Rechercher dans ce blog

samedi 23 février 2019

مقال بعنوان " مظاهرات الشباب الجزائري وسقف المطالب " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



مظاهرات الشباب الجزائري وسقف المطالب


لاشكّ أن ما يجري اليوم في #الجزائر من مظاهرات "سلمية" وإن قارنها البعض بأنها شبيهة كتلك التي مرّت ببلدان الربيع العربي من حيث المطالبات الوضعية فهذا من حق البعض أن يراها طبق الصورة الاصلية ومن الخراج التي آلت إليه الأمور بعد هذه المظاهرات من رجوع البعض إلى الحضائر صفر اليدين ، فالمظاهرات من الإسلام ومن صلب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي هذا الباب من البحوث و المقالات ما يكفي ويشفي، ولابد منها وبقوة في ظل الحكم بغير ما أنزل الله عند الاستضعاف حتى تُكسر الحواجز النفسية وهيبة الظالم أمام المطالب المشروعة، فمن السياسة الشرعية المطالبة بالحياة الكريمة ، فذلك الأعرابي الذي وقف لمعاوية - رضي الله عنه - في صلاة الجمعة بسيفه مطالبا إيّاه بالمال وانه للمسلمين ولا غير، فبارك معاوية عمله وقال له قد أحييتني أحياك الله، ولا مقارنة في ظل حكّام اليوم الموالين للأعداء وكيفية تغيير الشعوب لمآرب المستعمر ولخدمه ممن يحكم بلاد الاسلام، فالتظاهر حق مشروع وهو من باب الأمر بالمعروف ومن حقوق الرعية على الراعي أن يذكّروه بالعقد الذي بينهم وبينه، فصحيح أن هذه الأمور أصبحت غريبة وغير جادة في ظل حكم الطاغوت وجنده وأعوانه، فقد يراها (المظاهرات) البعض على أنها وسيلة للتذكير بالاستحقاقات ويراها البعض الآخر أنها من العبث، لكن في الامر حل ما لم يطرأ على ذلك مُحرّما أو حراما، فالمطالب اليوم لابد أن تكون ذات سقف وأولويات شرعية معلومة، ففي ظل حكم الطاغوت على من خرج للتظاهر أو لانتزاع الحقوق فمن رأس مطالبه الحكم بما أنزل الله ولا غير، وأن يسعى لذلك ولو أدى به إلى الهلاك فإنه قد يُعذر عند الله ورحمة ومغفرة.
ولكن ما نراه اليوم وهذا الخروج للتظاهر فلابد له من دراسة واقعية وعقلانية لمَشَاهده، فكل بلد يختلف أبناؤه عن البلد المجاور وذلك لأسباب معروفة معلومة، فالشعب الليبي غير التونسي أو المغربي ناهيك عن الجزائري، فالجزائر شهِدت تغيّرا جذريا في بنية الإنسان في هذا البلد، فلابد من الرجوع إلى أصل بناء الشاب الجزائري المولود في التسعينات (العشرية السوداء) وكيفية سلخه من محيطه الإسلامي بدءًا بجعل حدود نفسية بين من عاش إرهاب النظام الجزائري في التسعينات ومن لم يعاين ذلك وكيف استثمر العلمانيون في الشباب، لكن الحمد الله وبقدره شاء الله أن يخيّب الطغاة ويرّد ايديهم لطما بعد أن كسر هذا الشباب حاجز الخوف في ٢٠١٠ وقبل أحداث الربيع العربي، ثم استثمر فيه هذا النظام بالأموال والمجون المصنّفة، لكن شاء الله أن يعود هذا الشباب ويطالب بحقه في العيش وهذا أمر مشروع مطلوب وإنها لخطوة أولى لما ستؤول إليه أحداث ومظاهرات الجزائر كوني من المراقبين لهذا المجتمع.
فالبعض ربما يرى أن الشباب حرّكته قِوى سياسية أو شخصيات بقناع وأجندات، فمن لا يعرف الشعب الجزائري فيمكن أن يهرف من دون أن يعرف، والذي تحرّك في هذه المظاهرات إنما صنف مثقّف وواعي من حيث العبث الذي عشعش في الجزائر من حاكم إلى ابسط عامل في سلك الطغيان، ومحرّك هذه القوة وسائل التواصل الإجتماعي أوّلا من حيث التخطيط والمناداة بالخروج للتظاهر ضد عبث فئة ومافيا مال وأعمال، وثانيا إمكانية إصلاح ما تبقى في ظل رؤية انهيار شبه تام للجزائر ولاستنزاف خيراتها من طرف جنرالات فرنسا وأبنائهم وأعوانهم، فالبعض ينقم على أن لابد أن تكون الأمور بالصدام المباشر مع الحكّام وعساكرهم وأعوانهم من دون سابقة تخطيط ولا عدة، فالأمر شبيه بالانتحار على أسوار برلين، فالاندفاع لا بجلب إلا الويلات والخسران، ولكل مرحلة نظرتها ونتائجها، ولكل تجربة عدّتها ورجالاتها، فإما صداما مخططا له وإما مهلكة أخرى لشباب الإسلام في ظل غياب التوجيه ورجال الوغى الحق، لذا فعلى المسلم أن يكون من أهل المراحل في إزالة الطواغيت وكل حسب قدرته إلى أن تتكون قناعة على أن من كان عدوا للإسلام فلابد من إزالته كما أعدّ هو العدة لإطالة أمد صموده وقعوده على صراط الحق، فالصدام آت لا محالة ولابد أن يُتهيّأ له إن أسرّ الحاكم العبث بالحكم بما أنزل الله ..
السلام عليكم

======================
كتبه المدون نورالدين الجزائري

بتاريخ 18 جمادى الثانية 1440 ه الموافق ل 23/02/2019






mercredi 13 février 2019

مقال بعنوان " فشدّوا الوثاق " بقلم المدون نورالدين الجزائري



فشدّوا الوثاق ..

يقول تعالى:" حتَّى إِذا أَثخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ"، هذا في الأسر ويكون أيضا في المعارك وفتح الجبهات على العدو وتشتيت قوّاه وتمركزه، حتى تضيق الأرض به لئلا يفلت من قبضة أولياء الله له، فإذا كان كذلك فحتما سيخضع ويستسلم لشروط الإسلام وخاصة عند دفعه عن الأرض والدين والعرض وفي كل مرة تجد من خان الله ورسوله ودينه لأجل مكاسب وفتات دنيوي زائل إلا ويخفف الوثاق والرباط على أعداء الله بكل أطيافهم ونحلهم ومللهم من صليب وصهيون وقرامطة ومنافقين ومرتدين عند نقطة فناءهم واندحارهم إلى لا رجعة من الديار، بل يخفف عنهم الوطئة والاستنزاف ويعطيهم يد العون والمشورة والسؤدد والمعونة للالتفاف حول الوثاق وإعادة استراتيجيته في الحرب وتمركز قوّاه وإزالة من خططه نقاط الضعف ومن أين تؤتى إزالته، فالأمر معاين في سوريا والعراق وأفغانستان مع هبل العصر أمريكا وسياساتها على الإسلام والمسلمين، فمن خفّف الوثاق عنهم في العراق، ومن يخففها اليوم في أفغانستان ومن آزر القرامطة وأسيادهم الصهاينة والصليبيين في سوريا، ومن دلّ على عورات أولياء الله المخلصين وعاون الكفار والمرتدين على قتال الموحّدين، ومن مدّهم بالمشورة والنصيحة للتخفيف عنهم وعن المصيدة التي وقعوا فيها، فلا شكّ أن الكل متعاون مع أمريكا في ترسيخ أقدامها في بيوت المسلمين ..
فأمريكا نزلت بقدر الله في أرض الإسلام وهذه أراها والله رحمة بعباده المخلصين خاصة ولعموم المسلمين عامة، ولابد من مجابهتها وهذا قدر الأمة لإزالة جرمها على الأمصار، فمن عرِف السر استجاب ومن جهله سخط وكشّر الأنياب على ما هو عليه من مكانة ومكاسب، فقليل من فهِم مناطه من المعركة وسلّم ‏أمره وأناب، وكثير من جهِل مآرب أمريكا في إبقاء المسلمين في سجن كبير تحت محميات ممنهجة ومقننة، بل ونادى بسياساتها لإدارة شؤون المسلمين في السجون، وما نراه اليوم من تخلّف الأقدام والزلل والمصائب في العقيدة والإسلام إنما ذلك من دين أمريكا على الأمة وخراج تجاربها بفضل من أزال الوثاق ومدّ يد العون لها ولاستمرار هيمنتها في بلاد المسلمين، فإذا نجح العدوّ في تقزيم نظرة وشمولية الإسلام في الفهم والأذهان ودخلت معه في شبِاك مكره وازدواجيته معايير العصا والجزرة فحتما سيرغمك إلى أن تخضع لشروطه وحينها سيكون هو من بيده عقدة وربطة الحل وما أنت إلى في حبال وثاقه وسلاسله.
السلام عليكم  

====================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 07 جمادى الثانية 1440 ه الموافق ل 12/02/2019





مقال بعنوان " المؤسسات الدّينية، هؤلاء هم العدو " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري




المؤسسات الدّينية، هؤلاء هم العدو ..

قال تعالى: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُون" ،  ‏لو غصت وبحثت في السنّة وفي آثار الصحابة وتاريخ التابعين لن تقف على حديث أو أثر أو واقعة تقارب المسلمون فيها بأهل الكتاب، ولن تجد إلا السيف كمترجم للأقوال والأفعال إما إسلاما أو جزية أو حربا، فكيف باليوم وما نراه من بعض من انتسب إلى الإسلام يتكلّم باسم الأمة ويريد تقاربا وسلاما ‏وحبا وسؤددا، فأهل الكتاب بالأمس ليسوا كهرباء اليوم، فبالأمس كان معظم اليهود والنصارى متمسّكون بالإنجيل والتوراة، وأما اليوم فمنهم قليل من على عهد أسلافهم ولا يكادون أن يُحصوا من هول الإلحاد الذي عمّ بلاد الإفرنج اليوم.
 فالقرآن جاء بصيغة الحوار عن طريق المباهلة على التوحيد والصدق لا عن طريق المؤتمرات وما نشاهده اليوم من حوار الأديان والسلام بين الشعوب، فمن حاور على دين آخر من غير المباهلة كما جاء في القرآن الكريم فكأنما يريد تصحيح دينا منسوخا وهذا كفر بإجماع علماء الأمة قاطبة، فكل من سلك مسلك هؤلاء فإنما يخدم مشروعا تغريبيا يريد الإفساد على الأمة دينها ‏وعقيدتها وكل ما وصل إليها من توحيد ودين منزّل عن طريق عشرات الآلاف من السلف والخلف الذين استشهدوا في سبيل "لا إله إلا الله"، فالمؤسسات الدينية الإسلامية الطاغوتية اليوم إنما هدفها واحد معلوم وهو لهدم ما هو معلوم من الدين بالضرورة وتعطيل الحكم بما أنزل الله وتحسين حكم الطاغوت.
‏فالمؤسسات الدينية وكهنتها تراهم اليوم وبخطط ومنهجية محكمة يحاربون كل ما هو أصل ما جاء به الإسلام المنزّل من توحيد وعقيدة ودور قرآن إلى المظاهر من نقاب إلى لحية إلى تصنيف للجماعات حسب المعتقد الأيديولوجية، ولا يكلّون من محاربة وذمّ كل من بفكّر في نصرة المستضعفين ولو بكلمة او درهم، ‏فحريّ بالمسلمين اليوم تسمية هؤلاء من يتصدّر الكلام باسم دين المسلمين في المحافل الداخلية والدولية أن يُسمّوا كهنة ورهبان لأنهم أحلّوا ما حرّم الله وحرّموا ما أحلّ الله، فلا فرق بين هؤلاء ورجال الدين عند اليهود والنصارى، فمن سمٍع منهم وأجابهم فلا يلومنّ إلا نفسه فهم العدو فاحذروهم.
السلام عليكم  ..
=====================
كتبه نورالدين الجزائري  ..
بتاريخ  30 جمادى الاولى 1440 ه الموافق ل  05/02/2019




مقال بعنوان " نصر أمريكا المزعوم " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



نصر أمريكا المزعوم ..

‏ لمّا تقرأ للصحفيين والمراسليين الغربيين المختصين في شأن الحرب القائمة بين الدولة الإسلامية وجيوش بلدانهم تدرك أنهم الحربة في تشويه الحقائق والمغالطات وإعطاء صورة مشوّشة وكاذبة عن حقيقة الصراع القائم؛ فجلّهم يرى الهزيمة نمطية وكأن الحرب بين جيشين، وقليل من يحذّر بأن هذا الصراع طويل النفس والأمد وأنه صراع كسر للإرادة والعزائم والنيل من قوة الآخر عبر تكتيكات دقيقة لا يمكن أن يفهم لبّها إلا من درسها وعايشها وخاض في أزقّتها الصعاب والمهالك، ولاشك أن في الأخير لن يبق في خنادق المعركة إلا من كان له النفَس الطويل والصبر على الجراح وفقدان الخلّان، إنها ضوء لذلك النفق المظلم الذي أدخلوا المسلمين فيه عنوة وبسواعد المرتدين والمنافقين من هذه الأمة، وقد علمت جيوش الصليب وعلى رأسها أمريكا أن لو وصل ضوء المصباح إلى أواخر النفق فإن كل شباب الأمة سيقبس ويسطع من نوره وحينها لن ترحم هذه الأمة أصحاب السلام ناهيك عمن عبث وشلّ أركان النهوض ..
‏فاليوم امريكا تعلن نصرها على المدن المُدمَّرة، تعلن نصرها على الأطفال والثكالى، تعلن نصرها للمستضعفين والعجزة، تعلن نصرها على شيء لا يدخل في الحسابات الطويلة، أمريكا ما وصلت إليه إلا بعدما تحالفت مع العالم بأسره لصد الإسلام المنزّل، وهذه حكمة ربانية حتى يعلم الناس حقيقة الصراع ، صراع ما بين الحق والباطل، صراع ما بين الصدق والنفاق، معركة بين الثابت والحائل، معركة من تلك المعركة بين الإيمان والكفر، فأمريكا جيّشت القريب قبل البعيد، وأغرت الصديق قبل العدو، حتى لا يكون لإسلام النبيّ وصحابته أثر بعد عين في بضع قرى ومدن، فالكل اليوم ينسب النصر لِلَولاه ما انتصر المجتمع الدولي على الإرهاب، فالكل له منفعة في تأخير أن لا فرق بين معلوم ومجهول إلا بالتقوى، وأن لا حزبية ولا جماعة إلا تحت الحاكم والشورى، والكثير هلّل لنصر أمريكا من أجل الإبقاء على زعامته وصيته في المجتمعات الغربية كانت أم الإسلامية، لكن النصر ليس بالسطو على معتقد الأمة ولا على موروثها العقدي والفقهي، ولا على أكوام الحجارة المخلّفة في المدن والقرى المدمّرة، ذلك نصر مرحلي ولن يُكسَر عزيمة، إنها وقعة أحد جديدة وتحقيقا لقوله:{ ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}، ومعارك المسلمين عبر التاريخ دروس وعِبر، ولم تُذكر هزيمة لأهل التوحيد ولم تذكر كتب السير والمغازي أن المسلمين انهزموا ولم يعيدوا الكرة للظفر والنيل من أعدائهم، فالحرب سجال، كر وفر، فاليوم نصر على الحجارة ودماء الأبرياء وهزيمة أمام الإصرار والعزيمة، وأمريكا تدرك أنها انتصرت على المادة لا الروح التي تقاتلها في كل مكان إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ..
السلام عليكم

===================
كتبه: نورالدين الجزائري
بتاريخ 07 جمادى الثانية 1440 هـ الموافق لـ 07 /02/2019




vendredi 8 février 2019

مقال " ترامب و الدولة الاسلامية ــ وعود في الكونغرس وهروب من الميدان " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



ترامب والدولة الإسلامية
وعود في الكونغرس وهروب من الميدان    

لنعود قليلا إلى الوراء وإلى عامين بالتحديد منذ أن استلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية من باراك أوباما، وقبل ذلك بأسابيع ونيف وكيف فاز ترامب على هيلاري كلينتون وما جعله يتفوّق عليها في الانتخابات وحسم الأمور لصالح حزبه الجمهوري بذم سياسات سلفه على الصعيد الدولي وخاصة تعامله مع ملف الدولة الإسلامية وخطورة فكرة الخلافة في نفوس المسلمين وإحياء إرث السنة الضائعة عنوة وقهرا من خلال استعمار صليبي رأيته من جاكرتا إلى طنجة، وليتذكّر بعضنا ما كان اوّل خطابه في الكونغرس بعد استلامه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية من ٢٠١٧م إلى ٢٠٢١م، وتعهّداته حيال الأمن القومي الأمريكي وحلفاء بلاده من الدول "الإسلامية" ..
ففي أول خطاب له أمام الكونغرس، تعهد ترامب بالقضاء على "داعش" بمساعدة أصدقائه من العالم الإسلامي، وبتشكيل حلف واسع على غرار ما تشكّل إبان الحرب العالمية الثانية للإطاحة بعرش النازية، وقد حدّد لذلك عامان على أقصى حد للقضاء على الخلافة الفتية وصبّ كل اهتماماته على إنهائها والانتقال إلى تعهّد آخر يخص الصين وروسيا والحد من انتشارهما في افريقيا خاصة، فهذه خطوط عريضة لحملته ووعوده الإنتخابية ولمناصريه ولأعضاء حزبه الجمهوري وللظفر بولاية رئاسية ثانية بعد هذه المرحلة بسهولة، ولكن في أغلب الأحيان السياسة هي علم وفن إدارة المعارك بمفهومها المطلق وليس تهوّرا ولعبا ومراوغة لكسب الوقت وخداع الرأي العام بآليات معروفة عبر سياسيين وإعلاميين مختارين ومدفوعي الأجر إما ماديا أو تقرّبا من الدوائر السياسية في أخذ سبق الأحداث الدولية والتربّع على عرش التضليل بمباركة سياسية ممنهجة، فالرئيس الأمريكي ترامب وخصومته مع بعض وسائل الإعلام وإعلاميين مشاهدة وموثّقة، وحرصه على اختيار إعلامه وأدواته من دون كيف ولماذا ومنها النشر كما يراد للمعلومة أن تصل ويتلقاها المواطن الأمريكي والغربي وبعض السذج من العالم العربي والإسلامي، فمنذ استلامه مكتب البيت الأبيض عمد ترامب على إرساء سياساته الداخلية والخارجية عبر وسيلة إعلامية معروفة ومحدّدة (تويتر) يخاطب بها زعماء وساسة العالم، وكم من قرارات تم إعلانها عن طريق هذه المنصّة المشهورة ليجعل من نفسه ومن هذه النافذة الإعلامية لسان حال سياسة إدارته ومنهجيته في التعامل مع أحداث الساعة، وكم من مرة أعلن أن برنامجه الانتخابي يسير وفق ما خُطِّط له من طرفه ومستشاريه السياسيين والعسكريين، وكم من مرة وبّخ سياسة سلفه في التعامل خاصة مع ملف الدولة الإسلامية وأنها كانت فاشلة لحد ما، ولا أريد أن أعقّب على أحداث أخرى وسيتم التركيز عل تعامل الإدارة الأمريكية منذ بروز نجم الدولة الإسلامية إلى أن أعلن ترامب الانسحاب والخروج من سوريا هذه الأيام بعد أن أوهم العالم بأنه قضى على الخلافة والإرهاب بصفة عامة في الشرق الأوسط ..
فالمتابع لأحداث سوريا ومنذ اندلاعها وانخراط أمريكا والغرب بصفة عامة مع ذيول المنطقة نلمس أن أمريكا تعاملت مع ملف الدولة الإسلامية وخاصة منذ إعلانها الخلافة على ثلاثة محاور رئيسية، اثنتان تم التعامل معهما في حقبة أوباما، والثالثة منذ استلام ترامب رئاسة امريكا ولم يأت بجديد على الخطة المتبعة، بل هي من سياسة أوباما أو بالأحرى استراتيجية متّبعة من طرف البنتاغون والمخابرات الأمريكية للقضاء على الدولة الإسلامية، فكانت الخطة الأولى نزع الشرعية الإسلامية من تحت بساط الدولة عبر تسفيه مشروعها من عقيدة إلى طريقة قتالها، وقد تمّ ذلك عن طريق أصدقاء أمريكا في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي كما سمّاهم أوباما ومن بعده ترامب في الكونغرس، وقد تولّى المهمّة ممن يُطلق عليهم علماء الأمة أوّلا، وبعد أن عجزوا تسلّمت المنظّرة المخابراتية المتربّصة بالجهاد في منطقة المهمّة بتشويه معتقد الدولة الإسلامية وإلحاق تهمة الخارجية بها، وقد أفلحت نوعا ما في شق صفّها وإخراج بعض الفصائل من تحت عباءتها وإغراء الأخرى بالمال والسلاح عن طريق غُرف مخابراتية من دول المنطقة، فما كان من الدولة الإسلامية بعدها إلا المضي في مشروعها تحقيقا عل أرض الواقع بحكم حكمها لمناطق شاسعة وكبيرة بين سوريا والعراق، وأما الخطة الثانية ودائما في عهد أوباما تمثّلت في اصطياد وقتل رؤوس وأمراء الدولة عبر اغتيالات ممنهجة لإضعاف شوكتها وتشكيكها في قدراتها السياسية والقتالية، وكان لأمريكا ما كان عبر موت نخبة كبيرة من قادتها، فما كان من الدولة الإسلامية إلا تنقية الصفوف والتحرّز من الأدوات التي تمت على إثرها اصطياد وقتل أمراء الصف الأول من هيكلها وتنظيمها، إلى أن تحزّب الروافض والأكراد في العراق لقتالها في الفلوجة وبيجي وأخيرا في الموصل، وتسلّم مهمة قتالها في سوريا فصائل قطر وتركيا والسعودية والامارات والاردن وكل ذلك تحريضا من طرف السرورية والمنظّرة الأردنية، وفي خطة من جانبين لحصرها وتجميع قوّاها وقتالها مجتمعة تحت طائرات حلف أكثر من سبعين دولة على رأسه امريكا ودول المنطقة ..
انتهت حقبة أوباما والخطة الأولى والثانية، واستلم ترامب رئاسة امريكا ومنه خطابه كما أسلفت أمام الكونغرس وتعهّده بالقضاء على الخلافة، فبدأت أمريكا باستئصال المدن والمعالم والحجر والشجر والمقاتل والمسالم على كل شبر كانت تحكمه الدولة الإسلامية، فاستعملت لذلك كل الأسلحة التي بحوزتها والمحرّمة دوليا حسب تعريفها ومعاهداتها عند الصراعات وفي الأمم المتحدة، فلا بأس إن كان العدو هو الإسلام المنزّل الذي ينافس وجودها كقوة استمالة شعبية وكفطرة عند الإنسان بصفة عامة يقلب موازين النيو-رأسمالية والقضاء عليها كما قضى على النيو-ماركسية وذهاب ريح الاتحاد السوفياتي بالأمس القريب، فأمريكا تعلمت درس الأمس والتي ساهمت في بلورته وتنفيذه من أجل مصالحها كقطب أوحد، فإذا كان بضعة مجاهدين من دون عقيدة صحيحة إجمالا هزموا اعتى قوة على وجه الأرض في بضع سنين فكيف بمنظومة حكم وسياسة محكمة ومضبوطة وشراسة قتالية لم يعهدها العالم الغربي وعلى رأسه امريكا لا في الحرب العالمية الثانية ولا في فيتنام ولا حتى في حرب الخليج الثالثة، فبمجرد ذكر الدولة الإسلامية في الدوائر السياسية والإعلامية الغربية إلا وترى الرعب من يتكلم قبل الأطروحات، فأمريكا لجأت إلى سياسة الأرض المحروقة في تعاملها مع كيان الخلافة في عهد ترامب وتنفيذا للخطة الثالثة ظانا منها أن قد ألحقت الهزيمة بالمنظومة، وهذا والله عند العقلاء لهو استدراج من الدولة لإنهاء حكمها على الأرض المعلنة والدخول في حرب أخرى، حرب أشباح التي تتقنها من أيام حرب الخليج الثالثة وهي حرب استنزاف للوقت وللاستراتيجيات المخطط لها، فأمريكا سهّلت اليوم المهمّة على الدولة بحكم التنصّل من مسؤولية إحكام المناطق المسيطر عليها وأدخلت الجميع في حرب استنزاف طويلة المدى والأمد، والمنتصر فيها سيكون من له النفس والصبر الطويل في إدارتها والتحكّم في مداخلها ومخارجها ومفاصل حيثياتها، فأمريكا اليوم هربت لأنها فتحت على نفسها حربا مفتوحة ولم تعد تحد شيئا لقصفه أو قتله، بل مقاتلوا الدولة الإسلامية تأقلموا مع الوضع وباتوا متربصين لكل ما هو أمريكي في المنطقة، ودخلوا في حرب أشباح معها وقد علِمت ذلك وتنبّأت لمثل هذا اليوم وقد عاينت ذلك في أواخر تواجدها في فيتنام ..
إن إعلان انسحاب أمريكا من سوريا وتصريحها بإنهاء الخلافة لشيء من غير المنطق، فربما نجحت أمريكا من القضاء على مركزية الخلافة من حيث الموقع والأرض ولكن تعلم أنها فشلت في إيقاف تمددها أولا في نفوس شباب الأمة وثانية في ولاياتها الأخرى من خرسان إلى الفلبيين مرورا بغرب افريقيا، وما اجتماع أمريكا بالحلفاء في منتصف هذا الشهر في ميونخ بألمانيا في قمة أمنية دولية سيكون محتواه تمدد الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا من النيجر إلى ليبيا إلى زمبابوي مرورا بنيجيريا وما يعنيه من تحديات عظيمة للخيرات المتدفقة من القارة السمراء إلى القارة العجوز إلى الفيدرالي الأمريكي من الذهب الخالص، فسيتم تغطية هذه القمة على أنها لدراسة الملف الإيراني ولكن الشمّاعة أضحت ولّاعة لحرب أمريكا على أهل السنة في كل مكان من العالم، واليوم الحرب مفتوحة بين الخوارج عن المنظومة الدولية وبين أمريكا وحلفائها وبعض العبيد من بني جلدتنا، والعاقبة لمن علِم وعرِف أس الصراع وما يريده المجتمع الدولي من العالم الإسلامي ..
السلام عليكم ..

====================
كتبه: نورالدين الجزائري
3 جمادى الثانية 1440 ه الموافق ل 08/02/2019.






dimanche 3 février 2019

مقال بعنوان " وصول بابا الفاتيكان إلى الامارات " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري




وصول بابا الفاتيكان إلى الإمارات

‏قال شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-:" وجزيرة العرب: هي من بحر القُلزم إلى بحر البَصرة، ومن أقصى حِجْرِ اليمامة إلى أوائل الشام، بحيث كانت تدخُل اليمن في دارهم، ولا تدخُل فيها الشام، وفي هذه الأرض كانت العربُ حين البعث وقَبْله ..".وبهذا فإن ما يسمى دول مجلس التعاون داخلةٌ تحت مسمَّى الجزيرة العربية، ففي الحديث عند أمّ المؤمنين عائشة-رضي الله عنها- مرفوعا كما هو عند أحمد وجمع من الأئمة: "لا يُترَك بجزيرةِ العربِ دِينانِ.."، والحديث الآخر:"أخرجوا المشركين من جزيرة العرب.."، فهي من الوصايا الجامعة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأمّته أنه محرّم اجتماع دين التوحيد ودين الشرك في الجزيرة العربية، وهذا ما عمِل به الفاروق عمر -رضي االه عنه- كما في الشروط العمرية:" أنَّا شَرَطْنا على أنفسنا أنْ لا نُحدِث في مدينتنا كَنيسةً، ولا فيما حولها ديرًا، ولا قَلَّايةً ولا صَومعةً .."، وهذا دليل قاطع على أن لا يجتمع دينان في كل الجزيرة العربية، وقد عمِل بذلك سلفنا وائمتنا -رضي الله عنهم أجمعين- بأن لا تُبنى كنائس ولا يقام قداس يُشرك فيه بالله ويُسب ويُسب إليه الخليلة والولد في جزيرة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكذا كما قرر الأحناف أيضا:"ليس ينبغي أن تُترك في أرض العرب كنيسة، ولا بِيعة، ولا بيتُ نار .."، وهذا عام على جميع الأديان المنسوخة،
فإذا تقرر منع بناء الكنائس في الجزيرة العربية فمن باب أولى عدم المجاهرة بالكفر والشرك عند أهل الذمة ومن المستأمنين والمعاهدين وغيرهم عند الإقامة الطويلة أو القصيرة، ولا يُرفع لهم صليب ولا بوق ولا نار، وإن كان فقد شرح علماؤنا ذلك، فكيف بمن شرح اليوم صدره كفرا ونادى ببناء الكنائس ‏والدير ومعالم النار وغيرها من الأماكن التي تشرك بالله –عزّ وجل-، وكيف بمن ينادي اليوم برأس الكفر العالمي أن تطأ أقدامه أرض حرّم الله على لسان رسوله دخولها إلا بشرط تكون كلمة التوحيد هي العليا وكلمة هؤلاء السفلى، وكيف بفتح البلاد لرأس الشرك العالمي أن يخطب ويلقي قداس يُكفر فيه.
بالله العلي العظيم، فلا شكّ أن هذا العمل من العزوف والخروج عن التعاليم الصارمة للعقيدة وعن أمر الله ورسوله، ولا شكّ أن مثل هذا العمل يخرج صاحبه من دائرة الإسلام، فإذا كان بناء الكنائس في دار الإسلام بمثابة تثبيت دين آخر والدعوة إليه كفر يخرج صاحبه من الملة فكيف بمن نادى إليها رأس الصليبية العالمية التي تبارك الحرب على الإسلام والمسلمين في دار الإسلام وتعطيه منبرا لينادى فيه بالشرك الأكبر باسم الوسطية والاعتدال وقبول الآخر وفلسفة التسامح التي لم ينزل الله بها من سلطان، فإن كان بناء الكنائس في أرض الإسلام من الكفر فكيف بمن ثبّتها ونادى بالشرك فيها ‏فلاشكّ أن أصحاب هذه المشاريع الهدامة لدين التوحيد ولعقيدة المسلمين وزرع روح الانهزامية والتشكيك في دين الإسلام عامة من الذين يريدون هدم عقيد السلف في هذا الباب وتسفيه أقوال أهل العلم وفرض الأمر الواقع باسم التعددية الدينية وهذا كفر وردة عن دين الله ولا كرامة، فاللّهم اخسف بهم الأرض.
السلام عليكم..
==========================
كتبه المدون نورالدين الجزائري
بتاريخ 27 جمادى الاولى 1440 هـ الموافق ل 03/02/2019






samedi 2 février 2019

مقال بعنوان " من هم أهل الحديث؟ " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



من هم أهل الحديث ؟ .


إن البعض اليوم ممن يُحسبون على أهل العلم وطلبته اختاروا السلامة على المنازلة، فاختبؤا وراء حديث الطائفة المنصورة وأنهم أصحاب الحديث كما عند الإمام أحمد-رحمه الله-، ولعل إسقاط هذا الحديث صحيح من ناحية السلم في المجتمعات التي تحكم بما أنزل الله، أما إذا دخل عدو الصائل البلاد فالقتال مقدّم عن طلب العلم، ‏فالإمام أحمد-رحمه الله- آثر العلم على الصدع بالحق في قضية خلق القرآن ولاق ما لاق من الأذى في سبيل تبيانه وهذا دأب من عرِف الحق عند المواجهة وحينها لا يُقدّم على السلامة كما نرى بعض أهل العلم اليوم، فما بال الطائفة إذا تعلّمت ولم تطبّقه واقعا اعتقادا وقولا وفعلا حتى يُتم لهم الصدق .
وها هو شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- حين دخول التتار بلاد الإسلام ومع ظهور بعض شرائعه إلا أنه آثر قول الحق والصداع به وقال بالقتال لا بالعلم والاستكانة حتى رُوي عنه أنه قال: لو رأيتموني في صف التتار وعلى راسي مصحفا فاقتلوني، وهذا من علمه ومن رؤيته للنوازل وعدم الركون إلى ما ركن إليه اليوم من بعض طلبة العلم في بيان وتبيان الحق والصداع به، فتقديم السلامة على الأذى من مناهج الفرق التي هي على غير السنّة إجماعا، فكم من عالم أُذي في سبيل الله وسيرته اليوم حيّة في نفوس الصادقين، وكم غير ذلك لا يكاد يُذكر إلا وعليه اللعنات ..
‏فاليوم كم من طالب للعلم زعمه يرد على شبهات المرجفين من دعاة العلمانية والحلول وأصحاب مذاهب الزندقة على غرار شحرور، وكم من مُدّع للحق ينازل من يريد الطعن بالوحيين وحملته وأهله ويتعامى عمن رسّخ وأنكى منابر زندقة هؤلاء أجمعين من دون أن تكون الشريعة سلطان عليهم ورفعهم عليها وجعلهم ‏تحت قوانينه الغربية التي أخضعها على الجميع والاحتكام إليها عند التنازع، فهل ابن تيمية -رحمه الله- أبى أن يعيش تحت فاسق ملعون من زبالة البشر أم رفضه ورفض حملته وبعض المحسوبين آنذاك من أهل العلم وجاهدهم بالكلمة وقاتلهم باليد والعزيمة، فلا عذر اليوم لمثل هؤلاء وهروبهم إلى السلامة تارة بمهادنة الظالمين والتغنّي بإنجازاتهم وتارة أخرى بلمز الصادقين ونبذ مشاريعهم، فمن أسباب تأخير النصر من تلبيس مثل هؤلاء طلبة العلم أصحاب "الحديث" على الحق وحملته وتصويره كأنه الباطل وشياطنه، ولو اطّلعت على أفئدتهم لرأيت جمعا منهم متصارع مع نفسه ونفاقه على أن من يذود اليوم عن المحجّة البيضاء ويريد الإبقاء عليها ناصعة وهم من يريد للعلم وحملته أن يكونا كما تركه الجيل الأوّل من الصحابة والتابعين لا تشوبه شائبة وحِصنا أمام العدى، وبيانا للباطل ونسفه، وإرجاع الأمة إلى الجهاد بأنواعه حين السلم، وتبيانه أنه القتال حين الحرب، ولذا جاء الحديث عن الفئة المقاتلة ، فالقتال فرع من الجهاد، وقد بيّن إمامنا الإمام ابن القيّم -رحمه الله- مراتب الجهاد وقال بدخول القتال فيه، وعند دخول العدو الصائل فكل شيء يتعطّل ولا يطفُ إلا القتال والقتال فقط، فالأمة اليوم عليها أن تدرك أنها في استئصال ممنهج وأن المخرج هو قتال أعداء الله على قلب رجل واحد وبعقيدة  ‏كما كان عليها أئمتنا وسلفنا من هذه الأمة عبر العصور، فالمعركة اليوم معركة وجود لهذا الدين المنزّل وعدم الرضا بالدين المبدّل الذي يحاول بعض طلبة العلم مسك العصا من الوسط والذبذبة بين من ستكون له الغلبة، أو إرضاء طرف والنقم عن الطرف الآخر الذي فضح تلاعبهم بدين الله وعقيدة المسلمين.
السلام عليكم
=====================
كتبه المدون نورالدين الجزائري
بتاريخ 26 جمادى الاولى 1440 هـ الموافق ل 02/02/2019