Rechercher dans ce blog

mercredi 12 octobre 2016

مقال بعنوان " حرب الموصل .. الجزء الثاني : حرب الاستراتجيات و التحالفات " .... كتبه المدون نورالدين الجزائري



الجزء الثاني : حرب الاستراتيجيات والتحالفات ..

الموصل، تلك المدينة الجميلة بالعراق، وثاني أكبر مدن بلاد الرشيد من حيث الكثافة السكانية بعد العاصمة بغداد، والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 3 ملايين نسمة، والواقعة في شمال العراق بمحافظة نينوى، والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة، وأغلبية سكان الموصل عرب من أهل السنة، وينحدرون من خمس قبائل رئيسية، وهي شمر، والجبور، والدليم، وطيء، والبقارة، ويوجد أيضا مسيحيون ينتمون إلى عدة طوائف وأكراد وتركمان و الشبك ..
فالموصل إذاً كانت ولا زالت نقطة التقاء ديانات وحضارات وثقافات، وهي مركز ثقل بالنسبة للعرب السنة، اذ هي اكبر تجمع لهم في بلاد الرافدين، والمدينة لها ثقلها التاريخي في محاربة الصفويين، ثم العثمانيين، انتهاء بامريكا، وهاهي الْيَوْمَ وكأن التاريخ يعيد نفسه بثلاثي العداء، ولكن هذه المرة العدوان في تحالف غير مسبوق، يسانده مردة شياطين الانس والجن من كل حدب وصوب، ولقطاء اصقاع الارض، وكل طامع في المنطقة وخيراتها ..
فالموصل مع كونها مركز السنة في العراق إلاّ وهي مدينة غنية أيضا بمواردها الطبيعية ، اذ المدينة عائمة على بحر من البترول بشهادة خبراء، فمطامع الكبار في العراق الهش، عراق الفوضى المدروسة وخاصة تواجد السنّة يوحي بحرب ضروس، وتجاذبات عدة، تتخللها تحالفات جمّة ومعقدة، مشروع الجميع الانسان العربي السني الذي اضحى مشروع بترول او عاز ككائن في المنطقة خاصة وفِي بلاد الاسلام عموما ..
نعم الانسان العربي السني اضحى مشروع الكبار في السياسات الخارجية لمغول العصر، من هولاكو امريكا الى أبناء العلقمي في المنطقة، مرورا بأحفاد أتترك الْيَوْمَ، والكل يغني سياسته الناعمة، ويعمل لمشروعه خفية وعلناً، وأبناء المنطقة وكأنهم سكارى، وما هم بسكارى ولكن في التجاذبات والمصالح الضيّقة يتصارعون ..
فالعراق بلد اُحتُل من طرف الأمريكان، وكانت له تبعيات من هذا الغزو اللعين على المنطقة، ومنها التمكين للروافض على حساب السنة في بلاد الرافدين ، مقابل كنوزه وخيراته، فإن حمير الأمريكان اجبن من ان ينالوا من أبناء المنطقة لولا التواطؤ الامريكي والاقليمي، فهم أُمَّة مخذولة عبر ازمنة وجودهم، ولكن اجندات خارجية جعلت منهم طروادة مشاريع كبيرة في العراق خاصة والمنطقة عامة..
فالموصل وبعد دخول الدولة الاسلامية اليها في 10 يونيو/حزيران 2014 سيطرت بالكامل على مدينة الموصل، واعلنت من خلالها قيام الخلافة الاسلامية، واقامت شرع الله على كل أراضيها، وتمددها بعدها عبر كل تراب العراق وسورية لاحقا، وهو تحصيل حاصل لما تعاهد من اجله أبناء العراق الاوفياء لدينهم ولأمتهم، وثمرة جهادهم للامريكان والفرس من بعدهم ..
ان الكل الْيَوْمَ يريد النيل من الموصل، يريدون النيل من الشريعة، يريدون النيل من رمز الخلافة، يريدون استئصال اهل التوحيد فيها، الذين كشفوا قناع مغول ومجوس ومرتزقة العالم، المتاجرين بدماء الشعوب وبتركيبتهم الدينية والعرقية والطائفية، فالسياسات والاستراتيجيات والمصالح أصبحت تُتخذ وتسري على المكشوف والضحية العرب السنة كالعادة.
فبعدما كانت الحرب بالوكالات، ها هي الْيَوْمَ تكشف وجه لاعبيها جهارا نهارا، فامريكا بعد زجها بحمير الروافض في معاركها مع الدولة الاسلامية بعد انسحابها المخزي من طرف المجاهدين، تعود الْيَوْمَ بالآلاف من جنودها استعدادا لـ "تحرير" الموصل وَمِمَّن من آبائها، وهي تتمركز الْيَوْمَ في نواحي مدينة ومطار القيارة على بعض العشرات من الكيلومترات من الموصل، في خط ورائي لوجيستي حسب زعم البنتاغون، منتظرة لحظة الصفر لانطلاق المعركة بعد زج حمير الرافضة في مقتلة هائلة ومنتظرة، فهي في تنسيق مع ايران في ذلك، والامر اصبح علنا ومعلنا بين البلدين، ومن ضمن هذا التحالف تنبهت امريكا الى خطر هذه المعركة من حيث العنصر السني المكون فيها، ومسار الحرب من باب الطائفية، وان على الجميع إيجاد صيغة شرعية للتدخل في الموصل عبر تركيا منادين بحماية السنة، وابعاد طابع الطائفية في قتال الدولة الاسلامية، لئلا يخرج الامر عن السيطرة وتتجه الحرب الى صراع طائفي مابين السنة والرافضة في المنطقة، فالموصل مدينة يقطنها الملايين من السنة ولا يمكن بنظرية امريكا الخبيثة ان يكون مصيرها مصير الرمادي او الفلوجة ..
فامريكا ادخلت الأتراك الى حرب الموصل لإسباغ شرعية على احتلالها بطابع مكافحة "الارهاب"، وتركيا بعدما كان حلما يراودها في التدخل في هذه الحرب وصعب المنال، اصبح واقعا مفروضا من طرف امريكا، وما تجاذبات انقرة وبغداد في هذه الأيام بالنسبة لمشاركة الأتراك ما هو إلاّ من المجال المناورات الاستراتيجية، فالعبادي مع رفضه لتدخل الأتراك في المعركة وتصريحاته النارية اتجاه اردوغان ماهي إلاّ لتهدئة الشارع الطائفي للمليشيات المقاتلة جنبا لجنب مع القوات الحكومية العراقية والأمريكية، وامتصاص غضب فرق الموت الشيعية اتجاه كل ما هو سني، ومنها تصريحات قِس الخزعلي الطائفية النتنة اتجاه كل سكان الموصل، وأنّها معركة الوعد الالهي، وانتقاما للحسين اتجاه أبناء يزيد بن معاوية رضي الله عنهم اجمعين ..
فتركيا لا يهمها سكان الموصل بقدر ما يهمها قطع أوصال أكراد الموصل مع أكراد الداخل التركي، فالنزعة قومية في تدخلها في الموصل اولا، واطماع تركية تتجه أيضا في الاستيلاء على سنة الموصل باتفاق أمريكي كون تركيا بلد سني، ومخافة من تدفق عشرات الآلاف اللاجئين من عرب السنة اتجاه تركيا بدلا اللجوء الى الداخل العراقي، وتحذيرا لإيران من المساس بالجانب الديمغرافي للموصل، وان الحرب شرارتها يمكن ان تمس أطراف النزاع في كل المنطقة ..
فالمتابع والدارس لما يحصل في العراق وسورية يدرك ان الملفين في مشروع واحد كبير متكامل، فالكبار اتفقوا على تقسيم البلدين طائفيا، فروافض العراق لهم كل العراق ما عدى محافظة نينوى ومنها الموصل وستكون تحت إدارة تركيا، وسيكون ذلك بتفاهم مابين امريكا وإيران وتركيا سلميا، والاّ سيتحول المشروع الى حرب إقليمية وستتدخل السعودية ودوّل الخليج العربي في حرب ضد ايران وستكون شاملة، وما تقارب تركيا وروسيا في هذا الآونة الاخيرة وهذا الخلف الجديد من هذا التقسيم في المنطقة، فقد اتفقت امريكا وروسيا وتركيا على تقسيم سورية الى كانتونات على غرار اتفاقية دايتون والتي كانت ما بين الصرب والكروات واليوسنيين، فلنظام الأسد معظم سورية ما عدى الجانب الحدودي لتركيا والرقة مرورا بدير الزُّور، وذلك بخلق منطقة عازلة وآمنة للسوريين، من عبن العرب كوباني الى اعزاز وحتى الرقة بعد "استعادها" من الدولة الاسلامية، وقد تم التصديق على هذا التقسيم وهو في حيّز التنفيذ، وقد لاحت معالمه في الافاق، ومات لطبخة في حلب إلاّ لأجل ذلك، ومنها الترتيب للقاءات سياسية أولية ما بين النظام والمعارضة قبل معركة وتحرير "الرقّة" بايدي وسواعد الجميع ..
فلعلى المراقب لهذه الأحداث وما يجري في المنطقة يتساءل أين دور اسرائيل في كل ما يجري، فاسرائيل من هذه الأحداث ستحصل على حصة الاسد من كل هذه الطبخة، بتفعيل مشروع قديم جديد، والمسمى بخط بترول الموصل-حيفا، والذي تبلور بعد اتفاقية أوسلو للسلام، والذي هدفه تدفق بترول العراق الى موانئ حيفا بأسعار رمزية هدية من محبّي واصدقاء اسرائيل من الصهاينة العرب آنذاك، والذي اصبح تفعيله الْيَوْمَ ضرورة استراتيجية تحالفية مابين ايران وإسرائيل، وشيك من ايران على بياض كهدية للهيمنة على بلاد السنة بسواعد امريكا وبلدان المنطقة ..
فاليوم اضحى السنّي ودمه أرخص من برميل البترول في الاسواق العالمية، وعلى أشلائه تتصارع قوى الكفر والطغيان الغربية والإقليمية، وعلى روحه تتراقص الصفقات والتحالفات والتناقضات، فما الذي وحّد القوم على ارخس إنسان على وجه المعمورة والتنكيل به، وبانسانيته، وبدينه، وتاريخه، ووجوده ..
 يتبـــــــــــــــــــع ....

السلام عليكم.

==========================
كتبـــــه : نورالدين الجزائري
11 محرم 1438هـ الموافق ل 12/10/2016




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire