Rechercher dans ce blog

vendredi 7 octobre 2016

مقال بعنوان " ورقة أوباما الاخيرة في سوريا" ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


ورقة أوباما الاخيرة في سوريا


إن أمريكا في استنزاف رهيب  وعليها إنهاء الملف السوري بأسرع ما يمكن وقبل الانتخابات الامريكية ليباشر الرئيس الامريكي الجديد ملف سوريا حيث ستكون له لفتة قوية في بداية مشواره العملي عدى المستوى الدولي بعد  أن انتهى دور أوباما أمام واقع الاستراتجية القديمة الجديدة التي تنفذ بخبث ، حيث سيُضرب نظام بشار قبل خروج أوباما في جانفي القادم وإذا كان هنالك لومًا له ولسياسته فمن الاستحالة لومه حينها لأنه لن يكون الرئيس القادم للولايات المتحدة الامريكية ، فإن نجح تكون الاستمرارية وإن أخطأ وفشلت خطته استبدلت بأخرى .
 قد يتساءل القارئ عن موقع ايران وسط هذا الحل الذي تريد امريكا فرضه واقعا في سورية . حتما إن ايران لها موقعها الثابت داخل المنظومة الدولية في المفاوضات وحينها سيكون لها حصة الأسد فيما بعد الأسد ، وستُسلمها أمريكا سوريا كما سلمت العراق لها من قبل و بذلك يتحقق لامريكا ما لم تستطع  تحقيقه بقوة الميليشيات و في المقابل ستضحي ايران بالأسد شرط أن تبقى سوريا تحت حكم الطائفة العلوية خاصة في الدفاع والداخلية والخارجية وحتى تتمكن ايضا من بسط نفوذها أكثر في سوريا و الامتداد يكون لها من دون نزاع فيه .
وأمام هذا كله تقف السعودية مهمّشة فجيشها غير منضبط و ذو عقيدة وهابية في أصله ، وهي رؤية إن قيست بمنظور و زاوية امريكا كان ذلك مشكلا عويصا خُلق ليهدد مصالحها . ربما لو كان مشروع السعودية قد نجح في سوريا لكان هذا المشكل قد خف و انزاح ، لكنها فشلت في سوريا واقتصرت مهمتها على فك ارتباط النصرة بالقاعدة و بالتالي انتهى دورها هناك .
بالنسبة للأسد انتهى أمره منذ سنة 2011 ، أي منذ اندلاع الثورة أصلا ، لكن من الحِكَم الخبيثة للغرب أنه لا يجوز تغيير نظام تحت ثورة فالبديل غير معروف وقد يكون أصلا من رحم الثورة نفسها ، لذا أطالوا عهد الاسد تفاديا لمفاجآت الثورة، أما و حالُ الآن والحرب أنهكت الجميع فمن الأجدر التصدي للدولة الاسلامية وحدها فما تبقى لهم من أموال كافية أو تمويل لاستمرارية الحرب كما هي الآن أو أشد .
لكن السؤال الذي قد يطرح نفسه ماذا سيفعل النظام الأسدي للحفاظ على بقائه و ديمومته وسط هذا الصراع المحتدم؟ وهل يملك الاسد أوراقا رابحة يلعب بها؟ لربما ما قاله السفير السابق لسوريا بهجت سليمان أنه إذا ما تمت مهاجمة الجيش النظامي الأسدي من طرف طائرات الناتو سيكون الردّ ضَربُ تل ابيب بالصواريخ وقد يطول عواصم أخرى في إشارة إلى عمان و الرياض. طبعا هي تهديدات تدخل ضمن جعجعة أنصار المقاومة و الممانعة التي عهدناها منهم طوال سنين خلت وهم في غفلة على أن ساعة الصفر حانت و اقتربت .
إن ما يهم أمريكا حاليا من هذا التدخل هو إحداث وخلق جندٍ للناتو وقوات عربية غير أممية تابعة لها تعمل تحت إمرتها لتطويق الرقّة فهي في مخططهم تُعد الجائزة الكبرى بعد الموصل . لكنهم لن يفلحوا فالمنطقة ستفاجئهم بما مكر الله لعباده المؤمنين . فمع هذا التجمع و التحالف الرهيب فإن كل الصادقين من الجماعات والافراد في سورية سيبايعون الدولة الاسلامية وبذلك يولد الخندقين ، خندق امريكا وخندق الدولة الاسلامية وهذه المرة وجها بوجه ، أضف إليه ذاك التمرد المحتمل وقوعه في الجيش السعودي الذي سيطيح بآل سعود وسيكون ولاؤه للإسلام الحقّ ومنها للدولة الاسلامية في إطار شراكة لصد و دحر عدو مشترك يهدد الاسلام ولعل ما صرح به سليماني منذ أيام يؤكد ذلك حيث قال: " تنظيم الدولة لم يتأسس للحرب في سوريا بل لمواجهة إيران " .
هذا و الله أعلم  ....

==========================
كتبه: نورالدين الجزائري 
بتاريخ 06 محرم 1438 هـ الموافق ل 07/10/2016





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire