Rechercher dans ce blog

lundi 17 octobre 2016

مقال بعنوان " #حرب_الموصل .. الجزء الثالث : الغرب ودراسة الأمّة " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري


#حرب_الموصل ..
الجزء الثالث : الغرب ودراسة الأمّة ..

إن معاهد الدراسات والبحوث الغربية حول الاسلام تستمد معارفها وتأصيلاتها من علم الاستشراق وبعض المؤرخين والكتاب والاُدباء العرب والمسلمين الذين تتلمذوا على طاولات الغرب، وتشربوا بالفكر الغربي في النظرة للإسلام وما يجمع الأمّة من روابط إيمانية، فبه سهلوا لساسة الغرب وعلى رأسهم دوائر صنع القرار، وأوكار الاستخبارات لمعرفة مكمن قوة الاسلام وضعفه، والسياسات المتّبعة اداء تطويقه والحد من نفوذه .
لم تدخل الأمّة في حرب شاملة مع الغرب الصليبي وأذنابه من المنافقين بعد سقوط الخلافة الاسلامية على يد أتاترك ، فحروب العرب بعد هذا الحدث المزلزل ومنه الحرب العالمية الثانية الاٌ مع اسرائيل، وكانت الحرب بشعارات قومية ووطنية، غُيّب عنصر الدين فيها بفعل فاعل، فالتقسيم كان على قدم وساق والتجاذبات السياسية ما بين العرب والامبراطوريات الاستعمارية في تحالفات حميمة، والمنصب حينها مقابل التخلي عن العقيدة والدين، فكان ما كان من الهزائم للأمة عامة والعرب خاصة.
نعم الغرب يعرف قوتنا وضعفنا اكثر ممّا نعرفه عن أنفسنا، فقد درَسنا ولا يزال مُتَتلمذ على طاولات التشريح لديننا وعقيدتنا، فبعد أن سلبنا قوة الإيمان عند تفكك الامبراطورية العثمانية، عمد الى تفكيكنا سياسيا بإزالة عنصر الوحدة والاجتماع فينا بغرس دويلات وحدود وإعطاء خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها أو حتى التفكير في محتواها، وبعد سلب العقيدة والارادة السياسية، تراه الْيَوْم يتحكّم في العنصر الطائفي والقومي يسيّره كيف يشاء، وينفخ فيه روح الأجندات متى أراد، فأصبحت أُمَّة معوّقة، لا روح فيها ولا مادة، خلق كثير ولكننا غثاء مثل زبد البحر لا نؤثر في تقلبات البحار، من رياحها إلى أعاصيرها، فكل ملل الكفر العالمية تعبث بشاطيء الأمّة، فلا آفاق لها ولا بوصلة للحد من الزحف إلى مدن دار الاسلام.
إنّ الغرب ما كان أن ينجح لولا أجندات داخلية ضيّقة، عمد على زرعها وتربيتها، ومن ثمة إنشائها نشأة الأمّ للولد المعاق، تتحكم في كل مفاصله الحيوية، لا يستطيع أن يحرّك ساكنا إلاّ بإذنها أو بها، فالحملات الاستشراقية أوصت الغرب بحماية عائلات وأفراد معينين خاصة لحكم البلاد العربية، وإعطائهم الحكم ليحكموا العرب المسلمين بصيغ طائشة عشوائية، قومية كانت أو وطنية، وتغيّيب العنصر المشترك بينهم رابطة الدِّين والاخوة، فما كان من هذا النتاج إلاّ مسخا أشد كفرا ونفاقا من أعراب الجاهلية، لا يحب الواحد منهم مصلحة أخيه في الدنيا، ناهيك عن الاقتتال في الاسرة الواحدة أو الحزب على حكم البلدان العربية فوَا اسفاه على بني قومي وما سلكوا.
فالغرب بمراجعه ومعاهده الحيوية في السياسات الخارجية وخاصة في البلدان العربية يدرك مكمن الضعف والقوة في الأمّة، فعمد إلى تحيّيد من يفهم لغة الوحيين (العربية) بشيطنتهم وإلصاقهم التهم المنفّرة، فمن متشددين إلى راديكاليين وانتهاء بإرهابيين، جعل من الأكثرية المسخ في بلاد الاسلام والذي تتلمذت على مناهج الغرب المدروسة لعلمنة الوطن العربي خاصة أنها تنظر لهؤلاء كعنصر مخرّب لتوجهات الأمّة، فكان ما كان من صراعات داخلية أضعفت العنصر الروحاني للنهوض من براثن الاجندات الهدّامة، وخيوط الشبكة المؤامراتية الغربية على الاسلام، وإبقاء المسلمين في ركب التخلف والجهل لعشرات السنين، يسهل بذلك عليهم أخذ خيراتهم واستعبادهم بلا إراقة قطرة دم أو مقاومة ولو بسكين.
إنّ الحكومات الوظيفية في البلدان العربية والإسلامية الْيَوْم هي أجندات بحد ذاتها لمشاريع الغرب من عشرات السنين، فدوام الحال من المحال، فلمّا استفاق أبناء المنطقة وأدركوا حجم الكارثة، حملوا على عاتقهم تحرير الأمّة من هذا الاستعمار الخفي القديم الجديد، فما كان عليهم إلاّ وضع الخطط للتحرر من الهيمنة الداخلية والخارجية، فتشكلت تنظيمات وأحزاب إسلامية، فمنها من طالب الحكم بالسلمية، ومنهم من طلبه بحد البندقية، فَلَو سلِم الاولون من المطالبة بالحكم لكان الآخرون مستغنين من عنف الوسيلة، فالغرب وحكوماته الوظيفية لا يريدون من يحكم من أبناء الاسلام بالإسلام ولو بالطرق السلمية الديمقراطية، فأساليبهم مبنية على التبعية فهيهات أن تستقيم اللعبة على الطرق السوية، والصدام لا محَال حينها فيْصَل القضية.
فكلٌ يُغَني سياسته وأمره عند سَيِّدِه أمريكا وبنى صهيون، فَلَمَّا كان يوم التحزُّب على المنطقة باستفاقة أبناء الاسلام، اختار الغرب وعلى رأسهم امريكا صفّه، فتخندق مع منافقي الداخل من حكّام وطائفة مارقة لصدّ إرادة الأمّة في التخلّص من التبعية، تجندل الكل من صلبيين وحكام وصحوجية مرتدّة ورافضة شركية على قتال اهل التوحيد من أبناء الاسلام والملّة، فتعسكر الْيَوْمَ الفرقين وأخذت الفجوة في التباعد والاتساع من حرب أفغانستان إلى حرب العراق والشام مرورا باحتلال بلاد الرافدين من طرف الأمريكان، فكل هذه الأحداث شُخَّصَت الداء، وبيّنت طرق الدواء، فما كان إلاّ القليل من أبناء الأمّة الاستجابة للصرخة والنداء، فكبِّر على الباقي ولا عزاء .
اتّضح الصراع الْيَوْم في المنطقة العربية وعنوانه معسكرين، معسكر يريد إبقاء الأمّة تحت الوصايا الدولية وبأجندات جديدة اكثر عنفا وضراوة، متمثلا بامريكا وحلافائها من الحكّام والطائفيين القرامطة الجدد وعلى رأسهم إيران المجوسية، فها هم الْيَوْم في تحالف ثلاثي غير مسبوق على من رفض الهيمنة والوصايا، فامريكا تدرك أن المعركة مع أبناء الأمّة في أوج بدايتها فقط، وأنّ ما الذي سينتج من هذا الصراع لا يخدمها في الأمد البعيد، فهي تريد الحدّ من نزيف قوّاتها المباشرة أو أذرعها في المنطقة، فالحرب في أوّل شعلتها، وتدرك أنّها ستطالها عاجلا أو آجلا، فقد ذاقت برعماً منها في احتلالها للعراق وافغانستان، ومعاهدها ومجمع بحوثها علّمتها مكْمَن قوة الأمّة وضعفها، فسياساتها الْيَوْم في المنطقة جزء من استراتيجياتها لتعطيل تفككها، فأبناء الاسلام أضحوا مشروع بناء روحي ومعنوي مستقبلي، والاعداء استثمروا في الأمّة كل خسّة لتعطيل نهوضها وما تبقى لهم إلاّ أذرع أخطبوط يعمل لأجل مصالحها، فاليوم العراق والسورية مركز سرطان المنطقة، فمهما أصابها سيتم استئصاله بلا رحمة ولا هوادة.
 فاقتلوا ونكِّلوا بما شئتم والحرب سجال، فاليوم لكم وغدا عليكم، وللامّة يُسْران وعسر واحد ولعلّكم قرأتم تاريخها، فاغتنموا من ضعفها وقلّة حيلتها الْيَوْم قبل الغد، فإنّ غدا لناظره لقريب، وما يعلم جنود رَبِّك إلاّ هو، والعاقبة للمتقين.
يتبــــــــــع ...
السلام عليكم ..
====================
كتبـــــه : نورالدين الجزائري
16 محرم 1438هـ الموافق ل 17/10/2016


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire