Rechercher dans ce blog

samedi 14 décembre 2019

مقال بعنوان " وبدأ دور تبّون في السياسة " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري




وبدأ دور تبّون في السياسة ..


تبّون من الآن مهمّته تطعيم الجزائريين بوعود من عسل لتطبيب جراح من فُرقة وتفرقة للصفوف، وإخماد لحِراك من أسسه والذي سيكون عثرة تقدّم في مشواره الرئاسي إن تُرِك على صيغته وذلك بأوّل زيارة سيستهلها بعد تأديته اليمين الدستورية كرئيس للبلاد إلى منطقة تيزي وزو، وأين سيطرح عدة مبادرات تخدم نوعا ما ذهب إليه البعض من مطالبات يراها مشروعة وقد تهدم سياساته في مراحلها الأولى من تجميع للصفوف وللوحدة الوطنية، فقد دعَى إلى إعادة صياغة دستور جديد وطرحه للاستفتاء وخاصة لبعض المواد المتعلّقة بمفهوم السيادة من قانون للأحزاب مرورا بأسّ الطرح من تعريف لمهام رئيس الدولة في تحديد سياسات البلاد داخليا وخارجيا .
تبّون لا يصدّقه عاقل من أنه لم يكن في برنامجه زيارة ولاية تيزي وزو وبجاية معا، بل كان ممنوعا من ذلك بحسب خطة مدروسة وتحسّبا لأي طارئ بما أنه كان محسوبا على النظام وأن زيارته للولايات المعنية من المخاطر بما كان لأمن الجزائر، فقد تأجلت زيارته للولايتين إلى ما بعد فوزه بالرئاسيات وذلك كمنطلق لحسن النوايا وبشرى لأعيان المنطقتين ومراسلة من النظام الجديد القديم بأن المطالب ستؤخذ بعين الاعتبار وأنه حان الوقت لطي صفحة الاحتجاجات وإعطاء الرئيس الجديد فرصة للعمل من أجل الجزائر لجميع الجزائريين، وهذا ما قاله عندما سئل عن ما إذا كان سيستهل زيارته الأولى للخارج أو داخل البلاد فأجاب أنه سيزور الجزائر دشرة دشرة .
فخطّة تبّون ومَن هم ورائه لَهي محاولة ابتعاث رسالة صدق نوايا وفتح لمجال الحوار مع كل الأحزاب والنقابات والشخصيات المؤثرة في البلاد وخاصة من سيعيّنهم النظام الجديد كناطقين باسم الحراك، ولكن النظام ومن خلاله الجنرالات هم أشد وعيا من خطورة هذه الخطوة خاصة في ظل مطالبات الشعب برحيل العسكر من السياسة نهائيا والعمل مع تبّون لتجنب مثل هذا المطلب والذي سيؤدي هذه المرة إلى القضاء نهائيا على المؤسسة العسكرية في تدخّلاتها في الشأن السياسي للبلاد.
وفي الأخير سنرى بوادر انشقاقات في الحراك من خلال المطالبة لإعطاء فرصة لتبّون لإظهار حسن النوايا لما يطلبه الشارع من نظام الحكم، وسنرى أو نشهد ربما بعض الشخصيات تطالب تهدئة الأمور لحين تتوفر شروط اللقاء ما بين السلطة الجديدة والمعارضة (الحِراك) وأن الوقت ليس لصالح أحد منهما، وللجنرالات النفس الطويل في إدارة مثل هذه الأزمات ومن التسعينات القرن الماضي، فالوقت لن يكون في صالح تبّون إن طال أمد الحراك وهنا سيكون حلقة ضعيفة يمكن من خلالها تصعيد الأمور إلى ما لا تُحمد عقباه، ولن تكون الأمور سهلة للحراك لأن رجل الدولة الجديد سيعمل على اختراق صفوف الحراك وللأخير وأن يقتنص الفرصة للقبول بأدنى المطالب وأهمّها، وإلا الجزائر ستكون ساحة صراع وهذه المرة بأدوات أخرى لا يمكن تكهّنها إطلاقا ..
والسلام عليكم

=================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ  16 ربيع الثاني 1441 هـ الموافق لــ 13/12/2019 م







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire