Rechercher dans ce blog

lundi 2 décembre 2019

مقال بعنوان " إتفاق طالبان مع الأمريكان والعملية السياسية المرتقبة " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



إتفاق طالبان مع الأمريكان والعملية السياسية المرتقبة


‏يبلغ سكان أفغانستان ٢٧ مليون نسمة ، يتوزعون على :  1- البشتون.. ٥١% ، ٢- الطاجيك .. ٢٠%  ،  ٣- الأوزبك .. ١٠%  ، ٤- الهزارة.. ١٠%  وثلثهم سكان كابل ، ٥- البلوش.. ٢% ، ٦- التركمان .. ٥% ، ٧- القزلباش .. ٢% ، أما القوات الأمنية فهي خليط بين الطاجيك والأوزبك والهزارة والتركمان ،حيث ان المخابرات في يد الطاجيك والأوزبك متحكمون في الشرطة ، اما الجنود فهم خليط ممن تبقى من فئات   ، قد يتساءل القارئ عن سبب ذكر النسيج السكاني لأفغانستان كمقدمة لهذا المقال ، فأقول ان امريكا ستلعب في أفغانستان بهذا الوتر ، وهذا ما سيتبين لاحق من خلال ما تبقى لنا من أسطر.
إن افغانستان تعد أحد أهم الدول الاسلامية التي تُستنزف أمريكا فيها دون استثناء سورية والعراق، فقد خسرت نحو ٦ آلاف ترليون دولارعلى حروبها ونفوذها بالخارج، وامريكا اليوم تريد أن تخرج بأقل الضرر والتكاليف، إذ تعلّمت من العراق كيفية الانسحاب، وها هي اليوم تعيد ذات السيناريو في أفغانستان مع حركة طالبان ،فانسحابات أمريكا من مواطن النزاع تسبقه مفاوضات تكتيكية وخلطٍ للأوراق، تارة في مكاتب مغلقة، وأخرى تحت مسمّيات أممية تعرض من خلاله ثمرة المفاوضات السطحية، وتعرف من خلالها صقور وحمائم الخصم في التمسّك بالمبادئ، فأمريكا اليوم رتّبت خروجها بمفاوضات مباشرة مع طالبان وأخرى مع الأقليات نصّبتها كحكومات مركزية عميلة لها، العراق البارحة واليوم أفغانستان، وتعيد التجربة كلّما شعرت بالاستنزاف ماديا ومعنويا، فأمريكا أيقنت أن خروجها من أفغانستان مسألة وقت، والبعض يركّز على قوّة طالبان في الاستنزاف، والبعض الآخر ذهب إلى أن بقاءها مع تنامي نفوذ الدولة الإسلامية سيكون ضعف ما قاسته مع طالبان وأن خسائرها ستكون مضاعفة من حيث الاستراتيجية المتبعة من طرف الدولة، إذ أن أمريكا في أفغانستان لا تحتك بالسكان لانعدام الثقة بل تمركزها في ثكنات مجملها سهلة الوصول بعمليات نوعية كالمفخخات والانغماس والكمائن في الجبال، فخروج أمريكا اليوم أرهنته بحزامين أمنيين، اوّلهما ما أنفقت عليه من عناصر في الجيش الافغاني من مخابرات وجنود وشرطة، بحيث يمكن لهذه العناصر لعب دور مهمّ في زعزعة أمن أفغانستان إن طالبان غيّرت من الاتفاقات والاتفاقيات المعلنة أو السرية، فأمريكا حينها يمكن أن تلعب بأوراق الأقليات لإرباك طالبان داخليا وحتى تتمكن من شد خيوط اللعبة سياسيا وأمنيا ، وكذا ستتمكن لأمريكا من إدارة الحرب على الدولة الإسلامية من خلال حركة طالبان وهذا هو الحزام الأمني الثاني الذي سيحمي مصالح أمريكا في أفغانستان، وزجّ بأفراد الحركة وفي الخطوط الأمامية لاستنزافها والإبقاء على العملاء من الأقليات كمليشيات تربّص لسياسة طالبان في إدارة البلاد بعد "خروج" أمريكا من افغانستان، والسؤال المركزي والجوهري في آن واحد أو بالأحرى القنبلة الموقوتة التي ستخلّفها أمريكا في هذا البلد : هل سترضخ الأقليات الأفغانية الكبيرة من الاوزبك والطاجيك والهزارة بحكم طالبان !!
للعلم أن الكل منها يأتمر إلى جهات خارجية وأجندات وحسابات دقيقة ..
يتبع ..

==============
كتبه نورالدين الجزائري




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire