Rechercher dans ce blog

dimanche 1 décembre 2019

مقال بعنوان " شيوخ الانتكاسة " بقلم المدون نورالدين الجزائري



شيوخ  الانتكاسة ..

ما من حادثة أو عارض أو مواجهة أو خبر يسطّره أهل الصدق لرفع بعض الغبن عن الأمّة وإرجاعها إلى رشدها عن طريق الوحيين اعتقادًا وعملًا وتعترض طريقه أمريكا ومعها الأحلاف إلّا ويخرج علينا كثرة النّقاد ما بين مؤيد ومعارض ومشكّك للحدث، فلكل نظرته بحسب تخصّصه وميله وما يمليه عليه تحزّبه لجهة أو لطاغوت أو لشيخ أو لجماعة أو لهوى، همّ الجميع إلّا الرؤية الأُحادية ومحاولة من الجمع الاصطياد في الفروع عاجزين عن الوصول للأصول والنيل من عمل الخصوم، فالهلوسة حينها تدخل معترك التكهّنات والبلبلة لسان حال الأفراد والجماعات، فسوط التخوين في الدواليب، ولباس المؤامرة في الجيوب، وعصير القبح عسلٌ على ألسنة الحسّاد من رؤوس الأحزاب ..
امتلأت الساحة الإسلامية اليوم بكثرة التنظيرات، وسلك أبناء الأمّة كثيرا من السبل والطرقات، وذهب ريحها لكثرة الذئاب، والبعض وجّد ضالّته في هذه الظلمات، وآمِن أعداء الأمّة من هذا التشرذم والتفرّق ومن وجود مثل هؤلاء الأفراد، الذين يقفون في طريق العاملين عند كل نازلة، فترى بعضهم من المعادين لأعداء الأمّة كلاما، ومخالفين للطواغيت زورًا وبهتانًا، والطريق واحد ولكن اعترضته لصوصية محترفة ومتفرّعة ولكل خطّته في السرقة والاختلاس، سرقوا من أبناء الأمّة حلمهم وعزّتهم والدفاع عن دينهم، واختزلوا مفهوم العقيدة والتوحيد بحسب المطالب والمنافع، وأخرجوا لنا جيلا من الانتكاسيين يرون في أعداء الله معاهدين وفي المجاهدين خوارج مارقين، وأبقوا على هذا الفهم الدخيل على دين الله غشاوة في أعين المسلمين حتى يكونون وسطاء بين الحكّام والرعية باسم السمع والطاعة، فحصّنوا الطريق إلى التغيير الحقّ وأبعدوا عنه العاملين باسم الإرهاب وحكايات الإعلام اللّعين ..
إنّ هذه الأحداث من حربٍ على الموحّدين وزرع البلبلة في صفوف الصادقين، والواجهة الأحادية لإعلام الدجّالين لزرع الفتنة بين المسلمين إنّما ذلك من الحرب النفسية على المؤمنين، فالأعداء زرعوا في أوساط أبناء الأمّة عملاء كثيرون، فقد تجاوزن كفر الحكّام والعلمانيين والليبراليين واحترقت أوراقهم بما ظاهروه على المجاهدين، وخلف خلفٌ من جنابهم في الظاهر معارضون وفي الواقع والسر مؤيّدون، فأمريكا قسّمت لهم الأدوار وأناطت لكل واحد منهم زعامة واتباعا، ولم يعد ينطلي مثل هذه الأدوار المقسّمة على ابناء الأمّة اليوم من كثرة فجاجة ورداءة المخططات، فلمّا طاغوت اليوم معمّم يتكلم بلسانه لتحسين قبح حكمه، فلا أتكلم عن حزب المداخلة أو الجامية فهم مَن خبر الأمس، وإنّما أعني من هم في ساحات الجهاز أو على ثغور التنظير، فما الفرق بين أبو قمامة والمحيسيني على سبيل المثال لا الحصر، فالأدوار واحدة وإن تعددت السبل، فهذا يشق الصف في الساحات بين الفصائل مواليا أسياده في الجزيرة وللدور المنوط به، والآخر يعزّق الصادقين ويشكّك في جهادهم لذات الدور من أسياده في بلاده وسنين غربته، وما الفرق بين المقدسي والطريفي، فالأول كأنّه وصي عن مفهوم التوحيد خدمة للنزوات، والآخر كأنّه سيّد السياسة الشرعية بلا مقارنة خدمة لولي أمره المعروف، وحدّث ولاّ تبالي عن بُويْ إليزابيت وحكيم ترودو وأفراخ ابن الحسن الثاني من الحدوشي إلى الكتّاني، فمثل هؤلاء إنّما وجودهم هدم لعرى الأيمان والتوحيد، والتشويش على ذروة سنام الإسلام بالتشكيك في طريق الصادقين العاملين، فأين الجمع من الخنادق، وهم أصلا عبّاد للفنادق بلا منازع، ورؤوس كل فُرقة وتشتيت لكل مشروع نهوض لأبناء الأمّة من سطوة العدو على اسلامهم ومقدّراتهم والله المستعان ..
فقد صدق من ترحّم على الشدائد ورأى فيها الرجال والمخارج، وشاهد فيها الثّبات والصدق وحسن المآل والمعارج، وتباين له الصف ورجالاته من صادق ومنتكس ومذبذب، حتى اقتنع أن رؤوس المنتكسين أنّهم على شيء إذ هم بيادق في طرقات الخيانات والمكائد، ينتعلهم من هو جاثم على صدر الأمّة بشتى الوسائل، فاعلموا أنّكم اليوم كأحبار اليهود ومن صلب ابن باعوراء انتكاسة في الطريق، فأدركوا توحيد الرسل ومدرسة السلف في صد الشرك والكفر والنفاق الذي أصبح دستور الناس اليوم، فيا فوز النادمين ..
السلام عليكم
==============
كتبه نورالدين الجزائري


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire