Rechercher dans ce blog

lundi 29 août 2016

مقال بعنوان : " وقفة قصيرة مع حديث ستصالحون الروم " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


وقفة قصيرة مع حديث :"ستصالحون الروم"

بلا شك أنّ هذا الحديث من الغيبيات ومن باب الملاحم الكبرى في آخر الزمان، وأن المسلمين ستكون لهم شوكة وقوة تضاهي قوة الامم الاخرى، وأن الحديث فيه بشارة عظيمة لمن تمعن فيه، وأنّ أمم الكفر لا تهادن إلاّ من له شوكة أو قدم ثقيل تكون قد جربته في أرض الملاحم، والغرب لا يعترف إلا بمن كسر أنفه وأرغمه على إعادة حساباته وتدخلاته في بلاد الاسلام.
الشاهد من الحديث أن قوما من المسلمين ستكون لهم شوكة وقوة وغلبة، وبغض النظر عن هذه الجماعة أو الدولة، فإن الحديث يشهد لهم بالإسلام الصحيح، الاسلام الذي يتقيد بما جاء في كتاب الله عز وجل، وبما صحّ عن رسول صلى الله عليه وسلم، وبما فهمه وعمل به الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، لا سيّما في أصول الدين التى هي: التوحيد، الرسالة، ومسائل الاعتقاد المعلومة من الدين بالضرورة، وعلى المسلمين الرجوع إلى هذه الأصول الثابتة المعصومة عند الاختلاف بعيدا عن التعصب لمذهب، أو جماعة، أو شخص ما ..
وكما هو معلوم، فإن المسلم له صفات لا ينفك عنها ومقيّد بها حتى تبقيه في دائرة الاسلام، والمسلم أخ المسلم كما نص عليه كتاب الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الاخوة تبرز في الرخاء والشدة، والعسر واليسر، والاتساع والضيق، والمسلمون قوة ويدّ واحدة على من سواهم، وعلى عدوهم وهذا كله عقيدة .
وفي الحديث أن قوما من أهل الصليب يريدون القصاص من آحاد المسلمين أو جماعة، فيقول حينها من اتصف بصفات الاسلام الحقّة:" فيقول المسلمون، لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم .."، ولعل المتمعن في الحديث يرى غيرك مسلمي آخر الزمان وكيف يدافعون عن إخوتهم الذين قتلوا من أهل الصليب، وكيف يدافعون عنهم بالقتال ولا يبالون، وكل هذا لأن الأخوة الاسلامية فوق كل اعتبار، ولأنه واجب وفرض حتى حماية المسلمين من الكفار بالحديد والنار، والشاهد من مصاب الامة اليوم يرى غير ذلك، فقد اجتمعت ملل الصليب وأذنابهم من كل حدب وصوب، يقتّلون في المسلمين ولا بواكي لهم ممن جثم على جسد الامة يحكمها بغير حكم الله ومراد الملة، فهل يمكننا أن نسبغ صفة الاسلام على حكام الامة اليوم، وهل جيَّشت الجيوش من أجل المستضعفين في بلاد المسلمين والتي ضحيتها من المستضعفين والنساء والولدان ! هل خرج حكام اليوم من ربقة الاسلام ! وهل خرجوا من ملته بدخولهم في تحالفات ضد مراد الامة وافتروا كل بهتان ! هل مسلمي اليوم غير مسلمي الغد ! هل حقيقة نحن في دائرة الاسلام !.
فلا شك من أن من يحكم المسلمين اليوم لا علاقة له بالإسلام، وأنّ مهما رُقِّع لهم فهم غير الذين سيكونون في آخر الزمان، فحكّام ذلك الوقت سيمنعون الروم من مقاتلة فئة من المسلمين، فما بال حكّام اليوم والامة تموت على مسمع ومرمى قصورهم، وهم في صم وبكم وعمي ولهو وعبث، وكأنهم من غير ملتنا، فهل يدرون ..!؟

=======================
كتبــــه نور الدين الجزائري

بتاريخ 02 شعبان الموافق ل  26/05/2016 






samedi 27 août 2016

مقال بعنوان " مبايعة الله على الحق " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


مبايعة الله على الحق ...



وأنا اُسطِّر هذه الكلمات من خلال ما تعيشه الأمّة اليوم من تكالب الداخل والخارج، القريب والبعيد، المنافق والمذبذب، المنتكس ومن ارتد، عليها وعلى توحيدها وخيراتها وقدراتها ومستقبلها، استحضرت سيرة الصدر الاول من الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عنهم أجمعين في بداية الاسلام، وصدقهم على الثّبات مما قذفه الله في قلوبهم من نور، إِذْ شرّدوا في الشعاب والأودية والجبال، وما ذنبهم إلاّ أن قالوا رَبَّنَا الله ثم استقاموا، فاستقامتهم لم تكن على نهج أباً لهب وقريش، ولا على الطريقة الفارسية أو الرومية، بل استقاموا على نهج الأنبياء والرسل والصالحين، استقامة كلّفتهم العداء والطرد والتهميش، استقامة حاربتهم عليها رؤوس الشرك في مكة، استقامة تحزّبت عليهم الأعراب واليهود، استقامة جالدتهم بحد السيوف الروم والفرس، وكل ذلك كان في سبيل ذلك النور الإلهي الرباني الذي قذفه المولى عزّ وجل في قلوب من اصطافهم لحمل رسالته، قلوب نظر فيها المولى سبحانه وقال :" إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً .."، قلوب لم تكن من مشكاة الدنيا و زخارفها، قلوب بايعت الله على الصدق ومراقبة ما يدخلها ويشيبها، قلوب صدقت فأصدقها الله هزّ الدنيا ورضوانه يوم لقياه ..
إنَّ دين الله لسلعة غالية، وهو نوره يأته من يشاء من عباده، فالاسلام درجات، كما أن للكفر مرتبات،  فالمسلمون يوم أعداد هائلة وهم ثلث هذا العالم، ولكن أين ريعهم وريحهم وثلثهم، فلقد ضرب الله لنا الأمثال في وقعة حنين لما أُعجب الصدر الاول بقوته وعدده، فما كان من الله إلاّ أن يذيقهم بعض الذي أصابوا من غرور وامتحنهم حتى إن كادت القلوب تخرج من الحناجر، فحينها زلزلوا و استسقنوا إنَّما النصر إلاّ من عند الله، ومن يتخلى عنه ولا يأتي أو يوافق سننه فهو في الخسارة هالك، وأنّ الله غنيّ عن العالمين، فتجردوا حينها من حولهم وقوتهم إلى حول الله وقوته، وما كان إلاّ أن يبعث الله جنوداً من عنده وكفى الله المؤمنين شر القتال ..
وإنّ من الغرور لهو الهالكة الحالقة، والتعدي على قوانين السنن الإلهية لمن المصائب الجالبة للهزائم والانتكاسات والنكسات، فإن خسارة غزوة أُحُد كان بسبب مخالفة لأمرٍ واحدٍ، مر مخالفة الجندي للقائد، وكان ممن خالف امر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لأجل حطام الدنيا من غنائم، فعُوقب القايد والجند على هذا الامر المشروع، ولكن كان درسا من المولى لأوليائه أنَّهم ما خرجوا لأجل دنيا وإنّما خرجوا لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، ويحقّ القول على مت خالف السنن وأنها من الهالكة ..
فالسيرة دروس، والتاريخ دروس، وما نحن عليه اليوم لهو أسّ ما لم نتعلمه من كل هذه الدروس، فما تكالب الامم وجعلنا في بطونها وفي عملية هضمٍ إلاّ من رسوبنا في تعلُّم الدروس، وقبولنا بهذه الأوضاع لمن ظُلمة ما قذفنا في قلوبنا من سعي وجري وراء الدنيا والتسنّي ببني الأصفر والأحمر وكل شاردة واردة، قل هو من عندكم، ولا نلوم إلاّ أنفسنا والحالة التي وصلنا إليها اليوم من هوان وحبٍّ للدنيا وفرقة وتفرقة واستهزاء بِنَا.
فإن الأمّة وما تمر به اليوم وفي هذه الأوقات المعاينة والمشاهدة لهو من فقدانها للبوصلة الإلهية، وَلَهو من استهزاءها بما أوجبه وفرضه الله عليها من حمل الرسالة والأمانة، فما كان إلاّ أن تحصد ذلاً وهواناً وسوء عذاب على يد أقذر الامم وأحطّها، فالتيه الذي هي عليه اليوم من نبذ كلام الوحيين من وراء ظهرها، والهرولة وراء أمّم الكفر نموذجاً،  ومعلماً، فالحديث :" إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"، فما عليه الأمّة اليوم من هذا المشهد الذي ذكرناه من اتباع ملل الكفر في النظرة للحياة وزخرفها، والتكالب عليها بنفس الطريقة التي يتكالب عليها من يتنافسها، فلا شكّ أن الجزاء من جنس العمل، وإنّ ما أصاب ويصيب أذناب البقر أصاب اليوم الأمة في مقتل، وها هم النتائج بالمآلات، والظلام في كل المجالات، وما من داء إلاّ وله دواء، وفي الحديث الداء والدواء، كما أنّ التنافس على الدنيا يوجب الذوبان والتيه، فإن طلاقها يوجب الْعِزَّة والرفعة، فالسنن لا تحابي أحدا، فالرماة على جبل أُحُد وفي عزّ الجهاد وتحت إمرة رسول الله- صلى الله عليه واله وسلم- خالفوا أمرا فكانت الهزيمة، فكيف بمن ترك التوحيد الخالص الذي يلامس القلوب، وينوّر الدروب ويريد من الله نصرا مؤزرا ..!
فالنصر مرهون بالعودة إلى الله، ومرهون بالتوبة من كل ذنب، ومرهون بتسليم الهوى إلى ما جاء به الرسول، مرهون بالصدق والاخلاص والإنابة إلى الله، فالطريق واحد، والإسلام واحد، وما كان ديناً البارحة فلابد أن يكون كذلك اليوم وغدا، وبمفهوم الأمس لا غير إن أردنا أن ينصرنا الله ويمكّن لنا ديننا الذي ارتضاه لنا، فإن نصره مشروط بِما نقدم لا بما نؤخر، مشروط بتسليم ضعفنا والاعتراف بعجزنا والالتجاء إلى حوله وقوته، والانتصار لِله ولدينه في كل حين ووقت و هنيهة، و اليوم وليس غدا، والآن وليس بعد، وإلاّ سنّة الاستبدال لا تجد لها تبديلا ولا تحويلا، وهذا ما قاله شيخ الاسلام ابن تيمية -يرحمه الله:" فمن كان محباً لله، لزم أن يتبع الرسول، فيصدقه فيما أخبر، ويطيعه فيما أمر، ويتأسى به فيما فعل، ومن فعل هذا فقد فعل ما يحبه الله فيحبه الله، فجعل الله لأهل محبته علامتين: اتباع الرسول والجهاد في سبيله. وذلك لأن الجهاد حقيقته الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من العمل الصالح ومن دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان".
أَيُّهَا الناس إن ملل الكفر اجتمعت على دينكم وعلى توحيدكم، واليوم في دياركم ووسط خيراتكم، وقد فُرِض ذلك عليكم باحتلال ظاهر في بلادكم، لم تعودوا إلاّ كدمى تتلاعب بكم رياح الخبث والمكر، تعصف بكم في كل واد وشعب، تتخطّفكم الذئاب والنسور الجائعة، فذلك كله عندكم وفي دياركم ولا تستطعون حيلة ولا خطة، رضيتم بالهوان والذل وكل ذلك مخافة للفتنة، وأي فتنة أعظم مما أنتم عليه اليوم من سلبٍ لدينكم والذي نُزِّل إليكم، واستبدلتم دينكم بدين المومس أمريكا، فذهب ريحكم ومن صادفها كأنّما صادف ريح ضبٍ نتن، وكيف لا وقد دخلتم إلى جحره من أبوابه الضيقة، فأين المفر من قدر الله، فهلاّ استيقضتم من هذا التخدير والموت البطيء الذي أنتم فيه وعليه، ومن هذا السقوط المدوي الذي أنتم متبعون غياهبه، فهل أنتم منتهون ..؟!
فالحذر كل الحذر أيّها المسلم إن يمسك شيئا من الركون إلى الدنيا والتي عبدها البعض منّا اليوم من دون الله، وسعى إلى الهرولة وراء زخارفها وجمع وكنوزها،  أو إلى الظلمة الذين هم كثير في هذه الدنيا والذين ميّعوا دين الله وأخرجوا الناس من النور إلى الظلمات، فلا تغتر بالجموع فإن الله غني عن العالمين والنَّاس فقراء إليه وإلى عفوه ورحمته وتوفيقه سبحانه وتعالى، فالدّين اليوم وأهله في غربة، لا يُعرف منه إلا ما وُرِث، وحملته اليوم في تهميش أو سجن أو نفي أو استصغار وتحقير، فلا يؤخذ منهم إلاّ من تجرد للحق ودار حوله وفهمه والتزمه، وقد قال العلاَّمة عبد الله أبابطين في رسائل نجد :" فلو أن أكثر الناس اليوم على الحق لم يكُن الإسلام غريباً؛ وهو واللهِ اليوم في غاية الغُربة .."، فإذا كان ذلك زمنهم والعلم والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر مُمكّن وله رجاله، فما عسى أن نقول اليوم وقد استبدل الناس دينهم بالذي مُيع وزين لهم من خليط عقيدة وتشريع ..
فإن الحق وأهله إلاّ وهم قليل وذلك عبر التاريخ والأزمنة، فلا تغتر بالجموع أيّها المسلم، إنَّما يتقبل الله من المتقين، فكثرة الجموع لا تعني بحال أنّهم أهل الحق فيما يذهبون، وقد فهم ذلك جهابذة العلم والتوحيد حيث قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب -يرحمه الله تعالى- في كتابه (مفيد المستفيد):" عدم الفهم في أكثر الناس اليوم عدل منه سبحانه، لما يعلم في قلوبهم من عدم الحرص على تعلم الدين .."، فالجموع اليوم من طلّاب الدنيا، ومن طلب الدنيا فقد بسخط من الله فقد أدار ظهره لدين الله عزّ وجل، وما أكثر الناس اليوم ولو حرصت بمؤمنين ..
فإذا كان عصيان الله وأوامر رسوله في ما أحلّ الله، وكان بعد ذلك درسا للصدر الاول وكيف انهزامهم، فما بال الناس اليوم وأكثرهم في جهل من دين الله وما أنزل اليهم ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ..!

السلام عليكم ..
=======================
كتبـــــه نورالدين الجزائري

24 ذو القعدة 1437هـ الموافق ل 27/08/2016




mercredi 24 août 2016

مقال بعنوان " دول التعاون الخليجي و السياسات القاتلة " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



دول التعاون الخليجي والسياسات القاتلة ...



الأمر جلل، والأحداث تتسارع في المنطقة العربية بوتيرة غير معهودة، تدافع غير الذي يُحمد عقباه على المدى المتوسط والبعيد، جيوش الغرب الشيعية في اكثر من بلاد عربية، السنة تائهون كالعميان في عرس الذئاب، ولا يُعرف المصير المنتظر لجموعهم وهو معلوم النتائج والمآلات، والكل يعوّل على أمريكا وعلى أسطولها السادس المتمركز في مياه البحرين من المدّ الشيعي في المنطقة، لكن أُكلت دول الخليج العربي على موائد مشروع الملف النووي الإيراني في مطاعم فيينا بالنمسا، وأبدلت أمريكا خريطة تحالفاتها في المنطقة من أجل شرق أوسط جديد في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، ومن أجل الطاقة البديلة (الغاز)، والتحكُّم في (OPEC) والهيمنة نهائيا على سوق خام البترول في الاسواق العالمية ..
فالحرب القائمة والمفتعلة في المنطقة على النفوذ والهيمنة، بشقه البشري والطبيعي، فعلى الارض مشروع تهجير سكاني عرقي ممنهج، أدواته أذرع إيران من ميليشيات وأحزاب وألوية، بدءً بالعراق والهيمنة عليه وتهجير السنة واستبدالهم بشيعة ايران وأفغانستان وباكستان، وفي سورية بتهجير السنة عبر الإبادة الجماعية وبغطاء دولي، وتمكين العلوية والايرانيين من ديارهم، أمّا بسياسة الارض المحروقة أو سياسة شراء العقارات كما يفعل أصحاب رؤوس الأموال الإيرانيين في الأحياء السنية وتأمين الخروج لهم أو تهجيرهم إلى بلدان الجوار ..
إيران الخميني بعد حربها مع العراق اتخذت عهدا على احتلال المنطقة وقد تمّ ذلك عبر سطوتها على أربع عواصم عربية وهي لبنان وسورية والعراق واليمن، ولكن طموحها وكل مخططاتها في الجائزة الكبرى وهي بلاد الحرمين السعودية، ولذا أدخلتها في حرب استنزاف مع الحوثة عبر ذراعها الاخر في المنطقة والتي تربحها يوما بعد يوم بفضل سياسة عرناء حمقاء اتبعتها السعودية في حربها باليمن والمدعومة من طرف التحالف العربي والذي يتمثل في دول التعاون الخليجي ..
إن من سياسة ايران التوسعية نقل المعركة إلى ديار أو على حدود عدوها، فترى في كل السنة أعداء وخطر على مشروعها التمددي الفارسي، فعمدت على إيجاد عمق استراتيجي بإنشائها ميليشيات داخل البلدان التي هيمنت عليها سياسيا، فيكون سهلا لها التحرك من خلالها لتنفيذ مشاريعها بأقل التكاليف وبمستشارين من الحرس الثوري، وبهذه السياسة تكون قد أحكمت السيطرة على الشام وبلاد الرشيد والجزيرة العربية، ومن ثمة سياسة الضغوط والتشويش على سياسات المنطقة عبر الولاء التام لأمريكا وإسرائيل في تنفيذ مخططاتهما وإن كان العداء لهما ظاهريا، فذلك جزء من عقيدتها وسياستها التوسعية ..
فبينما ايران في خطط محكمة ثلاثية الأبعاد لابتلاع المنطقة، عمدت دول التعاون الخليجي إلى اتّباع  سياسات رخوة جوفاء من ثلاثة تصورات، لا تتطلع إلى أدنى التحديات المرتقبة، فكان أول التصور بناء منظومة خليجية بالاعتماد على الذات أولاً، وعلى التحالفات ثانياً للمساعدة في حل مشاكل المنطقة، وعلى إعادة تأهيل ايران ثالثاً بسياسات الإغراءات والمصالح المشتركة، وبإدماجها في المحافل الإقليمية كعضو مراقب في مجلس التعاون الخليجي، أو عضو بارز في مؤتمر التعاون الاسلامي، والعيش المشترك في إطار المبادئ الاسلامية، وما كان من ايران إلاّ النظر إلى هذه الحزمة من الإغراءات كقطعة حلوى لصبي عديم المصالح والتطلعات، وأن مشروعها أكبر من بند سياسي أو اقتصادي لا يسمن ولا يغني من جوع في بحر الاطماع الإيرانية ..
وكان من سياسة دول التعاون الخليجي أيضا بناء قوة إقليمية تضاهي قوة ايران التوسعية، فمنذ نشأة هذا التجمع الاقتصادي العمل والتوجه، لم يفلح وينجح في إنشاء فيلق مشترك بين دول التعاون يذود عنه من مطامع ايران المعلنة إلاّ عند ابتلاع الحوثة لليمن بسياسة دول الخليج، فالتحالف العربي الذي أنشئ إيزاء عدم انصياع الحوثة للتفاهمات والغدر به، تراه اليوم بدون سياسة أفقية للخروج من هذا المستنقع الذي نصبته ابران لدول التعاون الخليجي لاستنزافه وخاصة السعودية والتي على أبواب إعلانها خسارة المعركة مع الحوثيين، بعدما غسل الأمريكان أيديهم منها، وانسحاب المستشارين العسكرين الأمريكيين من إدارة المعركة وبدء نهاية التحالف الامريكي الخليجي في المنطقة، وهذا مما يؤكد أن التحالف الاسلامي ضد داعش وُلِد ميتاً، و ان نجاح إيران في التشويش على هذا التحالف بإيحاء لامريكا أن الزج بالسنة للقتال في مناطق الصراع السني الشيعي في ظل هذه الأوضاع السياسية إنما سيخدم السنة أكثر من الشيعة، وان المستقبل للانشقاقات والالتحاق بصفوف داعش، ولأن ايران تقاتل من أجل مشروع جيو-سياسي متفق عليه، وأن دول الخليج تقاتل من أجل صد المشروع الإيراني، مما ينذر إلى عواقب غير محسوبة ومتوقعة، وإجهاض ما تمٌ الاتفاق عليه عبر المفاوضات في الملف النووي الإيراني ..
فبعدما تبيّن لدول التعاون الخليجي أنّهم مجرد بنوك تنفيذية لمشاريع الأقوياء، ومعدن خام لتقوية الغرب على حساب المنطقة والإنسان العربي، تراهم اليوم في خانة التهميش بعد أن بانت التحالفات الحقيقية على المشهد السياسي في المنطقة، فالغرب استطاع إزاحة تركيا من المنظومة الخليجية بافتعال محاولة انقلابية، وكجرس إنذار للأتراك بأن لا يجوز تخطي الخطوط الحمراء إلاّ عبر الرجوع أدى المنظومة الغربية، فالتحالفات اليوم همّشت العرب من الخارطة لشرق أوسط جديد، فأصحاب الأقدام الثقيلة ( أمريكا- روسيا )  هم من أصبح بيده زمام التغيرات في المنطقة، وأن الدور الكبير حُدِّد من سيكون اللاعب الرئيسي فيه، وأن تركيا عليها الرجوع إلى المنظومة الدولية كبلد تحت منظومة الناتو الدفاعية، والتقسيم فوق الطاولات الغربية وعلى قدم وساق إن حاولت أن تدخل في تحالفات عسكرية مع دول التعاون الخليجي بدون إذن الكبار وتقليص وتقويض خاصة دور أمريكا في المنطقة ..
فاليوم وبعد كل هذه التجاذبات في منطقتنا العربية وعلى حساب أبناء السنة، فإن سياسة دول التعاون الخليجي في مهب رياح التغيير، فلا سياسة داخلية وإقليمية ودولية أقاموا، ولا الاعتماد  على الذات في التنويع الاستثماري والاقتصادي أفلحوا، فأموال المسلمين وخيراتهم في بنوك أمريكا والغرب لخدمة تحالفات هشّة عرّتها الأحداث اليوم، والمشاكل الداخلية بين العائلات الحاكمة كقصص ساندريلا والذئب، والإخفاقات السياسية من مشاكل بطالة إلى الفقر المنتشر بسرعة ينبئك بالكارثة الذي هم عليها دول التعاون الخليجي.
إن سياسة الاستعلاء التي انتهجتها دول الخليج والارتماء في أحضان أمريكا بدون قيد وشرط، إنَّما تولّد منها إبن معاق، مصاب بالزهايمر، لم يتعلم من التاريخ ولا من البلدان الإقليمية التي روحها مشاريع إبتلاعية ونظرتها توسعية استعمارية دموية على حساب الطائفية والعرق، فلو كان من هذا التجمع الخليجي أدنى تصورا للسياسات الإقليمية ما طعنت نفسها بيدها ولا انتحرت هذا الانتحار البطيء، ولو كان لديها أدنى سياسة إقليمية لاحتضنت الجماعات السنية المقاتلة حقاً للمشروع الإيراني الفارسي ولا انصاعت للأوامر الامريكية في ذلك، فإيران احتوت أذرعها المقاتلة سياسيا وماليا وعسكريا، بينما دول التعاون الخليجي انساقت وراء أمريكا في مقاتلة القاعدة البارحة واليوم الدولة الاسلامية، وستحصدون ما دُسِّيتم من سمّ قاتل، سيقضي على أبناء المنطقة وبداية بعروشكم الهشّة التي هي أهون من بيوت العنكبوت، وحينها لا عزاء لكم إلاّ أن تسلموا رقابكم بعد معركة الرقة والموصل، وقد أعذر من أنذر وأن الله ولي من خافه واستقام..
فالارتماء في أحضان أمريكا ممات بطيء والآن تحتضرون، والتوكل على السواعد في التفرد بالمشورة والخطط وعدم الرجوع إلى ذوي الاختصاصات من أبناء الأمة والاخذ بالسنن كحقنة لشلّ الأعضاء، وإدارة الظهر لمن يحارب عدوكم وبشراسة والذي هو منكم وأنتم منه وما كان المطلوب منكم إلاّ أن لا تدخلوا في اللعبة الإقليمية والدولية اتجاهه، وأن تخلوا بينه وبين من يهدد الدين والعرض والأمّة جمعاء، فأبيتم إلاّ أن تطعنوا أنفسكم بأيديكم، فيحقّ القول عليكم : فلوموا أنفسكم ولا تلومون الشيطان، فهو بريء من عملكم وما أنتم عليه احتضار، والساعة أدهى وأمر، ولله عاقبة الأمور ..

السلام عليكم

=========================
كتبه نورالدين الجزائري
22 ذو القعدة 1437هـ  الموافق ل 24/08/2016








mardi 23 août 2016

مقال بعنوان " المثقف العربي و زبالة الفكر" .. بقلم المدون نورالدين الجزائري


المثقف العربي وزبالة الفكر ..


وددت لو أن لا أتطرق لهذا الموضوع، ولطالما تحاشيته وتحاشيته مرارا وتكرارا خشية إحراج البعض أو التنقّص من مكوّنهم العلمي والأكاديمي، لكن ما زُجّ في مجتمعاتنا من أفاعي مسمومة وأصحاب طاولات غربية من عقود قليلة لإفساد هويتنا باسم مصطلح مسلوب التعاريف العلمية، فضفاضا في الاشكالية والمسميات العامة، وكنّا بالأمس من روّاد نشر هذا الفنٌ وفروعه الخُلقي في تعليم الناس معنى الحياة وفن التعايش مع الاخر في الشكل والاختلاف، دفعتني بعض الأقاويل والبيانات لأبيّن بعض الذي اُشكِل على أحبتي في من يرونهم اليوم بالمثقفين أو أصحاب اللسان الطويل، وفيما يجري من نهضة وتوعية وغليان في المجتمعات العربية والإسلامية ..
إنّ ما نراه اليوم وما نسمعه من بعض من أعتلى منابر الاعلام السياسي والاجتماعي والثقافي من كلام عن الأمّة وثوابتها والانتقاص من تاريخها، يدعو البعض منّا حسب علمه وتخصصه إلى ردّ كل متعال على هويتنا وحضارتنا العربية والإسلامية بحزم، علمياً وتربوياً ومعرفةً وسلوكاً، وما يدعون إليه من ازدراء وتنقّص مٌكوّني ومعرفتي، فلا مداهنة في فضح القوم وليكن ذلك إذن بفضح المتسلقين والانتهازيين الجدد، والمتسلقة باسم العلمانية والمدنية المستوردة والمعلّبة، طازجة السموم والهذيان، فما أكثرهم اليوم في مجتمعاتنا، نراهم معتلين منابر الفتنة، فتنة الناس في دينهم ومعاشهم ونمط حياتهم وعاقبة أمرهم .
فكلمة ثقافة يشترك فيها مكوّن علمي من مفكرين، وفلاسفة، وعلماء، وباحثين، وعلماء دين، قاسمهم المشترك الرقي بالانسان والمجتمع نحو الايجابيات في رؤية الحياة من حيث الروح والمادة، وبقوانين معروفة ومتبعة كي لا يُختل بموازين وقوانين الحياة، لئِلا يُمس النسيج الاجتماعي بتشوهات وعاهات يُنتج من خلالها مشاكل جمّة وغير محمودة ومحدودة العواقب والنتائج .
فالنسيج الاجتماعي مكون من النخبة بأذرعها الثلاثة، النخبة السلطوية، والنخبة المالية، والنخبة الفكرية، وهذا ما يسمى بالدولة أو الكيان أو الإمارة، فالنخب من تتحكم في مقاليد الحكم وتوجيه الناس حسب السياسات المدروسة، فلا شكّ أن النخبة الفكرية ينتمي إليها المثقف الذي يستمد وحي فهمه أولا من دين وعرف البلد، ويستمد بعدها وحي قلمه من مراكز تكوينه داخليا أو خارجيا بحسب تخصصه وتشعّبه في العلوم والمعرفة.
والمثقف هو عين المجتمع في مراقبة النخبة السلطوية والمالية، فهو عين الاستشارة والتوجيه بما يخدم المجتمع والإنسان، تراه صاحب دراسة علمية في فن السياسة، الاقتصاد والمال، وعلم النفس والاجتماع، قهو القلب النابض لكل حياة في المجتمعات، فلولا المثقف لأستعبد الناس الناس، ولهُدّمت مقومات كل حياة؛ ففي المجتمعات المتقدمة فإن المثقف لمّا عُلِم دوره في بناء الانسان جُسّد علمه وفهمه للثقافة من النظرية إلى التطبيق، ومن التجريد إلى التجسيد، فكان المستشار لكل العلوم، وبها حُفِظت الموازين والاستقامة على المفاهيم، وجعلت من المجتمع سلطة رابعة تتحكم في كل النخب والسُلطات.
فإذاً المثقّف بمفهومه العام هو الحارس الأمين لمفهوم سلوكيات الفرد والمجتمع، وهو حامي السفينة وتوجهها من الرياح العاتية، رياح التغريب والتشكيك في المعتقد والهوية والسياسة، وهو مؤشر الأخطار والانزلاقات والحد منها ومعالجة الداء والمكمن فيها، وهو أمين سر الفرد والمجتمع حسب التوجهات وثقافة البلد وفلسفته المعيشية، أنّه الشرطي بدون الزيّ العسكري الحافظ لحدود الأمة بحسب التخصص والمهمة ..
فحبذ لو اتّسم المثقف العربي بهذا التعريف المجمع عليه حضارياً وبين الامم المحترمة، والتي ارتقت بالفرد إلى سلوكيات وأخلاق متعارف عليها عند بني البشر، فالمجتمعات العربية اليوم إنَّما نتاج مثقّفيها ممن عُرِّفوا رسميا وقُرِّبوا من دوائر صُنَّاع القرار هم ممن تتلمذ على طاولات الغرب، واشتهروا بالبلطجة الفكرية والتشويش على كيان الأمّة، فقَلّما تجد مثقفا مقَرّب من صنع القرار من يهتم بشؤون المجتمع الذي يعيش فيه، فتراهم يشكون تهميش النصح والمشورة، فأغلبهم يتنحى عنوة أو سبيله الاستقالة، فمهنة البعض الآخر هو التشبيح على الدّين والفضيلة، وفهِمَ من الثقافة الطعن في أخلاق وسلوك ومبادئ المجتمعات وكل بنية فكرية ومذهبية، مريداً بذلك استنساخ فلسفة نظرية لا تتسم مع هوية وثقافة البلد الذي يعيش فيه، فجلّ المثقفين اليوم على الساحة العربية والإسلامية همُّهم التجربة الغربية في السلطات النخبوية الثلاثة، فالمشورى السياسية والاقتصادية يجب أن تكون على النظرة الغربية ومنها فيروس التبعية، وَأَمَّا الاعلام والثقافة ففهمهم غناء وطبول وتطبيل ودروشة وصوفية روحانية، ومنها التحلل الأخلاقي والمناداة باسم التمدن والرقي إلى الرذيلة بأنواعها وطرقها ..
فإن الأمّة اليوم ابتُليَت بعنصر دخيل على ثقافة الأمة، فالثقافة رئة المجتمع في الإبداع من النصح الى الترويح عن النفس، فليس كل من تعلّم علمٍ فَهُو بالضرورة مثقّف، فيمكن أن يكون الانسان ذو تخصص ما فعليه الزيادة في فهم علم الآخرين وهذا محمود، ففي الغرب تجد أهل الثقافة والمقربين من دوائر صنع القرار حسب توجه النظام أو الحكومة، فمنهم من هو علماني أو ذو مباديء مسيحية في سياسته خاصة الداخلية تراه يقرّب من ينصحه حسب التوجه وراحة المجتمع في ما هو عليه من سلوك واعتقاد، وَأَمَّا عندنا فالحابل قتل النّابل فالمقربون من مصير توجه المجتمعات لا سلوك يوجههم ولا أخلاق تحكمهم، فالمجتمعات مسلمة تتحكم في ثقافتها نسبة معيّنة من ملاحدة واللاّدينيين، أو شواذ فكرٍ و بارونات رذيلة والحثّ عليها في كل مناسبة إعلامية أو منبر ثقافي خاص كان أو عام، فلا شكّ ان علمهم على طاولات الغرب موجه لضرب هوية الأمة في المعتقد والسلوك والنسيح الاجتماعي المحافظ.
فمن علامات الزمن الرديء أن تُقرن الثقافة والتي هي روح المجتمع و رئته التنفسية بمن لا قيمة علميّة حقيقية له أو بحثية، فجلّ من يدّعي الثقافة فَلَو أجلسناه على مشرحة العلوم وفيما تخصص لوجدنا أن الحمار أثقف من ربعه و عيره، فهولاء لو كان عندهم من العلم لاستقاموا على مناهج تخصصهم، فكيف إذاً السماح لإعلامي أن ينشر إلحاده عبر منبره، وكيف لمن تخصص في الرقص أن ينشر رقصه من خلال المنبر الثقافي، وكيف أصبح مفهوم الثقافة محصوراً عند هؤلاء، فأين العقول .
فليس كل من عَلِم حرفاً على طاولات الغرب أو العلمانية في بلادنا ومتجرد من الهوية والسلوك أصبح من المثقفين ، وليس كل من حاز على التصنيف والتأليف وكدّس الورق وصاحب دعوة للفحش والرذيلة يصبح من المثقفين، فتلك طريقة الحُطَّاب؛ يظهر عوارها وتتلاشى هالتها عند الاختبار على مائدة الراسخين، فالثقافة معيارها الأخلاق وروحها السلوكيات يا عرب، ورحم الله من تفنن في فنّه، وحاد عن عواقب الأمور ويصبح من مزابل التاريخ.

السلام عليكم ..

=======================
كتبه : نورالدين الجزائري
20 ذو القعدة 1437م الموافق ل 23/08/2016


lundi 22 août 2016

مقال بعنوان " إنّما النصر صبر ساعة " بقلم المدون نورالدين الجزائري


إنَّما النّصر صبر ساعة ..


دعني أولاً أخي القارئ والباحث والمتابع معي في شؤون الأمة والعالم أن أنبّه وأنوّه إلى شيء مهمّ ، أنّ النصر وتصوره لديك ليس دائما هو ذلك النصر برفع الراية والقضاء على العدو في ساحات الوغى بعد انتهاء الحرب، بل هو ذاك النّصر المؤزر ذو المفهوم الشامل والعام والذي هو ثمرة الصبر والمصابرة وبذل النفس والنفيس والطاقة والاستطاعة لحسم الصراع مع الأعداء، لكن دعني أطّلعك كيف يأتي النّصر المنشود والذي سيجبر العدو على تركك وعدم الالتفات إليك ربما نهائيا أو نقول لعقود ..
فكما أنّ للنصر مقدّمات وهو ما حثّنا عليه الشارع الحكيم، فإن له أثناء بداية المعركة وخلالها استراتيجية متكاملة المنظور في أبعادها وتطلعاتها وتصوراتها، وتخطيطات منهجية دقيقة الأهداف والرؤى، لا يمكن للإنسان العادي المتابع رؤية ذلك أو استشرافه من خلال ما يدور ويحيط به من نزاعات وحروب وقلاقل مذهبية وطائفية، ومن كلامي عن النّصر المرتقب الذي نتوق اليه جميعا وننتظره رغم كل هذه الأشلاء والدّماء والخراب والدّمار والتشريد واللجوء ليس مما سوف يُتخيل لك على أنّه سهل المنال، بل يقوم على سلسلة أعمال بدأت أول استراتيجيتها من هجمات سبتمبر 2001، والذي أدخلت العالم في عالم ليس بالذي كنّا نعرفه أو خطر على بال أحد منّا، فأصبحنا نعيش في هولٍ ناتج عن هذا التّحول الخطير في العالم بأسره ..
فبعد سقوط المعسكر الشرقي وجدت أمريكا نفسها قطبا أوحدا يحكم العالم نفوذا وهيمنة، فحرب أفغانستان كلّفت امريكا وأبقارها عشرات الملايير من الدولارات، مما أدّى بعد انتهاء الحرب ألى ركود اقتصادي عالمي نسبي نوعاً ما، ولكن امريكا وأوروبا كانوا الأقل ضررا من هذه الحرب وأكثر انتفاعا، ممّا أدى إلى الهيمنة على المنطقة العربية والتّحكم في النفط ومشتقاته والدفع بالماكينة الاقتصادية الغربية على حساب خيرات الأمة بتواطؤ مفضوح، مرورا بشركات النفط العالمية وعلى رأسهم الشركة الامريكية العملاقة هولي-برتون ..
فإن ضعف بلدان العربية وتمويلهم لحربين متتاليين، حرب أفغانستان والحرب العراقية الإيرانية، أدى بالأطماع الغربية إلى استغلال الفرصة لابتلاع منطقة الشرق الأوسط بأكمله، فبعد أن كان الغرب وعلى راْسه امريكا تأخذ النفط بأسعار زهيدة، ابتلعت العراق وخيراته أولا بعد استنزافه مع ايران وما كان على العرب إلاّ الموافقة وكَهِبَة وهدية منهم لتحرير امريكا للكويت، فأرادوا أمراً وأراد الله أمراً آخراً وما يكون إلاّ ما يريد، فدخلت أمريكا العراق غازية بعد أن دخلت أفغانستان مدّمرة بعد أحداث سبتمبر 2001م، وعوض أن تلقى ترحيبا لقت مقاومة وجهاداً  كَسُر أنفها من خلالهما واستُنزفت عسكرياً واقتصادياً ومادياً، وحُدّ من نفوذها عالميا ببروز قطبين جديدين، أحدهما حديث نشأة وهي الصين، والاخر من أنقاض قطبٍ منافسٍ قديم جديد للولايات المتحدة الامريكية وهي روسيا ..
ففي دراسة للكونغرس الامريكي من اللّجنة الاقتصادية المختصة في نفقات الجيش الامريكي للحرب على العراق فقط من 2003-2008م بلغت القيمة الإجمالية لاحتلال العراق طبقا التي نشرها كل من البروفسور جوزيف ستيغليتز عالم الاقتصاد الحائز على جائزة نوبل، والدكتورة ليندا بيلميز الأستاذة في جامعة كولومبيا، واعتمدا فيها على عشرات الوثائق الرسمية وبمعاونة جمعية المحاربين القدامى التي يسرت لهم هذه الوثائق، إلى أن كلفة احتلال العراق بلغت 1.8 تريليون دولار ( الف وثمان مئة مليار دولار )، وزد على ذلك ما قال نعوم تشوميسكي الفيلسوف والاقتصادي الامريكي إلى أن التكلفة الإجمالية للحربين على أفغانستان والعراق تجاوزت 4 ترليون دولار ( أربعة الآف مليار دولار ) فيا للهول من الفاجعة التي حلّت بأمريكا ومن يدور في فلكها من سياسة واقتصاد وتبعية، فالفاتورة جدّ ثقيلة وخيالية وجنوبية على الجميع، وهذا ما أدّى إلى إفلاس العالم بداية 2009م وما شهدناه من ركود اقتصادي عالمي حاد حيَّر أعتى الاقتصاديين العالميين، وَمِمَّا أدى بهم إلى الجهر بافلاس العالم الغربي ..
إنّ عواقب هذا الافلاس تخلّلته استراتيجية ممّن استدرج امريكا إلى المستنقع الافغاني وخاصة العراقي، حيث كان عدد قتلى الأمريكان في العراق وحده اكثر من 33000 قتيلا، ناهيك عن عشرات الآلاف من المعوقين بنِسَب متفاوتة، فأضطّرت امريكا إلى الانسحاب وغلق الباب من وراءها، والتحكُّم ما بقي لها من نفوذ من نوافذها في المنطقة وأنّه في زوال واضمحلال ونزيف حاد ..
إنّ امريكا وعت وتعلمت الدرس من أخطائها القاتلة في حروبها بالأمس القريب، فإنها اليوم تقاتل من أجل البقاء بسواعد الاخرين، تقاتل بالنيابة بمال المنطقة وأذرع المرتزقة فيها من دول وطوائف و صحوات، تقاتل بالمشورة والتوجيه لأبقاء المخططات والهيمنة وتخفيف الضغوط والحد من الاستنزاف، فالدّول التي تقاتل معها كروسيا على رأسهم إنَّما حالها ليس على ما يُنظر إليه من الواجهة الإعلامية، فخبراء بوتين واقتصاديوه يدقون جرس الانذار في روسيا وأن التكلفة الحربية على سوريا ومساندة بشار في طورها الأخير، وأن البلد على حافة أزمة اقتصادية خانقة ولا يمكن لموسكو تحمّل المثير من الاعباء، فالوقت ضد القيصر بوتين ولا يخدمه في هذه الآونة الاخيرة من تدخلاته في المنطقة؛ وكما أن ايران دخلت بخيلها وخيلائها على الارض فهي في حالة استنزاف حاد إلى أبعد حدّ، فها هوَ مساعد وزير الصحة الإيراني يعلنها مدوية بأن ثُلُث الشعب الإيراني تحت خط الفقر ممّا ينذر بثورة جياع من هذا التدخل في أمور المنطقة واحتلال أربعة عواصم عربية مباشرة وهذا ما لا يمكن ان تطيقه ايران على المدى المتوسط، فإنّه استنزاف من نوع آخر، وعلى من أراد احتلال البلاد الاسلامي أن يتحمل تبعات الإنفاق والإعمار وليس السرقة والنهب لتمويل الحملات، فذلك من الانتحار الناعم، والموت البطيء ولو بعد حين ..
إنّ الله يدافع عن الذين آمنوا، يدافع عن المستضعفين، يدافع عمن قاتل ليكون شرعه الحكم بين عباده، فلا تحسبّن الله تارك المحتّلين بغير عقاب، فمن يظن ذلك إنَّما ظنه بغير مراد الله، فإنّ القوة لله جميعا، فمن حمل على عاتقه مقارعة ملل الغطرسة والكبرياء العالمية فإنّه وطّن نفسه لحسابات واستراتيجيات ومخططات استدرج بها العدو إلى الدِّيَار للقضاء عليه ولو كلّف ذلك الأشلاء والدّماء والدّمار، فهذا قدر محتوم والأمّة ضعيفة، ومن بيده مقاليد التمويل فهو في حلف الأعداء، فتكالب الجميع على المسلمين لا يمكن ان يذرهم رب العالمين فما يريدونه من استقواء على خيرات الأمة ومستقبلها، فإنّهم دخلوا في حرب مع الله فمن يقوى محاربة الله رب العالمين ..!
إن الصادقين من هذه الأمّة تجردوا من حولهم وقوتهم إلى حول الله وقوته، فأذعنوا للسنن الربانية بالعدة ما استطاعوا، وما لم يقدروا عليه وخرج عن استطاعتهم أوكلوه للعزيز القدير، فقارعوا ويقارعون إلى الآن في شتى الميادين أعداء الملّة والدين، وربك أوكل جنوداً تنخر من أموالهم واقتصاداتهم، فما نراه اليوم من أزمات مالية واقتصادية لهو عونٌ للمسلمين مستقبلاً، وَلَهْو من السنن في هزيمة من تكفل الله بهزيمتهم وخرج من حساب الصادقين وقدرتهم، فهو استنزاف رباني على كل الأصعدة الحيوية، فوعد الله قائم والسنن على قدم وساق لهزيمة الأعداء على صعيد واحد، وكما انّ روح الجهاد المال والرجال، فإن كان في سبيل الله بورك فيه والنصر لأصحابه، وإن كان غير ذلك فسحقا وبعدا له ولأتباعه، وما قول الله لمن أمن أن عليه الصبر والمصابرة، وأنّ هذا هو المفهوم الآخر للنصر وأنّه صبر ساعة، فالضريبة وإن تجلّت للبعض بأنّها باهضة فلابد منها، وللحرية باب من الدماء والاشلاء وعلى الأمة دخوله، وبعدها العزة والتمكين، وما النّصر إلاّ من عند الله ..

السلام عليكم ..

===========================
كتبـــــــه : نورالدين الجزائري

19 ذو القعدة 1437 ه الموافق ل 22/08/2016



samedi 20 août 2016

مقال بعنوان " الدولة الاسلامية قدر الامة في الحدّ من زحف الرافضة على الملّة " ... بقلم نورالدين الجزائري



الدولة الاسلامية قدر الأمة في الحدّ من زحف 
الرافضة على الملّة ..



عندما يعلن العميد محمد فلكي أحد قيادات الحرس الثوري الإيراني عن تشكيل قوة شيعية عابرة للحدود بقيادة الجنرال قاسم سليماني تحت مسمى "جيش التحرير الشيعي" والذي سيضم ويوحد جميع الشيعة من كافة الملل والأقوام في العالم، ومن قبل ذلك، الإعلان عن فتح قاعدة همدان للجيش الروسي وقاذفاته العملاقة للضغط أكثر بسياسة الحديد والنار على المقاتلين في العراق وسوريا، ومنها أيضا تفعيل القاعدة أساسا والوقوف على مدى جاهزيتها وجاهزية سلاح الجو الإيراني فيما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة، فإنّ ذلك كله رسالة قوية للساسة وسكّان المنطقة العربية ..
لكن قبل كل هذه التطورات والتحالفات الخطيرة التي رسمت أخيراً ما بين روسيا وإيران وتركيا في تسوية القضية السورية، إنَّما كان نتاج حلف ثلاثي سري تراءى أخيراً للعلن بعد أن كان في شبه مفاوضات دولية معلنة ما بين ايران والغرب بشأن الملف النووي الإيراني، وهذا ما أرادوا أن نتقبله كعرب مفعول بهم حدثا، وماركات بينهم من أجندة اتجاه المنطقة وخيراتها وخاصة تقسيمها عرقيا كما خُطِّط لها بعد حرب الخليج الثالثة ودخول امريكا بلاد الرشيد؛ فواشنطن وموسكو دخلتا في حلف جهنّمي مع ايران لأحكام السيطرة على المنطقة العربية وخيراتها وقدراتها ومقدراتها، فالقوم استدرجوا السعودية للحرب في اليمن لاستنزافها ماديا ومعنويا بإدخالها في صراع مُحكم ذكي وإطالته لإضعافها وإنهاكها ماليا واقتصاديا، فما نراه اليوم من انخفاض لأسعار البترول وضخ كميات هائلة منه وإغراق الاسواق العالمية به لمن هذا الاستدراج، وما لجوء السعودية للسندات السيادية داخليا وخارجيا واقتراضها للمال من البنوك الدولية لأول مرة لمحاولة إنعاش اقتصادها لمن هذه الخطة الشيطانية، فاليوم أدركت السعودية بعد دخولها في حرب اليمن بعاصفة الحزم مع أذناب ايران الحوثة أنها خسرت الحرب وهي في عملية تجميلية للخروج منها بأقل الضرر وحفظا لبعض من ماء الوجه، فالمحادثات الاخيرة في الكويت بين الأطراف المتقاتلة في اليمن بيّنت رسالة الهزائم، وما محادثات بن سلمان وإيران في سلطنة عمان أخيراً تؤكد ذلك ..
نعم استدرجوا السعودية لقتال الحوثة وكان فخاً لإضعافها، وكيف لا والممولين للحوثيين أمريكا وروسيا وإيران، فالاستراتجيون الحربيون والقادة العسكريين يدركون ذلك من عدة تقريرات خرجت للعلن تبيّن تعاون هذا الحلف الثلاثي على السعودية، فأمريكا تخلت عن السعودية في هذه المرحلة العصيبة من مواجهتها للمد الإيراني على أبواب اليمن وحدودها وعمقها الاستراتيجي، فأمريكا اختارت معسكر الأقوياء حاليا ولحسابات جديدة جيوــ سياسية جعلتها تتقوى أكثر بروسيا وإيران الذين خففا عنها حمل النفقات العسكرية لأحكام السيطرة مرة اخرى على المنطقة بعد أن كادت تقع في يد الدولة الاسلامية، فأمريكا ترى في السعودية خطرا لها على المدى البعيد بسبب ايديولوجية المجتمع السعودي، وأنها من ايديولوجية الدولة الإسلامية، وكان ذلك من تقارير استخباراتية وصلت للبيت الأبيض بشأن جمود الدولة السعودية، وفضلت أمريكا المعسكر الإيراني الشيعي ودعم مشروعه وعدم الإلتزام بالمعاهدات الامريكية السعودية في الدفاع المشترك حول المنطقة العربية عامة ودوّل الخليج خاصة ..
إن الثلاثي الشيطاني على المنطقة - أمريكا، روسيا، ايران- كان يرى في التقارب التركي السعودي في السنين القليلة الأخيرة  خطرا على مخططاته، فوضعوا خططا ثلاثة للقضاء على أهل السنة، فأول الأهداف إضعاف السعودية والهائها على حدودها، وثاني الأهداف إفتعال إنقلاب في تركيا وتمرير رسالة قوية مفادها إلتزام قوانين اللعبة أو الفوضة الخلاقة، فكان لهم مما أرادوا في فسخ التحالف التركي السعودي القائم على أسس المصالح والدين، وإلزام تركيا بتحالف مصالح واستراتيجيات، فزيارة اردوغان لموسكو أخيراً وإعادة العلاقات للبلدين وطبخ رؤية واحدة بالنسبة لمستقبل الأسد من تلك التفاهمات، وما زيارة اردوغان أيضا لطهران الأسبوع المقبل لمن باب توكيد العلاقات المشتركة في حربهما للدولة الاسلامية والتفاهم على إلغاء ومحاربة أي تجمع كردي على أطلال نظام بشار الأسد المتهالك ..
لكن الخطة الثالثة هي القاصمة إن لم ينتبه الأتراك لهذا المخطط الجهنّمي وهي تقسيم تركيا عرقيا والاتجاه نحو ذلك بعد معركة الرقة والموصل إلى اتراك وكرد وتركمان وأقليات اخرى، فإيران وإسرائيل لا يقبلان بتركيا موحدة قوية و بــ" إسلام سسياسي" على المنظور البعيد، فتقسيم المنطقة إن نجح سيكون على شكل أقليات سنية في تركيا والعراق والسعودية بدون مقومات فعلية، تتحكم فيهم عمايم طهران بأجندة أمريكية روسية ..
إنّ الامر جلل وخطير أيها العاقلون من هذه الأمّة، أدركوا قبل فوات الآوان الخلطة وما يحاك لها من مؤامرة كبيرة اتجاه تفكيكها وضربها نهائيا وهويتها ومعتقدها، فالحلف قديم جديد وكأنها السنن والايام تتداول وتتسلسل أمام أعيننا، فما كان في أمّهات الكتب فهو اليوم تاريخ يمشي أمامنا، فهلاّ قرأنا القراءة الصحيحة والاستعداد لما يُنسج لنا من أخاديد ! هلاّ تركنا خلافاتنا وقمنا على قلب رجل واحد وأبطلنا سمّ هذه الأفعة القاتلة ذات الثلاث رؤوس وقطعنا دابر أسّها ! هلاّ أزحنا الشحناء والبغضاء فيما بيننا وتخندقنا مع من سبقنا في فهم اللّعبة وتفتيت هذه المخططات وحمل على عاتقه الدفاع عن الأمة !
فإن الإعلان اليوم عن هذه القوة المشكّلة من شيعة العالم لهي في أساسها حرب على أهل السنّة وإنذار لاجتياح واستباحة ديار المسلمين بمباركة أمريكية روسية، فما بال قومي لا يعقلون أو لا يقرأون ما بين سطور كواليس ودهاليز السياسة والمؤامرات الدولية ؟! فهل كُتِب على أبناء أمّتي إلاّ أن يكونوا أجندة من جيوش حامية لحدود سايكس_بيكو وقمع الداخل ؟! أو أجندة ومطيّة من حمير صحوجية في يد المستدمر لإخماد نهوض الأمّة ؟! .. ما بال أبناء عقيدتي بعيدين عن فهم أبجاديات دينهم الذي حثّهم على الدّفاع عن مقاصده بكل ما يملكون !!
إن شرارة الزحف الشيعي على ديار السنّة في طوره الأخير، وقد أعذر من أنذر والدين النصيحة، فتحالف السعودية وتركيا ودوّل الخليج وبعض البلدان الاسلامية كباكستان وُلِد ميتاً، وشاء الله ذلك حتى لا تُراق دماء السنّة فيما بينهم ولحكمة ربانية، فالصفوف اليوم ازدادت وضوحاً وتمايزاً، فالتحالف الشيطاني اليوم تخندق وطبول الحرب تقرع في الساحات والميادين، فحسموا أمرهم لاقتلاع جذور من تفطّن لمخططهم ونازلهم في عقر تخطيطهم، فما عاد هذا الحلف من الآن أن يتفنن في اسطوانته المشروخة بالذبّ عن سيادة المنطقة وخيراتها فالمكشوف ما كان سرا أصبح مفضوحًا عارياً من أسسه ودعايته، فالقتل في هذه الأمة مستمر ولا حلّ أفقي لبتر موقع النزيف إلاّ بالعودة لمفهوم الصراع والوقوف مع من هو في الخنادق والصفوف الأمامية لإفشال مخططات هذه الأفعة القاتلة ..
إنّ الأمّة اليوم في خيارين لا ثالث لها، إمّا الاصطفاف وراء من نذر نفسه لله ولدينه ولحماية بيضة الاسلام، أو إدخال الرقاب في الرمال وانتظار بتر الأجساد والأعناق من الرافضة، ولقد أدرك ذلك اليوم بعض العلماء والمشايخ أن لا حلّ للأنظمة القائمة اليوم المتهاوية غداً لا محالة إلاّ تقوية الدولة الاسلامية في وجه الروافض، وأنّ القضاء عليها أو المساهمة في إزالت سلطانها إنما بمثابة تسليم بلاد الاسلام للعمايم الشيعية، فهل يدرك أصحاب الجلالة والفخامة اليوم الخطر الداهم على ديار الاسلام أم يرجون خيرا وحماية من أمريكا..؟!
فإنّ الدولة الاسلامية بيّنت للأمة اليوم إنها صاحبة مشروع ونهضة، فهي في أولى الخنادق تقارع هذا المخطط الثلاثي الذي يريد بلاد السنّة بسياسة أخرى، وهي صاحبة نهضة بأبناء الأمة جميعاً للنهوض بها وإرجاع مهدها وحضارتها المفقودة، فهي صاحبة السبق والخبرة في مقاتلة مغول العصر فهلّا اجتمعت الأمّة حولها واصطفّت وراءها، ونبذت خلافاتها معها حتى لا ننشد يوماً :" يا قبر أتدري من حويت .. وعلى اي الجواهر احتويت .. إِنَّك احتويت على أُمَّة في رمّة .. لم تتعلم من اخطائها .. فسحقاً لها وفي العذاب الى ان يشاء الله ..".
الســـــلام عليكم ..

======================
كتبـــــــــــــــه : نورالدين الجزائري

17 ذو القعدة 1437هـ الموافق ل 20/08/2016 






samedi 13 août 2016

مقال بعنوان " كلينتون وترامب والأعراب " بقلم المدون نورالدين الجزائري


كلينتون وترامب والأعراب .



يقول الفيلسوف اليهودي نعوم تشومسكي :" أن ما يجري لدول العالم العربي والإسلامي خلفته السياسة الأمريكية على مدى ١٥ عام من الحرب على الارهاب ..."، هذا الشماغ الذي ألبسته وحطته أمريكا على كل راْس مسلم حسب اللون والعرق والبلد المتواجد فيه، وكل هذا لجعل المسلمين أداة ابتزاز  و مساومة على سياساتهم وتوجهاتهم وانعتاقهم من الاستبدادية العالمية التي تمثِّلها والغرب كل الغرب معها، ومن يريد أن يقاوم فالتوما هوك جاهزة لتكون بركانا وحمما على المستضعفين من النساء والشيوخ والولدان ..
أمريكا في هذه الأيام في عرس انتخابي ما بين قطبين لا يختلفان في الممر والعداء للمسلمين إلا عند النطق ببرامجهما، فمن قدر الله أنه مسخ الحزبين وانصارهما إلى شعارين من الحيوانات، فالديمقراطيون المتمثلين بالحمير والتي تمثلهم لأول مرة امرأة في الانتخابات للبيت الأبيض وهي هيلاري كلنتون زوجة الرئيس الأسبق لامريكا بيل كلنتون، والذي استلم رئاسة أمريكا من بوش الأب مخرّب العراق الاول، فكانت وبالا على من تبقى من عرب أفغانستان، وحيث طاردهم من الجزيرة العربية إلى السودان ومن ثمة إلى أفغانستان، والتي حتماً متفوقة خبرة ممّا عند زوجها من سياسة داخلية وخارجية ومن مدة رئاسية لعهدتين من منافسها والذي يمثّل الفيّلة وهم الجمهوريون المتعطشون لدماء العرب والمسلمين، وما بوش الأب والابن إلا أسياده في السياسة التدميرية لبلاد المسلمين، ونسخة من مرشح حزب لطالما جهر بعدائه للإسلام ألا وهو الملياردير دونالد ترامب، صاحب الفنادق والكازينوهات، والنوادي الليلية وبعض الاستثمارات المشبوهة في الأسلحة ومعدّاتها، والذي عنده فروع من استثماراته في منطقة الخليج وخاصة دويلات الخليج..
فالديمقراطيون سياستهم ناعمة براغماتية، يبطنون السمّ ويتظاهرون بقيّم التسامح الديني والثقافي وما شابه من علاقات دول تجمع الشعوب بنحو هذه المرتكزات المعيشية التعايشية، وَأَمَّا الجمهوريون فسياستهم علنية واضحة، تقوم على دعم شركات رؤوس الأموال من وول ستريت إلى الاستثمارات الرقمية مرورا بشركات تصنيع السلاح ونّانو تكنولوجيا، فجواد هذين العالمين من المال والتصنيع رأس حربة قتال الجمهوريين في العالم وخاصة في منطقتنا العربية ..
فكما أنّ الحزب الجمهوري اتُّهِم بصناعته للمجاهدين العرب إبّان الحرب الافغانية السّوفياتية، فكذلك اتّهِم بوش الأب ثم الابن بإنشائه للقاعدة ومن بعدها لدولة العراق الاسلامية، واليوم نرى لباس ذلك الاتهام الجديد القديم لإدارة الديمقراطيين وعلو رأسهم أوباما بإنشاء الدولة الاسلامية في العراق والشام، والاتهامات على قدم وساق ما بين هلاري كلنتون وترامب في هذا الباب، فمن أيام قلائل خاض المرشح الجمهوري ترامب هذه الاتهامات وقال أن أوباما من أنشأ ISIS وأنّ له أدلّة في ذلك وما قدّمها لمناصريه، واتُّهم هيلاري بنفس التهمة وقال إنها صرحت بذلك في كتابها عن نشأة الدولة الاسلامية والارهاب في المنطقة العربية، و القارئ لما كتبت هلاري يدرك أن اتهامات ترامب لها غير مبنية ولا علمية، بل الرجل يتكلم من جهالة وبجهالة في الامر، وإن ما كتبت هلاري إنما وثقت ذلك بسياسة مرشح الجمهوريين الأسبق جورج بوش، والتي بيّنت أن لولا سياسته في المنطقة وخاصة العراق ما كان لدولة العراق الاسلامية الظهور، ولا للدولة الاسلامية في العراق والشام أن تتخذ هذا المنعطف والمنزلة الخطير مع امريكا في صراعها على حماية عروش المنطقة وخيرات امريكا فيها ..
إنّ لكل مترشح للرئاسيات وخاصة امريكا من المناصرين في داخل البلد وخارجه، ففي الداخل مسخ الله القوم إلى فيّلة وحمير، اسم على سياسة وهلّم جر، وفي الخارج بغال من العربان ممولين لحملاتهم الانتخابية وللبرستيج والديكور الخارجي، فمنهم من أعطى شيكاً على بياض لهلاري كلنتون يَرَوْن فيها استمرارية لسياسة اوبما الناعمة، والتي حافظت على عروشهم بإدارة الانقلابات في ما ابتغت الشعوب إليه من تحرر في الربيع العربي، وسميّت بعد ذلك بإرجاع القطيع إلى مزرعة ولي الامر، وتثبيت العروش والسياسات، ومنهم من أعطى شيكاً على بياضٍ آخر للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، والذين هم من المناوئين للجارة الكبرى في المنطقة، يريدون الانجرار وراءهم، والذي قال عنها ترامب إنَّما هي بقرة حلوب لمخططاتنا وعليه إكمال الصفقة إن أرادت الحماية، ويرون أيضا في ترامب كمخلص لهم من داعش، وحزمه وإصراره على إنهاء ملفّها، وأنّ أوباما لم يفعل ما طُلب منه من أجل الحرب بلا هوادة على الاٍرهاب، والتي أضحت كابوسا يؤرق وجدانهم وأحلام أولادهم في استمرارية الملك العضوض والذي هو قاب قوسين أو أدنى مِن الزوال ..
إن الحملة الانتخابية الامريكية اليوم وخاصة ساستها الخارجية تهيمن عليها أحداث منطقتنا، فالكل يتوعد المسلمين باسم الارهاب، وأنّ ما قالته هلاري كلنتون لإرضاء تل ابيب من أشهر بعدم اكتراثها إن قُتِل ١٠٪‏ من سكان غزة وهو حوالي ٢٥٠ مسلم لهو شاك على بياض للقتل، وما توعد ترامب بضرب الجماعات الاسلامية وخاصة تواجد الدولة الاسلامية وساكنيها بقنابل ذرية صغيرة لهو شيك أبيض آخر للقتل، وذلك كلّه من أموال الاعراب في المنطقة، فالبعض كبوسه الربيع العربي، والآخر ما ترتب عنه من إرهاب، فالكل مشارك في قتل المسلمين مع المرشحين الأمريكيين و إن ادّعوا المحافظة على سلامة الاسلام، والإسلام برآء من هذه الأصناف البشرية تلى يوم يبعثون ..
فرُبَّى ضارة نافعة، فالإسلام  في هذه الانتخابات الامريكية أخذ حصة الأسد من الدّعاية وإن كانت غير الذي أراد القوم، فهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ( الحملات الانتخابية )، ويأبى الله إلاّ أن يتّم نوره ولو كره الكافرون، فهم يريدون والله يريد وفعّال لما يريد، فالسنن قضت وتقتضي أن من حارب دين الله ولو بشطر كلمة فسيكون من الخاسرين، فما بال الأعراب الذين يساندون من قتّل ويقتِّل في المسلمين من أموال المسلمين هؤلاء القتلة إلاّ أن يخربوا بيوتهم وبيوت من زعموا الانتصار لهم ولعروشهم، وأنّ المنطقة حبلى لتغيرات كبيرة والله مع من أثخن في الأعداء واتقى، فلكم انتخاباتكم وما تنتخبون، فالسياسة أفعال وليست أقوال، ولنرى ما أنتم عليه من أمر غداً، فمشاريعكم مرهونة بوعد الله ومن أصدق من الله حديثاً ..

السلام عليكم

========================
كتبـــــــه : نورالدين الجزائري

11 ذو القعدة 1437هـ الموافق ل 13/08/2016



vendredi 12 août 2016

مقال بعنوان " نصر اللاّت و الانتحار الناعم " بقلم المدون نورالدين الجزائري



نصر اللَّات والانتحار الناعم ..



الأُمَّة الاسلامية وبعد انطفاء أوار نور جهادها لملل الكفر العالمية، وخاصة منذ سقوط دولة الخلافة على يد اتاتورك اللّعين، ومنها تنصيب عملاء موظفين على الأمة الاسلامية جمعاء، أصبحت جسدا بلا روح، وسيفاً بلا كتاب يهدي، أُمَّة يُسخر منها في المحافل الدولية، أُمَّة يقال عنها يا أُمَّة ضحكت من جهلها الامم، أُمَّة غثاء بجهالة متفاوتة، أُمَّة أصبحت القطط والكلاب تنهش من جسد أبنائها بعد مرور أهل المفر على ديارها، أُمَّة تبكي حالها ولا بواكي لها، والله المستعان ..
فَلَمَّا كانت الأمة كاملة بجسدها وروحها، أخافت حتى الجبال بشموخها، فالغرب لا ينسى وقوف الجيوش الاسلامية في الامس القريب على أسوار فيينا بالنمسا و بْوَاتْيِيهْ ـ  Poitier ـ بفرنسا، فاتحة لأمصاره و إذلالا لكفره وشركه، فكان لزاماً عليه هدم الخلافة وتنصيب وكلاء له بعقر دارها بعد تمزيقها إلى دويلات ضعيفة يسهل التحكم فيها بالريموت كنترول حتى ..
فما شهدنا بعدها من صحوة وجسد بروحه إلاّ إبّان الغزو السوفياتي لأفغانستان، فعاود الكَرّة المسلمون بإحياء ذروة سنام الاسلام، وتجرد المجاهدون من الوطنية والاشتراكية والعلمانية ومن كل تخاريف الانسانية ومن حولهم إلى حول الله وقوته، فكان لهم عزّ الحياة وشرف الموت، وتذوّق ما ذاقه محمد صلوات ربي وسلامته عليه وصحبه الميامين رضوان ربي عنهم أجمعين، فكان بذلك ولادة جيل بعد مخاض عسير، أرجع للأمة روحها وخلّ أعداء الملّة والدِّين في ذهول ممّا رأوه في أفغانستان بأم العين ..
الخطر الأحمر بات في عدد كان بفضل الله ومنّه على عباده الموحدين، فأصبح حديث الغرب صولات وبطولات المجاهدين، فكما أنّ الصليبية متجذرة في عمق وخصوصيات الغرب، أوجدوا عدوا لهم كالعادة ألا وهو الخطر الأخضر، واستبقوا المخططات بغرس بذرة النفاق بإهداء إيران الشاه إلى فارسية الملالي بزعامة الخميني عليه لعنة الله بعد طول تهيئة من الغرب واستلام المهام لبدء عملية غشّ محكومة الأدوار والأطوار في منطقتنا العربية الاسلامية ..
كان من ضمن المخططات المحكّمة، زرع هذا الخنجر المجوسي في منطقتنا، يضرب ظهر الأمّة بأوامر سريّة واُخرى معلنة، وكان لابد من استنزاف قوّته حتى لا تفلت السيطرة عليه، ويسهل التحكم في خيوط عمامته، فكان أيضا من الواجهة الاخرى قوة عربية لا يستهان بها تدّعي القومية والعروبة، تدين بالوطنية والولاء للقائد المبجل ..
فاستدرج الغرب الطرفين إلى فخه فدارت حرباً ضروساً أحرقت الأخضر واليابس بينهما، واستنزفا قوتهما وأصبحا مدينين للغرب سياسيا واقتصاديا وماليا، ومن هنا بدأت اللّعبة متحكم فيها وفي خيوط المنطقة بعد استنزاف الجميع وإدخالهم حرباً أرادوها في حرب الخليج الثانية ..
فالغرب بذكائه وفطنته وقراءته لأبجديات المسلمين، عمد إلى أن يشد العصا من الوسط في المنطقة، وأدخل عليها حتى الجزرة، فخلط الأوراق، لتكون كلمته هي العليا في خيرات المسلمين وما تبطن أرضهم، وليسهل التحكم فيهم بعد استنزاف أسلحتهم التي كانوا يدعمون بها القومي ضد ملالي طهران ..
فالتاريخ يعلّم المؤمن ولا يتعلم منه الأعراب، فقد حذّر أهل العلم وبعض السياسيين والمثقفين من هذه الأمة مسخ هذا الكيان، وإن بذرته كبذرة أحفاد القردة والخنازير من اليهود الصهاينة، فلينما أعادت ايران سياساتها في المنطقة وتفرّدت علنا بطلاقها مع الغرب وعاشرته بمتعة في السرّ، حينها كان الأعراب يتقربون زلفاً لمن دبّ فيهم روح الهزيمة والاتكال عليه في حالة نشوب حروب في المنطقة باستقدامه لبناء قواعد في بلداننا، فتقدم الخبيث بدهاء خاصة في مجال التسليح، وزلّت قدم الحمقى حتى احتل الخبيث عدة عواصم عربية، والسكينة اليوم قاب قوسين أو أدنى من رقبة الأمة جمعاء ..
فالغرب عمِد عنوة بتقوية من كان يجهر بعدائه علانية، وأضعف بتخطيط محّكم من كان يتقرب إليه زلفة وفي إيديه كل الأسباب للاستغناء عنه، فلسان حال الغرب بعد التمكين من المنطقة جعل كلب حراسة لمصالحه مطيعاً له، يأتمر بأجندته بدهاء فائق، فكانت الروافض ذلك الكلب المريض بداء الكلب، فرُبَّى تخطيطٍ نتج منه كرهين هذا صليبي وآخر رافضي على أبناء الاسلام ..
فالرافضة وعبر تاريخ الأمة كانوا الخنجر المسموم والذي من خلال طعناته يدخل الكفّار بلاد الاسلام، فعلى مرّ التاريخ كانوا يلجأون ألى تفكيك الأمة وزرع الفتن فيها عبر جماعات، وهذا ما أحدثه الخميني الهالك عليه من الله ما يستحق لمّا أسس حركة أمل الشيعية، ومن بعدها حزب الله اللبناني، فالأول احترقت خيوطه لما تعاون مع اسرائيل في صبرا وشتيلا وكانت المذبحة على أيدي حركة أمل الشيعية، والثاني راح بذكاء ولم يعادي السنة تقيةً، فتغلغل في أوساط الأمة عبر رفع لواء تحرير فلسطين والمقاومة للصهاينة، فنتج من هذا التعطش لجهاد الأمة المغيّب أن رفعت هذا الحزب فوق العقيدة وكل الاعتبارات، فأضحى المقاوم والمدافع الاول لقضية أُمَّة الاولى وهي فلسطين ..
نجح هذا حزب اللَّات باستمالة أولا الاخوان، فروجوا له ولحزبه عبر الشيخ القرضاوي والشيخ العودة والمفكر محسن العوجي وغيرهم من دعاة " الوسطية "، فباسم التسامح والتقارب الديني، سفَّهت الجماعات الجهادية السنية التي كان مغضوب عليها من طرف امريكا تحت لوائح القائمات الإرهابية، وسُكِت عن حزب اللَّات من الغرب، بل وأحدِثت له انتصارات وهمية في مايو سنة 2000م عند خروج الصهاينة من جنوب لبنان، وافتعال بعدها حرب تموز 2006م بينه وبين الصهاينة مرة ثانية، وكل ذلك كان للتغطية والتغيّيب التام للجهاد الحقيقي الذي كان يقوده الزرقاوي وجماعته من دولة العراق الاسلامية في العراق ضد الغزاة الأمريكان وانتصاراتهم عليهم ، وحتى لا تلتفت الأمة لعقيدتها الجهادية الحقّة، فضخّم الاعلام وهلّل وكبَّر للخبيث، وأدار ظهره للصادق، فأراد الله بذلك أمراً وتزاد الأعداء أمراً آخر حتى جاءت الكاشفة والفاضحة في العراق وسورية بالتعريف بالروافض وما يبطنون، وإسقاط عنهم قناع النِّفَاق وموالاة الكافرين، والتعاون مع الصهاينة وأعداء الدّين، وهذا ما حذّر منه أئمة الهدى والدجى وأعلام الأمة من أن الروافض داء، ولا دواء لهم إلاّ إدخالهم سرداب إيمامهم، وإحكام بابهم ومفاتيح أنفاسهم ولا كرامة ..
فيا أيها المسلمون، اليوم يوم الكشف العظيم بما عليه الأمة من أحداث عظام، فقد بيّن لكم ربكم وأخرج أكم للعلن ومن رحمته عفن هذه الأمة من باطنية وسطحية، فلا حجة لكم بعد أن تبيّن لكم من الأصل ومن الدخيل، فما كان الله أن يترك أُمَّة نبيّه في هذا التيه، فقد سخر لها من يرجعها بحد الكتاب والسيف إلى ما كان عليه الصدر الاول، والذي أطاح بدولة فارس الاولى، وتلك الأيام نداولها بين النَّاس حتى يعلم الله الصادق من الكاذب، وليطيح بدولة فارس الثانية بإذنه وحوله وقوته، فقد اجتمعت ملل المفر العالمية على قلب رجل واحد تقارع سيف التوحيد وآيات التوحيد، فإيران اليوم بأذرعها وعلى رأسهم حزب الشيطان في مقدمة صفوفها وقد نزع عباءة المقاومة والممانعة التي كان يبطنها خبثا للأمة وهذا من لطائف الله  عزّ و جل ورحماته على أُمَّة الاسلام، فاليوم هذا الحزب الذي نُفخ فيه إنَّما تبين أن نمر من ورق أمام صبية سورية، ولم يدخل بعد حربا حقيقية مع أبناء التوحيد، بل يعلم أنه لا صمود له أمامهم، ولذا رأينا وتابعنا التحاشي الذي كان يستعمله لكي لا يدخل المعركة ضد أسود التوحيد، فهذا الحزب إنَّما صنعته اسرائيل وأمريكا، ليكون بديلا عن الجهاد الحقيقي الذي تسنّ به الاجداد والاباء، وبدت أواره في أفغانستان مرورا ببلاد الرشيد بلاد العراق، فما زخرفوه له فاليوم أصبح وبالا وتعرية من الله لهم اجمعين ..
فقد أضحى هذا الحزب اللّعين من قتلة أبناء السنة الأطهار الميامين، أصبح أجندة باطنية رافضية لعينة تريد التمكن من بلاد المسلمين، فقيّض الله له صبية عرّوه وعرّوا من وراءه، فالضربات التي تلقاها من أربعة سنين على يد صبية سورية الاشاوس إنما بداية نهاية هذا الحزب الشيطاني، فالمعركة لم تبدأ بعد مع أسود التوحيد، والغلبة لمن وطّن نفسه بالعقيدة الصافية وتجرد من قوته وحوله الى قوة الله وحوله، وإن الحزب مات اليوم سريرياً في عقول الأمة، وأنّها أيام ويقبر لا رجعة فيه، وأنّ نصر الله حليف المخلصين لدينهم وأمتهم، وحاشا أن ينتصر الشرك على التوحيد وأنها لمن السنن، وانتحار الانسان وإن لم يسلم الروح يكون عبر شركه وسريرته الخبيثة وما يبطن لغيره، وكم من أحياء وهم اموات، والتوحيد أصل الحياة، فهل بعد الشرك انتحار ..!

السلام عليك
 =============================
                                              
 كتبــــــــه : نورالدين الجزائري

10ذو القعدة 1437م الموافق ل 12/08/2016