Rechercher dans ce blog

vendredi 7 octobre 2016

مقال بعنوان " أمريكا وفرض الحل السياسي في سورية " ... بقلم نورالدين الجزائري


أمريكا وفرض الحل السياسي في سورية ..

‏إنّ الأزمة الدبلوماسية ما بين امريكا وروسيا في هذه الأيام مفتعلة، وطبخة جديدة وخطيرة، ومن النوع السري للغاية وعلى أعلى المستويات بين البلدين في هذه المرحلة فيما يخص الملف السوري خاصة، والمنطقة العربية عموماً، فمن التسريبات المقربة من الدوائر الاستخباراتية، سيتم قصف قوات بشار الأسد و ميليشياته المختلفة من طرف امريكا والناتو بأسراب كبيرة من الطائرات والمقدرة بـ 800 طائرة، كما جرى لقوات صربيا في البوسنة والهرسك قبل عشرين عاما، ومن خلال العملية إلزام الجميع لحل سياسي مفروض بعد سنوات الدمار والخراب الذي حلّ بسوريا، وفوضى السلاح والميليشيات بحسب الخبراء والمراقبين.
فطلب روسيا عقد اجتماع عاجل وطارئ لمجلس الأمن حول سوريا ليس من عبث، فهي رسالة قانونية أممية تهدف إلى تقنين الوجود الروسي في روسيا بقواعده المعروفة، وما نشر روسيا للمنظومات الدفاعية الجوية S400 المتطورة و S300 الكلاسيكية مفادها حماية المصالح الجوية الروسية في سوريا، وليس التدخل فما طُبِخ من مؤامرة أمريكية روسية لإنهاء الصراع في سورية.
فالعملية معقّدة ومدروسة عسكرياً ما بين البلدين، فالحرب الدائرة مكلفة وخاصة للجانب الروسي، ومنها تحذير الاخصائيين الاقتصاديين لبوتين بأن الوضع على وشك الانفجار داخل روسيا، وأن تكلفة الحرب فاتورتها باهظة إلى حد الآن، وأن المستنقع الروسي بدأت ملامحه تظهر على جلّ اقتصاد روسيا، فالاتفاقية الامريكية الروسية من هذا الباب، وأن امريكا ليس من مصلحتها انهيار روسيا كلياً، فلذا استنزفتها مرحلياً للهيمنة على المنطقة مفردةً، وإملاء الشروط الغربية على المنطقة بحسب النفوذ المعهود دوليا.
فالعملية ستسفر بعد قصف الأهداف والتي حُدّدت وفِي حيّز التنفيذ لإركاع النظام وحلفائه على الجلوس حول مائدة المفاوضات، وسيُعيّن فريقاً من المعارضة للجلوس مع نظام بشار، وإخضاع الجميع لحل سياسي على غرار حرب صربيا ومعاهدة دايتون للسلام المعروفة..
فبعد فرض حل سياسي للملف السوري، سيشاهَد تدفق قوات أجنبية من امريكا وحلف الناتو على الاراضي السورية، من جنود أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين وألمان وهولنديين ودنماركيين ومن بلاد شرق أوروبا وبعض جنود العرب، لفرض أمر الواقع على الجميع، ومنها محاربة الدولة الاسلامية مباشرة والاصطدام معها وفِي معاقلها وخاصة الرقة، فالغرب بقيادة أمريكا مصمم على إنهاء ملف الدولة الاسلامية نهائيا، والامر مرتبط بموعود الله ولا مفر، وكما قال البغدادي سترغم امريكا وحلفائها للمجيء مرة ثانية لمواجهة جنود الدولة الاسلامية، فهل سنشهد قبل نهاية العام ما تنبأ به البغدادي ومن قبله اسلافه حقا وعلى أرض الواقع أرض دابق المباركة ..!

==============================
كتبه : نورالدين الجزائري
06 محرم 1438هـ الموافق ل 07/10/2016

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire