Rechercher dans ce blog

dimanche 29 décembre 2019

مقال بعنوان " ضباع العالم الجدد والاستثمار في دماء المسلمين " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



 
ضباع العالم الجدد والاستثمار في دماء المسلمين


البعض يتابع مجريات الحرب القائمة والدائرة بين عمالقة العالم من حيث التجاذبات السياسة والتهديدات الإقتصادية، أمريكا والصين من جهة من حيث التكنولوجيات، وأمريكا والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى من باب الثروات الطبيعية والحيوانية، فالصين وأوروبا أيضا تشوبها حرب شبه سرية في مجال التقنيات والملكيات الفكرية، والكل يرى اليوم ضحايا هذه الحروب الإقتصادية وتأثيراتها على المجتمعات المذكورة من حيث الناتج القومي للبلدان الضعيفة، الشيء المؤثّر على الدخل الفردي وقلّة الشراء الذاتي، فقد نرى مستقبلا انهيارا في اقتصاديات بلدان المعنية من خلال هذا التنافس اللاأخلاقي في مجمله، وستُجرَف بلدان التبعية في هذه الحروب اللامنتهية والواعدة بالتصعيد كضحية للرأسمالية المتوحّشة وللبلدان الناشئة كروسيا والهند وتركيا وربما إيران على سبيل المثال لا الحصر ..
المتابع لسياسات هذه الدول من حيث الاقتصاد إلى الثروات الوطنية مرورًا بالإستثمارات الداخلية والخارجية يرى أنّ هذه الدول تعتمد ومن حيث الأولويات على الطاقة بأنواعها ومشتقّاتها، فأمريكا أصبحت اليوم أكبر دولة نفطية في العالم من حيث التخزين والتسويق والاستثمار، وقد عدّ خبراء الطاقة أن الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2025 م ستصبح أكبر دولة مصدّرة للبترول بمقدار 22 مليون برميل في اليوم، إذ منسوبها سيصل إلى ما تنتجه اليوم السعودية وروسيا مجتمعتين، وهذه الثمرة من جهود عسكرية وسياسة براغماتية جعلت من أمريكا قطبًا أوحدًا تفنّن في مجال معرفة مفهوم الطاقة وما تمثّل كقوة اقتصادية هائلة، وما وصلت إليه اليوم نتاج حروب في العالم الإسلامي وفرض هيمنتها السياسية والعسكرية على بعض الدول وخاصة منطقة الشرق الأوسط الشيء الذي جعلها اليوم مكتفئة ذاتيًا من حيث البترول وما تصريحات ترامب مؤخرا حول الذهب الأسود ليست ببعيد، وكذا الاتحاد الأوروبي ومن خلال فرض هيمنته في بلدان المغرب الإسلامي والمنطقة العربية وفي إفريقيا عمومًا جعلت منه كثاني مستهلك للطاقة عالميا، إذ احتياجاته من بترول وغاز في تزايد يومي، فسياساته جعلت من البلدان المنتجة مرتعًا لحروب داخلية وخارجية وعرقية وإثنية وطائفية ليتبينّ له الإجهاض على الثروة من دون أي عقود حقيقة تجعله من المحتاج لا السيّد والمتحكّم في خيرات المسلمين عمومًا، فالغرب الرأسمالي عمومًا علِم من حيث تؤكل الكتف، فثروات بلدانه في ازدياد وصعود من حيث التقدّم والإزدهار، وانعكاسات ذلك من الاستحواذ على المقدّرات تُشاهد في المجتمعات الإسلامية من حيث الفقر في المجتمعات والحروب الداخلية وعلى الحدود في المناطق ذات الطاقة من السعودية إلى بنيجيريا مرورًا بليبيا والعراق ..
هذه السرقات المقنّنة داخل البلدان الإسلامية جمعاء من طرف ضباع العالم القديم والمستعمر الناعم (أمريكا وأوروبا) أعطت لبعض الضباع الجدد (الصين روسيا الهند) حجّة وانطباعًا ووسيلة وسُنّة في كيفية التعامل مع مثل بلدان الخيرات، وقد استثمرت الصين والهند من خلال تجارب أمريكا وأوروبا في كيفية التعامل مع الطائفية داخل حدودها وخارجها بدون أدنى اعتبار للعرقيات أو ما يُسمّى بالنسيج الإجتماعي داخل الدول المعنية، ناهيك عن دول الجوار حسب وزن الثقل لبدان الخيرات التي يُراد استغلال ثرواتها من أجل المنافسة مع كبار العالم، ومن المفارقات العجيبة والمتفاهم عليها أن مثل هذه التصرفات لا تخضع للأخلاق ولا للأعراف الدولية والمحلية، فديدن الضباع إهدار دماء الضعفاء من أجل بقاء مجتمعاتهم بمثل هذا التماسك السياسي والإقتصادي، فضباع العالم الجدد تعلّموا من أمريكا وأوروبا كيفية إذكاء الصراعات الخارجية من أجل السرقات المنتهجة، وفهِموا كيفية إدارة المجتمعات داخليا من حيث تشجيع العرق والطائفة، فما يجري اليوم من الصين اتّجاه تركستان أو شعب الإيغور ليس بالصدفة أو من فراغ، فقد تمّ اكتشاف في الأعوام الأخيرة ومن طرف شركة بتروتشاينا الصينية حقل غاز طبيعي ضخم يقدّر بـ 115.3 مليار متر مكعب في حوض تاريم بمنطقة سنجان في تركستان الشرقية، ولم تقتصر الأمور على هذا الاكتشاف بالنسبة لمنطقة الايغور بل تم مؤخرا اكتشاف أيضا أن المنطقة تتمتع بمخزون من النفط والذهب والفضة والبلاتين واليورانيوم والفحم، فلم تكن ممارسات السلطات الصينية من عبث مع شعب الإيغور بل لا تريد أن تصبح منطقتهم من أغنى مناطق الصين على الإطلاق وذلك لمخاوف مستقبلية من حكم ذاتي أو إلى أدنى حد أن يصير الإيغوريون من أغنى رجال الأعمال في الصين وهذا الذي أربك بيجين وساومت من أجله منظّمات حقوق الانسان وكبرى ديمقراطيات العالم بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للصين مقابل امتيازات مالية واستثمارات في بعض المناطق النائية من العالم، إلى تهمة الإرهاب ومخاوف المجتمع الدولي من التطرّف داخل تركستان حسب دراسات ومعاهد محسوبة على المال والكراهية للمسلمين عبر العالم ..

والأمر مطابق في بورما وعند شعب الروهينجا المضطهد، إذ ما يدور ويخص من أحداث تقتيل ونزوح هنالك كله من تحريض الصين عبر جنرالات ميانمار، إذ منطقة رانغون أو أراكان هي أرض ومحيط الروهينجا التاريخي، فالطائفة لم تكن في عداء مع الطغمة العسكرية إطلاقا قبل اكتشاف حقول بترول وغاز ضخمة على أراضي المسلمين في هذا البلد ذات الطوائف والعرقيات المتعددة، والسبب يعود إلى أن جنرالات ميانمار استولوا على أراضي الروهينجا وجعلوها تحت تصرف الصين وذلك بعد أن تبيّن أنّ المنطقة من أغنى المناطق في خليج البنغال، وحتى لا يتم استغلال الأمور سياسيا وكشف خطوط اللعبة بين الصين وجنرالات بورما لقد عهِد البلدان الأمر إلى أنّ تُدار الأمور عرقيًا فأدخلا في الصراع الخفي عنصر الطائفية من البوابة البوذية الشيء الذي أعطى للصراع انطباعا دينيا عرقيا طائفيا بحتا، وحتى لا تتدخل الأمم المتحدة في الشأن الداخلي لميانمار، ومن عجيب الامور أن الديمقراطيات الكبرى كافأت حكّام هذا البلد بتاج نوبل للسلام لتغطية جرائمه وجرائم من خلفه حقيقة ...
وما نراه اليوم أيضا في كشمير ما بين الهند والشعب الكاشميري المسلم والقابع تحت سيطرتها ونفوذها والذي دخل اليوم في مسألة القومية والوطنية إنّما ذلك مما يحتويه إقليم كشمير من موارد طبيعية وخاصة أنّ المنطقة تعتبر أكبر خزّان مائي طبيعي في العالم، فالأمر بالنسبة للهند من الأمن والعمق الاستراتيجي لها، إذ صراع المياه في بدايته حول العالم والهند قد تسابق الجميع من حيث المخزون والاحتياطات الشيء الذي سيجعلها لا تلتفت إلى العرق أو الطائفة التي تحتها مثل هذا السلاح الاستراتيجي المستقبلي، فضباع العالم الجدد متعطّشون للدماء وخاصة دماء المسلمين من أجل أن تعيش طوائفهم الأخرى وعلى أشلاء المهمشين، فقد استنّى الجميع من دول حقوق الحيوانات اليوم وكيفية معاملتهم للمسلمين، وأن المفعول به يظل المسلم الذي لم يفهم مكانه من هذه الثروات التي حباه الله بها ناهيك عن محلّه من هذه الصراعات في مجملها..
فمسألة تحييد المسلمين من الثروات التي في مناطقهم وعلى أراضيهم أصبحت مسائل داخلية تعتريها طوابع ومطامع أحيانا طائفية ومن جماعات داخلية لا تريد أن يشار إليها كأنها ميليشيات حكومية، وأحيانًا دولًا بعينها من تقف وراء هذا التطهير العرقي خراج هذا الصراع والدماء المسالة وبدون أي محاسبة أممية أو قانونية رفاهية المجتمعات المذكورة، فعلى المسلمين اليوم أنّ يدافعوا على ممتلكاتهم وأرزاقهم وأن يكونوا ولا يكون الآخر مهما كان لديه من قوة، ففي الحديث : من مات أو قُوتِل دون ماله فهو شهيد، فحيّا على الزناد ..
السلام عليكم ..

===============
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 3 جمادى الاولى 1441 هـ الموافق لـ 29/12/2019 م










vendredi 27 décembre 2019

مقال بعنوان : الثقب الأسود من عبقرية التشتيت إلى التحكّم بخيوط الصراع " بقلم المدون نورالدين الجزائري




الثقب الأسود من عبقرية التشتيت إلى التحكّم بخيوط الصراع ..


يقول الخبير الإستراتيجي في المجال العسكري البريطاني ليدل هارت والذي كان مستشارا لدى وزارة الدفاع البريطانية وله عدّة مؤلفات في مجال التكتيك والاستراتيجيات العسكرية : " إنّ الدخول في أيّ حرب مع عدوٍ ما يجب أن ترتكز إلى جانبين مهمّين ومنها خاصة العمل على استراتيجية محكمة ومنضبطة بشكل احترافي تستهدف القوات المعادية من خلال الحرب المعنوية الموجّهة نحو مركز تفكير العدو وجهازه العصي حتّى يتمّ شلّ عمله ومنعه من التفكير بارتياحية تامة والتخطيط للمعركة وتعزيز القدرات القتالية "، ويبدو أن استراتيجية الثقب الأسود اليوم هي كما يراها خبراء عسكريون محايدون من عبقرية ليدل هيرت في الصراعات، وأن خططه تسير بمنهجية عالية في استدراج الأعداء من خلال تشتيت القوّة في الفهم والاستيعاب والتركيز على محور واحد دون سائر البُؤر المفتوحة اليوم في بنوك ثرواته الخام من خرسان إلى موزمبيق مرورا بالعراق والشام والساحل الافريقي عامة ..
مَنْ مِنَ الخبراء اليوم في المجال العسكري كان يتوقّع أنّ الثقب الأسود يستطيع بهذه الحنكة والعبقرية في جرجرة المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا وتشتيت استراتيجيتها بهذه السهولة الفائقة، ومَن مِن الخبراء تخيّل ولو لسويعات قليلة أن هذه المجموعة من أناس يُعَدُّون على الأصابع اليد وكانوا في خبر لا شيء عند نزوحهم من الفلوجة عام 2006م بإمكانهم في يوم من الأيام وخلال عقد من الزمن أن يشتّتوا تركيز وتفكير أعتى جامعات وكليات ومراكز الدراسات الفكرية والحربية والنيل من مخطّطاتهم والإلتفاف حولها واللّعب بها أحيانا واستعمالها تارة أخرى لصد بعض الدراسات وجعلها مشلولة وغير صالحة للاستعمال نظريا وتطبيقها على أرض الواقع كما نراه اليوم من تخطيط لجلب أمريكا وحلفائها إلى أراضٍ لم تكن في مخيّلتهم أصلا، وبعيدة عن قواعدهم العسكرية المعهودة والكلاسيكية منذ أن سيطروا على العالم الاسلامي بها وبمن هم على تلك العمالة اللامنتهية الصلاحية، فكان لزاما على تلك الدول التي لا تريد المسلمين خير الدنيا والآخرة أن تفتعل الأزمات للدخول من خلالها كما في ليبيا اليوم حتى لا تُبيّن أمر استراتيجيتها في التدخّل، وأن كشف الصراعات الهامشية للناس هو من التخطيط لوجودها كهيكل لفضّ النزاعات، لكن عند التشتت والضبابية في الاستراتيجيات فإنّ أمريكا ومن معها يأتون بمثل هذه التكتيكات لإثبات موقع قدم ومنها تثبيت الأفكار والتركيز مجددا على العدو الخفي الدائم لوجود مثل هذه القوات الغازية لبلدان المسلمين عموما ..
Ajouter une légende
إنّ الدارس لاستراتيجية الثقب الأسود اليوم يرى من خلالها كيف نجح في تشتيت قوّة حلف الناتو وجلبه إلى ميدان غير ميدانه وإلى قواعد اشتباك غير المتعوّد عليها أصلا، فنجحاته اليوم في العراق وسوريا وعودته بهذه القوة والاستراتيجية من خططه في تفكيك شفرة التفكير لدى العدو، وكيفية تقسيم قِواه ومركز ثقله وتجزأته والقضاء على نوّاة وأدوات تخطيطاته، فأمريكا قبل هذا نجحت في صد الثقب الأسود من خلال التركيز وبقوة على نواة ثقل الثقب الأسود من خلال العمالة خاصة ودراسة التكتيك والتحركات لديه والمناورة من خلال ضرب وحدة التجمعات التخطيطية داخله، ولكن من الأخطاء يتعلم المرء من تجاربه، فمنذ حوالي عامين خمدت نوعا ما نار الثقب الأسود في سوريا والعراق، وكانت عملياته مركّزة إلا على رؤوس العمالة والبنادق الفعّالة داخلها، وهي من الإستراتيجيات في ضرب مراكز التفكير عند العدو، إذ بالقضاء على العيون فإنّك حتما تجعل الرأس بدون تفكير فيما يجري حولك الشيء الذي استطاع الثقب الأسود تنفيذه بإحكام من خلال دراسة عميقة جعلت من أمريكا مشلولة في حربها اليوم ضده، وبمثل هذا التكتيك فإنّ الثقب الأسود اليوم يعمل على إذكاء الصراعات في مصالح الدول المعنية وجعل الجميع يتصارع من خلالها لإظهار قوّة الولاءات وتحديد الصحوات ومن ثمّة الدخول في حروب استنزاف يريده بطريقته وكيفيته على أراضٍ مختارة سلفا، فإنّ ما يراه الخبراء اليوم من عودة الثقب الأسود بهذه القوة في كل من العراق وسوريا هو نجاحه في تشتيت الحلف المتكوّن لقتاله، واستطاعته في التحكّم في مجريات الاستراتيجيات والتكتيكات العسكرية عموما، وأن توسّعه وامتداده داخل افريقيا بمثابة إخلاله لموازين قوّة حلف الناتو إذ الأعضاء جلّهم من أوروبا، وأنّ المساس بمصالحهم هو إعلان عن إفلاس أوروبا المرتقب لإقتصادهم وخاصة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، فالثقب الأسود استطاع اليوم وبكل جدارة من امتصاص قوّة حلف الناتو وتشتيت أعضائه وذلك من خلال جعل أمريكا وحصرها خلف متطلّبات فرنسا وبريطانيا في افريقيا بموجب الاستعمالات القديمة، وأن اقتصاد أمريكا في افريقيا ضعيف إلى درجة من الممكن التخلي عنه عند الضرورة القصوى، فما نراه مثلا اليوم على أرض ليبيا إنما بالنسبة لأمريكا صراع ثانوي وأن وجودها في هذا البلد من الحد من نفوذ الثقب الأسود داخل بلدان المغرب الإسلامي عموما لا غير لمدلول الشراكة الاستراتيجية ما بينها وبين هذه البلدان ..
فالثقب الأسود اليوم استطاع وبحنكة ومهارة فائقة أن يعمل وباحترافية عالية ومن خلال استراتيجية فرّق تسد أن يحدّد هدفه المرحلي والمستقبلي وذلك من خلال إلهاء العدو في الماديات ودراسة نقطة قوّته وضعفه، وأن تمدّده في الساحل الإفريقي إنّما لعمقها الأمني والإستراتيجي من خلال ضرب الأهداف بدقة ومن ثمّة الإنسحاب وبدون أدنى الخسائر إلى مكان قِواه، لتواجده اليوم في كل من مالي والنيجر ونيجيريا وبوركينا- فاسو وساحل العاج إلى موزنبيق مرورا بالتشاد اليوم وأوغندا أمس إنّما من صريح قوّته في كيفية تشتيت العدو من خلال المرحلة القادمة من الصراع معه، فرنسا اليوم تدرك أن قوّة الثقب الأسود تجاوزت قوّتها من حيث التكتيك والمناورة، وقد جرّبته في القتال مباشرة والحصيلة كانت ثقيلة جدا في الأرواح والعتاد، وهي تعمل اليوم على تنفيذ استراتيجية مغايرة في اقحام جيوش المنطقة والانخراط في قتال الثقب الأسود الشيء الذي جعل ويجعل من هذه القوات جسدا بدون روح ولا رأس بسبب سياساتها في افريقيا عموما ومن خلال دعم الفساد في الحكومات الموالية لها ولهيمنتها، فالصراع اليوم في مراحله الخطيرة بالنسبة لمجموعة الناتو وعدم قدرته على المناورة وذاك لعدة عوامل ذكرناها، وأن حرب الغرب في افريقيا اليوم خاسرة لا محالة وإنما جاؤوا لتقبيل الخسائر وإبطاء تقدّم الثقب الأسود إلى بلدان معلومة تكون المعركة فيها أشرس ونقطة بداية هزيمة أمريكا وأوروبا معا ..
والسلام عليكم
=============
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 01 جمادى الاولى 1441 الموافق لـ 27/12/ 2019م





mardi 24 décembre 2019

مقال بعنوان " إمبراطوريات العلم والظلم لا تدوم " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



إمبراطوريات العلم والظلم لا تدوم ..
ــ ردا على أحدهم ــ

كتب أحدهم اعتمادا على بعض النظريات من علماء إجتماع غربيين، وأراد إصباغ كلامه ببعض مُخرجات ابن خلدون في سبب ظهور الإمبراطوريات وكيفية الحصول على قوّتها لاستمراريتها ودومومتها عبر التاريخ، الشيء الذي غفل عنه أنه تجاهل نظرية العلّامة ابن خلدون في كيفية بناء وأسباب سقوط الإمبراطوريات وأنها تعتمد كما في مقدّمته على ثلاثة أسباب أهمّها:
ü     الجيل الأول وكيفية بناء الإمبراطورية ..
ü     الجيل الثاني المحافظ على بناء الأوّل والذي استمر شيئا من البناء ..
ü     الجيل الذي لم يشهد بناء الأوائل ولم يقيّم حراسة الجيل الثاني للثمرة، فهو الجيل الذي سيعيش على تركة الجيلين الأولى والثاني ومنه تبدأ الأمراض وحتمية السقوط ..
وقد ذهب ابن خلدون بخلاف ما ذهب إليه بعض من يستدلّ بمثل من هو الكلام موجّه إليه إلى معالجة أسباب السقوط خاصة والتحذير من الوقوع فيها، إذ أنّ علماء الغرب كانوا ولا يزالون يدندنون خاصة على كيفية بناء الإمبراطوريات وتصدير هيمنتها وقوّتها لخارج نفوذها، والدارس لتاريخ الحضارات من القرون الوسطى إلى العصر الذهبي منها يرى جليّا أنّ سبب ديمومة إمبراطورية ما هو مدى ميزان العزل والظلم فيها بين رعيّتها ومواطنيها بمفهوم اليوم، فالعداء أساسا الحكم كما أن الظلم أساس انهيار العدل وكينونة الدولة القائمة عليه، فإنّ إمبراطورية المسلمين جاوزت ثمانية قرون ونصف حتى انهارت والأسباب معروفة لسيرورتها ولانهيارها، ولا يمكن أن تجد إمبراطورية اخترقت القرون تلو القرون مثل للإمبراطورية الاسلامية والتي حكمت المشرق والمغرب إلى أبواب الصين وأوروبا.
ومن أسباب استمرارية الإمبراطوريات هو العدل لا غير بين مكوّنات مجتمعاتها، فالإسلام أوّل من أعطى مثل هذه القيّم للمجتمعات وكيفية التعايش ما بين أكثرية مؤمنة وأقلية كافرة، إذ ذهب بعيدًا لهذا المفهوم فرسّخ مفهوم المواطنة الحق بإحصاء أهل الكتاب وإعطائهم الأمن والآمان بعقد الذمة لا غير حتى تُضبط الأمور وتُدرس التحوّلات والتطوّرات الداخل المجتمع المسلم وإيجاد سبُل التعايش المشترك، فأوّل من عقد مثل هذه الاتفاقيات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة وسُمّيِت عند بعض الفقهاء بعقد المواطنة، ومن ثمّة رسّخ مفهومها الفاروق عمر رضي الله عنه عند دخوله بيت المقدس والعهدة العمرية الأصلية موجودة اليوم في متحف بلندن وكانت بمثابة ميثاق شرف للأقليات تحت حماية الأكثرية المسلمة ..
الشاهد من الكلام أن من أراد تسليط الضوء على أنّ الإمبراطوريات تُبنى إلا بسياسة واقتصاد قوي فهو لم يفهم أسس وأبجاديات قيام ومعنى مفهوم الإمبراطوريات، وأن ما تفعله اليوم الصين والهند وميانمار بظلمها لأقليّاتها مهما كانت ديانتها فهي في عدد الانهيار لا البناء لمجدها وليس كما رأى البعض أن قوّتها تكمن في اقتصادها أو ترسانتها الحربية، فالأقليات خنجر مسموم في المجتمعات وما سلّمها الغرب الحكم داخل بلداننا إلا من أجل استمرارية نفوذها بالوكالة، لكن كل الدلائل والمؤشرات تشير إلى اقتراب للانفجار وخاصة عند الأقليات المسلمة لأن دوام حال الظُلم من المحال، وكما أنه يوجد جيل يمكن أن يتقبّل الظلم فإنه سينشأ جيل آخر يقاوم هذا الظلم كما الجيل الذي استلم مشعل الإمبراطورية ولا يعلم كيفية الحفاظ عليها، فحتما سيصطدم جيل الظلم مع جيل الترف والعاقبة للعدل، ولابد أن يُفهم البناء من أساسه لابد من ثورته ..
والسلام عليكم


=============
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 27 ربيع الثاني 1441 هـ الموافق لـ 24/12/2019 م







vendredi 20 décembre 2019

مقال بعنوان " ما ورآء دخول تركيا الى ليبيا حقيقة " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



ما ورآء دخول تركيا الى ليبيا حقيقة


تعتبر تركيا من البلدان ذات الوزن الثقيل في حلف الناتو من حيث الدفاع والموازنة والميزانية، إذ جيشها ثان جيش في الحلف بعد جيش الولايات المتحدة الأمريكية، وقد إلتحقت بحلف الشمال الأطلسي عام 1952م، وانخرطت فيه تماما إلى أن أصبحت البوّابة الأمنية الجنوبية لأوروبا وأول حماتها من المدّ الإسلامي خاصة بعد حرب أفغانستان الأولى، كما أنّ تركيا ثامن أكثر عضو من حيث المساهمة في ميزانية حلف الناتو إذ أنّ مساهمتها سنويّا تصل 100 مليون أورو، وتأتي تركيا في المرتبة الـ 5 بين الأعضاء على صعيد تقديم الدعم الشامل والمستدام لعمليات الحلف، وقد تعاظم نشاطها داخل الحلف إذ أصبحت من البلدان المساهمة في عمليات الردّ أو الردع السريع للأطلسي، وقد لوحظ نشاطها في أفغانستان والبوسنة والهرسك وكوسوفا تحت القبّعات الزرق والبيض، كما أنها من البلدان المنخرطة كاملة فيما يسمّى الحرب على الإرهاب بقيادة القائد في الحلف أمريكا، ولا تزال تلعب دورا هامّا ومنوطا بها بحسب استراتيجية الناتو في الصراعات وخاصة تلك المتعلّقة بالبلدان الإسلامية، إذ دورها التغلغل في أوساط بعض الجماعات الإسلامية كمثال في الصومال والسودان واريتريا والعراق وسوريا، وذلك بمهادنة الناتو من خلالها وتقزيم الانفعالات والحساسيات اتجاه أمّة الصليب والتي هي في حرب مستمرّة ظاهرة تارة كما في سوريا، ومتستّرة تارة أخرى كما في هذه الأثناء وما يُطبخ في ليبيا ..
لكن يبقى جيش تركيا من أهمّ جيوش حلف الناتو وجيش تابع لاستراتيجياته ومخطّطاته داخل البلدان الإسلامية خاصة، فهو هدية من السماء للصليبيين وكمفتاح للدخول إلى العالم الإسلامي وتمزيق الممزّق من خلال تركيا وإن ادّعى الاستقلالية وخدمة مصالح بلاده العليا، فوجود تركيا اليوم في ليبيا بطلب من حكومة الوفاق الليبية "الشرعية" والمُعترف بها دوليا من مهامها وأولوياتها السيطرة على بعض توازن القِوى داخليا من الجماعات الموالية لها وشدّ عصى أزمة الإرهاب في الساحل الإفريقي من الوسط، وحتى لا تُتهم بالتدخّل في شأن بلد ذو قلاقل وأزمات أمنية إلى أن يُستقّرلها بال بحجّة مكافحة الارهاب، وأيضا يجعلها لا تفقد بعض التعاطف والموالاة أمام بعض من يحسن فيها الظن سياسيا من الجماعات المقاتلة والأخرى السلمية، ولابد أن نقف أمام تساؤل أو طرح مفاده كيف سمحت أمريكا بأن تتمدد إلى ليبيا عسكريا ولم تسمح لها بإنشاء منطقة أمنية على حدودها مع سورية؟؟...
فإنّ سرّ مناورات ومغامرات تركيا اليوم من الدوحة إلى طرابلس إنما لخدمة سياسات أمريكا الأمنية وكواجهة إعلامية مقبولة جدا في العالم العربي والاسلامي، ومناورات باسم عمليات حلف الناتو تستّرا، فتركيا اليوم أرضية خصبة وبساط أحمر لعمليات الحلف الأطلسي في ليبيا مستقبلا، ولمَ ستؤول إليه الحرب ضد الإرهابيين في الساحل الجنوبي لأوروبا عن القريب العاجل، فمن المهام المناطة إليها وتدخل في حسابات وتفاهمات أمريكية- تركية هو إبقاء الصراع الليبي الداخلي وإطالة أمده حتى يستقر قدم أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا على أبواب مستعمراتهم القديمة في إفريقيا برمّتها، وإعادة إحياء الترابط السياسي والعسكري لكل بلد مستعمر ونفخ روح المرتزقة في تلك البلدان كرجل واحد لمحاربة الدولة على الأرض، وحلف الناتو من السماء وكطريقة كلاسيكية قد شاهدناها خاصة في العراق وسوريا، ولكن للقوم حسابات دقيقة أخرى ومعضلات جمّة منها استباق الكل في تقسيم الكعكة قبل طهيها والمغامرة بجيوش وبعض المرتزقة من المليشيات المسيحية ستكون تدخّلاتها كالماء على الزيت لحساسية الظروف والمشاهد المروعة لبعض المسلمين في إفريقيا الوسطى والكاميرون وأوغندا، فالطائفية على أشدّها في كل إفريقيا وهي أخطر وأوضح رؤية لعموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وأنها حرب صليبية تريدها طائفة أقلية في إفريقيا كآنتي بالاكا في الافريقيا الوسطى وجيش الربّ في أوغندا ..
الدارس لموضوع سورية وكيف تدخّلت تركيا لتفكيك الجماعات المقاتلة فيها عبر زرع أدوات مكشوفة الآن يدرك أن المهمّة الموكلة إليها شبه مستحيلة انطلاقا من البوابة الليبية، فليبيا في صراع منذ عقد من زمن تقريبا فلا حدود لها آمنة وكعمق استراتيجي لوجدانها كدولة إلا الجزائر، والأخيرة تقف مع المشير حفتر كونه الأقرب إليها سياسيا من السرّاج من حيث الرؤية والايديولوجية، فإنّ من أوّل مهامها إعادة صنع بعض الجماعات الإسلامية على الطريقة السورية داخل ليبيا على هيئة جيش الإسلام وهيئة تحرير الشام حتى يتغلغل فكر وعقيدة هذه الجماعات أوّلا في أبناء ليبيا وثانية محاولة مخاطبة بعض شباب النيجر ومالي وبوركينافاسو ونيجيريا عن التخلّي عن عقيدة وإيديولوجية الدولة في قتال الأنظمة المذكورة، والحدّ من نشاط الدولة عبر فكّ التقارب من حيث العمليات ما بينها وبين القاعدة في المغرب الاسلامي وفرعها في الساحل خاصة، وشراء بعض ذمم القبائل المنخرطة في قتال بعض الأنظمة كالطوارق وغيرهم، فتركيا تتمتع بسمعة طيبة في إفريقيا من خلال التسويق لها إعلاميا وعبر بعض الجمعيات الخيرية العاملة تحت حزب أردوغان، فستكون تركيا من الممهّدات لبدء قتال الدولة داخل ليبيا عبر الجماعات المذكورة ايديولوجيا أوّلا بتحريف البوصلة العقدية وثانية عبر فتاوى الغرياني وولد الددو وأبو قتادة الفلسطيني وآخرين كالكتاني والحدوشي والطرطوسي ..
فلا تُقرأ السياسة من حيث المشاهدة مباشرة أو عبر التسويغ الإعلامي، بل وإن كانت إيطاليا محسوبة على جناح السرّاج وتركيا بعد التحالفات فلا ينبغي أن يُجهل عضوية تركيا وإيطاليا في حلف الناتو ومن ورائهما، فكذلك لابدّ من الوقوف أمام المصالح المشتركة والتي تجمع قبل أن تفرّق الفرقاء وخاصة في نادي الحلف الاطلسي، فالقوم يمكن أن يوهموا ضعفاء البصيرة أن في ليبيا اليوم تُضرب المصالح العليا ببعضها البعض وهذا من قِصَر الرؤية والقراءة الصحيحة لمطامع القوم، وعلى المسلمين العاقل اليوم أن يفهم جوهر الصراعات وخبايا التفاهمات وأن لا ينساق ورآء القشور ويترك لبّ بيت القصيد، فالبارحة تركيا قالت أن نفط سوريا لا يهمّها وإنّما يهمّها الإنسان السوري، ومن عشيّتها أدركت قولها وقالت بتقاسم عوائد الذهب الأسود وتخفّت ورآء من في المنطقة الآمنة، فكذلك من محفّزات تدخّل تركيا في ليبيا هي التفاهمات الأمنية وغدا ستكون تجارة نفطية وغاز في البحر المتوسط وهذا الذي تريد تركيا أن يصل للمواطن العربي خاصة والمسلم عموما ومن ذلك سيكون لديها أكثر المؤيّدين للتدخّلاتها من المعارضين لها، ولكن أسّ التدخّل في ليبيا إنّما الدور الذي كان منوعا لها في سورية وتعيد كرّته مرة أخرى في بلد المليون الحافظ لكتاب الله  ..
والسلام عليكم

===============
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 23 ربيع الثاني 1441 هـ الموافق لـ 20/12/2019 












mardi 17 décembre 2019

مقال بعنوان " حرب أنابيب الغاز في البحر المتوسّط وجهل قراءة الأحداث " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



حرب أنابيب الغاز في البحر المتوسّط

وجهل قراءة الأحداث

 المدعو عمر عبد العزيز الذي من المستحيل أن تجده على ركن شديد من تنظيراته الأيديولوجية وتقلّباته سياسيا أراد أن يوهم نفسه وأتباعه ومن يصفّق له على أنه بالسياسة خبير وبالإقتصاد عليم وبالتناقضات جدّ بعيد، لكن سرعان ما وجد نفسه أمام تغريدة عرّت جهله بما يدور حوله من البديهيات السياسية، فلا أدري أين يعيش الرجل وكيف يجهل ما يدور حوله بهذه البساطة، وكيف يتخبّط بين تغريدتين وصف الأولى بأن ما أبرمته تركيا وليبيا من اتفاقية أمنية وسياسية واقتصادية وكنتُ قد غرّدتُ بذلك من يومين على ما فيها من تفاهمات ـــ لشيئ من التفصيل أنظر موضعنا في هذه المدونة بعنوان "مضمون الاتفاق التركي الليبي"ـــ ونُذكر أن هذا الاتفاق ضربة معلّم بإزاحة تركيا لإسرائيل من كعكة الغاز التي يتصارع عليها كبار البحر المتوسّط كفرنسا وإسرائيل واليونان وتركيا وقبرص ومالطا ومصر ولبنان وحتى الحكومة الفلسطينية، فالمتوسط مليئ بالغاز الطبيعي في أعماقه وقد تم استخراجه فعليا من إسرائيل بالتعاون مع شركات أمريكية وأوروبية، ولم تكتف اسرائيل بما في البحر بل اشترت صفقة باطنية من الغاز المصري وبصفقة سياسية مع نظام السيسي على بيعه له بأسعار أقل كالتي في أسواق الطاقة، ومما جعل مصر تقبل بالصفقة هو عدم قدرتها لوحدها باستخراج الغاز وتسويقه بعد أن أغلقت إسرائيل الأبواب على كل الشركات الأجنبية بالتهديد السياسي والأمني.
 لكن عمر عبد العزيز لا يتابع ولا يقرأ الأحداث فكيف يقول أن ما فعلته تركيا ضربة معلّم وهي لا تكسب أيّ صفقة تجارية من المصدر (تواجد الغاز) أو حتى ورقة ضغط يمكن من خلالها المناورة ودخول الصفقات عبر إسرائيل لا غير وهي اليوم التي تسيطر على باطن البحر المتوسط من طاقة، وما لجوء تركيا لحماية حكومة الوفاق الوطني بقيادة السرّاج من طمع تركيا في ثروات ليبيا وخاصة ما يتواجد في مياهها الإقليمية من غاز طبيعي وبكمّيات جدّ هائلة واحتياطي لا يمكن أن يستهان به وقد يكون ضعف ما في يد إسرائيل اليوم من محطّة داخل المياه الإقليمية اللبنانية وما أبرمته من صفقة مع نظام السيسي كما أسلفت.
فما يدار اليوم من حرب على الغاز إنّما تمهيد لما ستؤول إليه ليبيا عن قريب من حرب مباشرة بين حفتر وحلفائه (فرنسا – إسرائيل - مصر- اليونان – قبرص –الإمارات - السعودية)، وبين السرّاج وحلفائه ( إيطاليا – تركيا - قطر- عمر عبد العزيز) والمعركة محسومة مسبّقا سياسيًا وعسكريًا ولكن قضية ترتيبات لوجيستية، وقد هدّدت تركيا بإرسال جنودها إلى ليبيا بموجب الاتفاقية المذكورة في تغريدات من أيام وقد فعلت حقا، لكن لا وزن لهذه الاتفاقية أمام ما ستكون من ضغوط سياسية وعسكرية عند بِدأ المواجهة، ووجود بعض ضباط تركيا اليوم على الأراضي الليبية وجودهم في قطر وبجوار قاعدة العديد، إذ لا شيء أمام ما ستفرضه أمريكا لاحقا في ليبيا.
وحرب الغاز اليوم ما بين المعسكرين ثانوية أمام ما سينتجه حفتر من الاستلاء على كل الأراضي الليبية، وأنها ستكون منطلقا لعمليات أمريكا ضد الجماعات الجهادية في الساحل الإفريقي وبتسويق الدول المذكورة، وأنّ على عمر بن عبد العزيز وشلته أن يقرؤوا جيدا كواليس السياسات الأمنية وأنها أولى من الاقتصاد، وأن هذا الأخير تحكمه لوبيات غربية ضخمة ومربوطة بصلابة أمن الدول الكبرى أمنيا (سياسيا) واقتصاديا، وأن إسرائيل اليوم هي من تتحكّم وتلعب على وتيرة التحالفات الثانوية (الاقتصادية) وهي أسّ اللّهث وراء الثروات لسيرورتها ودوام ملكها مرحليا، وأن أي اتفاق لابد أن يمر عليها وعلى أطماعها.
 فيا عمر عبد العزيز فإن من يملك الطاقة ويسيطر على شركات التنقيب والتسويق العالمية هو من يسيطر على أنابيب الغاز من البحر المتوسط إلى أوروبا، منافسة بذلك غاز- بروم الروسية، وأن على البلدان التي سيمر من خلالها غاز المتوسّط إذا كانت من ضمن ما في بطون مياهها الإقليمية من ثروات ستكون سيّدة المشروع والتسويق، وإن كان غير ذلك فستقنع بأتوات (جمركة) وفضلات عبور الأنابيب على مياهها الإقليمية لا غير، وتركيا من ضمن البلدان الفقيرة من حيث الطاقة ولا سبيل لها إلا بالتهريب من كردستان العراق (البترول) ولاحقا (حلمًا) من حكومة السرّاج، وقبل ذلك عليها بحسم المعركة في ليبيا لصالحها وصالح حكومة الوفاق، لكن الأمر شبه مستحيل وتركيا تدرك ذلك، لكن سياساتها (اللعب أو الشوشرة) وقد تلجمها أمريكا لاحقا وما سيكون عليها من عقوبات اقتصادية وكل شيء مترابط من الفرات إلى المتوسط، فاعلم ذلك يا عمر بن عبد العزيز ولا تهذي، والسياسة دهاء لا تهوّر ..
السلام عليكم ..
==============
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 20 ربيع الآخر 1441 هـ الموافق ل 17/12/2019













dimanche 15 décembre 2019

وقفة سريعة بعنوان " مضمون الاتفاق التركي الليبي " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



مضمون الاتفاق التركي الليبي

وثائق رسمية تبيّن الاتفاق التركي الليبي في المجال السياسي والإقتصادي وخاصة الأمني، فالاتفاق ينصّ على نقل معدات عسكرية من تركيا إلى ليبيا، يتضمن أيضا تدريب قوات حكومة الوفاق بقيادة السرّاج إلى تبادل المعلومات الأمنية بين البلدين، والاتفاق صالح لثلاثة سنوات قابل التجديد إلى أربع، في الوثيقة تفصيل دقيق في كل المجالات المالية والإدارية بين الجانب التركي والليبي، والاتفاق ينصّ على التعاون في المجال الحيوي وخاصة الطاقة، والتنقيب على النفط إلى الاشتراك لاستخراج الغاز المتنازع عليه في المياه الإقليمية بين ليبيا ومصر واليونان وقبرص وتدخّل تركيا مع السرّاج، كما أن الاتفاق مدة صلاحيته بين البلدين ٣ سنوات وقابل الى التجديد حسب التطورات الى ٤ سنين إجمالًاكما قلنا أعلاه، وقد وقع على الوثيقة بالنسبة للجانب التركي وزير الدفاع خلوصي آكار ومن طرف حكومة الوفاق وزير الداخلية فتحي باشاغا، وتهدف هذه الاتفاقية لحماية ليبيا من الاعتداءات الخارجية..
================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 19 ربيع الثاني 1441 هـ الموافق لـ 16/12/2019
=========

ملاحظة: نرفق ما جاء على لساننا بنسخ من صفحات هذه الاتفاقية لمن أراد الاطلاع أكثر.












مقال بعنوان " أحداث ليبيا وانعكاساتها على الساحل الإفريقي " بقلم المدون نورالدين الجزائري



أحداث ليبيا وانعكاساتها على الساحل الإفريقي

إن سرّ التسريع في الحرب بين حفتر والسرّاج وإقصاء الآخر والسيطرة على العاصمة طرابلس ومنها بسط الهيمنة على كل ليبيا إنّما ذلك من دعم المجتمع الدولي (أمريكا- فرنسا- إسرائيل - السعودية - الإمارات...) لحسم المعركة وجعل ليبيا مركز قيادة للتخطيط في كيفية هزيمة الإرهاب في الساحل الإفريقي، فالإرهاب على الساحل الإفريقي قوِيت شوكته وأصبح من شبه المستحيل إيقافه في ظل هذا التشرذم والتفكك في التحالف الدولي على الإرهاب مرورًا بمشاكل حلف الناتو وتمدد الدولة في إفريقيا عمومًا، فاليوم أصبح الإرهابيون في الساحل أصحاب المبادرة وهم من يخطط لهجمات منسّقة، أضرّت بعدة دول غربيةما أدى بروسيا أن تدخل النيجر عبر مستشارين أمنيين وبدعوة من دول الساحل حتى، فالأوراق كبيرة ومتشعّبة واختلطت بعض الاستراتيجيات على أمريكا وفرنسا خاصة في ظل مكافحة الإرهاب، فأمريكا وعبر افريكوم مكبّلة من حيث عدم وجود صحوات كأكراد سوريا أو بعض القبائل العربية، وكذلك فرنسا مشلولة إذ أخطأت خطأ استراتيجيا بتعويليها على ما في خطط برخان ونظرة محدودة الآفاق وعمليات ساذجة التنفيذ في حربها على جماعات أشدّ منها قوة من حيث العزيمة والقتال والمراد، فيمكن القول اليوم أنّ أمريكا وحلفاؤها يريدون استلام ليبيا عن طريق حفتر وتجنيب البلاد التمزيق حتى تكون أكبر قاعدة غربية حربية لمحاربة  العدو والشبح الأسود الداهم لكل ما هو بوّابة للغرب كما يحلو لفرنسا القول وأكبر تحدّي لاستقرار بلدان المغرب العربي.
فالوقت اليوم لغير صالح الغرب في ظل تمدّد غير مسبوق وأمام عمليات شبح لا ترصدها تكنولوجية ولا مخابرات وضعف في المعلومات وتمزيق في التنسيق وافتقار للخبرات. وفي الأخير ستحصل أمريكا على ليبيا كاملة وستتكوّن أحد اكبر القواعد العسكرية العالمية للحرب على الإرهاب وبتنسيق أوروبي مغاربي وإفريقي، وستعوّل أمريكا على الجيوش النظامية للبلدان المذكورة في ظل الافتقار إلى الصحوات وذلك راجع لتجاوز شعوب المنطقة الربيع العربي ومعاينة أمريكا حقيقة وكيفية تخلّيها عن الديمقراطية في تونس وليبيا ومصر بعد الإطاحة بأعوانها، وما أخلفته من وعود مع أكراد سوريا وصحوات العراق، فالحرب على الإرهاب في الساحل الإفريقي في بدايتها، والإرهابيون هنالك قطعوا أشواطًا كبيرة في كيفية التصدي للتحدّيات وما تأقلمهم مع البيئة إلا من استراتيجيتهم ومن باب التحضير لما هو آت من حرب عليهم، فالساحل الإفريقي لا مكان فيه للاستخبارات لأن البشرة سوداء، ولا مدن بالتعريف الكلاسيكي حتى تتأقلم الجواسيس مع الحاضنة، فإن ما ينتظر أمريكا وفرنسا لهو الهول بحد ذاته والقوم قد أعدّوا العدة والخطة، فالهمّة لمن درس الخطط وتعلّم من الأخطاء، ومن يريد الصحوجة فلا أنطاليا أو أنقرة أو اسطنبول أو دبي أو الدوحة مع حدود بلاد الساحل ليتمتع بالأموال، فبلدان الساحل مكشوفة والأغنياء على الأصابع معدودة ومعروفة، وكذا لا يوجد حرس حدود لتلقي الأوامر خلفها ..
والسلام عليكم
================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 19 ربيع الثاني 1441 هـ الموافق لـ 16/12/2019






samedi 14 décembre 2019

مقال بعنوان " وبدأ دور تبّون في السياسة " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري




وبدأ دور تبّون في السياسة ..


تبّون من الآن مهمّته تطعيم الجزائريين بوعود من عسل لتطبيب جراح من فُرقة وتفرقة للصفوف، وإخماد لحِراك من أسسه والذي سيكون عثرة تقدّم في مشواره الرئاسي إن تُرِك على صيغته وذلك بأوّل زيارة سيستهلها بعد تأديته اليمين الدستورية كرئيس للبلاد إلى منطقة تيزي وزو، وأين سيطرح عدة مبادرات تخدم نوعا ما ذهب إليه البعض من مطالبات يراها مشروعة وقد تهدم سياساته في مراحلها الأولى من تجميع للصفوف وللوحدة الوطنية، فقد دعَى إلى إعادة صياغة دستور جديد وطرحه للاستفتاء وخاصة لبعض المواد المتعلّقة بمفهوم السيادة من قانون للأحزاب مرورا بأسّ الطرح من تعريف لمهام رئيس الدولة في تحديد سياسات البلاد داخليا وخارجيا .
تبّون لا يصدّقه عاقل من أنه لم يكن في برنامجه زيارة ولاية تيزي وزو وبجاية معا، بل كان ممنوعا من ذلك بحسب خطة مدروسة وتحسّبا لأي طارئ بما أنه كان محسوبا على النظام وأن زيارته للولايات المعنية من المخاطر بما كان لأمن الجزائر، فقد تأجلت زيارته للولايتين إلى ما بعد فوزه بالرئاسيات وذلك كمنطلق لحسن النوايا وبشرى لأعيان المنطقتين ومراسلة من النظام الجديد القديم بأن المطالب ستؤخذ بعين الاعتبار وأنه حان الوقت لطي صفحة الاحتجاجات وإعطاء الرئيس الجديد فرصة للعمل من أجل الجزائر لجميع الجزائريين، وهذا ما قاله عندما سئل عن ما إذا كان سيستهل زيارته الأولى للخارج أو داخل البلاد فأجاب أنه سيزور الجزائر دشرة دشرة .
فخطّة تبّون ومَن هم ورائه لَهي محاولة ابتعاث رسالة صدق نوايا وفتح لمجال الحوار مع كل الأحزاب والنقابات والشخصيات المؤثرة في البلاد وخاصة من سيعيّنهم النظام الجديد كناطقين باسم الحراك، ولكن النظام ومن خلاله الجنرالات هم أشد وعيا من خطورة هذه الخطوة خاصة في ظل مطالبات الشعب برحيل العسكر من السياسة نهائيا والعمل مع تبّون لتجنب مثل هذا المطلب والذي سيؤدي هذه المرة إلى القضاء نهائيا على المؤسسة العسكرية في تدخّلاتها في الشأن السياسي للبلاد.
وفي الأخير سنرى بوادر انشقاقات في الحراك من خلال المطالبة لإعطاء فرصة لتبّون لإظهار حسن النوايا لما يطلبه الشارع من نظام الحكم، وسنرى أو نشهد ربما بعض الشخصيات تطالب تهدئة الأمور لحين تتوفر شروط اللقاء ما بين السلطة الجديدة والمعارضة (الحِراك) وأن الوقت ليس لصالح أحد منهما، وللجنرالات النفس الطويل في إدارة مثل هذه الأزمات ومن التسعينات القرن الماضي، فالوقت لن يكون في صالح تبّون إن طال أمد الحراك وهنا سيكون حلقة ضعيفة يمكن من خلالها تصعيد الأمور إلى ما لا تُحمد عقباه، ولن تكون الأمور سهلة للحراك لأن رجل الدولة الجديد سيعمل على اختراق صفوف الحراك وللأخير وأن يقتنص الفرصة للقبول بأدنى المطالب وأهمّها، وإلا الجزائر ستكون ساحة صراع وهذه المرة بأدوات أخرى لا يمكن تكهّنها إطلاقا ..
والسلام عليكم

=================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ  16 ربيع الثاني 1441 هـ الموافق لــ 13/12/2019 م







مقال بعنوان " ثم ماذا بعد الانتخابات في الجزائر..!؟ " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري




ثمّ ماذا بعد الانتخابات في الجزائر..!؟


ستبقى تُهمٌ معلّقة في أعنق البعض، وأخرى تطاردهم، ووشوشة من قيل وقال لاصقة فيهم، ممَن خطّط وروّج وجاء بمن سيقول وعودًا لا غير أمام الهيمنة والتحكّم في أعناق النّاس من خلف الستار.
ذهبت جماعة وجاءت جماعة أخرى مكانها، وهل سنستبشر خيرا في وعودهم أو في رؤيتهم للبلاد والعباد ..! ما الذي سوف يتغيّر فعلًا وواقعًا وحقيقة على الأرض إلّا أسماء ووجوها ستنسي وتنهي الوجوه السابقة والسالفة بخرجات وترهات ربّما تكون أكثر أضحوكة وتهريجًا عند عموم النّاس ممّا ستؤول إليه الأمور في أقرب الآجال ..
هل ستختفي البزة العسكرية مثلا من المشهد السياسي وغطرسة ذلك الدركي أو الشرطي على القليل في الشوارع وداخل الثكنات ومراكز الاستدعاء مثلا أم سنشهد أفول الرشوة عند ذلك الجمركي على الحدود الجوية والبرية والبحرية أو نوعًا من ذهاب البيروقراطية المنتشرة انتظار الأيدز في أجسام الشواذ في الدوائر الحكومية إلى أبسّط بلدية في قرية نائية مهجورة من الشباب.!
هل استمع فعلا النظام العسكري والحاكم الفعلي لنداءات المحرومين من عموم الناس وإلى حوائجهم ومطالباتهم وانشغالاتهم وما يريدون صدقًا لا وعودًا من بلد تتساوى فيه فرص العيش الكريم بدون محسوبية ولا بن عميس!.
إلى أين الوجهة الحالية سياسيًا لمن سيكون لحمًا وثريدًا على وجبات الجنرالات وعبيدهم ومن دونهم إذا نشبت أزمة ثقة بينه وبين من أتوا به وهل سيحتكم للشارع الذي رفض مثل هذه المهازل أم سيكون مفعول به ويرضخ للأمر الواقع حفاظا على المنصب والمكسب والامتيازات كما  كان أسلافه..!؟ 
هل سنشهد سياسة قوية اتجاه الفساد والمفسدين من هذا العهد "الجديد" للجزائر محقّقة بذلك عودة بعض الأموال المنهوبة ومصادرة ممتلكات الناهبين بعد إحصائها داخليا وخارج الجزائر أم الفيروس مستشري لحد التقيّأ ومن بطن من جاء لمحاربة الآفة! .
يمكن القول الآن أن الجزائر أُدخِلت نفقًا مظلمًا جديدًا سيكون مخرجه من نار أكثر منه للنور...
إنا الله وإنا إليه راجعون ..
والسلام عليكم ...

=============
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ  16 ربيع الثاني 1441 هـ الموافق لــ 13/12/2019 م