Rechercher dans ce blog

mardi 10 novembre 2020

مقال بعنوان " الثقب الاسود ومرحلة رئاسة بايدن " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري

 الثقب الأسود ومرحلة رئاسة بايدن


 

 الثقب الأسود يقتل أربعة جنود أمريكيين من يومين بعبوة ناسفة بناحية دير الزور، إنّها رسالة قوية وحرب نفسية جديدة لصاحب البيت الأبيض الجديد وتحدٍّ من نوع آخر لما سيحدّده جو بايدن لقتال أصحاب الرمال المتحرّكة، فالمواجهة اليوم ليس كسابقاتها من المواجهات، بل قتال من نوع احترافي عال الدّقة والتّخطيط والهمّة، إنّها حرب استدراج بعد أن كانت حرب استنزاف، حرب الكمائن المُحكمة بعد أن كانت تربّص ومراقبة لحين الفرص السانحة، الثقب الأسود اليوم مسح رمال سورية كلّها وأصبح يحرّك اللّعبة كيف شاء، فجنوده على فوجين اليوم: تخصص نظام سوري يبتلع الأرتال الأسدية والخمينية في سحاري البادية وذلك مع حسٍّ ونمسٍ وفحصٍ لطائرات الاستطلاع الروسية والتركية وفوقهما الأمريكية ومن دون جدوى، وفوجا آخرا تخصّص في اصطياد رؤوس الروس والأمريكان ذو مهارة قتالية عالية، لا ترصده رادارات انسانية ولا آلية، يتحرّك من دون ظلّ ولا نور وبحماية ربانية، وأما الجيوش الأخرى فهي تنكّل وتمرح بعد السياحة المخطّط لها، ولكل بلد خططه واستراتيجيّته في القتال وحصّته من الإرهاب وكدروس للأكاديميات الحربية، الثقب الأسود اليوم أقوى مما كان عليه من ناحية الخبرة ودراسة العدو، يضرب، يقتل، ينسحب، يختفي، لا بوصلة له محدّدة، فما عسى أمريكا اليوم فعله صراحة وهي في حرب معه من عقد ونيف وخاصة في الأعوام الأخيرة.

ستكون سنون المساومات لقتال الثقب الأسود بعد أن كان صاحب البيت الأبيض المنتهية ولايته قد فعل ما هو بوسعه لانهائه وقتله لرموزه، كانت حرب خاسرة بالنسبة لترمب وفشله في كسر عزيمة وروح القتال فيه، بل ساوم على حربٍ بالنيابة من خرسان وعملية السلام بين بلده وبين حركة طالبان وشرط قتال الثقب إلى قتل رموز القاعدة في افغانستان الذين أدركوا أن ملجأهم الأخير أماكن تواجد من أوهموهم أنّه العدو، وحتى لا يلتحق من يرفض عملية السلام برمّتها وإمكانية اللجوء لصفوف العدو المشترك، فالثقب الأسود اليوم استطاع فرض نفسه كعدو أوحد لكل من استمال لأمريكا ولو بشق كلمة، واستطاع فرض أجندته على أن طريقته هي السبيل لتحرير النفس من الحظ، وأن طريقه لإزالة عباءة الوساوس من أن أمريكا عدوا لا يُقهر، فالكل اقتنع اليوم من منظّرة إلى عوعاء مستكلبة ومن قريب على أن استراتيجيته هي الناجعة في انتزاع الحرية المنصوص عليها في الكتاب والسنة، اليوم ترمب إلى مزبلة التاريخ ومن قتل من السادة عند ربّهم أحياء يُرزقون، مرحلة تدفع مرحلة وتلك سنن التدافع فقد كانت للعبرة ولاستخلاص الدروس من التجارب السابقة.

الثقب الأسود يدخل اليوم عصر جو-بايدن واستراتيجية أخرى في التعامل مع مخطّطات امريكا المستقبلية، فبعد كل هذا الاستنزاف فإن سياسة الإدارة الجديدة ستتعامل مع ملف الثقب الأسود من خلال الضغط على الحكومات العربية والإقليمية بالدخول في حرب معه أينما تواجد، فعداء بايدن لأردوغان الظاهري سيحْمِله للمساومة في تفعيل هتش والانخراط مباشرة في القتال في سوريا إلى مدّ يدّ العون للنظام النصيري بمرتزقة وحتى بجنود أتراك للقتال معا ومباشرة، وسيفعّلون سلاح التطبيع ومن منطاته وبنوده الحفاظ على سلامة اسرائيل وذلك بالقتال نيابة عنها وعن حدودها من دول المغرب العربي إلى مصر مرورا بالسودان اليوم، وستُنشأ قواعد جديدة لأمريكا والصهاينة للإشراف المباشر على جيوش سايكس-بيكو من تدريب وتوجيه لمراكز ثقل الثقب الأسود لقتاله ومحاولة هزيمته معنويا وكسر عزيمته القتالية خاصة في افريقيا وأين مصدر المعادن الوافدة من عقود للغرب أوروبا وأمريكا، وسيُضغط على ايران لتفعيل مليشياتها لمواجهة نمو الثقب في العراق وضبط الأمن في البلاد ..

ومن خلال الضغوط الأمريكية المستقبلية وسيف العقوبات تحت اسم CAATSA على تركيا ستنطلق جيوش اردوغان من بنغازي بليبيا نحو الساحل الافريقي إلى افريقيا الوسطى لمواجهة القصب الأسود، وسيعاون الجيش التركي والفرنسي والألماني في معظم افريقيا لمحاولة استرجاع ما فُقِد من نفوذ جيو-سياسي ،وهذه المرة فلأرضية أُعدّت لأصحابها ولاء وبراءة، فلا جواسيس ولا عين ماردة تسترق التحرّكات وتنفّذها طائرات، أدغال ورمال وشوك ولا عنب في الساحات، بل بادية كبيرة كتلك بسورية، فاليوم حرب حرب الجيوش النظامية ومن بعدها الفتح المبين، والعاقبة للمتقين...

هذا و الله اعلم

السلام عليكم

 

=================

كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ 24 ربيع الاول 1442 الموافق لـ 10/11/2020


 


dimanche 8 novembre 2020

مقال بعنوان "سبب كره فرنسا للإسلام وما ورآء إدمانها على نشر كاريكاتيرات رسول الله ﷺ " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري

 

سبب كره فرنسا للإسلام

وما ورآء إدمانها على نشر كاريكاتيرات رسول الله  

 

‏لاشكّ أن ما يجري في فرنسا اليوم ما هو إلّا صداما معلنا ومباشرا من هرم السلطة مع الإسلام كنمط حياة موازٍ لمفاهيم العلمانية المفروضة على المسلمين خصّيصا، والأمر يعود للعقدين المنصرمين وبصفة علنية وعنيفة وتحديدا عند تولّي ساركوزي رئاسة فرنسا وحربه على ليبيا وهولاند على مالي والنيجر إلى تشاد مرورا بسوريا، ففرنسا تريد أن تفرض نمط حياة خاصة بها على المسلمين الذين يعيشون داخلها بغرار دول أوروبا الأخرى كألمانيا أو بريطانيا إلى ايطاليا وإسبانيا وبلجيكا، فإرث فرنسا الإستعماري خاصة في المغرب العربي جعلها في الطليعة للحرب التي تقوم بها نيابة عن دول اوروبا جمعاء.

 ففي فرنسا يوجد أكبر جالية عربية مهاجرة تدين بدين الإسلام السنّي بأوووبا، فالإحصائيات تقول أنه يوجد بها أكثر من 6 مليون عربي وجلّهم من المغرب العربي كمهاجرين أوائل إلى الجيل الحالي الذي أصبح في صدام مع أس أركان الجمهورية الفرنسية كنظام علماني متحيّز لطائفة دون أخرى ..

 فما نراه من تسلسل عدائي فرنسي اتجاه المسلمين عامة على أرضها مبرمج ومدروس ومن خطط عبر تقارير استخباراتية مفادها سرعة انتشار الإسلام بالبلد وأكبر بكثير مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى نظرا لوجود العنصر العربي المؤثّر في الدعوة إلى الله والفاهم لدينه فهما صحيحا للكتاب والسنّة ..

إنّ مهاجمة السلطات الفرنسية لبعض المساجد المؤثرة ولدعاتها وبعض الجمعيات المرموقة التي أحدثت آثارا غير مستهانة بها داخل المجتمع الفرنسي خلّ الأحزاب اليمينية خاصة تشير إليها بالبنان، فقد انتشر بفرنسا في العقدين الآخرين مئات الدور لتعليم العربية إلى تحفيظ كتاب الله، حتى بعض أحزاب اليسار نادت بإدماج اللغة العربية في المدارس الحكومية ليتم السيطرة على البرامج المقدمة للجيل القادم من المغتربين العرب ونفي عنها دروس العقيدة وحفظ القرآن والإقتصار إلا ما يُعلّم داخل البيت العلماني، فمثل هذه المشاريع خلّت اليمين المتطرّف خائفا من مثل هذه الخطوات والتأثير السلبي على غير المسلمين والخوف كل الخوف من فهم غير المسلمين عذر اللغة العربية لدين الله، فما أقدمت عليه بعض رموز فرنسا العلمانية من أحزاب ومن يحكم ويتحكّم بزمام السياسة في البلد من تحريضهم على المسلمين من خلال كاريكاتيرات إنما ذلك في النقاط  التالية:

‏أ/ عزل الإسلام عن روحه ألا وهي العربية ..

‏ب/ تحديد رموز الدعوة في البلد من خلال الأفراد او المساجد والجمعيات.

‏جـ/ بث روح الكراهية في المجتمع من خلال الإعلام وبعض السياسيين والمثقّفين بالحديث عن الاندماج وحرية التعبير واحترام قوانين الجمهورية.

‏د/ اخضاع الجالية العربية للعلمانية وذلك بإنشاء رموز شخصية كبعض الأئمة المتكلمين باسمها واسم المسلمين داخل البلد.

‏هـ/ جعل الكاريكاتير كطعم لاصطياد من خرج عن شباك الاستخبارات ومنها إبقاء البلد تحت خوف وذعر من الإسلام كدين بصلة عامة ..

ففرنسا اليوم أمام حقيقة مخيفة مما هي فيه داخليا وخارجيا، ففي الداخل الاسلام يكتسح مرافقها الحيوية ويطيح بعلمانيتها بشكل رهيب وذلك من خلال تحذيرها للإسلام السياسي، وخارجيا فهي في ورطة عسكريا بإفريقيا وفي حيرة بسوريا من خلال الجهاديين الفرنسيين داخل المخيّمات التي تحت قسد.

والسلام عليكم ...

 

================

كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ 04 ربيع الاول  1441 هـ الموافق ل 21/10/2020