Rechercher dans ce blog

mercredi 26 octobre 2016

مقال بعنوان " #حرب_الموصل .. الجزء السادس : الدولة الاسلامية ⁩ وفرية تهجير العرب السنّة .. " ...بقلم المدون نورالدين الجزائري


#حرب_الموصل ..
الجزء السادس : الدولة الاسلامية و فرية تهجير العرب ..!؟

ما من صدٍ لعدوان على الامّة الاسلامية إلاّ وكان العرب في الملّة أول السبّاقين لفتح باب الجهاد والتحريض عليه ولَمِّ شمل الطوائف والأحزاب على أعداء الاسلام، ولذا ركَّز أعداء الله في حملاتهم على تطهير العنصر العربي والتشنيع عليه عبر أدوات مختلفة لكل حملاتهم في مهد الاسلام وأوائل انتشاره، فلم يتغير حقد الأعداء على العرب منذ فجر الاسلام إلى يومنا هذا، ولكن الأساليب تغيرت حسب الازمنة وظروف الامّة ..
فالقومية العربية تحمل في أحشائها وطيّاتها أمّة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وهي رسالة الاسلام، ومن هنا يكمن الحسد في عيون القوميات الاخرى، بل الإثنيات والطوائف تحت جناحيها، فالكل يتربص بالعرب الدوائر، والكل ينتظر العثرات والقوالب للنيل من العرق وخاصة فهم العرب للإسلام المنزّل، ولذا تراهم اليوم على قلب رجل واحد ضد العرب، تارة بنعتهم بالارهابيين والتكفيريبن عقديا، وتارة بأمة يستهزأ بها كقولهم " أُمَّة ضحكت منها الامم" حضاريا، وكل هذا التهويل بإسم القفز على عنصر القوة في الامة، والمحاولة من النيل منها عند أعداء الامة عسى أن يكونوا عندهم من المقربين تارة، ومن أجندتهم في تشتيت المسلمين تارة أخرى، أو حتى تهميش العنصر العربي ومحاربته كالذي نراه اليوم في ظل هذا الضعف الذي وصل إليه العرب عبر تاريخ وجودهم الكلي ..
فقد صدق من قال :" لن تقوم قائمة لهذا الدِّين إلاّ بالعرب ."، فلا يجرونكم مطايا الأعداء داخل الامة أن العرب هم أسباب تخلف الامة أو سبب تهميش الأقليات والإثنيات والطوائف الاخرى، بل العرب هم عنصر قوة الامة وحافظي ذاكرتها من هوية إسلامية إلى عربية المنطقة، فهم أهل هذا الدين الذي تكالبت عليه الامم والنِحل الاخرى، فقوة الامة بعنصر عروبتها، وضعف الامة بتهميش عربها، فمن الأندلس مرورا بالمغرب العربي إلى أرض الكنانة حضارياً إلاّ وكان العرب السادة المهندسون لرفعة الامة في شتى العلوم من الحرف إلى الإبداع في شتى الميادين، فبينما كانت الامة في رقي وازدهار لأكثر من ثماني قرون كان الأوربيين في دخان التخلف سارحين، فتقدم الغرب اليوم هو بتهميش العرب وسلعهم خاصة من فهم دينهم الحق، فسياسة التغييب والتغريب التي غرست في الامة عنوة منذ قرن فعلت الأفاعيل، وما نراه اليوم إلاّ حصاداً مراً وخراجاً ممن كان البارحة تحت رحمة العرب السمحة ..
ففي خضم أحداث اليوم وما تمر به المنطقة العربية من قتلٍ وتشريدٍ على الهوية مناطه عنصرية دفينة، من غرب حاقد إلى ملل أخرى داخل المنطقة العربية وبين المكوّن السني للأمة، فالغرب بكروزوماته البيضاء يكره كل ما هو عربي، فالاتحاد الاوروبي وعلى رأسهم فرنسا تنادي العرب بـ (بيكو) وذلك استنقاصا للعربي وتذكيره بحدود سايكس-بيكو، والمعهود أن بيكو كان وزير خارجية فرنسا في العشرينات من القرن الماضي والذي كان له دور في تقسيم الارث العثماني ومن ثمة تمزيق الامة إلى قوميات، عربية وتركية وهكذا، وتعمم ذلك عبر السنين حتى وصل العنصر العربي الأكثر كرها في أوروبا، وكم من مشاريع ترحيل واُخرى عقابية لحقت بالعرب، وما سجون الاتحاد الأوربي المليئة بهم لهو خير دليل.
فالكراهية للعرب كروموزوم قديم جديد  في أعداء الامة العربية، وكما اتضح أن العرب أساس فهم الاسلام، ولذا كان التركيز عليهم في حملات أمريكا على العراق إلى اليوم، والتحرش بهم عبر أدواتها الجديدة من قوميات أخرى كالفرس في ايران ، والشيعة في العراق والأكراد في العراق والشام، فكرههم للعربي نابع من إرث البعث الذي همّش شيعة العراق واستباح دماء الأكراد في مجزرة حلبشة، فالشيعة واكراد العراق اليوم وما يفعلون بالعرب في بلاد الرشيد لمن حقدهم الدفين، وثأرا مناطقه الاستعلاء بقوة السلاح والداعم والممول والمستثمر في مناطقهم الخاضعة لهم، والمُغيَّرة عنوة من أجل أسيادهم الحقيقيين ..
فمن هذا التهميش بشقيه الديني والقومي، ولد جيشا من أبناء العرب السنة يريد إرجاع المفهوم إلى فهرسه الصحيح، وأن بلاد الرافدين إلى الشام وكل الجزيرة العربية ما هي إلاّ تجمعات عربية منذ الازل، وما محاولات طمس التاريخ بقليل من القوة الزائلة لا محالة لهو ضرب بعصا فرعون في البحر عسى أن يمر وجنوده سالمين، فمهما أراد الغرب وأدواته الداخلية من تغيير ديمغرافي أو تهجير بقوة الميليشيات الطائفية والقومية لهي محاولات مؤقتة، فالحرب اليوم مفتوحة على مصرعيها من حرب على الهوية إلى الحرب على الدين والعرق والأماكن الاستراتيجية، والببغاوات من الامة الذي ينكرون على جماعة دون الطوائف والقوميات الاخرى لهو من صبِّ الملح في الجرح، فالعرب مستهدفون في السلم والحرب، فبعد اتفاقية أوسلو والتطبيع  مع الصهاينة كان هدفه تجريد الامة من هويتها الاسلامية وبث فيها عنصر القبول بقومية مصطنعة، وما تغيير المناهج الدينية والتاريخية والجغرافية لهو من هذه الحرب على العنصر العربي في إجباره بالقبول بالكيان المغتصب، وما يهودية الكيان الصهيونية لهو من العنصرية اليهودية اتجاه العرب في فلسطين، ناهيك عن استئصال العرب من ايران بحجة السنّة وعدم الترخيص لهم بمسجد يني على أرض فارس، وكل هذا من ذلك في محاربة العربي الحامل للفهم الصحيح لدين الاسلام المنزّل ..
إن فرية المناوئين لأبناء السنة المقاومين للمشروع الامريكي الفارسي الصهيوني الكردي، وصوْلات المجاهدين في الأقليات المحاربة لهم وأنّهم سبب تهجير العرب في مناطق أعدائهم لهو من تغييب الحقائق وتزييف أسّ الصراع في المنطقة، فمنذ احتلال امريكا للعراق وعملية التهجير القصري أو الاغتيالات للعنصر العربي تحت حكم الأقليات الشيعية أو الكردية على قدم وساق، والذي سوّلت له نفسه البقاء كان من العملاء أو حذاء لأصحاب البلاد الجدد، فمشروع التقسيم للعراق بدأت مراحله منذ تسليم العراق للشيعة على يد بريمر، وبعد اتساع رقعة الحرب أصبح التكتل للأقليات من سياسة القوة لهم، والمصالح المشتركة ما ببن الشيعة والأكراد دفعت إلى تهميش العربي وتهجيره وقتله من الاحتلال الامريكي حتى يتسنى لهما أرض الرشيد وخيراتها وأجندات من ورائهما، وما نراه اليوم من تهجير قصري للعرب في مناطقهما لهو من مخطط الأسياد، لأن العرب أهل وعي وعنصر تمرد لكل ما هو غير مألوف وغير طبيعي باسم الاسلام، ولا يُفهم دين الله إلاّ بلسان عربي مبين إذ هو خطر على المصالح الضيّقة للأقليات وهنا مكمن العداء لمن فهم ويفهم دين الله المحارب من طرف العالم بأسره ..
فالمتابع اليوم للأحداث في العراق خاصة والقائل أن الدولة الاسلامية سبب تهجير العرب السنة من مناطق الاكراد والشيعة عليه ان يربط أيضا بأن عرب فرنسا وألمانيا وإنجلترا سبب كره الأوروبيين لهم مناطه داعش، وأن السياسة الديمغرافية المبتدئة من الغزو الامريكي للعراق سببه داعش، وأن تطهير طهران وبغداد واربيل من العرب اليوم وقبل الهجوم على كركوك والرطبة سببه داعش، وأن تهجير الأركان في ميانمار سببه داعش، وأن التمييز العنصري في تركمستان بالصين سببه داعش، وأن العقل الأعرج الذي يفكر به هؤلاء سببه داعش، وان داعش سبب ثقب الأوزون، فأي عقل بقى لهؤلاء البزنسة على جراح الامة ..
السلام عليكم ..

===================
كتبه : نورالدين الجزائري

25 محرم 1438هـ الموافق ل 26/10/2016



dimanche 23 octobre 2016

مقال بعنوان : #حرب_الموصل الجزء الخامس : المنافقون وطائرات أمريكا " بقلم المدون نورالدين الجزائري


#حرب_الموصل
الجزء الخامس : المنافقون وطائرات أمريكا ..

لم تواجه الامة الاسلامية بعد تقطيعها إلى مستوطنات غربية وشرقية إلا جيشين عظيمين كانا يتنافسان حول النفوذ والاستقطاب في العالم، ولَم يستنزفا ويتحطما إلاّ على صخرة العقيدة في كل من أفغانستان مع السوفيات ومن ثمّة امريكا فيها وفِي العراق ..
انهزم الاتحاد السوفياتي حينها في أفغانستان وهو امبراطورية ضخمة وعظيمة بجيوشها وكثرة طائراتها من تقليدية ونفاثة وغير ذلك عن طريق أناس بدائيون ألحقوا بها تفككا لم يشهده التاريخ في العصر الحديث، ولَم يكن حينها من قال أن لا قِبَل لكم بالشيوعية وجبروتها، ولَم يكن ثمّة من قال لن يُهزم الاتحاد السوفياتي وله مثل هذا الكمّ من الجيوش وخاصة الطائرات، بل المناوئين له حينها توكلوا علي الحيّ الْقَيُّوم وكان ما كان لهم من عزٍّ نرى أثره اليوم في الشام. صحيح البعض يقول أن للدول العربية باع في هذا الانتصار ومن ورائهم امريكا الرابح الأكبر من هذه الحرب، لكن للحقيقة بيان وعيان، وألسنة وآذان، فَإنَّ دعم كل من امريكا والدول العربية كان لوجيستيا من تسهيل للأموال والرجال للقتال والالتحاق بأفغانستان، ولَم يكن ذلك بالمجّان من استخبارات إلى رصاص، والذي يرجع إلى مذكرات الشيخ عبد الله عزام - رحمه الله- يدرك ذلك، فكانت حرب أفغانستان درسا في سياسة الاستنزاف للعنصر البشري والمادي والمخابراتي بامتياز ..
فإنّ عجلة السنن والتاريخ في دوران مستمر، وربنا يقول :" ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا "، فالكفر بأنواعه جنديُّ الباطل مُجنّد على أهل الاسلام، فكم من قوى الشر تكالبت وتتكالب على هذه الأمّة لإخضاعها للنجاسة، وكم من قوى الشرّ كُسِر رأسها على صخور الموحدين ولَم تُعتبر، فهكذا الحق والباطل في صراع إلى يوم الدين، فالباطل في كل مرة هو المستأسد وصاحب العدد على الحق، فها هي امريكا الديمقراطية دخلت أفغانستان والعراق بتكبّر وعنجهية، فخرجت منهما مذمومة مدحورة، لم تتعلم الدرس من سالفتها الشيوعية، مهزومة عُدّة وعددا، مُستَنزفة ماليا ومعنويا، فما منعتها تكنولوجيتها ولا خاصة طائراتها بأنواعها من الهزيمة المدوية خاصة في العراق، فما سمعنا وقت الغزو من اْبواق الهزيمة في المنطقة العربية أن لا قِبَل لكم بأمريكا وطائراتها، وأنّ المعركة محسومة بتفوقها الجوي الهائل كما هم المتذبذبة والمثبّطة اليوم وما أكثرهم، فما أحمق الكفر في التحدي أمام صلابة الإيمان في التصدي، ولكن القوم لا يعلمون ..
صحيح اليوم غير البارحة في الحروب بأنواعها، وأمريكا خاصة تعلَّمت الدرس ولنقل الدروس تلو الدروس في بلاد الاسلام، وتعلّمت دروس الاستنزاف خاصة وهي الحالكة الحالقة في الصراعات، والتي احتّرقت أيّما احتراق به، فكان لها الخروج من العراق إلاّ على أجساد الصحوات، أنشأتها بعد مشورة في عزّ انهيارها من دولة عربية معروفة، فبهذه الفكرة كانت كسترة نجاة لغريق في وحل القاذورات، تلك القوة التي تفطّنت لها امريكا إلاّ بعدما رفعت الراية البيضاء في بلاد الرافدين، وما كان لها إلاّ أن طوّرتها حتى أضحت بلدانا وجيوشا وميليشيات فيما بعد تحت إمرتها، تَحرُّكها في بلاد الاسلام  كيف ووقت ما تشاء لإخضاع الأمّة لإرادتها وسطوتها مباشرة، أو بالنيابة كما هو حالها اليوم وحربها الرابعة على العراق وبأدوات هذه المرة أكثر تطورا وخطورة ..
نعم أمريكا تعلَّمت الدرس، تعلَّمت فن الاستنزاف، تعلمت حروب العصابات، فبعد حرب العراق الثالثة، خرجت أمريكا مهزومة منهارة على كل الاصعدة، استنزاف في العدد والعُدَّة وخاصة الموارد المالية، راكعة أمام أزمة اقتصادية عالمية نخرت عقل الرأسمالية العالمية، فكان لابد من صناعة ثروتها واقتصادها المنهار إلاّ بالعودة الى بلاد الناقة الحلوب وبشراسة غير مسبوقة، ولكن هذه المرة تعلم أنّها أمام خطر عرفته في حربها السابقة، واصطدم بمشروعها وكان ما كان من شر هزيمة، وازداد عدوها اليوم قوة وصلابة وحنكة وخبرة وثقة بالنفس وعزيمة، فأمريكا درست كل ذلك وأعدّت الخطة بقلب موازين القوى والحاضنة الشعبية من تمدد للخصم في البلاد الاسلامية، فأمسكت العصا من الوسط وعلى وتر الأزمات  في المنطقة، فقرّبت "الأعداء" لحرب من يقف إزاء مشروعها، فمنهم من تقرّب إلى امريكا بالمال والشيك على بياض، ومنهم من تقرّب إليها بالجيوش والرجال والميليشيات في حربها الجديدة، فشيطنت خصمها وروّجت له بماكِنَة إعلامية هائلة محلية ودولية، نال الخصم القسط الأكبر منها ايديولوجيا وهمّش وخوّف منه بإسم الخارجية على لسان سوء من حاشية الحكّام المقربة وصدق ذلك الكثير من أبناء الأمّة، وتُوُعِّد من طرف الاخر بانتقام من رحم الطائفية، باسم قتلة الحسين على أحفاد يزيد بن معاوية، فقدّمت أمريكا الجميع في المنطقة، وتعالت بطائراتها في الميدان وتارة خلف الكواليس في حربها الإعلامية، فاستراتجيتها اليوم مبنية على كسب الحرب بأقل التكاليف وبحصة الاسد ضد خصمها اللدود والذي أفشل كل مخططاتها إلى حد الساعة وباحترافية عالية ..
كلّنا يرى اليوم وعلى المكشوف من يحارب خصم الجميع مباشرة أو بالنيابة، وكيف أصبحت الأمّة تلطم على العمالة الظاهرة المكشوفة ممن يحكمها ويتحكّم في مقَدَراتها، أو من يطمع في التمدد داخلها من دول الجوار الحاقدة بوتيرة باطنية معلنة، وهي عاجزة عن صدّ هجمة التتر الجدد والسبيل للمواجهة، فأحبار السوء والمثقفين المرتزقة والاعلاميين المميّعة شيطنوا حصنهم واليدّ الضاربة لمشاريع العِدا، فأصبحت الأمّة تنتظر قدرها كالمغشي عليها من هول ما يجري لها من استئصال مبرمج مدروس، وإخضاعها إلى غير رجعة إلى هوية أخرى تصبح على أثرها مسخ إلى أن يشاء الله من هذه المِحنة ..
فالمثبّطة اليوم وعلى لسان حالهم القولي والفعلي أو الكتابي يريدون للأمة أن تستسلم لهذه الهجمة الشرسة الفريدة من نوعها عبر تاريخها، فكما قالوا بالأمس أن لا قِبَل لهؤلاء بجنود الاتحاد السوفياتي، ها هم اليوم يرددون تلك المقولة وبلعاب فم آخر أن لا قِبَل للدواعش أو الخوارج أو التكفريين بطائرات أمريكا وجيشها الجرار من بلدان الطائفية وكلاب الميليشيات المسعورة، وأنّ الحرب محسومة، فصيح أن امريكا في سماء هؤلاء تضرب وتفتّك بغير نزال ولا صدّ ولا سلاح، لكن سرعان ما يختفي سلاح امريكا تجد كلابها تُحرق بنار من أعداد قليلة، فالقوم نمور افتراضية ما إن بخرٌب أو يعطّل المولد الكهربائي فلا حياة في المعدات الالكترونية، فالكل يصبح في صياح كأنّهم كلاب أُلقِمت حجراً، فالقضية إذاً قضية صمود وصبر، ففاتورة التمويل أصبحت ثقيلة، وأصبح الكل يشتكي من لهيب أرقامها، ولَم يعد بالمقدور تسديد تكلفتها بالمنظور المتوسط القريب ..
إن الأزمة الاقتصادية الحادّة التي تمر بها المنطقة لفي صالح "الخوارج"، وهي من ضمن فاتورة تمويل حروب امريكا على الأمّة، فطائرات امريكا لضرب خصوم الجميع فاتورتها اليومية ما بين ٣٠ الى ٥٠ مليون دولار لوحدها، ناهيك عن تمويل الرجال بالمعدات والأسلحة والرواتب على أرض المشاريع، وشراء الذمم وبعض الصحوات، فالكل أصبح يصرخ من نقص السيولة، وأن الأوضاع على وشك الانفجار في ظل سعر البترول المتهاوي في كل نهار، وأن المواطن العربي أصبح يدرك الان أن الحكومات تسرق من جيبه علانية وفِي وضح النهار باسم التقشف وهيكلة الاقتصادات وبعض النظريات، وكل ذلك لإرضاء امريكا حتى لا تسقط العروش ومعها الكروش ..
إِنَّ النصر لاح فجره وبان خيطه، فمهما آلت إليه النتائج بعد انقشاع غبّار المعركة لهو في مصلحة الأمّة مهما راهن الأعداء على القضاء عليها أو إخضاعها، فإن هلك هؤلاء فمن حكمة الله، فسيكون جيلا آخر من شراسة أخرى والخرب سجال، وأن ظفر هؤلاء بعد صبر ساعة من محن وابتلاء فالخير كل الخير للأمة، وستُرجع المسميات والمصطلحات إلى سابقة بريقها، وأنّ لابد أن نعرف من كل هذا الصراع القائم معنى الفتنة أشدّ من القتل، ومعنى أحد الحسنيين، ومعنى النُصرة والخذلان، ومعنى المحن والابتلاءات، ومعنى التوكل على الله، ومعنى التجريد من قوة الرجال إلى اللجوء لقوة الله، ومعنى الكرامات، ومعنى خاصة الجهاد في سبيل الله، وأنّ المعاينة ليس كالمشافهة، وأن الفعل خير من القول، وسنة الله ماضية، ولن يحابي بها أحد، وليعلم ذلك من اعتبر ووحّد ..
إِنَّ من قال باختلال موازين القوة لهو في شك وريب من وجوده حتّى، فتارة تراهم يقولون إن كانوا من المناصرين للقضية أن المعركة لا تُحسم من الجو ولا بد من حسمها في الميدان، وإن كانوا من المناوئين تراهم أهل تثبيط وإرجاف يقولون أنّ لا قِبلَ للخصوم بطائرات اعدائهم، ونسوا بذلك كل سَنَن الصراعات وكيف تُدار، وأن ربهم يقول " وأعدوا لهم ما استطعتم .."، وأن القوم أعدوا ما استطاعوا إليه سبيلا، فإن ربك هو من ينصر من نصره، والنصر غير مربوط بزمن ولا وقت، وما على الموحد إلا اتباع ما أُمِر به، فالعدّة كلها في الامتثال لأوامر الله، وأنّ العاقبة لمن جاء بالشرط، وشرط الله التوحيد الخالص ومن ثمّة العدّة، وما النصر إلاّ صبر ساعة، فوربي وربكم إنّه لاح ولكن على المنافقين ران، ولله الامر من قبل ومن بعد ولكن المنافقين لا يعلمون ..
السلام عليكم ..
=========================
كتبه نورالدين الجزائري

22 محرم 1438هـ الموافق ل 23/10/2016



jeudi 20 octobre 2016

مقال بعنوان " فرانسوا هولاند الرئيس الفاشل " ... كتبه المدون نورالدين الجزائري


فرانسوا هولاند الرئيس الفاشل ..

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في هذه الأيام في مارتون سياسي على الصعيد الدولي غير مسبوق لقرب نهايته من التربع على كرسي الايليزي، وبداية الانتخابات في فرنسا في شهر مايو من العام المقبل، ولحفظ بعض ماء الوجه في إعادة ترشيحه نفسه لولاية رئاسية ثانية في فرنسا، يسعى جاهدا لتبرير أخطائه والتراجع عن وعوده بسياسة خرقاء ترقيعية على الصعيد الداخل والخارج ..
فالرجل منذ تربعه على راْس الجمهورية الخامسة وفوز حزبه اليسار بالرئاسة والبرلمان، سعى جاهدا ومنذ فجر ترشيحه إلى سياسة غير محسوبة على الصعيد الوطني والدولي، فكوارثه الداخلية كثيرة وجمّة من الركود الاقتصادي إلى مشاكل البطالة المتفاقمة مرورا بزلاته وفشله في سياسته الضريبية والتي أثّرت على جيوب الفرنسيين، ناهيك لاتخاذه اتجاه سياسي رخوي على الصعيد الاوروبي وكان من بينها خروج بريطانيا من نادي الأغنياء، وفشله في تحقيق أي تقدم مع ألمانيا بالنسبة لتحريك السياسة والاقتصاد الاوروبي لمواجهة المد الروسي والأمريكي في أوروبا وعلى الصعيد الدولي.
ففي حكم فرانسوا هولاند، دخلت فرنسا مباشرة في عدة حروب أفريقية وشرق أوسطية ممّا أنهك ميزانية وزارة دفاعها، فبتدخلها في مالي وافريقيا الوسطى عرَّت فرنسا عن أنيابها اتجاه قضايا المسلمين العادلة، واتخذت من تدخلاتها سياسة واضحة في إبقاء نفوذها على السياسات الافريقية، ودعم الاثنيات الأقليات على حساب الأكثرية في حكم بعض البلاد في ساحل العاج ومالي والسنغال إلى افريقيا الوسطى، فمن سياستها الكولونية دعم العنصر الإثني واختيار رجالاتها لتنفيذ مشاريعها الاستعمارية بغطاء من قواتها المتمركزة في القارة السمراء.
ومن سياسة هولاند العرجاء النفخ في نار الأقوياء بغير حسابات ولا آفاق بالنسبة للملفات الشائكة على الصعيد الدولي وخاصة منطقة الخليج العربي، فلفرنسا قاعدة دائمة في الإمارات، تريد بذلك منافسة الكبار إلاّ أنها لا تعرف من الرجل العربي الشرقي إلاّ مصطلح الاستثمار أو الارهاب، فساسة فرنسا من الأحزاب الموالية للحزب الحاكم أو المعارضة ترى في الخليجي صاحب أجندات تخريبية في فرنسا وخاصة في مجال الاقتصاد، فهلوسة الساسة الفرنسيين من الرجل الشرقي باتت مفضوحة عند كثير من المراقبين في الداخل وخارج فرنسا.
وفرنسا عضو فعّال في التحالف الدولي لمكافحة "الارهاب"، وعضوا غير مباشر في حلف الناتو من عشرات السنين، إلاّ أن كان هنالك اتفاق مبدئ ما بينها وبين الناتو خلال حكم شيراك أدى بهما إلى التقارب من جديد، فحكم فرانسوا هولاند أدّى إلى تفعيل القوات الفرنسية اكثر في مجال محاربة " الارهاب" وخاصة الدولة الاسلامية (داعش) وذلك على إثر هجمات باريس ونيس موخراً، وزاد انخراطها في هذه الآونة الاخيرة في كل من سورية والعراق.
ومن خلال سياسات فرانسوا هولاند اتجاه المنطقة العربية وخاصة سورية كمستعمرة قديمة، ارتطمت سياسته ومشاريع بلاده بالدُّب الروسي وتحالفه مع نظام بشار، ففرنسا تريد لعب دورا محوريا في سورية من خلال الماضي الذي يجمع ما بين البلدين برحيل بشار واستبداله بقوى سياسية مختارة على الذوق الغربي، وكانت سياسة ناعمة مع امريكا في هذا الاتجاه قبل التدخل الروسي في سبتمبر 2015م، ومنها سُحِب البساط من تحت أرجل فرانسوا هولاند ليستبدل بمشروع اكثر ربحا بالنسبة لأمريكا وروسيا، ممّا أدى في الأيام المنصرمة إلى أزمة سياسية ودبلوماسية ما بين هولاند وبوتين في أروقة مجلس الأمن باستخدام الفتوهات، ومنها إلغاء فرانسوا هولاند زيارة بوتين لباريس.
 فبحسب المراقبين وبعض الساسة المحنّكين وحتى من دوائر الاستطلاعات للرأي داخل وخارج فرنسا، فإن بلدا كبلد موليير والموناليزا لم يشهد أن رئيساً بات سخرية في جميع القطاعات السياسية والاقتصادية والإعلامية، فالرجل أضحى صاحب أدنى استطلاعاً للرأي منذ نشأة الجمهورية الفرنسية، ناهيك عن سقطاتها الفلكلورية في مجالات عدّة ثقافية أو سياسة تبريرية، ومنذ توليه حكم البلاد لم يتم الوفاء بأي عهد انتخابي كبير في صالح الحزب والاصوات الانتخابية، ناهيك عن اهتزاز المواطن الفرنسي لثقته اتجاه كل ما هو سياسي في فرنسا، فقد خيّب آمال الفرنسيين في وعوده الكاذبة، مرورا بجالية إسلامية لم تَر من حكمه إلاّ مزيدا من علمانية فاشية اتجاه كل ما هو إسلامي أو يرمز الهويه الاسلامية .

===================
كتبـــه نورالدين الجزائري
19 محرم 1438هـ الموافق ل 20/10/2016






mercredi 19 octobre 2016

مقال بعنوان "حرب الموصل ، الجزء الرابع : حميرٌ من رحم الصليب والطائفية " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


 #حرب_الموصل
الجزء الرابع : حميرٌ من رحم الصليب والطائفية

يبدوا أن الكل تحالف علنا ولا سراً على الموصل وأهلها ومن يحميها، يقال حتى الأبوريجان الزنوج سكان استراليا الأصليين والذين لا يعرفون من الأكل إلاّ لحم الكنغر، ومن الألبسة إلاّ أقمشة قصيرة تقي سوآتهم، ومن الرماح آداة لصيد ما يشتهون، نعم الكل تحالف لأخذ الثأر من قتلة الحسين وبأوامر حسين رب البيت الأبيض، ولكن الحسين حسين هذه المرة هو من مات من بني جلدته لأجل شرق أوسط جديد أكثر خنوعاً وتبعية، يضرب بسيف الانتقام بشيعة حسين أكثر حقدا ودموية على من عطّل نتاج المتعة السرية ما بين حسين أمريكا ورافضة ايران والمنطقة ..
فإن خطر الدولة الاسلامية لا يكمن في عقيدتها فقط و بمعاداتها لأهل الكفر، فَلَو كان غير ذلك لتعامل معها الغرب بمبدأ لنا ديننا ولكم دينكم، لكن مَكمن خطرها في سياستها اتجاه مشاريعها الداخلية والخارجية وعلى رأس أمرها جمع المسلمين الذين هم في حظائر سايكس بيكو بلا دين ولا دنيا تحت سياسة واحدة، ونهضة جماعية شاملة، مبدأها لا وصايا ولا تبعية، لا فروق بين أبناء الأمّة ولا أفضلية، فبهذه الرؤيا تتضح معالم النهوض والقوة، فَأَنَّى للغرب أن يقبل و قد رأى كيف دُكّت حدود سورية والعراق وهو يبكي حرقة على استيقاظ المسلمين وبانت من تصريحاته تنديدات و ألما ..
فعندما يتم مَس مصالح الكبار وما عندهم من سرقة واختلاس في بلدان الخمس، تجيّيش الجيوش الداخلية والخارجية، الموظفة والعميلة، العسكرية والصحوجية، المرئية والمخفية، المسموعة والصامتة، لمداهمة الاخطار الاستراتيجية والمحافظة بيد من دمِّ مقومات البلدان السارقة، من أمريكا إلى صربيا للأرض وتحتها والإنسان الذي عليها، أرض المسلمين وخيراتها والتي من فضل الله عليها تكالبت الدنيا على أنسانها ..
فأمريكا وروسيا الْيَوْم في خندق معلنة حرب لا هوادة فيها على المسلمين لإرجاعهم لبيت الطاعة وبحراسة كلابهم الوفية في المنطقة، فأمريكا تفرّدت بالعراق فهي عمقها الاستراتيجي وولية نعمتها في كل خير عليها، وكذا روسيا بالنسبة لسورية فهي عمقها الاستراتيجي وبوابة مشاريعها الأقل تكلفة لأوروبا الغربية مرورا بإسرائيل، وما قاعدة طرطوس الْيَوْم وقواعد مصر غدا لخير دليل لشركة بوتين للتسويق والإشهار، وكما أنّ لا حفاظ على مشاريع في الارض إلا برجال على الارض، فالكبار وجدوا في ايران جواد حرب للإبقاء على مشاريعهم المادية، مقابل مشروع روحاني إيراني ومن خلاله السيطرة على كل المنطقة ..
ايران الْيَوْم تحتل كل المنطقة و إن لم تسقط بعد بعض العواصم العربية تحت سلطانها، فكل المؤشرات تدل على أن سقوط المنطقة في أيديها قضية وقت والامر لَيْس ببعيد إطلاقاً، فتحالفها مع امريكا وروسيا في ذلك حُسِم وفِي دواليب مكاتب البيت الأبيض والكرملين، لا يمكن فسخ العقد إلاّ بمشروع موازي يُفكَّك به ما تم تشفيره في هذه اللعبة القذرة، فالذي يعوّل على حكّام المنطقة كالمجنون الذي يتمنى رجوع عقله وإن فكر بذلك بعد المرض وهذا من الجنون أصلا وتأصيلا، فلا يفل الحديد إلاّ الحديد، والقوم لبسوا دروع الحرب وبسيف القوة والغدر ينكّلون بلا رادع ولا حسيب ..
وبالرغم من القوة والماديات الهائلة والمخططات التي يتمتع به الأعداء، إلاّ أنهم وجدوا من يقف لهم بالمرصاد ويفشل عليهم مرحلياً مكرهم وإن كان مكرهم لتزول كل الامة منه لعشرات السنين المقبلة، فالكبار مع ايران في مسح ايديولوجي وديمغرافي لا مثيل له عبر التاريخ وفِي عرف الاستعمار البلدان، والذي لا يقبل بمشروعهم فله الذلّ قبل التصفية أو القتل، اِمّا الخضوع والاهانة، أو التشريد والهجرة، فهمّهم إعادة رسم الخريطة السنيّة التي تمردت على الكبار من جديد، ولا يكترث القوم حتى وإن دمّروا كل ما هو حيّ من جامد أو نبات ..
فانّ الذي جمع الصليب وعبدة الأموات والقبور،  بعبدة العروش والدولار على أهل الاسلام في حرب عالمية صغيرة الْيَوْم في الموصل هو خطورة ما يحمل الجانب الاخر من مشروع مناهض لمطامع العِدا، فما الذي جاء بهؤلاء إن لم يكن محاولة إطفاء نور الله الذي بين أيدي هؤلاء، فإن قال البعض المحسوبين على السنة حماية للإسلام ولا لتشويهه، فلما لا تتركوا هؤلاء يشوهون الاسلام حتى ينفر الناس من هذا الاسلام؟، وإن قلتم لحماية المصالح، فلكم العقود في ذلك وزيادة في البنوك، وإن قلتم لحماية المنطقة فأنتم أوّل من استباحها ولا أنتم أصلا من أهلها، وإن قلتم لحماية العروش فهؤلاء أرادوا من أصحابها أن يعودوا إلى دين ربهم ويحكِّمون شرعه ليس إلاّ ولهم المناصب والكراسي بحقِّها، فما سرّ تحالف كل هذه الأحزاب التي حشدت أكثر من مئة ألف من كلاب العالم حول مدينة سُنّية بإحدث الأسلحة والمعدّات يُعبد فيها الله وحده كما أمر ..!
إنّ الاسلام جاء غريباً وها هو الْيَوْم يعود غريباً كما جاء، فطوبى لمن فهِمَ الرسالة وقرأ ما بين الأحداث، فنور الله سطع من جديد والله أكبر، وإن لم يكن إلاّ حسنة لهؤلاء فنبارك لهم ولسعيهم نهوض شباب الأمّة من سباتهم العميق على خضّم هذه الأحداث، فالحمد لله إنّ من تكالب عليهم القريب والبعيد اسقطوا أقنعة الجميع بلا استثناء، من حراس الديمقراطية الزائفة الكاذبة إلى الطائفية المقيتة الحاقدة باسم الحسين والحسين -رضي الله عنه وعلى آل البيت أجمعين - منهم برآء، مرورا بعبدة الكراسي والشهوات وعبيدهم الصحوات، فالحمد لله الذي ميّز الصفين وأرانا وجوه الأعداء والمرتدين والمنافقين، فالداء بان واستبان للعيان وما له إلاّ السيف كقاسمة للظهر وبنصوص الوحيين والسنان، فيا خَيل الله اركبي وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باْذن الله، فها هي امريكا وعدتكم بالنصر وأهل الاسلام وعدهم ربهم بالنصر ولنرى اَي المشروعين جدير بالصبر، فان النصر صبر ساعة، ولا يهزم المسلم المجاهد و إن قتل، فالقتل في سبيل الله حياة، فهل يعلم ذلك أعداء الله ..!
يتبـــــــع ...
=======================
كتبه : نورالدين الجزائري

18 محرم 1438هـ الموافق ل 19/10/2016




mardi 18 octobre 2016

مقال بعنوان " رائعة المحسني و الذئب على تلال دابق " بقلم نورالدين الجزائري


رائعة المحيسيني والذئب على تلال دابق ..


ــ وما نيل الصدق في القول ... الا بصدق النية والفعل ــ
من نعومة طفولتي وأنا منبهر بالذئب، ذلك الحيوان الجميل الأنيق ذو الكريزمة المتفردة، ذلك الحيوان البري المفترس الذي لا يطيق العيش مألوفاً، سيمته الذكاء وشيمته الغدر، فهي طبيعته وفِي بيئته وما خُلِق إلاّ لحكمة، ومن حكمة الله عزّ وجل فيه أنه ذُكر في كتابه الكريم، لكن هذه المرة متَهماً على غير سلوكه، فبُرِّأ من فعل لم يكن من أدبياته، ولكن فِعلَ عدوِّه كان أشد وقعاً منه وأحطّ صنيعة منه ..
فكما يُفسد الخَلُّ العسل، كذا يفسد الذئب على الاسد في ريعه، فبلاد الشام الْيَوْم لخير دليل لماَ أصاب ذروة سنام الاسلام من تحريف للبوصلة بفعل كثرة الذئاب في الساحة، ومن تركيبتهم في الوغى أنّ فيهم القائد والمنقاد، والفاسد والمفسد، ومن أهمهم الْيَوْم الشيخ المحيسيني الذي ما فتئ أن ينتقل من فصيل إلى آخر ومن جبهة لأخرى إلاّ لجمع الكلمة زعمه، ولكن إذا اجتمعت خصال الذئب وبعض مكر بني البشر في إنسان، فعلى العسل والخل وفريسة الاسد السلام ..
الشاهد من كلامي في هذه المقالة المتواضعة ما قاله ويقوله في كل مرة الشيخ المحيسني على أنقاض الفوضى الذي ترتبت منه ومن أمثاله في الساحة الشامية، فالرجل يتصيد كل عثرة للمناوئين الحقيقيين لاتجاهه وصداً لمهمّته الحقيقية في سورية، فتراه في كل خطاباته عربدة ووعود وتموين مغناطيسي للبسطاء الذين هم تحت أمرتهم وأمثاله، فبعدما ضاع الساحل وبعض دمشق واليوم حلب على خطى القرائن، فهل يمكننا تحميل المسؤولية لفلان أو علّان خصوصاً أم لابد من إعادة النظر في القول والوعد والعمل، أم أن الحفاظ على منطقة ما أو ضياعها من قوة الجماعة أو من فشلها، فهل الجهاد في الحفاظ على المكاسب دون تحقيق المقاصد أم له معانٍ أسمى تسمى بالافعال على الارض ، وبمعنى لم نعد نفهم ما جهادكم ولما أصلا أنتم على أرضه وبين أناسه اللَّهُمَّ إن كانت لك وللأقران مآرب أخرى فهذا أمر آخر والله كشفه وقد كفى ..
إن من ذكر الله عزّوجل للذئب في كتابه تبرئته من فعل البشر، وازداد توضيحا لسلوكه وزيادة على ما مكر ويمكر الانسان لأخيه الانسان، فالذئب لا يمكر إلاّ لغريزة فطرية، وما مكر البشر إلاّ للفتنة والوقيعة، فما كان من إخوة يوسف إلاّ إسقاط الفعل على ذلك الحيوان البريء من فعلهم الشنيع، ومن حكمة إبوهم عليه السلام لم يعقّب على كلامهم وأسند أمره لله عزّ وجل وكأنه ينفي الفعل على المتهم، وكذا بنو الانسان الْيَوْم إذا تجردوا من الصدق أخلّوا بالميزان مع الخصم، وتراهم يبررون القول والفعل ولو بتوّهم، أو بإسقاط النصوص والحالات على فعلتهم لنصرة رؤيتهم أو اتجاههم للمصلحة المخوّلون لأجلها في أنفسهم، ولكن السنن تقتضي أن يكشف الله القول والفعل، فكذا براءة الذئب ممّا فعل إخوة يوسف، فالمستور خبثاً لا يمكن أن يختبئ دهراً إلاّ ومطرقة العدل تفشي السر على طاولات الصدق لا محالة ..
فراعي الغنم تراه يراقب الاخطار على ما استرعى، وإذا رأى ذئباً يحوم حول المرعى فمن البديهي يرصد تحركاته وكيفية الاصطياد للغنم، فيفشل بذلك كل خططه عامة، فكذا المحيسيني لما دخل الشام "مجاهدا" أراد التمسح بأهله وأصحاب الخبرة، فسرعان ما نُبِذ وطُرد لأجل روغانه وسوء نيته، فجعله الله عزّ وجل كالذئب المتنقل من قطيع إلى آخر يكشف الله به مكره وخداعه، ومكر وخداع الذئاب مثله، فلا جهادا على الطريقة السوية أقاموا، ولا تجميعا للكلمة عملوا، ولا لمشروع الامة فهموا، ومن كبريائهم وفتنتهم ظنوا أن الحق معهم ومن خالفهم فالتوصيفات جاهزة، وما أحسن لغة السنتهم على العامة في كل مناسبة للنيل من الخصوم ..
فسأختصر القول وأسرد بالرد على بعض الكلام الأخير والإفك المبين، فبقولك ولا أقول باعترافك أنه من ضمن الذين سيطروا على دابق بغطاء أمريكي مفحوص ومفضوح، فهل أنت والذئاب الأخرى من ضمن من استولى على دابق وكلامك شاهد عليك!؟  أم تعترف بأن من استلم دابق تابع لفصيلكم وبهذا أمريكا من ورائكم!؟  فهل انسحابكم من مناطق استراتيجية كانت تحت سيوفكم نهاية لمسلسل من الدماء لطالما ببرتم فعلته!؟  كيف لك أن تسقط نص الحديث المتعلق بملحمة دابق بقولك ( لأن دابق أصبحت معنا ) وتستخدمه شرعاً وتنفيه عن الخصوم المخالفين لتوجهاتك المعروفة !؟  لكن تعالى أيها الذئب الماكر فلما تستهزيء بحديث دابق ، أًلأن القوم هم أول من روّج للملحمة فيه؟ وهل قصد القوم نزول الروم في عشية وضحاها للملحمة الكبرى ولَم يفهموا ما فهمته أنت الان!؟  فكيف لك أن تنفي ما حشدوا من همّة بالتحريض على الجهاد من خلال حديث دابق ورحت تؤصِّل فهمك بأنك أهل حديث دابق من خلال هذا التحريض!؟ فهل لو انسحبت الدولة الاسلامية الْيَوْمَ من دابق يعني أنها لن تعود إليها أم الحرب في أدبياتك ليست كراً وفراً وسجالاً !؟ فيا شيخ المحيسيني فهلاّ ذكّرتك بحديث فتح القسطنطينية وأنّ فتحها لم يكن إلاّ على يد محمد الفاتح في القرن الثامن هجري فهل حاول الصحابة فتح قسطنطينية أم لا ؟، وهل قال المنافقون بأن الصحابة أساؤوا إسقاط حديث الفتح !؟ بالله عليك كيف تفكّر وكيف تخاصم حتى !؟
فإن كلامك هذا شيخ من نرسيسية دفينة، ونفخٍ في النفس زائدة، فمثلك ومثلك الذئب لا يقتلهم إلاّ أصابع الناس فقد بِت الْيَوْم أضحوكة الجميع ..
لقد صدق من قال بالشام الكاشفة وبالعراق الفاضحة أو العكس صحيح، فالكل أضحى من عمالته مكشوفاً وظاهراً لكل بسيط، فالمؤمن يُعرف بفعله لا بقوله وكذا مذهب العلماء ومن سار على طريقهم، فكم من قول لك لم يرادفه فعلا، وكم من فعل الخصوم كان لهم من لسانك سمّا، فالرجال تُعرف بالفعل لا بالقول، فخير الكلام ما قلّ ودلّ، ولا يفلح المنافق حيث أتى ..
السلام عليكم ..
====================
كتبــــه : نورالدين الجزائري

17 محرم 1438هـ الموافق ل 18/10/2016



lundi 17 octobre 2016

مقال بعنوان " #حرب_الموصل .. الجزء الثالث : الغرب ودراسة الأمّة " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري


#حرب_الموصل ..
الجزء الثالث : الغرب ودراسة الأمّة ..

إن معاهد الدراسات والبحوث الغربية حول الاسلام تستمد معارفها وتأصيلاتها من علم الاستشراق وبعض المؤرخين والكتاب والاُدباء العرب والمسلمين الذين تتلمذوا على طاولات الغرب، وتشربوا بالفكر الغربي في النظرة للإسلام وما يجمع الأمّة من روابط إيمانية، فبه سهلوا لساسة الغرب وعلى رأسهم دوائر صنع القرار، وأوكار الاستخبارات لمعرفة مكمن قوة الاسلام وضعفه، والسياسات المتّبعة اداء تطويقه والحد من نفوذه .
لم تدخل الأمّة في حرب شاملة مع الغرب الصليبي وأذنابه من المنافقين بعد سقوط الخلافة الاسلامية على يد أتاترك ، فحروب العرب بعد هذا الحدث المزلزل ومنه الحرب العالمية الثانية الاٌ مع اسرائيل، وكانت الحرب بشعارات قومية ووطنية، غُيّب عنصر الدين فيها بفعل فاعل، فالتقسيم كان على قدم وساق والتجاذبات السياسية ما بين العرب والامبراطوريات الاستعمارية في تحالفات حميمة، والمنصب حينها مقابل التخلي عن العقيدة والدين، فكان ما كان من الهزائم للأمة عامة والعرب خاصة.
نعم الغرب يعرف قوتنا وضعفنا اكثر ممّا نعرفه عن أنفسنا، فقد درَسنا ولا يزال مُتَتلمذ على طاولات التشريح لديننا وعقيدتنا، فبعد أن سلبنا قوة الإيمان عند تفكك الامبراطورية العثمانية، عمد الى تفكيكنا سياسيا بإزالة عنصر الوحدة والاجتماع فينا بغرس دويلات وحدود وإعطاء خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها أو حتى التفكير في محتواها، وبعد سلب العقيدة والارادة السياسية، تراه الْيَوْم يتحكّم في العنصر الطائفي والقومي يسيّره كيف يشاء، وينفخ فيه روح الأجندات متى أراد، فأصبحت أُمَّة معوّقة، لا روح فيها ولا مادة، خلق كثير ولكننا غثاء مثل زبد البحر لا نؤثر في تقلبات البحار، من رياحها إلى أعاصيرها، فكل ملل الكفر العالمية تعبث بشاطيء الأمّة، فلا آفاق لها ولا بوصلة للحد من الزحف إلى مدن دار الاسلام.
إنّ الغرب ما كان أن ينجح لولا أجندات داخلية ضيّقة، عمد على زرعها وتربيتها، ومن ثمة إنشائها نشأة الأمّ للولد المعاق، تتحكم في كل مفاصله الحيوية، لا يستطيع أن يحرّك ساكنا إلاّ بإذنها أو بها، فالحملات الاستشراقية أوصت الغرب بحماية عائلات وأفراد معينين خاصة لحكم البلاد العربية، وإعطائهم الحكم ليحكموا العرب المسلمين بصيغ طائشة عشوائية، قومية كانت أو وطنية، وتغيّيب العنصر المشترك بينهم رابطة الدِّين والاخوة، فما كان من هذا النتاج إلاّ مسخا أشد كفرا ونفاقا من أعراب الجاهلية، لا يحب الواحد منهم مصلحة أخيه في الدنيا، ناهيك عن الاقتتال في الاسرة الواحدة أو الحزب على حكم البلدان العربية فوَا اسفاه على بني قومي وما سلكوا.
فالغرب بمراجعه ومعاهده الحيوية في السياسات الخارجية وخاصة في البلدان العربية يدرك مكمن الضعف والقوة في الأمّة، فعمد إلى تحيّيد من يفهم لغة الوحيين (العربية) بشيطنتهم وإلصاقهم التهم المنفّرة، فمن متشددين إلى راديكاليين وانتهاء بإرهابيين، جعل من الأكثرية المسخ في بلاد الاسلام والذي تتلمذت على مناهج الغرب المدروسة لعلمنة الوطن العربي خاصة أنها تنظر لهؤلاء كعنصر مخرّب لتوجهات الأمّة، فكان ما كان من صراعات داخلية أضعفت العنصر الروحاني للنهوض من براثن الاجندات الهدّامة، وخيوط الشبكة المؤامراتية الغربية على الاسلام، وإبقاء المسلمين في ركب التخلف والجهل لعشرات السنين، يسهل بذلك عليهم أخذ خيراتهم واستعبادهم بلا إراقة قطرة دم أو مقاومة ولو بسكين.
إنّ الحكومات الوظيفية في البلدان العربية والإسلامية الْيَوْم هي أجندات بحد ذاتها لمشاريع الغرب من عشرات السنين، فدوام الحال من المحال، فلمّا استفاق أبناء المنطقة وأدركوا حجم الكارثة، حملوا على عاتقهم تحرير الأمّة من هذا الاستعمار الخفي القديم الجديد، فما كان عليهم إلاّ وضع الخطط للتحرر من الهيمنة الداخلية والخارجية، فتشكلت تنظيمات وأحزاب إسلامية، فمنها من طالب الحكم بالسلمية، ومنهم من طلبه بحد البندقية، فَلَو سلِم الاولون من المطالبة بالحكم لكان الآخرون مستغنين من عنف الوسيلة، فالغرب وحكوماته الوظيفية لا يريدون من يحكم من أبناء الاسلام بالإسلام ولو بالطرق السلمية الديمقراطية، فأساليبهم مبنية على التبعية فهيهات أن تستقيم اللعبة على الطرق السوية، والصدام لا محَال حينها فيْصَل القضية.
فكلٌ يُغَني سياسته وأمره عند سَيِّدِه أمريكا وبنى صهيون، فَلَمَّا كان يوم التحزُّب على المنطقة باستفاقة أبناء الاسلام، اختار الغرب وعلى رأسهم امريكا صفّه، فتخندق مع منافقي الداخل من حكّام وطائفة مارقة لصدّ إرادة الأمّة في التخلّص من التبعية، تجندل الكل من صلبيين وحكام وصحوجية مرتدّة ورافضة شركية على قتال اهل التوحيد من أبناء الاسلام والملّة، فتعسكر الْيَوْمَ الفرقين وأخذت الفجوة في التباعد والاتساع من حرب أفغانستان إلى حرب العراق والشام مرورا باحتلال بلاد الرافدين من طرف الأمريكان، فكل هذه الأحداث شُخَّصَت الداء، وبيّنت طرق الدواء، فما كان إلاّ القليل من أبناء الأمّة الاستجابة للصرخة والنداء، فكبِّر على الباقي ولا عزاء .
اتّضح الصراع الْيَوْم في المنطقة العربية وعنوانه معسكرين، معسكر يريد إبقاء الأمّة تحت الوصايا الدولية وبأجندات جديدة اكثر عنفا وضراوة، متمثلا بامريكا وحلافائها من الحكّام والطائفيين القرامطة الجدد وعلى رأسهم إيران المجوسية، فها هم الْيَوْم في تحالف ثلاثي غير مسبوق على من رفض الهيمنة والوصايا، فامريكا تدرك أن المعركة مع أبناء الأمّة في أوج بدايتها فقط، وأنّ ما الذي سينتج من هذا الصراع لا يخدمها في الأمد البعيد، فهي تريد الحدّ من نزيف قوّاتها المباشرة أو أذرعها في المنطقة، فالحرب في أوّل شعلتها، وتدرك أنّها ستطالها عاجلا أو آجلا، فقد ذاقت برعماً منها في احتلالها للعراق وافغانستان، ومعاهدها ومجمع بحوثها علّمتها مكْمَن قوة الأمّة وضعفها، فسياساتها الْيَوْم في المنطقة جزء من استراتيجياتها لتعطيل تفككها، فأبناء الاسلام أضحوا مشروع بناء روحي ومعنوي مستقبلي، والاعداء استثمروا في الأمّة كل خسّة لتعطيل نهوضها وما تبقى لهم إلاّ أذرع أخطبوط يعمل لأجل مصالحها، فاليوم العراق والسورية مركز سرطان المنطقة، فمهما أصابها سيتم استئصاله بلا رحمة ولا هوادة.
 فاقتلوا ونكِّلوا بما شئتم والحرب سجال، فاليوم لكم وغدا عليكم، وللامّة يُسْران وعسر واحد ولعلّكم قرأتم تاريخها، فاغتنموا من ضعفها وقلّة حيلتها الْيَوْم قبل الغد، فإنّ غدا لناظره لقريب، وما يعلم جنود رَبِّك إلاّ هو، والعاقبة للمتقين.
يتبــــــــــع ...
السلام عليكم ..
====================
كتبـــــه : نورالدين الجزائري
16 محرم 1438هـ الموافق ل 17/10/2016


samedi 15 octobre 2016

مقال بعنوان " أحفاد ابن سلول " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


أحفاد ابن سلول ..

لم يُعرف فقه الهزيمة إلاّ عند المنافقين عامة، وطلّاب الدنيا وعند أهل الحسد والامراض الباطنية خاصة، وكيف وقد ظهر هذا الداء في عزّ نور النبوة، ونزول الوحي ونشر السنّة، وبعدها في كواليس الحكم وحبّ الدنيا، وما هذا الداء إلاّ لخلو العقيدة عند البعض وإن كانوا في صفوف الجماعة أو الأمّة ، فمنكم من يريد الآخره ومنكم من يريد الدنيا، فأهلها ومشربيها لا حدود لهم في طلبها وإن تطلب ذلك العيش في كنف الشياطين ..
عجبي ممن ينبز ويسخط على من ارتدى لباس العزّ ونحّى عنه لباس الهزيمة، وهو لم يعي أو يدري أنّه في هزيمة منذ سقوط الخلافة، ولَم يفهم أنّه في الذل غارق، وبشهادة نص من نصوص الوحيين عليه، أوَ لم يقرأ حديث نبيّه -صلوات ربي وسلامه عليه- " تداعى عليكم الامم .... سلَّط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى تعودوا الى دينكم "، فالأمة في ذُل ومن عند الله ومُسلط عليها لتخليها عن دينها الحق، دينها المنزّل، وكيف استثنى نفسه من هذا الذلّ الذي نحن كلنا فيه وراح يلمز ويغمز من عرف الداء وشخّصه، وتوكل على الله لينزعه، أو دين امريكا وملوك العرب ورؤسائهم هو الدين المرتضى الذي لا يجوز أن يُخرج عليه ويُقاوم ويُنبذ ويُرفض، أو من سلك طريقا غير طريق الاسلام المتعارف عليه الْيَوْم من مؤسسة رند الامريكية ومجمع البحوث القبورية والذي فرضتموه على الأمّة نعتموه بأشنع الاوصاف زورا وبهتانا، فيا هذا وهل تدري أنَّكَ أنت المهزوم وإن اجتمعت معك كل هذه القوى، فما أنت وأمثالك إلاّ في فقه الاوّلين من المهزومين وما هذه الأحداث إلاّ لتُخرج منك ما كنت تبطن من نفاق أو حسد أو عمالة وهزيمة نفسية ظاهرة.
أَيُّهَا الناقم على من أخلص دينه لله ورأى في الموحدين كل الشرّ وعوامل الهدم، ماذا قدَّمت للإسلام ودعك من المسلمين، ما إنجازاتك أمام الصلبيين وحميرهم الرافضة الملاعين، أو عندكم الاسلام سلوكيات وإن ما لله فهو لله وما لقيصر فهو حصري لقيصر، أو عندكم دين الله تجارة قبل أسّ بنيانه وأعمدة ركائزه، أو رضيتم بإسلام المعاهد والبحوث و مقارنة الأديان، كيف فهمتم الْعِزَّة في دين الله ولَم يفهمها غيركم، أو عزّكم بتحالفاتكم مع من يخطط لتكونوا سجناء هواكم وشياطينكم، أو عزّكم في مظاهرة الكفّار والمشركين على أهل التوحيد وعامة المسلمين، وما قول رَبَّنَا فيكم إلاّ : " ومن يُهِن الله فما له من مكرم" ..
يا طلاب الدنيا على موائد الكفار والطغاة والمرتدين ومن عطّل ويعطّل صحوة الأمّة من نومها وهزيمتها المترتبة عن بعدها من رَبِّهَا ودينها مهلاً، نعم مهلاً ورويداً فما أنتم إلاّ من نُطَف ابن سلوا في النفاق، وابن العلقمي في العمالة، والصحوات في الانبطاح والدياثة، فأنتم من جملة داء الأمّة ومعضلتها، فسمومكم على الجهلة من أبناء الأمّة فقط ويعلم الله أنّهم كُثُر وأُريد لهم ذلك، فبيننا وبينكم أيّام تُشيب لها الولدان، فلنفضحنّكم فضح الحرابة على رؤوس الأشهاد، فيا كلمة امريكا الكفر في بلاد الاسلام، وعمل ايران المجوس في بلاد الإيمان، فالأحداث الْيَوْمَ عرّتكم وفضحت خيانتكم، فأنتم شرُّ البطانة و أسوأ الخلق على أديم أرض الاسلام ..
إن سنة الغربلة والتمحيص ماضية في الأمّة، ولابد من نهوض عسير بعد سلسلة السلاسل المزروعة في جسدها من طرفكم لتمكين أجندتكم ومصالحكم، فما تمكن العدو إلاّ بكم وبنصحكم وتبيان له لعورات المسلمين، فعمالتكم أصبحت علانية بيّنة، وقد شُخّص الداء وقد اتاكم أهل التوحيد بالدواء، فتربصوا إنَّا معكم متربصون ..

====================
كتبه : نورالدين الجزائري

14 محرم 1438هـ الموافق ل 015/10/2016


mercredi 12 octobre 2016

مقال بعنوان " حرب الموصل .. الجزء الثاني : حرب الاستراتجيات و التحالفات " .... كتبه المدون نورالدين الجزائري



الجزء الثاني : حرب الاستراتيجيات والتحالفات ..

الموصل، تلك المدينة الجميلة بالعراق، وثاني أكبر مدن بلاد الرشيد من حيث الكثافة السكانية بعد العاصمة بغداد، والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 3 ملايين نسمة، والواقعة في شمال العراق بمحافظة نينوى، والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة، وأغلبية سكان الموصل عرب من أهل السنة، وينحدرون من خمس قبائل رئيسية، وهي شمر، والجبور، والدليم، وطيء، والبقارة، ويوجد أيضا مسيحيون ينتمون إلى عدة طوائف وأكراد وتركمان و الشبك ..
فالموصل إذاً كانت ولا زالت نقطة التقاء ديانات وحضارات وثقافات، وهي مركز ثقل بالنسبة للعرب السنة، اذ هي اكبر تجمع لهم في بلاد الرافدين، والمدينة لها ثقلها التاريخي في محاربة الصفويين، ثم العثمانيين، انتهاء بامريكا، وهاهي الْيَوْمَ وكأن التاريخ يعيد نفسه بثلاثي العداء، ولكن هذه المرة العدوان في تحالف غير مسبوق، يسانده مردة شياطين الانس والجن من كل حدب وصوب، ولقطاء اصقاع الارض، وكل طامع في المنطقة وخيراتها ..
فالموصل مع كونها مركز السنة في العراق إلاّ وهي مدينة غنية أيضا بمواردها الطبيعية ، اذ المدينة عائمة على بحر من البترول بشهادة خبراء، فمطامع الكبار في العراق الهش، عراق الفوضى المدروسة وخاصة تواجد السنّة يوحي بحرب ضروس، وتجاذبات عدة، تتخللها تحالفات جمّة ومعقدة، مشروع الجميع الانسان العربي السني الذي اضحى مشروع بترول او عاز ككائن في المنطقة خاصة وفِي بلاد الاسلام عموما ..
نعم الانسان العربي السني اضحى مشروع الكبار في السياسات الخارجية لمغول العصر، من هولاكو امريكا الى أبناء العلقمي في المنطقة، مرورا بأحفاد أتترك الْيَوْمَ، والكل يغني سياسته الناعمة، ويعمل لمشروعه خفية وعلناً، وأبناء المنطقة وكأنهم سكارى، وما هم بسكارى ولكن في التجاذبات والمصالح الضيّقة يتصارعون ..
فالعراق بلد اُحتُل من طرف الأمريكان، وكانت له تبعيات من هذا الغزو اللعين على المنطقة، ومنها التمكين للروافض على حساب السنة في بلاد الرافدين ، مقابل كنوزه وخيراته، فإن حمير الأمريكان اجبن من ان ينالوا من أبناء المنطقة لولا التواطؤ الامريكي والاقليمي، فهم أُمَّة مخذولة عبر ازمنة وجودهم، ولكن اجندات خارجية جعلت منهم طروادة مشاريع كبيرة في العراق خاصة والمنطقة عامة..
فالموصل وبعد دخول الدولة الاسلامية اليها في 10 يونيو/حزيران 2014 سيطرت بالكامل على مدينة الموصل، واعلنت من خلالها قيام الخلافة الاسلامية، واقامت شرع الله على كل أراضيها، وتمددها بعدها عبر كل تراب العراق وسورية لاحقا، وهو تحصيل حاصل لما تعاهد من اجله أبناء العراق الاوفياء لدينهم ولأمتهم، وثمرة جهادهم للامريكان والفرس من بعدهم ..
ان الكل الْيَوْمَ يريد النيل من الموصل، يريدون النيل من الشريعة، يريدون النيل من رمز الخلافة، يريدون استئصال اهل التوحيد فيها، الذين كشفوا قناع مغول ومجوس ومرتزقة العالم، المتاجرين بدماء الشعوب وبتركيبتهم الدينية والعرقية والطائفية، فالسياسات والاستراتيجيات والمصالح أصبحت تُتخذ وتسري على المكشوف والضحية العرب السنة كالعادة.
فبعدما كانت الحرب بالوكالات، ها هي الْيَوْمَ تكشف وجه لاعبيها جهارا نهارا، فامريكا بعد زجها بحمير الروافض في معاركها مع الدولة الاسلامية بعد انسحابها المخزي من طرف المجاهدين، تعود الْيَوْمَ بالآلاف من جنودها استعدادا لـ "تحرير" الموصل وَمِمَّن من آبائها، وهي تتمركز الْيَوْمَ في نواحي مدينة ومطار القيارة على بعض العشرات من الكيلومترات من الموصل، في خط ورائي لوجيستي حسب زعم البنتاغون، منتظرة لحظة الصفر لانطلاق المعركة بعد زج حمير الرافضة في مقتلة هائلة ومنتظرة، فهي في تنسيق مع ايران في ذلك، والامر اصبح علنا ومعلنا بين البلدين، ومن ضمن هذا التحالف تنبهت امريكا الى خطر هذه المعركة من حيث العنصر السني المكون فيها، ومسار الحرب من باب الطائفية، وان على الجميع إيجاد صيغة شرعية للتدخل في الموصل عبر تركيا منادين بحماية السنة، وابعاد طابع الطائفية في قتال الدولة الاسلامية، لئلا يخرج الامر عن السيطرة وتتجه الحرب الى صراع طائفي مابين السنة والرافضة في المنطقة، فالموصل مدينة يقطنها الملايين من السنة ولا يمكن بنظرية امريكا الخبيثة ان يكون مصيرها مصير الرمادي او الفلوجة ..
فامريكا ادخلت الأتراك الى حرب الموصل لإسباغ شرعية على احتلالها بطابع مكافحة "الارهاب"، وتركيا بعدما كان حلما يراودها في التدخل في هذه الحرب وصعب المنال، اصبح واقعا مفروضا من طرف امريكا، وما تجاذبات انقرة وبغداد في هذه الأيام بالنسبة لمشاركة الأتراك ما هو إلاّ من المجال المناورات الاستراتيجية، فالعبادي مع رفضه لتدخل الأتراك في المعركة وتصريحاته النارية اتجاه اردوغان ماهي إلاّ لتهدئة الشارع الطائفي للمليشيات المقاتلة جنبا لجنب مع القوات الحكومية العراقية والأمريكية، وامتصاص غضب فرق الموت الشيعية اتجاه كل ما هو سني، ومنها تصريحات قِس الخزعلي الطائفية النتنة اتجاه كل سكان الموصل، وأنّها معركة الوعد الالهي، وانتقاما للحسين اتجاه أبناء يزيد بن معاوية رضي الله عنهم اجمعين ..
فتركيا لا يهمها سكان الموصل بقدر ما يهمها قطع أوصال أكراد الموصل مع أكراد الداخل التركي، فالنزعة قومية في تدخلها في الموصل اولا، واطماع تركية تتجه أيضا في الاستيلاء على سنة الموصل باتفاق أمريكي كون تركيا بلد سني، ومخافة من تدفق عشرات الآلاف اللاجئين من عرب السنة اتجاه تركيا بدلا اللجوء الى الداخل العراقي، وتحذيرا لإيران من المساس بالجانب الديمغرافي للموصل، وان الحرب شرارتها يمكن ان تمس أطراف النزاع في كل المنطقة ..
فالمتابع والدارس لما يحصل في العراق وسورية يدرك ان الملفين في مشروع واحد كبير متكامل، فالكبار اتفقوا على تقسيم البلدين طائفيا، فروافض العراق لهم كل العراق ما عدى محافظة نينوى ومنها الموصل وستكون تحت إدارة تركيا، وسيكون ذلك بتفاهم مابين امريكا وإيران وتركيا سلميا، والاّ سيتحول المشروع الى حرب إقليمية وستتدخل السعودية ودوّل الخليج العربي في حرب ضد ايران وستكون شاملة، وما تقارب تركيا وروسيا في هذا الآونة الاخيرة وهذا الخلف الجديد من هذا التقسيم في المنطقة، فقد اتفقت امريكا وروسيا وتركيا على تقسيم سورية الى كانتونات على غرار اتفاقية دايتون والتي كانت ما بين الصرب والكروات واليوسنيين، فلنظام الأسد معظم سورية ما عدى الجانب الحدودي لتركيا والرقة مرورا بدير الزُّور، وذلك بخلق منطقة عازلة وآمنة للسوريين، من عبن العرب كوباني الى اعزاز وحتى الرقة بعد "استعادها" من الدولة الاسلامية، وقد تم التصديق على هذا التقسيم وهو في حيّز التنفيذ، وقد لاحت معالمه في الافاق، ومات لطبخة في حلب إلاّ لأجل ذلك، ومنها الترتيب للقاءات سياسية أولية ما بين النظام والمعارضة قبل معركة وتحرير "الرقّة" بايدي وسواعد الجميع ..
فلعلى المراقب لهذه الأحداث وما يجري في المنطقة يتساءل أين دور اسرائيل في كل ما يجري، فاسرائيل من هذه الأحداث ستحصل على حصة الاسد من كل هذه الطبخة، بتفعيل مشروع قديم جديد، والمسمى بخط بترول الموصل-حيفا، والذي تبلور بعد اتفاقية أوسلو للسلام، والذي هدفه تدفق بترول العراق الى موانئ حيفا بأسعار رمزية هدية من محبّي واصدقاء اسرائيل من الصهاينة العرب آنذاك، والذي اصبح تفعيله الْيَوْمَ ضرورة استراتيجية تحالفية مابين ايران وإسرائيل، وشيك من ايران على بياض كهدية للهيمنة على بلاد السنة بسواعد امريكا وبلدان المنطقة ..
فاليوم اضحى السنّي ودمه أرخص من برميل البترول في الاسواق العالمية، وعلى أشلائه تتصارع قوى الكفر والطغيان الغربية والإقليمية، وعلى روحه تتراقص الصفقات والتحالفات والتناقضات، فما الذي وحّد القوم على ارخس إنسان على وجه المعمورة والتنكيل به، وبانسانيته، وبدينه، وتاريخه، ووجوده ..
 يتبـــــــــــــــــــع ....

السلام عليكم.

==========================
كتبـــــه : نورالدين الجزائري
11 محرم 1438هـ الموافق ل 12/10/2016




dimanche 9 octobre 2016

مقال بعنوان " حرب المعلومات ... هل انتهت القاعدة؟! " .. بقلم المدون نور الدين الجزائري


حرب المعلومات .. هل انتهت القاعدة ..؟!

عمدت أمريكا في الآونة الاخيرة إلى تسريب مقطع فيديو على المواقع الالكترونية يظهر فبركة الـ سي اَي اَي إلى أفلام جهادية لأغراض محددة، ونشر الموقع الامريكي ديلي بيست تقريراً مطولاً في هذا الشأن، تناول فيه كيفية دفع البنتاغون أكثر من نصف مليار لوكالة بيل بوتنجر البريطانية، والمتخصصة في العلاقات العامة، وذلك من أجل صناعة فيديوهات وفبركة أفلاما ومقاطعا للقاعدة في الفترة ما بين ماي 2007 وديسمبر 2011، حيث نقل الموقع تصريحات لموظف بالوكالة، إن فبركة هذه الأفلام القصيرة كان هدفها شيطنة القاعدة أولاً، وتعقب أفرادها وخاصة قياديِّيها ثانيا، ومعرفة حجم أنصارها في البلدان العربية والغربية وخاصة داخل الولايات المتحدة الامريكية ..
فالوكالة عمدت إلى شيطنة برستيج القاعدة تحت إمرة الشيخ أسامة ابن لادن -رحمه الله- والتي كانت دوائر المخابرات العالمية وخاصة الامريكية تعلم مدى قبوليته وحسن توجهاته في محاربة امريكا في البلدان العربية خاصة، وإزالة هيمنتها على العالم عامة، ومن جملة عمل الوكالة أيضا الوصول إلى حجم جمهور القاعدة، وتعقب القيادات والأنصار بدرجات، وفبركة الأفلام قصيرة المشهد والذي لا يتجاوز مداها عشر دقائق، والإبقاء على أقراص مضغوطة في عين الحدث عنوة لهو من الباب التجسس المحض، لتتبع بعدها الناقل والمشاهد، وتوزيعها على بعض وكالات الأنباء العالمية وخاصة العربية ومنها قناة العربية بالتحديد من ضمن هذا العمل الاستخباراتي الجبار، والذي أطاح بكثير من قيادات القاعدة وأعتى و أشدّ مناصريها، فهذه الأقراص المحتوية على فيديوهات التشهير بالقاعدة وعملها كانت تحتوي على كود مرتبط بحساب خاص، تابعا لإحصائيات جوجل يقوم من خلاله إعطاء مجموعة من المعلومات حول IP، ومنها تحديد المشاهد لهذا القرص المتروك في مسرح العمليات المفبركة، ومعرفة هويته والبلد المشاهد من خلاله وتحديد مكانه ..
فالعملية كانت معقّدة للغاية، أدارتها شركة بوتنجر باحترافية عالية، وكان يشرف عليها أحد ضباط الجيش الامريكي، ومنها وكالة الاستخبارات الامريكية الـ سي اَي اَي، حيث وصلت هذه الأقراص المفبركة من عمليات القاعدة الوهمية إلى أماكن الصراعات من أفغانستان إلى سورية مرورا بالعراق والجزيرة العربية، جمعت حيّزا كبيراً من المعلومات الهائلة لدى دوائر المخابرات العالمية، ومنها تعقب الناس في كل مكان من العالم من خلالها، ومنها يُفهم كيفية تحديد الهويات وفسخ الأسرار لبعض السذج من أبناء الأمة ..
فإخراج هذا التسريب في هذا الوقت المحدد والمدروس، مفاده آراء وتحليلات عدّة، ومن جوهرها إيهام للبعض أن القاعدة كانت أداة استخباراتية في يد امريكا والغرب، وعلى أقل التقدير القيادات من الصف الثاني والأنصار، وسهولة الاختراق والتلاعب بهم في الصراعات المحلية والإقليمية وتارة العالمية، للإبقاء على عنصر المؤامرة والفوضى في البلدان المعنية، فالتسريب مفاده أيضاً إيصال رسالة للقاعدة وأنصارها أنّها انتهت سلوكياً وإشهارياً، وبمعنى أن الاختراق قضى على مصداقية القاعدة في اَي عمل اشهاري أو حربي لما تم تصوير عملياتها بأنها فبركة وجعجعة إعلامية بحتة، وتصوير قياداتها بأنهم أدوات مخابراتية وخاصة بعد مقتل الشيخ أسامة ابن لادن -رحمه الله- و وثائق أبوت أباد بخير دليل فما آلت إليه القاعدة بعدها ..
فتناول بعض المحطّات العربية الإخبارية عامة، وبعض الاعلاميين خاصة، أصحاب الشهرة على الساحة الإعلامية العربية لهذا التسريب لم يكن مهني، ناهيك عن السير حذو شركة العلاقات العامة بيل بوتينجر في التضليل الاستخباراتي بغير احترافية، وتصوير الامور بعين المؤامرة والتشكيك في كل ما هو جهاد أو مقاومة أو حتى اعتراض للهيمنة الامريكية على العالم وخاصة البلدان العربية والإسلامية.
فالتقرير إن كان فضحاً للأسرار فهو فسخ عقد دور وكالة بوتنجر للعلاقات العامة وتحسين أو تقبيح العامة أو الخاصة، فهو البتة، وأن للقوم وسائل إعلام خاصة بها، تتبنى عملياتها داخل وخارج منظومتها الأيديولوجية، وأن جيلاً جديداً من التجسس رسالة قوية مفادها ان الدولة الاسلامية غير القاعدة في الاختراق، وأن صعوبة الاختراق للجيل الثاني من القاعدة غير سهل والجواسيس دخل حيّز التنفيذ لاختراق الخصم بعقلية وأساليب اخرى، وأنّها رسالة خاصة للدولة الاسلامية من الـ سي اَي اَي مفادها : كما اخترقنا القاعدة الامّ وقتلنا قادتها وعلى رأسهم زعيمها، فلن نتهاون في اختراقكم وقتل قاداتكم ورؤوسكم، فالحرب خدعة، ومن أساليبها الاختراق والجوسسة، ولسان حالها : أفطر بالقوم قبل ان يتعشوا بك، ولله الامر من قبل ومن بعد ..
السلام عليكم ..
========================
كتبه : نورالدين الجزائري

08 محرم 1438هـ  الموافق ل 09/10/2016 م