Rechercher dans ce blog

mercredi 26 octobre 2016

مقال بعنوان " #حرب_الموصل .. الجزء السادس : الدولة الاسلامية ⁩ وفرية تهجير العرب السنّة .. " ...بقلم المدون نورالدين الجزائري


#حرب_الموصل ..
الجزء السادس : الدولة الاسلامية و فرية تهجير العرب ..!؟

ما من صدٍ لعدوان على الامّة الاسلامية إلاّ وكان العرب في الملّة أول السبّاقين لفتح باب الجهاد والتحريض عليه ولَمِّ شمل الطوائف والأحزاب على أعداء الاسلام، ولذا ركَّز أعداء الله في حملاتهم على تطهير العنصر العربي والتشنيع عليه عبر أدوات مختلفة لكل حملاتهم في مهد الاسلام وأوائل انتشاره، فلم يتغير حقد الأعداء على العرب منذ فجر الاسلام إلى يومنا هذا، ولكن الأساليب تغيرت حسب الازمنة وظروف الامّة ..
فالقومية العربية تحمل في أحشائها وطيّاتها أمّة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وهي رسالة الاسلام، ومن هنا يكمن الحسد في عيون القوميات الاخرى، بل الإثنيات والطوائف تحت جناحيها، فالكل يتربص بالعرب الدوائر، والكل ينتظر العثرات والقوالب للنيل من العرق وخاصة فهم العرب للإسلام المنزّل، ولذا تراهم اليوم على قلب رجل واحد ضد العرب، تارة بنعتهم بالارهابيين والتكفيريبن عقديا، وتارة بأمة يستهزأ بها كقولهم " أُمَّة ضحكت منها الامم" حضاريا، وكل هذا التهويل بإسم القفز على عنصر القوة في الامة، والمحاولة من النيل منها عند أعداء الامة عسى أن يكونوا عندهم من المقربين تارة، ومن أجندتهم في تشتيت المسلمين تارة أخرى، أو حتى تهميش العنصر العربي ومحاربته كالذي نراه اليوم في ظل هذا الضعف الذي وصل إليه العرب عبر تاريخ وجودهم الكلي ..
فقد صدق من قال :" لن تقوم قائمة لهذا الدِّين إلاّ بالعرب ."، فلا يجرونكم مطايا الأعداء داخل الامة أن العرب هم أسباب تخلف الامة أو سبب تهميش الأقليات والإثنيات والطوائف الاخرى، بل العرب هم عنصر قوة الامة وحافظي ذاكرتها من هوية إسلامية إلى عربية المنطقة، فهم أهل هذا الدين الذي تكالبت عليه الامم والنِحل الاخرى، فقوة الامة بعنصر عروبتها، وضعف الامة بتهميش عربها، فمن الأندلس مرورا بالمغرب العربي إلى أرض الكنانة حضارياً إلاّ وكان العرب السادة المهندسون لرفعة الامة في شتى العلوم من الحرف إلى الإبداع في شتى الميادين، فبينما كانت الامة في رقي وازدهار لأكثر من ثماني قرون كان الأوربيين في دخان التخلف سارحين، فتقدم الغرب اليوم هو بتهميش العرب وسلعهم خاصة من فهم دينهم الحق، فسياسة التغييب والتغريب التي غرست في الامة عنوة منذ قرن فعلت الأفاعيل، وما نراه اليوم إلاّ حصاداً مراً وخراجاً ممن كان البارحة تحت رحمة العرب السمحة ..
ففي خضم أحداث اليوم وما تمر به المنطقة العربية من قتلٍ وتشريدٍ على الهوية مناطه عنصرية دفينة، من غرب حاقد إلى ملل أخرى داخل المنطقة العربية وبين المكوّن السني للأمة، فالغرب بكروزوماته البيضاء يكره كل ما هو عربي، فالاتحاد الاوروبي وعلى رأسهم فرنسا تنادي العرب بـ (بيكو) وذلك استنقاصا للعربي وتذكيره بحدود سايكس-بيكو، والمعهود أن بيكو كان وزير خارجية فرنسا في العشرينات من القرن الماضي والذي كان له دور في تقسيم الارث العثماني ومن ثمة تمزيق الامة إلى قوميات، عربية وتركية وهكذا، وتعمم ذلك عبر السنين حتى وصل العنصر العربي الأكثر كرها في أوروبا، وكم من مشاريع ترحيل واُخرى عقابية لحقت بالعرب، وما سجون الاتحاد الأوربي المليئة بهم لهو خير دليل.
فالكراهية للعرب كروموزوم قديم جديد  في أعداء الامة العربية، وكما اتضح أن العرب أساس فهم الاسلام، ولذا كان التركيز عليهم في حملات أمريكا على العراق إلى اليوم، والتحرش بهم عبر أدواتها الجديدة من قوميات أخرى كالفرس في ايران ، والشيعة في العراق والأكراد في العراق والشام، فكرههم للعربي نابع من إرث البعث الذي همّش شيعة العراق واستباح دماء الأكراد في مجزرة حلبشة، فالشيعة واكراد العراق اليوم وما يفعلون بالعرب في بلاد الرشيد لمن حقدهم الدفين، وثأرا مناطقه الاستعلاء بقوة السلاح والداعم والممول والمستثمر في مناطقهم الخاضعة لهم، والمُغيَّرة عنوة من أجل أسيادهم الحقيقيين ..
فمن هذا التهميش بشقيه الديني والقومي، ولد جيشا من أبناء العرب السنة يريد إرجاع المفهوم إلى فهرسه الصحيح، وأن بلاد الرافدين إلى الشام وكل الجزيرة العربية ما هي إلاّ تجمعات عربية منذ الازل، وما محاولات طمس التاريخ بقليل من القوة الزائلة لا محالة لهو ضرب بعصا فرعون في البحر عسى أن يمر وجنوده سالمين، فمهما أراد الغرب وأدواته الداخلية من تغيير ديمغرافي أو تهجير بقوة الميليشيات الطائفية والقومية لهي محاولات مؤقتة، فالحرب اليوم مفتوحة على مصرعيها من حرب على الهوية إلى الحرب على الدين والعرق والأماكن الاستراتيجية، والببغاوات من الامة الذي ينكرون على جماعة دون الطوائف والقوميات الاخرى لهو من صبِّ الملح في الجرح، فالعرب مستهدفون في السلم والحرب، فبعد اتفاقية أوسلو والتطبيع  مع الصهاينة كان هدفه تجريد الامة من هويتها الاسلامية وبث فيها عنصر القبول بقومية مصطنعة، وما تغيير المناهج الدينية والتاريخية والجغرافية لهو من هذه الحرب على العنصر العربي في إجباره بالقبول بالكيان المغتصب، وما يهودية الكيان الصهيونية لهو من العنصرية اليهودية اتجاه العرب في فلسطين، ناهيك عن استئصال العرب من ايران بحجة السنّة وعدم الترخيص لهم بمسجد يني على أرض فارس، وكل هذا من ذلك في محاربة العربي الحامل للفهم الصحيح لدين الاسلام المنزّل ..
إن فرية المناوئين لأبناء السنة المقاومين للمشروع الامريكي الفارسي الصهيوني الكردي، وصوْلات المجاهدين في الأقليات المحاربة لهم وأنّهم سبب تهجير العرب في مناطق أعدائهم لهو من تغييب الحقائق وتزييف أسّ الصراع في المنطقة، فمنذ احتلال امريكا للعراق وعملية التهجير القصري أو الاغتيالات للعنصر العربي تحت حكم الأقليات الشيعية أو الكردية على قدم وساق، والذي سوّلت له نفسه البقاء كان من العملاء أو حذاء لأصحاب البلاد الجدد، فمشروع التقسيم للعراق بدأت مراحله منذ تسليم العراق للشيعة على يد بريمر، وبعد اتساع رقعة الحرب أصبح التكتل للأقليات من سياسة القوة لهم، والمصالح المشتركة ما ببن الشيعة والأكراد دفعت إلى تهميش العربي وتهجيره وقتله من الاحتلال الامريكي حتى يتسنى لهما أرض الرشيد وخيراتها وأجندات من ورائهما، وما نراه اليوم من تهجير قصري للعرب في مناطقهما لهو من مخطط الأسياد، لأن العرب أهل وعي وعنصر تمرد لكل ما هو غير مألوف وغير طبيعي باسم الاسلام، ولا يُفهم دين الله إلاّ بلسان عربي مبين إذ هو خطر على المصالح الضيّقة للأقليات وهنا مكمن العداء لمن فهم ويفهم دين الله المحارب من طرف العالم بأسره ..
فالمتابع اليوم للأحداث في العراق خاصة والقائل أن الدولة الاسلامية سبب تهجير العرب السنة من مناطق الاكراد والشيعة عليه ان يربط أيضا بأن عرب فرنسا وألمانيا وإنجلترا سبب كره الأوروبيين لهم مناطه داعش، وأن السياسة الديمغرافية المبتدئة من الغزو الامريكي للعراق سببه داعش، وأن تطهير طهران وبغداد واربيل من العرب اليوم وقبل الهجوم على كركوك والرطبة سببه داعش، وأن تهجير الأركان في ميانمار سببه داعش، وأن التمييز العنصري في تركمستان بالصين سببه داعش، وأن العقل الأعرج الذي يفكر به هؤلاء سببه داعش، وان داعش سبب ثقب الأوزون، فأي عقل بقى لهؤلاء البزنسة على جراح الامة ..
السلام عليكم ..

===================
كتبه : نورالدين الجزائري

25 محرم 1438هـ الموافق ل 26/10/2016



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire