Rechercher dans ce blog

mercredi 10 août 2016

مقال بعنوان " أكراد اميركا وزبدة الحصاد " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



أكراد أمريكا وزبدة الحصاد ..



إنٌ من بين التقارير الاستخباراتية الخطيرة والسريّة التي رفعت إلى البيت الأبيض عند تشكيل السعودية وتركيا لما يسمى بالتحالف الاسلامي بأمر من أمريكا للمساهمة في القضاء على الارهاب ما تداوله ضبَّاط بالاستخبارات السعودية والتركية بتقرير رُفِع لمحمد بن سلمان بصفته كقائد للقوات العامة السعودية ورئيس الحلف الاسلامي محذرين من خطورة الأقدام على دخول سورية لأن انضمام عددا كبيرا من هذه القوات لداعش أمراً وارداً وكبيراً، فكان من أمريكا إِلَّا أن تؤجل عمل هذا التحالف إلى أجل غير مسمى من شدّة خطورة الامر إن تمّ؛ فعلى إثر ذلك عمدت الولايات المتحدة الامريكية إلى إنشاء قوات صغيرة من أكراد سورية وتركيا مدرَّبة في الاْردن وبعض دويلات الخليج مدينة لها بالولاء التام، لتقوم مقام فرق النخبة في الجيش الاسلامي المكون من البلدان الاسلامية والذي اُدرِج ملفه في سلة النفايات الاستخباراتية ..
فأمريكا لا تثق بأهل السنة وهي عقيدة البيت الأبيض في تعاملها مع المسلمين، فكل سُنّي عندها بمثابة إرهابي بداخله، فلذا لجأت إلى التعامل بالرضى مع كل من هو غير سُنّي وخاصة إن كان الطرف المقابل لا يدين بدين الاسلام، فكل تدخلاتها في النزاعات الاسلامية إِلَّا واتخذت الخصم كطرف ذو أحقية مطلقة على الخصم المسلم، فهي صريحة في عداوتها مع العقيدة الاسلامية الصافية ..
فأمرها في العراق والشام واضح بيّن، فهي تعادي أهل السنّة وتعاون المناوئين لهم بكل دسيسة، فدعمها للميليشيات الشيعية بالطائرات والسلاح والمشورة في العراق مفضوح، وكذا في سورية للوحدات الكردية وخاصة الحزب الديمقراطي الكردي، والذي كان تحت رعاية نظام بشار وروسيا، فاستلمته ليكون يدّها الضاربة الأبية المطيعة لكل ما هو هدف لها ولاستراتيجيتها في المنطقة.
إن الحزب الديمقراطي الكردي نبتة ماركسية إلحادية خبيثة، فهم أبناء الشمس والنور كما يزعمون ويتباهون، خليط من شباب وشابّات مجنّدين، تدربوا في دول الجوار على يد خبراء من شركة بلاك ووتر الامريكية السيئة السمعة، وبعض مرتزقة الاستخبارات الدول العربية، نفخت فيهم أمريكا فيهم حلماً قديماً جديداً بإنشاء دويلة كردية عند تقسيم المنطقة، من كوباني عين العرب إلى الرّقة مروراً بمنبج، فهم يقاتلون إذاً من إجل قضية وحلم آبائهم وأجدادهم، فجعلت منهم أمريكا وقودها في استراتيجية غير معلنة، فهمّها وهمّهم داعش المؤرّق لمخططاتهما،فراحوا يحاربونها بكل الوسائل المباحة وغير ذلك والمتاحة وفي طَيّ التجريب لمكافحتها ومحاولة إزاحتها من طريقهما أواستئصال شأفة وجودها من تلك الارض الموعودة.
فأمريكا بزواجها مع أكراد سوريا تدرك أنّ المعادلة على الارض لغير صالح حليفتها وقوتها الضاربة، فجرّبت ذلك في كوباني عين العرب، وكيف بمئات من مقاتلي داعش صمدوا امام الآلاف من المقاتلين الأكراد ومن فوقهم طائراتها، فاستنتجوا أن سياسة الارض المحروقة هي الخطة الناجعة أمام هؤلاء، فأحرقت أمريكا الأخضر واليابس على رؤوس أهل السنة لإجبارهم التخلي عن ما خُطِّط له، فراحوا على أطراف كل بلدة مختبئين حتى يتّم تطهير الارض بسلاح الطيران المرّم دولياً من تحت أقدام أهل السنّة المدافعين عن الارض والمقدسات، ثم دخول الوحدات الكردية معلنة التطهير والنصر المبين ..
إنّ المراقب والمتتبع للمشهد السوري وفي المنطقة عموماً يدرك ويعلم علم اليقين أن ليست هذه الحفنة والشرذمة من المرتزقة أفراخ أوكار المخابرات المحلّية والعالمية من تصنع الانتصارات وخاصة ما روّج له في كوباني عين العرب ومنبج اليوم، وفرِحَ بذلك الخصوم والمناوئين لأهل السُّنة، بل لولا الطيران الامريكي والروسي والتحالف الدولي لكان هذا الحزب اللاّديني في خبر كان من التاريخ المعاصر، ولكان أكثرهم لاجئين في بلدان نفخ الجلود، وحين ترى المنصفين من الغربيين يقولون إن استمرار قتال الأكراد للسُنَّة منبعه شيك أبيض من المعاملات والاعانات الغربية والمحلّية، وتخطيط محكم في أروقة المخابرات المجاورة لسورية، فحينها تعلم أن فرح المناوئين بانتصارات الأكراد على الصادقين ولمزهم بخسران الارض والمعارك من طرف نساء PKK لهو من حقدهم الدّفين، ومرض القلوب التي لا تُعالج من الحسد.
فمعارك الأكراد PKK اليوم ضد الصادقين من أبناء الأمّة من مهازل النزالات والنزاعات على ما اُدخِل على الحروب الغير التقليدية، فالطيران المساند بنيرانه القوية وقنابله المدمّرة هو من يمهد للأكراد دخول بلدة من هنا وقرية من هناك بعد سياسة الارض المحروقة، والتي في الغالب ما سمّاها علماء النفس وأخصائيوا الحروب بجنون العظمة في الحروب، وأنّ الحقيقة على الارض غير الذي هو منشود ومتطاير به كانتصارات على جنود، وأنّ الضحية غالبا ما تكون من المدنيين المسالمين، وحين يهدأ وينزل غبار المعارك يدرك الصادق مدى كذب وتدليس تلك البنادق، فاليوم هم فوق الصادقين وهذا تمحيص من رب العالمين حتى يَتَّخِذ منهم شهداء ويُميّز الصفوف، وغداً نصر مبين وأنّ ربك فوق الخصم وهو المنتقم للموحدّين، وللمناوئين إن كانوا أهل نزال إن يصمدوا عُشر ما صمد الخصوم وهم تحت القنابل وشتى الحموم، وبعدها لكل حادثة مقال ومقام ..

السلام عليكم ..

========================
كتبـــــــه نورالدين الجزائري

08  ذو القعدة 1437هـ الموافق ل 10/08/2016








Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire