Rechercher dans ce blog

dimanche 9 octobre 2016

مقال بعنوان " حرب المعلومات ... هل انتهت القاعدة؟! " .. بقلم المدون نور الدين الجزائري


حرب المعلومات .. هل انتهت القاعدة ..؟!

عمدت أمريكا في الآونة الاخيرة إلى تسريب مقطع فيديو على المواقع الالكترونية يظهر فبركة الـ سي اَي اَي إلى أفلام جهادية لأغراض محددة، ونشر الموقع الامريكي ديلي بيست تقريراً مطولاً في هذا الشأن، تناول فيه كيفية دفع البنتاغون أكثر من نصف مليار لوكالة بيل بوتنجر البريطانية، والمتخصصة في العلاقات العامة، وذلك من أجل صناعة فيديوهات وفبركة أفلاما ومقاطعا للقاعدة في الفترة ما بين ماي 2007 وديسمبر 2011، حيث نقل الموقع تصريحات لموظف بالوكالة، إن فبركة هذه الأفلام القصيرة كان هدفها شيطنة القاعدة أولاً، وتعقب أفرادها وخاصة قياديِّيها ثانيا، ومعرفة حجم أنصارها في البلدان العربية والغربية وخاصة داخل الولايات المتحدة الامريكية ..
فالوكالة عمدت إلى شيطنة برستيج القاعدة تحت إمرة الشيخ أسامة ابن لادن -رحمه الله- والتي كانت دوائر المخابرات العالمية وخاصة الامريكية تعلم مدى قبوليته وحسن توجهاته في محاربة امريكا في البلدان العربية خاصة، وإزالة هيمنتها على العالم عامة، ومن جملة عمل الوكالة أيضا الوصول إلى حجم جمهور القاعدة، وتعقب القيادات والأنصار بدرجات، وفبركة الأفلام قصيرة المشهد والذي لا يتجاوز مداها عشر دقائق، والإبقاء على أقراص مضغوطة في عين الحدث عنوة لهو من الباب التجسس المحض، لتتبع بعدها الناقل والمشاهد، وتوزيعها على بعض وكالات الأنباء العالمية وخاصة العربية ومنها قناة العربية بالتحديد من ضمن هذا العمل الاستخباراتي الجبار، والذي أطاح بكثير من قيادات القاعدة وأعتى و أشدّ مناصريها، فهذه الأقراص المحتوية على فيديوهات التشهير بالقاعدة وعملها كانت تحتوي على كود مرتبط بحساب خاص، تابعا لإحصائيات جوجل يقوم من خلاله إعطاء مجموعة من المعلومات حول IP، ومنها تحديد المشاهد لهذا القرص المتروك في مسرح العمليات المفبركة، ومعرفة هويته والبلد المشاهد من خلاله وتحديد مكانه ..
فالعملية كانت معقّدة للغاية، أدارتها شركة بوتنجر باحترافية عالية، وكان يشرف عليها أحد ضباط الجيش الامريكي، ومنها وكالة الاستخبارات الامريكية الـ سي اَي اَي، حيث وصلت هذه الأقراص المفبركة من عمليات القاعدة الوهمية إلى أماكن الصراعات من أفغانستان إلى سورية مرورا بالعراق والجزيرة العربية، جمعت حيّزا كبيراً من المعلومات الهائلة لدى دوائر المخابرات العالمية، ومنها تعقب الناس في كل مكان من العالم من خلالها، ومنها يُفهم كيفية تحديد الهويات وفسخ الأسرار لبعض السذج من أبناء الأمة ..
فإخراج هذا التسريب في هذا الوقت المحدد والمدروس، مفاده آراء وتحليلات عدّة، ومن جوهرها إيهام للبعض أن القاعدة كانت أداة استخباراتية في يد امريكا والغرب، وعلى أقل التقدير القيادات من الصف الثاني والأنصار، وسهولة الاختراق والتلاعب بهم في الصراعات المحلية والإقليمية وتارة العالمية، للإبقاء على عنصر المؤامرة والفوضى في البلدان المعنية، فالتسريب مفاده أيضاً إيصال رسالة للقاعدة وأنصارها أنّها انتهت سلوكياً وإشهارياً، وبمعنى أن الاختراق قضى على مصداقية القاعدة في اَي عمل اشهاري أو حربي لما تم تصوير عملياتها بأنها فبركة وجعجعة إعلامية بحتة، وتصوير قياداتها بأنهم أدوات مخابراتية وخاصة بعد مقتل الشيخ أسامة ابن لادن -رحمه الله- و وثائق أبوت أباد بخير دليل فما آلت إليه القاعدة بعدها ..
فتناول بعض المحطّات العربية الإخبارية عامة، وبعض الاعلاميين خاصة، أصحاب الشهرة على الساحة الإعلامية العربية لهذا التسريب لم يكن مهني، ناهيك عن السير حذو شركة العلاقات العامة بيل بوتينجر في التضليل الاستخباراتي بغير احترافية، وتصوير الامور بعين المؤامرة والتشكيك في كل ما هو جهاد أو مقاومة أو حتى اعتراض للهيمنة الامريكية على العالم وخاصة البلدان العربية والإسلامية.
فالتقرير إن كان فضحاً للأسرار فهو فسخ عقد دور وكالة بوتنجر للعلاقات العامة وتحسين أو تقبيح العامة أو الخاصة، فهو البتة، وأن للقوم وسائل إعلام خاصة بها، تتبنى عملياتها داخل وخارج منظومتها الأيديولوجية، وأن جيلاً جديداً من التجسس رسالة قوية مفادها ان الدولة الاسلامية غير القاعدة في الاختراق، وأن صعوبة الاختراق للجيل الثاني من القاعدة غير سهل والجواسيس دخل حيّز التنفيذ لاختراق الخصم بعقلية وأساليب اخرى، وأنّها رسالة خاصة للدولة الاسلامية من الـ سي اَي اَي مفادها : كما اخترقنا القاعدة الامّ وقتلنا قادتها وعلى رأسهم زعيمها، فلن نتهاون في اختراقكم وقتل قاداتكم ورؤوسكم، فالحرب خدعة، ومن أساليبها الاختراق والجوسسة، ولسان حالها : أفطر بالقوم قبل ان يتعشوا بك، ولله الامر من قبل ومن بعد ..
السلام عليكم ..
========================
كتبه : نورالدين الجزائري

08 محرم 1438هـ  الموافق ل 09/10/2016 م


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire