Rechercher dans ce blog

vendredi 4 novembre 2016

مقال بعنوان " #حرب_الموصل .. الجزء السابع:" ولكنّكم قوم لا تفقهون .." بقلم المدون نوالدين الجزائري

#حرب_الموصل ..
الجزء السابع:" ولكنّكم قوم لا تفقهون ..".

جاء في السيرة أنّ قريشاً قالت لأبي طالب :" يا أبا طالب : ابن أخيك يشتم آلهتنا، يقول ويقول، ويفعل و يفعل، فأرْسِل إليه فانْهَـه.."، فسبحان ربي العظيم وكأن قريشا اليوم بأعيانهم وشيّعهم معنا نشاهد قولهم وفعلهم ومكرهم، يقولون في الفئة المؤمنة اليوم ما قاله أسلافهم، تشابهت القلوب وكذا القول وفعل المنكر، وتراء عداؤهم وتحالفهم للقريب والبعيد، والمناداة في حلفهم أن أدركوا ما نحن فيه وما تسترنا عليه، أن اقتلوا من يريد أن يُبَدِّل دينكم وما اعتقد آبَاءكم، فيا أَيُّهَا العاقل لك في السيرة اليوم تدبّر، فتمعن معي إلاّ قليلا ..
علّمونا ودرّسونا معنى الطاغوت وفهّمونا شكله وسبله والطرق المؤدية إليه، نعم أرونا حتى من هو، أفي شخص أم هوى وهكذا، وقد جاء ذكر هذا الندّ لله عزّ وجل في نحو ثماني مواضع من كتابه الكريم، فلمّا وقفنا أمام ما تعلمناه منهم وأنكرنا على الأنداد والآلهة التي تعبد اليوم من دون الله عزّ وجل ونادينا أن اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأن ارجعوا إلى ما قد أورثتمونا من علمٍ، رمتنا قريش اليوم بسهامها المجتمعة، ونادت بالأحبار ورجال السوء وسدنتها أن ادفعوا عنّا مكر هؤلاء، فالسفينة واحدة، يريدون بدعوتهم هذه خرقها والمصير منّا جميعاً نصيب كبير ..
أرأيت أَيُّهَا العاقل كيف يقولون ما لا يفعلون، وإن فعلوا يتناقضون، وإن بُيِّن لهم سوء معتقدهم صاحوا في المدائن أن اخرجوا القوم الذين ينكرون، وأنّهم قوم مبتدعون، من الخوارج المارقين إلى المبتدعة الضَّالِّين، ومن سفهاء الأحلام إلى أزلام الأعداء ومن الأقزام، أرأيت أَيُّهَا العاقل كيف إنّ سياسات اليوم شقّت الصف وميّزت الناس، أرأيت أَيُّهَا العاقل كيف صوّروا لك الأحداث، وأنّ ما هم عليه هو الدِّين المنزّل، وأن مخاليفيهم على الدِّين المبدّل، أرأيت أَيُّهَا العاقل كيف قلّبوا لك الأمور حتى أصْبَحتَ من التائهين الحائرين، أرأيت ورأيت أَيُّهَا المسلم في خضّم هذه الأهوال وكيف انتصروا لدنياهم على حساب دينهم، أرأيت كيف ناصروا الآلهة الجديدة ونافحوا عنها بتزوير ما في الكتب وما جاءت به النصوص، أرأيت كيف سكتوا عن مظاهرة الكفّار على حساب الدِّين والأهل والدّيار، وأنّها وربي لمن الكفر ونواقض الاسلام، أرأيت السهام على من رموها اليوم بلا تردد او أدنى ستار، أرأيت كيف ابتغوا عند الآلهة المنصب والجاه والمال وقلّبوا لك الأمور أن اسمع وأطع ولا تكن من أصحاب الفهم الجديد.
نعم باتت اليوم الامور مفضوحة مكشوفة، قوم منّا يقتلون ويقاتلون مع امريكا وحلفها الصليبي الصهيوني الصفوي، رافعين فتوى كاذبة مكذوبة، أن الاسلام يجيز الحلف مع الكفرة الفجرة، في علانيتهم العداء لكل ما جاء في كتب العقيدة، من تصريحات رسمية وسياسية ودينية، وفِي السرّ يباركون كل ما جاء في كتب وصحف وسياسة الزنادقة، متصدرين المشهد اليوم في أحداث الامّة وكربتها في العراق وسورية، على الارض ومع القضية وزد عليها سياسة، وفِي السماء مع من يحرق على المسلمين اليابسة، يُظهِرُون خلاف ما يبطنون من مكر وخبث لكل يد شريفة حملت سيفا أو بندقية لصد أيّ هجمة شرسة، مشروعهم مشروع الأسياد امريكا وصهيون وصفيون وبذلك يتمّ لهم العروش زعمهم وأنّى يدركون أنّهم في ساحة وميدان القروش ..
لا يخفى اليوم لذي عاقل في العالم العربي والإسلامي أن الاسلام أصبح كلمة إلاّ في دساتيرهم الشركية، وأنّه دين الدولة والنَّاس ولكن أين دين الله من واقع كل ما يقررون، فإن أمريكا هي المشرّع، والنابليون هو المرجع، وما بين تشريع ومرجعيةِ انتُّزِع الاسلام وانتُقِصت عُراه، وأصبحت الدول الاسلامية وعلى رؤوسها هؤلاء الآلهة يأتمرون بمرجعية سايكس-بيكو، وعند النّزاع يلجؤون إلى محاكم الكفر في الجمعيات الأممية، اشْرَأبوا الردّة كما سبقهم الأعراب يوم وفاة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وكان لابد أن يقيّض الله لهم من يرجعهم إلى الطريق ولو على حساب الدماء والاشلاء، فليسوا بأعزة على الله من الذين جحدوا ركنا من أركان الإسلام، فالبُونُ وربي شاسع ما بين من أنكر معلوم من الدين بالضرورة ومن أنكر و أدار ظهره للعقيدة وأسّها من الولاء والبراء، فأي الفرقين أحق بالقتال والقتل أَيُّهَا العقلاء ..
إنّ ربك حافظ لدينه ولكتابه وسنّة رسوله، وما كان دين البارحة فهو حتما دين اليوم ولا زعزعة، فأعداء الله من الصليبيين والمشركين من الرافضة وأعوانهم المنافقين لفي خندق معلوم اليوم للعامة، ومن أوكِل إليهم حمل الأمانة والدين لفي خندق بيِّن أيضاً عند كل ذي علم وبصيرة، فالحق واحد ومعه الواحد الأحد والباطل كثير متعدد ومعه الكافر والمنافق والمشرك، وما نراه اليوم من اقتتال ما بين الطائفتين إنَّما من التدافع والسنن، وجرت عادة الله أن إذا أراد للحق أن يعلوا يسبقه في ذلك تأسيس وترشيح، وأن طريق الحق مفروش بالدماء والاشلاء، وتربته من تحريض وثبات، وسماؤه تكبير واستغفار، وهواؤه نية وإقبال، فلعلّ السر يكمن في هؤلاء الذين تداعت عليهم أمّم الكفر بسلاح فتّاك أشرّ، يريدون بذلك إطفاء نور الله كالذي معهم وبأيديهم، ويأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره ولو كرهت امريكا وروسيا وجحافلها ..
إن الاسلام لم يُنصر بعدد وعدّة وإنّما انتصر بتوحيد وعقيدة، ويوم حنين إذا أعجبتكم قوتكم، فكان درساً لمن تغنّى بالعدد والقوة، وإنذارا إن القوة لله جميعا، وأنّ النصر من عنده ولا مفّرَ، فيا أَيُّهَا العقلاء من الأُمَّة أوَ ليس لنا صورة مجسَّدة في فئتين إلتقتا، فئة تقاتل في سبيل الله واُخرى كافرة ترونها رأي العين، ما ذنب من اجتمعت عليهم زبالة العالم  اليوم وحربهم إيّاهم إلاّ أن قالوا رَبُّنا الله وأرادوا الاستقامة، ما الذي تريده أمريكا في بلادنا، ما الذي تريد الرافضة من توحيدنا، ما الذي يريده الطواغيت من ديننا، أوَ ليسوا جميعا على صعيد رجل واحد اليوم يريدون من العصبة المؤمنة الاستئصال إلاّ لأنّهم يريدون تطبيق شرع الله بلا وصاية، أوَ لم يسأل أحدكم ما الذي فعلته امريكا لمسلمي بورما وإفريقيا الوسطى حتى تتباكى على إسلام المنطقة، أوَ لم يسأل أحدكم ما الذي تريده امريكا بحلفها مع صفيون في العراق وسورية، أوَ ليس أسّ العقيدة ولبّ الشريعة، كيف لأحبار السوء وسدنة ترسيخ الملك لمن لا ملك له حقا على المسلمين وأرضهم ان يحرّضوا على من يريد أن يقيم شرع الله في أرضه واصفين إيّاهم بأقبح الاوصاف والتحقير، أوَ جعلتم المسلمين كالمجرمين يا علماء اليوم، ما لكم كيف تحكمون وبأي منطق تفكّرون، فما الذي أعماكم عن رؤية الحق وأنتم في فسح من الدنيا تنظرون، لكن إنّها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ..
إن العصبة المؤمنة اليوم لا خيار لها ولا سياسة إلا إحدى الحسنيين، نصر أم شهادة، عزٌّ ولا دناءة، فهم موعودون بنصر الله لهم وعلى يقين وزيادة، وها قد اجتمعت عليهم اكثر من ستين دولة اليوم منذ أزيد من عامين ولَم يتمكنوا منهم، فما سر هذا الثبات بالله عليكم، ولا تقولون بفرية المؤامرة أو الصنيعة فقد تبخرت المكيدة وبان عُوار التهمة فلا فائدة، ومن يتآمر على بلدة من منازل طين بالية، ولكن في التوحيد سر القضية، وخطر على التحالف وجمع البرية، فتوحيد الله يستخلص الكفؤ والصادق ليسوس الامة، فكما أن الابتلاء للرسل والأمثل ثم الأمثل، فكذلك من يحكم الامة بدين الله فالكفؤ  ثم الكفؤ ولا مكانة للحثالة التي جثمت على صدر الامّة لا تستطيع حتى أن تفرق ما بين حديث واَية، تدير مشاريع امريكا وحلفها المعلوم باستعباد المسلمين ولا كلام ..
إنّ الحق كلّما عورض وحورب وتداعت سيوف الكفر والنفاق عليه وحُفَّ بالشبهات، ازداد وضوحاً وتميزاً وحصل به اليقين التام والنصر المبيّن، وكل من يقول بجنون هؤلاء بأنّ لا قبلة لهم بأمريكا وحلفها الصهيوني الصفوي العربي، وأنّ الغلبة للمادة فعليه أن يفهم أسباب النصر والهزيمة في الاسلام، وأن يعي ويعقل أنّ لا مكان لمستقبل الامة إلاّ بحبر الدماء، وقراطيس الأشلاء، وأن من حكمته تعالى تمييز الصفوف من الطيب والخبيث، والصادق من الكاذب، والصابر من الجبان، والمحرّض من المثبط، وأنه لم يكن ليذر العباد على ما هم عليه من الاختلاط  في أُمَّة الهون، وأن من رحمته وسننه الجارية أن يدفع ضرر الكفار والمنافقين بالمؤمنين المقاتلين، وأنه لولا ذلك لفسدت الأرض باستيلاء الكفر وشعائره على ديار الاسلام، فأنّى للشرك أن يصيب من الحق إلاّ خدشاً، وأنّى للكفر أن ينال من الإيمان إلاّ نباحاً، أوَ لم يكن ابراهيم أمّة وحده ونصره الله على جمع الكفر ومن كان ضدّه، فاليوم يوم الفرقان، يوم الحق على الباطل في الميدان، فمهما كُثُر أعوان الشيطان فإن نصر الله يلجلج على البيبان، فالنصر صبر ساعة أَيُّهَا الأبطال فوَ الله لهو على الرؤوس مشاهد، ولكنكم أَيُّهَا الكفار والمشركون والمنافقون لا تفقهون ..
السلام عليكم ..
====================
كتبه : نورالدين الجزائري

04 صفر 1438هـ الموافق ل 04/11/2016




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire