Rechercher dans ce blog

dimanche 30 décembre 2018

مقال بعنوان " ما وراء خروج أمريكا من سوريا فجاة " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



ما وراء خروج أمريكا من سوريا فجأة ..!!

من المفارقات العجيبة أن دونالد ترامب الرئيس الأمريكي هو من كشف ويكشف يوما بعد يوم للمسلمين جميعا أن آل سعود ما هم إلا أداة تركيع للأمة بالمال والفتوى للصهيو-الصليبية العالمية، فقول ترامب أن لولا أمريكا لكانت اللغة الفارسية اللغة الرسمية في السعودية من باب شدِّ العصى ما بين إيران والسعودية كأدوات توازن في المنطقة العربية وكمذهبين تحرّكهما أمريكا كيف تشاء لخدمة مشروعها القومي، فأمريكا لم تسلّ لطهران أربعة عواصم عربية من فراغ، فحتى استراتيجيّتها قائمة على النفخ في كير العمالة ولكن يخدم على المدى البعيد الصهيونية الجارة، فالسعودية وحلفها اليوم تريد تطبيعا بعد نضوج سياسة مرنة من يوم اتفاقية اوسلو إلى تولٌي سلمان بن عبد العزيز شؤون المملكة وخاصة بعد أن جعل ابنه محمد زمام السياسة الخارجية ضمن أولوياته لتولي العرش بعد أبيه وعن قريب ..
فإقدام أمريكا فجأة على الخروج من سورية ليس بالفهم السطحي الذي يراد له أن يُفهم بسرعة البرق كقراءة مقال لخاشقجي أو هرطقة تنويرية للشنقيطي أو تمييعا للسياسة الشرعية من طرف المطيري، فأمريكا صاحبة الحسابات بعد المبادرات والسياسات في المنطقة العربية، فخروجها اليوم من المنطقة شكليا كان بتفاهمات مسبقة من الثلاثي اللاعب في الأزمة السورية وهي أمريكا والسعودية وتركيا، ومهندس الاتفاق ما هو إلا وزير خارجية ترامب "بومبيو" وما كانت زيارته الأخيرة للسعودية إلا ترتيبا للتفاهمات التي أعلنها اليوم الرئيس الأمريكي ترامب من خلال إهداء سوريا لأردوغان تاركا القوى الأخرى في حيرة من هذا الانسحاب المفاجئ من كُرد وسلطة مركزية لبشار مرورا بإيران أحد اللاعبين في الأزمة السورية ..
الشاهد من هذا الاتفاق أنها كانت صفقة جهنّمية لطي مشكلة خاشقجي نهائيا بإشغال الكونغرس بالانسحاب المفاجئ مما أدى إلى خلاف حاد بينه وبين كلبه المسعور " ماتيس " تكلل باستقالة في آخر المطاف، والأمر كذلك بالنسبة لتركيا أن لها ما تريد مع الأكراد بعد نهاية صلاحيّتهم، وقد توعّدهم اردوغان بالسحق والحرب من قريب، كما أن السعودية تعهّدت بإعمار سوريا عند التسوية وفتح صفحة مع النظام السوري، فزيارة البشير كانت من إيعاز بن سلمان لحمل رسالة لبشار مفادها بناء ثقة إقليمية من جديد بعد تصريح ترامب انتصاره على داعش شكليا ومرحليا، فالكل اليوم يعمل على تهدئة الأمور في سوريا والانتصار إلى ما حقّقه بشار على الأرض بمساعدة روسيا ..
إن ترامب حقّق للسعودية اليوم ما لم يحققه لها أي رئيس سبق، وكان ذلك خطة محكمة من صهر ترامب ونتنياهو لإخراج ابن سلمان من عنق الزجاجة بطرح فكرة الانسحاب من سوريا وترك زمام المبادرات السياسية في يد تركيا وإيران والمنشورات العسكرية ضد داعش لروسيا وإسرائيل، وتبقى أمريكا صاحبة الاستراتيجية واليد العليا في المنطقة تدخل إليها وتخرج منها حيث اقتضت الضرورة، ولكن الأمور كما نص العقلاء من الاستراتيجيين والمحلّلين أن ما أقدمت عليه أمريكا هو هروب من المعركة الطويلة النفس والأمم ضد داعش، وأن في الحقيقة خاشقجي هو من أنقذ أمريكا وترمب من هزيمة مدوية في كل من سوريا وأفغانستان، وأن السعودية ما هي إلا إنما في يد أمريكا، وأن المال لا يمكن أن يحل ما فوق طاقته من أرقام صعبة وما اللاعب في كل هذه التفاهمات يلقى نفس داعش في مقاتلة ومحاربة الجميع بعيد عن السياسة والمال...
السلام عليكم

====================
كتبه : نورالدين الجزائري
بتاريخ 15 ربيع الثاني 1440 هـ الموافق ل 24/12/2018