Rechercher dans ce blog

mardi 18 octobre 2016

مقال بعنوان " رائعة المحسني و الذئب على تلال دابق " بقلم نورالدين الجزائري


رائعة المحيسيني والذئب على تلال دابق ..


ــ وما نيل الصدق في القول ... الا بصدق النية والفعل ــ
من نعومة طفولتي وأنا منبهر بالذئب، ذلك الحيوان الجميل الأنيق ذو الكريزمة المتفردة، ذلك الحيوان البري المفترس الذي لا يطيق العيش مألوفاً، سيمته الذكاء وشيمته الغدر، فهي طبيعته وفِي بيئته وما خُلِق إلاّ لحكمة، ومن حكمة الله عزّ وجل فيه أنه ذُكر في كتابه الكريم، لكن هذه المرة متَهماً على غير سلوكه، فبُرِّأ من فعل لم يكن من أدبياته، ولكن فِعلَ عدوِّه كان أشد وقعاً منه وأحطّ صنيعة منه ..
فكما يُفسد الخَلُّ العسل، كذا يفسد الذئب على الاسد في ريعه، فبلاد الشام الْيَوْم لخير دليل لماَ أصاب ذروة سنام الاسلام من تحريف للبوصلة بفعل كثرة الذئاب في الساحة، ومن تركيبتهم في الوغى أنّ فيهم القائد والمنقاد، والفاسد والمفسد، ومن أهمهم الْيَوْم الشيخ المحيسيني الذي ما فتئ أن ينتقل من فصيل إلى آخر ومن جبهة لأخرى إلاّ لجمع الكلمة زعمه، ولكن إذا اجتمعت خصال الذئب وبعض مكر بني البشر في إنسان، فعلى العسل والخل وفريسة الاسد السلام ..
الشاهد من كلامي في هذه المقالة المتواضعة ما قاله ويقوله في كل مرة الشيخ المحيسني على أنقاض الفوضى الذي ترتبت منه ومن أمثاله في الساحة الشامية، فالرجل يتصيد كل عثرة للمناوئين الحقيقيين لاتجاهه وصداً لمهمّته الحقيقية في سورية، فتراه في كل خطاباته عربدة ووعود وتموين مغناطيسي للبسطاء الذين هم تحت أمرتهم وأمثاله، فبعدما ضاع الساحل وبعض دمشق واليوم حلب على خطى القرائن، فهل يمكننا تحميل المسؤولية لفلان أو علّان خصوصاً أم لابد من إعادة النظر في القول والوعد والعمل، أم أن الحفاظ على منطقة ما أو ضياعها من قوة الجماعة أو من فشلها، فهل الجهاد في الحفاظ على المكاسب دون تحقيق المقاصد أم له معانٍ أسمى تسمى بالافعال على الارض ، وبمعنى لم نعد نفهم ما جهادكم ولما أصلا أنتم على أرضه وبين أناسه اللَّهُمَّ إن كانت لك وللأقران مآرب أخرى فهذا أمر آخر والله كشفه وقد كفى ..
إن من ذكر الله عزّوجل للذئب في كتابه تبرئته من فعل البشر، وازداد توضيحا لسلوكه وزيادة على ما مكر ويمكر الانسان لأخيه الانسان، فالذئب لا يمكر إلاّ لغريزة فطرية، وما مكر البشر إلاّ للفتنة والوقيعة، فما كان من إخوة يوسف إلاّ إسقاط الفعل على ذلك الحيوان البريء من فعلهم الشنيع، ومن حكمة إبوهم عليه السلام لم يعقّب على كلامهم وأسند أمره لله عزّ وجل وكأنه ينفي الفعل على المتهم، وكذا بنو الانسان الْيَوْم إذا تجردوا من الصدق أخلّوا بالميزان مع الخصم، وتراهم يبررون القول والفعل ولو بتوّهم، أو بإسقاط النصوص والحالات على فعلتهم لنصرة رؤيتهم أو اتجاههم للمصلحة المخوّلون لأجلها في أنفسهم، ولكن السنن تقتضي أن يكشف الله القول والفعل، فكذا براءة الذئب ممّا فعل إخوة يوسف، فالمستور خبثاً لا يمكن أن يختبئ دهراً إلاّ ومطرقة العدل تفشي السر على طاولات الصدق لا محالة ..
فراعي الغنم تراه يراقب الاخطار على ما استرعى، وإذا رأى ذئباً يحوم حول المرعى فمن البديهي يرصد تحركاته وكيفية الاصطياد للغنم، فيفشل بذلك كل خططه عامة، فكذا المحيسيني لما دخل الشام "مجاهدا" أراد التمسح بأهله وأصحاب الخبرة، فسرعان ما نُبِذ وطُرد لأجل روغانه وسوء نيته، فجعله الله عزّ وجل كالذئب المتنقل من قطيع إلى آخر يكشف الله به مكره وخداعه، ومكر وخداع الذئاب مثله، فلا جهادا على الطريقة السوية أقاموا، ولا تجميعا للكلمة عملوا، ولا لمشروع الامة فهموا، ومن كبريائهم وفتنتهم ظنوا أن الحق معهم ومن خالفهم فالتوصيفات جاهزة، وما أحسن لغة السنتهم على العامة في كل مناسبة للنيل من الخصوم ..
فسأختصر القول وأسرد بالرد على بعض الكلام الأخير والإفك المبين، فبقولك ولا أقول باعترافك أنه من ضمن الذين سيطروا على دابق بغطاء أمريكي مفحوص ومفضوح، فهل أنت والذئاب الأخرى من ضمن من استولى على دابق وكلامك شاهد عليك!؟  أم تعترف بأن من استلم دابق تابع لفصيلكم وبهذا أمريكا من ورائكم!؟  فهل انسحابكم من مناطق استراتيجية كانت تحت سيوفكم نهاية لمسلسل من الدماء لطالما ببرتم فعلته!؟  كيف لك أن تسقط نص الحديث المتعلق بملحمة دابق بقولك ( لأن دابق أصبحت معنا ) وتستخدمه شرعاً وتنفيه عن الخصوم المخالفين لتوجهاتك المعروفة !؟  لكن تعالى أيها الذئب الماكر فلما تستهزيء بحديث دابق ، أًلأن القوم هم أول من روّج للملحمة فيه؟ وهل قصد القوم نزول الروم في عشية وضحاها للملحمة الكبرى ولَم يفهموا ما فهمته أنت الان!؟  فكيف لك أن تنفي ما حشدوا من همّة بالتحريض على الجهاد من خلال حديث دابق ورحت تؤصِّل فهمك بأنك أهل حديث دابق من خلال هذا التحريض!؟ فهل لو انسحبت الدولة الاسلامية الْيَوْمَ من دابق يعني أنها لن تعود إليها أم الحرب في أدبياتك ليست كراً وفراً وسجالاً !؟ فيا شيخ المحيسيني فهلاّ ذكّرتك بحديث فتح القسطنطينية وأنّ فتحها لم يكن إلاّ على يد محمد الفاتح في القرن الثامن هجري فهل حاول الصحابة فتح قسطنطينية أم لا ؟، وهل قال المنافقون بأن الصحابة أساؤوا إسقاط حديث الفتح !؟ بالله عليك كيف تفكّر وكيف تخاصم حتى !؟
فإن كلامك هذا شيخ من نرسيسية دفينة، ونفخٍ في النفس زائدة، فمثلك ومثلك الذئب لا يقتلهم إلاّ أصابع الناس فقد بِت الْيَوْم أضحوكة الجميع ..
لقد صدق من قال بالشام الكاشفة وبالعراق الفاضحة أو العكس صحيح، فالكل أضحى من عمالته مكشوفاً وظاهراً لكل بسيط، فالمؤمن يُعرف بفعله لا بقوله وكذا مذهب العلماء ومن سار على طريقهم، فكم من قول لك لم يرادفه فعلا، وكم من فعل الخصوم كان لهم من لسانك سمّا، فالرجال تُعرف بالفعل لا بالقول، فخير الكلام ما قلّ ودلّ، ولا يفلح المنافق حيث أتى ..
السلام عليكم ..
====================
كتبــــه : نورالدين الجزائري

17 محرم 1438هـ الموافق ل 18/10/2016



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire