Rechercher dans ce blog

dimanche 15 décembre 2019

مقال بعنوان " أحداث ليبيا وانعكاساتها على الساحل الإفريقي " بقلم المدون نورالدين الجزائري



أحداث ليبيا وانعكاساتها على الساحل الإفريقي

إن سرّ التسريع في الحرب بين حفتر والسرّاج وإقصاء الآخر والسيطرة على العاصمة طرابلس ومنها بسط الهيمنة على كل ليبيا إنّما ذلك من دعم المجتمع الدولي (أمريكا- فرنسا- إسرائيل - السعودية - الإمارات...) لحسم المعركة وجعل ليبيا مركز قيادة للتخطيط في كيفية هزيمة الإرهاب في الساحل الإفريقي، فالإرهاب على الساحل الإفريقي قوِيت شوكته وأصبح من شبه المستحيل إيقافه في ظل هذا التشرذم والتفكك في التحالف الدولي على الإرهاب مرورًا بمشاكل حلف الناتو وتمدد الدولة في إفريقيا عمومًا، فاليوم أصبح الإرهابيون في الساحل أصحاب المبادرة وهم من يخطط لهجمات منسّقة، أضرّت بعدة دول غربيةما أدى بروسيا أن تدخل النيجر عبر مستشارين أمنيين وبدعوة من دول الساحل حتى، فالأوراق كبيرة ومتشعّبة واختلطت بعض الاستراتيجيات على أمريكا وفرنسا خاصة في ظل مكافحة الإرهاب، فأمريكا وعبر افريكوم مكبّلة من حيث عدم وجود صحوات كأكراد سوريا أو بعض القبائل العربية، وكذلك فرنسا مشلولة إذ أخطأت خطأ استراتيجيا بتعويليها على ما في خطط برخان ونظرة محدودة الآفاق وعمليات ساذجة التنفيذ في حربها على جماعات أشدّ منها قوة من حيث العزيمة والقتال والمراد، فيمكن القول اليوم أنّ أمريكا وحلفاؤها يريدون استلام ليبيا عن طريق حفتر وتجنيب البلاد التمزيق حتى تكون أكبر قاعدة غربية حربية لمحاربة  العدو والشبح الأسود الداهم لكل ما هو بوّابة للغرب كما يحلو لفرنسا القول وأكبر تحدّي لاستقرار بلدان المغرب العربي.
فالوقت اليوم لغير صالح الغرب في ظل تمدّد غير مسبوق وأمام عمليات شبح لا ترصدها تكنولوجية ولا مخابرات وضعف في المعلومات وتمزيق في التنسيق وافتقار للخبرات. وفي الأخير ستحصل أمريكا على ليبيا كاملة وستتكوّن أحد اكبر القواعد العسكرية العالمية للحرب على الإرهاب وبتنسيق أوروبي مغاربي وإفريقي، وستعوّل أمريكا على الجيوش النظامية للبلدان المذكورة في ظل الافتقار إلى الصحوات وذلك راجع لتجاوز شعوب المنطقة الربيع العربي ومعاينة أمريكا حقيقة وكيفية تخلّيها عن الديمقراطية في تونس وليبيا ومصر بعد الإطاحة بأعوانها، وما أخلفته من وعود مع أكراد سوريا وصحوات العراق، فالحرب على الإرهاب في الساحل الإفريقي في بدايتها، والإرهابيون هنالك قطعوا أشواطًا كبيرة في كيفية التصدي للتحدّيات وما تأقلمهم مع البيئة إلا من استراتيجيتهم ومن باب التحضير لما هو آت من حرب عليهم، فالساحل الإفريقي لا مكان فيه للاستخبارات لأن البشرة سوداء، ولا مدن بالتعريف الكلاسيكي حتى تتأقلم الجواسيس مع الحاضنة، فإن ما ينتظر أمريكا وفرنسا لهو الهول بحد ذاته والقوم قد أعدّوا العدة والخطة، فالهمّة لمن درس الخطط وتعلّم من الأخطاء، ومن يريد الصحوجة فلا أنطاليا أو أنقرة أو اسطنبول أو دبي أو الدوحة مع حدود بلاد الساحل ليتمتع بالأموال، فبلدان الساحل مكشوفة والأغنياء على الأصابع معدودة ومعروفة، وكذا لا يوجد حرس حدود لتلقي الأوامر خلفها ..
والسلام عليكم
================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 19 ربيع الثاني 1441 هـ الموافق لـ 16/12/2019






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire