فخرجتا صفرين خائبتين، فترى في عاصفة الحزم تفرقهم وكيف تقاطع مصالحهم وان كانوا ظاهرا على يد وحدة، وتراهم في حرب سورية وكيف تجاذباتهم وتفرقهم الواضح على كل جبهة، فترى تركيا وقطر والسعودية مع صحوات الموك، والإمارات والعراق مع بشار ودعم إجرامه وزرع الموت .. فعلى ما اجتمعوا إذاً أيها الاخوة ..؟! اجتمعوا على قتال الاسلام الصحيح، اسلام الرسول، اسلام الصحابة والتابعين، فليهنأ إذاً القوم فهم في خسارة وهم في حرب مع الله رب العالمين،" لا تعجبنّ فإن الظلم منتقم ... من فاعليه وإن كانوا أشداء" .
 فلا شكّ أن هذا الحلف إلى هباء لأنه بنيَّ على باطل، وما بني على باطل فهو باطل عند الاصوليين، وأن بدخولهم في حرب الاسلام المُنزّل علامة خراب لبيوتهم وعروشهم، فلا يعجبك تجمعهم وان غطوا السماء طيرانا، ولا يغرّنّك حزبهم وإن فرشوا الارض بيادا، فإن القوة لله جميعا ينصر من يشاء من عباده، والقوم أعلنوها صراحة أنهم تحت راية صليبية، وأن قتالهم للموحدين باستشارة غربية، وأن مع هؤلاء الشيطان يعدهم ويمنيهم، وأن مع المستضعفين الله ذو القوة والجبروت لا محالة ناصرهم، فهؤلاء وعدتهم أمريكا بالنصر، وهؤلاء وعدهم ربنا بالنصر، فلنرى أي الوعدين سيُقضى وينجز، وأنّ العاقبة لمن أعدّ العدة بشقيها واتقى.
الســلام عليكــــم ...


======================
كتبه : نورالدين الجزائري
10 جمادى الاولى 1437هـ الموافق ل19/02/2016





jeudi 18 février 2016

مـن شـركة الخطـوط الحمراء إلى مدينة الوعـود الكاذبة ... نور الدين الجزائري


مـــن شـــركة الخطـــوط الحمـــراء الى مدينـــة الوعـــود الكاذبـــة


وأنا شاب كنت أزور جدتي رحمها الله، أتفقد أحوالها وما تريد مني الشراء لها، وكنت مُحبا لطريقة طهيّها " الشوربة " ، حيث كانت من ألذّ مأكولات يَديها، إذْ  كان لها سراً في إعدادها ، فقد كنت أرى جدتي بعد ان تنتهي من طهيّها تضع حبة سكر داخل تلك الشربة، وسألتها ذات مرة عن سبب فعلها، فقالت يا بني : إن السكر يمتص قروصة الاكل ويعطي لذة ونكهة للطبخ .. فَمَرَّت الايام والسنين حتى تبين لي ذاك السر عبر قنوات الطبخ وان للسكر مفعول امتصاص قروصة المأكولات، فقلت سبحان الله من علم جدتي ومن قبلها هذا الامر.
أكيد هي الفطرة وحب الشيء وإتقانه، فمن الناس من يدرك أمور الحياة بفطرته، ومنهم من يتعلم أصول الامور وفنونها، ومنهم من هو انتهازي مقلد للأول بِمَسْكَنَة، وببغاء للثاني يردد ما يقوله وما يفعله بلا علم ودراية، والانتهازية مربط قلمي الليلة، وفرس انطلاقي الى شركة الخطوط الحمراء، مرتع الفساد، فساد الرأي والمشورة، فساد الحكم والسياسة، فساد الفرد والمجتمع، فساد حتى نوايا من هم على الفطرة، فإنها داء ابتليت به الامة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:" إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة"، فالانتهازي هو ذلك الشخص الذي يتربص الفرص لينقضّ على ما يصبوا إليه في حين غرّة من غفلة الامة، وسرعان ما يتسلق الطوابق حتى يصير على أعلى هرم الجماعة، فحينها يكون قد سدّ من خلفه كل الأبواب، وشفّر كل المفاتيح للألعاب، فيصبح الناطق بإسم الفطرة، والمقلد لصاحب الفكرة، حرباء يتلون حسب المزاج، وإن سُئل عن أبسط الأشياء تراه كالمغشيّ يتخبطه الجهل ويغوص فيه بلا حياء .
 نعم ابتٌليت الامة بالانتهازيين المتسلقين على ظهر الشرفاء، الذين جعلوا من خبثهم سياسة وركيزة للبقاء، أمسكوا العصا من وسط اللعبة، باطنهم الفساد والإفساد، وظاهرهم الصلاح والبكاء على ما آلت إليه البلاد، يحسبون كل صيحة عليهم، تربتهم شكوك، وسقفهم الخيانة بالصكوك، لا يرقبون في الناس إصلاحا ولا تسديدا أو إصلاح بوصلة، يتحول المجتمع بانتهازيتهم إلى مجتمع مقلِد، لا يُنتج ولا يسدد، يعتمد على فكرة الاخرين ويقتات من عثرات المناوئين، سياسة انسدادية لا أفق لها ولا وضوح لرؤية، ضبابية في العمل الجماعي ناهيك عن الخمول الفردي، سحروا بفشلهم جيوب الناس، وراح الاتباع للتشجيع وإن كان المصير الهاوية للجميع.
إن سياسة هؤلاء تجعل من المجتمعات بامتياز ذات تبعية، تبعية للفرد لا للجماعة، تبعية للتقليد لا للفكرة، تبعية للأحمق في ظل وجود المحنك القوي الاحق، تبعية للمستعمر لإدارة مصالحه وزيادة، مقابل صفقات تجارية انتهازية، تبعية لنزواته ورغباته على حسب انسانيته وفطرته.
ففي بلادي، بلاد العروبة والإسلام، فإن من يحكمها من هذا الصنف الضعيف، منهم من ركب دبابة الاستقلال وزوّر لنفسه قصصا للاحتكار، ومنهم من أُغلق عنهم بتواجد الرجال، فراحوا يتآمرون مع امثالهم بانقلابٍ والإطاحة بالأخيار، فنصبوا أنفسهم وصايا على الامة بعدها بكل اعتزاز وافتخار، ومنهم من جاء على ظهر مؤامرة من المستعمر وبوصايا منه وجثم على ظهر الامة بكل خزي وعار، ومنهم من جاء على ظهر دبابة وقال أن المخلص من كل شرٍ أنا الخيار، فتساووا كلهم في الانتهازية على إرادة الامة بلا مشورة منها ولا قرار .. فالقوم عُرِّفوا كيف تستتاب لهم الامور بتقريب أمثالهم وأبعاد كل الخصوم، فجعلوا لهم أتباعاً يمجدونهم بحكمةٍ ومنها حب الأوطان، فعبدوا صنما وضربوا بكل هوادة من نهاهم عن ذلك وكل صادق بسيف بتار، فبتميّعهم وانعدام ايديولوجية متبعة، اعتنقوا زبالة دين الغرب من ديمقراطية واشتراكية، فكما القوم قوم تُبّع ولا سياسة مستقلة عندهم فالأوامر من وراء البحار، وإن امتنعوا فأمثالهم في سوق نخاسة الغرب والشرق لا تعد البضاعة ولا تحصى للقيام بخيانة الامة، فهم العبيد للأسياد و " الأحرار " في داخل البلاد .
إن للمنتهزين سياستين، شكلية سطحية غير الشفافة، وحقيقية متبعة مدروسة، الاولى مما نراه من خراب على عدة جبهات، لا برمجة داخلية ولا تطلعات خارجية، لا بنية تحتية ولا سياسة مدروسة، إبقاء الفوضى في معيشة المواطن حتى لا يُلتفت للخيانة، والثانية ما تتداوله الأخبار من فضائح مالية واُخرى أخلاقية، ديدن القوم الفساد وتوزيعه، الإفساد وتعميمه، إفشاء الرذيلة وإطفاء الفضيلة، فوضى عارمة في البيت الى المدرسة، ومن الشارع الى المؤسسة، ومن الساحات الى المساجد، فمن سياستهم ايضا، تقليل المصالح وتكثير المفاسد، تقريب الجُهال المجاهيل وإبعاد الصادقين المعروفين، حاشيتهم من مُدمني الاختلاس واصحاب الرشاوى من الجامد والنفيس، قربوا الشِرار وأبعدوا الخيار، فأنّى يُصلحون .
إن هؤلاء المحترفين في التملق وركوب السياسات بكل تفوق، أصبحوا معروفين للعامة والخواص، هم رؤوس الأحزاب والنقابات وزبالة الجمعيات، تسلقهم للمناصب لخدمة زمرتهم ومن مشى في المواكب، فإنهم أحاطوا بسياستهم أشواك وخطوط حمراء، ومن تعدّاها فمصيره القتل والدماء، فهم أرباب مافيا وإدارتهم البلاد من بنود الكوزانوسترا، فإنهم حصّنوا أنفسم من المساءلة القضائية فالكل متورط في القضية، بعد أن أفسدوا وعاثوا في الحياة السياسية بكل وحشية، ومن كلامهم وعود كاذبة وبيع للهواء بكل فخر وثقة نفسية، فأرادوا بالأمة ركوب شركة خطوط حمراء لا مساس فيها بالقيادة، والطياران بهم إلى مدينة وهمية أسوارها وعود كاذبة، فهيهات هيهات أن تتبعهم الامة، فإن موعدهم صبحا، أليس الصبح بقريب .... !

الســـــــــلام عليكــــــــــم .

كتبه : نورالدين الجزائري
9 جمادى الاولى 1437هـ الموافق ل18/02/2016


samedi 13 février 2016

عمائم في خدمة الطاغوت و الصليب ... للمدون نور الدين الجزائري


عمائم في خدمة الطاغوت والصليب


وأنا أقرأ مقالا لأحد الليبيراليين وحقده الدفين على كل ما هو اسلام وتراث قديم، لفت حسي إلى جملة من جملة كلامه وسماها بسياسة واقعية  ألا وهي :" إن لم تستطع ان تغلبهم فشاركهم ".. أو كما ادعى فجورا في الخصومة، غير مباليا بالنتائج والمآلات ولبّ الصراع ونبل القضية، المهم عنده القضاء على من رفضوا الدخول في لعبة الديمقراطية، واستئصال القوم وإن كانوا ذو شرعية، شرعية لا شرقية ولا غربية، يطلقون على اتباعها بالوهابية، فاليوم اليوم تعرى كل ذي رأي فاسد، ممن تمسح بورع الوطنية، وتجندل في صف العدو باسم الشرعية الدولية.
يقول الغزالي رحمه الله :" من جهل الحق جدير بأن يتعامى، لكن من ابصر الحق عسير عليه أن يتعامى "، وكيف ذلك والشرعية الدولية - أمريكا -  هي من تحي وتُميت في ظن تلك النفوس، وهي الناهي والآمر في كل الأحوال بالمنكر والمعروف، وتحريم الخروج على ثوابتها بمثابة ناقض من نواقض الاسلام المقررة عند الوهابية، بل استبدلوا العقيدة بالشرعية الدولية والتي هي أصلا لإزاحة الشريعة، وكل ذلك بان واستبان، وتحزبت التحالفات عيانا، وتجندلت الجيوش صفوفا، وسيّرت الاقلام لذلك تسييرا، فسحروا أعين الناس واسترهبوهم، وقال من مرد على النفاق يا أهل الخنادق إمّا التسليم أو فوهات البنادق، فهنا زلزلت القلوب ومحّصت الصدور وزاد الصف بريقا وضياء.
لكن أين أولي الامر من كل هذا، فكما قُرر ان أولي الامر منكم من قدم العلماء على الحكام والأمراء، فلولا العلماء ما حكم الحكام ولا الأمراء، ولا أعطوا شرعية ولا سمع وطاعة، فالحاكم يخرج من رحم أهل الدين والمشورة، فأين هم اليوم من القضية، قضية الامة البيّنة، علو الايمان على الكفر ودحضه ودفعه وقتال أهله، أين أهل العلم من الإنكار على الحكام والامراء مما يجري للمسلمين اليوم، ألم يبلغهم قول الله تعالى :"  الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه " ، ألا يعلم هؤلاء  كما أن الله سائلهم عن كلامهم فهو سائلهم لا محالة عن سكوتهم، ما للعالم وما للدنيا، فركوب سفينة العلم شرطها تطليق الدنيا وزخرفها، ألا يعلم هؤلاء أن العلماء ورثة الأنبياء وأنهم لم يورثوا درهما ولا دينارا، ألم يدرسوننا في كتب الأثر أن من دخل من أهل العلم على سلطان فإنه لص أو ماكر محتال، لم نعد نفهم المفاهيم ولا نعقل المعاقيل لما يجري لكم، هل أنتم ياسادة اهل العلم على قاعدة "جواز تأخير البيان الى وقت الحاجة والتمكّن " أو " ومن المسائل مسائل جوابها السكوت " ، هل نحن في زمن النظر إلى المآلات والعواقب فنمسك عن الكلام خشية الفتن ..؟!، لم نعد نفهم بأي قاعدة نفهم سكوتكم عمّا يجري في بلاد الاسلام، أليست الفتنة هي الشرك بالله وأن من أفضيتم و أسبغتم عليهم شرعية قيادة الامة ممن تحالف مع أهله، فلما لا تتكلمون في الموالاة والمظاهرة على المسلمين المستضعفين الذين أرادوا تطبيق شرع الله والعيش في ربوع وظل الشريعة، ولكن إرادة الله ماضية في تغيير الامة، تغيير من أراد إخماد الكتاب والسنة، بتزيين عمل الطواغيت وإرضاء الأسياد من وراء المحيط.
الامة اليوم في مفترق طرق ومنزلق خطير من الدين الجديد الذي يُراد لها، أوعز الغرب الى الطواغيت تطليق العقيدة، والتبرأ من دين " الارهاب " بمفهوم محمد ابن عبد الوهاب - رحمه الله -  ، والدخول في الشرعية الدولية تحت راية أمريكا الكفرية، لقتال أهل التوحيد لأنهم فهموا دين جديد لم يُؤذن أو يُشرع له من طرف المشيخة المعتدلة، والتي مُسخ منها جيلا يقاتل باسمها وتحت إمرتها .
كيف وقد سبق كل هذا من إتهام الاسلام بدين التطرّف والراديكالية، وهمس للدوائر الغربية باتهام مهد الرسالة بالإرهاب، وأن كل ما يحصل بسبب فهم الجهاديين لكتب الشيخ محمد ابن عبد الوهاب، ليُنتزع منها التحايل على نواقض الاسلام التي قررها من مفهوم ما أجمعت عليه الامة أن مظاهرة الكافرين على المسلمين كفر وردة، فراح سدنة وأحبار الملوك إلى الخلط ما بين النواقض المقررة، وجعل فعل الملوك من العمل غير المحرّم وغير المكفّر والمحمود، فاختلط على الناس مفهوم الأساس ممّا قرر أهل العلم الثقات بأن هذا العمل ممن يخرج فاعله من الملة ويقع في الردة والشركيات فكيف تحرفون.
إن ما اعتزم القيام به من تحالف ( إسلامي ) براية صليبية لهي الردة الجموح، والكفر الصريح البواح، يريدون لهذا الفعل التنصل من وأبت الامة من جهاد لأعداء الملة، وأن لا عقيدة تضبط القوم ونبذ مفهوم الولاء والبراء وأنه سبب البلاء، وأن على حكام المسلمين تصحيح المفاهيم بقتال " الإرهابيين " الذين سرقوا عظمة هذا الدين كما قال شيخهم باراك أوباما حسين، ومن قبله الشيخ الشتري اللعين .. فالتحالف الجديد من قوى " إسلامية " تحت راية صليبية يراد به أولا من ان السعودية تتنصل من مفهوم الوهابية، وكيف تحارب الوهابية الوهابية إن لم يكن هناك خطة جهنمية.
ان الله قيّظ لهذه الامة في كل عصر وزمان من يجدد لها دينها ويبعثها من جديد لتقود، وتخضع أمم الكفر الى إرادة الله والرسول، وتحمي الثوابت وإن حاربت وجاهدت العالم لذلك، إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى، أو طائفة على مرِّ العصور تفهم اللعبة، وتنكّس على الطواغيت وجبابرة العالم عيشهم وخططهم وترجعهم إلى صحيح الاسلام كما فهمه الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله.
فعندما ترى تصالح الكنائس الغربية والشرقية فاعلم أن ما توحدوا إلا على عدو واحد، وأن طبول الحرب تقرع من إيطاليا إلى روسيا، فأجمعوا أمرهم مع منافقي الامة من باطنية وطواغيت مرتدة، فهذا وعد الله وأن دينه ظاهر ولو كره الكافرون، وأن مفهومه كتاب يهدي وسيف ينصر، وكفى بربك هاديا ونصيرا .
فاليوم احتشد الغرب والشرق، ومنافقي الامة ليتصدوا " للارهاب" الذي خلط عليهم أوراق اللعبة، فكلهم يصرحون أن تدخلهم ليس لإيقاف زحف الباطنية المظلمة، أو لإزاحة طاغية سفك من الدماء و أزهق عشرات الآلاف من الانفس البريئة، فإن المشهد لم يكتمل بعد ، فقد يزيّن بفتوى جماعية ممن شرب الذل وأكل من السحت وأموال الامة، ولبس ثوب الدنيا وأدار ظهره للآخرة، وباع دينه بثمن بخس قليل، ليتزلف قربى من الطواغيت، ففساد الملوك من فساد العلماء، وفساد العلماء بحب المال والجاه، ومن أحب كل هذا فهيهات أن ينصر دينا أو عقيدة .
فإن حاشية الطواغيت اليوم من الرهبان قد يصح فيهم ما فعله العلامة العز ابن عبد السلام لما باع الأمراء في سوق النخاسة وعدّهم من العبيد لحبهم للمال الشديد، فحريا على أبناء الامة من الصادقين عند انتهاء النزال وضبط الموازين، أن يبيعوا اليوم هؤلاء العلماء العبيد كسُنّة يحتذى بها، لانهم لولاهم ما تجرأ علينا أحفاد القردة والخنازير و أولياء الشياطين، وذبَّحوا فينا الشريف والضعيف، وكانوا عمائم فتوى في خدمة الطاغوت والصليب .    

الســــــــلام عليكــم ...

كتبه : نورالدين الجزائري
4
جمادي الاولى 1437هـ الموافق ل 13/02/2016


jeudi 11 février 2016

العزّة أو محاكم التفتيش ... للمدون نور الدين الجزائري

العــــزّة أو محاكم التفتيـــش



تحالف ثلاثي صهيو- صليبي-صفوي انتصر في المنطقة .. سقطت بغداد، سقطت دمشق، نحن في عام 2018م .. الروافض قاب قوسين من مكة والمدينة، انهزام اهل السنة والجماعة، الروافض زجوا بكل نحلهم و كروموزوماتهم في حربهم ضد ما يسمونه اتباع يزيد بن معاوية، قالوا بصريح السنتهم لن يكرروا الصلح مع النواصب مرة ثانية، سقوط أندلس جديد، موقف مشابه لما وقع لمسلمي الأندلس على أيدي محاكم التفتيش، اسمك عمر، أبو بكر، عثمان، زيد، تشنق وتعدم بلا محاكمة، تقطع بالسكاكين بلا رحمة، الرحمة الرصاصة أعني، لان الروافض رحماء مع الكفار، أشداء مع السنة، التاريخ يعيد نفسه لبعض الوقت حتى تستيقظ الامة.
نعم موقف رهيب، مشهد سداسي الأبعاد حتى، كلنا يرى أنهارا من الدماء وجبال من الأشلاء، وأطنان من السلاسل والقيود على الصبيان والكهل والنساء، القارعة بلا نازعة أو نازلة، لكن قبل ان يحدث كل هذا تعالوا احبتي نخوض في المحظور، ونغوص في المستور، وما يحاك في الظلام ويشاع في الاعلام .
قلنا وكررنا أن الامة تمرض ولا تموت، تتعثر ولا تُبتر، تضعف ولا تندثر، داءها حب الدنيا وكراهية الموت، نهوضها في سيف ينصر وكتاب يهدي، أضعفت بفعل فاعل، ونُكّس علمها بزر التآمر، سلط علينا الغرب المجوس ونصروهم، وجثموا على صدر الامة طغاة دربوهم، جسم الامة يُنهش ليلا نهاراً والكل يصرع أنّ في الامة ارهاباً، وتستمر المأساة...
يقول احدهم:" إذا اردت السلام فاستعد للحرب"، ففهموا منا على ان يبقونا على الضعف والهوان، وسلب السلاح منا بكل ذكاء أو عنفوان، اتهموا ضعفنا فضخموه قوة، وأكلوا مع الذئب كل فريسة، ما أبقوا فينا شريفاً ولا كريماً إلا اتهموه بالتآمر على القيّم الانسانية، ليمرروا خطتهم القديمة الحديثة في إعادة هيكلة شرق اوسط جديد على بركة الأسياد العلوج بالحديد، لا يهمهم سكان المنطقة إن كانوا إنساً أو جناً، وهمهم الأوحد خيرات الامة، بكلب حراسة من بني جلدتنا..
شرق أوسط جديد بعقيدة مسخ صفوية، لا معاداة فيها للسامية، سكين حادة على نحر أبناء السنة، خنجر ذو فقار في خاسرة الامة، سياسة خضوع لكل العلوج من فرنجة ويهود، او بطش بلا عهود، تقسيم للسنة حسب الطوائف والبنية، تسوسهم العلمانية الطاغوتية، بإشارة من ليبرالية كافرة حاقدة، لا مكان للقيّم والاخلاق المحمدية، مسخ من زبالة الغرب و الحاد ومجوسية، فهذه خطتهم لشرق اوسط جديد من مفاهيم غربية وذوبان في عالم العلمانية، ناهيك عن تبديل المناهج التعليمية لذم سور التمكين والعزة، واستبدال فقه الجهاد بفقه الخضوع والمهانة، فهيهات هيهات انها الامانة ...
أما مخططاتهم على الأرض، فتقييم المنطقة إلى كيانات متتالية، مجوس ككلاب حراسة على المنطقة، أعطاهم اليد المطلقة في كل صغيرة وكبيرة، ودولة كبيرة لتجمع الكرد تسوسها اليهودية، كيان لا عربي بقوميات عدة، ومناطق لأهل السنة، يؤيدون الطواغيت على مبتغى وارادة الامة، موظفون عند البيت الأسود و بسياسة الكرملين والأرض المحروقة، لا دين ولا دنيا في المنطقة، سياسة الزِيدُ و الأنا وإخضاع الكل للأرباب من دون رب الناس والبرية ...
سؤال يطرحه كل منا لما وصلنا إلى ما وصلنا اليه من دياثة ومهانة .. يا سادة الداء في أنفسنا، وفي رؤية من يسوسنا بسياسة اذناب البقر وقد ارتضينا، المنكر شربناه معروفا، والمعروف عايناه منكرا، مسخ في العقيدة وصحيح الايمان بالله تعالى، أَنَّى لنا أن ننصر، فيا عباد الله أنتم الفقراء اليه وهو العزيز المتعال، أنّى ننصر إن لن ننصره ونتحلى بأوامره، أنّى نرى النور إن لم نتمسك بهداه، فهل من معتبر، وهذه خططهم فهل من مستبصر ...
من رحم الظلم تولد الهمم وتشعل الارض على الظالمين وأنها وربي لسنة الاولين في بني البشر، قالوا عنها ثورات وانتفاضات ولكن هي نبض قلب الامة في الحمم، الطغيان له حد وسيف استئصاله ضربة على رقبة الظلم، ثارت الامة، فزع كل من في الارض، من طغاة وعروش في الشرق والغرب، معاهد بحوث وتخطيط أربكت، ومحللين وساسة حيَّرت، إنه استيقاظ المارد السني ولو بعفوية وفوضى، ثورات شعارها يسقط يسقط حكم العسكر، رأس مالها الله اكبر، نضوجها البحث عن إزالة الطغيان في أمهات الكتب من التراث و إزالة المنكر، فميلاد جديد في الأفق لامة سادت الامم بلا منازع..
ولكل ثورة أعداء من حقد و أطماع ودسائس، ارتبك العدو الداخلي والخارجي وبدء البكاء على فقه المصالح، فأرادوا أن يقنعوا الناس بأن الحياة عمران وبنيان، وان مُسخ ما اعتقد الانسان، وان سدنة السلطان خرجوا على الامة بتزيين الطغيان، ظنوا ان ابناء الاسلام لا يزالون تحت سوط الفتوى أو القضبان، فقال لهم الأحرار فما بال طريق الرهبان في القرآن، فنعتوا " ههههه " بشتى الاوصاف وخاصة تعاونهم مع أيادي خارجية وجلب الطغيان، فخرج علينا وعلى إرادة الامة من بوليس وشرط وعسكر واخرون ركبان، أرادوا تسلق إرادة الشبان، لمآرب شخصية ومخطط واستمرارية في الخذلان. فهيهات فالأمة وعت وركبت جوادها وحلقت بالسنان ...
ظن الغرب والموظفين من الطغاة ان العدو هم السرورية أو الاخوان، فانقلبوا على من ركب الثورة من هؤلاء وتزعموها بلا إذن وبرهان، سحقوا من تبنى دين الديمقراطية وقيل لهم ألم تقرؤوا كلام الجبار، أن لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ولا تتلفظ بأي نكران، فعاقبهم المولى جل وعل بأنهم زَاغُوا عن طريق مقارعة الأعداء بسياسة السنان، فأوكل سبحانه وتعالى الامر لمن كفر بدين السلمية ومكّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم بالتوحيد الخالص والنصر الا من عنده وبكل العرفان...
بُهت الذي كفر أمام مسمع ومرأى البشر، يا إلاهي و اخير ابناء الامة أعلنوا الجهاد على أعداء الملة ؟! ... كيف فلتت الامور من كلاب الحراسة بكل سهولة وفتور، لنجمع قوانا ونتحزب للفرقة الخارجية عن طاعة امريكا ونفهمها انها جماعة مارقة، كما وصفها بعض دعاة على أبواب جهنم من سدنة الشياطين، انهم أفتوا بالبقاء في فضاء امريكا والغرب فلعنة الله على الظالمين...
بعث الله عصابة من هذه الامة التي لم ترض بالدنية ولم تساوم على البنية والتركيبة والعقيدة، جعلوا نصب يعنيهم ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا )، فقاتلوا أعداء الامة كما تحزب الكل على قتالهم، فسياستهم ( ففهمناها سليمان ) وبذلك أربكوا مخططات الأعداء في تقسيم الامة وتسليط أعداء الله عليها، فراحوا يمزقون خططهم وادواتهم الحسية والمعنوية حتى سقطت الاقنعة عن الصادق والمنافق من هذه الامة، فمن منا لا يعد يحسن اليوم التفريق بين النور والظلمات وما بينهما من مؤامرات...
فالعصبة المؤمنة اليوم حاجز وسد منيع امام ما يحاك لباقي الامة، أجهضت المخططات والدسائس وطريقة المفاوضات، فَهِمت المقولة انّ اذا اراد المرء السلام فعليه بأفواه البندقية، وان يفاوض من منطق القوة وعلى طاولات الخنادق علماً بأن طريق الفنادق من الكفر بالله رب المغرب والمشارق ...
انه زلزال بدرجة ربانية، لا شرقية ولا غربية، يُراد ان تُساغ المفاهيم على انها مؤامرة كونية لتقسيم الامة، فهل كنّا في يوم من الايام كتلة حتى نمّزق ونشتت كما أرادوا ان نصطف حول من شرّ و عربض فينا .
فاللّهم لك الحمد على نعمك الظاهرة والباطنة، فقد بعثت فينا من أرجعنا الى صحيح معتقدنا، وبدد خطط أعداء الدين والملة، وان كان النهوض من الهفوة والغفلة على رائحة البارود وحطام البنيان وما عمٌرنا، فإن كل هذا اهون من ان يعبد في الارض طاغوتا... 
فالله الله ايها الناس في لهم ما يدور والعودة الى دين الله والالتفاف، والتمسك بحبله المتين بغير اجحاف، فإما العزة والتمكين و التختدق الصحيح، او سيناريو 2018 أعلاه ومحاكم التفتيش ...  
السلام  عليكم ...
كتبه : نورالدين الجزائري 
2
جمادى الاولى 1437هـ الموافق ل 11/02/2016