Rechercher dans ce blog

dimanche 23 octobre 2016

مقال بعنوان : #حرب_الموصل الجزء الخامس : المنافقون وطائرات أمريكا " بقلم المدون نورالدين الجزائري


#حرب_الموصل
الجزء الخامس : المنافقون وطائرات أمريكا ..

لم تواجه الامة الاسلامية بعد تقطيعها إلى مستوطنات غربية وشرقية إلا جيشين عظيمين كانا يتنافسان حول النفوذ والاستقطاب في العالم، ولَم يستنزفا ويتحطما إلاّ على صخرة العقيدة في كل من أفغانستان مع السوفيات ومن ثمّة امريكا فيها وفِي العراق ..
انهزم الاتحاد السوفياتي حينها في أفغانستان وهو امبراطورية ضخمة وعظيمة بجيوشها وكثرة طائراتها من تقليدية ونفاثة وغير ذلك عن طريق أناس بدائيون ألحقوا بها تفككا لم يشهده التاريخ في العصر الحديث، ولَم يكن حينها من قال أن لا قِبَل لكم بالشيوعية وجبروتها، ولَم يكن ثمّة من قال لن يُهزم الاتحاد السوفياتي وله مثل هذا الكمّ من الجيوش وخاصة الطائرات، بل المناوئين له حينها توكلوا علي الحيّ الْقَيُّوم وكان ما كان لهم من عزٍّ نرى أثره اليوم في الشام. صحيح البعض يقول أن للدول العربية باع في هذا الانتصار ومن ورائهم امريكا الرابح الأكبر من هذه الحرب، لكن للحقيقة بيان وعيان، وألسنة وآذان، فَإنَّ دعم كل من امريكا والدول العربية كان لوجيستيا من تسهيل للأموال والرجال للقتال والالتحاق بأفغانستان، ولَم يكن ذلك بالمجّان من استخبارات إلى رصاص، والذي يرجع إلى مذكرات الشيخ عبد الله عزام - رحمه الله- يدرك ذلك، فكانت حرب أفغانستان درسا في سياسة الاستنزاف للعنصر البشري والمادي والمخابراتي بامتياز ..
فإنّ عجلة السنن والتاريخ في دوران مستمر، وربنا يقول :" ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا "، فالكفر بأنواعه جنديُّ الباطل مُجنّد على أهل الاسلام، فكم من قوى الشر تكالبت وتتكالب على هذه الأمّة لإخضاعها للنجاسة، وكم من قوى الشرّ كُسِر رأسها على صخور الموحدين ولَم تُعتبر، فهكذا الحق والباطل في صراع إلى يوم الدين، فالباطل في كل مرة هو المستأسد وصاحب العدد على الحق، فها هي امريكا الديمقراطية دخلت أفغانستان والعراق بتكبّر وعنجهية، فخرجت منهما مذمومة مدحورة، لم تتعلم الدرس من سالفتها الشيوعية، مهزومة عُدّة وعددا، مُستَنزفة ماليا ومعنويا، فما منعتها تكنولوجيتها ولا خاصة طائراتها بأنواعها من الهزيمة المدوية خاصة في العراق، فما سمعنا وقت الغزو من اْبواق الهزيمة في المنطقة العربية أن لا قِبَل لكم بأمريكا وطائراتها، وأنّ المعركة محسومة بتفوقها الجوي الهائل كما هم المتذبذبة والمثبّطة اليوم وما أكثرهم، فما أحمق الكفر في التحدي أمام صلابة الإيمان في التصدي، ولكن القوم لا يعلمون ..
صحيح اليوم غير البارحة في الحروب بأنواعها، وأمريكا خاصة تعلَّمت الدرس ولنقل الدروس تلو الدروس في بلاد الاسلام، وتعلّمت دروس الاستنزاف خاصة وهي الحالكة الحالقة في الصراعات، والتي احتّرقت أيّما احتراق به، فكان لها الخروج من العراق إلاّ على أجساد الصحوات، أنشأتها بعد مشورة في عزّ انهيارها من دولة عربية معروفة، فبهذه الفكرة كانت كسترة نجاة لغريق في وحل القاذورات، تلك القوة التي تفطّنت لها امريكا إلاّ بعدما رفعت الراية البيضاء في بلاد الرافدين، وما كان لها إلاّ أن طوّرتها حتى أضحت بلدانا وجيوشا وميليشيات فيما بعد تحت إمرتها، تَحرُّكها في بلاد الاسلام  كيف ووقت ما تشاء لإخضاع الأمّة لإرادتها وسطوتها مباشرة، أو بالنيابة كما هو حالها اليوم وحربها الرابعة على العراق وبأدوات هذه المرة أكثر تطورا وخطورة ..
نعم أمريكا تعلَّمت الدرس، تعلَّمت فن الاستنزاف، تعلمت حروب العصابات، فبعد حرب العراق الثالثة، خرجت أمريكا مهزومة منهارة على كل الاصعدة، استنزاف في العدد والعُدَّة وخاصة الموارد المالية، راكعة أمام أزمة اقتصادية عالمية نخرت عقل الرأسمالية العالمية، فكان لابد من صناعة ثروتها واقتصادها المنهار إلاّ بالعودة الى بلاد الناقة الحلوب وبشراسة غير مسبوقة، ولكن هذه المرة تعلم أنّها أمام خطر عرفته في حربها السابقة، واصطدم بمشروعها وكان ما كان من شر هزيمة، وازداد عدوها اليوم قوة وصلابة وحنكة وخبرة وثقة بالنفس وعزيمة، فأمريكا درست كل ذلك وأعدّت الخطة بقلب موازين القوى والحاضنة الشعبية من تمدد للخصم في البلاد الاسلامية، فأمسكت العصا من الوسط وعلى وتر الأزمات  في المنطقة، فقرّبت "الأعداء" لحرب من يقف إزاء مشروعها، فمنهم من تقرّب إلى امريكا بالمال والشيك على بياض، ومنهم من تقرّب إليها بالجيوش والرجال والميليشيات في حربها الجديدة، فشيطنت خصمها وروّجت له بماكِنَة إعلامية هائلة محلية ودولية، نال الخصم القسط الأكبر منها ايديولوجيا وهمّش وخوّف منه بإسم الخارجية على لسان سوء من حاشية الحكّام المقربة وصدق ذلك الكثير من أبناء الأمّة، وتُوُعِّد من طرف الاخر بانتقام من رحم الطائفية، باسم قتلة الحسين على أحفاد يزيد بن معاوية، فقدّمت أمريكا الجميع في المنطقة، وتعالت بطائراتها في الميدان وتارة خلف الكواليس في حربها الإعلامية، فاستراتجيتها اليوم مبنية على كسب الحرب بأقل التكاليف وبحصة الاسد ضد خصمها اللدود والذي أفشل كل مخططاتها إلى حد الساعة وباحترافية عالية ..
كلّنا يرى اليوم وعلى المكشوف من يحارب خصم الجميع مباشرة أو بالنيابة، وكيف أصبحت الأمّة تلطم على العمالة الظاهرة المكشوفة ممن يحكمها ويتحكّم في مقَدَراتها، أو من يطمع في التمدد داخلها من دول الجوار الحاقدة بوتيرة باطنية معلنة، وهي عاجزة عن صدّ هجمة التتر الجدد والسبيل للمواجهة، فأحبار السوء والمثقفين المرتزقة والاعلاميين المميّعة شيطنوا حصنهم واليدّ الضاربة لمشاريع العِدا، فأصبحت الأمّة تنتظر قدرها كالمغشي عليها من هول ما يجري لها من استئصال مبرمج مدروس، وإخضاعها إلى غير رجعة إلى هوية أخرى تصبح على أثرها مسخ إلى أن يشاء الله من هذه المِحنة ..
فالمثبّطة اليوم وعلى لسان حالهم القولي والفعلي أو الكتابي يريدون للأمة أن تستسلم لهذه الهجمة الشرسة الفريدة من نوعها عبر تاريخها، فكما قالوا بالأمس أن لا قِبَل لهؤلاء بجنود الاتحاد السوفياتي، ها هم اليوم يرددون تلك المقولة وبلعاب فم آخر أن لا قِبَل للدواعش أو الخوارج أو التكفريين بطائرات أمريكا وجيشها الجرار من بلدان الطائفية وكلاب الميليشيات المسعورة، وأنّ الحرب محسومة، فصيح أن امريكا في سماء هؤلاء تضرب وتفتّك بغير نزال ولا صدّ ولا سلاح، لكن سرعان ما يختفي سلاح امريكا تجد كلابها تُحرق بنار من أعداد قليلة، فالقوم نمور افتراضية ما إن بخرٌب أو يعطّل المولد الكهربائي فلا حياة في المعدات الالكترونية، فالكل يصبح في صياح كأنّهم كلاب أُلقِمت حجراً، فالقضية إذاً قضية صمود وصبر، ففاتورة التمويل أصبحت ثقيلة، وأصبح الكل يشتكي من لهيب أرقامها، ولَم يعد بالمقدور تسديد تكلفتها بالمنظور المتوسط القريب ..
إن الأزمة الاقتصادية الحادّة التي تمر بها المنطقة لفي صالح "الخوارج"، وهي من ضمن فاتورة تمويل حروب امريكا على الأمّة، فطائرات امريكا لضرب خصوم الجميع فاتورتها اليومية ما بين ٣٠ الى ٥٠ مليون دولار لوحدها، ناهيك عن تمويل الرجال بالمعدات والأسلحة والرواتب على أرض المشاريع، وشراء الذمم وبعض الصحوات، فالكل أصبح يصرخ من نقص السيولة، وأن الأوضاع على وشك الانفجار في ظل سعر البترول المتهاوي في كل نهار، وأن المواطن العربي أصبح يدرك الان أن الحكومات تسرق من جيبه علانية وفِي وضح النهار باسم التقشف وهيكلة الاقتصادات وبعض النظريات، وكل ذلك لإرضاء امريكا حتى لا تسقط العروش ومعها الكروش ..
إِنَّ النصر لاح فجره وبان خيطه، فمهما آلت إليه النتائج بعد انقشاع غبّار المعركة لهو في مصلحة الأمّة مهما راهن الأعداء على القضاء عليها أو إخضاعها، فإن هلك هؤلاء فمن حكمة الله، فسيكون جيلا آخر من شراسة أخرى والخرب سجال، وأن ظفر هؤلاء بعد صبر ساعة من محن وابتلاء فالخير كل الخير للأمة، وستُرجع المسميات والمصطلحات إلى سابقة بريقها، وأنّ لابد أن نعرف من كل هذا الصراع القائم معنى الفتنة أشدّ من القتل، ومعنى أحد الحسنيين، ومعنى النُصرة والخذلان، ومعنى المحن والابتلاءات، ومعنى التوكل على الله، ومعنى التجريد من قوة الرجال إلى اللجوء لقوة الله، ومعنى الكرامات، ومعنى خاصة الجهاد في سبيل الله، وأنّ المعاينة ليس كالمشافهة، وأن الفعل خير من القول، وسنة الله ماضية، ولن يحابي بها أحد، وليعلم ذلك من اعتبر ووحّد ..
إِنَّ من قال باختلال موازين القوة لهو في شك وريب من وجوده حتّى، فتارة تراهم يقولون إن كانوا من المناصرين للقضية أن المعركة لا تُحسم من الجو ولا بد من حسمها في الميدان، وإن كانوا من المناوئين تراهم أهل تثبيط وإرجاف يقولون أنّ لا قِبلَ للخصوم بطائرات اعدائهم، ونسوا بذلك كل سَنَن الصراعات وكيف تُدار، وأن ربهم يقول " وأعدوا لهم ما استطعتم .."، وأن القوم أعدوا ما استطاعوا إليه سبيلا، فإن ربك هو من ينصر من نصره، والنصر غير مربوط بزمن ولا وقت، وما على الموحد إلا اتباع ما أُمِر به، فالعدّة كلها في الامتثال لأوامر الله، وأنّ العاقبة لمن جاء بالشرط، وشرط الله التوحيد الخالص ومن ثمّة العدّة، وما النصر إلاّ صبر ساعة، فوربي وربكم إنّه لاح ولكن على المنافقين ران، ولله الامر من قبل ومن بعد ولكن المنافقين لا يعلمون ..
السلام عليكم ..
=========================
كتبه نورالدين الجزائري

22 محرم 1438هـ الموافق ل 23/10/2016



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire