Rechercher dans ce blog

mercredi 1 mai 2019

مقال بعنوان " مصطفى الشرقاوي والفهم البهلواني " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



مصطفى الشرقاوي والفهم البهلواني ..

لن أتحدّث في هذه الكلمات عن غربلة الصف، والتمحيص، والصدق مع الله في القول والعمل، لكن سأتناول تخبّط البعض نفسيا وما وصل إليه البعض من أمراض وهواجس نفسية لا يرون العمل والنتائج إلا بمنظور سكيزوفريني ومازوشي نابع من جهل مركّب من معرفة نفس الهاذي والقائل بغير علم وبيّنة في أصول الدين وجملة المعتقد، فلا شكّ أن مرض هؤلاء من جنس أهل الأهواء جملة، وأن لا رأي للآخر إلا على فهم ما استوطن في معتقد من يتقيأ نفاقا وبأسلوب البكاء والحرص على الإسلام لمفهوم ومندوب فلم الرسالة للعقاد ..
فلهؤلاء ومن وراءهم ومن يوجّههم نقول: منذ متى درستم وفهمتم عقيدة الدولة الإسلامية في قتال أعدائها سواء للمرتدّين أو للكفّار والمشركين!، ومنذ متى وقفتم معها على أرض صلبة من معتقدكم في قتال أعداء الأمّة!، فليعلم هؤلاء أن الدولة الإسلامية لا تأخذ عقيدتها من آراء وأنفس بلهاءَ مريضةً وعفنةً عقيدةً وولاءً، فإنّ معتقدها من أمّهات الكتب في معنى الاسلام المنزّل ومفهوم الولاء والبرآء والقتال لأعداء الله، ومن لم يفهم ما جاء في كتاب الله عن الجهاد وعلم الناسخ والمنسوخ في القتال فلا فرق بينه وبين من يقول أن الإيمان في القلب وكفى، بل الصنف الأخير أصحاب مصنّفات في معتقداتهم والصنف الأوّل أصحاب أبيّ بن سلول في التقلّبات والتهريج والله المستعان، فكم من مثبّط ليس بينه وبين الفجرة إلا أنه يفجر بمنطق وحجة فقط، بل مثل هذه الأهواء النابعة من الجهل بالعقيدة والتي تصدرّ أصحابها مواقع النصح والتنظير الإعلامي ما هم إلا من الذباب الرندي الذي همّه محاربة الصادقين عقيدة وعملا، فما انتبهت الدولة الإسلامية لهؤلاء البتة بل أرفع من ذلك لم تنتبه لتنظيرات حمير العلم وما جاؤوا به من حجج وبيّنة للتشكيك في طريق الصادقين وإخماد جذوة جهادهم لأعدائهم ولأعداء الملّة والدين، فيا أيها القزم ألزم غرزك واعرف قدرك وانظر إلى حالك وموقعك ممّا عليه أهل الصدق من علم وحجة وبيان ..
فيا أيها الذباب متى جاهدتم أو تعلّمتم فنون القتال أو حاربتم وأطلقتم لهيب الحرب والنار!، ومتى اغبرّت أرجلكم ساعة في سبيل الله دفاعا عن دين الله أو ما تعتقدون!، فانظروا إلى تظافر ملل الكفر وكيف يحاربوننا جميعا من دون استثناء!، لكن مثل هذه الأمور لا يمكن إدراكها وأنتم على غير مفهوم معنى بيعة أو فهم لمعنى القائم بأمر الله، ولا يمكن أن تدركوا معنى " وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة .."، وما أصعب وأعمى فهمكم وبصركم في تقبّل أنفسكم للحق وما هي عليه الحاكمية في الإسلام، فإنّ الذي تغافلتم عليه هو تعريفكم للحاكم في الإسلام ومن بيده الحرب والجهاد والسلام، فمن جهة تحاربون زعمكم الطواغيت بالأقلام وتسفّهون حكمهم، ومن جهة أخرى تجهلون سبل الحرب عليهم وعلى ما أسسوا من ضلالة في ترسيخ حكمهم وهم إشكاليتكم وتخبّطكم وما تذهبون، فليعلم هؤلاء أن الحاكم في الإسلام هو من يحكم بما انزل الله وصاحب الجماعة والجمعة والجهاد في سبيل الله، وهو الذي بيده الحرب والسلم والمعاهدات ونظرته للمحارب وكيفية التعامل معه وحيا وسنة وآثارا، فإن فهِم هؤلاء اليوم أن الحاكم المسلم من بيده عقود العهد والأمان والذمة فيمكن أن نستقيم معه على أرضية مشتركة، وإن كان غير ذلك فهو يخالف فهم السلف ابتداء مفهوم الكافر والكافر المحارب إن جاء صائلا كجموعهم اليوم في بلاد الإسلام أو في حالة جهاد الطلب وهذا الذي ليس نحن بصد الكلام عليه الآن، فالمعضلة أن أقوالهم وتنديداتهم تتعارض مع نصوص سلفنا في مفهوم الكفر والكافر وأن ليس كل كافر له عهد وأمان وذمة إلا بشروط يحددها الحاكم المسلم، وأن أصل الكافر لا عهد له ويجوز قتله ولا قصاص بقتل حربيّ ولا دية بقتله ولا كفّارة، فدمه مباح على الإطلاق كالخنزير وهذا ما قرّره أئمتنا وعلماؤنا وسادتنا من أهل العلم كالإمام الشافعي، والقرطبي وابن المفلح، وغيرهم -رضي الله عنهم اجمعين- والنصوص كذلك كثيرة ولا جدوى لذكرها، فلا عجب من التباكي على قتلى الصلبيين ولسان قولهم يفرّق بين صليبي وآخر وهذا الذي لم نجد له مخرجا في كتب المتقدمين والمتأخرين، فقد نصّ ابن قدامة أن النبيّ -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قتل يوم قريظة امرأة ألقت حجرا على محمود بن مسلمة، وقال أن من قاتل من هؤلاء كلّهم (النساء، الصبيان، الشيوخ) قُتِل، وكذا من يعين في الحرب بالرأي والمال (الضرائب) فقد أبلغ القتال، وكذا يجوز قتلهم تبعا للمقاتلة فهم في حكم وجنس المحارب الواحد ..
هذا ويا شرقاوي ومن على شاكلتك فاعلم أن هذه الأقوال في جنس جهاد الدفع عموما فما بال بمن نكَل وبنكّل اليوم بالمسلمين بشتى أنواع الأسلحة في ديارهم وبلدانهم، وهم الذين أتوا بخيلهم وخيلائهم لا لشيء إلا لاستعباد المسلمين وأخذ الأموال واستئصال المستضعفين منهم، فهذه النصوص المسرودة لك ولأمثالك من القوم الخاسرين ..
والآن أقول لك ولأمثالك الذين تباكَوا على قتلى الصلبيين في سريلانك وأن في قتلهم مفسدة أعظم من المصلحة وهذا صنم من أصنامكم العفنة المعبودة والعياذ بالله أن الإسلام وبسنام ذروته لا يعبه لمثل هذه الأطروحات والشكوك والانهزام النفسي، وأنر الله واضح في هذا ان العقاب يكون بالمثل، وأن إذا قتلوا منّا قتلنا منهم وبكيفية القتل ابتداء وذلك هو القصاص، وأن أمة الصليب واحدة لا تتجزأ كما أن أمة الإسلام واحدة لا تتجزأ أيضا، ولست أنت أو غيرك من يهذي بمثل هذا الجهل في قتال أعداء الله، فجهلكم في مسائل الجهاد أعمق ممّا كنّا نظن، وأن من أسرار الجهاد في سبيل الله إحياء للنفوس وإعادة سيرته الأولى فطرة وتوحيدا، وأن مثل هذه العمليات لهو الخير الكثير في زعزعة النفوس والقضاء على إسلام الجدران الذي أنت عليه اعتقادا وجهلا، فقد استحضرني كلام للسياسي الفيلسوف الإنجليزي برتراند رسل وهو يفنّد صنم المصالح والمفاسد ويرد عليك وعلى أمثالك حيث يقول: "... ولنفترض أنك قلت لسكان بلد ما إذا اتبعتم هذا السبيل فإن نصفكم سيموت معذبًا والنصف الآخر سيعيش في بؤس؛ بينما إذا اتبعتم ذلك السبيل ستنعمون جميعا بالرخاء، ولنفترض أنك قمت بحملة سياسية عظيمة على هذا الأساس؛ فما الذي تظنه يحدث؟ سيقوم جميع الأخلاقيين المتحمسين ويقولون: سيدي، إن هدفك حقير؛ فهناك أمور أكثر أهمية من الرخاء المادي؟ هل تتراجع الأمة العظيمة أمام الشقاء إذا كان في سبيل قضية نبيلة؟ هل جعل أجدادنا أمتنا عظيمةً بمثل هذه الأنانية؛ اللعنة على هذا التفكير! ولنتخلص من دعاة المادة النفعيين؛ فلنقاتل كأبطال، ولنمت كأبطال إذا شاء لنا القدر ذلك ..." ، وعندئذ ستجد نفسك عاجرًا تمامًا ضد الهستيريا الجماعية التي تُستثار بهذه الطريقة، وستجد أشخاصا يشيرون إليك بازدراء باعتبارك جبانا، وستكون سعيد الحظ إذا لم ينته بك (جبنك) إلى المشنقة على أيدي الآلاف من الجماهير التي تقارن بين شجاعتها، وهي تشنقك، وبين نذالتك الوضعية .. انتهى كلامه ..
وفي الأخير فيا لنذالتك وحقارتك العفنة فقد نشرت كلاما سخيفا فور عملية سريلانكا وحذفته من باب نصيحة بعض أحبابك (الروانديون) زعمك، ولكن من قذارتك استحضرته في مقال على حسابك في مدونتك ونسبته لشخص الآخر وهذا من تلوّنك كما كان في أوّل تمسّحك بأصحاب الفتوحات، وهذا والله من الغربلة التي رمتك على قارعة الطريق تنطر وتنبح كالكلب ومن دسيسة خبيثة في جوفك والقافلة في طريقها إلى موعود الله، ولا عزاء المنافقين ..
السلام عليكم
==================
كتبه:نورالدين الجزائري
بتاربخ شعبان 26 شعبان 1440 ه الموافق ل 01/05/2019